المكتبة الاقتصاديةدراسات اقتصاديةكتب

الطريق إلي المعجزة الاقتصادية والقضاء نهائيا علي البطالة في الدول النامية

إن ماتواجهه دول العالم التامي من تحديات فخمة ومتزايدة نتيجة للتطبيق العالي التدريجي لإتفاقية الجات – والذي بدأ في أول يناير عام 1995 – بجعلنا نتوقع أن يصل الإنهيار الاقتصادي بالعالم النامي إلى أقصى حد في المستقبل القريب، حيث أننا نشك كثيرة في قيامه باتخاذ الإجراءات التي تمكنه من مواجهة تلك التحديات بنجاح.

كل ذلك يؤكد لنا أن الفقراء سيزدادون فقرا في المستقبل بدرجة أكبر بكثير عنها حاليا وسيزيد الأغنياء في الوقت نفسه غني . ذلك برغم أن الفرق الحالي بين متوسط الدخل الحقبقى السنوي للفرد في العالم المتقدم ومتوسط الدخل الحقيقي النوى للفرد في العالم النامي يعد بحق فرقا فلكيا.

ولبيان مدى الفرق الفلكي بين متوسط الدخل الحقيقى السنوي في كل من هذين العالمين ، نورد هنا الحقيقية الاحصائية ، التي تقول أن حجم الإنتاج الإجمالي بالعالم المتقدم يبلغ – طبقا للبيانات الرسمية – حوالي خمسة أمثال حجم الانتاج بالدول النامية ، ومعنى ذلك أن متوسط الدخل الحقيقى السنوي للفرد في العالم النامي بمثل , ۰۰ ٪ فقط من متوسط الدخل الحقيقى السنوي للفرد في العالم المتقدم ، حيث أن عدد السكان في العالم النامي يصل إلى أربعة أمثال عدد السكان بدول العالم المتقدم .

ولتكون الصورة أكثر وضوحا نذكر هنا على سبيل المثال أن حجم الدخل القومي الحقيقي في العالم النامي كان في عام 1991 أقل قليلا من ۵۰ ٪ من حجم الدخل القومي الحقيقي لإحدى دول العالم المتقدم، ونعني بها الولايات المتحدة الأمريكية، بينما بلغ عدد سكانه في ذلك العام حوالی ۱۸ امثال عدد سكان تلك الدولة، ومعنى ذلك أن متوسط دخل الفرد الأمریکی عام ۱۹۹۱ كان أكثر (قليلا) من 36 أمثال متوسط دخل الفرد في العالم النامي في ذلك العام. وجدير بالذكر أن متوسط دخل الفرد الأمریکی کان 65, 6 أمثال متوسط دخل الفرد في الدولة ، التي بها أكبر تجمع بشري في العالم ، ونعني بها جمهورية الصين الشعبية بطبيعة الحال ، وذلك في عام ۱۹۸٦) (أي في ذلك العام ، الذي بعده بعام واحد بدأت الصين تنفيذ ما يحقق لها قفزات اقتصادية مذهلة، كما سنبين فيما بعد) .

تحميل الكتاب

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى