تنبع أهمية دراسة تاريخ الفكر” بالنسبة للسياسي أو دارس العلوم السياسية أو المثقف بشكل عام من كون البحث في خلفية السلوك الإنساني عبر التاريخ (سواء تعلق الأمر بالحياة السياسية أو بما استحدث من نظم أو تم إيداعه من أفكار، ينبغي أن يعود إلى أصل هذا السلوك في عقول المفكرين والحكماء والفلاسفة والساسة، ك “قیم” وكمنظومات قيمية تشكلت عبر التلاقح العبر حضاري، قبل أن يعود إلى أشكال هذا التعبير التي عادة ما لفت الانتباه أكثر من غيرها كنهايات لهذا السلوك، وتتسبب في آخر المطاف في بروز أخطاء في التحليل.
لقد تبين لنا كباحثين ومهتمين بالعلوم السياسية أنه من غير الممكن تماما فهم الحقيقة الجوهرية للفعل السياسي أو المنظمة السياسية أو النشاط الفكري من غير العودة إلى فهم طبيعة القيم المحركة لكل هذه المستويات من الفعل الإنساني.