دراسات سياسية

الظروف العامة لإعلان مشروع بلوم- فيوليت 1936م و أهم ما جاء فيه

من اعداد حورية جبالي و بشرى مركتي – قسم ماستر تاريخ عام

جامعة قالمة

1– التعريف  بشخصية موريس فيوليت و مشروعه

    إذا نظرنا إلى ما كان يطمح إليه رجال السياسة الإصلاحيون في فرنسا بدءا بجول فيري و البان روزي[1] و جول فيري مرورا بكليمنصو[2] و حتي بالليبيرالي بول بورد [3] الذي يعتبر المرشد الأعلى للفريق الاستعماري و انتهاء جونار[4] و موريس فيوليت والجهود التي بذلوها طيلة أربعين سنة تقريبا[5].

   نجد أن الهدف من إصلاحاتهم وضع نوعا من المسكنات بهدف المحافظة على أمن وسلامة المحتلين إذ كانت هذه الإصلاحات كسيف على رقاب الجزائريين المسلمين لأنها تجاهلت مصالحهم و مطالبهم تماما [6].

   و عندما هبت رياح النضال السياسي و شرعت التنظيمات السياسية و الإجتماعية في الكفاح من أجل إبراز معالم الأمة و قطع روابط التبعية لتحقيق استقلالها ، بدأ الساسة الفرنسيون يتفننون في وضع القوانين و إصدار الأوامر و المراسيم قصد تمديد فترة النوم العميق ، و إطفاء النور الذي بدأت أشعته تحرك الهمم  و الضمائر[7].

       حيث شهدت الساحة السياسية في  الجزائر مع بداية الثلاثينات عدة تحركات قامت بها عدة أطراف سياسية من بينها موريس فيوليت [8] الذي  تفاجأ به الشباب الجزائري مفاجأة سارة لما وجدوا تفهم حاكم عام غريب عن عقلية المعمرين ، خاصة عندما  ذاع صيته منذ 1913م  بفضل تقرير برلماني في غاية الحدة أعده عن التجاوزات الإدارية المرتكبة في الهند الصينية [9].

و موريس فيوليت  (1870م- 1960م ) Maurice viollette سيناتور ، ماسوني ، من رجال الحزب الإشتراكي الفرنسي [10] ولد يوم 3 ديسمبر 1870م[11] ، حكم الجزائر من سنة 1925 إلى1927م و أصبح نائبا في مجلس الشيوخ بعد استقالته من منصب الحاكم العام في الجزائر[12].

  و كان هذا الماسوني المثالي يرى بأن على فرنسا أن تغير الجزائر بنشر أنوار التعليم و بث سيادة العدالة ، و قال بمجرد نزوله بميناء الجزائر يوم 27 ماي 1925م : ” يجب أن ندهش العالم بإضهار ما يمكن أن يفعله السلم الفرنسي الأكبر”[13] .

 و قد كان موريس نموذجا مميزا عمن سبقه من الحكام الفرنسيين فقد كان معظم هؤلاء غلاظا شديدا متجاهلين ، حريصين على أن يقدموا مصالحهم الشخصية ، فجاء  “فيوليت” و رأى  أن من مصلحة فرنسا أن يقرب إليها الجزائريين و هو ” لا يجد ما يعرقلهم عن الإندماج التدريجي ” فأراد أن يخدم بلاده بما يحقق لها هذه الغاية ، فنهج في سياسته نهجا مميزا أبدى فيه بعض المرونة في معالجة المسألة الأهلية فكان من شداد الرأي أن يقابل الجزائريون هذا التوجه من هذا الوالي شيئ من المسالمة و الترقب إلى أن يصدر من هذا الحاكم ما يستلزم إعادة النظر في سياسته [14] .

و يذكر المدني أن موريس فيوليت كان فرنسيا و طنيا صاقا محبا لأمته ، لكنه إلى جانب ذلك يساري متشبعا بروح ديمقراطية صحيحة ، محبا للعدل و الإنصاف ، كارها للظلم و الإجحاف . و قد راعته الحالة الكئيبة الحزينة التي وجد عليها المسلمين في الجزائر ، و هاله ما رأى من المستعمرين . و ما يعمدون إليه من تعد ظاهر ضد الجزائريين[15] .

  و كتب الإبراهيمي ما يلي عن فيوليت : ” لم يظفر سياسي بمثل ما ظفر به من حب الجزائريين و تقديرهم و أمتلاك قلوبهم ، كل ذلك لكلمة  خير قالها فيهم و سعي صالح سعاه في مصلحتهم ، على ما يتطرق ذلك السعي من شكوك و احتمالات ، وعلى أنه لم ينجز من سعيه قليل و لا كثير[16].

     وكان فيوليت يحسن لغة أخرى عندما يتوجه للمعمرين الكبار ، فيقول  لهم بالتالي: ” أطلب منكم أكثر عدالة في توزيع الأراضي الإستعمارية “. لكنه صار مستهدفا من طرف المعمرين الكبار الذين أغضبهم عندما بدأ يطرح مشاكل بالإصلاحات السياسية . فقد اقترح في 1927م  أن يمنح للنخبة من الأهالي صفات الاقتراع العام في إطار هيئة انتخابية موحدة [17]. و بذلك قد قاوم الاستعماريين الفرنسيين و قاوموه بصفة عنيفة، إلى أن تمكنوا من عزله من الولاية العامة [18].

    وكتب موريس في الشؤون الجزائرية كتاب بعنوان ” هل ستعيش الجزائر ؟ “[19] فسدد به للاستعمار  ونظامه ومظالمه ضربات فتاكة ، و أظهر حقائق لم يكن  يعرفها الناس [20].

 كما أن حرصه الذكي على السيادة الفرنسية في الجزائر جعله يقف موقفا وسطا بين مطالب الجزائريين و ضغط المعمرين الذين كانوا يمارسون توجيه شؤون المستعمرة [21] وبالتالي كان متناقض المواقف ، فهو من اضطهد الحركة الوطنية ، وسجن و نفي قيادتها في الوقت الذي كان يعارض سياسات استعباد الجزائريين و كان يقول إذا لم ننصف الجزائريين و ندخلهم في الأسرة الفرنسية فإنهم سيتوجهون إلى العمل التحرري ، و بالتالي فإن فرنسا ستخسر أرض الجزائر[22]و يتلخص ذلك في الكلمة الآتية : ” إذا لم ننصف الجزائريين و نسرع بإدخالهم ضمن العائلة الفرنسية متساوين في الحقوق والواجبات فإنهم سيندفعون في الميدان الإستقلالي التحرري ، وعندئذ تخسر فرنسا أرض الجزائر نهائيا [23].

       وفي سنة 1931م عقب الإحتفال بذكرى الاحتلال [24] ترأس موريس فيوليت لجنة من مجالس الشيوخ الفرنسي كلفت بدراسة الأوضاع الجزائرية و تقديم تقرير حول الإصلاحات التي يجب إدخالها ، و قدمت اللجنة مشروع إصلاحات عرف منذئذ ” بمشروع فيوليت[25]. وهو من المشروعات التي وضعت أولا لمعالجة الحالة غير المستقرة في الجزائر و لاسيما أمام ازدياد مطالبة الجزائريين من فرنسا إصلاح أوضاعهم و إعطائهم الحقوق السياسية التي لم ينجح قانون 1919م في تحقيقها[26] .

   لقد شعرت الحكومة بضرورة القيام بلغته لصالح المسلمين [27] ، خاصة بعد عجزهم عن الحصول على إصلاحات جديدة بمناسبة إحتفالات الذكرى المئوية للجزائر الفرنسية ، إذ لم يكن من نتائج ذلك العجز سوى مضاعفة إرتياب الشعب من أولائك السياسين الذين يدعون خدمته ، فجاء مشروع القانون الذي تقدم به السناتور فيوليت ، من سنة 1931م إلى 1935م  ليعبر عن مكنون الآمال لدى أغلبية الأهالي الحائزين على الشهادات [28] حيث يعتبر هذا المشروع الأخطر على الهوية الوطنية الجزائرية ، وظهر المشروع كحزمة من الإصلاحات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية التي تركت آثار على الجانبين الفرنسي و الجزائري على السواء[29]. و الذي راع في مصلحته فرنسا أولا و قبل كل شيء وقد احتوى على 8 فصول و50 مادة [30].

و من أهم فقراته

1- منح حق الإنتخاب لكل الجزائريين مع بقائهم في هيئة انتخابية خاصة و ذلك حتى لا يتنافسوا مع المعمرين الفرنسيين .

2- منح حق الترشح لعدد قليل من المسلمين و ضمهم إلى هيئة الإنتخابات الفرنسية كما كانوا متجنسين مع بقائهم على أحوالهم الشخصية .

بالإضافة إلى إصلاحات كثيرة في المجال الزراعي و العدلي و غير ذلك [31].

   و قد اعتقد البعض في بادئ الأمر هذا البرنامج إنما هو دستور إصلاح عام يشمل كافة نواحي الإصلاح السياسي و الإجتماعي و الإقتصادي بالقطر، و يحقق في ذلك أغلب رغائب المسلمين الجزائريين .

   لكن الحقيقة غير ذلك فبرنامج فيوليت الذي قدمته الحكومة لمجلس الأمة و للرأي العام لا تعلق له إلا بمسالة تمثيل المسلمين الجزائريين بمجلس الأمة الفرنسي ، على طريقة إندماج الناخبين لبعضهم بعض ، بحيث لا يكون للمسلمين الجزائريين نوابا منهم ينتخبونهم على حدة لتمثيلهم بمجلس الأمة [32] .

بل أراد صاحب المشروع أن يظهر نوعا من التهيب و التريث قبل أن يقدم على مغامرة طرح المشروع على المجلس و قد تضمن فكرة تجنيس حوالي خمسة و عشرين ألف جزائري [33] لكي يكون النائب الفرنسي الذي ينتخب لمجلس الأمة ممثلا للفرنسيين والمسلمين [34].

   وما ميز هذا المشروع أنه كان يرمي غلى منح حق المواطنة الفرنسية لبعض مسلمي الجزائر دون المساس بحقهم الشرعي كمسلمين على عكس ما كان يشترط من قبل في التشريعات السابقة [35] كمشروع جونار ( 1919م – 1921م) الذي كان ينص على توسيع دائرة النواب المسلمين في المجالس المحلية وإعطاء حق المواطنة الفرنسية للجزائريين بعد تخليهم عن قانون الأحوال الشخصية الإسلامي لكنه رفض من قبل الكولون [36] .

  ثم إن فيوليت اقتنع بأن المسلمين لا يرضون أبدا و مهما كلفهم الأمر ، بالتنازل عن ميزتهم  الدينية و حالتهم الشخصية التي يحتكمون فيها إلى القضاة و إلى كتاب الله ، فقرر أن الطبقة المتنورة من الأمة والتي تشارك الفرنسيين في الإنتخابات لا تلزم بالتجنس التام الذي يجبر معتنقه على إبقاء الشخصية الأسلامية و قبول أحكام القانون المدني الفرنسي ، بل يكون لها حق الانتخاب و المشاركة في الحياة العامة الفرنسية مع بقائها على حالتها الشخصية الإسلامية [37]

   إن قراءة مشروع بلوم فيوليت تبرز أنه قد تمت دراسته في العمق و بدقة من قبل مختصين في الشؤون الإسلامية ، إن العشرين ألف أهلي جزائري الذين تم اختيارهم ليصيروا مواطنين فرنسيين قد تمت غربلتهم بدقة [38] إذ تشمل قدامى الجنود الذين خدموا فرنسا بإخلاص أثناء الحرب العالمية الأولى و الموظفين الرسميين و المعلمين وشاغلي المناصب الكبرى من خريجي المدارس الفرنسية ، بإختصار تشمل الفئات التي تؤيد فرنسا [39].

  إن السلطات عندما تعطي صفة المواطن الفرنسي لعشرين ألف من الأهالي الجزائريين إنما يشكل هذا الفعل مناورة ذكية و خطيرة ، إن نظام الإستغلال الجديد الذي يحدثه مشروع فيوليت يستطيع أن يجعل العشرين ألف من المحظوظين ينهضون ضد الستة ملايين من الأهالي الذين يبقون خاضعين فرنسيين [40].

  ومن الواضح أن هذا المشروع يهدف بالدرجة الأولى إلى حرمان الشعب الجزائري من ممارسة حقوقه السياسية ، و هو مخطط جهنمي كان من الممكن أن يمنع الحركة الوطنية من التطور لأنه يمتص منها أغلبية المتعلمين و المفكرين [41] و إبراز الحضارة الفرنسية و فصل النخب ، بربطها نهائيا بفرنسا ، عن جماهير ذاتها لقد كان الهدف المنشود من قبل  فيوليت “هو اندماج الذي من شأنه وحده وقف الحركة الوطنية “[42].

  والحق أن هدف فيوليت لم يكن خفيا على العلماء ، فهم يعلمون أنه أول من منع زعيمهم ابن باديس من الوعظ و الإرشاد في أحد المساجد القطر سنة 1927م ، ومن ثمة فإن مساندتهم للمشروع لم تكن إلا من حيث المبدأ ما دام يعترف للجزائريين ببقائهم على أحوالهم الشخصية كمسلمين مع إعطائهم حق  الإنتخاب في مجلس الأمة الفرنسي . الذي يستطيعون بواسطته الدفاع عن حقوق مواطنيهم المحرومين[43]  أما أعضاء النخبة من النواب فقد تلقوا المشروع بالقبول لأنه يلوح بما ينادي به بعضهم من المساواة و بما يروج له بعضهم الآخر من إندماج[44].

   والحق أن الناخبون شكلوا في الفدراليات الثلاثة ، لجنة كبيرة و أوفدوها إلى باريس ، في جوان 1933م  لتلتمس من الحكومة تبني مشروع فيولت Viollette . لكن اللجنة لم تحظى بالإستقبال من طرف الحكومة [45].

   ولكن هذه الإصلاحات أثارت على الخصوص احتجاجات شديدة لدى فرنسيي الجزائر ، الذين أعلنوا نيتهم على محاربة المشروع [46] ، لأن في اعتقادهم يعطي الأقلية لأهالي الجزائر، و ينزع منهم تفوقهم بل اعتبروه قنبلة موقوتة موضوعة تحت الصرح الفرنسي ، ستنهي الوجود الفرنسي في الجزائر[47] و كل هذا كان من حسن حظ الجزائر إذ جعل المعمرين و الرأي العام في فرنسا لا يتفطنون إلى حقيقة المشروع في حينه الأمر الذي أدى إلى محاربته و بذل كل ما في وسعهم ليبقى حبرا على ورق [48].

     و بفعل الضغوظ لم تناقش اللجنة المشيخية سوى الجزء المتعلق بتنظيم المجالس المحلية الجزائرية مؤجلة الأهم إلى ما بعد ربيع سنة 1934م أين بدأت تظهر مشاريع مضادة و متحفظة من الحكومة على يد السيناتور مارسيل رينيه و وزير الداخلية [49]. ونتيجة لعدم الإستقرار الذي ساد الجزائر في عام 1935م أرسلت الحكومة الفرنسية وزير الداخلية مارسيل رينيه إلى الجزائر لتغطية الأمر عن كثب . و الذي أعلن قبل مجيئه أنه يهدف إلى إحداث تغيير كبير في الوضع الإسلامي[50].

     وأنتهز أعضاء النخبة هذه الفرصة لإعلان مطالبهم ، كما سادت في الجزائر موجة من المظاهرات شعارها” يحيا رينيه” “تحيا فرنسا” و رغم هذه الجهود التي بذاتها النخبة أصدر رينيه منشور لم يتناول مسألة الإصلاح على الإطلاق و لم يفعل رينيه أكثر من المطالبة بتشديد قبضة فرنسا على مستعمراتها و تدعيم جهاز الردع في الجزائر[51] .

    و هذا ما أجل تدخل السيناتور موريس فيوليت أمام مجلس الأمة للدفاع عن مشروعه إلى ما بعد رجوع وزير الداخلية من الجزائر[52].

    و لتمرير مشروعه و إقناع المستوطنين بعدم تأثير موضوع التجنيس على مصالح هؤلاء المستوطنين حاول أن يشكل خطرا على هذه المصالح  التي تحرص عليها الحكومة الفرنسية ، و كان الرجل يبذل جهدا مضاعفا في سبيل إقناع الجماهير الرافضة للمشروع بأنه لا يشكل أي خطر على النظام السياسي و الديمقراطي في فرنسا[53].

    و تقدم موريس بالمشروع إلى البرلمان يوم 21 مارس 1935م و اقترح منح الجنسية الفرنسية لبعض الجزائريين و هم النخبة [54] و ألقى مرافعة بليغة دافع من خلالها عن هدفه الأسمى الرامي إلى الإدماج  التدريجي لجميع الأهالي ضمن الهيئة الإنتخابية الفرنسية كلما تطور هؤلاء إلى الدرجة التي تأهلهم على تفكير كفرنسيين [55] .

   و كان دفاعه عن مشروعه الإصلاحي آية في البيان و نموذجا في مخاطبة العقول      و استعطاف القلوب [56] موضحا فكرته قائلا : ” إما أن تقوم فرنسا بإدماج الجزائر و إلا فقدت وضعيتها كقوة عظمى في البحر المتوسط”. و كان يرى أن على فرنسا أن تثق في عبقريتها الإدماجية و الإبتعاد عن نبد الأهالي حيث قال :” إنكم لما يحتج هؤلاء الأهالي على التجاوزات التي يلاحظونها تستاؤون ، لما يهللون تتشككون تتهيبون (…) إن هؤلاء الناس يقولون لكم : ليس لنا وطن ، و إننا نريد الوطن الفرنسي ، ونطلب منكم ذلك إذن ، أعطوهم إياه ! وإلا صنعوا و طنا لأنفسهم “[57] لكن الأرجحية كانت لمعرضيه[58]. كرينيه الذي خلص في تقريره أمام مجلس الشيوخ يوم 22 مارس 1935م،  إلى “أن فرنسا ليست مستعدة للمساس بالأمور المقدسة المتعلقة بالإسلام ” و ذلك يعني أنها لن تمنح الإندماج للمسلمين الجزائريين ، بحجة أنه يشكل عدونا على الشخصية الإسلامية للأهالي[59] .

و رغم ما استعمله فيوليت من أسلوب الإقناع لزملائه ، فإن البرلمان الفرنسي رفض مشروعه[60].

 و لما استلمت السلطة في فرنسا ” حكومة الجبهة الشعبية ” اليسارية 4 جوان 1936م برئاسة اليهودي ليون بلوم ( Lèon Blom)  [61]، ابتهج بانتصارها الجزائريون ، و علقوا الآمال و أعلنوا ثقتهم فيها . وأرادت هي أن تعبر عن عطفها المزعوم على الشعب الجزائري[62] ، فكان أهم ما طرحته في سوق السياسة الجزائرية هو إحياء مشروع فيوليت ، و تبنى السيد بلوم رئيس للوزراء الفرنسي له ، حتى شاع التعبير عندئذ عن ” مشروع بلوم فيوليت ” [63].

    و ما يجدر الإشارة إليه أن السيد بلوم أدرك أن مطالب النخبة في الجزائر لا تتجاوز المساواة السياسية و إن لم تأخذ تلك المطالب بعين الإعتبار فإنها قد تتطور لتتسبب بالتدرج في ضياع الجزائر [64].

    إن هذا البرنامج كان عبارة عن مناورة تقسيم مقصود منها أن يعارض الجزائريون الجزائريين و أن ينعم الاستعمار بالسعادة . فالاستعمار يريد أن يحول الجزائر إلى أرض فرنسية على مراحل و أقساط عشرين ألف جزائري تنتزع في كل مرة و هكذا ينفصل بلدنا شيئا فشيئا عن شمال إفريقيا و عن العالم العربي الإسلامي فوراء مشروع فيوليت كانت الإمبريالية تتهيأ لتوسع كبير و تقوية ممتلكاتها الاستعمارية،  و أمام هذا الخطر ، فإن نجم شمال إفريقيا تجند و أنذر الجزائريين [65].

2- أسباب تبني الجبهة الشعبية المشروع (1936م _1938م) .

       بعد مرور أكثر من مائة عام لم يستطع الجزائريون أن يجمعوا صفوفهم ، ويوحدوا مطالبهم ، و يرفعوها إلى الحكومة الفرنسية باسم الشعب الجزائري . و كان هذا التشتت و التفرق في المواقف ، يزعج علماء الجمعية [66]، فتبلورت الحاجة إلى حزب كبير يجمع صفوف المسلمين و خصوصا بعد الإخفاقات المتتالية في 1933م و 1935م ، و كان من المفترض أن يتجاوز الجميع اختلافاتهم و أن تجمع شمل جميع المناضلين المدافعين عن قضية الأهالي حول عريضة مطلبية مشتركة [67].

     لقد كانت التغييرات السياسية التي حدثت سنة 1936م في الجزائر و في فرنسا ، و في شمال إفريقيا ، و الشرق الأوسط عموما ، أثر بالغ الأهمية في خلق آمال واسعة لدى الجماهير الجزائرية الإسلامية في التقدم و التحرر ، و أصبح زعماؤهم يتطلعون باهتمام كبير إلى النتائج الإيجابية المترتبة على تلك التغييرات السياسية ، و صاروا يشعرون بضرورة السرعة في تعبئة [68] الرأي العام ليتم تمثيله بيد واحدة من جانب القوميين الإصلاحيين بغرض الوقوف في وجه مختلف المناورات التي ما فتئ أوارها يشتغل طوال فترة الإحتلال مستهدفة النيل من مقومات الشخصية و الحقوق الوطنية[69].

    و بوصول الجبهة الشعبية إلى الحكم في باريس يوم 4 جوان 1936م ، علق عليها الشعب الجزائري آمال عريضة قصد الحصول على الحقوق الوطنية [70].ظهر في الجزائر غليان سياسي و نقابي لم يسبق له مثيل إلى حينها . و تميزت التشكيلات السياسية كل واحدة منها بأسلوبها الخاص في الدفاع عن مصالح الجزائريين و كلها ببرامج مختلفة لكن بإمكانها الإتفاق حول أرضية مشتركة [71]. فتعالت الأصوات منادية بضرورة توحيد الشعب الجزائري ، و كان ابن باديس يعتقد أن مسألة تجديد القانون السياسي للجزائريين ، ومن ذلك تكونت لديه فكرة عقد مؤتمر للنظر في مشروع بلوم فيوليت [72].

 2-1- المؤتمر الإسلامي الجزائري :

يعتبر المؤتمر الإسلامي الجزائري أول تجمع من نوعه في الجزائر ، تشترك فيه كل الإتجاهات و تمثل فيه مختلف الطبقات و تبرز خلاله وحدة الصف و الكلمة على مطالب معينة ، و قد كانت العوامل التي أدت إلى انعقاده متعددة [73] فأرجعها المؤرخون إلى أسباب داخلية و أخرى خارجية ، و جعلوا من الأسباب الخارجية المؤتمرات الإسلامية و التي اهتمت بها الصحافة الإصلاحية فأوردت أخبارها و توصياتها على صفحاتها [74] ، ومن أهم هذه المؤتمرات مؤتمر الخلافة الإسلامية الذي انعقد بالقاهرة والمؤتمر الإسلامي بالقدس و مؤتمر مسلمي أوروبا بجينيف [75]. فقد أثرت الجزائر وتأثرت بهذه الأحداث كالهجرة والصحافة و الدراسة وحركة التأليف ومن ذلك عايشت الجزائر كل المؤتمرات و نقلها على جرائدها و صحفها [76].

أما على الصعيد الداخلي فقد كانت حالة الجزائر حالة مريبة لا تدعوا للاطمئنان تفرق شنيع في الأمة ، وإلتباس حالك في المقاصد لا يظهر معه الخطأ من الصواب و لا الغي من الرشد و كانت الأمة محرومة من رفع الصوت من شكوى والتظلم و أول ما أونس منها من بواكر الرشد حسن اختيارها للنواب وإجتماعها على المطالبة بحقوقهم بواسطتهم [77] و لعل أول تجمع حاول أن يأخذ الطابع الجماهيري هو الإجتماع التأسيسي لجمعية علماء المسلمين في شهر ماي 1931م . كما كان لنجاح رابطة النواب سنة 1934م في الإنتخابات البلدية أثر واضح في تبلور المطالب الوطنية رغم ما لاقته هذه الفئة من زجر السلطت  الإستعمارية[78] ، هذا إضافة إلى أحداث قسنطينة [79] 1934م ، وما تلاها من زيارة ريني[80]، فقد مل بعد ذلك رجال السياسة الجزائرية ، ما تسلكه السياسة الفرنسية نحوهم من مماطلة و تسويف وما يتخذه المستعمرون الأحلاف من مواقف مزرية مخجلة ليست من السياسة و لا من الإنسانية في شيء[81] ، فقد كان لعجز الحكومة الفرنسية عن إقرار أي من المشاريع التي قدمها النواب لإصلاح الوضع في الجزائر أثر في التفكير لعقد هذا المؤتمر[82] . إنطلقت فكرة عقد المؤتمر من قسنطينة فالبعض ينسبها للشيخ عبد الحميد و البعض ينسبها للدكتور محمد صالح بن جلول ، و البعض يروي بأن الحزب الشيوعي كان وراء عقده بالإيحاء للعناصر السياسية الجزائرية بضرورة عقد إجتماع تأييدا ” للجبهة الشعبية ” وحكومتها[83].

   غير أن التاريخ المنصف يسجل فكرة عقد المؤتمر الإسلامي للأستاذ الشيخ عبد الحميد بن باديس[84] حيث أطلق عليه “والد المؤتمر الإسلامي ” الذي كان يؤكد أن هذا المؤتمر يعد العلامة المميزة لدخول الشعب الجزائري الحلبة السياسية[85] .

   وفي 16 ماي 1936م  إنطلقت الدعوى من قسنطينة و بدأ ابن باديس في إتصالاته مع الهيئات المعنية و تمكن من إقناع إبن جلول بالفكرة ، و نتيجة لتقارب وجهات النظر أصدر الزعيمان نداء إلى المسلمين[86]  وعقدت الإجتماعات عبر ربوع الجزائر كلها ، و عينت اللجان المحلية التي تتولى اختيار مندوبيها في المؤتمر ، وكان عليها أن تقوم بصياغة لوائح مطالبها[87] ، و لقيت إستجابة واسعة[88] .

   وقد سبق إنعقاد المؤتمر يوم تمهيدي إحتضنه نادي الترقي ، حيث إلتقى أنصار المؤتمر من شباب و نواب العملات الثلاث ، و قد تشاور هؤلاء مع الجمعية العامة حول طريقة و أسلوب العمل ، و أستمر هذا التشاور حتى عشية ليلة إنعقاد المؤتمر . و اتفق المجتمعون على نقطتين أساسيتين أولهما مطالب دينية إجتماعية ، و ثانيهما مطالب سياسية[89] .

 و هكذا إنعقد أول مؤتمر إسلامي الذي جمع ممثلي كل التيارات المعارضة للنظام الإستعماري يوم 7 جوان 1936م[90] في قاعة السينما ماجيستيك [91] أطلس الجزائر حاليا وضم الإجتماع المنتخبين العلماء و الشيوعيين [92] . و كانت القاعة مكتظة بالوافدين من الأقطار الثلاثة فكان منظرا مؤثرا ، و أن طبقات الأمة كلها تمثلت في المؤتمر فترى العامل ، التلميذ ، الفلاح ، الغني ، الفقير ، الوجه ، الخامل ، الفتي و الشيخ ممتزجين متلاصقين فإنه أول مشهد من نوعه شهده الوطن [93] . و حظر ممثلون لنجم شمال إفريقيا بصفتهم الفردية و قررت رئاسة المؤتمر عدم منحهم الكلمة ـ تعاقب على المنصة ممثلون عن الجبهة الشعبية من إشتراكيين و شيوعيين و عن اتحاد المنتخبين وعن ممثلي  جمعية العلماء و كانت قائمة الخطباء حددت بدقة في إجتماع تمهيدي[94].

       وقد افتتح الإمام عبد الحميد بن باديس بكلمته متوسط المنصة و قال ” إن هذا المشهد الجميل الموحد ليس جديد لا عليا و على رفاقي ، و لا عليكم أيضا ، لأن التوحد و الإتحاد مطلب أساسي لكل المطالب الأخرى ، … و هدفنا واحد هو بلادنا وخير أمتنا “[95]  و قد أوضح مطالب الجمعية في ما يلي :

اللغة العربية :

تعتبر اللغة العربية رسمية مثل اللغة الفرنسية ، و تكتب بها مع الفرنسية جميع المناشير الرسمية و تعامل صحفاتها مثل الصحافة الفرنسية و تعطى الحرية في تعليمها في المدارس الحرة مثل الفرنسية .

الديانـــــة :

1 – المساجد :

تسلم المساجد للمسلمين مع تعيين مقدار من ميزانية الجزائر لها ويتناسب مع أوقافها

2-التعليم الديني :

تؤسس كلية لتعليم الدين ولسانه العربي لتخريج موظفي المساجد و أئمة وغيرهم .

3 – القضاء :

ينظم القضاء بوضع مجلة أحكام شرعية على يد هيئة إسلامية و إدخال إصلاحات على المدارس التي تخرج منها رجال المحاكم [96].

أما المطالب الأخرى و التي وافقت عليها هيئة المؤتمر فهي :

1 – إلغاء سائر القوانين الإستثنائية التي لا تنطبق إلاعلي المسليمين .

2 – إلحاق الجزائر رأسا بفرنسا وإلغاء الولاية العامة ومجلس النيابات المالية و نظام البلديات المختلطة .

3 – المحافظة على الحالة الشخصية وغيرها من المطالب [97].

وفي مساء يوم المؤتمر عينت لجنة [98] مكونة من 66 عضوا كجهاز تنفيذي مسير للمؤتمر خلال شهر جويلية ، وتتمثل مهمتها في طبع مطالب المؤتمر باللغتين العربية والفرنسية ، والقيام بجولات عبر التراب الوطني لتأسيس لجان محلية ، وتعريف الشعب الجزائري بالمؤتمر و قرراته[99]. وقد إجتمعت هذه اللجنة لتختار وفدا ليقدم مطالب المؤتمر إلى الحكومة الفرنسية[100].

وترى الجمعية و الشيخ إبن باديس بالذات ، أن إدماج الجزائر في فرنسا سوف يضع حدا لسيطرت المعمرين وإستبدادهم بالجزائر و الجزائرين المسلمين ، ويخفف العبىء على الأهالي و يضع حدا للقهر والاضطهاد والإذلال المسلط عليهم مادامت المصالح الجزائرية ستسير من باريس نفسها وراء البحر وليس من الجزائر ، علي أن يحتفظ الجزائريون بجنسيتهم الإسلامية ولغتهم العربية وعاداتهم الموروثة[101]، ويوم 18 جويلية أبحرت لجنة المؤتمر الإسلامي الجزائري إلى باريس لتقديم مطالب المؤتمر[102] .

وكان أعضاء الوفد على ظهر الباخرة من – نواب وعلماء والشبان – كاسرة واحدة في الأنس و العطف والإتحاد[103].

وعلى الساعة الواحدة من ليلة الإثنين بتعديل باريس وصلو إلى أم العواصم ، وقد كان مكتب الوفد يتألف من الدكتور (ابن جلول) رئيس (وابن الحاج) كاتب و (بوكردنة) أمين مال[104].

و بوصول اللجنة زارها وفد من نجم الشمال الإفريقي بقيادة رئيسها مصالي الحاج وبعد التحية والترحيب أعرب الوفد عن معارضته للمطالب السياسية للمؤتمر المتمثلة في إلحاق الجزائر بفرنسا و التمثيل بالبرلمان الفرنسي وبين أخطار هذين المطلبين على مستقبل الجزائر[105] ، كما أعاب على جمعية العلماء تحالفها مع المنتخبين المعروفين بسياستهم الموالية لفرنسا . ويكون إبن باديس الذي تأثر بهذا الإنتقاد قد صرح لمصالي أنه من السهل إستعمال هذه اللهجة القوية و الثورية في باريس ، بعيدا عن الحقائق الجزائرية و أنه من الصعب إظهار العزيمة و التصميم نفسه في الجزائر[106].

وقد ابتدأ الوفد أعماله وزياراته الرسمية لرجال الحكومة و وزرائها[107] وأول من زار هو موريس فيوليت حيث ذكر له الأستاذ الإبراهيمي الظلم الواقع من الإدارة الجزائرية في هذه الناحية من حياة المسلمين ، الظلم الذي لم يبق فيه من خفاء كما لم يبق عليه من صبر ، فوعد بأنه سينظر في المسألة مع رئيس الوزراء [108].

وبعد أن قابل الوفد فيوليت إتجه إلى وزارة الداخلية حيث قال العقبي للكاتب العام في الوزارة : ” نريد أن نعامل في الجزائر بما يعامل به غيرنا من سكانها الطاليان و الإسبان إننا نعامل معاملة أدني من أي جنس أخر[109].

ولم يقتصر كلام العقبي علي الجانب الديني البحت بل تعداه إلى الجانب الإجتماعي ببيان الحالة البائسة التي أل إليها الإنسان الجزائري ، وقد إستعمل العقبي كعاداته أسلوب المواجهة و الصراحة في طرحه لقضيا العلماء ، و هذا ما أدي في النهاية بالكاتب العام لوزارة الداخلية “أوبو” [110] إلي وعدهم بزيارة الجزائر في شهر أكتوبر من السنة نفسها ومعاينة تلك الاوضاع المزرية مبدائيا [111].

كما زار الوفد برفقة السيد “فيوليت ” رئيس الوزراء السيد “بلوم ” و الدكتور إبن جلول هم الذي قدم الوفد وتلا على مسامعه خطابا أعرب فيه عما للجزائر المسلمة من الثقة التامة في شخصه وعما لها من الأمل أيضا ، ثم تلى السيد “إبن الحاج” نص كراس المطالب وبين بينا شافيا وضعه الديمقراطي الفرانسوي وذكر أحد المسليمين الجزائريين يمقتون كل عداوة جنسية كما برهنوا على ذلك بالهدوء التام الذي لازموه في هذه الأيام المضطربة وعلي حكومة الجبهة الشعبية أن تقف موقفا حازما لتأدية مايجب عليها للمسليمين الفرانسويين الجزائريين[112].

وكان لهذه الكلمات أحسن الأثر في نفس السيد بلوم الذي أجاب بأني مسرور بالتقاء فرانسويين بفرانسويين و ديمقراطيين بديمقراطيين و أخبر بأنه قد أنجز بعض الأمور عملا بما يتوجبه  العدل و الإتفاق مع الوالي العام الذي يتمتع بثقته ومحبته وبأنه سينجز أمورا أخري ، ثم وعد بدرس جميع المسائل المعروضة وبفصلها في أقرب وقت ممكن فصلا مطابقا للعدالة و الإنسانية و المودة و الإخاء[113] .

أما دالادي فقد صارح بأنه لايمكن أن يوافق علي إعطاء النيابة بالبرلمان ماداموا محافظين علي الشريعة الإسلامية في حقوقهم الشخصية و صرح بأنه بكون من المعارضين إذا عرضت المسألة في البرلمان [114].

ثم غادر الوفد مكتب رئيس الوزراء متأثرا ومشجعا بما سمعه من كلام الطيب[115]، وبذلك أدي الوفد مطالب الأمة الجزائرية المسلمة بصدق وأمانة وشرف و عرفت فرنسا وحكومتها و أحزابها وصحفاتها أن وراء البحر أمة جزائرية إسلامية تطالب فرنسا بحقوقها وتحافظ تمام المحافظة علي شخصيتها ومقوماتها الشخصية [116].

وفي2 أوت رجع الوفد إلى الجزائر في الصباح الباكر ، وأقيم[117] إجتماع في الملعب البلدي في الجزائر العاصمة [118] بالعناصر ليقدم فيه الوفد نتيجة مهمته وقد رافقهم في نفس الباخرة التي أقلتهم رئيس نجم شمال إفريقي.[119]

وكان يوم 2 أوت بالملعب البلدي يوما تاريخيا وحيدا في تاريخ الجزائر الحديث[120]، حيث ماكادت شمس ذلك اليوم تشرق حتى أخذت أفواج الأمة وجماعاتها ترد على ذلك المحل و على الساعة السابعة كان المشهد رهيبا وسيل الأمة المتدفق ، والجموع المقبلة مما يدعوا إلى الدهشة ، وكلما أقبل أحد أفراد الوفد إلا وقامت في الملعب ضجة وعلا الهتاف وصدى التصفيق الحاد المسترسل [121].

وبعد افتتاح الجلسة من طرف رئيس المؤتمر الدكتور بن جلول حيث ألقي بعض أعضاء الوفد كلمات[122] ، حيث أعطيت الكلمة لعضو اللجنة التنفيذية السيد أوزقان وكذلك إلي الدكتور البشير ثم إلى الصيدلي السيد بوكردنة أمين المال للوفد كما تناول الكلمة أيضا البشير الإبراهيمي [123]. ثم ألقي العقبي تدخله بالعربية أوضح فيه تفصيل نشاطات وفد المؤتمر و مما جاء في خطابه :”… أن مطالبكم جميعا مقبولة عند الأمة و الحكومة و مقبولة لديهم،  إن الحكومة واثقة بأنكم محقون في طلبها واعدة بإنجازها، فالبعض منها تنفذها في العاجل … و البعض منها تنظر فيها بنظر العدل والإنصاف ، وهي الآن في موضع الدراسة …”[124]

       أما ابن باديس فقد قدم المؤتمر إلى الشعب على أنه ليس أكثر من خطوة أولى على طريق جهاده [125]، تتلوه خطوات و وثبات و لذلك دعاه إلى مزيد من العمل والإستعداد بما يعقبها من صمود و جهاد ، ثم خطب و أفصح عن مساعي الوفد قائلا :” إننا مددنا أيدينا ، و فتحنا قلوبنا ، فإن مدت إلينا يدها و ملأت بالحب قلوبنا فهو المراد ، و إن ضيعت فرنسا فرصتها هذه ، فإننا نقبض أيدينا و نغلق قلوبنا فلا نفتحها إلى الأبد …”[126]

       ومن الخطاب نستخلص أن ابن باديس تحمل مسؤولية توحيد الجماهير ، وتحديد العلاقة بين الجزائريين و فرنسا حاضرا و مستقبلا على أن قوة المؤتمر تكمن في القوة المستمدة من مدى إلتفاف الشعب حوله و بين بصراحة رغبة الشعب في الحرية و تعشقه لها و حدد التوقع المستقبلي بأنه : “إما الحياة و إما الممات”. [127]

       ورغم عدم تفاؤل الشيخ ابن باديس بالنتائج فقد تجنب كل تعليق يؤدي إلى إحباط العزائم ، و إرتخاء التعبئة و فتور الحماس ، كان يأمل أن تتطور الحركة التي فجرها المؤتمر ، إلى أن تسفر عن تنظيم حزب إسلامي[128].

       وما أن ينتهي بن باديس من كلامه حتى يأخذ الناس في التصفيق و الهتاف والتكبير معجبين فيشير لهم الإمام بيده محييا و عندما يستعد بن جلول لإعطاء الكلمة لخطيب آخر ، يرفع الزعيم مصالي الحاج يده طالبا الكلمة [129] لكن منضموا الإجتماع رفضوا إعطاءها له ، لكن أمام إصراره سمح له ابن باديس بالحديث لدقائق معدودة [130] ليتسلل إلى هذا التجمع و يعتلي المنصة ، ثم يأخذ حفنة من تراب و يعلن أمام الملأ قائلا : « هذه الأرض ما هيش للبيع … و أخذ يعري أمام الجماهير الوهم الإصلاحي المتمثل في مطالب ” المؤتمر الإسلامي ” ، و بين أن ثمة مخرج آخر هو المخرج الوحيد الذي ضحت من أجله الأجيال السابقة ، و الذي لم يكف الشعب يوما عن الحلم به إنه الإستقلال الوطني »[131]

       وردد في كلمة معبرة و عميقة « إننا نقول بكل صراحة و حزم بكوننا لا نوافق على العريضة المطلبية التي تتضمن إلحاق بلدنا بفرنسا بالتمثيل في البرلمان الفرنسي ، إننا نحن كذلك أبناء الشعب الجزائري لن نقبل أبدا ربط بلدنا ببلد آخر ، ضد إرادته ، إننا لن نقبل تحت أي مبرر كان رهن المستقبل أمل التحرير الوطني للشعب الجزائري ، هذا المستقبل هو ملك للجيل الصاعد له وحده الحق في تقرير كيف يرى توجيه مستقبله و مصيره »[132]

       وعموما ، إن الخطاب الوطني السياسي للزعيم الحاج أحمد مصالي يركز أساسا على مطلب الإستقلال و الحرية من ناحية ، و على الطرح التاريخي الحضاري القوي من ناحية ثانية و ربط هذا النضال بإستمرار بتواصل الأجيال في النضال ، وبالصراع الحضاري  وهذا ما جعل شكيب أرسلان يقول فيه : « لو كانت الشبيبة الإسلامية مثله ، لتحرر الإسلام منذ زمن طويل» [133]

       لكن الشيخ الطيب العقبي بين أنه لا يوافق السيد الحاج مصالي ومن معه من الإخوان على فكرة طلب الإستقلال الذي هو بعيد عن الأمة الجزائرية و بعيدة عنه ما دامت لم تستقل في أفكارها و معلوماتها و كل مقومات حياتها .[134]

       بدت بوارق الأمل في الحكومة الشعبية و آنست الأمة الجزائرية تبدلا و بدأت بوادر الإصلاح تظهر ، هنالك كبر على هؤلاء الكائدين أن يروا هذا الشعب متمتعا ببعض حقوقه الطبيعية ، فاهتبلوا حادثا و بنو عليه ما أحرج الأمة ليخرجوها عن صوابها[135] .

       لقد توارى موظفوا الشؤون الدينية في مجملهم أمام هيمنة العلماء ، و هو ما كان يثير غيرتهم منهم ففي أثناء رحلة وفد المؤتمر إلى باريس أرسلت برقية من الممثلين الرسميين للديانة الإسلامية إلى الحكومة بإيعاز من الإدارة [136] يؤكد فيها ابن دالي محمود المدعو كحول[137] أن العلماء لا يمثلون إلا زمرة قليلة من المحرضين ، وسرعان ما انفجر غضب أنصار المؤتمر ، فكتبت صحيفة الدفاع يوم أول أوت :«إن الشعوب الفطنة ليست في حاجة إلى من يملي عليها سلوكها أمام جسامة بعض الجرائم ، فهي أدرى من غيرها كيف تؤدي واجبها »[138].

       ففي يوم التجمع بالملعب البلدي تم اغتيال المفتي دالي المسمى كحول [139] وفي الغد ألقي القبض على العقبي و عباس تركي بتهمة متآمرين على الجريمة [140]، حيث إتهم الطيب العقبي بالتحريض على القتل ، و اتهم عباس تركي بتهمة الرد على الرسالة التي وجهها المغتال إلى الحكومة الفرنسية للنيل من المؤتمر[141]، و أطلق سراحهما مؤقتا بعد خمسة أيام لاحقة [142] .

       وبذلك إستغلت الإدارة الفرنسية اسم العقبي للنيل من سمعة أعضاء المؤتمر الإسلامي و الرجل المستهدف في الحقيقة في هذه العملية هو الشيخ عبد الحميد بن باديس [143] وكل هذه الأمور أوضحت مدى وقوفها بالمرصاد للحركة الوطنية الجزائرية بصفة عامة و لنشاط جمعية العلماء بصفة خاصة[144] .

       وكما كان متوقعا سقط المؤتمر في الفتور بعد رجوع الوفد الممثل له فارغ اليدين من سفريته ، بإستثناء الوعود الكاذبة للسلطات الفرنسية [145].

2-2-إيدع المشروع في البرلمان الفرنسي :

       واستمرت حالة السلم هذه لفترة قصيرة ، ثم بدأت تظهر علامات الإستياء من جديد لعدم الوفاء بالوعود الفرنسية ، و كانت أولى علامات الإستياء[146] ضرب اليهود بالعاصمة و نهب لممتلكاتهم و كأنها موجهة لفيوليت اليهودي ، و وزعت مئات الآلاف من المنشورات تطالب بقتل اليهود بالإضافة إلى إضرابات الفلاحين بمنطقة العاصمة و شعورهم بأن الوقت قد حان لإسترداد الأرض المسروقة …إلخ[147] .

       وحاول فيوليت التصرف بسرعة فاقترح على الحكومة جملة من المراسيم و بعد مدة قصيرة أرسلت تعليمات إلى الحاكم العام تحثه على الإسراع في دراسة طلبات التجنيس ثم جاء وقت التوقف و بدأ فيوليت يحس بالضجر و الغيظ : « لا شيء يتجسد ، لا شيء لا شيء » ثم قامت جريدة الزمان لسان حال (الحزب الراديكالي ) بتحذير الحكومة في 10 أكتوبر 1936م  بشن هجوم على المشاريع الإصلاحية المنسوبة إلى فيوليت[148] فوجدت حكومة الجبهة الشعبية نفسها مضطرة إلى إصدار بيان أنكرت فيه وجود أية نية لإصدار مراسيم خاصة بالإصلاحات السياسية ، و أنها ستتقدم بمشاريع سياسية تتعلق بإعطاء بعض الحقوق السياسية لأبناء الجزائر الأصليين إلى البرلمان الفرنسي لكي يناقشها ، و حاول إيهام أعضاء المؤتمر الإسلامي بأنه سيطبق الإصلاحات السياسية في الجزائر عن طريق إصدار مراسيم تنفيذية [149] .

       وبعد نقاشات حادة في البرلمان نشر المشروع في الجريدة الرسمية يوم 30 ديسمبر 1936م  فاشتدت الصراعات [150]. فقامت حملة قوية في باريس ضد المشروع بهدف إسقاطه ، و كان المعارضون دائما يؤكدون أن فرنسا إذا منحت أعداءها وهم المسلمين الجزائريين المساواة في الحقوق فستطرد من الجزائر بدون شك ، و لا بد أن تبقى سيطرت الأوروبي قاعدة لا تتبدل و لا تتغير[151].

       أما الأوساط السياسية الإسلامية فقد رحبت بحماسة بمشروع بلوم فيوليت كدستور للجزائر و علقت آمالا كبيرة حول المصادقة على هذا المشروع [152].

       غير أنَّه قد حدث ما دل على أن مطالب المؤتمر غير ملتفت إليها و لا منظور فيها و ذلك ما قررته الحكومة من تكليف اللجنة البرلمانية ببحث جديد[153] التي أرسلت لجنة فرعية قامت بجولات واسعة داخل الجزائر ، و كانت نتيجة بحثها تأييد فيوليت وأنه ليس هناك أي خطر يهدد سيطرة المستوطنين على المجالس النيابية ذلك أن عدد الجزائريين الذين سيحصلون على حق الإنتخاب سيبقى محدود حتى في الدوائر الإنتخابية ، في الأرياف[154] وزيادة على ما في هذا من التسويف و المماطلة فإنه دليل قاطع على أن مطالب المؤتمر لا عبرة لها[155] و هذا ما أكد في المداولات البرلمانية التي أدت في النهاية إلى فشل مشروع فيوليت في هذه المرحلة حيث تم التصويت عليه في شهر فبراير 1937م ، وجاءت نتيجة التصويت بالتعادل بين التأييد و المعارضة ، إذ حصل المشروع على 17-17  صوتا مع تغيب رئيس البرلمان الذي كان من الممكن أن يغير نتيجة التصويت لأنه كان من الحزب الإشتراكي[156].

2-3- المؤتمر الإسلامي الثاني :

       الصعوبات الإقتصادية و الإجتماعية و المعارضات الجديدة لمشروع بلوم فيوليت و سكوت الحكومة ، كل هذه العوامل أدت إلى إنعقاد مؤتمر إسلامي ثاني[157].

       الذي تم إنعقاده في 7 جوان 1937م إحياء لذكرى المؤتمر الأول و إبقاء لمعناه التاريخي الرا ئع[158] و شمل المؤتمر جميع الساسة الجزائريون  بإستثناء المصاليين الذين كانوا قد انضموا في حزب الشعب الجزائري [159]، و خطب الخطباء بحرارة و حماس في المواضيع العامة و أظهروا بقوة و صدق ما ينوي عليه الضمير الجزائري من إيمان ويقين ، و كان أعضاء حزب الشعب يهتفون الهتافات العدائية المختلفة [160].

       وقد قرر هذا المؤتمر أن يبقى تجمعا مرتبطا بالجبهة الشعبية و عاملا من أجل إنجاز مطالب ميثاق مشروع بلوم فيوليت ، و تقوى المؤتمر بإنشاء «شباب المؤتمر الإسلامي الجزائري » تحت رئاسة ابن باديس و الأمين العمودي ، و لم يتم تداول المسألة الوطنية  بل تم الإكتفاء بميثاق المؤتمر الأول ، و تم التأكيد على أن الجزائر أرض فرنسية و أن المسلمين الجزائريون فرنسيون و لهذا تم إنتقاد المؤتمر بصفة عنيفة من قبل حزب الشعب الجزائري [161].

       وقد صارح ليون بلوم الوفد الجزائري الذي توجه إليه بإسم المؤتمر بأنه من “المستعجل الإنتظار”[162]. و بعد سقوط حكومة شوتان و إنقضاء الفاصل الزمني الذي تخلله ديوان بلوم من 13 مارس إلى 9 آفريل 1938م ، يعود الأمر لدلادييه خليفة بلوم لإنتهاج سياسته القمعية في ماي 1938م [163].

       خلال هذا السداسي الأول من سنة 1938م كان المؤتمر الإسلامي يحتضر[164]، حيث أن الحكومات المتعاقبة لم تجرؤ على اقتراح ذلك المشروع على البرلمان ، و لم تحاول تطبيقه بواسطة قرار دلادييه إلغاءه تماما[165] و أعلن معبرا عن موقف الحكومة الفرنسية عن المشروع قائلا : « إن البرلمان قلق من أجل مشروع بلوم فيوليت و لم يجتمع على رأي إزاء منح الجنسية الفرنسية و تعارضها مع الحالة الشخصية للمسلمين، و أمام هذا الموقف ليس لدي ما أقوله ، و أطلب منكم يد المساعدة قصد المحافظة على الأمن و لا تنسوا أن فرنسا قوية الجانب »[166].

       وهكذا دخل العلماء الساحة السياسية الجزائرية في 1936م، فكانت سبب في الوحدة المحققة ، فقد سمح مؤتمر 7 جوان و تجمع 2 أوت 1936م  لقادة الجمعية بتوضيح موقفهم من القضية الجزائرية[167] . ولم يؤدي إخفاق مشروع بلوم فيوليت إلا إلى تعزيز التشاؤم السياسي لدى الإصلاحيين و تقوية إرادتهم في الكفاح من أجل غايات كبرى لحركتهم ، فهذا المشروع كان يتجاهل المسائل التي تأرقهم ( اللغة العربية، الدين الإسلامي ، المسائل المجاوة) [168] ، فأكد الإبراهيمي “الإسلام العروبة” و أكد الطيب العقبي “محاربة الطرفية” و ابن باديس على “الوطن و الحرية “[169] و لهذا شعر الإصلاحيون حينئذ بأنهم عازمون أكثر من أي وقت مضى على مواصلة مهمتهم المطلبية قصد حمل فرنسا على الإعتراف بطموحات شعب الجزائر المسلم [170]

3- تحليل أهم بنوده  

  قامت حجة فيوليت على أن فرنسا سترتكب خطأ كبير إذا لم تتحرك لإجرا تغيرات في الوضع في الجزائر، و قد بدأ عمله باتخاذ بعض لإجراءات المعبرة عن موقفه والتي بعث بها الأمال من خلال مشروعه الذي شاركه فيه ليون بلوم و لذلك عرف بمشروع بلوم فيوليت prejet Blum – Violette . [171]الذي احتوي علي ثمانية فصول وخمسين مادة و أهم ما إقترحه فيه[172] مايلي :

الفصل الأول – يتاح للأهالي الجزائريين الفرنسويين بالعمالات الثلاث بالقطر الجزائري ، الذين تتوفر فيهم الشروط المبينة بالفقرات الآتية التمتع بالحقوق السياسية التي للفرنسويين بدون أن ينتج عن ذلك أي تغيير في حالتهم الشخصية أو في حقوقهم المدنية و هذا بصورة نهائية ما عدى تطبيق التشريع الفرنسوي الخاص بزوال الحقوق السياسية .

أولا _ الأهالي الجزائريون الفرنسويون الذين بارحوا الجيش برتبة ضابط .

ثانيا_ الأهالي الجزائريون الفرنسويون من صغار الضباط الذين بارحوا الجيش برتبة ” باش شارش” أو برتبة فوقها بعد أن خدموا العسكرية مدة خمسة عشر عاما وبعد أن خرجوا منها بأيديهم شهادة حسن سيرة .

ثالثا _ الأهالي الجزائريون الفرنسويون الذين قضوا خدمتهم العسكرية وحصلوا جميعا علي الوسام العسكري وعلي صليب الحرب .

رابعا _ الأهالي الجزائريون الفرنسويون الذين بأيديهم إحدى الشهادات العليا الآتية[173] .

 شهادة التعليم العلي و بكالورية التعليم الثانوي و شهادة البروفي العليا و البروفي الثانوية وشهادة الدروس الثانوية و شهادة المدارس وشهادة الخروج من مدرسة وطنية للتعليم الصناعي أو الفلاحي أو التجاري وكذلك الموظفون الذين وقع انتخابهم في وظائفهم بمناظرة.

خامسا_ الأهالي الجزائريون الفرنسويون المنتخبون بالحجرات التجارية و الفلاحية أو المعينون من طرف مجلس إدارة جهة إقتصادية و من طرف الحجرات الفلاحية بالقطر الجزائري على الشروط المبينة في الفصل الثاني .

سادسا_ الأهالي الجزائريون الفرنسويون الأعضاء بالمجلس المالي وبالمجالس العامة        و المستشارون البلديون المباشرون لمهمتهم ورؤساء الجماعات الذين باشروا وظيفتهم خلال مدة المهمة .

سابعا _ الأهالي الجزائريون الفرنسويون الباش أغوات و الأغوات و القياد الذين باشروا وظيفتهم مدة لا تقل عن الأربعة أعوام .

ثامنا _ الأهالي الجزائريون الفرنسويون المحرزون على الصنف الثاني من وسام اللجيون دونورا الذين أحرزوا علي أصناف ذلك الوسام بالطريقة العسكرية .

تاسعا _ العملة الذين أحرزوا على وسام الشغل وكتبه نقابات العملة المعينون بصورة نظامية بعد مباشرت وظائفهم مدة عشرة أعوام .

الفصل الثاني _ إن مجلس إدارة الجهة الإقتصادية بالقطر الجزائري سيعين بأحدي دوراته التي ستعقب تطبيق هذا القانون 200 تاجر أو صانع أو عامل من كل عمالة جزائرية و عندما تعطي لهم الحقوق السياسية الممنوحة بالفصل الأول من هذا القانون بقرار من[174] الوالي العام  و ستعين الحجرات الفلاحية بالقطر الجزائري كل واحد علي نفس الشروط لنفس، الغاية 200 فلاح بالدورة الأولى من كل سنة من السنوات التي ستعقب هذا القانون

و إن مجلس إدارة الجبهة الإقتصادية بالقطر الجزائري سيعيش على نفس الشروط آنفا 50 تاجرا أو عاملا من كل عماله و أن الحجرات الفلاحية الثلاث ستعين كل واحدة على نفس الشروط و لنفس الغاية خمسين فلاحا .

الفصل الثالث – أن الأحكام المنصوص عنها بقانون 2 فيفري 1852م  الفصلية 15   و 16 و كذلك كل عزل و قع إزاء أصحاب الوظائف المنصوص عنها بالفصل الأول بالعددين 6 و 7 و كذلك تشطيب الإسم من جرائد اللجيون دونور و الوسام العسكري تقضي بكامل الحق تشطب من الجرائد الإنتخابية .

 الفصل الرابع – يمكن لكل أهلي جزائري فرنسي متمتع بنصوص هذا القانون أن يسحب منه التمتع بنصوص هذا القانون أن يسحب منه التمتع بالنصوص المذكورة آنفا بتطبيق ما تضمنه الفصل و الفقرة من قانون 10 أوت 1927م .

الفصل الخامس _ ليس لما تضمنه هذا القانون أي مفعول فيما مضى ولا ينطبق إلا على الأهالي الجزائريين الفرنسويين الذين تتوفر فيهم الآن أو ستتوفر فيهم  في المستقبل الشروط المبينة .

الفصل السادس _ ستحقق نيابة الجزائر بمجلس الأمة على حساب نائب بالنسبة لـ 70000 ناخب مرسومة أسمائهم أو قسم 20000 . و كلف وزير الداخلية بتنفيد هذا القانون[175] .

إن مقترح هذا القانون يرمي إلى منح المواطنة الفرنسية لبعض الشرائح أي تمكين ما يقارب 25000 جزائري من اكتساب الجنسية الفرنسية و من الانتخاب في القسم الأول مع الفرنسيين [176] دون أن ينتج عن ذلك بالنسبة لهم ، أي تغيير في قانون أحوالهم الشخصية أو حقوقهم المدنية[177] ، و في  كان مسموحا بالمشاركة في الهيئة الناخبة الفرنسية للآتي ذكرهم :

1 _ الضباط القدامي وضباط الصف الذين قضوا أكثر من خمسة عشرة سنة في الخدمة (2150) تقريبا والجنود القدامي الذين تقلدوا الوسام العسكري و وسام صليب الحرب (6.000).                                                                                               2- حملة شهادات التعليم الثانوي و العالي (4300 )

3- الموظفون الذين جرى توظيفهم عن طريق المسابقة (1500 ) و كذالك القيادة والقيادة القدامي و الاغوات و الباش أغوات ( 1714)

4- المنتخبون الأهالي و المندوبون الماليون و المستشارون العاملون ، ومنهم رؤساء الجماعات (6006).

5 _ المنتخبون في غرف التجارة و الصناعة الذين يعينونهم (636) .

6_ جميع المقلدين وسام جوقة الشرف بصفة عسكرية وجميع المقلدين هذا الوسام بدرجة كمندور بصفة مدنية (120) .

7 _ العاملون الحائزون وسام العمل وأمناء النقابة بعد عشر سنوات من الخدمة .

8_ الأعضاء الذين يعينهم مجلس إدارة المنطقة الإقتصادية (600)[178].                      وقد حددت دراسة للإدارة رقم 30546 و هو عدد الناخبين لسنة 1940م تاريخ الإنتخابات التشريعية المقبلة ، و إذا طرحنا 4229 و هو عدد المنتخبين الذين سينهون عهدتهم في 1940 م ، وينزل عدد الناخبين إلى 26317 فماذا سيقدمون لأكثر من 423000 ناخب أهلي من الهيئة الثانية ، أمام تفوق 202246[179]                                                 و بمقتضي هذا القانون يمنح حقوق المواطنيين الفرنسيين إلي 25000 من الأهالي الجزائريين ، و نرى أن هناك ظلم صارخ لـ 7 ملايين من البؤساء يستحقون الإنتباه أكثر من 25000 رجل هم بعد مفضلون الآن وليسوا في حاجة إلي شيء ولا يستحقون شفقة و لماذا تستحق إحدي هذه الأنواع العناية من طرف الحكومة بينما أغلبية الشعب الجزائري تموت جوعا في أكواخها البئيسة [180].

كما يهدف المشروع إلى إصدار نص قانوني ينضم حالة الأهالي الجزائريين ويعطي لهم الحق في الإستفادة من التعاونيات الفلاحية و الصناديق الزراعية من طرف فرنسا ، يمنح المشروع للأهالي الجزائريين حق ملكية أرض العرش ولكن يربط ذلك بشرط الإقامة التي لا تقل عن 20سنة ، وبالتالي تهدف إلي إقصاء الجزائريين من ملكية الارض حسب هذا الشرط وهو يعطي الفرصة للمعمرين الفرنسيين أحقية ملكية الأرضى العرش من خلال عقود البيع ، لم يعطي النص للأهالي الجزائريين استغلال أراضيهم بشكل موسع و كبير ليحسن في أحوالهم الإجتماعية و الإقتصادية وكان لهم فقط حق إستعمال بعض الصناديق و البنوك التي لا تتعدي قروضهم 300 فرنك ، والملزمة بدفعها مع الفوائد التي تتعارض مع الدين الإسلامي دين الجزائريين الذي يحرم الربا[181].

وبذلك يكون الاستعمار قد إنتشر بصفة غير معقولة بل بصفة جنونية علي الأراضي الفلاحية الخصبة بقطر الجزائري ، وشرد الأهالي و إن المستعمر لايخدم أرضه إلا بواسطة العمال الأهالي ، إذن يجب أن يبقوا “رعايا” لأنهم يمثلون اليد العاملة الفلاحية يجب أن تكون فاقدة كل الحق لكي تبقي متحملة ماتتقاضاه من أجر زهيد[182] .

كما أن ميسيو فيوليت قد رأى كما يري الكثير من المسليمين في الجزائر ، أنه يجب تقديم الأهم على المهم ، والأهم في نظره و نظرهم هو مسألة النيابة البرلمانية[183] ، حيث نص المشروع على إيجاد مجموعتين إنتخابيتين .

-المجموعة الانتخابية الأولي premice collège  : و تتكون من سكان الجزائر الأوربيين، و الذين تحصلوا على الجنسية الفرنسية في القسم الأول .

أما المجموعة الإنتخابية الثانية  deuxieme collèg: فتتكون من الجزائريين (الأهالي) ويختارون ممثليهم في القسم الثاني ، وذلك أن العنصرين لا يمكنهما الإنتخاب في صندوق واحد هذا المطلب قد كرست الحركة الوطنية جهدها حوله من أجل تحقيقه [184].

وقد اوضح فيلوت لزملائه أن خلق هيئة انتخابية واحد سيساعد علي تحقيق دمج الجزائريين في برلمان الفرنسي  و هو الامر الذي تقوم عليه السياسة الفرنسية أما خلق هيئتين انتخابيتين فهو بشجع الوطنية و الإنفصال[185].

كما نص المشروع على إنشاء لجنة إستشارية مكونة من 09 أعضاء ثلاثة من كل عمالة يرأسها وزير الداخلية يتم إختيارهم من طرف هيئة ناحية مكونة من أعضاء

المجلس البلدية ، من الأهالي و أعضاء الجماعة في القري و المداشر ، ومن الأهالي الحاملين للشهادة الإبتدائية أما نائب رئيس اللجنة وكاتبه فسيتم إختيارهم من طرف أعضاء اللجنة [186]كما خصص المشروع لمدة 20  سنة قروضا بمليون لكل عمالة العملات الثلاث الدعم إنشاء قري للأهالي تزود بمدرسة ومركز عمل للنساء وهي كعملية تستهدف تثبيت الجزائريين وتسهيل مراقبتهم وتسهل على المعمريين ممارسة نشاطاتهم بأكثر راحة ، كما تم إلغاء قانون الإنديجينا وتعويضها بمحاكم جديدة[187] .

وقد ألحق مشروع بلوم فيوليت بمذكرتان تتعلقان بالجزائر تأكد أن السيادة التامة لفرنسا و أن سياسة فرنسا في الجزائر ينبغي أن تكون الإدماج التام لذلك كانت مقدمة المذكرة الأولى تقول : أن تطور الوطنيين في أقسام الجزائر الثلاث (الجزائر-وهران –قسنطينة ) يجب أن يقودهم بالتدريج إلى الإدماج التام و هو الهدف الأول لإستعمارنا . وطالبة المذكرة الثانية بضرورة مزج الأوربيين و المسلميين نفسيا و عقليا و أن تصبح اللغة الفرنسية هي اللغة الأم للأطفال الوطنيين [188].

ومن خلال تحليلنا لنص المشروع يتوضح أن هدف الإستعمار كان تفتيت المجتمع وتفرقه إلى أحزاب و طوائف ، ليسهل السيطر عليه و الفرقة و الإختلاف من أسباب الهلاك و الفناء [189]، كما قال تعالي :”ولاتنزعوا فتفشلو وتذهب ريحكم “[190].

 وأن الأمة خصومها يكيدون لها شر المكائد وينصبون لها الأشراك في كل مسلك مستعملين التهديد و القوة و الحيلة والمخادعة ولكن لم ينجح لهم أي سلاح من كل هذا إلى اليوم[191]

[1] – البان روزي  Albin rozet: جمهوري يميني ليبيرالي و رجل سياسة معتدل ، من أنشط النواب بالمجلس الوطني الفرنسي و أكثرهم تصميما على طرح القضايا الجزائرية للنقاش و الدفاع عنها لصالح الأهالي ، أكثرهم تصميم علي طرح القضايا الجزائرية لنقاش والدفاع عنها لصالح الأهالي ،إليه و إلى مجموعة من زملائه يرجع الفضل في إستصدار مجموعة من المراسيم التي تلغي أو تحفف على الأقل من شدة القوانين الخاصة بالأهالي وبصفته رئيسا للجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الوطني فيما بعد فقد كان وراء إستصدار مشروع الإصلاحات المعروفة بإصلاحات سنة 1919م ، وانتهاج سياسة ليبرالية أهلية موثوق بها ، كانت الأقلية الأوروبية في الجزائر تقول عنه بأنه ” مريع ” للفرنسيين  ومعجزة ” للعرب ” . ينظر : عبد الحميد زوزو : الفكر السياسي للحركة الوطنية  الجزائرية و الثورة التحريرية ، ج 1 ، ( د.ط) ، دار هومة للنشر و التوزيع ، الجزائر ، 2012م ، ص 227.

[2] – جورج كليمنصو : قائد فرنسي و سيناتور غير متحمس للإستعمار و في عهدته الأولى كرئيس للحكومة و وزير للداخلية أصدر مرسوم يعطي الحق للمسلمين الجزائريين بإنتخاب ممثليهم في المجالس العامة أو الولاية تولى رئاسة لجنة الشؤون الخارجية لمجلس الأمة و بمجرد وصوله إلى رئاسة الحكومة في 1917م شرعت حكومته في الإعداد لإصلاحات المعروفة بإصلاحات 1919م ، بالرغم من المعارضة الشديدة التي قامت بها الأقلية الأوروبية و مقاومتها العنيفة لكل إصلاح في فائدة الأهالي .ينظر : المرجع نفسه ، ص 227 ، 228 .

[3] – بول بورد Poul Boorde  : كاتب صحفي ليبرالي متنور ، وقف ضد نظام العنف القائم في الجزائر على اللامساواة في تحميل الأعباء تقاسم والمنافع ، و الحل في رأيه في التمثيل الحقيقي للأهالي الذي يمكنهم من الدفاع عن حقوقهم ، و تقوم سياسته الخاصة بالأهالي على إقامة العدالة بالدرجة الأولى بين المسلمين و الأوروبيين و تحقق المساواة على إنتقاد شديد للسياسات الجزائرية و طرائقها إلى أن توفي سنة 1915م و كان لا هو من الإندماجيين بالمطلق و لا هو من سياسة خاصة بالمسلمين .ينظر : المرجع نفسه ، ص 226 ، 227 .

[4] – جونار Jonnart : حاكم الجزائر العام ثلاث مرات ، أولها من 3 أكتوبر1900م ، واستقال في نهايتها بسبب هجمات المستوطنين ، و الثانية من مايو1903م إلى 28 فبراير1911م تاريخ إستقالته الثانية أما الفترة الثالثة  فبعد الحرب العالمية الأولى من30 يناير 1918م إلى يونيو 1919م، وأستقال في آخرها بفعل حملات المستوطنين المسعورة على من أسموه ” جونار العربي ” . ينظر: رابح لونيسي و آخرون : المرجع السابق ، ص 87 .

[5] – عبد الحميد زوزو : الفكر السياسي الحركة الوطنية ، المرجع السابق ، ص 87 ، 88 .

[6] – عز الدين معزة : فرحات عباس و دوره  في الحركة الوطنية و مرحلة الإستقلال (1899م – 1985م) ، مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في التاريخ الحديث و المعاصر ، جامعة منتوري قسنطينة ، 2004/2005 ، ص 108.

[7] – صبرينة بودريع : الحياة الإجتماعية في ظل النظام الإشتراكي بالجزائر المرحلة البومدينية نموذجا ( 1956م- 1978م)، مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في التاريخ الحديث و المعاصر ، جامعة منتوري قسنطينة ، 2010/2011م ، ص 2 .

[8]– محمد بن سمينة : قراءة في مسار الجهاد السياسي لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين ( من خلال تجربة رئيسها الإمام ابن باديس في المؤتمر الإسلامي 1936 ) ، مجلة المصادر ، العدد 12 ، 2005 ، ص 80 .

[9] – شارل روبير أجرون : المرجع السابق ، ص 621 .

[10] – رابح لونسي  و آخرون :المرجع السابق ،ص 229  .

[11] – يحياوي مرابط مسعود : المجتمع المسلم والجماعات الأروبية  في جزائر القرن العشرين  (حقائق وايديولوجيات وأساطير و نمطيات )، تر،محمد المعراجي ، مج1، (ط.خ) ، دار هومة ، الجزائر ،2010م، ص 138. وينظر الملحق رقم 11

– عبد الكريم بوصفصاف : جمعية لعلماء المسليمين الجزائريين وعلاقاتها ، المرجع السابق ، ص350.[12]

[13] – شارل روبير أجرون : المرجع الساببق ، ص 622 .

[14] – محمد بن سميتة : المرجع السابق ، ص 80 ، 81 .

[15] – أحمد توفيق المدني : حياة كفاح ، المصدر السابق ، ص 120 ، 121 .

[16] – أبو القاسم سعد الله : الحركة الوطنية ، ج3 ، المرجع السابق ، ص 77 .

[17] – يحياوي مرابط مسعود : المرجع السابق ، ص 142 .

[18] – أحمد توفيق المدني : هذه هي الجزائر، ( د،ط ) ،مكتبة النهضة المصرية ، القاهرة ، 2001م ، ص 169 .

[19] – عبد الكريم بوصفصاف : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و علاقاتها ، المرجع السابق ، ص 350 .

[20] – أحمد توفيق المدني : هذه هي الجزائر ، المصدر السابق ، ص 170 .

[21] – عبد الكريم بوصفصاف : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و علاقاتها، المرجع السابق ، ص 350 .

[22] – جيلاني ضيف : أوراق تاريخية ابن باديس المحرر ، ج1 ، ( د .ط ) ، دار أسامة للطباعة و النشر و التوزيع ، الجزائر ، 2015م ، ص 164، 165.

[23] – أحمد توفيق المدني : هذه  هي الجزائر ، المصدر السابق ، ص 170 .

[24] – أبو القاسم سعد الله : الحركة الوطنية ، ج3 ، المرجع السابق ، ص 18.

[25] – عبد الكريم بوصفصاف : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و دورها، المرجع السابق ، ص 239 .

[26] – مازن صلاح حامد مطبقاني : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و دورها في الوطنية الجزائرية 1349هـ -1358 هـ/ 1939م -1948 م ،  (د. ط ) ، عالم أفكار ، الجزائر ، 2011م ، ص 169 .

[27] – محفوظ قداش : ناريخ الحركة الوطنية الجزائرية ( 1919م-1939م) ، تر ، أحمد بن الباز ، ج 1 ، ( د.ط ) ، شركة دار الأمة للطباعة و والنشر و التوزيع ، الجزائر ، 2011 ، ص 320 .

[28] – غي برفيليى : المرجع السابق ، ص 143 .

[29] – جيلاني ضيف : المرجع السابق ، ص 165 .

[30] – غريوج لامية : الإصلاحات الإقتصادية و الإجتماعية الفرنسية إبان الثورة التحريرية الجزائرية (1954م – 1962م)،  مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر تاريخ المغارب و المعاصر ، جامعة منتوري قسنطينة -2- ، 2013- 2014 ، ص3.

[31] – مازن صالح حامد مطبقاني : المرجع السابق ، ص 170.

[32] – مؤلف مجهول : ما هو برنامج فيوليت ؟ ، مجلة الشهاب ، مج 12 ، ج3 ، 1927م ، ص 159 ، 160 .

[33] – جيلاني ضيف: المرجع السابق ، ص 165 .

[34] – مؤلف مجهول : ما هو برنامج فيوليت ؟ : المصدر السابق ، ص 160 .

[35] – ناهد ابراهيم دسوقي : المرجع السابق ، ص 167 .

[36] – حسن عبد الرحمان سلوداي : عبد الحميد ابن باديس مفسرا، الؤسسة الوطنية للكتاب ، الجزائر،1988، ص25.

[37] – مؤلف مجهول : ما هو برنامج فيوليت ؟ : المصدر السابق ، ص 160 .

[38] – أحمد مصالي الحاج : مذكرات مصالي الحاج ( 1898م- 1938م) ، تر ، محمد المعراجي ، ( ط. خ ) ، منشورات ANEP ، الجزائر ، 2006م ، ص 218 .

[39] – ناهد ابراهيم دسوقي : المرجع السابق ، ص 167 .

[40] – أحمد مصالي الحاج : المصدر السابق ، ص 218 .

[41] – صبرينة بودريوع : المرجع السابق ، ص 3 .

[42] – محفوظ قداش : تاريخ الحركة الوطنية الجزائرية ، ج 1 ، المرجع السابق ، ص 536 .

[43] – عبد الكريم بصفصاف : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وعلاقاتها :المرجع السابق ، ص 350،351.

[44] -محمد بن سميتة : المرجع السابق ، ص 81.

[45] – غني برفيليي :  المرجع السابق ، ص143 .

[46] – شارل روبير أجرون : المرجع السابق ، ص 635 .

[47] – عبد الحميد زوزو : الفكر السياسي للحركة الوطنية ، المرجع السابق ، ص 426 .

[48] – محمد العربي الزبيري : الثورة الجزائرية في عامها الأول ، ط 2 ، دار الحكمة للنشر ، الجزائر ، 2014م ، ص 25 .

[49] – عبد الحميد الحميد زوزو : الفكر السياسي للحركة الوطنية ، المرجع السابق ، ص 426 .

[50] – ناهد ابراهيم دسوقي : المرجع السابق ، ص 215 .

[51] – المرجع نفسه ، ص 216 ، 217 .

[52] – عبد الحميد زوزو : الفكر السياسي للحركة الوطنية ، المرجع السابق ، ص 426 .

[53] – جيلاني ضيف : المرجع السابق ، ص 166.

[54] – عبد الكريم بو صفصاف : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و دورها ، المرجع السابق ، ص 239 .

[55] – شارل روبير أجرون : المرجع السابق ، ص 637، 638 .

[56] – عبد الحميد زوزو : الفكر السياسي للحركة الوطنية ، المرجع السابق ، ص 429 .

[57] – شارل روبير أجرون : المرجع السابق ، ص 638 .

[58] – عبد الحميد زوزو : الفكر السياسي للحركة الوطنية ، المرجع السابق ، ص 429 .

[59] – حميد عبد القادر : المرجع السابق ، ص 67.

[60] – عبد الكريم بو صفصاف : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و دورها ، المرجع السابق ، ص 239 .

[61] – ليون بلوم ( 1872م- 1950م ) :رجل دولة سياسي و كاتب فرنسي ، كان أول يهودي و اشتراكي فرنسي يتولى رئاسة وزراء فرنسا ، ولد لعائلة يهودية تجارية ثرية في باريس ، و كان له دور سياسي واضح بعد الحرب العالمية الأولى ، فقد انتخب في البرلمان الفرنسي عام 1919م ، و هو أحد المؤسسين البارزين للحزب الإشتراكي الفرنسي الحديث ، و قد أعيد انتخابه في البرلمان عامي 1924م و 1929م، نجح عام 1936م في أن يصبح رئيسا لوزراء فرنسا واجه معارضة شديدة من رجال الصناعة بسسب إصلاحاته الإجتماعية و العمالية و بالرغم من أنه أبدى استعداده للإستقالة بعد هذه الأحداث مباشرة إلا أنه ظل على رأس الوزارة إلى أن إستقال في يونيو عام 1937م ، كان ذلك بسبب رفض مجلس النواب الفرنسي الذي كان يسيطر عليه الراديكاليون منحه السلطات التي طلبها لمعالجة الأزمة الإقتصادية. ينظر : أحمد بهاء عبد الرزاق : المرجع السابق ص 360 ، و عبد الماجد يوسف أبو سبيب :دراسات في تاريخ أوروبا المعاصر ( 1918م-1945م)، (د.ط) ، النشر العلمي جامعة الشارقة ، أبو ظبي ، 2005م ، ص 117 .

[62] – رابح لونيسي و آخرون : ، المرجع السابق ، ص 229 .

[63] – أبو القاسم سعد الله : الحركة الوطنية ، ج3 ، المرجع السابق ، ص 29 .

[64] – محمد العربي الزبيري : الثورة الجزائرية في عامها الأول ، المرجع السابق ، ص 25 .

[65] -أحمد مصالي الحاج : المصدر السابق ، ص 218 .

[66] – يوسف بوغابة : وثائق جمعية العلماء المسلمين الجزائريين معالم الفكر السياسي لجمعية العلماء المسلمين ،دراسة تحليلية ، دار رمورة للنشر والتوزيع ، الجزائر ، 2013م،ص101.

[67] – غي برفيليي : المرجع السابق ، ص 146 .

[68] – عبد الكريم بوصفصاف : جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و دورها ، المرجع السابق ، ص 232 .

[69] -Hamoud Chaid : Sams Haine Nipasson Pagesd ‘histoire de l’Algerie Conbattante ,2005 , P4.

[70] – محمد بن سميتة : المرجع السابق ، ص 85 .

[71] – أحمد مريوش : الشيخ الطيب العقبي و دوره في الحركة الوطنية الجزائرية ، (د.ط) ،دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع ، الجزائر ، 2006م ، ص 169.

[72] – محمد تقبة : المرجع السابق ، ص 83 .

[73] – حميد عبد القادر : المرجع السابق ، ص 71 .

[74] – أبو القاسم سعد الله : الحركة الوطنية  ، ج3 ،المرجع السابق ، ص 151 .

[75] – مازن صلاح حامد مطبقاني : المرجع السابق ، ص 168 .

[76] – أحمد مريوش : المرجع السابق ، ص 169،170 .

[77] – البشير الإبراهيمي : يوم الجزائر ، مجلة الشهاب ، مج 2 ، ج4 ، 1936 ، ص 195 .

[78] – أحمد مريوش : المرجع السابق ، ص 168 ، 169 .

[79] – أحداث قسنطينة 1934م  : كانت الصدامات بين المسلمين و الشباب اليهود كثيرة و متكررة في مدينة قسنطينة التي انتشر فيها السكان الهائمون من العمال و البائسين بفعل تفشي البطالة ،و كانت المجموعة اليهودية كلها تظهر نزعة عدائية إلى درجة أصبحت تشعر فيها بالخطر على نفسها من 3 إلى 6 أوت (غشت ) سرعان ما تحولت إلى مذبحة حقيقية لليهود و كان سبب الحادث أحد اليهود السكارى تبول على مسجد سيدي الأخضر،  فأشتعل فتيل المواجهة غير أن الصدامات الجديدة اندلعت كان وراءها مجموعان من اليهود أطلقتا النار على تجار البقول العرب وأصحاب الدكاكين فتحولت الحوادث إلى حملات إنتقام دامية و لما تمكنت القوة من فرض النظام دون إطلاق رصاصة واحدة و كانت الحصيلة كبيرة. ينظر : شارل روبير أجرون : المرجع السابق ، ص 667 .

[80] – مازن صلاح حامد مطبقاني : المرجع السابق ، ص 169 .

– أحمد توفيق المدني :عبد الحميد ابن باذيس الرجل العظيم ،مجلة الأصلة ، العدد 44 ، 1977، ص 74. [81]

[82] – مازن صلاح حامد مطبقاني: المرجع السابق ، ص 169.

[83] – محمد الطيب العلوي : مظاهر المقاومة الجزائرية (1830م – 1954م) ، (ط.خ) ،onep  ، (د.م) ،2004، ص 157.

[84] – البشير الإبراهيمي : يوم الجزائر ، المصدر السابق ، ص 197 .

[85] – ناهد ابراهيم دسوقي : المرجع السابق ، ص 263 .

[86] – أحمد مريوش : المرجع السابق ، ص 173 .

[87] – شارل روبير أجرون : المرجع السابق ، ص 695 .

[88] – حميد عبد القادر : المرجع السابق ، ص 71 .

[89] – أحمد مريوش : المرجع السابق ، ص 175 .

[90] – محمد الميلي : المؤتمر الإسلامي الجزائري ، (د.ط) ، دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع ، الجزائر ، 2012م ، ص 437 .

[91] – الماجستيك : قاعة الماجستيك تقع في بناية كبيرة محاذية للبحر ، في حي بابا الواد و تقابلها في الجانب الأخر من الرصيف كنيسة خاصة بسكان باب الواد النصاري  و الذين كانوا يحتلون أجمل المساكن و العمارات في ذلك الحي ، كانت القاعة واسعة تسع أكثر من ألفي مقعد ، ينظر : زهور  وينسي : الإمام عبد الحميد بن باديس و نهضة أمة ( قصة حياة) ، ط1 ، منشورات ألفا ، الجزائر ، 2015م ، ص 515 .

[92] – Chronologie Algérienne 1830 – 2000 du traité de la Tafnaà la concorde civive , pépartement de la collecte , alger , 2000, p4 .

[93] – محمد البشير الإبراهيمي : المؤتمر الإسلامي الجزائر العام ( لايبني مستقبل الأمة إلا الأمة )، جريدة البصائر ، العدد 23 ، جوان 1936م ، ص 193 .

[94] – عثمان سعيدي : الجزائر في التاريخ ، (د.ط) ،شركة دار الأمة للطباعة و النشر و التوزيع ، 2013 ، الجزائر ، ص 701 .

[95] – زهور ونيسي : المرجع السابق ، ص 515 .

محمد الميلي : المرجع السابق ، ص445 ، 446 .[96]

[97]  – مازن صلاح حامد المطبقاني : المرجع السابق ، ص174،173. وينظر الملحق رقم 12 .

اللجنة التنفيذية : المؤتمرات في الحقيقة قوات تشريعية تستمد قوتها من الجمهور الحاضر المقرر و الجمهور الغائب المؤيد ، والقوة التشريعية تحتاج دائما إلى قوة تنفيذية ، تتابع الأعمال حتي تنتهي بها إلى تنفيذ لذلك كان من الأصول المتبعة في المؤتمرات أن تؤسس لها لجنة تسمي اللجنة التنفيذة وظيفتها تنفيذ كل مايقرره المؤتمر وتطبقه على النحو الذي قرر عليه فإذا قرر المؤتمرات مطلب أو إقتراح  سعت اللجنة إلى تنفيذه  بجميع الوسائل وتتحمل مسؤولية كل مايقع من تقصيرأو  إخلال و بإنعقاد المؤتمر الإسلامي الجزائري قرر تأسيس لجنة و أقرها المؤتمر بالإجماع . ينظر: البشير الإبراهيمي : يوم الجزائر ، المصدر السابق ، ص 206 ، 207 .[98]

[99] -محمد بكار : علاقة جمعية المسلمين بنواب فيدرالية المنتخبين المسلمين لعمالة قسنطينة (1931م-1936م) : المجلة المغاربية للدرسات التاريخية والإجتماعية : العدد7 ، 2013 ، ص78 .

[100] – مازن صلاح حامد مطبقاني : المرجع السابق ، ص 174 .

[101]  – يحي بوعزيز : موضوعات وقضايا في تاريخ الجزائر و الغرب ،ج2 ، (د.ط) ، دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع ، الجزائر، 2004م ، ص28، 29.

محمد قنانش :الحركة الإستقلالية في الجزائر بين الحربين (1919م -1939م ) ، (د.ط) ، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ، -الجزائر ، 1982م ، ص71 .[102]

-عبد الحميد بن باديس : مع الوفد الإسلامي (مشاهدات وملاحظات) ، مجلة الشهاب ، مج 19 ، ج7 ، ص205،206 . و ينظر الملحق رقم 13 .[103]

[104] – إبن الحاج محمد : وفد المؤتمر الإسلامي الجزائري يوم أم العواصم باريس ، جريدة البصائر ، العدد 30 ، 21 جويلية 1936م ،ص 242 .

[105] – محمد قنانش : الحركة الإستقلالية ، المرجع السابق ً، ص71 .

[106] – محفوظ قداش : تاريخ الحركة الوطنية ،ج1 ، المرجع السابق ، ص 574 ،575 .

– إبن الحاج محمد : المصدر السابق ، ص 242 .[107]

[108] – عبد الحميد بن باديس : مع الوفد الإسلامي الجزائري ، المصدر السابق ، ص 307 .

– محمد شرقي : المؤتمر الإسلامي كحول وإتهام الشيخ العقبي، مجلة المعالم  ، العدد 2 ،1987م ، ص 13 .[109]

[110] – أوبو: في إواخر شهر مارس 1937م زار “أوبوا” الجزائر ولم يحل بالعاصمة ، بل عرج على بعض المدن والدوائر ، وجائت زيارته  لتعزيز سياسة التسلط الفرنسي و اتضح ذلك في تصريحه لجريدة الصباح على أنه طلب تعزيز السلطة الإستعمارية و سن القوانين الإستثنائية و أن ذلك يندرج في سياق تعزيز برنامج زميله  رنيه القائل : الجزائر لاتبقي لفرنسا إلا إذا إستعملت فيها أساليب الشدة ، ينظر: أحمد مريوش : المرجع السابق ، ص 186 .

– المرجع نفسه ، ص 186 .[111]

– محمد الميلي : المرجع السابق ، ص 450 ، 451 . [112]

– ابن الحاج محمد : المصدر السابق ، ص242 .[113]

[114] – عبد الحميد بن باديس : مع الوفد الإسلامي الجزائري ، المرجع السابق ، ص 207 .

– محمد الميلي : المرجع السابق ، ص 451.[115]

– عبد الحميد ابن باديس : مع الوفد الإسلامي الجزائري : المصدر السابق ، ص 210 .[116]

– محمد قنانش : الحركة الإستقلالية ، المرجع السابق ، ص 72 .[117]

[118] -Mahfoud Kadddache,Mohamed Guenaneche : Letoile Nord- Africaine(1926-1937) Documents et temoignages pour servi a Lètude du Nationlisme  Algérin , Reimpression , office des publhcations universitaires ; Algér ;1994 ;p11

– محمد قنانش : الحركة الإستقلالية ، المرجع السابق ، ص72 .[119]

– محمد الطيب العلوي : المرجع السابق ، ص 166 .[120]

مؤلف مجهول : إجتماع عظيم لم يسبق له نظير يعقده  وفد المؤتمر الإسلامي الجزائري بالملعب البلدي (الستاد) صبيحة يوم الأحد 2 أوت 1936م ، جربدة البصائر ، العدد 31 ،7 أوت 1936م ، ص 249 .[121]

– إدريس خيضر : المرجع السابق ، ص 341 . [122]

– مؤلف مجهول : إجتماع عظيم لم يسبق له نظير ، المصدر السابق ، ص 250 .[123]

[124] – أحمد مريوش : المرجع السابق ، ص 189.

[125] – محمد بن سميتة : المرجع السابق ، ص 97 ، 98

[126] – أحمد مريوش : المرجع السابق ، ص 169.

[127] – محمد الطيب العلوي : المرجع السابق ، ص 166 .

[128] – محمد الميلي : المرجع السابق ، ص 460 .

[129] – زهور ونيسي : المرجع السابق ، ص 526 .

[130] – رابح لونيسي : محاضرات و أبحاث في تاريخ الجزائر ، (د.ط) ، دار كوكب العلوم ، الجزائر ، 2013م ، ص 128.

[131] – عبد العليم مجاوي : هذا البلد بلدنا ، تر . بوحبيب حميد ، (د.ط) ، دار القصبة للنشر، الجزائر، 2013م ، ص 133.

[132] – جمال قنان : قضايا و دراسات في تاريخ الجزائر الحديث و المعاصر (دراسات في المقاومة و الإستعمار ) ، (د.ط) ، منشورات المتحف الوطني للمجاهد ، (د.ت)، ص 109 ، 110 . و ينظر الملحق رقم 14 .

[133] – يوسف حميطوش : منابع الثقافة السياسية و الخطاب الوطني عند كل من مصالي الحاج و فرحات عباس ، (د.ط) ، شركة دار الأمة للطباعة و النشر و التوزيع ، الجزائر ، 2013م ، ص 294 .

[134] – مؤلف مجهول : إجتماع عظيم لم يسبق له نظير، المصدر السابق ، ص 250 .

[135] – أحمد طالب الإبراهيمي : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي (1924م- 1940م) ، ج1 ، ط1 ، دار الغرب الإسلامي ، 1997م ، ص 264 .

[136] – محفوظ قداش : تاريخ الحركة الوطنية ، ج1 ، المرجع السابق ، ص 580 .

[137] – كحول : إسمه محمود بن دالي و في بعض المراجع عمر بن دالي عينته السلطات مفتيا و كان واحدا من ضمن جوقة بني ( وي وي) التي لا تعرف إلا إيقاع الإحتلال الفرنسي و قد قتله رجل معروف بالإجرام يوم 2 أوت 1936م . ينظر: جيلاني ضيف ، المرجع السابق ، ص 179 .

[138] – شارل روبير أجرون : المرجع السابق ، ص 700 ، 701 .

[139] – محمد قتاتش : جزائر الجزائريين ، مرجع السابق ، ص 316 .

[140] – محمود عبدون : شهادة مناضل من الحركة الوطنية ، (د.ط) ، منشورات دحلب ، الجزائر ، 2013م ،      ص 30.

[141] – محمد بكار : المرجع السابق ، ص 80 .

[142] – محمود عبدون : المرجع السابق ، ص 30 .

[143] – جيلالي ضيف : المرجع السابق ، ص 171 .

[144] – مازن صلاح حامد مطبقاني : المرجع السابق ، ص 178 .

[145] – محمد بكار : المرجع السابق ، 80 .

[146] – ناهد ابراهيم دسوقي : المرجع السابق ، ص 225 .

[147] – عثمان سعدي : المرجع السابق ، ص 703 .

[148] – شارل روبير أجرون : المرجع السابق ، ص 713 ،714 .

[149] – جيلاني ضيف : المرجع السابق ، ص 172 .

[150] – حميد عبد القادر : المرجع السابق ، ص 75 .

[151] – ناهد إبراهيم دسوقي : المرجع السابق ، ص 226 .

[152] – علي مراد : المرجع السابق ، ص 500 .

[153] – مؤلف مجهول : آثار الإمام عبد الحميد بن باديس رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ( متفرقات) ، ج6 ، سحب للطباعة الشعبية للجيش ، الجزائر ، 2007م ، ص 170 .

[154] – مازن صلاح حامد مطبقاني : المرجع السابق ، ص 178 .

[155] – مؤلف مجهول : ما هو برنامج فيوليت ؟ ، المصدر السابق ، ص 170 .

[156] – مازن حامد مطبقاني : المرجع السابق ، ص 178 .

[157] – محمد قنانش : جزائر الجزائريين ، المرجع السابق ، ص 318 .

[158] – أحمد طالب الإبراهيمي : المصدر السابق ، ص 294 .

[159] – ناهد ابراهيم دسوقي : المرجع السابق ، ص 227 .

[160] – عبد الحميد بن باديس : المؤتمر الإسلامي الجزائري في دورته الثانية ، مجلة الشهاب ، مج12، ج5 ، 10 جويلية 1937م ، ص 269 .

[161] – محمد قنانش : جزائر الجزائريين ، المرجع السابق ، ص 320 .

[162] – أبو القاسم سعد الله : الحركة الوطنية ، ج3 ، المرجع السابق ، ص 170 .

[163] – محمد تقية : المرجع السابق ، ص 54 .

[164] – المرجع نفسه ، ص 54 .

[165] – غي برفيليي : المرجع السابق ، ص 148 .

[166] – ناهد ابراهيم دسوقي : امرجع السابق ، ص 227 .

[167] – محفوظ قداش : تايخ الحركة الوطنية ، ج1 ، المرجع السابق ، ص 603 .

[168] – علي مراد : المرجع السابق ، ص 501 .

[169] – محفوظ قداش : تايخ الحركة الوطنية ، ج1 ، المرجع السابق ، ص 603 .

[170] – علي مراد : المرجع السابق ، ص 501 .

-[171]  ناهد إبرهيم دسوقي : المرجع السابق ،ص 218 ،219  .

[172] – أبو القاسم سعد الله : الحركة الوطنية ، ج3 ، المرجع السابق ، ص 18 .

[173] – مؤلف مجهول : ماهو برنامج فيوليت ؟ ، المصدر السابق ، ص 176 .

[174] – المصدر نفسه ، ص 177 .

1 المصدر ، نفسه ، ص 177 ، 178 .

[176] – رابح لونيسي و آخرون : المرجع السابق ، ص 230 .

[177] – محفوظ قداش : تاريخ الحركة الوطنية ، ج1 ، المرجع السابق ، ص 535 .

[178]  – شارل روبير أجرون : المرجع السابق ، ص 716 .

 – محفوض قداش : تاريخ الحركة  الوطنية ، ج 1 ، المرجع السابق ، ص 535 .[179]

[180]  – محمد فناش: جزائر الجزائريين ، المرجع السابق ، ص327 .

[181] – حياة هدوش: مشروع بلوم فيوليت وموقف الحركة الوطنية  منه (1930م _ 1936م ) ، مذكرة مكملة الماستر تخصص التاريخ المعاصر ، جامعة خيضر ، بسكرة ، 2013م /2014م ، ص54 .

[182] – مؤلف مجهول : موريس فيوليت و المستعمرون والقضية الإسلامية الجزائرية ، مجلة الشهاب ، مج13 ، ج11 ، جانفي 1938  ،ص 498.

[183]  – مؤلف مجهول : ماهو برنامج فيوليت؟ : المصدر السابق ، ص 163 .

[184] – طاعة سعد : دور النواب المسلمين في الحياة السياسية بالجزائر (1947م – 1956م) ، (ط1) ،  دار كوكب العلوم ، 2012 ، الجزائر ، ص 35 .

[185] – أبوالقاسم سعد الله : الحركة الوطنية ، ج3 ، المرجع السابق ، ص20 .

[186] -طاعة سعد : المرجع السابق ، ص 35 .

[187] -حياة هدوش : المرجع السابق ، ص 54 .

[188] -ناهد ابراهيم دسوقي : المرجع السابق ، ص 221 .

– يوسف بوغابة : المرجع السابق ، ص 115 .[189]

[190] -سورة الأنفال ، الأية 46 .

– مؤلف مجهول : ماهو برنامج فوليت ؟ ، المصدر السابق ، ص 179 .[191]

 

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى