الحرب الهادئة: مستقبل التنافس العالمي – نوح فيلدمان

انتهت الحرب الباردة بانتصار حاسم للغرب، إلا أننا الآن، كما يقول نوح فيلدمان، ندخل حقبة الكفاح العالمي المتجدد: حقبة الحرب الهادئة. وكما جمعت الحرب الباردة القوى العظمى الحاكمة في منافسة من أجل الهيمنة الجغرافية السياسية، سوف يضع هذا العهد الجديد الولايات المتحدة مرة أخرى ضد الصين الصاعدة بسرعة في تنافس على الهيمنة، الحلفاء، والمصادر. وكما يحدث الآن في آسيا، سوف يمتد الصراع إلى الشرق الأوسط (إسرائيل المدعومة من أمريكا ضد إيران المدعومة من الصين)، أفريقيا، وغيرها.
إلا أن هذه الحرب الهادئة تختلف بشكل أساسي عن المواجهات الحاسمة في الماضي: فالقوة العظمى في العالم، الولايات المتحدة، التي لها علاقات جيدة مع الدولة التي تنافسها بشكل أساسي ومترابط اقتصادياً لدرجة لم يسبق لها مثيل. الصادرات إلى الولايات المتحدة تمثل حوالي ربع تجارة الصين، بينما تمسك الحكومة الصينية 8 بالمئة من ديون الولايات المتحدة المعلقة. هذا الترابط له آثار عميقة للدول، الشركات، والمؤسسات العالمية. إنه يجعل ما كان يبدو خصاماً كلاسيكياً بين قوتين عظميين شيئاً أكثر تعقيداً، تناقضاً، وبحاجة ماسة للتحليل المنطقي الماهر الذي يقدمه فيلدمان.
ولنفهم المنافسة التي تلوح في الأفق مع الصين، يجب أن نفهم الدوافع التي تقود سياسة الصين. وفيلدمان يقدم تناولاً جذاباً لمراتب تلك الدولة، متحدثاً عن الأمراء الوراثيين الذين يحصدون ميزات النظام السياسي المعقد في الصين، حيث إنهم يشاركون أولئك الذين يحافظون على المواهب في هذا النظام، والإصلاحيين الذين يحاولون اقتلاع الفساد وتعزيز مساءلة الحكومة.
كما يقدم كتاب (الحرب الهادئة) تحليلاً واضحاً لما يمكن توقعه خلال السنوات القادمة، مبيناً كيف أن صعود الصين يمثل الفرص إلى جانب المخاطر. المنافسة القوية قد تجعل الولايات المتحدة أضعف، أذكى وأكثر واقعية ونشاطاً، وقد تقود الصين إلى احترام حقوق الإنسان بشكل أكبر. بدلاً من ذلك، الصراعات حول التجارة، الأراضي، أو حقوق الإنسان قد يعرض التوازن الاقتصادي العالمي للخطر، أو يحرض على حرب ساخنة كارثية لا تريدها أي من الدولتين.
قد تكون الولايات المتحدة والصين مختلفتان من النواحي الثقافية والسياسية ومن ناحية العقائد والاعتقادات، إلا أنهما تلتقيان عندما يتعلق الأمر بالمصالح الشخصية المتبادلة. هذا الكتاب يجعل التعاون التنافسي الطريق الوحيد للحفاظ على الأمان ويجعل كلا الطرفين رابحين.

https://ia801505.us.archive.org/1/items/057VW/057VW05614.pdf

 

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button