دراسات سياسية

الكمين: المجلس المركزي الفلسطيني – وليد عبد الحي

دعوة المجلس المركزي الفلسطيني لاجتماع يناقش اعتراف الرئيس الامريكي ترامب بالقدس عاصمة ” لإسرائيل” هي أقرب للكمين السياسي الذي تنصبه سلطة التنسيق الامني لكل التنظيمات التي تتبنى معارضة أوسلو والمقاومة المسلحة ، وهذه عناصر الكمين :

1- ما هي صفة الحضور لكل من حماس والجهاد الإسلامي وهما ليستا أعضاء في المجلس؟ فهل ستحضرا كمراقب ؟ وبالتالي ليس لهما حق التصويت..ام سيتم ضمهما – وهو امر إجرائي لا يحدث بالبساطة الموهومة – للمجلس الملتزم باوسلو والاعتراف باسرائيل والامتناع عن المقاومة المسلحة والتطبيع والتنسيق الامني..؟ وهو ما يشكل اعترافا ضمنيا حتى لو أعلنت الحركتان رفضهما لكل ما سبق..لأن نتيجة الاجتماع ستتم طبقا لما سير في البند ” 2″.

2- عند التصويت ، فإن سلطة التنسيق الأمني ستضمن اصوات تنظيمات تمت صناعتها او جلبها بالمال ومستقلين هم جزء من حركة فتح ” النسخة المعدلة”، فمن بين ال 122 عضوا تضمن فتح نسبة كافية منهم ، وهو ما يعني ان سلطة التنسيق الامني ستحاول جر حماس والجهاد الاسلامي نحو مربعها على غرار ادخالها حماس في سلطة أوسلو ، وعندما شعرت فتح ان حماس لم تذهب بعيدا معها انقلبت عليها وحصل ما هو معروف و انتهى الضغط من فنح الى حد الحصار لغزة وبمستوى لا يقل عن الحصار العربي الاسرائيلي.

3- اعتراض حركتا حماس والجهاد على عقد الاجتماع في رام الله هو عذر ” مؤدب” ، لأن المسالة أكبر من موضوع مكان الاجتماع بل جدول اعمال الاجتماع، وأزعم ان القرارات المعدة للاتخاذ سيغلب عليها المفردات العنترية ، لكن مضمونها سيكون ” اقتراحا بوسيط جديد(بدل الولايات المتحدة) أو انعاش اللجنة الرباعية، أو طرح مطالب معينة لكنها تبقي أوسلو ” على قيد الحياة” ولكن بطريقة مداورة، مما يجعل الاجتماع ليس الا كمينا يتسلح ناصبوه بسلاح كاتم للصوت.

4- على الجبهة الشعبية ان تمتنع عن الحضور اتساقا مع مواقفها وتاريخها، ولا يجوز ان ” تكون الحصص المالية ” التي تخصصها سلطة التنسيق الامني الجبهة الشعبية سببا للخضوع…

5- بدون ربما… سيتبين لاحقا ان التفاوض في الغرف المغلقة في مكان ما – في أوروبا أو غيرها- لم ينقطع وعن ” سابق اصرار وترصد ” من سلطة التنسيق الامني.

6- سيتم استغلال قطع المساعدات الأمريكية وبعض المساعدات العربية لتشديد الحصار على غزة بحجة ” عسر الحال”، لكنه سيكون امتدادا لتوجهات السلطة قبل انفجار ترامب الخاص بالقدس.
أقول لحماس والجهاد والجبهة الشعبية وكل شريف “لا تذهبوا لكمين منصوب”..و ” يا سارية الجبل الجبل”.

 

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى