The media campaigns and Public opinion
اعداد : د . مرعى على الرمحي، استاذ مساعد بقسم العلوم السياسية، جامعة بنغازي – دولة ليبيا، للعام الدراسي 2023 – 2024م
المحاور الاساسية للمقرر الدراسي :
اولا – الاطار النظري لظاهرة الرأي العام .
- تحديد المفهوم الإجرائي لمفهوم ظاهرة الرأي العام .
- وظيفة ظاهرة الرأي العام .
- انواع ظاهرة الرأي العام .
- اهداف ظاهرة الرأي العام .
- العناصر الاساسية المكونة لظاهرة الرأي العام .
- خصائص ظاهرة الرأي العام .
ثانيا – الاطار النظري للحملة الاعلامية .
- المفهوم الإجرائي للحملة الاعلامية .
- العناصر الاساسية المكونة للحملة الاعلامية .
- شروط تحقيق الحملة الاعلامية .
- انواع الحملة الاعلامية .
- خصائص الحملة الاعلامية .
- مراحل تحقيق الحملة الاعلامية .
- اهداف الحملة الاعلامية .
ثالثا – واقع العلاقة الارتباطية بين ظاهرة الرأي العام و الحملة الاعلامية .
- العوامل المؤثرة في العلاقة الارتباطية بين ظاهرة الرأي العام و الحملة الاعلامية .
- انماط العلاقة الارتباطية بين ظاهرة الرأي العام و الحملة الاعلامية .
- الاتجاهات الرئيسية للعلاقة الارتباطية بين ظاهرة الرأي العام و الحملة الاعلامية .
مقدمة : interdiction
ان معظم دراسات علم الاجتماع السياسي المعاصرة ترى ان الدور الاستشرافي لظاهرة الرأي العام و الحملات الاعلاميةthe media campaign and public opinion يؤدى بطبيعته الى خلق حالة من التفاعل الطبيعي بين اهتمامات وقضايا الرأي العام من جانب وتعزيز دور الحملات الاعلامية تجاه تلك القضايا و الاهتمامات من جانب اخر وما ينتج عن ذلك من تحقيق حالة الاستقرار ” الاجتماعي ، السياسي ” داخل الدولة الوطنية من خلال نجاح النظام السياسي في تحقيق عملية ( الامتصاص ،الاستجابة ) للحملات الاعلامية سواء تلك القائمة في البيئة ” الداخلية ، الخارجية ” للدولة الوطنية . كما ان هذه العلاقة الارتباطية بين الطرفين تمثل اهم العوامل التي يضعها صانع القرار السياسي عند تحديد الاهداف الاستراتيجية و التكتيكية المأمولة من الحملة الاعلامية في كافة العمليات السياسية وبغض النظر عن ( شكل ، طبيعة ، ايدولوجية ، عقيدة ) النظام السياسي الحاكم داخل الدولة الوطنية المعاصرة . وفى سبيل توضيح هذه الحقيقة الاجتماعية السياسية فقد تم تقسيم خطة المنهج الى المطالب التالية :
المطلب الاول – ماهية مفهوم ظاهرة الرأي العام .
المطلب الثاني – الاطار النظري للحملة الاعلامية .
المطلب الثالث – واقع العلاقة الارتباطية بين ظاهرة الرأي العام و الحملات الاعلامية
المطلب الرابع – المتطلبات الاستشرافية لظاهرة الرأي العام تجاه مواجهة الحملات الاعلامية المضادة .
وفى نهاية هذا المقرر سيتم تحديد خاتمة عامة وجملة من نتائج الدراسة والتوصيات .
مشكلة الدراسة :
ان موضوع هذا المقرر يتناول ظاهرة الرأي العام و الحملات الاعلامية اللذان يسهمان بدورهما في تعزيز قدرة النظام السياسي الحاكم علي تقديم برامج و خطط و سياسات رشيدة او ما يعرف بمصطلح ( ما يجب ان يكون ) باعتبارهما العاملان المؤثران الرئيسيان في منظومة العلاقات المجتمعية المعاصرة . باعتبار انهما يؤثران و بشكل خطير في مرحلة ما قبل عملية اتخاذ القرار السياسي . بل انهما يمثلان الوسائل الاساسية في دفع صانع القرار السياسي باتجاه اصدار جملة ” القوانين ، القرارات ، اللوائح ، التعليمات ” الرشيدة القابلة للتطبيق على ارض الواقع . كما تظهر حقيقة مشكلة العلاقة بين ظاهرة الرأي العام والحملات الاعلامية عندما تعمل النظم السياسية المعاصرة في اتخاذ قراراتها السياسية بالأسلوب القمعي” الإكراهي “تجاه الطبقة الاجتماعية المحكومة الملزمة بحركة ايجابية تحت تأثير الدعاية السياسية للنظام السياسي الحاكم تجاه الحملات الاعلامية سواء على المستوى ( الداخلي ، الخارجي ) حيث تعمل بعض النظم السياسية المعاصرة باستغلال الحملات الاعلامية المختلفة كسلاح من اجل خلق رأى عام ( مشوه ) يظهر في اطاره العام مبادى الشرعية السياسية المتمثلة في كلا من ” القناعة ، الايمان ” للقوانين و القرارات و اللوائح و التعليمات التي يقوم النظام السياسي الحاكم بإصدارها . او انها قد وضعت بناء على ارادته الوطنية . كما تظهر مشكلة العلاقة الارتباطية بين الطرفين في حالة غياب مبدا حقوق الانسان وان يكون له رأى عام مؤثر في صنع الواقع السياسي الذى يتعايش بداخله . وان ذلك لا يمكن تحقيقه في ظل غياب مؤسسات مجتمعية مدنية وسيادة روح العدالة و المساواة الاجتماعية و الثقافة السياسية و التحديث و التنمية السياسية وصولا الى المشاركة السياسية و التداول السلمى على السلطة و الاستقرار السياسي .
وبالتالي يمكن القول ان هناك علاقة ارتباطية ضرورية من اجل تعزيز قدرة ظاهرة الرأي العام و الحملات الاعلامية” الوطنية ” من اجل تفادى أي المشاكل الناتجة عن الحملات الاعلامية ( المضادة ) المختلفة التي قد تزيد من درجة التباعد بين ظاهرة الرأي العام و دور الاعلام المحلى داخل النظام القائم والتي يمكن الاشارة اليها من خلال ما يلى :
- المتطلب الاول : ماهية المعايير التي تتحدد من خلالها العلاقة الارتباطية بين ظاهرة الرأي العام و الحملات الاعلامية .
- المتطلب الثاني : تحديد ابرز اولويات المتطلبات الاساسية الجديدة الواجب توفرها داخل مكونات العلاقة الارتباطية بين ظاهرة الرأي العام و الاعلام الوطني خصوصا تجاه الحملات الاعلامية (المضادة) المهددة لمفهومي للأمن و السيادة الوطنية .
- المتطلب الثالث : تقديم الاليات الصحيحة التي يمكن من خلالها ان تؤثر ظاهرة الرأي العام على نجاح السياسات الاعلامية الوطنية .
اسئلة العامة للمقرر الدراسي :
ان هذا المقرر الدراسي يرتكز على سؤال رئيسي و ثلاثة اسئلة فرعية يمكن تحديدها من خلال الاتي :
السؤال الرئيسي ” هل تسهم ظاهرة الرأي العام والحملات الاعلامية المحلية في الحد من مخاطر الحملات الاعلامية المضادة التي تهدد مفهومي الامن و السيادة الوطنية “
الاسئلة الفرعية :
السؤال الاول – ماذا تعنى العلاقة بين ظاهرة الرأي العام و الحملات الاعلامية .
السؤال الثاني – لماذا تؤثر ظاهرة الرأي العام في عملية صنع الحملات الاعلامية .
السؤال الثالث – كيف تؤثر ظاهرة الرأي العام في عملية صنع الحملات الاعلامية .
اسباب اختيار موضوع المقرر :
(ا). اعتبار موضوع المقرر يمثل محاولة جديدة من اجل ايضاح مدى عمق الحاجة الى معرفة الدور الاستشرافي لظاهرة الرأي العام تجاه عملية صنع الحملات الاعلامية .
(ب). ان المقرر الدراسي يمثل محاولة فكرية جديدة تضاف الى الدراسات الاجتماعية – السياسية السابقة التي لها علاقة بالمقرر الدراسي .
(ت). محاولة تقديم جملة من الاقتراحات الموضوعية التي تساعد على تجاوز المشاكل الممكنة التي تحول دون زيادة الارتباط بين ظاهرة الرأي العام و عملية صنع الحملات الاعلامية داخل النظام السياسي الحاكم .
التعريفات الاجرائية :
- ظاهرة الرأي العام .
هي ذلك الواقع السياسي الذى يشمل رأى ” فرد ، جماعة ، طبقة ، طائفة ، قومية ، امة ” تستطيع ان تنشره بشكل كبير ” زمنيا ، مكانيا ” مما يسمح بان يكون هو الرأي العام الغالب على بقية الآراء الاخرى المنافسة له .
- الحملة الاعلامية .
” هي عملية متكاملة تقوم على اساس التفاعل بين ” المرسل ، الرسالة ، المتلقي ” في مضامين معينة تقوم على مشاركة المعلومات و الصور الذهنية “
- الحملة الاعلامية المضادة .
” وهى تلك العملية التي تسعى الى التأثير في اراء و معتقدات الجمهور المستهدف لجعله يتخذ اتجاها معينا نحو ( نظام ، مذهب ، توجه ديني ، موقف سياسي ، ….الخ سواء بصورة ايجابية او سلبية من اجل تهيئة نفوس ذلك الجمهور لقبول وجهات النظر التي تدعوا اليها مقابل تدمير و تشوية الحقائق و تحريفها ” .
اهمية المقرر الدراسي :
(ا). توضيح الدور الاستشرافي لظاهرة الرأي العام تجاه عملية صنع الاعلام الوطني الموجهة تجاه الحملات الاعلامية المهددة لمفهومي الأمن و السيادة الوطنية .
(ب). ابراز العوامل و المحددات التي تتكون منها العلاقة الارتباطية بين ظاهرة الرأي العام و الحملات الاعلامية .
(ت). تحديد النتائج ( الايجابية ، السلبية ) الناتجة عن علاقة ظاهرة الرأي العام بعملية صنع الاعلام الوطني تجاه الحملات الاعلامية المهددة للأمن و السيادة الوطنية .
اهداف المقرر الدراسي :
- ترشيد الطالب ” الباحث ” الى تحقيق فهم اوسع العلاقة الارتباطية القائمة بين ظاهرة الرأي العام و الحملات الاعلامية سواء الرسمية او الحملات الاعلامية المضادة للأمن و السيادة الوطنية .
- الاسهام في اعداد الطالب ” الباحث ” القادر على فهم ظاهرة الرأي العام كأداة تجاه معالجة القضايا العامة عن طريق صنع القوانين و القرارات و اللوائح التي تتفاعل مع هذه القضايا . أي فهم مصدر شرعية صنع القرار السياسي المتمثل في ” السواد الاعظم ” المتعارف عليه باسم ” المواطنين ، الجمهور ” .
- اكتساب الطالب ” الباحث ” المهارات الاجتماعية ذات الصلة السياسية من حيث كيف يمكن الحصول على المعلومات و البيانات . وكذلك طرق التعامل مع الوسائل الاعلامية . وصولا الى كيفية التفاوض حول مسائل ” الحقوق ، الواجبات ” .
خطة تقسيم المقرر الدراسي :
المطلب الاول – مفهوم ظاهرة الرأي العام .
المطلب الثاني – الاطار النظري للحملة الاعلامية .
المطلب الثالث – واقع طبيعة العلاقة الارتباطية بين ظاهرة الرأي العام و الحملات الاعلامية.
المطلب الرابع – المتطلبات الاستشرافية لظاهرة الرأي العام و الحملات الاعلامية للحيلولة دون تفاقم المخاطر الناتجة عن الحملات الاعلامية المضادة .
المطلب الاول – الاطار النظري لظاهرة الرأي العام .
ان طبيعة ظاهرة الرأي العام تمتاز بخاصية تاريخية ينظر اليها من خلال ثلاثة زوايا تاريخية الاولى – من زاوية انه ” مصطلح ” فقد تم استخدامه لأول مرة في القرن الثامن عشر اثناء الثورة الفرنسية 5 مايو 1789م الى 9 نوفمبر 1799م على لسان وزير المالية السيد ” جاك نيكير ” في فترة حكم ” لويس السادس عشر ” عندما دعا الى ضرورة دعم الخزينة الفرنسية من خلال الاستعانة بظاهرة الرأي العام بدلا من القلة المتمثلة في المستثمرين . والثانية – من زاوية انه ” ظاهرة ” فقد وجد مع ظهور المجتمعات الانسانية المعاصرة . الا ان هذه الظاهرة كان يطلق عليها عدة مسميات على غرار ” رأى الاغلبية ، رأى الاكثرية ، رأى الجمهور ، رأى العامة ، رأى الرعية ، رأى السواد الاعظم ، صوت الشعب ، الاتفاق العام ، الادارة العامة ، الارادة الشعبية ” اما في الزوايا الثالثة ينظر اليهه على انه ” مادة علمية ” فانه لم يقتصر على الدراسات الفكرية الاجتماعية – السياسية وانما شمل وجود العديد من المراكز المتخصصة لاستطلاع ظاهرة الرأي العام و قياسها. غير ان معظم الدراسات الاجتماعية – السياسية المعاصرة لم تتناول مفهوم ظاهرة الرأي العام الا من خلال العصر الحديث و بالتحديد منذ انطلاق الثورة الفرنسية .(1)
الا ان ذلك لا يعنى ان هذا المفهوم لم يرتبط بالعامل الاجتماعي الشعوب الا في حقبتها الاخيرة . ففي المجتمعات التقليدية ادرك الانسان قيمة ظاهرة الرأي العام و استخدم قوته من اجل تحقيق حاجاته و مطالبه و قد استحدث في سبيل ذلك العديد من الوسائل على غرار ” السحر the magic من اجل التأثير داخل الاوساط الشعبية وان مثل هذه الحقيقة تتجسد كذلك في الحضارة اليونانية من خلال دولة المدنية التي تستمد سلطتها من رضا المحكومين ” العامة من الناس ” وبذلك انفتح المجال امام تبادل الآراء و ظهور النظرة العقلانية الرشيدة . كما عكست المناقشات العامة التي كانت تدور حول حق المشاركة في الحياة السياسية وفى الهيئات التمثيلية على غرار ” المؤتمر العام ، مجلس الخمسمائة ” بوادر بروز ظاهرة الرأي العام . كما ساهمت افكار كلا من المفكر ” افلاطون ، ارسطو ” بداية بسيطة لدراسة ظاهرة الرأي العام خاصة و انهما قد ركزا على ان تقوم ” دولة المدينة the city state ” على مبدا الديمقراطية من خلال مشاركة الشعب الاثينى في السلطة و خضوعه للقوانين و القرارات و الاحكام الشرعية .
وتنطوي الاشارة الى ان الحضارة الرومانية قد ظهرت فيها البوادر الاولى لظاهرة الرأي العام من خلال ما يعرف بمفهوم ” صوت الشعب the people voice” او الجماهير حيث تكلموا عن الآراء الشائعة بين الناس . كما ظهر ايضا ( ناقلوا الاخبار المحترفين) وكانت الكلمة تنقل من خلال الاتصال الشخصي . بالإضافة الى شبكة الطرق التي بناها الرومان لتربط بين اطراف إمبراطورتيهم المترامية الاطراف.. كما قامت الحضارة الرومانية مراكز لا يفصل بين الواحد و الاخر سوى اكثر من مئة ميل روماني . وكلا منها مزود بالجياد بحيث يمكن للكلمة و الخبر ابلغ الاثر في تشكيل الرأي العام الروماني .(2) كما ساهم كلا من المفكرين و الخطباء امثال ” شيشرون ” واخيه ” كونتيوس ” دورا كبيرا في تكوين الرأي العام وقد تمثلت ابرز انتاجهم الإعلامي في فن الدعاية و النشرات الاخبارية ذات التأثير القوى على العقول و انماط السلوك الإنساني .
ولابد من الاخذ بعين الاعتبار – ان العصر الحديث و بالتحديد في القرن الخامس عشر ما يعرف بانطلاق عصر النهضة اخترع المفكر ” جوتنيرج ” الالة الطابعة حيث ساهمت في انتشار الفلسفة و العلوم و انطلاق الباحثين بدراسة العلوم الانسانية حيث شمل هذا التطور كامل القارة الاوروبية في كافة المجالات . وظهرت عندها الدولة الوطنية the nation of state واتيح للعامة من المواطنين قدر اكبر في التأثير على ظاهرة الرأي العام والتي بدورها تعمل بتطورات التي ادخلت على الات الطباعة . (3)
التعريف الإجرائي لظاهرة الرأي العام :
ان اول من عرف ظاهرة الرأي العام هو المفكر ” ميرابو ” خطيب الثورة الفرنسية بانها تعنى ” هي سيد المشرعين و المستبد الاول الذى لا يدانيه في السلطة السياسية مستبد اخر “
اولا – المفهوم الإجرائي : يتكون هذا المفهوم من مصطلحين اساسيين يتمثلان في كلا من ” الرأي ، العام ” وان كلمة الرأي كما جاء في المعجم الوسيط تعنى ” الاعتقاد ” و العقل المدبر و النظر والتأمل . اما كلمة ” العام ” فهي كلمة يراد بها امر كما جاء في القاموس المحيط بمعنى انها كلمة جمع للعامة وهى عكس كلمة الخاصة . وبالتالي يمكن القول ان وصف ظاهرة الرأي العام يشير الى الشمول الناتج عن وجود جماعة من الناس الذين تتعلق بهم ظاهرة الرأي العام .
ثانيا – المفهوم الاصطلاحي :
ان كلمة “رأى the opinion” اصطلاحا يراد بها كلا من ” الاعتقاد ، الاقتناع ” بوجهة نظر يؤمن بها فرد محدد من حيث الامكانية و التحقيق . الا ان هذا الاعتقاد او الاقتناع لا يصل في حقيقته او امكانيات تحقيقه الى مرتبة القطع و اليقين . كما ان كلمة ” رأى ” قد تفهم في معنيين وفق الاتي : (4)
المعنى الاول – ( الواسع broad the ) باعتبار ظاهرة الرأي العام تمثل اعتقادا او اقتناعا او ايمانا لدى الفرد .
المعنى الثاني – ( الضيق the cramp ) حيث يشار الى ظاهرة الرأي العام كونها أساس منطقي و حجة لقرار يصدره خبير متخصص . اما كلمة ” عام ” فيقصد بها بمعنى ” جماعة من عامة الشعب ” .
وظيفة ظاهرة الرأي العام :
ان معظم الدراسات الاجتماعية – السياسية ترى في ظاهرة الرأي العام بانها تمثل احد ابرز القوى السياسية لمؤثرة داخل النظم السياسية المعاصرة خصوصا في تحديد كلا من ” شكل ، طبيعة ” العلاقة بين الفاعلين السياسيين ” الحاكم ، المحكوم ” ووفق هذا السياق سيتم الاشارة الى جملة من الوظائف الاجتماعية – السياسية لظاهرة الرأي العام من خلال التقسيم التالي : (5)
(ا). ترك الاثر الاجتماعي – السياسي على السلطة السياسية القائمة .
ان مثل هذه الاثار الاجتماعية – السياسية تظهر من خلال الاتي :
- التأثير على عملية صنع القرار السياسي :
كما هو معلوم تمثل السلطة السياسية ” سلطة الجمهور” في كافة الدول الوطنية التي تعتنق النمط الديمقراطي في عملية التداول السلمى على السلطة السياسية . ومن خلال هذا السياق يستوجب على النظم السياسية ” الديمقراطية ” ان تأخذ بعين الاعتبار الدور السياسي لظاهرة الرأي العام من خلال ان يعكس النشاط الحكومي اليومي بطريقة او بأخرى ظاهرة الرأي العام .
- التأثير على العملية الانتخابية :
ان الهدف الأساسي للعملية الانتخابية يتمثل في اختيار القيادات السياسية وصولا الى تشكيل السياسة الوطنية ” العامة ” في شكلها النهائي . كما ان الزعماء السياسيين يمارسون و وظائفهم وفق الحدود السياسية – الادارية التي يرسمها و تتقبلها ظاهرة الرأي العام . حيث يمارسون السلطة السياسية في اطار الحدود التي يرسمها و تتقبلها ظاهرة الرأي العام .
(ب). التأثير على عملية المتابعة السياسية :
ان المهمة السياسية لظاهرة الرأي العام لا تقتصر على تحقيق عملية المشاركة الانتخابية . بل انها تمتد لكى تشمل جوانب عديدة اخرى في الممارسة السياسية على غرار الحالات السياسية المتمثلة في ( مناقشة الحكام ، استجواب الحكام ، تقديم النصح للحكام ).
(ت). التأثير على الفاعلين السياسيين و غير السياسيين في انجاح خطط الدولة الوطنية :
ان ظاهرة الرأي العام بمضمونها العام تؤثر على مسالة نجاح خطط و برامج و سياسات الدولة الوطنية المعاصرة خصوصا في جوانب التنمية ” السياسية ، البشرية ، المكانية ” وفق هذا تسعى كافة الدول الوطنية المعاصرة على ارضاء ظاهرة الرأي العام كونها تمثل اداة داعمة تجاه نجاح ” برامج ، خطط ، سياسات عامة ” كما انها مشارك اصيل لها .
(ث). التأثير على رسم ” شكل ، حجم ، طبيعة ” السياسة الخارجية :
ان ظاهرة الرأي العام تمارس دورا اساسيا في تحديد ملامح اوجه السياسة” الداخلية ، الخارجية ” حتى في ظل وجود الدولة الدكتاتورية . فالجهة التي تصنع السياسة الخارجية لابد لها حتى في ظل الظروف الصعبة ان تأخذ في اعتبارها رغبة الشعب او على الاقل تقدير ما يمكن ان يتقبله .
(ج). التأثير المباشر في الاتجاهات و الافكار السياسية :
ان ظاهرة الرأي العام تعتمد و بشكل مباشر من اجل بقاؤها و تطورها على مساندة الاتجاهات والافكار السياسية خصوصا الجديدة منها التي تنتجها الحملات الاعلامية الرسمية . باعتبار ان نجاح أي فكرة اواتجاه اجتماعي – سياسي يتوقف على مدى ميول ظاهرة الرأي العام لهذه الفكرة او ذلك الاتجاه او نلك الساسة العامة المتوقع حدوثها فعليا على ارض الواقع .
(ح). التأثير في خلق الروح المعنوية : (6)
ان ظاهرة الرأي العام تمثل اداة رئيسية تجاه تعزيز النفوس او ما يعرف بالعامل الاجتماعي داخل المجتمع المحلى الذى يخلق الروح المعنوية العالية . وبالتالي فان تأييد ظاهرة الرأي العام يمثل أساسي في حالة وجود ارادة وطنية تطالب برفع روح المعنوية لدى مواطنين الدولة الوطنية .
انواع ظاهرة الرأي العام : (7)
ان ظاهرة الرأي العام المعاصرة تمتاز بان لديها تقسيمات متعددة الجوانب . حيث تقسم ظاهرة الرأي العام حسب ” طبيعتها ، ثباتها ، تأثيرها ، مشاركتها السياسية ، انتشارها الجغرافي ، حجم الجمهور ، عنصر الزمن ، درجة الصراحة و الوضوح ، طريقة التوافق الاجتماعي ” الا ان هذا البحث سوف يقتصر على الانواع التالية : (8)
اولا – ظاهرة الرأي العام حسب الطبيعة السياسية :
ان مثل هذه الظاهرة الاجتماعية – السياسية تتنوع وفق الاتي :
- ظاهرة الرأي العام الكامن ” الباطن ” حيث يظهر هذا النوع لأسباب قد تكون اجتماعية او سياسية داخل دولة وطنية واحدة .
- ظاهرة الرأي العام الظاهر ” الصريح ” و هي التي تشترك فيها اجهزة الاعلام و المنظمات الاجتماعية و الثقافية و السياسية . و تمارس تأثيرا على سلوك الفرد او الافراد او الجماعات . وكذلك على السياسة العامة للدولة الوطنية المعاصرة .
ثانيا – ظاهرة الرأي العام حسب الثبات :
ان هذه الظاهرة تتنوع من خلال التالي :
- ظاهرة الرأي العام الثابت – وهى ترتكز على قاعدة ثقافية و تاريخية و دينية وهى تمتاز بالثبات ولا تتأثر بالأحداث الوقتية ” الانية ” الا في حالات نادرة
- ظاهرة الرأي العام المؤقت – وهى التي ترتبط بمشكلة طارئة او حدث ” بسيط ” او برامج ذات اهداف زمنية محددة تنتهى عندما تنتهى ابعادها .
ثالثا – ظاهرة الرأي العام حسب المشاركة السياسية :
ان هذه الظاهرة السياسية – الاجتماعية تتنوع من خلال التالي :
ا. ظاهرة الرأي العام السلبى – وهى ظاهرة اجتماعية سياسية ترتكز على افتراض وجود قطاع من الجمهور السلبى الذى يكتفى بتلقي و جهات النظر و الانسياق ورائها .
ب. ظاهرة الرأي العام الإيجابي – وهى تركز على وجود قطاع اخر يمثله عادة المثقفون وقادة ظاهرة الرأي العام ذاتها و الذين يمتلكون خلفية فكرية و يستطيعون فهم حقائق الامور و لا يتأثرون بكافة وسائل الاعلام المختلفة .
اهداف ظاهرة الرأي العام : (9)
ان ظاهرة الرأي العام تمتاز بتعدد الاهداف في كافة المستويات السياسية . ومن خلال هذا البحث سيتم تناول ابرز تلك الاهداف السياسية من خلال الاتي :
- مساعدة صانع القرار السياسي على فهم القيم و الافكار و الاتجاهات السياسية السائدة داخل الدولة الوطنية .
- مساعدة صانع القرار السياسي على استيعاب المدخلات القادمة من البيئة المحيطة بالنظام السياسي من اجل تحقيق حالة ” الامتصاص و الاستجابة “
- مساعدة صانع القرار السياسي على تحديد اولوية القوانين والقرارات واللوائح الواجب اتخاذها تجاه المشاكل و القضايا المطروحة امام ظاهرة الرأي العام .
- مساعدة صانع القرار السياسي على انجاح عملية التغذية العكسية في حال تعذر تحقيق حالة الامتصاص و الاستجابة .
العناصر الاساسية المكونة لظاهرة الرأي العام : (10)
ان معظم دراسات علم الاجتماع السياسي تتفق على ان ظاهرة الرأي العام تتكون من مجموعة عناصر اساسية يمكن الاشارة اليها من خلال الاتي :
(ا). الجماعة : حيث تمثل الجماعة العنصر الاول لظاهرة الرأي العام خصوصا اولئك الافراد الذين تربطهم علاقة تبادلية قائمة على اسس المصلحة المشتركة و ربما المصير الواحد المشترك . الذى تهدده ” حدث ، ازمة ، صراع ، نزاع ، حرب داخلية او خارجية “
(ب). المشكلة : ويطلق عليها احيانا القضية او عنصر الموضوع . وان القضية لابد ان تمتاز بالجدل وعدم الاتفاق على اسبابها و ابعادها . بمعنى قضية غير محسومة . ولا تكون في دائرة ظاهرة الرأي العام .
(ت). الموقف : ويتمثل في دائرة التفاعل القائمة داخل جماعة محددة ضمن حوار و مناقشات مباشرة او غير مباشرة . علنية او غير علنية تنتهى باتخاذ موقف ترضى عنه الاقلية ضمن موقف يمثل رأى عام تلك الجماعة .
المطلب الثاني :
الاطار النظري للحملة الاعلامية
اولا – المفهوم اللغوي للحملة :
ان مفهوم الحملة في اللغة العربية في حد ذاته يعنى في الجمع حملات و هو ما يحمل دفعة واحدة . وان كلمة الحملة تعنى كلا من ” الغارة ، الغزو ، الحرب ” بمعنى الاقتحام و الهجوم على العدو بكل الامكانيات من اجل تحقيق هدف الاقتحام .
ثانيا – المفهوم في القواميس الاجنبية :
ان كلمة حملة تعنى في اللغة الانجليزية بمصطلح the campaign وقد اوضحت دائرة المعارف البريطانية معنى هذه الكلمة على انها سلسلة متواصلة من العمليات العسكرية
ثالثا – المفهوم الاصطلاحي للحملة الاعلامية :
ان مصطلح الحملة الاعلامية يقصد به – كل عملية ذات مدة معينة وهدف دعائي . وهى محاولة لتوجيه ظاهرة الرأي العام الى ما يدور حوله من خلاف او جدل تجاه ظاهرة محددة ” .
العناصر الاساسية للحملة الاعلامية :
ان الحملة الاعلامية من الناحية الهيكلية تتكون من ثلاثة عناصر اساسية . و بغض النظر عن ( طبيعة ، شكل ، حجم ) الذى تتعايش بداخله . والتي سوف يتم الاشارة اليها من خلال التالي :
(ا). عنصر المرسل the blank element –:
ان هذا العنصر قد يتمثل في ( فرد ، افراد ، جماعات ، منظمات ، مؤسسات ، هيئات ، دولة وطنية ، حلف عسكري ، تكتل اقتصادي ، جماعة ثيوقراطية ).
(ب). عنصر الرسالة – element the message :
ان هذا العنصر قد يتمثل في ” اتجاه فكرى ، اراء سياسية او اقتصادية او اجتماعية او امنية او عسكرية او سيبرانية – الكترونية ” يسعى المرسل من خلالها الى التأثير في الطرف المتلقي للحملة الاعلامية .
(ت). عنصر المتلقي – the recipient element :
ان هذا العنصر قد يتمثل في ” فرد ، افراد ، جماعات ، دولة وطنية ، دول وطنية ” قومية ” ، امة ” وبغض النظر عن عقيدتهم السياسية او مذهبهم الديني . او حدودهم الجغرافيا و السياسية التي تجمعهم ” .
شروط تحقيق الحملة الاعلامية :
ان معظم الدراسات السياسية تتفق على ان هناك شروط اساسية يتوجب توفرها عند تحقيق الحملة الاعلامية :
- ان يكون لها سبب محدد .
- 2. ان يكون لها وقت ” زمن ” محدد .
- 3. ان تكون موجهة الى جمهور محدد .
- 4. ان تشمل مجموعة نشاطات اعلامية منظمة .
- 5. امكانية قياس فاعلية الحملة الاعلامية من اجل تحديد كلا من ” الوقت ، الهدف ” .
- 6. ان تنسجم اهداف الحملة الاعلامية مع القيم السائدة في المجتمع المحلى .
- 7. ان تمتاز الحملة الاعلامية بعنصري ” المراقبة ، المتابعة ” طيلة فترة بقاء الحملة الاعلامية .
- 8. ان تمول الحملة الاعلامية في الغالب من جهات رسمية داخل الدولة الوطنية .
انواع الحملة الاعلامية : the media campaign kind
ان معظم دراسات الاعلام السياسي تتفق على ان هناك ثلاثة انواع رئيسية تخص الحملة الاعلامية . يمكن تحديدها في التالي :
- الحملة التوعوية – وهى حملة تصمم من اجل ان يصبح الجمهور المستهدف على المعرفة بشي معين .
- الحملة المعلوماتية – وهى حملة معلومات عامة تسعى وراء معرفة الجمهور المستهدف و ادراكه الى ما يحدث و تزويده ببعض ” البيانات ، المعلومات ” العامة الحيوية .
- الحملة التربوية – وهى حملة من اجل خلق حالة التعلم وصولا الى تحقيق الوعى بالبيانات و المعلومات و تطبيقها كسلوك يومي .
- حملة تعديل السلوك – وهى حملة تحاول ( تعديل ، تغيير ) الاتجاهات السلوكية للجمهور المستهدف من اجل الحفاظ على الشخصية الوطنية الفاعلة .
- الحملة الامنية – وهى حملة تستهدف خلق وعى ( امنى ) من المخاطر و التهديدات المختلفة داخل الجمهور المستهدف .
- الحملة الانتخابية – وهى حملة تركز في فترة ما قبل عملية الانتخابات . وتعمل على ايصال الرسالة السياسية the political message للمرشح و برنامجه الانتخابي من اجل الحصول على عدد اكبر من الاصوات الانتخابية .
- الحملة الدعائية – وهى حملة تستخدم في حالة الحرب و تستهدف المجتمعات الانسانية من اجل التأثير على ” معنوياتهم ” بقصد تحقيق حالة ” الاستسلام ” للطرف المعادي .
- الحملة الاعلامية المضادة : وهى حملة تستهدف المجتمعات الانسانية المراد ” اختراقها فكريا ” و خلق حالة توازى فكرى و معلومات و نفسى للوقاية من الحملات الاعلامية المرسلة من الطرف المعادي .
- الحملة الاعلامية العسكرية – وهى حملة تستخدم من اجل خلق حالة الردع الخارجي the external detrains وزرع الثقة لمواطنين الدولة ” مدنيين ، عسكريين ” بمقدرة القوات المسلحة الوطنية من جانب . وتعزيز دور الحملات الاعلامية العسكرية الوطنية من جانب اخر .
- الحملة الاعلامية الخاصة – و هي حملة اعلامية يقوم بها ( فرد ، افراد، منظمة ، مؤسسة ، شركة ، هيئة . الخ من اجل نجاح اهداف خاصة بها
خصائص الحملة الاعلامية الجديدة :
- ان تكون الحملة الاعلامية – ذات رسالة واضحة تمس احتياجات و اهتمامات الجمهور المستهدف .
- ان تكون الحملة الاعلامية – بداخلها عناصر تفاعلية لبناء مزيد من العلاقات التي تزيد من فهم الجمهور لموضوع الحملة .
- ان تكون الحملة الاعلامية – عبارات موجزة قوية و مؤثرة لكى تحقق التأثير على الجمهور بدلا من العبارات الضعيفة التي تشعر الجمهور بالملل فينصرف عنها .
- ان تكون الحملة الاعلامية – مخططة و مرتبة بشكل دقيق . وتتسم بالمرونة لكى تستوعب أي تغيرات قد تطرا على مسارها .
- ان تكون الحملة الاعلامية – محددة الاهداف بشكل واضح . وفترة زمنية معينة .
- ان تكون الحملة الاعلامية – قادرة على الانتشار بسهولة و سرعة . و الا ستكون غير فعالة .
- 7. ان تكون الحملة الاعلامية – لها شعار يعبر عنها يوضع في الموقع الخاص بالحملة الاعلامية .
- ان تكون الحملة الاعلامية – متفقة مع قيم و معايير المجتمع القائمة فيه . والا ستواجه صعوبة في انتشارها .
- ان تكون الحملة الاعلامية – تعتمد على هيكل تنظيمي مكون من فرق عمل ذات خبرة محددة و منظمة تكون مسؤولة على تطور الحملة ابتداء من تصميمها و التخطيط لها . مرورا ببثها على المواقع و المنتديات و المدونات . وانتهاء برفعها من على شبكة المعلومات الدولية .
- ان تكون الحملة الاعلامية – قادرة على الانتقال من العالم الافتراضي الى ارض الواقع لتصبح اكثر تأثير واقعى .
- ان تكون الحملة الاعلامية – تعتمد على كافة الوسائط الاعلامية المتعددة لتحقيق التواصل مع الجمهور .
مراحل الحملة الاعلامية :
- المرحلة الاولى – جمعالمعلومات و البيانات اللازمة تجاه ” الجمهور ، الدولة الوطنية ، القومية ، الامة “
- المرحلة الثانية – تحديد الاهداف ” الرئيسية ، الفرعية ” وتقسيمها الى مراحل زمنية متفاوتة .
- المرحلة الثالثة – تحديد و اختيار قنوات و سائل و اشكال الاتصال المستخدمة
- المرحلة الرابعة – تقييم و تحليل النتائج بقصد ” تعديل ، الغاء ” الحملة الاعلامية و البحث عن حملة اعلامية بديلة .
اهداف الحملة الاعلامية :
ان معظم الحملات الاعلامية تسعى الى تحقيق العديد من الاهداف التي تتوافق مع طبيعتها و خصائصها و مبرراتها سواء تلك المكتوبة ورقيا او الالكترونية . والتي سيتم الاشارة اليها من خلال الاتي :
- التركيز على موضوع معين خلال فترة زمنية محددة من اجل تحقيق غاية معينة
- التركيز على موضوع معين خلال فترة زمنية محددة .
- الوصول بالحملة الاعلامية الى اكبر عدد ممكن من الجمهور المستهدف بشان موضوع الحملة عبر قنوات الاعلام الجديدة .
- التواصل مع ” منظمات ، مؤسسات ، هيئات ، جمعيات ، اتحادات ، روابط مختلفة عبر شبكة المعلومات الدولية بشان توصيل رسالة الحملة الاعلامية .
- تجميع الآراء و المشاركات و الافعال و ردود الافعال تجاه موضوع الحملة الاعلامية .
- الانتقال الى ارض الواقع بعد ان تحقق الحملة الاعلامية انتشارا لدى مستخدمي شبكة التواصل الاجتماعي ” الانترنت ” .
ملاحظة :
ان الحملات الاعلامية المضادة قد تحمل بداخلها عوامل تدميرية هدفها تدمير المجتمع المحلى . حيث تعتمد في ذلك على ” معلومات ، بيانات ” مضللة و غير صادقة . وهى بذلك تكون مجرد حملة اعلامية هدامة لا تهدف الى البناء . بل الى الهدم و تدمير بنية المجتمع المحلى و افراده .
المطلب الثالث :
واقع العلاقة الارتباطية بين ظاهرة الرأي العام و الحملة الاعلامية
ان العلاقة الارتباطية بين المفهومين تظهر في حالات اجتماعية – سياسية مختلفة وذلك بسبب اختلاف العملية السياسية نفسها التي تختلف من دولة وطنية الى اخرى . بمعنى اوضح ان اساس هذا الاختلاف هو نتاج التغير في ( شكل ، طبيعة ) النظام السياسي القائم داخل الدولة الوطنية المعاصرة . بالإضافة الى الاختلاف في التأثيرات التي تتركها الحملات الاعلامية داخل كل نظام سياسي معين. وهو ما يتضح في ان مسالة عملية صنع الحملة الاعلامية” الرسمية ، المضادة ” لا تصنع بمعزل عن المتغيرات الرسمية ، غير الرسمية داخل كل نظام سياسي والتي تؤثر فيها ظاهرة الرأي العام بشكل مباشر . (11)
ومن المهم القول – ان العلاقة الارتباطية بين المفهومين تتحدد بمقدار فاعلية عمليات ” الاستجابة ، الامتصاص ” الحكومات الديمقراطية سواء ” للحاجات ، المطالب ” الشعبية التي تعبر عنها ظاهرة الرأي العام . وبالتالي تمثل عملية صنع الحملة الاعلامية من اهم الوظائف الاساسية للحكومات التنفيذية المعاصرة باعتبار انه عندما يتم صنعها وتشكلها تكون مؤثرة بشكل مباشر على عملية صنع القرارات” السياسية ، الاقتصادية ، الاجتماعية ، الامنية ، العسكرية ” المتعلقة بتدبير الشأن العام مما يؤثر على الواقع السياسي الذى يتعايش فيه كلا من ظاهرة الرأي العام وعملية صنع الاعلام الوطني .
العوامل المؤثرة في العلاقة الارتباطية بين ظاهرة الرأي العام و الحملة الاعلامية.
ان معظم دراسات ” علم الاجتماع السياسي” تتفق على انه يوجد هناك جملة من العوامل المؤثرة في العلاقة القائمة بين ظاهرة الرأي العام و الحملات الاعلامية . والتي سوف يتم ايجازها وفق الآتي : (12)
- طبيعة العامل الاجتماعي القائم داخل المجتمع المحلى :
وهى تتمثل في ” القيم ، الاعراف ، العادات ، التقاليد ، المثل ، التاريخ المشترك ، العقائد الدينية ، اللغة المشتركة ” وان مهمة هذا العامل الاجتماعي تتمثل في تفعيل العلاقة بين المفهومين على اعتبار انه يمثل عامل مؤثر في عملية كلا من ( صنع ، عدم صنع ) ظاهرة الرأي العام تجاه الحملات الاعلامية القائمة سواء داخل البيئة( الداخلية ، الخارجية ) من اجل الحصول على دعم الجماهير او رفضه . وهذا في العموم يشكل ظاهرة الرأي العام سواء اكانت عملية التناسب تمثل ردود فعل طردية او عكسيا .
- وجود الشخصية القيادية ” الكاريزما .
كما هو معلوم يعتبر كلا من ( الزعماء السياسيين ، القادة العسكريين ، الشخصيات الدينية ) عامل فاعل في تحقيق تجمع الجمهور ” الشعب ” حول مشكلة محددة على غرار مواجهة الحملات الاعلامية المضادة ( الدعاية السوداء ). حيث يتوقف دور ” الزعماء ، القادة ” على ما يتملكه من القدرة و الكفاءة تجاه ” المشكلة ” التي يدعمها من اجل كسب ظاهرة الرأي العام لمصلحتها .
وتنطوي الاشارة الى ان العلاقة الارتباطية بين المفهومين قد ظهرت في القوميات والامم القديمة التي سعت الى تشكيل و تكوين ظاهرة الرأي العام بشكل مباشر عن طريق الحوارات و الخطب السياسية و الدينية او الحزبية التي يكون اساسها هو رفع الروح المعنوية للمقاتلين . اما في عصر النهضة وصولا الى الثورة الصناعية فقد كانت ظاهرة الرأي العام تركز على مفهوم ” الادارة العامة ” فقط . كما ان العلاقة بين المفهومين تؤدى الى خلق حالة التفاعل الطبيعي بين اهتمامات ظاهرة الرأي العام و قراراتها و قرارات السلطة السياسية الحاكمة . مما ينتج عن ذلك الحفاظ على حالة الاستقرار الاجتماعي – السياسي من جانب . واحداث التغيرات المجتمعية بطريقة سلمية من جانب اخر .
وعليه يمكن القول ان ظاهرة الرأي العام تعتبر من اهم العوامل التي يضعها صانع القرار السياسي موضع اهتماماته وبغض النظر عن ” شكل ، طبيعة ” النظام السياسي الذى يسيطر على مقاليد الحكم . باعتبار ان صانع القرار السياسي يحتاج الى خصائص ثقافية و اقتصادية محددة ينطلق منها . كما يمكن القول انه لا يمكن اعتبار ان ظاهرة الرأي العام لا تتواجد في المجتمعات غير الديمقراطية غير انها ضعيفة التأثير . ففي ظل وجود عملية صنع القرارات الفردية خلال النظام الدكتاتوري فان صانع القرار لا يمكنه ان يتجاهل دور ظاهرة الرأي العام عند صنع أي من القرارات و خصوصا التي تكون لها اثر مباشر على القضايا ” المشاكل ” التي تهم افراد المجتمع المحلى .
ولا بد من الاخذ بعين الاعتبار ان ظاهرة الرأي العام في علاقتها الترابطية مع الحملة الاعلامية يمكن ان تظهر ايضا من خلال ” عملية صنع القرار السياسي الخارجي ” خصوصا في حالات الحملات الاعلامية غير العادية . و بالتحديد تلك التي يشعر من خلالها النظام السياسي بانها تمثل تهديد خارجي واضح المعالم و الاهداف ويكون بشكل مباشر خصوصا على مفهومي ( الامن ، السيادة الوطنية ) للدولة الوطنية المعاصرة
فمن خلال هذه الحالة تظهر ظاهرة الرأي العام كقوة ضاغطة على عملية صنع الاعلام وبالتحديد عندما تكون دائرة ( الخيارات the option ) لدي صانع القرار ضعيفة و محدودة .
وفى ذات السياق توجد هناك دراسات اجتماعية – سياسية توضح حقيقة العلاقة الأبستمولوجيا التي تربط الطرفين من خلال نمطين اساسيين يمكن الاشارة اليهما من خلال الاتي : (13)
انماط العلاقة الارتباطية بين ظاهرة الرأي العام و الحملة الاعلامية .
النمط الاول ( العلمي ) .
ان مثل هذا النمط العلمي يظهر بشكل واضح من خلال النقاط الاساسية التالية :
(ا). ان العلاقة العلمية الارتباطية بين الطرفين تختلف من حملة اعلامية الى اخرى . بمعنى ان تأثير العلاقة الارتباطية قد يكون ” هامشيا ” في بعض الحملات الاعلامية . و محوريا في حملات اعلامية اخرى . كما انه سريعا في بعض الحملات الاعلامية و بطيئا في البعض الاخر .
(ب). ان العلاقة العلمية الارتباطية بين الطرفين تحددها طبيعة النظام السياسي القائم . ودليل ذلك يتمثل في التالي :
– هو الذى يحدد حجم و شكل و اسلوب تأثير ظاهرة الرأي العام و الحملات الاعلامية .
– هو الذى يحدد درجة نضج الرأي العام والقوى الاجتماعية السائدة .
– هو الذى يحدد خصائص البيئة المحيطة التي تتحرك فيها ظاهرة الرأي العام .
– هو الذى يحدد اسلوب تأثير ظاهرة الرأي العام و الحملات الاعلامية على المتلقي .
(ت). ان العلاقة العلمية الارتباطية بين الطرفين – تظهر من خلال استخدام اغلب الحكومات التنفيذية و سائل الاعلام ” الرسمية ، غير الرسمية ” كأداة ضغط من اجل خلق حملة اعلامية ( مزيفة ) تعطى الانطباع بقبول ظاهرة الرأي العام للقوانين و القرارات و اللوائح او انها قد صدرت نتيجة الاختيار الحر من افراد الشعب .
(ث). ان العلاقة العلمية الارتباطية بين الطرفين – تظهر عندما يتم صنع القرار السياسي فعليا و تمريره تجاه ظاهرة الرأي العام و الحملة الاعلامية المؤيدة من اجل دفعه نحو قبوله من مواطنين الدولة الوطنية .
النمط الثاني ( العملي ) .
ان هذا النمط العملي يظهر بشكل واضح من خلال النقاط التالية : (14)
- ان العلاقة العملية الارتباطية بين الطرفين تظهر من خلال رفض ظاهرة الرأي العام و الحملة الاعلامية اتجاهات المجتمع التقليدي خصوصا اثناء تحليل بعض الخيارات و البدائل الواقعية . او تلك التي تكون انسب من غيرها في مواكبة الموقف الذى يتم من خلاله عملية صنع القرار السياسي .
- ان العلاقة الارتباطية بين الطرفين تساعد في معالجة انحياز بعض المشاركين في صياغة القرار السياسي عند اتخاذ مواقف معينة او مصالح لا تتوافق مع مفهوم المصلحة الوطنية العامة the general national interest
- ان العلاقة الارتباطية بين الطرفين تساعد صانع القرار في اتخاذ قرار متوازن و ملائم لطبيعة الحملات الاعلامية القائمة سواء ” داخل ، خارج ” الدولة الوطنية بقصد حصوله على مبدا التأييد الشعبي ” الوطني ” .
- ان العلاقة الارتباطية بين الطرفين – تساعد فعليا في الوصول الى معظم الخيارات the optionالبديلة الممكنة. خصوصا تلك الاكثر واقعية و تتناسب في مواجهة ( طبيعة ، شكل ) الحملات الاعلامية المضادة لمفهومي ” الامن ، السيادة الوطنية “.
- ان العلاقة الارتباطية بين الطرفين – تساعد على فرز البيانات و المعلومات و توثيقها و تفسيرها بطرق علمية رشيدة و ايصالها الى صانع القرار بحيث يستطيع ان يتجاوز مرحلة اتخاذ القرار السياسي غير المناسب او الضعيف خصوصا اثناء معالجة الحملات الاعلامية ( المضادة ) .
- ان العلاقة الارتباطية بين الطرفين – تساعد على صانع القرار على تقدير عناصر ( القوة ، الضعف) داخل الدولة الوطنية من اجل اتخاذ القرار السياسي القوى القابل للتطبيق العملي لتفادى مثل هذه الحملات الاعلامية المضادة .
ولابد من الاخذ بعين الاعتبار بان هناك دراسات اعلامية – سياسية جديدة تؤكد على حقيقة ان ظاهرة الرأي العام ترتبط ارتباطا وثيقا مع عملية صنع الاعلام الوطني . وذلك من خلال طريقتين اساسيتين : (15)
الطريقة الاولى – تتمثل في ما تفرضه ظاهرة الرأي العام على النشاطات و التصرفات الحكومية ” التنفيذية ” من قيود او حدود في عملية ” صنع ، تنفيذ ” السياسات الاعلامية
الطريقة الثانية – تتمثل في الخوف الذى يسيطر على ( بعض) صانعي القرار السياسي في اتخاذ مواقف يتوقع ان لا تحصل على درجات عالية من التأييد او الدعم الشعبي المباشر في مواجهة الحملات الاعلامية خصوصا المضادة .
الاتجاهات الرئيسية للعلاقة الارتباطية بين ظاهرة الرأي العام و الحملة الاعلامية
ان ظاهرة الرأي العام و الحملة الاعلامية لهما اثر قوى و مباشر على عملية صنع الاعلام الوطني من خلال القوة التي تمتلكها ظاهرة الرأي العام في فرض ارادتها على صانع الحملات الاعلامية القائمة داخل المجتمع المحلى” الوطني” بل حتى عملية التطبيع السياسي التي تمررها الحملات الاعلامية المضادة خصوصا تلك التي تمس المصلحة ” الوطنية ، القومية ، العالمية ” من خلال اتجاهين رئيسيين وفق الاتي : (16)
الاتجاه الإيجابي the positive trend – .
وهو ذلك الاتجاه الذى يتمثل في اسلوب الثورات التي تمثل حق مشروع و الندوات و الاجتماعات و اللقاءات العامة و المظاهر العامة و الاعتصامات و الاضرابات كطريقة لا شعار الحكومة التنفيذية بالتقصير في اداء مهامها المناطة بها . او الاعتراض على شيئا معين . وقد يكون عن طريق برقيات و رسائل تأييد او المعارضة او الشائعات كطريقة لإزعاج الحكومة التنفيذية او توجيهها تجاه ظاهرة سياسية محددة محل اهتمام ظاهرة الرأي العام .
الاتجاه السلبى – the negative trend.
وهو ذلك الاتجاه الذى يتمثل في الحالة التي تعكس عدم الرضاء و السخط الشعبي . وهو ما يظهر حالة عدم اتصال الشعب بالقيادة السياسية ” صانعي القرار السياسي ” و عدم مشاركة الشعب في عملية صنع القرار السياسي كأسلوب المقاطعة و تفشى ظاهرة السلبية في ممارسة الوظائف بين الفئات الاجتماعية و التوقف عن العمل و الاضرابات و تعطيل الانتاج و الاعتصامات و العصيان .
ومما سبق يتضح – ان ظاهرة الرأي العام لها علاقتها المؤثرة في عملية صنع الحملة الاعلامية وهى بذلك تمثل احد اهم القوى الاعلامية – السياسية الفاعلة داخل كافة الوسائل الاعلامية خصوصا في حالة مواجهة الحملات الاعلامية المضادة . بل هي التي تحدد ( شكل ، طبيعة ) الخطاب الإعلامي المطلوب في حال مواجهة الحملات الاعلامية المضادة . ولعل هذا الواقع الإعلامي – السياسي يمكن الاستدلال عليه من خلال الحقائق الاساسية الاتية :
- التأثير على عملية صنع الاعلام الوطني : من خلال اعتماد ” مبدا الديمقراطية ” التي تجعل القوانين و القرارات و اللوائح السياسية تتبنى اسس و اتجاهات كلا من ظاهرة الرأي العام والاعلام الوطني القائم داخل المجتمع المحلى .
- التأثير على العملية الانتخابية : حيث تسمح العملية الانتخابية باختيار القيادات السياسية في اطار ” الحدود the boulders ” الى يحددها اتجاه ظاهرة الرأي العام و هدف الخطة الحملة الاعلامية . وفي اطار الحدود التي تتقبلها ظاهرة الرأي العام .
- التأثير على عملية الحكم : وذلك من خلال ” اعداد ، وضع ، تنفيذ ” الخطط و المشاريع السياسية التي تقدمها النخب السياسية – الاعلامية و قيادات ظاهرة الرأي العام للقادة السياسيين ” صانعي القرار السياسي ” .
- نجاح الخطط الاستراتيجية : ان ظاهرة الرأي العام تعمل بطبيعتها ” الاجتماعية – السياسية ” على انجاح معظم الخطط الاستراتيجية للحملات الاعلامية . خصوصا تلك المتعلقة بمكافحة الحملات الاعلامية المضادة . كما انها قادرة على افشالها و تهميشها اذا لم تتمكن من اخفاؤها عن الوجود . ولذلك تعمل الدول الوطنية المعاصرة على خلق ظاهرة الرأي العام مساهمة و متفاهمة و مشاركة معها القنوات الاعلامية المختلفة لمواجهة ابعاد الحملات الاعلامية المضادة .
- التحديث و التنمية السياسية : حيث تظهر اهمية ارتباط ظاهرة الرأي العام بالحملات الاعلامية من خلال تطوير المجتمع الإنساني و الانتقال به من حالة التقليد الى حالة الحداثة عن طريق تطوير الهياكل المؤسسية و المنظمات و الاليات الاعلامية اللازمة و القادرة على استيعاب التقاليد و رموز الحداثة الجديدة التي تنتجها حركة التغير الاجتماعي . حيث تعمل ظاهرة الرأي العام بالتوافق مع قنوات الاعلام الوطني في التعجيل بتحقيق هذه المهمة ” السياسية ، الاقتصادية ، الاجتماعية ” .
ومما سبق ذكره يتضح – ان العلاقة الارتباطية بين الطرفين تظهر من خلال ما يمكن ان تضعها ظاهرة الرأي العام من حدود سياسية على القوانين والقرارات و اللوائح التنظيمية و على صانع القرار الإعلامي لقناعتهم بما يمكن ان يتقبله الشعب. وبذلك تتضح حقيقة ( تأثير، تأثر ) ظاهرة الرأي العام بالحملات الاعلامية . وان العلاقة الارتباطية بينهما تختلف باختلاف المظاهر التالية :
- طبيعة النظم السياسية الحاكمة .
- درجة تماسك مواقف اراء الشعب .
- وجود مؤسسات دستورية تساعد على ان تكون ظاهرة الرأي العام ذات اثر إيجابي على عملية صنع القرار السياسي .
المطلب الثالث :
المتطلبات الجديدة لظاهرة الرأي العام تجاه تفعيل الحملة الاعلامية
ان معظم النظم السياسية المعاصرة تهتم بظاهرة الرأي العام باعتبار انها تمثل ظاهرة ذات ابعاد ” اجتماعية – سياسية ” لها قوتها و نفوذها في عملية صنع القرار السياسي بل ان انصار التيارات الديمقراطية و المؤسسات الليبيرالية يرون بانها ضمانا ضد كافة اشكال الانحرافات السياسية المحتملة . كما انها تمثل عاملا فعالا في تحقيق حالة المشاركة السياسية وصولا الى حالة الاستقرار السياسي داخل الدولة الوطنية .
وتنطوي الاشارة ان متطلبات ظاهرة الرأي العام الجديدة تجاه تفعيل الحملة الاعلامية تظهر من خلال المتطلبات الاساسية التالية : (17)
(ا). ان تقبل السلطة السياسية الحاكمة – الأفكار و القيم و الاتجاهات السياسية التي تتبناها ظاهرة الرأي العام .
(ب). ان تقبل السلطة السياسية الحاكمة – كافة مظاهر التحديث و التنمية التي تحدث داخل القيم و الافكار و الانماط و الاتجاهات السياسية المكونة لظاهرة الرأي العام .
ولابد من الاخذ بعين الاعتبار بان هناك محددات لطبيعة متطلبات التفعيل بين ظاهرة الرأي العام و الحملة الاعلامية تتمثل في النظام السياسي الحاكم نفسه . بمعنى اوضح ان طبيعة النظام السياسي الحاكم هي التي تحدد الركائز الاساسية لمتطلبات عملية تفعيل ظاهرة الرأي العام تجاه الحملة الاعلامية و المتمثلة في التالي :
- وجود حالة ” قناعة ، ايمان ” من قبل النظام السياسي بدور ظاهرة الرأي العام في نجاح الحملة الاعلامية . وان لا يتحول دورها الى مجرد دور تعبوي هامشي غير قادر على ايضاح ” حاجات ، مطالب ” القاعدة الشعبية التي تمثل السواد الاعظم داخل الدولة الوطنية المعاصرة .
- ان تتمثل معظم فئات الطبقات الاجتماعية المكونة لظاهرة الرأي العام داخل مختلف ” مؤسسات ، منظمات ، هيئات ” النظام السياسي القائم .
- تقبل النظام السياسي لتوجهات ظاهرة الرأي العام و آرائها . بمعنى ضرورة ان يعمل النظام السياسي الحاكم على نجاح فكرة ” الامتصاص ، الاستجابة ” لظاهرة الرأي العام . باعتبار ان هذا الاجراء يمثل الضامن الوحيد لعدم التهميش و الاقصاء لظاهرة الرأي العام عن كافة مجالات العملية السياسية . و انجاح لأهداف الحملات الاعلامية القادمة .
ومن المهم القول بان هذا متطلبات اساسية يتوجب وجودها داخل ظاهرة الرأي العام قد اوجدتها طبيعة المتغيرات الدولية التي ظهرت مع نهاية عام 2022م المتمثل اهمها في الحرب الروسية – الاوكرانية . وظهور حالة التهديد لمشكلة الغذاء العالمي . و عودة التسابق النووي من قبل الدول النووية الكبرى . وظهور ملامح جديدة للنظام الدولي الجديد . و احلال مبدا التحالفات الدولية محل الاحلاف العسكرية . حيث ساهمت هذه المتغيرات الدولية في ظهور الحاجة الى وجود متطلبات اعلامية – سياسية جديدة تساعد على تعميق دور ظاهرة الرأي العام و الحملة الاعلامية بما يتمشى مع الاثار السياسية التي تتركها المتغيرات الدولية الجديدة سواء على المستوى ” الوطني ، الإقليمي ، الدولي ” من اجل مساعد صانع القرار السياسي على اتخاذ ” القوانين ، القرارات ” القادرة على تحقيق هدفين اساسيين : (18)
الهدف الاول – تطوير ظاهرة الرأي العام من اجل الوصول الى اهداف جديدة للعملية الاعلامية .
الهدف الثاني –تطوير ظاهرة الرأي العام بشكل يكون قادر على استيعاب الاثار الناتجة عن المتغيرات الدولية الجديدة التي تفرضها البيئة الدولية . والتي تحتويها اهداف الحملة الاعلامية المستقبلية .
ويبدو واضحا ان هذين الهدفين بطبيعتها الاجتماعية – السياسية يساعدان النظام السياسي على تحقيق حملات اعلامية قادرة على مساعدة النظام السياسي الحاكم في تحقيق التالي :
– تعزيز فرص نجاح عمليات ” الامتصاص ، الاستجابة ” التي يقوم بها النظام السياسي على مستوى البيئة الداخلية.
– – تعزيز قدرة النظام السياسي على تقديم حملات اعلامية قادرة على مواجهة الحملات الاعلامية المضادة.
– تعزيز فرص النظام السياسي على تقديم حملات اعلامية تقاوم التأثير السلبى للمتغيرات الدولية على البيئة الداخلية وصولا الى تعزيز فرص الاستقرار السياسي .
وان مسالة تحقيق مثل هذه التعزيزات السابقة يتطلب تحقيق المطالب الاتية :
المتطلب الاول ( عدم ثبات الطبيعة السلبية للنظام السياسي تجاه ظاهرة الرأي العام )
ان مثل هذا المتطلب يسهم في جعل ظاهرة الرأي العام و الحملة الاعلامية في ان ترتقى عن حالة الاحباط و الخوف و هو ما يؤثر ايجابا على دورها في تأثيرها على عملية صنع القرار السياسي .
المتطلب الثاني ( تطوير قنوات عملية التنشئة الاجتماعية – السياسية بما يخدم ظاهرة الرأي العام )
ان هذا المطلب من شانه تعزيز دور ظاهرة الرأي العام و الحملة الاعلامية من خلال تعظيم ادوار القنوات الاجتماعية – السياسية ذات التأثير ( المباشر ، غير المباشر ) على اتجاهات الفرد و معتقداته و آراؤه الذاتية ” الشخصية ” كما انها تعزز من ادوار النخب القيادية . مما يسهم في توافق ظاهرة الرأي العام مع الحملة الاعلامية بشكل منسجم يساعد صانع القرار السياسي على اتخاذ القوانين و القرارات بشكل عقلاني رشيد
المتطلب الثالث ( تحقيق التأثير الإيجابي للنخب الاجتماعية – السياسية القائدة لظاهرة الرأي العام ).
ان معظم دراسات علم الاجتماع السياسي لا زالت تؤكد على دور النخب السياسية القائدة لظاهرة الرأي العام . باعتبار انها تساعد بسبب دورها البارز على تفادى مشكلة التصدعات التي قد تظهر سواء على مستوى ” الداخل ، الانتماءات الجهوية و القبلية ، بما يعزز فرص اقامة المشروع الوطني الفعلي على ارض الواقع .
المتطلب الرابع ( اعتماد النمط الديمقراطي في نظم الحكم )
ان مثل هذا المتطلب يعتبر من اهم المتطلبات التي تسهم في نجاح كلا من ظاهرة الرأي العام والحملة الاعلامية حيث تظهر العلاقة بين الممارسة الديمقراطية و اتجاهات ظاهرة الرأي العام و هدف الحملة الاعلامية من خلال الاتفاق على دور الشعب كمصدر أساسي للسلطات الثلاثة . وعدم تسيس ظاهرة الرأي العام و الحملة الاعلامية في كل احوالها . بمعنى اوضح ان دور ظاهرة الرأي العام تجاه عملية صنع القرار السياسي يزداد وضوحا و فاعلية كلما كانت طبيعة النظام السياسي ذات الطابع الديمقراطي الذى يساعد على تحقيق حالات الاستقرار السياسي وتعزيز فرص المشاركة السياسية . واحترام حقوق الانسان والتي من ابرزها حقه في ابدا الرأي والتعبير وهو ما يمثل احد ابرز اركان ظاهرة الرأي العام .
المتطلب الخامس ( زيادة درجات الوعى الثقافي للمواطنين ) .
ان مثل هذا المطلب يمثل اهم المطالب المؤثرة على فاعلية العلاقة القائمة بين ظاهرة الرأي العام و الحملة الاعلامية كونهما مرتبطان بثقافة الفرد وادراكه وفهمه بشكل مباشر وهو ما يعطى انعكاس طبيعي لأفعال و ردود الافعال الخاصة بالفرد تجاه كل ما يدور في الواقع السياسي الذى يعيش فيه . ولذلك يتوجب الرفع من مستوى ادراكه و فهمه من اجل الوصول به الى امكانية تفسير و تحليل على كل ما يدور في بيئته المجتمعية سواء على المستوى ” الوطني ، الإقليمي ، الدولي ” خاصة وان المشاكل الدولية اصبح لها اثر مباشر على البيئات الداخلية لكافة المجتمعات الانسانية . كما ان الرفع من مستواه الثقافي يساعد على تحديد حجم و شكل ” الحاجات ، المطالب ” التي يفترض ان يقدمها كمدخلات للنظام السياسي القائم من جانب . ويساعد الفرد ” المواطن ” على نشاطه داخل عمليات المشاركة السياسية و قناعته بعملية التداول السلمى على السلطة من جانب اخر .
وعليه يمكن القول ان مثل هذا الواقع السياسي يساعد صانع القرار في الاستفادة من الاتجاهات والقيم و المعتقدات التي تحملها ظاهرة الرأي العام وتحديد الاهداف المرجوة من الحملة الاعلامية تجاه القضايا التي يعمل على معالجتها .
الخاتمة
The final
ان اهمية الدور الاستشرافي لظاهرة الرأي العام و الحملة الاعلامية تظهر من خلال تعزيز قدرة النظام السياسي الحاكم على تقديم السياسات العامة الرشيدة التي تحقق كلا من ” حاجات ، مطالب ” مواطنين الدولة الوطنية . ( ما يجب ان يكون ). ولهذا تمثل هذه الاهمية المؤثر الاول في طبيعة العلاقات الاجتماعية – السياسية القائمة بين الفاعلين السياسيين سواء ” الرسميين ، غير الرسميين ” . مع مراعاة ان النشأة التاريخية الاولى لظاهرة الرأي العام تتمثل في الحضارة الرومانية ثم اخذت تتطور تاريخيا الى ان وصلت بما يعرف ظاهرة الرأي العام التي تزداد وضوحا في بسبب اختلاف العملية السياسية نفسها التي تختلف من دولة وطنية الى اخرى . كما ان هذه العلاقة الارتباطية القائمة بين الطرفين تتحدد بمقدار قدرة النظام السياسي الحاكم على نجاح عملية ” الامتصاص ، الاستجابة ” للحاجات ، المطالب ” المحلية . وان هذه العلاقة الارتباطية بين الطرفين لها عوامل مؤثرة فيها على غرار طبيعة قنوات التنشئة الاجتماعية – السياسية التي يصنعها النظام السياسي الحاكم . وان لهذه العلاقة الارتباطية بين الطرفين لها اتجاهين اساسيين . الاتجاه الاول إيجابي بينما الاتجاه الثاني سلبى . وان هناك محددات لطبيعة من اجل تفعيل العلاقة الارتباطية بين الطرفين .
وتنطوي الاشارة الى ان ظاهرة الرأي العام تساعد صانع القرار السياسي على تحديد الاهداف الاساسية للحملة الاعلامية التي يسعى من خلالها النظام السياسي الحاكم الى الاستجابة لقائمة( الحاجات ، المطالب) القادمة اليه من البيئة المحلية . بالإضافة الى جملة من المتطلبات الموضوعية الاخرى التي يمكن تحديدها في المطالب الاتية :
- عدم ثبوت الطبيعة السلبية للنظام السياسي القائم تجاه ظاهرة الرأي العام .
- الاستمرار في تطوير قنوات التنشئة الاجتماعية – السياسية بما يدعم ظاهرة الرأي العام من جانب . والحملة الاعلامية من جانب اخر .
- ضرورة الرفع من مستوى التأثير الإيجابي للنخب الاجتماعية – السياسية القائدة لظاهرة الرأي العام . والصانعة للحملات الاعلامية .
نتائج المقرر الدراسي
The studious determinant outcome
من خلال هذا المقرر الدراسي فانه يمكن التوصل الى جملة النتائج العلمية التالية :
- ان العلاقة بين ظاهرة الرأي العام و الحملة الاعلامية – تؤدى بطبيعتها الى خلق حالة من التفاعل الطبيعي بين صانع القرار و البيئة الاجتماعية – السياسية للمجتمع الداخلي ” الوطني ” .
- 2. ان العلاقة بين ظاهرة الرأي العام و الحملة الاعلامية – تساعد على تقليل الفجوة ” السياسية ، الاقتصادية ، الاجتماعية ، الثقافية ” بين صانع القرار السياسي و البيئة الاجتماعية – السياسية داخل الدولة الوطنية . خصوصا عند مواجهة الحملات الاعلامية المضادة
- ان العلاقة بين ظاهرة الرأي العام و الحملة الاعلامية – تظهر في حالات مختلفة بسبب اختلاف العملية السياسية نفسها التي تختلف من دولة وطنية لأخرى .
- ان العلاقة بين ظاهرة الرأي العام و الحملة الاعلامية – تعتبر من اهم العوامل التي يضعها صانع القرار السياسي موضع الاهتمام . وبغض النظر عن ” شكل ، طبيعة ” النظام السياسي الحاكم . باعتبار ان صانع القرار يحتاج الى خصائص ” سياسية ، اقتصادية ، اجتماعية ، ثقافية “محددة .
- 5. – ان العلاقة بين ظاهرة الرأي العام و الحملة الاعلامية –تمثل اداة ضاغطة على صانع القرار السياسي . وبالتحديد عندما تكون دائرة الخيارات و البدائل الواقعية لديه ضعيفة . في مواجهة سواء :
– الحاجات و المطالب القادمة اليه من البيئة الداخلية .
– المخاطر و التهديدات الناتجة عن الحملات الاعلامية المضادة .
- 6. – ان العلاقة بين ظاهرة الرأي العام و الحملة الاعلامية – الجديدة ترفض اتجاهات المجتمع التقليدي خصوصا اثناء تحليل بعض الخيارات و البدائل الواقعية في مواجهة الحملات الاعلامية المضادة . او تلك التي تكون انسب من غيرها في مواكبة الموقف الذى يتم من خلاله عملية صنع القرار السياسي .
- 7. – ان العلاقة بين ظاهرة الرأي العام و الحملة الاعلامية – تساعد على فرز المعلومات و توثيقها و تفسيرها بطرق علمي و ايصالها الى صانع القرار السياسي بحيث يستطيع تجاوز مرحلة تهديد الحملة الاعلامية المضادة.
- 8. – ان العلاقة بين ظاهرة الرأي العام و الحملة الاعلامية – تساعد صانع القرار السياسي على تقدير عناصر كلا من ( القوة ، الضعف ) داخل الدولة الوطنية من اجل صنع القرار السياسي القابل للتطبيق العملي على ارض الواقع سواء في مواجهة كلا من :
- المشاكل القائمة داخل المجتمع المحلى ” الداخلي ” .
- التهديدات الناتجة عن الحملات الاعلامية المضادة .
التوصيات
The recommendations
(ا). ضرورة الاخذ بظاهرة الرأي العام عند صنع القرار السياسي كونها تؤثر على مسالة نجاح خطط وبرامج وسياسات الدولة الوطنية المعاصرة خصوصا في جوانب التنمية ” السياسية ، البشرية ، المكانية ” وفق ما تسعى اليه كافة الدول الوطنية .
(ب). ضرورة الاخذ بظاهرة الرأي العام عند صنع الحملة الاعلامية كونها تلعب دورا اساسيا في تحديد ملامح اوجه الحملة الاعلامية سواء تلك ” الداخلية ، الخارجية ” حتى في ظل وجود الدولة الدكتاتورية .
(ت). ضرورة الاخذ بظاهرة الرأي العام عند صنع الحملة الاعلامية كونها تساعد في خلق الروح المعنوية وصلا الى خلق ارادة وطنية تعمق مبدا المواطنة .
(ث) . ضرورة الاخذ بظاهرة الرأي العام عند صنع الحملة الاعلامية كونها تساعد على فهم الاتجاهات السياسية و الافكار و القيم المحلية .
(ج). ضرورة الاخذ بظاهرة الرأي العام عند صنع الحملة الاعلامية كونها تساعد صانع القرار على تحديد اولوية القوانين و القرارات و اللوائح الواجب اتخاذها تجاه المشاكل و القضايا التي تحقق المصلحة العامة .
(ح). ضرورة الاخذ بظاهرة الرأي العام عند صنع الحملة الاعلامية كونها تحقق حالة الاستقرار الاجتماعي – السياسي من جانب . و احداث التغيرات المجتمعية لطريقة منطقية عقلانية رشيدة من جانب اخر .
(خ). ضرورة الاخذ بظاهرة الرأي العام عند صنع الحملة الاعلامية كونها تساعد صانع القرار على فرز المعلومات و توثيقها بطريقة علمية رشيدة من اجل تجاوز مرحلة صنع القرار السياسي غير المناسب او الضعيف .
(د). ضرورة الاخذ بظاهرة الرأي العام عند صنع الحملة الاعلامية كونها تساعد صانع القرار السياسي على تقدير عناصر ” القوة ، الضعف ” داخل الدولة الوطنية من اجل صنع القرار السياسي القوى القابل للتطبيق ” العملي ” على ارض الواقع .
(ذ). ضرورة الاخذ بظاهرة الرأي العام عند صنع الحملة الاعلامية كونها تعمل بطبيعتها الاجتماعية – السياسية على انجاح معظم الخطط الاستراتيجية خصوصا تلك المتعلقة بخطط وبرامج التنمية ” السياسية ، البشرية ، المكانية ” كما ان لها القدرة على افشالها و تهميشها اذا لم تتمكن من اقناعها بتوجيهاتها .
الهوامش
- سعيد عمر السالمي ، قراءة في ظاهرة الرأي العام ، ط1 ، القاهرة ، منشورات دار البيان العلمي للنشر ، 2019 م، ص 31.
- المرجع السابق ، ص 33.
- بوبكر خليل الأحمدي ، التطور التاريخي لظاهرة الرأي العام ، ط1 ، القاهرة ، منشورات مكتبة القلم العربي للنشر ، 2020م، ص 42.
- خولة عمران السباعي ، قضايا اجتماعية معاصرة ، ط1 ، الاسكندرية ، ( د . ن ) ، 2019 ، ص 41.
- المرجع السابق ، ص 45 .
- المرجع السابق ، ص 48 .
- اسامة محمود حمادي ، دراسات في علم الاجتماع السياسي ، ط1 ، القاهرة ، منشورات مكتبة الفجر الجديد للنشر ، 2021م ، ص 65
- المرجع السابق ، ص 67.
- وائل عمران القلالي ، الرأي العام و العملية السياسية ، ط1 ، ( د . م ) ، منشورات دار النور للنشر و الطباعة ، 2018م ، ص 87.
- المرجع السابق ، ص 51 .
- مؤيد سليمان التويجي ، الابعاد الجديدة للرأي العام ، ط1 ، القاهرة ، منشورات مكتبة القلم العربي للنشر ، 2019 م ، ص 25.
- المرجع السابق ، ص 28.
- احمد ، نصيب الجوهري ، الاتجاهات السياسية الجديدة للرأي العام ، ط1 ، القاهرة ، منشورات الدار الجامعية للنشر ، 2017م ، ص 70 .
- المرجع السابق ، ص 71.
- سلمى نور الماجري ، الدور السياسي لظاهرة الرأي العام الجديد ، ط1 ، القاهرة ، منشورات دار البيان للنشر ، 2018م ، ص 81.
- المرجع السابق ، ص 86.
- صفوان جابر البرادعي ، المتغيرات السياسية الجديدة و الدولة الوطنية ، القاهرة ، منشورات الدار العربية الجديدة للنشر ، 2020م ، ص 91.
- المرجع السابق ، ص 92.
- المرجع السابق ، ص 96.
قائمة المراجع
- الأحمدي ، بوبكر خليل ، التطور التاريخي لظاهرة الرأي العام ، ط1 ، القاهرة ، منشورات مكتبة القلم العربي للنشر ، 2020م .
- 2. البرادعي ، صفوان جابر ، المتغيرات السياسية الجديدة و الدولة الوطنية ، القاهرة ، منشورات الدار العربية الجديدة للنشر ، 2020م .
- التويجي ، مؤيد سليمان ، الابعاد الجديدة للرأي العام ، ط1 ، القاهرة ، منشورات مكتبة القلم العربي للنشر ، 2019 م .
- 4. الجوهري ، احمد نصيب ، الاتجاهات السياسية الجديدة للرأي العام ، ط1 ، القاهرة ، منشورات الدار الجامعية للنشر ، 2017م .
- حمادي ، اسامة محمود ، دراسات في علم الاجتماع السياسي ، ط1 ، القاهرة ، منشورات مكتبة الفجر الجديد للنشر ، 2021م .
- السالمي ، سعيد عمر ، قراءة في ظاهرة الرأي العام ، ط1 ، القاهرة ، منشورات دار البيان العلمي للنشر ، 2019 م .
- السباعي ، خولة عمران ، قضايا اعلامية معاصرة ، ط1 ، الاسكندرية ، ( د . ن ) ، 2019 .
- القلالي ، وائل عمران ، الرأي العام و الحملة الاعلامية ، ط1 ، ( د . م ) ، منشورات دار النور للنشر و الطباعة ، 2018م .
- الماجري ، سلمى نور ، الدور السياسي لظاهرة الرأي العام الجديد ، ط1 ، القاهرة ، منشورات دار البيان للنشر ، 2018م .