دراسات شرق أوسطية

الكيان الصهيوني يشهد المزيد من التحدِّيات والتجاذبات والصراعات

اللواء د.محمدأبوسمره ـــ مفكر ومؤرخ فلسطيني ، ورئيس مركز القدس للدراسات والإعلام والنشر .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــ المقدمة :

كان العام الماضي 2018 من أكثر الأعوام صَخَباً واضطراباً على المستويات الأمنية والعسكرية والسياسية الصهيونية، وشهدت الساحة السياسية الداخلية، والعسكرية الخارجية، العديد من الأحداث الساخنة، التي ألقت بظلالها على الأوضاع في الكيان الصهيوني ، ورسمت ملامح العام الحالي ، وكانت أبرز أحداث العام 2018 ، هي قضية نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة ، وما ترتَّبَ عليها من أحداثٍ سياسيةٍ وأمنيةٍ على المستويين الداخلي والخارجي في الكيان الصهيوني ، والتوتر الأمني والسياسي المستمر على الساحة الفلسطينية.

وفي المقابل كانت هناك قضايا الفساد التي لاحقت وطاردت ، ومازالت تطارد بنيامين نتنياهو ، ومجموعة القوانين التي حاول تمريرها ، واصطدم بسببها مع الأحزاب اليمينية الدينية الصهيونية المتطرفة ، مما أدى إلى فقدانه أغلبيته البرلمانية ، ثم حجب الثقة عن حكومته ، وارغامه على الذهاب إلى الإنتخابات النيابية المُبَّكِّرة ( الكنيست ) ، والتي جرت يوم الثلاثاء 9/4/2019، ومنذ ذلك الحين تشهد الساحة السياسية الصهيونية تجاذبات كبيرة ، وقد ازدادت حدة هذه التجاذبات مع إقتراب موعد الإنتخابات النيابية المُقبلة ، ومن المتوقع أن يستمر التجاذب الكبير في الساحة السياسية الصهيونية ، خصوصاً بعد فشل نتنياهو في تشكيل حكومة برئاسته ، التي أعقبت إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية (الكنيست ) التي جرت يوم الثلاثاء 9/4/2019 ، مما أدى لأول مرَّة في تاريخ الكيان الصهيوني إلى حل ( الكنيست ) الجديد نفسه ، والذهاب إلى إنتخابات جديدة تجري في منتصف أيلول / سبتمبر2019.

ـــ رؤساء الأركان ،صقور العمل السياسي الصهيوني :

تصدر المعركة الانتخابية الأخيرة ، ويتصدر الانتخابات المقبلة كذلك مجموعة من الجنرالات السابقين في الجيش الصهيوني ، وخصوصاً بيني جانتس، وأشكنازي، وموشيه يعلون، الذي سعى لخوص الانتخابات في قائمة مشتركة مع الوزير نفتالي بينت ، بينما سعى أفيغدور ليبرمان لكسب المزيد من الأصوات من خلال التركيز على الملف الأمني والقضايا العسكرية وملف مستعمرات غلاف غزة ، واستمر في مهاجمة نتنياهو لسماحه بإدخال المنحة القطرية إلى غزة ، ولطموحه بالوصول إلى رئاسة الوزراء ، أو منصب رفيع بالحكومة على حساب غزة ومستوطنات غلافها.

وأثار دخول الجنرال بيني جانيتس رئيس أركان جيش العدو السابق، إلى عالم السياسة في الكيان الصهيوني ، ضجةً إعلامية كبيرة، وأحدث الكثير من الإضطرابات في نتائج وتوقعات ( استطلاعات الرأي ) التي أجرتها صحافة العدو .

وكما هو معروف فهناك قبول كبير لجنرالات جيش العدو لدى المجتمع الصهيوني ، وحضور واسع ومؤثر لهم في الساحة السياسية الصهيونية ، وذلك بسبب التركيبة والطبيعة العدوانية اليمينية المتطرفة والنزعة المتوحشة للمجتمع والكيان الصهيوني ، الذي يُعجبه ويروق له تزَّعُّم كبار الجنرالات للأحزاب الصهيونية ، وقيادتهم للمنظومة السياسية الصهيونية ، بالإضافة إلى أنَّ مكوِّنات المجتمع الصهيوني عبارة عن ( مجتمع شبه عسكري ) ، وتُفرَض على غالبية الصهاينة في الدولة العبرية الخدمة العسكرية الإجبارية ، وكان للجنرالات الصهاينة منذ إقامة دولة الاحتلال الصهيوني ، الدور الأكبر والأبرز في قيادة مؤسسات وأجهزة الدولة، ولهم بصمةً واضحةً في تأسيس وقيادة الأحزاب السياسية الصهيونية ، وخصوصاً رؤوساء الأركان السابقون ، والذين شاركوا عقب تقاعدهم العسكري في العمل السياسي وشغلوا مناصب وزارية وحكومية وحزبية بارزة، وبسبب الأوضاع الأمنية وانعدام الشعور بالأمن في المجتمع الصهيوني، فإنَّ الصهاينة يفضلون إنتخاب شخصيات وقيادات لها تاريخ عسكري، حتى لو لم يصل بعضهم إلى منصب رئيس الأركان، مثل الإرهابي والمجرم الكبير أرئيل شارون ( رئيس الوزارء الصهيوني الأسبق) ، وتشير المعطيات إلى تقبُّل المجتمع الصهيوني للجنرالات في الحياة السياسية، مما يكشف دوماً عن حالة ميل المجتمع الصهيوني نحو العدوانية والتطرف واليمينية ، وتفضيل الناخب الصهيوني للشخصيات العسكرية في قيادة مؤسسات ووزارات وأجهزة الدولة العبرية ، ونورد هنا أسماء جميع رؤساء أركان جيش العدو ، منذ إقامة الكيان الصهيوني عام 1948 ، والموقع الذي تولاه بعد تقاعده العسكري :

1ـــ يعكوف دروري، رئيس الأركان الأول للجيش الصهيوني عام 1949، تم تعيينه رئيساً لقسم الأبحاث العلمية في الحكومة الصهيونية في العام 1950، وبعد ذلك أصبحَ رئيساً للجنة السلاح النووي الصهيوني.

2ــــ يجائيل يدين، رئيس الأركان الثاني، عام 1949، شارك في انتخابات العام 1977 بقائمةٍ مستقلةٍ باسم “شينوي” حصلت على 15 مقعد بالكنيست الصهيوني ، وعمل نائباً لأول رئيس وزراء لحكومة العدو آنذاك دافيد بن جوريون.

3ــــ مردخاي مخلف، رئيس الأركان الثالث، عام 1952، لم يدخل الحياة السياسية، ولم يشارك في انتخابات الكنيست.

4ــــ موشيه ديان، رئيس الأركان الرابع، عام 1953، دخل الانتخابات بقائمة حزب ( مباي) أكبر الاحزاب الصهيونية في ذلك الحين ، وشغل منصب وزير الجيش في العام 1967، وأصبح أحد قادة حزب العمل في العام 1968، واستقال من منصبه على إثر استقالة بن جوريون، ثم شكل حزب مع بن جريون باسم ( رافي)، وعاد للحياة السياسية، وشغل عدة مناصب، منها وزيراً للزراعة، والخارجية، وبقى عضواً في  الكنيست الصهيوني حتى موته في العام 1981.

5ــــ حايم لسكوف، رئيس الأركان الخامس، عام 1958،لم يدخل الحياة السياسية، وعمل حتى وفاته بمنصب مندوب الشكاوى بالجيش الصهيوني .

6ــــ رئيس الأركان السادس، تسيفي تسور، عام 1961 ، تم انتخابه للكنيست بقائمة ( حزب “رافي”) في العام 1965، وتم تعيينه كنائب لوزير الجيش في العام 1967، وعمل بهذا المنصب حتى العام 1974.

7ـــــ رئيس الأركان السابع، إسحاق رابين ، عام 1964، دخل الحياة السياسية بعد انتهاء خدمته العسكرية عبر قائمة حزب العمل في العام 1973، وأصبح أهم قادة الحزب، وشغل عدة مناصب سياسية، منها وزير العمل، ووزير الجيش، ورئيس حزب العمل، ورئيس الوزراء ، واستمر بالحياة السياسية حتى مقتله عام 1995.

8 ـــــ رئيس الأركان الثامن، حاييم بارليف،عام 1968، انضم بعد انتهاء خدمته العسكرية الى حزب العمل، ودخل الكنيست على قائمة الحزب، وعمل كوزير للجيش، وعضو كنيست، وسفير الكيان الصهيوني في روسيا.

9ـــــ رئيس الأركان التاسع، دافيد اليعيزر،عام 1972، بعد انتهاء خدمته العسكرية دخل الكنيست كعضو عن حزب العمل، وعمل وزيرا للجيش، واستقال بعد حرب تشرين أول/أكتوبر 1973. وتوفى بالعام 1976، على أثر جلطة قلبية.

10 ـــــ رئيس الأركان العاشر، مردخاي جور عام 1974، انضم بعد انتهاء خدمته العسكرية إلى حزب العمل في العام 1978، ودخل الكنيست، وشغل عدة مناصب منها وزير الصحة، ونائب وزير الجيش.

11ـــ رئيس الأركان الحادي عشر، رفائيل إيتان ، عام 1978، دخل الحياة السياسية بعد انتهاء خدمته العسكرية، وشارك في الانتخابات على رأس قائمة مستقلة باسم ( تسومت ) عام 1984، وتم تعيينه كرئيس لجنة الخارجية والأمن، وعمل كوزير للزراعة في حكومة الوحدة الوطنية عام 1990.

12ـــــ رئيس الأركان الثاني عشر، موشيه ليفي،عام 1983، لم يشارك في الحياة السياسية.

13ـــــــ رئيس الأركان الثالث عشر، دان شمرون، عام 1987، عمل رئيساً لقسم الصناعات العسكرية بعد انتهاء خدمته العسكرية، ولم يشارك في الانتخابات بالكنيست،لكنه عمل في وفدالمفاوضات الصهيوني، بحكومة نتنياهو بالعام 1996.

14ــــــ رئيس الأركان الرابع عشر، أيهود باراك، عام 1991، انضم إلى حزب العمل في العام 1996، ودخل الكنيست عضواً عنه، وعمل وزيراً للداخلية في حكومة رئيس الوزراء شمعون بيرس، وتم انتخابه في العام 1999 رئيساً للوزراء ، وفي العام 2007 تم انتخابه رئيساً لحزب العمل، وعمل وزيراً للجيش في حكومة الوحدة الوطنية برئاسة أيهود أولمرت، في العام 2009. واستقال من الحياة السياسة في العام 2011.

15ـــــ رئيس الأركان الخامس عشر، أمنون شاحاك، عام 1995، أسس حزباً سياسياً مستقلاً باسم ( المركز) عام 1999، وشارك في انتخابات الكنيست، وشارك في الإئتلاف بحكومة أيهود بارك، كوزير للسياحة، واستقال من الكنيست واعتزل الحياة السياسية عام 2001.

16ــــــ رئيس الأركان السادس عشر، شاؤول موفاز، 1998، دخل إلى الحياة السياسية بعد انتهاء خدمته العسكرية، وشغل منصب وزير الجيش في حكومة آرئيل شارون عام 2003، وتم اعادة انتخابه للكنيست في العام 2006، في قائمة (حزب”كديما”/ إلى الأمام )  بقيادة شارون، وشغل عدة مناصب منها وزير المواصلات، ونائب رئيس الوزراء، واعتزل الحياة السياسية عام 2013.

17ــــــ رئيس الأركان السابع عشر، موشيه يعلون، عام 2002، دخل إلى الحياة السياسية في العام 2008، وانضم إلى حزب الليكود، وتم انتخابه للكنيست عن الحزب، وشغل منصب وزير الشؤون الاستراتيجية عام 2009، وشغل منصب وزير الجيش، في حكومة نتنياهو عام 2013، واستمر بهذا المنصب حتى استقالته بالعام 2016.

18ـــــ رئيس الأركان الثامن عشر، دان حالوتس، عام 2005، انخرط في للحياة السياسية بعد انتهاء خدمته العسكرية، ودخل إلى الكنيست في قائمة ( حزب “كديما”) بقيادة شارون، عام 2010، وتم تعيينه كرئيس اتحاد كرة السلةالصهيوني.

19ـــــ رئيس الأركان التاسع عشر، جابي أشكنازي، عام 2007، تم تعيينه بعد انتهاء خدمته العسكرية، مديراً عاما لوزارة الجيش، واستمر في هذا المنصب حتى استقال عام 2013.

20ـــــ رئيس الأركان العشرين، بيني جانيتس، عام 2011، وأعلن قبل عدة اشهر عن تأسيس حزب سياسي جديد، باسم ( حزب حصانة لإسرائيل) ، وأعلن حينها عن نيته خوض الانتخابات على رأس هذا الحزب .

ــ الخارطة الانتخابية :

مع بداية الحملة الانتخابية السابقة في الكيان الصهيوني ، طلب بنيامين نتنياهو من أرييه أدرعي رئيس ( حزب “شاس”) اليميني المتطرف ، توحيد القوى مع خصمه السياسي إيلي يشاي، الذي انشقَ عن حزب (الليكود) ، لكنَّ أدرعي أعلنَ عن رفضه لذلك ، وقالت وسائل الإعلام الصهيونية حينها، أنَّ : ( نتنياهو يسعى إلى منع إهدار الأصوات في اليمين، خلال الانتخابات المقبلة) .. وقالت القناة السابعة العبرية يوم الخميس 31/1/2019 ، أنَّ : ( الجنرال المتقاعد بيني غانتس رئيس الأركان السابق ، سجَّلَ حزباً جديداً أطلق عليه اسم “حزب حصانة “، أو “مناعة لإسرائيل”) .

وأكدت استطلاعات للرأي، نشرتها وسائل الإعلام العبرية فور تشكيل الحزب ، أنَّ : ( حزب غانتس سيحصل على 10 أو 16 مقعداً في “الكنيست” بالانتخابات العامة المقبلة ) .

وأجرى بيني غانتس محادثات حينها مع موشيه يعالون وزير الحرب الصهيوني الأسبق، ، حول حزبه الجديد وعرض عليه خوض الانتخابات العامة  في قائمة واحدة ، وعلَّقَ حينها نتنياهو على انضمام بيني غانتس إلى المعركة الانتخابية ، قائلاً : ( إنني لا أريد أن أزعج اليسار أثناء تقسيمه للأصوات ) .

وقالت قناة ( كان ) العبرية الرسمية ، يوم الجمعة 1/2/2019 ، أنَّ : ( بيني غانتس رئيس الأركان السابق ، تفاوض مع رئيس حزب “يش عتيد”  يائير لابيد، وزعيمة المعارضة تسيبي ليفني، كلٍ على حدة، ليخوض غانتس الانتخابات المقبلة على رأس حزب جديد )، وأكدَّ مقربون من غانتس للقناة العبرية ، أنَّ : ( التفاوض لم ينجح ، لأنَّ ليفني يسارية أكثر من اللازم، ولأنَّ لابيد رفض التنازل عن رئاسة الحزب المشترك) .

ونقل موقع ( مفزاك) العبري مساء يوم الجمعة 1/2/2019 ، أول تصريح لوزير الحرب الصهيوني السابق ، أفيغدور ليبرمان ضمن حملته الدعائية للانتخابات السابقة ، والذي حمل تهديداً واضحاً ضد سكان قطاع غزة ، بقوله لمستوطني غلاف غزة : ( إنتخبوني ، وستَرونَ ماذا سأفعل في غزة؟ ) ، وعبَّرَ ليبرمان عن استيائه وغضبه من طريقة تعامل نتنياهو مع مسيرات العودة وكسر الحصار، وقال بأنَّ : (حزب “إسرائيل بيتنا” هو القادر فقط على تغيير الواقع المتردي في “غلاف” قطاع غزة ).

ولم تعد الخارطة الانتخابية التي تشكَّلت مع بداية الحملة الانتخابية ، هي نفسها الخارطة التي إنتهت إليها الأمور مع الأيام والساعات الأخيرة قبيل خوض الانتخابات النيابية ( الكنيست ) في الكيان الصهيوني ، وبات من الواضح جداً ميل الجمهور الصهيوني أكثر ، فأكثر نحو المزيد من اليمينية والتطرف والعدوانية والتوحش …

ـــ إرتباك وحيرة ! :

شهدت حلبة المنافسة الانتخابية السابقة التي جرت في شهر إبريل / نيسان 2019 الماضي إضطراباً وغموضاً ، بسبب الفارق الضئيل بين الحزبين الكبيرين، واستمرت ( استطلاعات الرأي ) في إعطاء أرقاماً متذبذبة، متوسطها (30) مقعداً ، ونتيجة لهذا التقارب الشديد في الطرح والقوة التنافسية كأحزاب، والتداخل في تشكيل التكتل لكلٍ منهما ، والتوصيف الدقيق بينهما ليس (يمين) مقابل (وسط/ يسار) ، بل (يمين) مقابل (يمين)، أو( يمين وسط) على أبعد تقدير ، وبسبب جُملة التحديات التي تواجهه الكيان الصهيوني ، والحكومة المقبلة، كانت التقوقعات أنَّها ستفرض تشكيل حكومة مستقرة ،  وقادرة على حسم القضايا المُلِّحة، والتي تتصدرها القدس وغزة والضفة ، والجولان ، وصفقة القرن، والأسرى ، وتسلُّح حزب الله بسلاح كاسر للتوازن الاستراتيجي، والتواجد العسكري الإيراني في سوريا ، وغيرها من القضايا الهامة والحسَّاسة ، ولذلك فقد كان التوجه العام يدفع نحو أحد الاحتمالات التالية ، ولكنَّ شيئاً منها لم يتحقق !! :

1ــــ تشكيل إئتلاف من الحزبين الكبيرين برئاسة بنيامين نتنياهو ، كرئيس وزراء، وأن يكون غانتس وزير الحرب.

2ــــ تشكيل حكومة وحدة وطنية يتناوب على رئاستها (بنيامين ــــ غانتس).

3ــــ أو يصبح غانتس رئيساً للوزراء، وبنيامين نتنياهو وزيراً للمالية ..

ولكن جميع هذه الاحتمالات لم تتحقق ، وفشل نتنياهو في تشكيل الحكومة التي كان يطمح أن تتشكل من تحالف الليكود مع جميع الأحزاب اليمينية المتطرفة ، وسعى لقلب الطاولة على رؤوس الجميع ، وعدم السماح لخصومه السياسيين من الحصول على فرصة تشكيل الحكومة ، وسعى إلى تقديم موعد الانتخابات النيابية ، وحل الكنيست لنفسه ، في سابقة تاريخية لم تحصل من قبل في الكيان الصهيوني ….

ــ سيناريوهات إنتخابية :

كان من المتوقع أن تُفرِز الانتخابات الصهيونية السابقة العديد من السيناريوهات لتشكيل الحكومة ، ومن بينها :

ــــ السيناريو الأول: تشكيل حكومة يمين بأغلبية ليكودية، وستكون حكومة استيطانية بالدرجة الأولى.

ـــــ السيناريوالثاني: فوزغانتس ، وتشكيله للحكومة بدعمٍ من الأحزاب العربية، مثلماحدث سابقاً مع حكومة شمعون بيريز.

ــــ السيناريو الثالث : تشكيل (حكومة شلل سياسي ) بين بينامين نتياهو وبيني غانتس .

ولكنَّ أياً من هذه السيناريوهات لم يتم ، وتمكن نتنياهو من قلب الطاولة على رؤوس الجميع ، حينما فشل بتشكيل الحكومة ، ودعا لحل ( الكنيست ) ، والذهاب إلى إجراء إنتخابات جديدة ، ومع اقتراب موعد إجراء هذه الإنتخابات ، بدأت الكثير من السيناريوهات متوقعة ومقترحة عقب نشر نتئج الانتخابات ، وفي هذا السياق  كتب الصحافي الصهيوني بن كسبيت ( محلّل الشؤون الإسرائيلية) في موقع ( المونيتور) الأميركي باللغة العبرية ، مقالاً بعنوان : ( الانتخابات الإسرائيليّة: سيناريوهات الحكومة المقبلة) نشره يوم الأحد 14/07/2019  ، كشف فيه أنّ : ( نتنياهو يبذل جهودًا جبّارة للبقاء سياسيًا، وسيحاول الوصول لإعلان مشترك مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن قيام ” تحالف دفاعي” بين إسرائيل وبين الولايات المتحدة، وربّما دعوة ترامب لزيارة إسرائيل مرّة أخرى” في محاولة لرفع نسبة التصويت له، والحفاظ على عدد المقاعد التي حصل عليها في الانتخابات السابقة) ، وأكدَّ بن كسبيت ، أن الاستطلاعات أظهرت : ( تراجع نتنياهو و”كاحول لافان” بشكلٍ كبير، لصالح الأحزاب الصغيرة، التي بدأت قوّتها بالازدياد)، وقال:( يبدو السؤال الأكبر، ماذا لو بقي الليكود و”كاحول لافان” على تعادلهما الانتخابي؟ ) ، وأضاف أنَّ الاستطلاعات :( تبين كذلك، أنَّ الرأي العام الإسرائيلي يُفضِّل حكومة وحدة، تضم الليكود و”كاحول لافان” في حكومة واحدة، لكن مدى “واقعيّة” هذا الخيار لا زالت غير معروفة ) ، ورجّح أنَّ : ( مفاتيح الحلّ ستكون بيد الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، رجل المعسكر القومي المعادي لنتنياهو) .. وتوقع بن كسبيت ، أن تشهد الحلبة السياسية بالكيان الصهيوني عقب الانتخابات المقبلة ثلاث سيناريوهات ، لتشكيل الحكومة ، وهي : (السيناريو الأوّل: حكومة وحدة برئاسة الليكود ) ، ورأى بن كسبيت، أنَّ : ( أحد الاحتمالات هي أن يطلب ريفلين من نتنياهو وغانتس تشكيل “حكومة وحدة وطنيّة”، لكن ما يقضي على هذه الإمكانيّة هو تعهّد قادة “كاحول لافان” بعدم الانضمام لأي حكومة يرأسها نتنياهو، في ظلّ لوائح الاتهام التي تلاحقه ، وسيكون قادة “كاحول لافان”، أمام معضلة قاسيّة: الانضمام لحكومة وحدة بتمثيل متساوٍ مع الليكود وشراكة في الحكومة والحصول على كافة الحقائب الوزارية التي ترتبط بالقضاء الإسرائيلي “لإنقاذه من الخطر”، لكن الظهور بمظهر من أعطى نتنياهو طوق النجاة ) ، وكشفَ أن : ( كاحول لافان” ناقشت بالفعل هذه الإمكانيّة خلال الأسابيع الأخيرة، ولم تصل إلى قرار بعد بخصوص قبولها أو رفضها) .

أما السيناريو الثاني المتوقع حدوثه ، فهو : ( حكومة وحد بالتناوب ) ، حيث أوضح أنَّ : (المقترح المضاد الذي ستتقدّم به “كاحول لافان” لمقترح ريفلين المحتمل، هو: حكومة وحدة يتناوب على رئاستها غانتس ونتنياهو، باشتراط أن يكون غانتس أولاً، حتى يخصّص نتنياهو وقته لملفاته القضائيّة والمحاكمات المحتملة) ، لكنّ كسبيت أكدَّ أنَّه : ( من غير المتوقّع أن يوافق نتنياهو على مقترحٍ كهذا، لأنّه “يقاتل على إمكانيّة التعامل مع الاتهامات وهو بطور رئيس حكومة، ولن يتنازل عنها أبداً ).

والسيناريو الثالث هو: ( انقلاب من داخل الليكود على نتنياهو) ، وتقديرات كاسبيت، أنَّ : ( حدّة المعضلة التي تواجهها “كاحول لافان” تزداد مع حقيقة إن أصرّوا على مبادئهم برفض الانضمام لحكومة مع نتنياهو، وهناك احتمالات جيّدة لوصول مرحلة نتنياهو لنهايتها، وسيتحول لبطّة عرجاء سينتفض الليكود ضدّها في نهاية المطاف) ، وكشف أنَّ : (احتمال أن ينقلب عضو ليكود واحد على نتنياهو ، هو “صفريّ”، ومكانة نتنياهو رئيسًا للحكومة والليكود صامدة طالما أنه قادر على ‘جلب الحكم’، بتعبير الليكوديّين ) ، وتساءل : (هل ستتصدّع مكانته عندما يتّضح أنه غير قادر على تركيب حكومة للمرّة الثانية على التوالي ؟، وهل ‘الولاء العشائري’ لأعضاء الكنيست وأعضاء الحزب سيتقوّض أمام الواقع؟ هل سيصرّ ليبرمان على موقفه الرّافض لمشاركة نتنياهو الحكم؟) ، ونقل كسبيت عن ليبرمان تعهده إنَّه : ( لن يوصي أن يشكِّل نتنياهو الحكومة المقبلة، دون أن يستبعد إمكانية الانضمام لحكومة غانتس المحتملة، وسيوصي بتشكيل حكومة وحدة بدون حريديين أو متطرّفين” ، وتبدو حظوظ هذا الخيار، هي الأكبر) …

وحتى اللحظة ليس معروفاً من هو الذي سيكون رئيس الحكومة الصهيونية المقبل ..

ـــ نتنياهو والمشهد الإنتخابي :

هناك جملة من العوامل المُرَّكَّبة، التي كانت تدفع باتجاه تصدر الليكود برئاسة بنيامين للإنتخابات السابقة ، وحالت دون سقوطه، وهي:

1ـــــ ( حزب كحول ــــــ لفان ) فيما لو حصل على عدد أصوات أكثر من المتوقع؛ فإنَّها ستكون على حساب كتلته الانتخابية ( أحزاب الوسط واليسار)، بينما زيادة أصوات الليكود لن تكون على حساب الأحزاب والكتل اليمينية.

2ــــــ  نسبة التصويت عند الأحزاب اليمينية هي الأعلى ، في حين أنَّ النسبة في أحزاب الوسط واليسار أقل بكثير.

3ـــــ نتنياهو كان يستطيع تشكيل ( كتلة مانعة ) بالاتفاق مع أحزاب اليمين ، كما فعل ضد تسيفي ليفني سابقاً، في حين أنَّ هذا الأمر كان صعب جداً على  غانتس، ولكنَّ نتنياهو لم يستطع أن يفعل ذلك .

4ـــــ كان بإمكان نتنياهو أن يُشكِّل حكومة ضيقة بالاعتماد على أحزاب اليمين، ومن المحتمل ألايتمكن من ذلك ( حزب كحول ـــــ لفان. ( 

5ــــــ رغم جدية وخطورة الحديث عن ملفات الفساد ضد نتنياهو، إلا أنَّها لن تتمكن في الوقت الراهن من الإطاحة به، وهو يُجيد استغلال إنجازاته، ومنها قرارات ترامب بخصوص القدس المحتلة والجولان المحتل، والتطبيع مع بعض الدول الخليجية والعربية والإسلامية.

وقبيل الانتخابات السابقة كانت فرص نتنياهو كبيرة جداً ليصبح رئيساً لوزراء الكيان الصهيوني منفرداً أو بالشراكة ، وفيما لو تحقق له ذلك ، فإنَّه يكون قد تفوَّق على بن غوريون من حيث عدد سنوات الحكم ، ولكنَّ حُلُمُه خاب ، ومن المشكوك فيه أن تحقق له الانتخابات المقبلة هذا الحُلُم .

ــــ عودة إيهود باراك إلى الساحة السياسية ، تحدٍ وإرباك جديد لنتنياهو :

يواجه الكيان الصهيوني أزمة سياسية عميقة ، على ضوء فشل رئيس الوزراء الحالي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، في تشكيل حكومة إئتلافية برئاسته عقب فوزه بالانتخابات التي جرت في إبريل / نيسان 2019 ، وحل الكنيست لنفسه لأول مرة في تاريخ الكيان الصهيوني ، ومن المقرر أن تجرى الانتخابات العامة المقبلة في الكيان الصهيوني يوم  17/9/2019 ، وقد وجد إيهود باراك رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق ، البالغ من العمر 77 عاماً، هذه الفرصة سانحة للإعلان عن عودته إلى حلبة العمل السياسي في الكيان الصهيوني  ، وقد تسبب قرار باراك بالعودة إلى ساحة العمل السياسي ، في إرباك المشهد السياسي الصهيوني ، واحتدام الصراع والمنافسة والحرب الإعلامية بينه وبين نتنياهو ..

وكان باراك زعيماً لحزب العمل ( يسار)، وشغل منصب رئيس الوزراء في الكيان الصهيوني ، في الفترة من عام 1999 إلى عام 2001، وشغل كذلك عددًا من المناصب العليا في حكومة العدو ، من بينها رئاسة أركان الجيش الصهيوني ، ثم وزير الحرب ، ثم وزير الخارجية، واعتزل الحياة السياسية منذ عام 2013 بعد أن شغل نتنياهو منصب وزير الحرب ، واعتزل باراك العمل السياسي لمدة 16 عاماً ، وأعلنَ عن عودته إلى العمل السياسي مرة أخرى، وتأسيس حزب سياسي جديد ، ومنافسة بنيامين نتنياهو، وقال باراك في مؤتمر صحفي مساء يوم الأربعاء26/6/2019 : ( هذا ليس وقت الخوف ، هذا ليس وقت السلبية ، هذا ليس وقت الجلوس على السياج ، ونظام نتنياهو يجب أن يسقط).

ورداً على ذلك، قال حزب الليكود بزعامة نتنياهو في بيانٍ أصدره : ( لا نتدخل في الكيفية التي يُقسِّم بها اليسار أصواته بين إيهود باراك ، أو يائير لابيد ، أو بيني جانتز (.

ونقلَ موقع ( والا ) العبري يوم السبت 6/7/2019 على لسان باراك قوله ، أنَّ : ( حزبه الجديد سيحمل إسم “إسرائيل، ويضم الحزب نائب رئيس الأركان السابق يائير جولان، والبروفيسور يفعات بيتون وحفيدة إسحاق رابين نوعا روتمان) ، وأضاف باراك : ( إسرائيل في لحظة قبل التفكيك التام للديمقراطي ، وإسرائيل متواجدة في لحظة قبل التفكيك الكامل للديمقراطية الإسرائيلية ، هذا تهديد استراتيجي لا يقل أهمية عن التهديد الإيراني ) ، وأكد بارك أنَّ : ( تأسيس الحزب جاء “لاستعادة الأمل والشجاعة لإسرائيل، وللتوحيد وإعادتها إلى خطها، نحن إسرائيل الديمقراطية)..

وقد تسبب إعلان باراك بعودته للحلبة السياسية وتأسيسه حزب سياسي جديد، في غضب وتخوفات نتانياهو ، وأثار أيضاً عاصفة من الانتقادات ضد باراك، كان أبرزها ما قاله إيلي كوهين، وزير الصناعة والاقتصاد الصهيوني : ( باراك هو أسوأ وأفشل رئيس حكومة إسرائيلي، ويحاول أن يُعلِّم الجميع كيف تحكم البلد، ولكنَّه في نهاية هذه السنة سيلفظ نفسه الأخير).

وأكدَّ إيهود باراك، خلال مقابلة إذاعية ، أجرتها معه إذاعة ( ريشت بيت)، التابعة لهيئة البث الصهيونية الرسمية ، يوم الأحد7/7/2019 ، أنَّه : ( لن يكون شريكاً لرئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، في أية حكومة مقبلة).

 وأطلق باراك على حزبه الجيد  إسم ( إسرائيل ديمقراطية) ، وكشف للإذاعة الصهيونية ، أنَّه : ( يسعى إلى تشكيل ائتلاف عريض يضم أحزاب الوسط واليسار، من أجل إنهاء حكم نتنياهو) ، وأوضح أنَّه : ( سبق وأكد أنَّه لن يجلس في حكومة مع نتنياهو تحت أي ظرفٍ، وبأي شكلٍ من الأشكال، وفي أية مرحلة، وأنَّ هذا الأمر واضح جداً بالنسبة له( ، ورداً على سؤالٍ للإذاعة عن : ( فرصته في تشكيل كتلة لمواجهة اليمين الإسرائيلي ؟ ) ، قال باراك، إنَّ :(الناخبين لا تهمهم طبيعة التحالفات ومن يكون رقم 1 في القائمة الانتخابية، بل يهمهم ما الذي سيحدث لهم) ، وأكدَّ أنَّه : ( سيعمل على إزاحة نتنياهو عن الحكم عبر تشكيل كتلةٍ كبيرة ، تعمل بطاقةٍ كبيرةٍ ضده فيما يخص الخطوات التي قام بها ضد الديمقراطية الإسرائيلية، والتي شملت استهداف نتنياهو السلطة القضائية، ومنظمات المجتمع المدني الإسرائيلية، ومنظمات حقوق الإنسان، وإسكات وسائل الإعلام) ، وكشف باراك، أنَّه : ( سيتحالف مع مَنْ يقبل بأربعة مبادئ هي: الأمن قبل أي اعتبارٍ آخر، وسلامة الشعب الإسرائيلي ووحدته أهم من السيطرة على كل الضفة الغربية، ونص وثيقة الاستقلال هو الأساس الدستوري لدولة إسرائيل، وإنجازاتها تعود بالنفع لمواطنيها الذي يستحقون أن يستمتعوا بثمارها) ،  وأوضح أنَّ : ( الخلل الذي حصل في الانتخابات السابقة كان عدم وجود كتلة كبيرة تكون يسارية في الأساس، على أن تشمل باقي الأحزاب غير اليمينية ).

وأطلقَ الحزب الجديد حملته الانتخابية ، يوم الأحد7/7/2019 ، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وعبر تعليق لافتات مطبوعة في الكيان الصهيوني ، وانضم إلى باراك ، كلاً من يائير جولان ويائير بينك من حزب العمل، وكذلك حفيدة رئيس الوزراء السابق زعيم حزب العمل إسحاق رابين ، وتبادل بنيامين نتنياهو، وإيهود باراك الاتهامات والتصريحات اللاذعة على موقع التواصل الاجتماعي ( تويتر ) ، عقب فضيحة توقيف ملياردير أمريكي بتهمة تسخير القاصرات في الدعارة ، ونشر نتنياهو عشية يوم الأحد7/7/2019على (تويتر) تقريراً صحفياً يتحدث عن : ( توقيف الملياردير الأمريكي جيفري إبشتاين وطبيعة العلاقات التي تربطه بباراك) ، وأرفق التقرير بتعليقٍ له قال فيه : ( وما زالت وسائل الإعلام صامتة ، وردَّ باراك على تغريدة نتنياهو ساخراً ، بالقول  : ( من المؤلم أن يكتشف المرء ، أنَّ أحد معارفه متورط في نشاطات إجرامية .. أولاً نتنياهو، والآن إبشتاين، آمل أن تنكشف الحقيقة في كلتا القضيتين( .. ودخل يائير نجل نتنياهو، على خط المناوشات والمناكفات السياسية والإعلامية بين أبيه وباراك، وغرَّدَ مراتٍ عديدةٍ حول العلاقات التي تربط باراك بإبشتاين، وكشف أنَّ الأخير : ( أعطى إيهود باراك 2.5 مليون دولار)

ونشرت صحيفة ( الديلي تليغراف ) البريطانية ، يوم الخميس 27/6/2019 ، تقريراً لمراسلها في القدس المحتلة راف سانشيز ، تحدث فيه عن إعلان إيهود باراك بـ : ( العودة إلى العمل السياسي لمحاولة هزيمة بنيامين نتنياهو وإبعاده عن رئاسة الوزراء ) ، وقال سانشيز ، أنَّ : ( باراك البالغ من العمر 77 عاماً قال في تصريحاته ، إنَّه يرغب في تخليص إسرائيل من حكومة نتنياهو “الفاسدة والمتطرفة”) ، وأوضح ، أنَّ : ( باراك لم يخدم في منصب رئيس الوزراء منذ عام 2001) ، ونقل الصحفي عن باراك خلال المؤتمر الذي أعلن خلاله أيضاً تدشين حزبه السياسي الجديد الذي يقوم على تحالف أحزاب الوسط واليسار الإسرائيلي ، قوله: ( يجب أن يتم التخلص من حكومة نتنياهو لا إنقاذها، أما نتنياهو نفسه فقد وصل إلى النهاية) ، وأوضح سانشيز أنَّ :( هذه الخطوة تأتي لتضيف المزيد من الفوضى إلى الساحة السياسية الإسرائيلية، حيث أنَّ نتنياهو الذي فاز بالانتخابات العامة قبل بضعة أسابيع ، لم يتمكن من تشكيل حكومة إئتلافية جديدة خلال الفترة المسموح بها دستورياً، وبالتالي لم يكن أمامه خيار إلاَّ الدعوة لانتخابات مبكرة جديدة في شهر سبتمبر/ أيلول المقبل ، وهو الأمر غير المسبوق في تاريخ البلاد )، وأضاف سانشيز ، أنَّ :(نتنياهو لمَّحَ قبل أيام إلى رغبته في إلغاء الانتخابات ، وتشكيل حكومة وحدة وطنية بالتعاون مع تحالف أزرق وأبيض المعارض ، لكن الأمر باء بالفشل ، ولم يتوصل الطرفان إلى اتفاق ، وبالتالي يستمر التحضير للانتخابات )، وأوضح أنَّ :(باراك خلال فترة توليه رئاسة الوزراء شارك في اجتماعات كامب دافيد مع الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات ، بوساطة من إدارة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون ، فيما عُرِفَ بأنَّها كانت أكثر المفاوضات بين الجانبين على الإطلاق قُرباً من إنجاز اتفاق سلام).

ونشرت صحيفة ( الفاينانشيال تايمز) البريطانية ، يوم الأحد 7/7/2019 ، تقريراً عن نفس الموضوع لمراسلها في القدس المحتلة، إيلان بن صهيون ، قال فيه إنَّ : ( باراك تعهد بتشكيل تحالف حوبي موسع بين الوسط واليسار ، بحيث يتمكن من الإطاحة بنتنياهو في الانتخابات ( ، وأشار بن صهيون إلى تغريدةٍ على موقع التواصل الإجتماعي ( تويتر) ، كتبها المتحدث باسم البرلمان الصهيوني (الكنيسيت) المُنحَّل ، قال فيها : ( لقد زارني عشرات البرلمانيين من أعضاء الكنيسيت من مختلف الأحزاب، سعياً لإيجاد طريقة لإنهاء حل البرلمان ، وهناك بالتأكيد طريقة لإلغاء أكثر انتخابات لاحاجة لها في تاريخ البلاد)

ـــ استخدام نتنياهو لورقة ضم الضفة الغربية المحتلة :

صرَّحَ نتنياهو قبيل أيام من إجراء الانتخابات البرلمانية السابقة ، بأنَّه : ( ينوي فرض القانون الإسرائيلي تدريجياً على جميع المستوطنات، وأنه يأمل بأن يتمكن من القيام بذلك بموافقة الولايات المتحدة ) ، وتعهد نتنياهو بــ : ( الإبقاء على السيطرة الأمنية الإسرائيلية في الضفة الغربية ، وجعل الحكم الإسرائيلي على أكثر من 400 ألف مستوطن في الضفة الغربية رسمياً، وهذا لن ينطبق فقط على الكتل الاستيطانية الكبرى، بل على المستوطنات النائية كذلك) ، وكشف نتنياهو أنَّه : (أبلغ الرئيس الأمريكي ترامب، بأنه لن يخلي أي شخص من أي مستوطنة).

وقالت العديد من التقارير الإعلامية  الصهيونية والأميركية ، أنَّ : ( ترامب سوف يدعمه بخصوص مسألة السيادة على المستوطنات ، في حال رفض الفلسطينيون “صفقة القرن”) ، وقال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة (CNN) الأميركية ، يوم الجمعة12/4/2019 ، إنَّه : ( لا يرى في تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهيو ، بشأن فرض السيادة الإسرائيلية على مستوطنات الضفة الغربية، أي ضرر بخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط المعروفة باسم “صفقة القرن”) ، ورداً على سؤال خلال المقابلة التلفزيونية : ( إن كان يعتقد أنَّ “تعهد نتنياهو بضم الضفة الغربية” ، يُمكن أن يُلحِق ضرراً بالطرح الأمريكي )، قال بومبيو: ( لا أعتقد ، وأعتقد أنَّ الرؤية التي سنعرضها للحل تعتبر تغييراً كبيراً عن النموذج المُتَّبع لغاية الآن؛ لقد كانت لدينا أفكار عديدة طوال 40 عاماً، لم تحقق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين؛ فكرتنا هي عرض رؤية تحوي أفكاراً جديدة، مختلفة، خاصة، تحاول إعادة تأطير وإعادة تشكيل مشكلة كانت مستعصية ، وإدارة الرئيس ترامب تريد حياة أفضل لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين ) .

ـــ تحريض نتنياهو للتوجه نحو المزيد من التطرف ، وضم الضفة الغربية :

كثَّفَ يوآف غالانت وزير الهجرة الصهيوني ، من الزيارات المتكررة لمستوطنات الضفة الغربية، وزاد من تصريحاته حول تطوير وتوسعة الاستيطان بالضفة، وأكد أنَّه سيعمل على ضم الضفة الغربية للكيان الصهيوني بعد إنتهاء الانتخابات القادمة ، وقال أرئيل كهانا المعلق السياسي في صحيفة ( يسرائيل هيوم ) العبرية اليمينية، يوم الأحد14/4/2019، إنَّ : ( أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، فرصةً نادرة في الساحة الدبلوماسية لتحسين مواقفه تجاه الفلسطينيين ، وإذا كان هناك مجال أظهر فيه بنيامين نتنياهو قدرات أفضل بكثير من جميع أسلافه كرئيس للوزراء، فهذا هو المستوى السياسي الدبلوماسي. ليس هناك شك في أنه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأكثر شهرة في العالم منذ قيام الدولة ) ، وتابع القول : ( لم تعد هناك حاجة لإثبات ـــــــ خلافًا لتوقعات العزلة السياسية ــــــــ بأنَّه يضع إسرائيل على الخريطة الدولية كما لم يحدث من قبل، ولكن بعد عشر سنوات من الحرث العالمي العميق، وبالنظر إلى أنَّ الرئيس ترامب قد لا تتم إعادة انتخابه، يجب على نتنياهو الاستفادة من العام ونصف العام المقبلين لإغلاق القصة الفلسطينية ـــــــ مرة واحدة وإلى الأبد ) ، وأضاف كهانا بالقول : ( الظروف التي نشأت نادرة ؛ الليبراليون في الغرب ضعيفون نسبياً على مستوى العالم ، الفلسطينيون على الألواح ؛ الحكومة والجمهور الإسرائيلي يمينيان بطريقةٍ غير مسبوقة؛ وفي البيت الأبيض هناك رجل شجاع ومُحِب لإسرائيل، لم يكن مثله) ، وأكدَّ أنَّ :( هذه ليست نافذة فرص ــــ إنها عالم كامل ، ومن المتوقع أن يرفض الفلسطينيون صفقة القرن في غضون أيام قليلة ) ، وأردف كهانا قائلاً : ( بعد ذلك مباشرة، يجب على نتنياهو وضع خطة على الطاولة من شأنها أن تضمن وجود إسرائيل في الضفة الغربية إلى الأبد، وترسيخ خطوط الاستيطان اليهودية حول القدس الموسعة، على طول الضفة الغربية بأكملها، وبالطبع تشمل وجود الجيش الإسرائيلي في كل نقطة مهمة ، وفي الوقت نفسه، سيكون من الضروري تقديم رد على الحقوق المدنية لعرب الضفة الغربية، ربما من خلال كونفدرالية مع الأردن، والتي يجب على نتنياهو أن ينتهي إليها عندما تكون الرواية الفلسطينية وراءنا بالفعل ، ويمكن أن يفعل ذلك إذا قام بتحوُّل دراماتيكي في ميزانيات المساعدات الخارجية لإسرائيل ) ، وأضاف إنَّ : ( الدولة اليهودية، هي في القاع العالمي بالنسبة لتوجيه الميزانيات تشبه إلى حدٍ ما البلدان النامية ، وتحويل الميزانيات يتم بطريقة مخزية إلى حد ما، والحاجة إلى تعزيز العلاقات مع البلدان في عالم مشتعل، والقيَم اليهودية تلزمنا بالتعامل بسخاء مع الضعفاء) ، وتابع كهانا : ( في تناقضٍ داخلي لا يمكن التوفيق بينهما، يشرح رئيس الوزراء جيدًا ما يجب القيام به في هذا المجال الهام، لكن في الممارسة العملية لا يُنفِّذ كلماته ، وهنا يجب أن تحدث ثورة، ومن المفيد تسخير يهود الشتات) ، وأكدَّ إنَّ : (الأموال اليهودية من جميع أنحاء العالم، بمبادرات من السوق الخاصة ورعاية الدولة، ستقفز بإسرائيل إلى موقع دولي غير مسبوق وتقلل إلى الحد الأدنى من الأضرار الناجمة عن الدعاية الفلسطينية).

ــ النجاحات السياسية :

تطورت علاقات الكيان الصهيوني مع عُمان والسعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين ، ومع العديد من الدول الإفريقية والأسيوية وغيرها من دول العالم ، بشكلٍ متسارعٍ وملحوظ خلال الأشهر الأخيرة من العام الماضي، وقام نتنياهو بزيارةٍ علنية إلى سلطنة عُمان، وختمَ الرئيس التشادي هذه المرحلة بزيارة الكيان الصهيوني ، وتسعى الدولة العبرية لتطوير علاقاتها الإقليمية والأفريقية والدولية ، وتمارس ضغوطها مدعومةً بضغوط الإدارة الأميركية على العديد من دول العالم لتقوم بنقل سفاراتها إلى القدس المحتلة ، ولم تتأثر علاقة الكيان الصهيوني بروسيا ، رغم اختلاف المصالح بشأن التواجد العسكري الإيراني في سوريا، وستحافظ العلاقات الروسية الصهيونية على حالة استقرار، ما لم يحدث أي تطور عسكري على الجبهة الشمالية .

وكشفت(القناة13) العبرية يوم الثلاثاء29/1/2019، عن :( توصل”إسرائيل”والهند، إلى إتفاق لشراء طائرات انتحارية إسرائيلية ، وأنَّ وزارة الدفاع الهندية تريد شراء 15 طائرة انتحارية من نوع”هاروف”الإسرائيلية،التي تُصنِّعها شركة”IAI“، وستجري الصفقة في المستقبل القريب بين وزارتي الجيش الإسرائيلية والهندية ) .

وطائرة ( هاروف )، هي طائرة بدون طيار مفخخة ، من إنتاج الصناعات الجوية الصهيونية ، وتشبه واجهتها الصاروخ ومخصصة لتدمير الأهداف الإستراتيجية ، وشبيهة بالصاروخ المُجنَّح.

ـــ سخونة الجبهات واحتمالات التصعيد:

تعد الجبهات الشمالية والجنوبية الأكثر سخونة لدى العدو الصهيوني ، وبعد الانسحاب العسكري الأميركي من الشمال السوري ، وتوصل الكيان الصهيوني إلى ( تفاهمات ) لوقف اطلاق النار ووقف التصعيد مع حركة حماس والفصائل الأخرى على الجبهة الجنوبية في قطاع غزة ، ومن المتوقع أن تشهد الدولة العبرية عدة تطورات على الصعيد العسكري خلال العام 2019 ، وقد يؤثر الانسحاب العسكري للقوات الأمريكية من سوريا على المشهد في الجبهة الشمالية بشكلٍ كبير، ومن المحتمل أن تجد الدولة العبرية نفسها منفردة في العمل العسكري ضد إيران أوحزب الله بالشمال ، ومن المتوقع أن تكون فترة الانتخابات المقبلة في شهر أيلول / سبتمبر 2019 حسَّاسَة بشكلٍ واضحٍ ، لكونها ترتبط دوماً بالحرب، والحرب بالانتخابات، وكان هناك توقعات وتخوفات منذ مطلع العام 2019 وعلى مدى الشهور الماضية ، من تدحرُج الأوضاع نحو الحرب على الجبهة الشمالية، في حال قصف العدو الصهيوني أهدافاً جديدة لسوريا أو إيران في سوريا ، أوأهدافاً لحزب الله في لبنان أوسوريا ، وكانت طيلة الوقت هناك مصلحة لنتنياهو في تسخين الجبهة الشمالية، لشيطنة التواجد الإيراني بسوريا، وكذلك شيطنة حزب الله بالشمال، على المستوى الدولي ، والسعي لاكتساب أكبر عدد ممكن من الأصوات اليمينية والمتطرفة خلال فترة الانتخابات ، وفي المقابل كانت ومازالت هناك رغبة شديدة لتهدئة الجبهة الجنوبية بأي ثمن، وسعى نتنياهو إلى تثبيت ( تفاهمات وقف اطلاق النار) ، التي توصل إليها مع حماس والفصائل الفلسطينية بغزة، ووافق مقابل ذلك على إدخال الأموال القطرية إلى حكومة وموظفي حماس في غزة ، ومعونات ( عبارة عن مائة دولار ) لعدد محدود للغاية من الشرائح المسحوقة والفقيرة والمتضررة والمحتاجة ، وفق قوائم تُعدِّها حكومة حماس في غزة ، وفي الأغلب غالبيتهم من مناصريها ومؤيديها ، وتمويل لوقود محطة كهرباء غزة ، وتغطية بعض النفقات التشغيلية لوزارات وأجهزة ومؤسسات حماس ، وتمويل بعض المشاريع بالقطاع …

ورغم التهديدات المتواصلة من نتنياهو والقيادات السياسية والعسكرية الصهيونية لغزة، لكنَّه كان من الواضح والملموس للعيان، أنَّ نتنياهو والحكومة الصهيونية ليسوا معنيين بالتصعيد مع غزة ، وسعى نتنياهو وحكومته للتوصل إلى تفاهمات أو إتفاقية وقف اطلاق نار مع حماس قبل أو بعد الانتخابات، وقد تتوصل بعد الإنتخابات المقبلة إلى اتفاقية تبادل أسرى جديدة مع حماس،  ورغم وقوع عدة جولات من التصعيد على الجبهة الجنوبية، إستمرت لعدة أيام، إلاَّ أنَّه وبفضل التدخل الفوري المشكور والحكيم من الشقيقة الكبرى مصر ، لِلَجم أية رغبات صهيونية عدوانية للتصعيد ، وعملت مصر بمنتهى الحسم على وقف كافة أشكال العدوان الصهيوني ضد القطاع ، ودفعت بحكمة وذكاء للتوصل إلى تفاهمات أو اتفاقيات للتهدئة ووقف اطلاق النار ، بين العدو الصهيوني ، وحركة حماس وبقية الفصائل في غزة ، خقناً للدماء الفلسطينية ، وافشالاً للمخططات العدوانية الصهيونية ، والتعطش الصهيوني للدماء الفلسطينية .

ـــ توتر مستمر على الجبهة السورية واللبنانية :

رجَّحَت وسائل الاعلام الصهيوني أن تشهد الجبهة الشمالية ارتفاع مستوى التوتر بسبب زيادة النفود الإيراني في سوريا ، وقالت ، أنَّ : ( الدولة العبرية تعتبر تزايد هذا النفوذ ، يًشكِّل خطراً وجودياً واستراتيجياً عليها) ، ولهذا بعث الرئيس الصهيوني روفين ريفلين، بــ ( رسالة تهديد واضحة إلى لبنان ) ، بواسطة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال الاجتماع معه في العاصمة الفرنسية باريس ، منتصف شهر يناير / كانون ثاني 2019 ، وهدد ريفلين بــ : (عدم السكوت وضرب لبنان، في حال زيادة النشاطات العسكرية الإيرانية في لبنان، وامتلاك حزب الله صواريخ دقيقة بواسطة إيران) ، ولهذا فقد كرر العدو الصهيوني  القصف الجوي على مطار دمشق ، وعدة مناطق أخرى في ريف دمشق ـ، وغيرها من المناطق السورية ، بزعم وجود مخازن أسلحة إيرانية هناك، وواصل بالتنسيق مع روسيا العمل العسكري في سوريا من أجل تدمير الأسلحة الإيرانية، وأعلن الجيش الصهيوني للمرة الأولى عن مسؤوليته الكاملة عن الضربات الجوية الصهيونية التي استهدفت مجموعة من المواقع الإيرانية على الأراضي السورية ليلة السبت 19/1/2019، وجاء هذا الإعلان كنقطة تحوُّل ملموسة في قواعد اللعبة المتعارف عليها في الساحة السورية، خلافاً للسياسة الضبابية التي اعتمدها العدو الصهيوني خلال السنوات الماضية في سوريا ، وجاء الاعلان الصهيوني الصريح ، بمثابة رسائل واضحة من رئيس الأركان الصهيوني الجديد الجنرال أفيف كوخافي إلى القوات الإيرانية والسورية ، حول كيفية تعاطيه مع الملف السوري والإيراني ، وللتأكيد على أنَّ الجيش الصهيوني سيزيد من حدة ضرباته صوب الأهداف الإيرانية في سوريا خلال الفترة المقبلة، للضغط على إيران للانسحاب من سوريا، مع عدم إستبعاد احتمالات اندلاع مواجهة عسكرية بين الكيان الصهيوني وسوريا .

ونظراً لتخوُّف العدو الصهيوني من أي رد سوري أوإيراني ، فقد نشر بطاريات القبة الحديدية في حيفا والعديد من مدن الساحل الفلسطيني المحتل ، حتى منطقة (غوش دان) على مشارف تل أبيب ، وعلى ما يبدو فإنَّ معلومات استخبارية وصلت إلى الجيش الصهيوني تفيد بأنَّ إيران تستعد للرد القاسي من الأراضي السورية فقط ، في حال تجدد القصف الصهيوني على أهدافها في سوريا، دون إشراك الجبهة اللبنانية في المواجهة، مع توقع إشراك الجهاد الإسلامي من غزة في هذه المواجهة من خلال إطلاق صواريخ من غزة لتشتيت وإرباك الجيش الصهيوني.

وبالتماس مع الملف السوري ، كشفت النتائج الأخيرة لاستطلاعات الرأي الصهيونية قبيل الإنتخابات السابقة ، أنَّ حزب الليكود كان سيخسر أكثر من 5 مقاعد في حال تم تقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو ، ورغم أنَّ نتنياهو بذل قُصارى جهوده لعرقلة الجهود القضائية ومنع تقديم لائحة اتهام ضده قبل انتخابات (الكنيست) في شهر نيسان / إبريل الماضي ، وكان مستعداً  لإقحام الدولة العبرية في مواجهة عسكرية مع سوريا ، كونها تعتبر الجبهة الأنسب عسكرياً ، خصوصاً في ظل إجماع المنظومة العسكرية الأمنية الصهيونية بأنَّ تفاقم النفوذ الإيراني في سوريا وخصوصاً بعد استعادة النظام السوري السيطرة الكاملة على البلاد، يُشكِّل خطراً وجودياً على الكيان الصهيوني ، مع قناعتها بعدم جدوى الذهاب لعمل عسكري على جبهة غزة ، وخوفها من تداعيات فتح مواجهة مع جبهة حزب الله في لبنان .

وكشفت صحيفة “هآرتس العبرية” صباح يوم الخميس 18/7/2019 ، أنَّ : ( “إسرائيل” ذاهبة إلى حربٍ لم تعهدها جبهتها الداخلية على الإطلاق ) ، وأوضحت الصحيفة : ( في الحرب القادمة والتي ستفتح في جبهة الشمال، ستواجه الجبهة الداخلية ضربة غير مسبوقة، ولن يقارنوها بما حدث في العام 48″ ، والشيء الوحيد الذي يمكن أن ينجي “إسرائيل” من هذه الحرب هو تدمير لبنان ) ، وأكدت أنَّ : ( “إسرائيل”، قررت حماية حوالي 20 موقعاً إستراتيجياً لها، بسبب التهديدات التي ستلحق الضرر بالبنية التحتية).                                                               

ــ تبريد الجبهات :

قال يوسي مليمان المحلل العسكري الصهيونٍي في صحيفة ( معاريف ) العبرية ، في مقال له نشره يوم السبت 13/4/2019 على موقع صحيفة (معاريف) ، إنَّ : ( رئيس الحكومة الإسرائيلية الجديدة بنيامين نتنياهو سيسعي للحفاظ على الوضع الراهن ، ولن يُحدِث تغييراً كبيراً في السياسة الأمنية لإسرائيل، وسيعمل نتنياهو على منع إندلاعِ حربٍ أو تصعيد على الحدود الثلاثة مع غزة وسوريا ولبنان ومنع أي مواجهات في الضفة الغربية) ، وأضاف مليمان : ( سيستمر نتنياهو في دفع أموال الهدوء القطرية إلى حركة حماس في غزة من أجل شراء الهدوء النسبي ، وإذا لم يُطبِّق نتنياهو وعده الانتخابي بفرض السيادة على الضفة، سيبذُل جهداً للحفاظ على الأوضاع في غزة والضفة ، وتقسيم الشعب الفلسطيني إلى كيانين سياسيين منفصلين بالضفة وغزة) ، وكشفَ أنَّ : ( نتنياهو سيواصل التهرُّب من المفاوضات مع السلطة الفلسطينية ، على أمل استمرار التعاون الأمني بين الشاباك والجيش الإسرائيلي مع السلطة) .

وكشفت ( القناة السابعة ) العبرية، صباح يوم الأحد14/4/2019، أنَّ : ( الجيش الإسرائيلي، قرر تخفيض التعزيزات العسكرية على حدود غزة، وتسريح القوات التي تم تجنيدها للعمل على الحدود مع قطاع غزة، قبل أسبوعين ) ، وأوضحت : ( تقرر في أعقاب جلسة تقدير موقف أمنية، أجرتها قيادة الجبهة الجنوبية، تسريح هذه القوات، وإعادتها إلى العمل الروتيني والتدريبات في القواعد العسكرية بالجنوب ) ، ونقلت عن الناطق باسم الجيش الصهيوني قوله:    ( يحافظ الجيش على حالة التأهب والجهوزية للعمل السريع وفق الحاجة بالجنوب ) .

وأشارت القناة العبرية إلى ، أنَّ : ( هذه القوات، تم تجنيدها لتعزيز القوات العاملة على طول حدود قطاع غزة، في أعقاب إطلاق الصاروخ على منطقة هشارون، تحسُباً لحدوث تصعيد، بعد الرد بقصف مواقع حماس في قطاع غزة).

ــ الأوضاع والتهديدات الأمنية:

لعبت غزة والجبهة الجنوبية دوراً بارزاً في أحداث العام 2018 ، وأدت مسيرات وتظاهرات العودة، وما ترتب عليها من ظاهرة الطائرات الورقية والبالونات الحارقة، وعمليات التسلل إلى المواقع وأبراج المراقبة العسكرية الصهيونية ، إلى عدة جولات من التصعيد العسكري مع غزة، كادت أن تصل إلى حالة الحرب  ، حال دونها التدخل المصري الحكيم للجم العدوان الصهيوني ، ووضع حد للرغبات الصهيونية المجنونة بالتصعيد العسكري  ، ومنع تدحرج الأمور نحو مواجهة شاملة غير متكافئة في قطاع غزة مع جيش العدو ،  وأدت أيضاً إلى استقالة وزير الحرب الصهيوني أفيجدور ليبرمان ، أما الجبهة الشمالية فقد شهدت حالة من التسخين خلال الأسابيع الأخيرة للعام 2018، وخصوصاً في أعقاب الإعلان عن ( حملة “درع الشمال” ) لتدمير أنفاق حزب الله على الحدود الشمالية ، وحاول نتنياهو تسخين الجبهة الشمالية، من خلال التركيز على التواجد العسكري الإيراني في سوريا، ومنع نقل الأسلحة الإيرانية الإستراتيجية إلى حزب الله ، واستهداف سلاح الجو الصهيوني عدة مرات لمواقع عسكرية سورية وإيرانية، ومخازن أسلحة سورية وإيرانية ولحزب الله في سوريا، مما جعل الحرب على الجبهة الشمالية في كثيرٍ من الأحيان تكونُ قابَ قوسين أو أدنى .

ــ نظرات حذرة لغزة ، وتهديدات مستمرة لها : 

ــــ نقلت صحيفة ( إسرائيل اليوم ) العبرية ، يوم الخميس 28/3/2019 ، عن الجنرال رونين إيتسيك ، القائد السابق لسلاح المدرعات في جيش العدو، قوله أنَّه : ( أمام حماس خيارين لا ثالث لهما من أجل التوصل لتفاهمات يمكن من خلالها حل الأزمة الإنسانية في قطاع غزة ورفع الحصار عنها ، حل مشكلة قطاع غزة يكون بنزع السلاح الذي تسيطر عليه حماس، أو القضاء على حركة حماس التي تسيطر على القطاع) ، وأكدَّ الجنرال الصهيوني ، أنَّ :(الحكومة الاسرائيلية مطالبة بتوجيه ضربة قوية ومكثفة ضد حركة حماس في غزة ، والتي علمت أن فترة الانتخابات الإسرائيلية بالنسبة لإسرائيل تُعد حساسة ، وتبدو الحكومة الإسرائيلية مردوعة من القيام بأي عملية عسكرية ) ، واعتبر أنَّ : ( إطلاق صاروخ على تل أبيب يُشكِّل تغييراً تكتيكياً في أوساط حماس، ما يعني أنَّ قواعد اللعبة بالنسبة للحركة قد تغيرت، وباتت إسرائيل كلها بمثابة بنك أهداف يومي لصواريخها ، وحماس تسعى منذ مارس/ آذار 2018 لإيجاد ميزان ردع جديد أمام إسرائيل من خلال غطاء شعبي على حدود غزة، ما يوقع الجيش في تحديات أمنية وعملياتية كبيرة، وشكل نجاحاً للحركة، لأنَّها مثَّلَّت تهديداً لمستوطني غلاف غزة، وتشويشاً على حياتهم، والتسبب بأضرار اقتصادية كبيرة للمزارعين هناك).

وكشف موقع ( والا ) العبري، صباح يوم الخميس 28/3/2019 ، أنَّ : ( الجيش الإسرائيلي متخوف جداً من المسيرة المليونية التي ستقام بذكرى يوم الأرض، يوم السبت المقبل ، ويعمل على الاستعداد لحدوث حالات اختراق جماعي للشريط الحدود مع القطاع، أو قنص جنود خلال التظاهرات) ، وأوضح الموقع أنَّ : ( الجيش بدأ منذ الأمس بتعزيز قواته ومدرعاته على طول الشريط الحدودي مع القطاع استعداداً لمليونية يوم الارض) ، وقال موقع “والاه” أنَّ(المنظومة الأمنية في إسرائيل لا تعتمد على وجود الوفد الأمني لتحقيق “الهدوء” ، وإنَّه لم يستطع مسبقاً منع حماس تنفيذ مظاهرات “عنيفة” على الشريط الفاصل) ، وكشف الموقع : ( قرر رئيس الأركان مضاعفة عدد الجنود إلى ثلاث أضعاف، بما في ذلك الآليات العسكرية والدبابات، وتعزيز مُعدَّات المراقبة في حالات التأهب القصوى، والطائرات الحربية بطيار وبدون طيار، ومروحيات إسعاف لنقل الجرحى من الجنود) ، وأكدَّ  أنَّ : ( رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرر الدفع بتعزيزات إضافية إلى حدود قطاع غزة بعد مشاورات “أمنية” أجراها لتقييم الوضع(.

وقالت وسائل الإعلام العبرية يوم الخميس 28/3/2019 ، أنَّ : ( نتنياهو أجرى مشاورات أمنية مع رئيس أركان الجيش ، ورئيس الشاباك ، ورئيس مجلس الأمن القومي ، وكبار مسؤولي وزارة الجيش في مقر الوزارة بتل أبيب لبحث آخر التطورات في قطاع غزة ، وقرر نتنياهو تعزيز المتواجدة في محيط قطاع غزة بلواءٍ من المشاة ، وكتيبة من قوات المدفعية).

ـــ تفاهمات غزة :

كشف ألموغ بوكر مراسل ( القناة 13 ) العبرية في الجنوب مساء يوم الجمعة 29/3/2019  ، أنَّه : ( تم التوصل إلى تفاهمات بين حركة حماس وإسرائيل برعاية الوفد الأمني المصري ) ، وقال بوكر أنَّه : ( تمت صياغة تفاهمات بين “إسرائيل” وحماس من شأنها أن تحول يوم الأرض إلى يوم دون مواجهات على الجدار الفاصل مع القطاع ، وتعهدت حماس بوقف كل أشكال التصعيد، بما في ذلك البالونات والإرباك الليلي على الحدود والاختبار سيبدأ غدا السبت ) .

وقالت صحيفة ( معاريف ) يوم الجمعة 29/3/2019 ، أنَّ : ( حركة حماس حددت فترة قصيرة ، من يوم الأرض حتى يوم الانتخابات الإسرائيلية ، كفرصة لتحقيق إنجازات كبيرة في تخفيف حصار غزة ، ولا يزال من غير الواضح كيف ستنتهي جهود الوساطة المصرية بين حماس وإسرائيل، لكن على أي حال يوم فإنَّ يوم السبت من المتوقع وصول عشرات الآلاف من سكان غزة إلى السياج على حدود قطاع غزة ) .

وقال موقع ( والا ) العبري، مساء الأحد14/4/2019، إنَّ : ( التفاهمات التي تم إنجازها بين حركة حماس و”اسرائيل” سيتم البدء بتنفيذها تدريجياً بعد تشكيل حكومة بنيامين نتنياهو) ، وذكر الموقع، أنَّ : ( إسرائيل قامت بموجب الاتفاق بزيادة مساحة الصيد إلى 15 ميل ، وفتح المعابر بشكلٍ كامل ، والسماح بدخول الأموال القطرية لدفع رواتب الموظفين، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية للعائلات الفقيرة ) ، وأكد الموقع ، أنَّ : ( حماس بَذَلَت كل ما بوسعها لإثبات عدم رغبتها بخوضِ حربٍ مع إسرائيل ) ، وزعم الموقع ، أنَّ هناك عقبات من الممكن أن تُفَجِّر الوضع في قطاع غزة في أي لحظة، وهي : (الاحتجاجات على الجدار؛ والتي قد يحاول بعض المحتجين اجتياز الجدار ، وبذلك سيكون رد الجنود بالرصاص الحي، الأمر الذي سيوقع ضحايا ،  وحركة الجهاد الإسلامي ؛ لأنَّها غير راضية عن الاتفاق الذي أنجزته حركة حماس، وتحديداً بعد صعود زياد النخالة لقيادة الحركة ، وارتباط هذا الشخص بإيران ، والسلطة الفلسطينية ؛ التي تعتبر الاتفاق الذي انجز مع حماس خارج عن رغبتها وإرادتها ، ولذلك إذا استمرت السلطة في الضغط المالي على القطاع ، فإنَّ هذا سيجلب مواجهة مع القطاع ) ، وأوضح الموقع العبري ، أنَّ :(حركة حماس نفسها: إذا شعرت أنَّ هذه التفاهمات لا تخدم مصالح الشعب الفلسطيني ، فستقوم بتخفيف قبضتها عن المتظاهرين وإطلاق الصواريخ؛ وبالتالي سنصل إلى المواجهة مع القطاع ، وحماس تتعامل مع هذا الاتفاق كاستراتيجية، حيث ستحقق منه تحسين الأوضاع المتدهورة في القطاع وتثبيت مكانتها فيه ) .

ـــ احتمالات التراجع عن تفاهمات غزة :

عبر غالبية المشاركين في استطلاع للرأي أجراه ( مركزعكا للدراسات الإسرائيلية ) ، ونشر نتائجه يوم الجمعة12/4/2019 إمكانية تراجع بنيامين نتنياهو عن : ( تفاهمات وقف إطلاق النار التي أُبرمت شفوياً بوساطة مصر بين حماس والدولة العبرية ) ، وتوقع ما نسبته 66% أن يتراجع نتنياهو عن التفاهمات من أجل أن يكسب ثقة ليبرمان في الكنيست ، والذي حصل على خمسة مقاعد في الانتخابات البرلمانية الأخيرة ، أما 34% من المُستطلعة آرائهم فقد توقعوا بأنَّ نتنياهو لا يستطيع التراجع عن هذه التفاهمات لكي يكسب ليبرمان في صفه.

وعلم مراسل ( موقع موقع عكا) في غزة ، من مصادر فلسطينية مُقرَّبَة من حركتي حماس والجهاد الإسلامي أنَّ : (تراجع “إسرائيل” عن التفاهمات سيكون له تداعيات خطيرة، قد تعيد الأطراف إلى مربع التصعيد الأمني، وإعادة استخدام وسائل “مسيرة العودة” الخَشِنَة، والتي تسببت في الآونة الأخيرة إلى غضب كبير في صفوف المستوطنين في غلاف غزة، بسبب سماعهم للانفجارات المتواصلة نتيجة الارباك الليلي على حدود القطاع، والذي توقف بناء على التفاهمات).

ـــ تضخيم وتهويل آثار صفقة القرن :

زعم أمير بوخبوط المحلل العسكري في موقع ( والا) العبري، يوم الأحد 23/6/2019، إنَّ : (“صفقة القرن”، ستؤدي إلى تسريع عملية سيطرة حركة حماس على السلطة والضفة الغربية ، وبعدما بدأت الإدارة الأمريكية بالكشف عن الشق الإقتصادي لخطة السلام الأمريكية المعروفة بـ”صفقة القرن”، والتي تشمل إنشاء ممر بمليارات الدولارات، يربط بين قطاع غزة والضفة الغربية، أدركت مؤسسة الجيش الإسرائيلي أنَّ تنفيذها سيؤدي إلى تسريع عملية سيطرة حركة حماس على السلطة والضفة الغربية) ، وكشف بوخبوط ، أنَّه : ( جرت خلال الأشهر الأخيرة، مناقشات حساسة في المؤسسة الأمنية، حول “صفقة القرن” وتداعياتها، وعلى إثرها، تم تقديم مطالب إسرائيلية لتأمين المصالح السياسية والأمنية الإسرائيلية في كل موقف ، وأكدت مصادر سياسية في المؤسسة الأمنية، أنَّ أي ربط بين غزة والضفة، سيؤدي إلى تسريع سيطرة حماس على السلطة الفلسطينية، حتى لو كان رئيس السلطة لا يزال على قيد الحياة ) .

ـــ  تحديَّات خارجية أخرى / نجاحات جديدة لحملات المقاطعة :

ــــ أعلن بنك (HSBC) البريطاني سحب إستثماراته بالكامل من ( شركة “إلبيت” ــــــــ ( Elbit systems الصهيونية، والتي تُعدّ أكبر شركة تصنيع أسلحة صهيونية خاصة تروِّج لأسلحتها الـ”مجرّبة”، بسبب استخدامها ضدّ الفلسطينيّين العُزَّل في قطاع غزة ، وذلك في أعقاب حملةٍ شعبية واسعةٍ طالبت البنك البريطاني بإنهاء دعمه المالي للجيش الصهيوني، بقيادة مؤسسة ( War on Want ) ، وحملة التضامن الأكبر ( Palestinian Solidarity Campaign )، وغيرهما، وبدعمٍ شعبيٍّ بريطانيّ ضخم ، وقد تلقّى بنك ( HSBC ) رسائل من أكثر من 20 ألف شخص، تطالبه بوقف التربُّح من الاحتلال الصهيوني ، كما شهد البنكُ احتجاجاتٍ شهريّةً أمام 40 فرعا محليّاً للبنك في بريطانيا ، فضلاً عن حملةٍ إعلاميّةٍ واسعةٍ عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، ووجّهت حملة التضامن  (PSC) في بيانٍ لها، التحيّةً لكلّ من ساهم في تحقيق هذا الإنجاز، قائلةً: ( نشكر شركاءنا وأعضاءنا الذين جعلوا هذا النصر ممكنا. سنستمر، بعزمٍ وإصرار، في العمل لأجل تحقيق الحرية والعدالة والمساواة للشعب الفلسطينيّ (.

ـــ تضارب إستطلاعات الرأي :

أجرت  صحيفة ( يسرائيل هيوم) العبرية إستطلاعاً للرأي ، ونشرته يوم يوم الخميس 31/1/2019 ، ، وكشفت حينها نتائج الاستطلاع تفوُّق ( حزب “الليكود” بزعامة بنيامين نتنياهو، في الانتخابات المقبلة، مقابل تراجع كبير لحزب المعسكر الصهيوني) ، وحصل (حزب “الليكود”على 31 مقعداً بالكنيست ، مقابل سبعة مقاعد فقط للمعسكر الصهيوني برئاسة آفي جباي ) ، وأشارت نتائج الاستطلاع إلى : ( حصول كل من قائمة حزب “يش عتيد” ، وحزب “البيت اليهودي” على 11 مقعداً لكلٍ منهما، وقائمة حزب “يهدوت هتوراه” على سبعة مقاعد، مقابل ستة مقاعد لقائمة حزب “جيشر” الجديد / الجسر   ، وخمسة مقاعد لكلٍ من قوائم حزب “كولانو” ، و حزب “يسرائيل بيتينا”، وحزب “شاس” ، وحزب “ميرتس”)  ، وأوضحت نتائج الاستطلاع ، أنَّ : ( نتنياهو قد يجد صعوبة في تشكيل إئتلاف حكومي، مع ظهور ثلاثة أحزاب جديدة، وقد ينجح في ضم حزب “جانيتس” الجديد إلى الإئتلاف، وربما يصبح جانيتس وزيراً للجيش في الحكومة القادمة ، ولن تكون الحكومة الإسرائيلية المقبلة مختلفة كثيراً عن سابقتها، من حيث الأحزاب والشخصيات)، وتوقع الاستطلاع : ( مشاركة حزب “البيت اليهودي” ، وحزب “اليمين الجديد” ، و حزب “شاس” ، وحزب “يهدوت هتوراة” ، وحزب “كولانو” ، وحزب جانيتس الجديد “حصانة لإسرائيل” في الإئتلاف الحكومي ).

وأجرت صحيفة ( يديعوت أحرونوت ) العبرية إستطلاعاً، ونشرته صباح يوم الجمعة 29/3/2019 ، وأظهرت نتائجه تفوُّق ( حزب كحول لفان ) على ( حزب الليكود) بأربعة مقاعد ، وكشفت نتائج الاستطلاع : ( حصول  حزب “كحول لفان” على 31 مقعداً، مقابل 27 مقعداً لحزب الليكود، وسيحصل معسكر اليمين على 64 مقعداً في المجموع ، وسيحصل حزب “العمل” على 9 مقاعد، مقابل 7 مقاعد لكل من “يهدوت هتوراه” وتحالف الجبهة والعربية للتغيير، بينما يحصل “اليمين الجديد” على 6 مقاعد، وسيحصل كل من “كولانو” و”شاس” و”ميرتس” و”اتحاد أحزاب اليمين” و”زيهوت” على 5 مقاعد، مقابل 4 مقاعد لكل من “يسرائيل بيتينو” وتحالف الموحدة والتجمع) ، وأوضحت نتائج الاستطلاع،  أنَّ : ( 41% من الجمهور الإسرائيلي، يفضِّلون بنيامين نتنياهو لرئاسة الوزراء، بينما يُفضِّل 30% منهم بيني غانتس) ، ورداً على سؤال : (هو الأفضل لمعالجة المواجهة مع حركة حماس في قطاع غزة)، فقد حصل نتنياهو في الإستطلاع ، على : ( 35%، مقابل 30% لغانتس، وقال 21% لا أحد منهما، بينما أجاب 14% بأنهم لا يعرفون.وتبين من الاستطلاع أن 42% من المستطلعين يدعمون عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة تشمل إدخال قوات برية، في حين عارض ذلك 34%، وأجاب 24% بأنهم لا يعرفون).

وأظهر استطلاع أجراه ( المعهد الإسرائيلي للديمقراطية) حول انتخابات (الكنيست )، ونشره يوم الإثنين 2/4/2019 : ( ارتفاع التأييد بين الإسرائيليين لحكومة يمينية برئاسة بنيامين نتنياهو، مقابل تراجع كبير في التأييد لحكومة يمين ــــ وسط، حتى لو كانت برئاسة نتنياهو (، وبحسب الاستطلاع الحالي، فإنَّ : ( 39% من اليهود يؤيدون تشكيل حكومة يمين برئاسة نتنياهو، فيما كانت هذه النسبة 34%، في استطلاع أجري في كانون الأول/ديسمبر2018) ، وفي المقابل : ( أيد 36% تشكيل حكومة يمين ـــــــ وسط، في كانون الأول/ ديسمبر2018، لكن هذه النسبة تراجعت إلى 12% في الاستطلاع الحالي ) ، وأوضح الاستطلاع : ( ارتفاع التأييد لحكومة وسط ـــــــ يسار بين الناخبين العرب من 47% في الاستطلاع السابق إلى 51% في الاستطلاع الحال ) ، واعتبر : ( 62% من اليهود أنَّ اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بـسيادة الاحتلال الإسرائيلي على هضبة الجولان السورية تخدم مصالح إسرائيل. وقال 31% من العرب إنهم لا يعرفون ما إذا كان هذا الاعتراف يخدم مصالح إسرائيل، بينما قال 29% إنَّ الاعتراف لا يخدم هذه المصالح ) ، وقال : ( 66.5% من اليهود أنَّ إسرائيل تتعامل بصورة “معتدلة” مع مسيرات العودة عند السياج الأمني المحيط بقطاع غزة، بينما رأى 48% من العرب أنَّ تعامل إسرائيل عدواني) ، وقال : ( 39% من العرب و25% من اليهود إنَّه لديهم ثقة بـ”طهارة الانتخابات” للكنيست، خاصة فيما يتعلق بتدخل خارجي أو بعملية فرز الأصوات وتزوير النتائج ) ، وقال : ( 58.5% من اليهود و22% من العرب إنَّهم يتابعون الدعاية الانتخابية في وسائل الإعلام يومياً) ، وفيما يتعلق بالتصويت لأحزاب قد لا تتجاوز نسبة الحسم، قال:( 61% و52% إنهم سيصوتون للحزب الذي يؤيدونه حتى لو توقعت الاستطلاعات عدم تجاوزه لنسبة الحسم) ، وجاء في الاستطلاع أنَّ : ( 55% من اليهود و35% من العرب لا يثقون باستطلاعات الرأي حول قوة الأحزاب في الانتخابات الحالية، بينما قال 40.5% و48% من العرب إنهم يثقون بهذه الاستطلاعات) ، وقال : ( 45% من اليهود إنَّهم يصدقون ادعاءات نتنياهو بأنَّه لم يحصل على أي مبلغ في إطار قضية الغواصات، بينما قال 47.5% إنَّهم لا يصدقون نتنياهو، وكذلك قال 73% إنهم لا يصدقون نتنياهو ).

وأظهرت مؤشرات بعض استطلاعات الرأي الصهيونية ، حتى مساء يوم الجمعة 5/4/2019 ، تقدُّم تكتل أحزاب اليمين بـ (65) عضوًا،  في حين تكتل الوسط واليسار (55) عضواً، وبقى عدم الوضوح سيد الموقف حتى اللحظات الأخيرة في سباق التنافس بين الأحزاب الصهيونية وقدرتها على استقطاب الجمهور الصهيوني ، لأنَّ أحزاب اليمين لم تكن كلها حصرية لصالح بنيامين ، مثل (حزب زيهوت) ، بقيادة فيغلين ، والذي حصل في استطلاعات الرأي على (5) أعضاء، ومحسوب على تكتل أحزاب اليمين ، وما يطرحه حزب ( كحول لفان / أزرق أبيض) أكثر تطرفاً مما يطرحه الليكود، فيما يتعلق بضم الضفة الغربية، وتهويد القدس والمسجد الأقصى المبارك.

وأظهرت نتائج استطلاع للرأي أجرته، صحيفة ( يسرائيل هيوم) العبرية ، ونشرته صباح يوم الجمعة5/4/2019، تقدُّم قائمة (كحول لفان / أزرق أبيض ) في فارق ضئيل عن (الليكود)، وسط تفوق ثابت لمعسكر اليمين، وتعزيز قوة الأحزاب الصغيرة على حساب الأحزاب الكبيرة ، وحصل في الاستطلاع (حزب “كحول لفان” ) على: (32 مقعد، مقابل حصول حزب “الليكود” على 27 مقعد ، وحصول حزب “العمل” على 10 مقاعد، وبذلك يكون القوة الثالثة في الكنيست، ويليه حزبي “يهودت هتوراة”، و”ميرتس”، بحصول كل منهم على 8 مقاعد) ، ووفقاً لنتائج الاستطلاع : (يحصل كل من “اتحاد اليمين” و”اليمين الجديد” وتحالف “الجبهة والعربية التغيير” و “زيهوت” و”كولانو”،  على 6 مقاعد لكل منهم ) ، بينما يحصل كل من : ( حزب “شاس” على 5 مقاعد فقط، ولا يتخطى كل من حزبي “جيشير” ويسرائيل بتنا” نسبة الحسم ) ، وأوضحت نتائج الاستطلاع، حصول : ( أحزاب معسكر اليمين على 64 مقعدا بالكنيست، مقابل 56 مقعدا لأحزاب معسكر اليسار والوسط ).

ــــ نتنياهو يستنفر أنصار اليمين الصهيوني المتطرف :

نقل موقع (تايمز أوف إسرائيل ) الإخباري الصهيوني ، يوم الجمعة 5/4/2019 ، عن بنيامين نتنياهو ، قوله لنشطاء (الليكود) في القدس المحتلة ، إنَّ : ( اليمين الإسرائيلي “في خطر” فقدان قبضته على السلطة بعد الانتخابات الوطنية في 9 أبريل/ نيسان )، وكشف الموقع  أنَّ أقوال نتنياهو هذه جاءت ، بسبب : (منح معظم الاستطلاعات النهائية التي تسبق توجه الإسرائيليين إلى صناديق الاقتراع ، حزب “أزرق ــــــ أبيض” المتنافس ، الصدارة على حزب الليكود الحاكم)، ولهذا فقد : ( حثَّ نتنياهو الناخبين اليمينيين على دعم حزبه يوم الانتخابات، محذراً من أنه سيتم تشكيل “حكومة يسارية” بزعامة “أزرق ــــــ أبيض) ، وأضاف الموقع ، قال نتنياهو لنشطاء الليكود : (حكم اليمين في خطر. بيني غانتس ويئير لبيد يتصدرون القمة في الوقت الراهن بأربعة مقاعد”، وإذا لم يجتمع الناس من اليمين مع بعضهم البعض ويذهبون كشخصٍ واحدٍ إلى مركز الاقتراع والتصويت لصالح الليكود، فسوف يتم تشكيل حكومة يسارية على يد لبيد وغانتس”) ، وأضاف نتنياهو : ( لكي تكون هناك حكومة ليكود، حكومة يمينية، يجب أن تصوتوا فقط لصالح الليكود) .

ـــ إرتفاع حدة المنافسة الانتخابية :

أوضحت نتائج أخر استطلاعات للرأي ، جرت قبل خوض الإنتخابات النيابية الأخيرة ، تصدُّر حزب الليكود بزعامة نتنياهو، وحصوله على أعلى نسبة مقاعد في (الكنيست) ، وحصول ( حزب جانيتس ) على المرتبة الثانية بعد حزب الليكود، بحصوله على 15 مقعداً في (الكنيست) ، وبينت الاستطلاعات أنَّ ( حزب “يش عتيد” ) بزعامة لبيد، سيحتل المرتبة الثالثة، بحصوله على 12 مقعداً ، وتراجع حزب “العمل” وحصوله على 8 مقاعد فقط بالكنيست .

وقال موقع (تايمز أوف إسرائيل ) الإخباري الصهيوني ، يوم الجمعة 5/4/2019 ، أنَّ : ( آخر استطلاعات للرأي في الكيان الصهيوني أجريت مساء يوم الجمعة 5/4/2019 ، منحت حزب “أزرق ــــــ أبيض” ، الحصول على أربعة إلى خمسة مقاعد أكثر من الليكود )، وأضاف الموقع الصهيوني : ( لكنَّ هذه الاستطلاعات توقعت أيضاً أنَّ نتنياهو سيكون قادراً بشكل أسهل على بناء الأغلبية الحاكمة من الأحزاب اليمينية والدينية) ، وأكد الموقع ، أنَّ : ( القرار النهائي بشأن من سيحصل على المحاولة الأولى لتشكيل حكومة تقع على عاتق الرئيس رؤوفين ريفلين بعد الانتخابات، حيث يقترح قادة الأحزاب على ريفلين من برأيهم يجب أن يتم تكليفه ببناء ائتلاف) ، وأوضح الموقع  : (مع ذلك، يتمتع الرئيس بحرية اختيار من يعتقد أنَّ لديه أفضل فرصة لتشكيل الحكومة، وليس مُلزماً قانونيا باختيار زعيم أكبر حزب أو الزعيم الذي يحصل على أكبر عدد من التوصيات من رؤساء الأحزاب)..

وأكد يائير لبيد، صاحب المركز الثاني في القائمة الانتخابية لحزب (أزرق ــــــ أبيض)، في مقابلة مع موقع ( التايمز أوف إسرائيل) الصهيوني  يوم الخميس4/4/2019 ، أنَّ : ( لا سلطة على الأرض ستمنعه من تشكيل حكومة ، إذا هزم حزبه الليكود بأربعة مقاعد أو أكثر).

وقالت وسائل الإعلام الصهيونية خلال الساعات الأخيرة للإنتخابات السابقة ، أنَّه : ( على الرغم من تقدم “حزب أزرق ــــــ أبيض” في غالبية استطلاعات الرأي التي صدرت يومي الخميس والجمعة 4ــــ 5/4/2019 الماضيين ، إلا أنَّ بعض الإستطلاعات الأخرى أعطت “حزب الليكود” ميزة بسيطة، مما يكشف أنَّ حماس الناخبين سيلعب دوراً رئيساً في يوم الانتخابات في تحديد الحزب الأكبر ، وأوضحت أيضاً ، أنَّ : ( إنتصار نتنياهو في انتخابات يوم الثلاثاء 9/4/2019 من شأنه أن يجعله يتغلب على دافيد بن غوريون كرئيس للوزراء في إسرائيل لأطول فترة في المنصب) ، وأضافت : ( الفوز في الانتخابات سيجعل نتنياهو أول رئيس وزراء يُعاد انتخابه ، بينما يواجه احتمال اتهام جنائي، حيث أعلن الشهر الماضي النائب العام أفيحاي ماندلبليت أنَّه يعتزم توجيه الاتهام ضد نتنياهو بالرشوة والاحتيال وخرق الأمانة ، في سلسلة من قضايا الفساد).

ــ استطلاعات جديدة للرأي ، ترصد النتائج المحتملة للانتخابات المقبلة :

أظهرت المتابعة لنتائج الاستطلاعات التي نشرت منذ بداية حملة الانتخابات الحالية ، أنَّ الناخب الصهيوني قام بتغيير مواقفه أقل بكثير مما كان في الحملة الانتخابية السابقة، وعدد مقاعد الأحزاب شبه مستقر وثابت ، ومن المحتمل أن يكون ذلك رداً مضاداً من الناخب الذي سيجبرونه على التصويت مرة أخرى ، ونتائج الاستطلاعات التي نشرت منذ مطلع شهر تموز / آب 2019 في قنوات التلفزة كانت تقريباً مشابهة لتلك التي نشرت قبل شهر ، ولا زالت استطلاعات الرأي الصهيونية ترجّح تقارب عدد المقاعد التي سيحصل عليها كل من ( حزب الليكود) ، وقائمة ( كاحول لافان ) ، مع عدم قدرة أيٍ منهما على تشكيل حكومة بمفرده ، ولن يتمكن نتنياهو من  تشكيل حكومة مقبلة دون حزب ( يسرائيل بيتينو ) الذي يتزعمه خصمه اللدود أفيغدور ليبرمان، وهو ما يبدو مستبعداً بسبب الخلاف العميق بينهما ؛ بينما من المتوقع أن يواجه بيني غانتس رئيس ( كاحول لافان ) ، صعوبة في تشكيل حكومة بمفرده، بسبب استحالة دعمه من الأحزاب الحريديّة ، وأظهرت نتائج استطلاع للرأي، أجرته (القناة الثانية) العبرية، ونشرت نتائجه مساء يوم الثلاثاء16/7/2019 ، أنَّ : ( اتحاد أحزاب اليسار، لن يؤدي إلى تغييرٍ كبير في النتائج المتوقعة للانتخابات القادمة ، وفيما لو اتحد كل من حزب العمل، مع حزب ميرتس، وحزب باراك الجديد “يسرائيل ديمقراطية” ، فسيحصلون على 15 مقعداً فقط بالكنيست)، ووفقاً للاستطلاع : ( سيحصل حزب ” الليكود على 31 مقعد، بينما سيحصل حزب “كحول لفان” على 28 مقعدا، بالكنيست القادمة ، اتحاد أحزاب اليمين 12 مقعداً ، القائمة العربية المشتركة 11 مقعداً ، يسرائيل بيتنا 9 مقاعد ، يهدوت هتوراة 8 مقاعد ، شاس 8 مقاعد ، العمل 6 مقاعد ، ميرتس 4 مقاعد ، يسرائيل ديمقراطية 4 مقاعد) .

وأظهرت استطلاعات الرأي منتصف الشهر الحالي تموز/ آب 2019  : ( مراوحة حزب العمل بين 5 ــــــ 6 مقاعد ، ومن المحتمل أن يهبط إلى مستوى اقل من نسبة الحسم بعد التدفق نحو أزرق أبيض في يوم الانتخابات ) ، وحظي ( أزرق أبيض بـــــ 30 ــــــــ 31 مقعد بالمتوسط ، وهذا أقل مما كان له في الفترة الزمنية المقابلة في الربيع  33 ــــــ 36 مقعد، وذلك بسبب تشكيل المعسكر الديمقراطي بقيادة باراك وهوروفيتس وشبير، والذي حصل الـ 10 – 12 مقعد في البداية ، مما أدى إلى هبوط مؤقت في عدد مقاعد أزرق أبيض، لكن تقلص عدد مقاعد المعسكر الديمقراطي  من 7 ــــــ 8 مقاعد ، ونجح ” أزرق أبيض ” في إعادة مقاعده مرة أخرى ).

واعتبر المحلل الصهيوني أمنون هراري ، في مقاله الذي نشره في صحيفة (هآرتس ) العبرية ، يوم الإثنين 19/8/2019، أنَّ : ( الاستطلاعات تعطي أملاً لنتنياهو، لا لغانتس ولا للقائمة المشتركة ) ، وأضاف : ( هذه المرة سيستيقظ الناخبون فقط في الأسابيع الأخيرة من أجل السباق. الآن، قبل شهر على موعد الانتخابات، وصلت الحملة إلى هذه النقطة ، ولكن إذا سألنا المستطلعين في الاستطلاعات فهم ما زالوا يصممون على تجاهلنا) ، وأوضح أنَّ : ( مشكلة أزرق أبيض منذ بدأت الحملة الانتخابية لم ينجح الحزب في جذب أصوات جديدة من كتلة اليمين، واحتمالية التوصل إلى كتلة حاسمة لنتنياهو بدون الاعتماد على ليبرمان تبدو في هذه الأثناء ضعيفة ، والعملية الوحيدة التي يمكن لغانتس أن يأمل بها، للوصول إلى مكتب رئيس الحكومة، هي أن يفي ليبرمان بوعده ويصمم على حكومة وحدة مع الليكود ، وأن لا يتراجع وينضم إلى نتنياهو في حكومة يمينية حريدية) .

ـــ  المنافسة لاجتذاب الناخبين العرب ، وتأسيس حزب يهودي عربي جديد !!

وفي سياق السباق الإنتخابي ، تم الإعلان عن تأسيس ( حزب جديد عربي يهودي !!) ، يحمل إسم (متساوون ومؤثرون) لخوض الانتخابات العامة المقبلة ، بقيادة رئيس (الكنيست ) الأسبق أفرهام بورغ، وعضوية يونا ياهف رئيس بلدية حيفا، والجامعية ياعلا رعنان، والبروفيسور يائير ليفشيتس من معهد (التخنيون)، وطلب الصانع (رئيس الحزب العربي الديمقراطي الأسبق )، ومحمد دراوشة، والمحاسب وائل كريم ، وجريس مطر، وشكيب شنان من (حزب العمل سابقاً) ومحمود عاصي ، وفيصل عزايزة من جامعة حيفا وآخرين ، وفي المقابل ستخوض الإنتخابات قائمتان عربيتان ، وكان من المأمول أن تتوحد جميع الأحزاب والقوى العربية في الداخل الفلسطيني المحتل ، وتخوض الإنتخابات في قائمة عربية واحدة وموحدة، بحيث لايتم تفتيت وتقسيم الأصوات الفلسطينية العربية ، وخصوصاً أن الناخبين الفلسطينيين في الداخل الفلسطيني المحتل باتوا غاضبين من فرقة وتنافس القوى والأحزاب العربية ، وباتوا يحلمون ويأملون بقائمة إنتخابية عربية واحدة ، بحيث يمكنها جذب أكبر قدر ممكن من أصوات الناخبين العرب …

ونشرت (أخبار 13) مساء يوم الخميس 15/8/2019 نتائج استطلاع للرأي ، زعمته فيه ، أنَّه : ( رغم الاتحاد بين القائمتين العربيتين الكبيرتين، القائمة المشتركة حصلت في هذا الاستطلاع فقط على 9 مقاعد، وهو العدد الأقل الذي حصلت عليه في الاستطلاعات ) ..

وأوضح يوسف مقالدة، رئيس ( معهد “ستاند” ) ، لـ ( اخبار 13) أنَّ : ( نسبة التصويت المتوقعة في أوساط العرب حسب الاستطلاع لم تكن عالية، لكنها لم تكن منخفضة بشكل خاص ” 50بالمائة ” تقريبا، وهو بيان يشبه النتائج التي تم الحصول عليها في استطلاعات سابقة في الفترة الأخيرة ، وهذا ليس هو ماتأمل القائمة المشتركة في تحقيقه، لكنه حتى الآن ما زال أعلى مما حصلت عليه في انتخابات نيسان/ إبريل الماضي ، الذي وصلت فيه نسبة التصويت إلى  45 في المئة) . ودللت هذه المعطيات على أنَّ الاحزاب الصهيونية بدأت في التوجه الى المواطن الفلسطيني العربي في المناطق الفسطينية المحتلة عام 1948 ، وتبذل قُصارى جهودها لاقناعه بالتصويت لها، وتعمل ماكينات الدعاية الإنتخابية للأحزاب الصهيونية على غسيل دماغ الناخب الفلسطيني العربي ، واقناعه بأنَّ : ( صوته يمكنه أن يتم التعبير عنه في مواقع التأثير في الائتلاف ع، وأن يفكر بأنَّه من الأفضل اعطاء صوته لاحتمالية أن يكون عيساوي فريج ونيتسان هوروفيتس وزراء ، أو زيادة حجم ” أزرق أبيض ” ، ليكون أقوى من الليكود بدرجة كبيرة ، على أمل أن يساعد ذلك أن يكون هناك شيء ما يمكن لأزرق أبيض فعله بنفسه من أجل تحسين وضعه )

ــــ الخاتمة :

قد كان لتداعيات التحقيقات مع نتنياهو، في عدة ملفات فساد، الأثر الكبير في إرباك الحياة السياسية الصهيونية ، وانهيار الإئتلاف الحكومي، الذي عانى من حالة من عدم الاستقرار، بسبب القوانين المختلف عليها، مثل ( قانون القومية) ، و(قانون “تأجير الأرحام”) ، و(قانون “الولاء في التعليم”) ، و(قانون التجنيد) ، وهو الأكثر حساسية بين هذه القوانين، ولم يتم تمريره حتى الآن، وأدى إلى أسقاط حكومة نتنياهو، وتقديم موعد الانتخابات ، ومن المتوقع أن يتم تقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو، بعد انتهاء مرحلة الانتخابات، واتهامه بتلقي الرشوة وخيانة الأمانة بالملفين 1000 ، و4000 ، ومن المتوقع أن يؤثر ذلك على مصير ومستقبل نتنياهو السياسي .

ومن المهم الإشارة ، إلى أنَّه هناك شريحة مهمة من الناخبين الصهاينة ، تسمى بـــ ( شريحة المترددين ) ، أو ( الشريحة البيضاء ) ، وهؤلاء هم الذين يحسمون موقفهم في آخر لحظات قبيل الانتخابات ، أولدى التوجه مباشرة إلى صناديق الإقتراع ، وهم يتأثرون بأي حدث سياسي أو أمني ، أو عسكري أو إقتصادي ، يطرأ في اللحظات الأخيرة ماقبل الإنتخابات ، مثل وقوع عملية فدائية كبيرة ، فهذه يمكنها أن تدفع هذه الشريحة بقوةٍ كبيرة نحو الأحزاب اليمينية الدينية المتطرفة ، وهذه الشريحة المترددة لايمكن لاستطلاعات الرأي التنبوء باختياراتهم ، وفي الغالب هم الذين يحسمون ويرجِّحون كفة الرابح والفائز الأكبر من الانتخابات ، وأيضاَ هم الشريحة التي تعمل الماكينات الإنتخابية على إستقطابهم ، وغالباً ماتحمل الساعات الأخيرة قبل  الانتخابات مفاجآت ومؤثرات جديدة ، تنعكس على المزاج الانتخابي للناخبين الصهاينة ، وكان من الواضح حرص أكثر من طرفٍ دولي فوز نتنياهو بولاية خامسة ، وفي مقدمة الذين كانوا ولا زالوا يرغبون بتولي نتنياهو تشكيل وقيادة الحكومة الصهيونية المقبلة ، هو الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، ولهذا عمل خلال الأيام والأسابيع والشهور الماضية على تقديم الكثير من الجوائز الإنتخابية لنتنياهو ، التي يمكنها المساهمة في توفير الفرصة لتفوق نتنياهو والليكود على تحالف ( أزرق ـــــ أبيض ) ، وعلى غيره من الأحزاب الصهيونية ، وكذلك فعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين …

ومازال هناك متسع من الوقت، لكي يُقدِّم كل من يرغب بفوز الليكود ونتنياهو ، المزيد من الجوائز الإنتخابية له ، ومازالت الساحة السياسية في الكيان الصهيوني مليئة بالمفاجآت ، ويبدو أنَّ المنافسة الإنتخابية المقبلة ستكون حامية الوطيس ، وأنَّ الصراع الداخلي يشتد ويتفاعل ويزداد ، ومن الواضح أنَّ هناك إجماعاً لدى النُخب السياسية الصهيونية ، على إقصاء نتنياهو من حلبة الحكم ، وعدم السماح له بتشكيل الحكومة المقبلة ، بل وهناك توجه لدى الكثير من المنافسين السياسيين لنتنياهو بالسعي إلى تحديد المدة القصوى لرئيس الحكومة ، بحيث لاتتجاوز دورتين إنتخابيتين (ثمانِ سنوات)..

والسؤال هنا : ماذا يمكنه أن يحدث من مفاجآت وتطورات ، ويساهم في تغيير مؤشرات المزاج الإنتخابي لدى الجمهور والناخب الصهيوني ؟؟!!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

البريد الإليكتروني palwasat@hotmail.com

vote/تقييم

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى