دراسات أسيويةدراسات استراتيجيةرسائل وأطروحات في الأمن والاستراتيجية

الثقافة الكونفوشيوسية : دراسة في الأبعاد الثقافية للصعود الاستراتيجي الصيني

تسعى إلى إبراز دور هذه الثقافة في المجتمع الصيني وتعمقها فيه، وحتى دورها في شرق آسيا وتجدرها في تلك المجتمعات، وعلاقة ذلك بالدور الصيني في المنطقة ثم في مرحلة لاحقة بالدور الصيني في العالم. بعد الدراسة المفصلة وصلنا إلى خلاصة واستنتاجات والمتمثلة في وجود علاقة بين الصعود الصيني الشامل والثقافة الصينية الممتدة لآلاف السنين والمتأصلة في المجتمع والوجدان الصيني، كانت بداية الدراسة في الفصل الأول بالمفهوم المركزي للدراسة الثقافة والاختلاف حول هذا المفهوم، خاصة مع مصطلح الحضارة، لننتقل إلى المدرسة اللبرالية، حيث تفسر الصعود الصيني بأنه إيجابي باعتباره النموذج المتبع في الاقتصاد وهو ما يرتد على الجوانب الأخرى، ثم المدرسة الواقعية التي تفسر صعود الصين بأنه خطر، خاصة وفق رؤية بعيدة المدى،لنصل إلى التفسير الثقافي الذي يربط تطور أي حضارة بقوة ثقافتها سواء في الماضي أو الحاضر. كانت البداية في الفصل الثاني بالكونفوشيوسية، باعتبارها الرافد الأساسي والرسمي للدولة الصينية من القدم إلى الزمن الحاضر، عبر البحث في طبيعة الأصول التاريخية للثقافة الصينية الحالية التي تتشكل من الفكر “الطاوي” المؤسس على يد المفكر الصيني “لاوتزي”، كان تأثير هذا الرافد الفكري محدود إلى حد ما، وهذا راجع للطبيعة السلبية لهذا الفكر والرافض للحياة الاجتماعية والبحث عن الصفاء النفسي والارتماء في الطبيعة ورفض حياة المدينة، ورفض تغيير كل ما هو طبيعي، لكن تأثيره الأساسي كان مميزا لفترات الضعف، حيث يشكل دافعا ومبررا للهروب من مشاكل المجتمع السلبية، كما أن حب الطبيعة كمتغير أساسي لهذا الفكر، شكل دافعا للتحول اليوم نحو الاقتصاد الخدماتي وإصلاح الاقتصاد والبحث عن الطاقات المتجددة الصديقة للبيئة، لنصل إلى المتغير الرئيسي في الثقافة الصينية وهي الكونفوشيوسية التي وجدنا أنها ثقافة اجتماعية بامتياز رافضة للمنطق الطاوي في الهروب من المجتمع والارتماء في الطبيعة، بل تهدف للبحث عن الحلول حتى في زمن التراجع بالعودة إلى ثقافة الزمن الصالح للسلف، كما أن النظرة الخيرة للطبيعة الإنسانية ساهمت في بلورة المنطق الايجابي لهذه الثقافة، لقد هدفت الكونفوشيوسية إلى أخلقة الحياة المجتمعية، ليس للمجتمع الصيني بل بنظرة عالمية للفرد الإنساني، كل هذه المتغيرات جعلت منها المحدد الأساسي في كل الحضارة الصينية الممتدة لأكثر من ثلاث آلاف سنة، أكثر من ذلك أصبحت عبارة عن ديانة رسمية للإمبراطورية الصينية بمختلف مراحلها وتعاقب أسرها، رغم أنها ثقافة إنسانية و من خصائصها العلمانية، لقد وصل الأمر إلى بناء معابد كونفوشيوسية، لقد أصبح الحكام والأباطرة لا يحصلون على منصبهم إلا عن طريق إجراء اختبارات حول الثقافة الكونفوشيوسية.

تحميل الرسالة

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى