دراسات استراتيجيةدراسات اقتصادية

الصين تنافس أمريكا إقتصاديا الصين تنافس أمريكا إقتصاديا

محادثات تجارية بناءة بين  بكين وواشنطن :

قال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين إنه اختتم مع الممثل التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر محادثات تجارية بناءة في بكين. وأتطلع إلى الترحيب بنائب رئيس الوزراء الصيني لمواصلة تلك المباحثات المهمة في واشنطن الأسبوع القادم ولم يذكر الوزير الأميركي أية تفاصيل عن فحوى المحادثات التجارية أو التقدم الذي تم إحرازه أو نقاط الخلاف الشائكة والعالقة بين الجانبين حتى الآن.وكان المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض قال إن الولايات المتحدة قد ترفع بعض الرسوم الجمركية عن الصين وتبقي البعض الآخر ساريا في إطار آلية لتنفيذ اتفاق تجاري بين البلدين. وانطلقت جولة محادثات تجارية جديدة في بكين على مدار يومين بين مفاوضين بارزين من الجانبين الأميركي والصيني. وقال المتحدث باسم التجارة الصينية إن الجانبين حققا بعض التقدم خلال محادثات هاتفية سابقة، لكن ما زال هناك الكثير من العمل لإنجازه.ومنذ 7 يناير 2019، عقد مفاوضون بارزون من الولايات المتحدة والصين جولات عدة من المحادثات بهدف التوصل إلى حل للخلافات التجارية بينهما.وفي مطلع ديسمبر الماضي، اتفق ترامب ونظيره الصيني في الأرجنتين على وقف تطبيق رسوم جمركية جديدة لمدة 90 يوما للسماح بإجراء محادثات بين البلدين.‎

وقال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض إن الصين قدمت مقترحات وصفت بغير المسبوقة لحل النزاع التجاري مع واشنطن. وتتفاوض الصين والولايات المتحدة على اتفاقية للتجارة لتخفيف 8 أشهر من التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم.وقال مسؤولون أميركيون إن الصين قدمت مقترحات بشأن عدد من القضايا تذهب إلى مدى أبعد مما عرضته في السابق، بما في ذلك النقل القسري للتكنولوجيا. وقال ترامب إن الولايات المتحدة ستبرم اتفاقا تجاريا جيدا للغاية مع الصين، وهناك توقعات باقتراب إبرام اتفاق من شأنه أن ينهي الحرب التجارية بين البلدين وأن المفاوضين من الجانبين حققوا تقدما في مختلف المجالات.

أرباح  هواوي  تقفز 25٪ في 2018 :

حققت شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة هواوي أرباحا اقتربت من 9 مليارات دولار بنهاية العام الماضي 2018، مدفوعة بانتعاش أعمالها في مجال الهواتف الذكية وأن الحملة التي قادتها الولايات المتحدة ضد هواوي أثرت على مبيعات معدات الاتصالات.قالت شركة هواوي، أن أرباح عام 2018 قفزت إلى 59.3 مليار يوان (8.7 مليار دولار).

وزادت مبيعات الشركة، بنسبة 19.5٪ إلى 721 مليار يوان (105 مليار دولار)، إلا أنها جاءت أقل من توقعات الشركة السابقة. وتبيع هواوي الكثير من معدات الاتصالات، أكثر من أي شركة أخرى في العالم، كما أن معدلات نمو أعمالها في الهواتف الذكية أسرع من منافستيها شركتي سامسونغ، وآبل.ورغم هذه النتائج الجيدة، إلا أن هناك دلائل على أن جهود الولايات المتحدة، لمنع الدول الأخرى من استخدام معدات هواوي في شبكات الاتصالات الخاصة بهم قد يكون لها تأثير على أعمال الشركة، حيث قالت “هواوي”، إن مبيعات معدات الاتصالات لشركات الاتصالات انخفضت بنسبة 1.3٪ في عام 2018. وعزا رئيس مجلس الإدارة المتداول قوه بينغ هذا الانخفاض بشكل رئيسي إلى دورات الاستثمار في صناعة الاتصالات العالمية  لكنه قال أيضًا إن الحملة الأمريكية، كان لها تأثير إضافي قصير المدى على أعمال شركة هواوي في الولايات المتحدة، وفي جميع أنحاء العالم خلال عام 2018. وتقود الولايات المتحدة جهودًا لكبح طموحات هواوي في أن تصبح الشركة الرائدة عالميًا في الجيل التالي من التكنولوجيا اللاسلكية أو ما يعرف ب5G وقال  إن الولايات المتحدة قوية، لكن عند التنافس مع شركة هواوي، فإنها لا تزال تخسر في بعض المجالات، ولا يمكنها قبول هذه الحقيقة وأعتقد أن هذه عقلية الخاسر، وعلى الحكومة الأمريكية أن تغير تلك العقلية”.وأعلنت المفوضية الأوروبية، عن النهج الذي ستتبعه مع هواويحيث ستجري الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تقييمات للمخاطر 5G بحلول يونيو2019، ومراجعة أمنية أوسع بحلول ديسمبر من نفس العام، إلا أن الإعلان لم يشر إلى حظر شامل على معدات هواوي ولأول مرة تجاوزت إيرادات هواتف هواوي الذكية وأعمال الالكترونيات الاستهلاكية في 2018، مبيعات قطاع معدات الاتصالات بالشركة، حيث أصبحت تمثل الآن ما يقرب من نصف إجمالي مبيعات الشركة.

وباعت شركة هواوي، أكثر من 200 مليون هاتف ذكي في عام 2018، مما زاد من إيرادات أعمال القطاع الاستهلاكي إلى حوالي 349 مليار يوان (52 مليار دولار) بزيادة أكثر من 45٪. وإن الشركة ستحل محل سامسونغ كأكبر بائع للهواتف الذكية في العالم بحلول عام 2020.باعت شركة هواوي عددًا من الهواتف أقل من سامسونج وأبل العام الماضي، ولكن على عكس منافسيها الأكبر، فقد خالفت الاتجاه العالمي واستمرت في النمو،ووفقًا لبيانات شركة أبحاث السوق IDC، نمت شحنات الهواتف الذكية من “هواوي” بنسبة 33٪ في عام 2018، مقارنة مع انخفاض بنسبة 8٪ لشركة سامسونغ، وتراجع بنسبة 3٪ لشركة آبل.

أميركا متخوفة  الصين تغزو العالم بالتكنولوجيا  :

تعمل مبادرة  طريق الحرير الجديد  الصينية على توسيع نفوذ قوة بكين الاقتصادية والتكنولوجية لتشمل بلدان العالم أجمع، وإلى جانب الصادرات التكنولوجية والاستثمارات بالبنية التحتية، تصدر الصين نموذجها لمراقبة الإنترنت أيضا.  فأن وضعية حرية الإنترنت تتفاوت بشكل كبير في جميع أنحاء العالم، ولكن تعتبر الصين رائدة في هذه الممارسات من رقابة الحكومة ومراقبة الجمهور. الصين تُصدّر نموذج الاستبداد الرقمي الخاص بها لدول أخرى. وكيفية تجهيز الحكومة والشركات التكنولوجية الصينية للعديد من البلدان الأخرى بالبنية التحتية للاتصالات، ومراقبة الذكاء الاصطناعي والتدريب على الرقابة، كي تسير هي الأخرى على خطى الصين. وتهدف هذه المبادرة إلى تقوية روابط الاستثمار والتجارة والبنية التحتية بين الصين وأكثر من 65 دولة أخرى في آسيا وأفريقيا وأوروبا والأميركيتين.وتمثل هذه الدول مجتمعة 30% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، و62% من السكان، و75% من احتياطيات الطاقة المعروفة، وفقا للبنك الدولي.وتتخذ مبادرة الحزام والطريق أشكالا مختلفة في مناطق مختلفة. ففي أفريقيا تقدم القروض وتصدر التكنولوجيا وتشيد البنية التحتية في بلدان على غرار غينيا وكينيا.وفي بلدان أخرى، تعمل كل من الحكومة وشركات التكنولوجيا الكبرى الصينية -مثل هواوي وزد تي إي- على توسيع طريق الحرير الرقمي لشبكات الألياف البصرية صينية الصنع، وتجهيز الحكومات الأجنبية بأدوات مراقبة الجمهور والرقابة على الإنترنت. وقد عملت هواوي مع المكسيك لإنشاء أكبر شبكة “واي فاي” عامة بأميركا اللاتينية، كما أنها بصدد إنشاء شبكات اتصالات الجيل الخامس في جميع أنحاء أوروبا. وتسيطر كل من هواوي وزد تي إي على الغالبية العظمى لعقود الاتصالات بأوغندا  وتوقع الشركات الصينية عقودا مربحة لتوفير تكنولوجيا المراقبة والرقابة للحكومات الأجنبية. فمثلا ترتدي الشرطة الماليزية كاميرات للتعرف على الوجه من صنع شركة “ييتو” الصينية للذكاء الاصطناعي، في حين تعمل زيمبابوي مع شركة “كلاود ووك” الصينية لتنفيذ برنامج التعرف على الوجه على مستوى البلاد أما في فنزويلا، فتدعم تكنولوجيا شركة زد تي إي بطاقات أرض الآباء التي طورتها حكومة مادورو لتتبّع ومراقبة المواطنين.
ويعتبر نموذج الصين لمراقبة الإنترنت شاملا ومتطورا باستمرار، بما في ذلك جدار الحماية العظيم الذي يعترض التطبيقات والمواقع الإلكترونية، واستحداث التشريعات الجديدة على غرار قانون الأمن السيبراني لسنة 2018 الذي يركز على جميع سياسات الإنترنت. ونظمت الصين تدريبات خاصة لمسؤولين من تايلند وفيتنام والفلبين، فضلا عن دول عربية بما في ذلك مصر والأردن ولبنان وليبيا والمغرب والسعودية والإمارات. وأن نموذج مراقبة الإنترنت الصيني يواصل انتشاره جنبا إلى جنب مع التوسع الاقتصادي العالمي للصين.

Global Relations Centre –

 

 

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى