كتبنظرية العلاقات الدولية

الحرب الباردة ؛ تاريخ العلاقات الأمريكية الروسية

الحرب الباردة ؛ تاريخ العلاقات الأمريكية الروسية
تأليف د. ايناس سعدي عبد الله

كان انهيار النظام الدولي الأوربي، نتيجة قيام الحرب العالمية الثانية، وما أدت إليه تلك الحرب من نتائج منها التحولات والتغيرات الجذرية في صورة توزيع القوى على المستوى العالمي،فقد خرجت الدول الأوربية-أقطاب النظام القديم-دول المحور ودول الحلفاء منهكة اقتصاديا وعسكريا وسياسيا،ومن ثم تراجعت مواقعها،في سلم تدرج القوى الدولية،بينما ظهر قطبان عالميان جديدان هما:الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي،وقد أصبحا في ظل الوضع الجديد وحدهما القادرين على تقرير صورة النظام الدولي كله،بما يملكانه من قدرات فائقة.وهكذا تحول النسق الدولي إلى صورته التي راحت تعرف بالنظام الدولي الثنائي القطبية.بدأت مظاهر العداء بين القطبين تلوح في الأفق مع نهاية الحرب العالمية الثانية بعد إن انهارت النظم الشمولية النازية والفاشية في أوربا،والتي كانت تشكل خطرا يهدد كلا القطبين،ذلك التهديد الذي كان دافعا وراء تحالف القطبين خلال مدة الحرب.غير انه مع زوال ذلك التهديد ومع إدراك كل من القوتين لحقائق الوضع الدولي الجديد في عالم ما بعد الحرب.بدأ التنافس والصراع بينهما يطفو على السطح مرة أخرى،فبدأت الخلافات بينهما حول اقتسام مناطق النفوذ واشتدت هذه الخلافات إلى حد الأزمات الدولية التي كادت إن تعصف بالسلم الدولي مثل أزمة برلين 1947،والحرب الكورية 1950،وأزمة الصواريخ الكوبية 1962،لولا الإدراك الواعي من جانب كل من القوتين لمخاطر المواجهة بينهما لاسيما في ظل التقدم التكنولوجي الذي انعكس بصورة مباشرة على مجال التسلح فادى إلى ظهور أنواع جديدة من الأسلحة ذات القوة التدميرية الهائلة،ومنها الأسلحة الذرية،مما أدى إلى التحول بالنظام الدولي من توازن القوى التقليدي إلى التوازن القائم على الأسلحة الذرية،وهو ما أصبح يعرف بميزان الرعب النووي…..

 

 

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى