نظرية العلاقات الدولية

المدرسة المثالية في العلاقات الدولية – الدكتور محمد مكليف

مدخل تمهيدي:

– تأريخ للعلاقات الدولية من العهد اليوناني الى القرن العشرين.

– ارتباط المنهج المثالي بالعلاقات الدولية.

المبحث الاول : تنظير المدرسة المثالية.
المطلب الاول : المبادئ الأساسية للمدرسة المثالية.

المطلب الثاني : أهم منظري المثالية وأهم ما جاؤوا به.

المبحث الثاني : تطبيق نظريات المثالية
المطلب الاول : تمظهرات المنهج المثالي في عصبة الأمم.
المطلب الثاني : الصعوبات التي انهت المثالية من خلال العصبة.

حصيلة عامة.

إن العلاقات الدولية قائمة منذ زمن بعيد,منذ أن وجدت الجماعات البشرية وتنوعت وتعددت,منذ قيام المدينة الدولة,مثال المدن الفينيقية والمصرية واليونانية وصولا إلى المدن الرومانية التي كانت في مجملها قائمة على القوة ,وكانت الحروب إحدى أشكالها كوسيلة تتخذها الأقوام القديمة لفرض إرادتها على الأقوام الضعيفة ,ولما كان الحكم للملك الحاكم في الماضي يجسد الدولة ولما كانت المنازعات تحل بالحروب فقد غلبت الصراعات على القضية البشرية- مع الإبقاء على بعض الاستثناءات التي تهدف إلى تنظيم العلاقات الدولة والسير بالمجتمع البشري نحو عالم من السلام[1]

وقد قدمت لنا الفلسفة منذ العهد اليوناني مجالا خصبا لتنمو فيعه العلاقات الدولية وتتطور من كونها جزء من علم إلى أن تصبح علم مستقل بذاته كما سنوضح.

العلاقات الدولية أساسا هي فرع من العلوم الاجتماعية العامة.أو مايطلق عليه أحيانا بالعلوم الإنسانية,حيث تستخدم الكلمتان لنفس المعنى.فقد انفصلت العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية لأنه كما يرى البعض :”كل ماهو إنساني ليس اجتماعي,وكل ماهو اجتماعي فهو إنساني”,لأن هناك بعض الظواهر الإنسانية ليست اجتماعية.[2]

وهذان التعبيران يستخدمان رغم ذلك لمعنى واحد في الجامعات الفرنسية,كما يعتمده المركز الوطني الطبي للبحث العلمي الفرنسي ويجمعه في مصطلح واحد هو”علوم الإنسان”,أضف إلى ذلك فان دوافع التخصص أدت بانفصال مادة العلاقات الدولية عن العلوم الإنسانية,وهذه الأخيرة نفسها انفصلت عن العلوم الإنسانية بشكل عام.

وهنا يطرح البعض تساؤل عن علاقة العلاقات الدولية بالعلوم الأخرى؟وهل تكون علما مستقلا؟مما يفرز التساؤل الأهم في هذه المرحلة التمهيدية هو إمكانية وصف العلاقات الدولية علم ؟

فالإجابة عن هاته التساؤلات ,لابد والانطلاق من تحديد تعريف مصطلح العلم ضمن هذا الإطار التاريخي,وهنا نجد أن إحدى الدراسات التي قامت بها مجموعة تابعة لليونسكو تقول بأن”العلم هو جملة من المعرف التي تستهدف معرفة كنه الأشياء والكائنات الحية عن طريق دراسة الظواهر التي تبدو بها هذه الكائنات والأشياء في حالتها المستقرة أو المتحولة”[3] ونتيجة لذلك فان دراسة الظواهر هي الموضوع الرئيسي للعلم.

أما الظاهرة فهي “كل تبدل أو تحول يحدث في الطبيعة ويمكن ملاحظته أو قياسه بالحواس الطبيعية أو بالأجهزة العلمية,كما أن لكل علم منهاج خاص به يتميز به عن مناهج العلوم الأخرى بسب موضوع العلم نفسه كما يقول الفيلسوف الألماني ايمانويل كانط:”ليس جملة من المعلومات فقط وإنما هو جملة المعلومات المتصفة التي لها موضوع خاص بها ومنهاج خاص بها كذلك”.

آما المنهاج أو المنهج فهو:”عملية ترتيب الأفكار كي تصبح أسهل فهما بالنسبة لصاحبها وبالنسبة للآخرين “.[4]

وانطلاقا مما سبق يتبين لنا أن العلاقات الدولية هي جزء من العلوم الإنسانية ,فهي تستهدف دراسة الظواهر الاجتماعية والعلاقات التي تنعكس فيها النشاطات البشرية للإنسان ضمن المجتمع ,سواء أكانت هذه النشاطات سياسية أو اقتصادية أو دينية…أو غيرها و ذلك في إطار منظم وأفكار مرتبة في منهاج خاص بها.

كما أن دراسة العلاقات الدولية تعتمد علة منهاج معين الهدف منه معرفة كنه الأشياء ودراسة الظواهر الإنسانية, وهذه التي توصف بالعلم كما رأينا في تعريفنا للعلم.

ونظرا للظروف التي استقلت فيها العلاقات الدولية عن باقي العلوم الإنسانية فقد أصبحت مع تطور الظواهر جزءا من العلوم السياسية, وذلك قد أكسبها خصائص عدة ,لعل أهمها :

-العلاقات الدولية علم حديث يهتم بالظواهر الحديثة والمعاصرة فمع أنها قد ظهرت قبل الميلاد إلا أنها لم تستقل بمنهاج علم خاص بها إلى أوائل القرن 20م بالولايات المتحدة الأمريكية و بعد الحرب العالمية الثانية في أوروبا.

-خاصية التميز,وهذه تتجلى في اختلاف أساليبها وأهدافها عن بقية العلوم لأنه وصفي يهتم بالواقع الاجتماعي فهي تهتم بماهو كائن وليس بما يجب أن يكون أي تتجرد من الصفة التنبؤية.

-خاصية الارتباط بالعلوم الاجتماعية الآخربحيث تتصل بها وترتبط وثيقا حيث إن منظري العلاقات الدولية يصفونها في إطارها علم السياسية أو علم الاجتماعية.

-والخاصية الأخيرة هي كون علم العلاقات الدولية يتأثر بأيديولوجية صاحبها ,ولذلك نجد عدة تيارات تشرح وتفسر العلاقات الدولية,كالتيار الماركسي والانجلوسكسوني والمدرسة الفرنسية…[5]

آما هذه الخاصية الأخيرة تقودنا إلى نقطة مهمة في خضم الحديث عن العلاقات الدولية ومنهج المثالية-الموضوع المحوري للعرض- الذي نمهد له الحديث…فبما أن علم العلاقات الدولية فرع من فروع العلوم الإنسانية وبما انها تتأثر بأيديولوجية صاحبها فان المنهجية المتبعة كذلك تختلف باختلاف المحلل والمنظر لظاهرة اجتماعية داخل المجتمع الدولي.

ويمكن استعراض أهم هذه المناهج أو المدارس فيما يلي:

-المدرسةالمنهج: المثاليالتاريخي.

-المدرسةالمنهج: الواقعي العقلاني.

-المدرسةالمنهج : السلوكي مع ماكس فيبر.

-المدرسةالمنهج : الظواهري مع جورفيتش.

-المدرسةالمنهج : الوظيفية.

– المدرسةالمنهج البنيوي.[6]

_وغيرها.

فالمنهج أو المدرسة المثالية التي سنحاول على النحو المتواضع دراستها وتحليلها هنا,قد ظهرت في العلاقات الدولية في مرحلة مبكرة كمفاهيم ترتكز على الأخلاقيات والمثل العليا والطبيعة الإنسانية وظهرت كمدرسة لها دعاتها ومفكروها في مرحلة مابعد الحرب العالمية الأولى,إنها تنطلق من المبدأ القائل بميل الإنسان الفطري,أو الطبيعي نحو الخير.ولذلك فهي تبشر بالسلم العالمي,واحترام أهمية الرأي العالمي ,ودور القانون الدولي العام في ضبط العلاقات بين الدول.[7]

فقد كان ظهورها كصدمة الحرب وما أحدثته من دمار وخراب واسع والتي عبرت عنها الرؤية التفاؤلية للبعض وقائلة بإمكانية تسوية النزاعات السياسية[8],فكانت بصيص أمل للإنسانية جمعاء آنذاك كحل بديل لينتهجه صناع القرار كسلوك بديل … وكان أبرز نجاحاتها وتجلياتها هي إنشاء وقيام عصبة الأمم المتحدة .

غير أن الواقع الدولي فيما بين الحربين كان سير عكس هذا الاتجاه الفكري,لاسيما بعد الغزو الياباني لمنشوريا سنة 1931 واحتلال ايطاليا للحبشة عام 1935 وطهور النازية والفاشية وطوحها للتوسع ,كل ذلك ساهم في تطور اتجاه فكري معاكس يحاول دراسة العلاقات الدولية على حقيقتها .أي معرفة الواقع الدولي كما هو وليس بما يجب أن يكون ,هذا الاتجاه هو الذي عرف باسم الواقعية السياسية[9]

فماهي أهم ماجاءت به هذه المدرسة المثالية ؟واهم منظريها؟ وماهي تجلياتها ؟

المبحث الاول : تنظير المدرسة المثالية.

المطلب الأول : المبادئ الأساسية للمدرسة المثالية.

يعتبر دعاة المدرسة المثالية أن وجود مصالح مشتركة و متبادلة بين الدول يؤدي إلى تضامن هذه الدول في إطار علاقات اعتماد متبادل مما يدفعها إلى وصف المجتمع بالتضامن و تصويره بمثابة وحدة اجتماعية.

ويرى أنصار هذه النظرية أن المجتمع الدولي منظم او يفترض فيه أن يكون منظما, وذلك بعد أن انتقل الإنسان إلى طور الاستقرار, وابتكاره لوسائل تؤمن له ممارسة حقوقه وحرياته وتبعده عن النزاعات و الصراعات اليومية في اتجاه إقامة مجتمع مشترك.

ولعل أساس هذه التشاركية هو الابتعاد من حالة الفطرة إلى حياة الجماعة .

وينطلق المثاليون من أولوية الأخلاق في العلاقات بين الأفراد سواء في المجتمع الداخلي أو بين دول المجتمع الدولي, إذ لابد للفرد من وجوب الخضوع للقوانين والقواعد التي وضعت لخدمة الجماعة.

وانطلاقا من فكرة انسجام المصالح, فالفرد عندما يعمل لمصلحته الذاتية,فانه يعمل لمصلحة الجماعة, فهو يحمي مصلحته الخاصة. و نفس الشئ بالنسبة للعلاقات بين الدول, فمن منطلق تطابق المصالح, وعلى اعتبار أن كل الدول لها مصلحة في السلم, فان كل دولة تريد أن تعرقل السلم هي دولة غير عقلانية و غير أخلاقية.

وهكذا, فان المنهج المثالي اعتمد على مقترب أخلاقي-قانوني, يهدف إلى بناء عالم أفضل خال من النزاعات, مرتكزا على مسلمات فلسفية تفاؤلية حول الطبيعة البشرية, ودور المعرفة العقلانية, و انسجام المصالح, و كذا إمكانية إقامة معايير قيمة مطلقة.[10]

وقد كان تيار يدافعان على فكرة النظام لكن بطرق مختلفة و هما:

-التيار المساند لفكرة سيادة الدول :و يعتبر بان المجتمع الدولي هو مجتمع دول مستقلة ذات سيادة متطابقة مع سيادة الدول الأخرى, و هذا لا ينفي أن المجتمع الدولي مجتمع منظم لان الدول فيه تخضع للقانون الدولي.

-التيار المعارض لفكرة السيادة :و الذي يؤكد على ان المجتمع الدولي هو مجتمع الأمم و تجمعاتها, و ليس مجتمع دول.

إلا أن فكرة السيادة من وجهة نظر يبقى خاطئة من الناحية العلمية و خطيرة بالنسبة لأثارها السياسية.فالسيادة الوحيدة المقبولة حسب هي سيادة القانون.

ورغم هذه الاختلافات إلا أن هؤلاء الفقهاء يجمعون على أن المجتمع الدولي منظم و يتوفر على قواعد و آليات تضمن حياة الجماعة بناءا على وجود مصالح مشتركة.

لقد شكلت النظرية المثالية مقتربا قانونيا ذي صبغة أخلاقية, كان هدفه الأساسي هو العمل على بناء عالم بدون النزاعات.

ولعل التحليلات النظرية المثالية كانت معرفة في التفاؤل لدرجة لم تفهم معها الأسباب و العوامل التي تدفع الدول لانتهاج سلوكيات عدائية, مؤكدة على انه انطلاقا من حرية الاختيار و الإرادة يمكن خلق عالم و نظام دولي مختلفين لكن-وهذا خطا- مع تجاهل دروس التاريخ.

كما ركزت النظرية المثالية في أدبياتها على مفهوم الحكومة العالمية و على القانون الدولي, و الدور الذي يمكن أن تلعبه الدولية, وفي إطار العلاقات الدولية لم تركز المثالية على مفهومي الدولة و النظام الدولي بقدر ما اتجهت فرضياتها و مقترحاتها نحو مفاهيم الفرد و الرأي العام و البشرية.

فالقضية السياسية و الأخلاقية الأساسية التي اعتبرت المدرسة المثالية أنها تواجهها. كانت قضية الفجوة القائمة في العلاقات الدولية بين الواقع المتمثل في الحرب العالمية الأولى و بين الطموح في بناء عالم أفضل.

و يتمثل التيار المثالي في دراسة القانون الدولي و المنظمات الدولية بغية القضاء على النزاعات وإقامة تنظيم دولي لخدمة السلم و دعم التفاهم الدولي كما كان يهدف إلى تقديم نظرية معيارية لتحريم الحرب و سحب العدوان[11] .

المطلب الثاني : أهم منظري المدرسة المثالية و أهم ماجاؤا به.

و تعود جذور المدرسة المثالية إلى الفلسفة القديمة التي سعت إلى إقامة الحياة الفاضلة، في المجتمع الإنساني، فمن “الجمهورية” لأفلاطون إلى “اتلانتس الجديدة” لفرنسيس بيكون، إلى الأفكار الاشتراكية الحديثة التي بشرت بمواجهة الاستغلال الاقتصادي و الاجتماعي على يد مفكرين اشتراكيين أمثال: سان سيمون و تشارلز فوريه و روبرت أوبن..و ترتبط فكرة الاشتراكية ب”اليوتوبيا” التي تعبر عن الرغبة في تأسيس حياة اجتماعية مثالية خالية من الظلم و العنف.

و “اليوتوبيا” مصطلح انكليزي ظهر في مطلع القرن السادس عشر، و أول من استخدمه توماس مور في العام 1516 م تدليلا على الرغبة في التوصل إلى مجتمع مثالي[12]. غير إن هذه الأفكار الفلسفية لم تطرح وسائل سياسية لتحويلها إلى واقع معاش، فبقيت في إطار التمنيات و المثل العليا[13].

ودعت الأديان إلى التعايش السلمي بين البشر بالمحبة و التسامح و التعاون الإنساني غير أنها تركت للعقل البشري مهمة تنظيم العلاقات و بين الأفراد و الجماعات توخيا للسعادة و الاستقرار العام، و تحقيقا للسلم بين بني الإنسان. و يمكن ملاحظة عددا من القادة و السياسيين الذين انطلقوا من تعاليم دينية لتوطيد حكمهم خلال مراحل متعاقبة من التاريخ، كما حاولوا إشاعة جو من الأمن و السلم مع البلاد المجاورة.

في العصر الحديث، دعت الثورة الإسلامية الإيرانية إلى رفض الهيمنة الدولية من القوى الكبرى على الدول النامية، و طرحت شعارات إسلامية _دولية بصرف النظر عن إمكانات تطبيقها ،و عن إشكاليات التطبيق لبعض المفاهيم النظرية. كما طرحت الدولة البابوية في الفاتيكان مبادئ عامة إنسانية حيال الأزمات الدولية في نهاية القرن العشرين، و قام’ البابا يوحنا بولس الثاني’ بسلسلة زيارات لمجموعة من الدول المضطربة بحثا عن السلم و الأمن. و ركزت المدرسة المثالية على دور الضمير الإنساني، أو الضمير العالمي، في ضبط العلاقات الدولية بواسطة وضع معايير أخلاقية.ومن المدافعين عن هذا الاتجاه الفيلسوف البريطاني جيرمي بنتام ()(1748_1833) الذي دافع عن المقاييس الأخلاقية .و تبعه تلميذه جيمس ميل الذي تحدث عن أهمية الرأي العام و ضرورة الاعتماد عليه[14].ثم أخذ يبرز مصطلح”الرأي العام العالمي” في العلاقات،و خصوصا بعد الحرب العالمية الثانية.

و تمادى بعض المفكرين في التفاؤل من خلال طرح “نظرية الحكومة العالمية” التي تتوقع إمكانية وجود مؤسسات مركزية عالمية لها من التأثير و الفاعلية ما يخولها ضبط المصالح الدولية،ومنع وقوع الحرب .من هؤلاء التفاؤليين غرينفايل كلارك و لويس سوهن الذين وجدا في الحكومة العالمية نظاما فعالا من القانون الدولي الجبري الذي يقتصر تطبيقه على الأمور المتصلة بمنع الحرب[15].

انطلق المدافعون عن نظرية الحكومة العالمية من مثالية تفترض انسجام المصالح بني الفرد و الجماعة،و بين دولة وأخرى. و رأوا مصلحة جماعية للدول في تحقيق السلم العالمي و الاستقرار الدولي.غير أن هذه الموجة لتفاؤلية اصطدمت بصعوبات واقعية مثل عدم تقبل الدول لهذه النظرية،و صعوبة نزع السلاح التقليدي و النووي من قبل سلطة عالمية واحدة، و عدم قدرة هذه الحكومة على اتخاذ القرارات و الإشراف على تنفيذها[16]، فضلا عن صعوبة مقارنة صيغة الحكم داخل الدولة السيدة و المستقلة مع صيغة الحكومة العالمية كما طرحها أبناء المدرسة المثالية.

كما استند بعض المثاليين إلى دور القانون الدولي العام في ضبط الاتصال بين الدول، و تأمين مصالحها المشتركة، و القدرة على حل النزاعات من خلال تطبيق قواعد و أحكام القانون و رأوا في القانون الدولي إطارا ملزما للدول بعد أن ارتضت قواعده. و لا شك في أن ظهور القانون الدولي في بداياته الأولى منذ القرن السابع عشر أشاع جوا من التفاؤل في القدرة على تنظيم العلاقات الولية بعد معاهدة وستفاليا 1648. ومع تطور قواعده في القرن العشرين،و التأسيس لنظرية التنظيم الدولي مع إنشاء عصبة الأمم المتحدة ثم الأمم المتحدة كمنظمتين دوليتين،برز تيار كبير من المدافعين عن أهمية القانون الدولي في صون السلم و الأمن الدوليين. خصوصا و أن هذا القانون يتناول القواعد التي تنظم العلاقات بين الدول و تحدد حقوقها وواجباتها[17] .و تتناول هذه القواعد على سبيل المثال لا الحصر:شؤون الحرب و السلم،حل المنازعات بين الدول،حماية السيادة الوطنية،التجارة الخارجية، قواعد المعاهدات الدولية….

و على هذا الأساس فان المفكر المثالي يعطي الأولوية للأخلاق في العلاقات الدولية و أن من واجب الفرد و الجماعة الخضوع للقوانين و القواعد التي وضعت لخدمة الجماعة، لأن خدمة الفرد هي للجماعة في نفس الوقت في إطار انسجام المصالح.

ومن هؤلاء المثاليين ادم سميث الذي دعا إلى إلغاء الحواجز الاقتصادية بين الدول و عدم تدخل الدولة في الشؤون الاقتصادية “دعه يعمل،دعه يمر” و كان يعتقد أن هناك إلية تعمل في الخفاء لتجعل مصلحة الفرد تلتقي مع مصلحة المجتمع دون أن تضطر الدولة للتدخل.

المبحث الثاني : تطبيق نظريات المثالية

المطلب الأول :تمظهرات المنهج المثالي في عصبة الأمم المتحدة.

المثالية تيار أخلاقي قانوني هدفه بناء عالم أفضل خال من الحروب ،أي السعي لما يجب أن يكون و تتجنب ماهو كائن أي العدوان والحروب بهدف خدمة الإنسانية[18].

تعد الفترة الزمنية التي عرفت ازدهار المدرسة المثالية من خلال استغلالها للحملة الشاملة لتبسيط السياسة الدولية وجعلها في متناول مدارك الناس ،وأيضا ازدياد الشعور الشعبي بأن الحرب قد طالت حياة الجميع وخاصة منها الحرب العالمية الأولى ،التي نتج عنها آثار جسيمة سواء كان ذلك بالنسبة للخسائر الأنفس أم الأموال ،وإدراك بضرورة إيجاد وسيلة ناجعة بالتنظيم والدوام وتكون قادرة على الحيلولة دون تكرار الحروب ة وذلك بواسطة ما يكون لها من اختصاصات تمنع الالتجاء إلى القوة لحل المشاكل الدولية وتوفر إمكانية حل هذه المشاكل بالطرق السلمية ،وساند هذه الدعوة الكثير من الحركات السياسية والتجمعات الشعبية والشخصيات الهامة في الكثير من دول العالم ،ومن بين قاموا بالدعوة إلى ذلك ‘البابا بانديكت الخامس عشر’،في رسالته التي وجهها إلى المتحاربين في صيف 1917م[19].

وقد كانت هذه الرغبة عامة لدى الكثير من الدول ،كما تضمنت ذلك خطب وتصريحات كثيرة للعديد من رؤساء الدول والحكومات ،ومن هذه الإعلانات وأكثرها شهرة رسالة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية “ودرو ولسن” لمجلس النواب والشيوخ الأمريكية في 8يناير 1917م ،والتي تضمنت أربعة عشرة نقطة تمثلت في :

1 . تقوم العلاقات الدولية على مواثيق سلام عامة، وتكون المعاهدات الدولية علنية وغير سرية.

2. تأمين حرية الملاحة في البحار خارج المياه الإقليمية في السلم والحرب، إلا ما ينص عليه الاتفاق الدولي خلافا لذلك.

3. إلغاء الحواجز الاقتصادية بقدر الإمكان وإيجاد مساواة بين الدول المتعاونة في المحافظة على السلام.

4. تخفيض التسلح إلى الحد الذي يكفل الأمن الداخلي.

5. وضع إدارة عادلة للمستعمرات تنفذ ما يحقق مصالح سكانها.

6. الجلاء عن الأراضي الروسية كلها والتعاون مع أي حكومة روسية يختارها الشعب.

7. الجلاء عن أراضي بلجيكا وتعميرها.

8. الجلاء عن فرنسا ورد الألزاس واللورين وتعمير ما خرب منها بسبب الحرب.

9. إعادة النظر في حدود إيطاليا بحيث تضم جميع الجنس الإيطالي.

10. منح القوميات الخاضعة للإمبراطورية النمساوية حق تقرير مصيرها.

11. الجلاء عن صربيا ورومانيا والجبل الأسود، وإعطاء صربيا منفذا إلى البحر وإقامة علاقات جديدة بين دول البلقان كافة مبنية على أسس قومية وتاريخية، وضمان حريتها السياسية والاقتصادية.

12. ضمان سيادة الأجزاء التركية وإعطاء الشعوب الأخرى غير التركية التي تخضع لها حق تقرير المصير، وحرية المرور في المضايق لجميع السفن بضمان دولي.

13. بعث الدول البولندية بحيث تضم جميع العنصر البولندي، وإعطائها منفذا إلى البحر، وضمان استقلالها السياسي والاقتصادي دوليا.

14.إنشاء عصبة الأمم.[20]

وقد تجسدت هذه المطالب بقيام عصبة الأمم كمنظمة دولية ضرورية تعمل على استقرار الأمن والسلم الدوليين[21]،وهذا ماكانت تهدف إليه المدرسة المثالية من خلال الحقل الأكاديمي الخاص بدراسة القانون الدولي والمنظمات الدولية وذلك على أساس خضوع الدول لقواعد القانون الدولي العام ودور القانون الدولي في ضمان وصيانة الأمن و السلام العالمي[22].

و من أهم وأسمى أهداف العصبة الرئيسية تتمثل في منع قيام الحرب عبر ضمان الأمن المشترك بين الدول، والحد من انتشار الأسلحة، وتسوية المنازعات الدولية عبر إجراء المفاوضات والتحكيم الدولي، كما ورد في ميثاقها. من الأهداف الأخرى التي كانت عصبة الأمم قد وضعتها نصب أعينها: تحسين أوضاع العمل بالنسبة للعمّال، معاملة سكّان الدول المنتدبة والمستعمرة بالمساواة مع السكّان والموظفين الحكوميين التابعين للدول المنتدبة، مقاومة الاتجار بالبشر والمخدرات والأسلحة، والعناية بالصحة العالمية وأسرى الحرب، وحماية الأقليّات العرقية في أوروبا.

ولكن يبقى الإشكال في أن ميثاق العصبة لم يستطع تحريم الحرم تحريما قطعيا ،فهي قد تصبح ضرورية لتنفيذ حكم صادر عن المجتمع الدولي ،ليسمى التفاوض أحد الشروط الضرورية للإقرار بعدالة استخدام القوة انطلاقا من مبدأ الأمن الجماعي [23].

ومع تطور العصبة، توسع دورها بوصفها مركز للنشاط الدولي. ويمكن ملاحظة ذلك في علاقة العصبة مع الدول الغير أعضاء. فعلى سبيل المثال عملت كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي بشكل متزايد مع العصبة. ومع حلول النصف الثاني من سنة 1920 تعاملت كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا مع العصبة على أنها تمثل تعزيزًا لنشاطها الدبلوماسي. وحضر وزراء خارجية هذه الدول اجتماعات العصبة في جنيف خلال هذه الفترة. كما استخدموا آليات العصبة في محاولة حل خلافتهم وتحسين علاقتهم الخارجي.

وأيضا وقعت مجموعة من الاتفاقيات الدولية في ظل عصبة الأمم من اجل تحقيق نظام دولي سلمي مثالي خالي من الحروب والمتمثلة في بروتوكول ‘جنيف1924’حول تسوية المنازعات بالطرق السلمية واتفاقيات ‘لوكارنو1925’ حول الضمان المتبادل والمساعدات المشتركة ،و ميثاق ‘بريان كيلوج1928’حول تحرير الحرب ، وميثاق جنيف 1928 حول التحكيم الإجباري [24].

فلاشك ان عصبة الأمم قد ساهمت في حل بعض المشاكل الدولية وبالذات المشاكل الدولية البسيطة ،وهي تلك المشاكل التي ثارت بين بعض الدول العادية أي غير الكبرى ، ومثال ذلك تسوية النزاع الذي ثار بسبب مسألة ‘فيلنا’ بين لوتينيا وبولاندا عام 1920م،ومسألة جزر ‘ الند’ بين فلندا والسويد في عام 1921م، وكذلك تسوية النزاع البلغاري –اليوناني في عام 1925م، والنزاع حول ‘لويستا’ بين كولومبيا والبيرو في عام 1935م[25].

ولقد مثل الطابع السلمي الذي أتت به عصبة الأمم لحل النزاعات الدولية نقلة نوعيّة في الفكر السياسي الذي كان سائدًا في أوروبا والعالم طيلة السنوات المائة السابقة على إنشائها، وكانت العصبة تفتقد لقوة مسلحة خاصة بها قادرة على إحلال السلام العالمي الذي تدعو إليه، لذا كانت تعتمد على القوة العسكرية للدول العظمى لفرض قراراتها والعقوبات الاقتصادية على الدول المخالفة لقرار ما، أو لتكوين جيش تستخدمه عند الحاجة، غير أنها لم تلجأ لهذا أغلب الأحيان لأسباب مختلفة، منها أن أعضاء العصبة كان أغلبهم من الدول العظمى التي تتعارض مصالحها مع ما تقرّه الأخيرة من قرارات.

المطلب الثاني : الصعوبات التي أنهت المثالية من خلال العصبة .

النظرية المثالية في الثلاثينات عرفت متأرجحات أدت بازدياد الفجوة بين النظرية من جهة والواقع السياسي الدولي من جهة أخرى ،هذا الاخير قدكانت من أبرز تمظهراته فشل عصبة الأمم في مجالات عدة تمثلت في سلسلة الانسحابات المتوالية للدول من العصبة حيث بلغ عدد الدول المنسحبة عشــرون دولة،وهو مايقرب من ثلث أعضائها .

كما فشلت أيضا عصبة الأمم في تسوية النزاع الذي ثار بسبب ‘كارفوا’ بين ايطاليا و اليونان في عام 1923م. ولم تسطع منع احتلال اليابان للصين في عام 1932م،ولم تفعل شيئا لوقف احتلال ايطاليا للحبشة في عام 1936م،ولم تتمكن أيضا من منع ألمانيا من تمزيق دولة تشيكوسلوفاكيا في عام 1937م،وضمها لانشيلوسي في عم 1939م[26].

وأيضا فقدان التضامن بين أعضاء عصبة الأمم،فقد انقسمت الواقف داخلها بين من يريد من هذه المنظمة أن تتمتع بالقوة والقدرة على مراقبة ألمانيا وإجبارها على احترام معاهدات السلم،وذلك بإنشاء قوة عسكرية تابعة لها ، تكون وسيلة حقيقة للأمن الجماعي، وكانت فرنسا من مناصري هذا التوجه.[27]

في حين عملت انكلترا وأغلبية الدول الأنكلوساكسونية على أن لا تكون عصبة الأمم “قوة قهرية” تحد من سيادة الدول ،فهي تريدها أن تبقى مسخرة لإرادة الدول على أن تتمع بحق الوساطة الدولية ،بمعنى ان لها حق اللجوء الى الضغط الأدبي على مختلف الدول في حال قيام أي نزاع أو نشوب أي خصام بقصد حماية السلم .[28]

أدى هذا الانقسام داخل العصبة بين محبذي القوة ومؤيدي الدبلوماسية إلى أن تصبح أعمالها قاصرة على تسوية الخصومات البسيطة بحيث أن لم تتمكن من منع سياسة الاعتداء التي قامت بها الدول الديكتاتورية بلوجوئها إلى القوة للتنفيذ سياستها .[29]

وقد أثبتت عصبة الأمم عجزها عن حل المشكلات الدولية حل المشكلات الدولية وفرض هيبتها على جميع الدول دون استثناء، عندما أخذت دول معسكر المحور تستهزئ بقراراتها ولا تأخذها بعين الاعتبار، وتستخدم العنف تجاه جيرانها من الدول والأقليات العرقية قاطنة أراضيها، خلال عقد الثلاثينيات من القرن العشرين. فعلى سبيل المثال، رفع أحد اليهود، واسمه فرانز برينهايم، شكوى إلى العصبة يتحدث فيها عن معاملة الإدارة الألمانية العنصرية له ولأبناء دينه وشعبه في سيليزيا العليا، فما كان من الألمان إلا أن أرجأوا تنفيذ القرارات المعادية لليهود وغير الآريين حتى سنة 1937، عندما انتهت المدة التي تسمح بإشراف خبراء العصبة على وضع الأقليات في ألمانيا، فجددوا القوانين التي تنص على ملاحقة غير الآريين، ورفضوا تجديد إقامة الخبراء في البلاد كانت حجة ألمانيا وغيرها من دول المحور للانسحاب من العصبة، أن بعض البنود الواردة في ميثاق الأخيرة تنتهك سيادته.

وبعد كل هذه الأحداث بدأت بريطانيا تبدل في سياساتها القديمة المسالمة لتتجه نحو سياسة التسلح والقوة وذلك بإعلان وزير خارجيتها أنه:” لا ينبغي لنا ان نتراخى في التسلح اعتمادا على توقيعنا لاتفاقية ‘ ميونخ’ “.لتعود بذلك القوة الدور الأساسي في العلاقات الدولية التي كانت من نتائجها الحرب العالمية الثانية[30].

وهكذا لم يتحقق حلم البعض في ان تصبح العصبة شبيهة بمجلس الشيوخ الأمريكي الذي نظم لكي تطمئن الولايات الصغرى على مصالحها على مصالحها على قدم المساواة مع الولايات الكبرى [31].

وانطلاقا مما سبق نستخلص أن من أهم أسباب فشل تمظهرات المدرسة المثالية في شكل عصبة الأمم هو عجزها ا في تطبيق مبادئ المثالية التي تأسست عليها ثم قصورها في تطبيق كل المهام التي أنيطت بها ،وقد أعزي ذلك بالأساس إلى تلك العيوب التي شابت صياغة عهدها ،فعهد العصبة كان جزءا من معاهدة فرساي وهي معاهدة صلح أساس،مما ترتب عليه من ارتباط الغضب على المعاهدة بسبب ماتضمنته من أحكام انتقامية بالغضب على العصبة ،وهكذا ارتبطت العصبة بالمعاهدة قبولا ورفضا ،وهو أمر ليس من شانه إبراز ذاتية العصبة ،ومع ذلك فان هذا العهد لم يتضمن أسباب قوة وفعالية العصبة [32] .

عادةً ما شكل التمثيل في العصبة مشكلة. وإن كان يقصد في العصبة أن تشمل جميع الأمم، إلا أن العديد من الدول لم تنضم، أو كان قضوا وقت قصير في العصبة. وكانت الولايات المتحدة من أكثر الدول الغائبة بروزاً وتأثيراً، ليس فقط من حيث دورها في حفظ السلام العالمي ولكن الدور في تمويل العصبة وأيضا عدم السماح لألمانيا بالانضمام إلى العصبة مع بدايتها في يناير من سنة 1920، على اعتبارها كانت الطرف المعتدي والمتسببة في الحرب العالمية الأولى. كما استبعدت روسيا السوفيتية من العصبة في البداية، فلم تكن الشيوعية تروق للمنتصرين في الحرب العالمية الأولى. ازداد ضعف العصبة بعد سنة 1930 بعد أن تركت قوى هامة العصبة كاليابان و إيطاليا .

حصيلة عامة.

· النواحي الايجابية التي تضمنتها المدرسة المثالية:

ü المثالية ذو تيارين أخلاقي وقانوني .

ü أطلق على هذا التيار المثالي وصف ‘غائي وعقلاني وطوباوي بحيث :

_غائي : لانه يسعى الى تحقيق هدف السلم المطلق،وانشغاله بهذا الهدف يفوق اهتمامه بفهم الوقائع .

_عقلاني: لأنه يطلب بنزع السلاح كوسيلة لبلوغ السلام.

_طوباوي : لأنه يطمح الى تحقيق سلام شامل واقامة حكومة عالمية تقرر للجميع .

ü هدف التيار المثالي :بناء عالم أفضل خال من الحروب أي السعي نحو مايجب أن يكون وشجب ماهو كائن أي العدوان والحروب .

ü بالاضافة الى الهدف السابق فهو يهدف ايضا الى خدمة الانسانية.

· النواحي السلبية :

ü لم تسطتع المدرسة المثالية فهم وتحديد الدوافع التي تحرك الدول نحو العدوان والحرب.

ü اعتبرت هذه المدرسة أن النزاعات الدولية التي نشبت أثناء فترة مابين الحربين العالمتين،نتجت عن قوى الشر بوجود حكام معادين للاسلوب الديموقراطي.

ü اعتمدت النظرية المثالية مقاييس الخطأوالصواب في اطار من القيم الادبية والاخلاقية التي لاتعكس الاوضاع الحقيقية للمجتمع الدولي ،هذا الاخير لازال بدوره يعلق أهمية كبرى على القوة كأداة تخدم سياسات ومصالح الدول واهدافها القومية .

وانطلاقا من مجموع ماسبق يتبين لنا

· الأسباب المباشرة لتراجع المنهج المثالي في السياسات الدولية تجمل في :

ü التداعيات الدولية للحربين العالميتين و سوء ربطها بين الأنظمة الديمقراطية الغربية وتحقيق السلم والأمن الدوليين.

ü القيم المثالية والأخلاقيات التي نادى بها المثاليون كانت كعملة كاسدة في زمن تسيطر فيه المصلحة الخاصة فوق المصلحة الانسانية عبر وسائل تخريبية ذات تداعيات دموية كالحرب.

ü فشل الفرضيات المثالية في فهم العوامل المؤثرة في تحديد سلوكيات الدول ذات المصالح الاستعمارية.

· النقص الحاصل في بنية المدرسة المثالية هو ما دفع ببعض المنظرين الى خلق منهج جديد تمثل في ‘المدرسة الواقعية’،فنشوء هذه الاخيرة جاءت لتدريس ماهو قائم في العلاقات الدولية لا ما يجب ان تكون عليه العلاقات.

—————————————
لائحة المراجع :

1 : الدكتور ‘محمد نشطاوي’/مؤلف ‘العلاقات الدولية،مقترب في دراسة النظريات،الفاعلين وأنماط التفاعل ‘،المطبعة والوراقة الوطنية ،الدتوديات مراكش،الطبعة الاولى2002.

2 : الدكتور ‘علاء أبو عامر’،مؤلف ‘ العلاقات الدولية ،الظاهرة والعلم الدبلوماسية والاستراتيجية ‘،مكتبة آفاق،الطبعة الاولى2002.

3 :الدكتور ‘محمد منذر’،مؤلف ‘مبادئ في العلاقات الدولية من النظريات الى العولمة ‘،مجد المؤسسة الجامعية للدراسلت والنشر والتوزيع،طبعة اولى 2002.

4 : الدكتور ‘بييار ماري دوبوي’،مؤلف القانون الدولي ‘،ترجمة الدكتور محمد عري صاصيلا والدكتور سليم حداد،مجد المؤسسة الجامعية للدراسات ،الطبعة الاولى 2008.

5 : الدكتور’عدنان السيد حسين’،مؤلف ‘ نظرية في العلاقات الدولية ‘،دار امواج للنشر والتوزيع طبعة أولى 2003.

6 : الدكتور ‘عمر ابو زيان’،مؤلف ‘العلاقات الدولية ‘

7 : الدكتور’ ناصيف حتي دار الكتاب العربي ،طبعة اولى بيروت لبنان1985 .

8 : الاستاذة ‘عائشة واسمين’/مؤلف ‘ القانون الدولي مصادره،أشخاصه،مجلات تطبيقه’،مطبعة النجاح الجديدة،الدار البيضاء،الطبعة الاولى 2005م-1425ه.

9 : الدكتور ‘ابراهيم احمد شلبي’،مؤلف ‘ التنظيم الدولي ،دراسة في النظرية العامة والمنظمات الدولية’،الدار الجامعية للطباعة والنشر بيروت،طبعة1984م

[1] الطبعة الاولى 2002م_1422ه بيروت لبنان ص 5 الدكتور ‘محمد منذر’ “مبادئ في العلاقات الدولية “مجد المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع

[2]الدكتور عمر بوزيان,أستاذ العليم العالي بكلية القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة الحسن الثاني,طبعة 1994 صفحات 5 6

[3] الاتجاهات الرئيسية للبحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية”-اليونسكو-ترجمة جماعة من الأستاذة- وزارة التعليم العالي-دمشق-1976

[4] إحسان هندي”مناهج العلوم الاجتماعية”,كلية الحقوق,الدار البيضاء1979

[5] احسان هندي مرجع سابق

[6] عن صفوح الأخرس”العلوم الاجتماعية”دار الفكر-دمشق_1972

[7] الدكتور عدنان السيد حين,ذ في كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية-جامعة لبنان,دار أمواج للنشر والتوزيع,بيروت لبنان,مطبعة سيكو بيروت

صفحة 45

[8]الدكتور علاء أبو عامر,أ بالعلاقات الدولية والدبلوماسية الظاهرة والعلم-الدبلوماسية والإستراتيجية”,طبعة أولى 2002 نشر مكتبة ‘آفاق’ غزة فلسطين,صفحات 168-169

[9] ناصيف يوسف حتي “النظرية في العلاقات الدولية “دار الكتاب العربي –بيروت -1985 صفة 20

[10] الدكتور ناصيف يوسف حتي: النظرية في العلاقات الدولية.دار الكتاب العربي, الطبعة الاولى,بيروت 1985ص.22

[11] الدكتور عمر بوزيان “العلاقات الدولية”, مرجع سابق,ص 20

[12] انظر:reese W.L :Dictionary of Philosophy and Religion , Eastern and Western thought ,(New Jersy , Humanities Press ,Suesex,Harvester Press,1980)

[13] الدكتور عدنان السيد حسين،”نظرية العلاقات الدولية” م.س ص ¤

[14] ناصيف حتي،م.س.ص20

[15] Grenville Clark and Louis Sohn:Word Place through world Law (Harvard university Press;Cambridge,1960)p15.

[16] اسماعيل صبري مقلد،نظريات السياسة الدولية (الكويت:منشورات ذات السلاسل،1987)،ص394.

[17] علي صادق أبو هيف،القانون الدولي العام (الاسكندرية:منشأة المعارف،1975)،ص18

[18] ناصيف يوسف حتي،النظري في العلاقات الدولية ‘،دار الكتاب العربي ،بيروت-1985،صفحة 20

[19] الدكتور ابراهيم احمد شلبي،’التنظيم الدولي ‘:دراسة في النظرية العامة والمنظمات الدولية’،طبعة 1984م الدار الجامعية ص115

[20] لبموقع الألكتروني www.wikipedia.com

[21] الدكتور محمد منذر،مرجع سابق صفحة 7

[22] المرجع السابق ص7

[23] نفس المرجع السابق ص 7.

[24] عائشة واسمين ،’ القانون الدولي العام مصادره أشخاصه مجالات تطبيقه’،الطبعة الاولى 2005،مطبعة النجاح الجديدة ،صفحة27

[25] الدكتور ابراهيم احمد شلبي ،مرجع سابق،صفحة136

[26] د ابراهيم أحمد شلبي ،م س ص 136

[27] د محمد منذر ،م س ص 8

[28]نفس المرجع،مننفس الصفحة

[29] محمد منذر م س ص 8

[30] نفس م س ص 8

[31] د ابراهيم أحمد شلبي م س ص136

[32] د ابراهيم شلبي ،م س ص 137

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى