المغرب العربي زمن الربيع العربي: السياقات الكونية واعادة الاعتبار للسياقات الإقليمية والمحلية

د. يوسف محمد الصواني

أستاذ العلوم السياسية، جامعة طرابلس، ليبيا

المدير العام بالوكالة، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، لبنان

تمهيد …

لا بد في المفتتح من التأكيد على أن أي جهد تحليلي لموضوع هذه الندوة ولمستقبل اتحاد المغرب العربي لا بد وأن يأخذ بعين الاعتبار أن هذا الإتحاد ومكوناته جماعة أو فرادى “يتحركون” ضمن ما يمكن أن أسميه بالسياقات الكونية التي تؤثر في كل ما يجري بالمنطقة المغاربية عموماً وتمتد آثارها لتشمل ليس فقط السياسات الخارجية بل والتفكير في القضايا والمسائل وفي مقدمتها مصير اتحاد المغرب العربي ذاته ومصير حكوماته وعلاقات دوله بمجتمعاتها ومكوناتها المتنوعة. هذه السياقات والتحولات التي جرت وتجري، على قدم وساق مثلما يقال، ذات انعكاسات مباشرة وغير مباشرة على كل مكونات البيئة المحلية والأقليمية ولها تاثيرات واضحة ومباشرة على موازين القوة بين مختلف الفاعلين السياسيين والأقتصاديين والأجتماعيين. ومع حرصنا على إبراز التأثير المتعاظم لتمثلات النظام المعولم وهو ما يجد تبريره في ما ظهر في ثورات الربيع العربي وحولها إلا أننا واعون أيضاً بالآفاق أو الحدود التي لا يمكن للتحليلات تجاوزها في المدى القصير والمتوسط.

لن تسعى هذه الورقة للأحاطة بكل عناصر الصورة ولن تتناول بالتحليل جميع التحديات التي تواجهها منطقة الإتحاد المغاربي إلا إنها ستحاول تقديم ربط تحليلي لها في علاقتها بالمتغيرات الأساسية التي يمكن وصفها بالرئيسية الفاعلة او المهيمنة والحاكمة. هنا لا بد من الإشارة للتحديات المرتبطة بالسياقات المحلية أو الإقليمية التي يتحرك فيها الفاعلون خاصة بعد ما أسفرت عنه الحركات الاحتجاجية والثورية في الربيع العربي. لذلك فأن الورقة ستركز على تحليل بعض جوانب من هذه السياقات منطلقة من أن الربيع العربي احدث تحولات اساسية في ديناميات التفاعل وهو ما سينعكس ويجد تمثلاته بكل قوة في أي صورة مستقبلية لأتحاد المغرب العربي. وتحقيقاً لهذا الغرض ستقدم الورقة تحليلا للديناميات المتفاعلة على اكثر من مستوى وهو ما يبرز أو يعيد الاعتبار للسياقات المحلية والإقليمية ضمن البيئة المتغيرة كونيا وهو ما تم تجاهله في السياسات والتحليلات على السواء لتخلص إلى تحديد نمط العلاقات المتصور نشؤها ضمنها في المدى القصير أو المتوسط الأجل.

في الجذور والأشكاليات

إن هناك ديناميات متعددة وعناصر أساسية هي التي ستحدد وفقا لتفاعلاتها مستقبل الإتحاد المغاربي وستحدد أيضاً محتواه واتجاهه. أولى هذه الديناميات والعناصر هي تلك المتصلة بفكرة الإتحاد ذاتها ومدى ملاءمتها للتحولات. يبدو لي أن الأمر محتاج لأكثر من زاوية واحدة للنظر ذلك أن قراءة تاريخ المغرب العربي المعاصر والتعرف على أصول ودوافع  ومحددات فكرة الاتحاد أو التكامل المغاربي تؤكد أن هذه المنطقة مؤهلة أكثر من أية منطقة عربية أخرى لبناء تعاون إقليمي[1] فاعل لكن التجربة بينت أيضاً وبما لا يدع مجالاً للشك أن النظم القائمة قد استنفذت طاقتها واستنفذ مشروعها المغاربي بشكله الحالي طاقته أيضاً. الدينامية الثانية تتعلق بكثافة ومستوى التنافس الدولي وخاصة بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والصين واليابان أيضاً والتي تتجاوز المغرب العربي لتشمل كامل أفريقيا.

اتحاد المغرب العربي ولد في فترة نهاية الحرب الباردة وبداية صعود هيمنة الغرب على كل شيء تقريباً. ميلاده تزامن أيضاً مع انحسار المد القومي العربي وبروز الدولة القطرية العربية. إذن البيئة الإقليمية لم تمثل تماما الحاضن أو الإطار المناسب لفكرة الاتحاد التي استندت على رؤية كانت تشهد تراجعا. مع ذلك شعر حكام الدول المغاربية أنهم في دولهم أمام أزمة بنيوية عميقة كانت سبل الإفلات منها منغلقة. كان هنا اللجوء إلى المخزون التاريخي والعاطفي للفكرة المغاربية، التي لعبت منذ الخمسينيات دورها كإطار مرجعي لكل حركة التحرر الوطني والجمعيات الثقافية والأحزاب السياسية، فرصة ملائمة لتجاوز حالة الانسداد.[2] أن الاتحاد وفر إمكانية أداة للتعاون الذي بدا واضحاً خاصة في مجالات الأمن وظل شكليا في المجالات الأخرى بصرف النظر عن بعض النجاحات التي تحققت على الصعد الثنائية كما حصل بين ليبيا وتونس مثلا. مع ذلك  فإن الاتحاد تعطل منذ قمة 1994 والغريب أن كل الدول تعلن دائماً التمسك بالبناء المغاربي والاستعداد لإطلاق عمل هياكل قوية… ولا يحصل شيء تقريبا. ويمكننا اليوم أن نقرر أن الإتحاد ليس ميتاً وليس فاعلاً. صحيح أن الأمر يتعلق في بعض جوانبه بالإرادة السياسية لكن ذلك ليس كل الصورة. لذلك فأن هناك دينامية تتصل بالآثار التي ستنجم عن الربيع العربي على كل دولة على حدة وعلى البيئة الإقليمية أيضاً.[3]

البيئة المعولمة وإعادة الاعتبار للسياقات الإقليمية

واضح إذن أن الاتحاد ولد في ظروف ومرحلة وضمن نسق تفكير مختلف عما نعيشه اليوم. العالم من حول المنطقة تغير والديناميات الجديدة التي أبرزت قوى عالمية كبرى تفرض رؤية مخالفة لتلك التي نمت في فترة الحرب الباردة. يقدر الكثيرون أن الإتحاد جاء أيضاً استجابة لرغبات أوروبية ولم يعكس إلا في مداه أو محتواه العاطفي رغبات وتطلعات شعوبه. نحن اليوم أمام قوى ليست العولمة فقط هي سياقها الكلي بل أيضاً ما يمكن وصفه بالتنافس المتعدد الأطراف. حدود التنافس الدولي أصبحت أكثر هلامية. الآن هناك حديث عن أن من نتائج الثورات الربيعية توفر إرادة سياسية تريد تفعيل الاتحاد. لكن هل حقاً هذا هو الواقع؟ أم نحن أمام ذات التحديات وذات المعوقات وإن بصياغة مغايرة. إن منطق القطرية ورؤية الحكام هي التي تحدد ما يجري وإلا كيف نفسر حتى الآن عدم تجاوز الأمر دائرة خطاب الأمنيات أو الينبغيات؟ لننظر إلى أداء الحكومات الجديدة في تونس وليبيا والمغرب وهي التي يفترض أن يجمعها أنها ديمقراطية وإسلامية الرؤية؟ كل التصريحات التي صدرت لم تمس إلا المشاعر والعواطف والأماني لكنها لم تتعلق بالتحديات ورسم المستقبل بشكل عملي. في منتدى دافوس تحدث رئيس حكومة تونس في يناير الماضي عن انفتاح تونس على أوروبا وطلب دعم أمريكا وأوروبا. أما رئيس حكومة المغرب فقد أكد على اختلاف مسار المغرب عن باقي البلدان المغاربية فيما يتعلق بالثورة والإصلاح متعهداً بحماية أفضل لمصالح واستثمارات أوروبا وأمريكا. [4]

وبغض النظر عن التحديات الاقتصادية وعن مآلات وآثار مشكلة الصحراء الغربية فإن ما يمكن وصفه تجاوزا “الحلول المغاربية” أثبتت عدم فاعليتها بل أن سياسات الدول المغاربية تعزز من التصور القائل بأن مشكلة الصحراء الغربية ستظل وفقاً لذات المقاربة عقدة مستعصية على الحل ليس فقط لتؤكد عدم فاعلية الإتحاد بل وأيضاً لتسد الطريق أمام أي تعاون أو تكامل مغاربي. الأخطر من ذلك تنامي سباق التسلح بين المغرب والجزائر اللتان تقومان بتجديد ترسانتهما العسكرية وتخصيص ميزانيات ضخمة للدفاع هي أحق أن تصرف في مجالات أخرى. مع ادراكنا لأهمية الربيع العربي والتحول عن الدكتاتورية وما صاحبه من مواقف متباينة للمؤسسات العسكرية فأن هذه الأخيرة لا تزال تلعب ادوارا هامة وحاسمة بينما تكتسي علاقتها مع النظم السياسية بقدر من عدم الوضوح او الدقة وهو ما لا يساعد في تحديد دورها المستقبلي في رسم السياسات وتحديد الخيارات وهذا بالتأكيد امر مفصلي بالنسبة لمستقبل الأتحاد.

 إن تاريخ العلاقات الدولية في منطقة المغرب العربي يشير الى محورية المغرب والجزائر في كل ما يتصل بشؤن المنطقة واتحادها. مع ذلك ظلت هذه العلاقات المحورية الحاسمة رهنا لسياسات نخب حاكمة لا تريد أن تتجاوز عقدة ” زوج (اثنين) بغال”!  ان الحالة التي اتسمت بها علاقات هذين البلدين واختلافاتهما كانت وستظل هي الناظم لمصير الاتحاد وان التوصل لتفاهمات بين البلدين هو الخطوة الحاسمة والشرط الضروري لإنجاز أي مشروع مغاربي.  لذلك لا بد من الاتفاق مع الباحث المغربي محمد العربي المساري في تحديده أسباب تعثّر التجربة التكاملية المغاربية في ثلاثة أسباب رئيسية هي: اللاّثقة – اللاّيقين – اللاّتواصل، فهذه اللاءات الثلاث تطرح العديد من التساؤلات الصريحة داخل الكتلة المغاربية: “ظاهرة اللايقين” من جدوى المشروع المغاربيّ ومصير مؤسساته، “مسألة اللاتواصل” الذي تفرضه ظواهر غلق الحدود والخلافات الشكلية وتراجع التعاون الاقتصاديّ البينيّ، و”حقيقة اللاّثقة” التي تهدد كل أفق للتعاون ناهيك عن التكامل وفرص.[5]

الإتحاد المغاربي في مرمى تقاطع المصالح الإستراتيجية

لن أكرر هنا الكلام المعروف تقريبا لدى الجميع عن الأهمية الإستراتيجية لمنطقة المغرب العربي. غير انه من المهم الإشارة إلى أن هذه الأهمية تكتسي اليوم قيمة مضاعفة ليس فقط بفعل التهديدات الأمنية التي يمكن أن تنبع منها أو من جوارها الصحراوي، حيث تهديدات القاعدة ظاهرة تماما، بل انه يتصل أيضاً بالتطورات الهائلة والاكتشافات المتواصلة للموارد المختلفة للإقليم وخاصة في مجالات الطاقة البديلة أو النظيفة.[6] لذلك فأن مصير المنطقة لن يحدده أبنائها لوحدهم بل انه أمر تتقاطع بشأنه المصالح الإستراتيجية للقوى الكونية الكبرى التي تعي جيداً هذه الأهمية التي ترتبط بمصير وأهمية فضاء آخر بعمق أفريقيا. لا بد والحالة كهذه إذن من إيلاء اهتمام مناسب للدور الحاسم الذي تلعبه عملية التنافس والصراع بين القوى الكبرى على أوجه ومستويات متعددة. تبرز في هذا الاتجاه السياسة الأمريكية التي سنخصص لها مساحة من التفكير هنا ثم نعرض لجوهر ما يمكن وصفه بالسياسة الأوربية. إن آفاق المستقبل يمكن تفهم ما تنطوي عليه من احتمالات تبدو في فقرة هامة من تقرير للاستخبارات الأمريكية عن العالم في 2025 حيث يقرر “إن السنوات العشرين الانتقالية المقبلة تعج بالمخاطر.. ستقوم نزاعات وحروب بسبب الموارد الغذائية والماء» وتنبّأت الاستخبارات الأمريكية بأن يعود العالم إلى الوضع الذي كان عليه إبان القرن التاسع عشر، فسيُبعث السباق نحو التسلح من جديد وسينطلق المد الاستعماري باشتداد المنافسة العسكرية بين قوى عديدة في سبيل السيطرة على مناطق النفوذ.[7]

  • أمريكا والمغرب العربي

استندت السياسة الأمريكية عموما على أن المصلحة الإستراتيجية تحتاج بشكل أو آخر إلى التعامل السياسي مع المغرب العربي كوحدة إقليمية على الصعيد السياسي وذلك لا يرتبط بالضرورة بمصالح اقتصادية مباشرة بل انه يتعلق في المقام الأول بالأهمية الأستراتيجية للمغرب العربي على الضفة الجنوبية للبحر المتوسط الذي تحرص الأستراتيجية الأمريكية على الأمساك به.[8] هذا يشير مبدئيا إلى موقف سياسي قد يلتقي مع هدف إعادة إحياء الاتحاد المغاربي. مع ذلك تبرز الاستثناءات والخصوصيات في الإستراتيجية الأميركية حيث تمثل الجزائر أو تحتل مكانة جوهرية. ترجم هذا مثلاً في ما أبدته الولايات المتحدة من حرص شديد على ترتيب تعاون وثيق مع الجزائر في مجالات واسعة من اجل حصول شركاتها على نصيب أوفر من عقود النفط والغاز الجزائري.[9] يفسر بعض المحللين هذه الوضعية في التقاء المصلحة الأمريكية مع طموحات الجزائر في أن تلعب دور اللاعب المحوري بسبب وزنها الاستراتيجي لا فقط في المغرب العربي بل في أفريقيا والمتوسط. وتشير تقارير أن “العسكر” الجزائري الذي يتحكّم في مفاصل الدولة قد تلقى تطمينات من الجانب الأميركي بلعب هذا الدور ويدور حديث في أوساط المراقبين عن ولادة ” حلف مقدّس جديد في المنطقة بين الولايات المتحدة والمغرب العربي بقيادة الدولة الأكبر فيه وهي الجزائر.[10] هذا ما يمكن القول انه يحظى بمباركة بريطانية تجلت في الزيارة الأخيرة لأرفع سياسي بريطاني للجزائر ولقائه برئيسها بعدما يبدو انه تسليم بدور بريطانيا في ليبيا أيضاً وهو دور وان كان أوروبيا جغرافيا فأنه أكثر ارتباطا بالبعد الأطلسي القوي في علاقة بريطانيا الخارجية ولو على حساب الاتحاد الأوربي.

الاهتمام الأميركي متصل تماماً بامتلاك مفاتيح الأمن والطاقة في كامل منطقة غربي البحر الأبيض المتوسط، فضلا عن أن واشنطن لا تبدو مستعدة للتخلي عن الفرص التجارية المتاحة في المغرب العربي لبلدان الاتحاد الأوروبي والشراكة المتعثرة مع الاتحاد المغاربي، مما يعكس احتدام الصراع الأميركي – الأوروبي على المنطقة.‏ لعل احد اهم العوامل التي يمكن ان تفسر هذا التنافس هو ان حلف شمال الأطلسي لم يتمكن بعد من بناء مقاربة شاملة لجنوب المتوسط . ورغم اطلاق ما عرف بحوار المتوسط ومبادرة تعاون اسطنبول في 1994 و2004 على التوالي فأن هناك غيابا ملحوظا لرؤية استراتيجية شاملة ومحل اتفاق الحلفاء وهو ما يجعل التنافس الأوربي الأمريكي قائما مثلما كشفت الأزمة الليبية في 2011 عن ضعف وغياب للتنسيق.[11]  لقد فتحت التحولات السياسية الأبواب واسعة أمام نفوذ أميركي جديد في المنطقة سيأخذ في السنوات المقبلة أبعاداً متعددة. هذه التحولات ترافقها تهديدات أمنية فالولايات المتحدة كسبت إلى حدّ الآن ثلاثة حلفاء من خمسة دول هي تونس والمغرب وليبيا الجديدة.  أمريكا تبدو اليوم أكثر اهتماما بالمغرب العربي وتأكيدا على ذلك صرحت هيلاري كلينتون خلال زيارتها لدول المغرب العربي أواخر ابريل الماضي قائلة وبدون مواربة “إن على دول المغرب العربي تعميق التعاون الاقتصادي بينها لإيجاد بيئات سياسية وخلق فرص اقتصادية..” [12] الحلم الأميركي بإخضاع منطقة المغرب العربي لنفوذ الشركات العملاقة من جهة ولنفوذ القوة الأميركية السادسة الملقبة بـ “افريكوم” لم يعد خافيا خاصة بعد التعديل الذي طرأ على الموقف الجزائري وسماح الجزائر باستخدام فضائها الجوي وربما أراضيها لصالح قوات غربية في عمليات مالي.

  • أوروبا والاتحاد المغاربي

بعد التحولات السياسية التي شهدها المغرب العربي يلاحظ المراقبون فتوراً في العلاقات بين دول المغرب العربي والشريك الأوروبي. هذا الفتور يرتبط إلى حد كبير بفشل مسار برشلونة وفكرة اتحاد المتوسط لكنه أيضاً متصل لحد ما بالظروف والمواقف الأوربية( فرنسا، ألمانيا، ايطاليا) في مطالع الربيع العربي. غير أن هناك مسائل أخرى تتصل بهذا الوضع : فبين الجزائر وفرنسا مثلاً مشكلة اعتراف فرنسا بالجرائم التي ارتكبتها في الجزائر والاعتذار عنها. إلا أن الأزمة الاقتصادية ومضاعفات الديون والعجز وأزمة اليورو ساهمت في الحد من الدور الاقتصادي لأوروبا الموحدة في المنطقة المغاربية فلم تعد الممول الرئيسي لمشاريع الاستثمار ودخلت أطراف أخرى على الخط لتملأ الفراغ مثل الصين والولايات المتحدة واليابان.[13] لذا يمكن أن نتفهم ما عبر عنه دومينيك دوفيلبان رئيس وزراء فرنسا الأسبق قائلاً: “إن السياسة الأوروبية بشكلها الراهن غير قادرة على مواجهة التحديات الكثيرة القائمة”. وقال “ نحن اليوم في وضع اقل من المطلوب مقارنة بما هو عليه النمو الاقتصادي في عديد البلدان الأسيوية وخاصة الصين“.[14] إن هذا لا يجب في كل الأحوال أن يحول بيننا وبين تقدير التحديات الأمنية التي تواجه الاتحاد الأوروبي في المغرب العربي أو ما له صلة به كقضايا الإرهاب والهجرة ولكن أيضاً الانعكاسات السلبية لفشل دول المغرب العربي في التعامل مع طموحات مجتمعاتها أيضاً. لقد اهتمت اوربا بالمغرب العربي وبنت علاقات مع دوله على مستويات مختلفة الا ان التطورات الحاصلة في قطاع الطاقة تبرز بشكل خاص انشغالا اوربيا بالغ الحساسية. دول المغرب العربي تمتلك مصادر وفرصا هائلة في مجال الطاقة وخاصة الناتجة عن المصادر البديلة التي تشترك فيها مع افريقيا جنوب الصحراء. بدا هذا الهتمام اكثر وضوحا في ما يعرف بالمخطط الشمسي المتوسطي(مارس 2008).[15]

  • الصين والمغرب العربي

لا يمكن فهم السياسة الصينية تجاه المغرب العربي بمعزل عن سياستها الكونية إجمالاً. ومع أن الصين تخلصت إلى حد كبير من التحاميل الأيديولوجية المتعلقة بالسياسة عموما فأن البعد الاقتصادي والاستراتيجي لسياستها الخارجية لا يمكن عزله عن تصور الصين للعالم بشكل عام وبحرصها على التمكن من الموارد والمقومات اللازمة للمنافسة مع الولايات المتحدة وأوربا واليابان. تحقق الصين نمواً اقتصادياً هائلاً لا يقارن وهي بذلك في حاجة متواصلة ليس للمواد الأولية فقط بل للأسواق أيضاً. المغرب العربي خزّان استراتيجي للموارد الأوليّة والطبيعية يتصل بما في إفريقيا عموما من موارد هائلة. لذلك سعت الصين إلى وضع إستراتيجية افريقية ومغاربية منذ العام 1996، لكنّ أولى لثمار الحقيقة للمجهود الصيني ظهرت متمثلة في نجاح التحرك الدبلوماسي بانعقاد المنتدى الصيني- الأفريقي في العام 2000، القمّة الأفريقية- الصينية عام 2006 التي حضرها رؤساء 43 دولة أفريقية في مؤشر قوي ودال على مدى أهمية وثقل الدور الصيني في أفريقيا والمغرب العربي على وجه الخصوص.[16]

روسيا والمغرب العربي

شكل التنافس مع الولايات المتحدة الأمريكية والناتو على مناطق النفوذ في العالم بما فيها منطقة المغرب العربي أساساً متيناً للسياسة الخارجية الروسية رغم تلاشى التصور الأيديولوجي السابق. لقد أصبحت سياسة روسيا ترتكز على رؤية أكثر واقعية للسياسة الدولية والموقع الروسي والمصالح القومية لروسيا وقدراتها ضمن بيئة الصراع أو التنافس على المصالح . إن روسيا تعيش عملية تحول على جميع المستويات وهذا ما يساعدنا أن نفهم أو نفسر موقفها الملتبس أو الشائك بل والمعارض أحياناً، كما في حالة سوريا، من الربيع العربي. روسيا بينت في مناسبات وأحداث مختلفة أن الربيع العربي صناعة أمريكية غربية بامتياز تهدف إلى إعادة تغيير خريطة المصالح العالمية من اجل تحقيق هيمنة أمريكا وحلفاؤها على النظام العالمي وإعادة صياغة قواعده والتحكم في عملياته وتفاعلاته. لذلك قررت روسيا بعد قدر من التردد الاستمرار في بناء وتعزيز علاقاتها مع الدول المغاربية فأصبح لها مصالح حقيقية تسعي للحفاظ عليها وتعمل من اجل تنميتها، حتى مع تغيير النظم الحاكمة عقب الثورات.

ومع أنه يمكن التساؤل عن المدى الذي لروسيا اليوم أهداف تتعلق بتحقيق مكاسب سياسية أو ممارسة دور أمني أو عسكري ينافس الوجود الأمريكي، فأنه يمكن القول أن روسيا بوتين بشكل واضح تسعى إلى شراكة استراتيجية بالمعنى الاقتصادي والتقني ترتكز على تقدير واضح للأهمية الخاصة لقطاعات النفط والغاز، والتعاون التقني في المجالات الصناعية، والتعاون العسكري. لقد عكست التحركات الدبلوماسية الروسية هذه التوجهات المرتكزة على عقدة هذه القطاعات منذ العام 2003 وهو ما بلغ ذروته في العام 2006 عندما زار الرئيس الروسي المغرب والجزائر.

يفصح بوتين في مقالة بعنوان “روسيا والعالم المتغير” بوضوح عن هواجسه من تأثير الربيع العربي على المصالح الاقتصادية الروسية في البلدان العربية.  يعبر بوتين عن قلق ظاهر عندما يشير إلى “إن الشركات الروسية تفقد مواقع عملت من أجلها خلال عشرات السنين في أسواق البلدان التي اجتازت “الربيع العربي”، ويتم تجريدها من عقود ربحية كبيرة في هذه الأسواق مثلما حصل في العراق في وقت سابق، وتحتل هذه المواقع شركات الدول التي كانت لها اليد الطولية في تغيير أنظمة الحكم، وقد يخطر على بال المرء أن الأحداث المأساوية لا يقف وراءها الحرص على حماية حقوق الإنسان بقدر ما تقف وراءها رغبة أحد ما في إعادة اقتسام الأسواق. على أية حال، فإننا لا يمكن أن ننظر نظرة هادئة إلى هذا، ونعتزم أن نعمل مع السلطات الجديدة في البلدان العربية على استعادة مواقعنا الاقتصادية في وقت سريع.[17]

هذا الكلام لبوتين وان كان لا يتناول بشكل محدد سياسة نحو اتحاد المغرب العربي ومستقبله فأنه يفيد في التعرف على موقف روسيا مما يجري وما قد يجري من تحولات. المهم هنا أن روسيا لن تتخلى عن مصالحها بالمنطقة وان أدى ذلك إلى احتدام التنافس. هل يشكل ذلك عنصر قوة إضافية للمنطقة  في مواجهة مصالح أطراف أخرى؟ مجدداً إن ذلك سيعتمد على ما يحدث عندما تتفرغ الدول المغاربية لتحديد أولوياتها الجديدة ومنها مصير الاتحاد ذاته.[18]

الربيع العربي ونمط الاستقطاب الجديد: الاتحاد في حالة غيبوبة

 أن حقيقة كون فوز أحزاب ذات توجهات إسلامية في دول الثورات وفي المغرب وبقاء الوضع في الجزائر وموريتانيا على ما هو عليه، مع ما فيهما من احتقان يسبق الانفجار، يقود إلى استقطابات حادة  وأكثر قوة مما كان عليه الوضع قبل 2011 عندما كان الفضاء المغاربي تجمعا لحكام عتاة  ونظم دكتاتورية قد تتفق على الأمن وتختلف على كل شيء  مضحية بمصالح الشعوب. هذا هو الأمر الوحيد الذي يفسر مثلاً استمرار عقبة الصحراء بإصرار الجزائر والمغرب على التنافس الثنائي على قيادة الإقليم ولو أدى ذلك إلى ارتهان البلدين بل الإقليم للخارج أو إلى الحيلولة دون التكامل وحل المشكلات ومواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية. مع ذلك تصر الزعامات الجديدة على التمسك بأهدافه والحلم بأوهامه التي أنتجتها صياغة له تجاهلت أهم المحددات والديناميات ولم تفلح يوماً ما الاستجابة لتطلعات شعوبه. [19]

الاستقطاب إذن مرشح للاستمرار وهو ما يبدو حتى على الصعيد الوطني في تونس وليبيا مثلاً وبشكل يهدد التوافق أو السلام الاجتماعي ويهدد عملية الانتقال أو التحول الديمقراطي الهشة أساساً. ولذلك هناك تخوف في أن يؤدي ذلك إلى التطرف وسيطرته وبالتالي الدخول في متاهات صراع لا ينتهي ومزيد من التشتت. هناك أيضاً مشكلات موروثة من عهد الاستعمار وهي مرشحة لإعادة الظهور حول الحدود والنفط وغيرها كما بين ليبيا والجزائر وليبيا ومصر وربما الجزائر وتونس. كان الأمل آن رياح الديمقراطية أو ربما تحققها ستقود إلى حكومات تفكر في مصالح شعوبها ومن ثم فإن الاتحاد المغاربي مرشح للإحياء، لكن دروس التجربة التاريخية تبين أنه ليس دائماً هذا هو المآل المرتقب فالديمقراطيات أيضاً تحاربت وتنازعت. ومع أن العولمة تبرز الاقتصاد فإن الدولة الوطنية حققت عودة قوية وهو ما يعطى الأهمية القصوى لرؤى النخب الحاكمة. الربيع العربي ثورة لم تكتمل بعد وهذه المرحلة التي تسعى فيها الأحزاب الإسلامية للسيطرة بغض النظر عن ثمن ذلك وتحرص القوى المقابلة لها على جر البلاد أيضاً للصراع، هذه المرحلة أبرزت أيضاً الهويات الفرعية للأقليات الأثنية التي تريد جلب الانتباه  لأوضاعها من أجل مشاركة أوسع وأكثر في مستقبل بلدانها ومستقبل الإقليم. لذلك فإن أفضل ما سيؤدي إليه الربيع العربي هو أن تقوم كل بلد بتحديد أولوياتها وتحدد مساراً جديداً لسياستها الخارجية بأهداف جديدة تنبثق من سياقات التغيرات الجارية.[20]

إن ذلك يتصل أيضاً بحقيقة إن الانتخابات التي جرت في بلدان المنطقة عكست ظاهرة هامة على مستوى الخيارات والرؤى وصياغتها وطنياً وإقليمياً. لقد كشفت نتائج الانتخابات التي جرت ، بما في ذلك في ليبيا حيث مارس الليبيون هذا الحق الانتخابي لأول مرة في حياة غالبيتهم الساحقة، عن حالة من التشرذم الأفقي والعمودي الواضح وهو ما عبر عن حالة من السيولة والقلق تجاه الخيارات المطروحة. كشفت النتائج تشتت الرأي العام للناخبين وتوزعهم على مرشحي الأحزاب والتيارات السياسية بشكل ملفت للنظر. غياب كتلة انتخابية محددة وواضحة ضمن أغلبية ديمقراطية واضحة يعزز من فرضية غياب ما يمكن وصفه بالجوامع أو القواسم المشتركة وهذا وثيق الصلة بمستقبل الاتحاد بكل تأكيد. في بيئة كهذه سيكون اهتمام الفرقاء السياسيين في كل بلد وعبر الحدود الوطنية أيضاً التضامن وفقاً لرؤى سياسية أو مقاربات حزبية حيث الحكم والحصول على السلطة هو الرهان الأساسي .

لذلك فإن ما يستفز المحلل المغاربي الجاد والذي يحلم بالمستقبل هو أن خطاب نخب اليوم ما يزال يحوم في دائرة الماضي ولم يتخلص بعد من الإرث الثقيل الذي بقدر ما مثل نقطة انطلاق أولى قدم كل العقبات أمام الوصول للهدف. إن الأمر يتعلق بالمستقبل في إقليم 60% من سكانه هم تحت 25 عاماً وهم الشباب الذين لم يعد مقبولاً اليوم تجاهلهم في المجال السياسي ناهيك عن النساء والأقليات الإثنية والاجتماعية.[21] إن مسائل الهوية والتنوع اللغوي والإثني يمكن أن تصبح شرك أو فخ هوية  بنتائج خطيرة. إن قراءة عابرة للمؤشرات الديموغرافية للمنطقة تبين إننا أمام تحولات جذرية وعميقة تتصل بالسكان من ناحية هيكل السن ومن ناحية التوزع بين الذكور والإناث أيضاً. إن الدراسات التي أجريت على هذا البعد تؤكد  في الخلاصة ان ما مرت به المنطقة المغاربية وما ستتعرض له خلال الفترة القادمة ضمن المدى المتوسط يرتبط بشكل وثيق بهيكل السكان ومكوناته حيث التحولات في هذا النسيج الاجتماعي قادت وستقود إلى تحولات على كل المستويات.[22] هنا يستوجب التذكير بان الربيع العربي لم يكن في الواقع عربيا فقط بل أنه انحسر حتى الآن بالشمال الأفريقي تقريباً ومع مراعاة الديناميات الخاصة بالمنطقة المغاربية فيمكن اعتباره ربيعاً أمازيغياً أيضاً. إن هذا أمر في غاية الأهمية إذا ما لاحظنا النشاط البارز للأمازيغ في بلدان كليبيا وتونس وربما في مصر، إضافة إلى ما يعتمل في الجزائر والمغرب أيضاً منذ عقود أمام ما يمكن وصفه بالتجاهل للمسألة المازيغية من قبل النخب السياسية والتهميش الذي يحس به الأمازيغ وفقا لذلك.[23]

 لم يبق من الاتحاد المغاربي شيئاً وحتى اسمه هو الآن عرضة لهجوم مشروع من الأقليات والجماعات الإثنية واللغوية ناهيك عن تعارضه مع المشروع الإسلاموي الذي  تقوده الآن أحزاب إسلاموية  وصلت للسلطة. لقد جعل الربيع العربي الاتحاد المغاربي أكثر غرقاً في مشاكله فهو اليوم ليس سوى فكرة نظرية. النظم الجديدة وخاصة لنزعتها الإسلاموية ولتقاربها الحزبي ستفكر في تصميم استراتيجيات جديدة وبناء تحالفات جديدة على أسس مختلفة في وقت لا يبدو في الأفق ما يبشر بحل مشكلات البطالة والنمو البطيء وتزايد العجز في الميزانيات وتدهور الحسابات الجارية وتسارع التضخم وكل مساؤي اقتصاد الريع أيضاً.[24] إن  اتحاد المغرب العربي سيظل كما هو منتظراً في محطة الزمن حتى يتم الانتهاء من تحديد قواعد جديدة للعبة في كل بلد وفي كامل الإقليم. هذه القواعد تطال الفاعلين السياسيين، خياراتهم وتفضيلاتهم  الإيديولوجية، الرؤى الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأهداف الجيوسياسية. هذا يعني أنه مثلما تتعرض دول الثورات لعمليتي الهدم وإعادة البناء فإن الاتحاد أيضاً يخضع الآن لمسار مماثل من الهدم وإعادة البناء. لذلك فإن ما سينجم عن هذه العملية سيكون اتحاداً مختلفاً لكن يصعب تحديد أو التنبؤ بسماته وخصائصه.

 

أخيرا …

قد يكون من المفيد الإشارة إلى بعض ما ورد في التقرير الذي أصدره مجلس الاستخبارات الوطني الأمريكي بعنوان «الاتجاهات العالمية في 2025: العالم المتحوّل». لقد أبرز التقرير التخوّف من الصين وبعض الدول الأخرى الصاعدة والتخويف من بلدان المغرب العربي والشرق الأوسط. أن العالم الأحادي القطب بقيادة الولايات المتحدة لم يعُد موجوداً وفقاً لمعدي التقرير الذين يشيرون صراحة إلى ما يعتبرونه تهديدا من الصين وما سيكون لها من نفوذها وتأثير بل وسيطرة في العالم. هناك أيضاً إشارة إلى الهند وأنها ستشكّل مع الصين الصورة الجديدة لعالم متعدّد الأقطاب تُنافسُ فيه القُوّة التقليدية ممثلة في الولايات المتحدة. وتحدّث التقرير عن «صعود قوى ناشئة أخرى» هي إيران والبرازيل وتركيا وأندونيسيا، وهي دول ستكتسب قوة اقتصادية وستكون لها كلمتها في اقتسام مناطق النفوذ والأسواق في العالم.

يدعو التقرير إلى تمكن الولايات المتحدة مما تستطيع أو تقدر عليه من مكامن القوة والنفوذ في المنطقة الممتدة من المغرب الأقصى إلى الشرق الأوسط والتي ستتميز بعدم الاستقرار وستكون محطة لجميع المشاكل تقريباً. يؤكد التقرير على معالم صورة قاتمة لمنطقة المغرب العربي والشرق الأوسط غير أن ما يلفت الانتباه هو الإشارة القوية إلى الموارد ومن بينها المياه وافتقار المنطقة إلى  «آليات لحل الخلافات» وهو ما سيخلق إمكانية اللجوء إلى السلاح، وأن الجماعات الإرهابية ستستغل الفرصة لتنفيذ هجمات وذلك من خلال «اكتشاف الثغرات» سواء في الرقابة على الحدود أو في الأمن الداخلي.[25]

هل نحن أمام تصور أو سيناريو مستقبلي أم نحن أمام مخطط يتم الترتيب له بعناية؟؟ ما يمكنني التأكيد عليه، وأنا حتما لست من أنصار نظرية المؤامرة على الإطلاق بل أؤمن بالواقعية في العلاقات الدولية إطاراً تفسيرياً مناسباً لفهم سياسات أو لعبة الأمم، هو أن المنطقة لم تأخذ بعد زمام المبادرة بل أن مستقبلها يجري تقريره بعيداً عنها وما لم تنجح في إنجاز شروط التحول السياسي والاقتصادي والاجتماعي فإنها ستظل تفتقر لأبسط أدوات التفاوض من اجل المصلحة الوطنية. لا أخالني ابتدع تصورات إذا قلت بأن علينا أن نعيد التفكير بالحاضر ضمن تصور للمستقبل. هذا التفكير لا بد أن يدرك أننا لا نسبح في مجرة لوحدنا بل أن هناك ديناميات وفاعلون لا يمكننا تجاوزهم بالمطلق مع ما يمكن أن يتوفر لنا من إرادة. لمن علينا العودة إلى التفكير بالممكن وإدراك أن البديل هو أما كيان أو كيانات تتجاوز الدول القطرية وفقاً لما يحقق مصالحنا وإلا فأنه ليس لنا من مستقبل سوى الالتحاق بكيان فوق قومي يلحقنا بالآخرين على حساب ما نريد أو التراجع إلى كيانات هي ما دون الدولة القطرية أو الوطنية التي لدينا الآن.[26] ان ما تحقق على طريق الأنتقال الديمقراطي يبدو هشا حتى الآن ولا يكفي لتقدير او التنبؤ بالأثر الذي سيتركه العامل الديمقراطي في اعادة تشكيل الفضاء المغاربي. لذلك فأن كسب الرهان الديمقراطي هو التحدي الأساسي لبلدان المغرب العربي.

[1]   “الحسن عاشي، نسيم اولمان وسهيل كرم” اقتصادات المغرب العربي في العام 2012: الاختلالات الاقتصادية ومواطن الضعف الهيكلية  في  http://carnegie-mec.org/events/?fa=3742

  [2] بنبراهيم بلقاسم، المغرب العربي وصراع الإرادات، منشور في http://www.oujdacity.net/debat-article-19151-ar/debat-article-19151-ar.html

[3]  بنبراهيم بلقاسم، المصدر السابق

[4]  http://english.ahram.org.eg/NewsContent/2/8/32973/World/Region/Tunisia-PM-urges-West-to-underwrite-democracy.aspx, and, http://www.dailystar.com.lb/News/Middle-East/2012/Oct-06/190326-maghreb-reassures-europe-over-arab-spring.ashx#axzz2MH5FD9T3

[5]   انظر: محمد العربي المساري، اسباب تعثر  التجربة التكاملية المغاربية، منشور في ، http://mostakbaliat.blogspot.com/2010/07/blog-post_31.htmllx9zzhQTfz3gpg3QSY0w

[6]  بينما تسعى اوربا وغيرها للطاقة بالمنطقة تتنافس دول المغرب العربي بدل ان تنسق سياساتها، انظر ما نشرته صحيفة الشروق الجزائرية مثلا في،

 http://www.alalam.ma/def.asp?codelangue=23&id_info=48474&date_ar=2012-8-12

[7]   نص التقرير منشور في:

http://www.arabinfocenter.net/pkg09/index.php?page=show&ex=2&dir=news&First=0&Last=12&CurrentPage=0&nid=75293&nt=16&lang=1

[8]  كريم مصلوح، التعاون والتنافس في المتوسط، الدار العربية للعلوم ناشرون ومركز الجزيرة للداراسات، بيروت 2013، ص 80

[9]  توفيق المديني،” اميركا والصراع على المغرب العربي” في:

 http://thawra.alwehda.gov.sy/_print_veiw.asp?FileName=27012727920120901212623

[10]   ” المغرب العربي واميركا… شراكة المقاولات؟” http://algeriatimes.net/algerianews22253.html

  [11]  كريم صلوح، المصدر السابق، ص 84

[12]   المغرب العربي واميركا… شراكة المقاولات، مصدر سابق

[13]  المصدر السابق

[14]   المصدر السابق

 [15] كريم مصلوح، المصدر السابق

[16]  انظر حول التنافس الأوربي الأمريكي الصيني على المغرب العربي:

 http://arwah-motamarida.ahlamontada.com/t5363-topic

[17] منشور في : http://m.assafir.com/content/1351211473364625400/Opinion

[18]  انظر دراسة خالد ممدوح العزي  حول روسيا والعالم العربي،: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=301311

[19]  انظر احد وجهات النظر في Lahcen Achy, “The Arab Spring Revives Maghreb Integration”,  http://carnegieendowment.org/2012/03/06/arab-spring-revives-maghreb-integration/a0rf

[20]  انظر تحليلا لهذه المسألة في ، Imad Mesdoua, “Will the Arab Spring Make the Arab Maghreb Union Bloom?”, in, http://thinkafricapress.com/morocco/arab-spring-arab-maghreb-union-bloom

[21]  Mohamed Lemine Kettab, “Impact of the Arab Spring on the Maghreb Union’s Future”, in, http://zawaya.magharebia.com/en_GB/zawaya/opinion/575

[22]  يوسف الصواني وريكاردو رينيه لاريمونت، الربيع العربي: الانتفاضة والإصلاح والثورة، بيروت، منتدى المعارف، 2013.

[23]  من المثير الإشارة إلى ما صدر عن وزير خارجية المغرب أثناء اجتماع وزراء خارجية اتحاد المغرب العربي  في الرباط ومطالبته لإسقاط كلمة” العربي” من اسم الاتحاد معتبرا أن في ذلك إعادة اعتبار للأمازيغ وقد اضطر لسحب اقتراحه أمام اعتراضات تونسية وليبية وجزائرية أيضاً. انظر إدريس جنداري،” اتحاد المغرب العربي أم الاتحاد المغاربي؟ “،   منشور في، http://www.alislah.org/2012-11-13-12-27-31/2013-01-19-18-49-28/item/21903

[24]  الاقتصادية ومواطن الضعف الهيكلية   http://carnegie-mec.org/events/?fa=3742 وحول مؤشرات كلفة عدم تفعيل اتحاد المغرب العربي، انظر، فوزي بن دريدي” التكلفة الأجتماعية لعدم تجسيد المغرب العربي”، في، مصطفى المرابط وآخرون، تكلفة عدم انجاز مشروع الأتحاد المغاربي، الدار العربية للعلوم ناشرون ومركز الجزيرة للدراسات، بيروت، 2011، ص 54-59

[25]  نص تقريرالأستخبارات، مشار اليه اعلاه

[26]  عبد الإله بلقزيز،” الصراع على المغرب العربي” منشور في:

   http://infobelkzizabdelillah.over-blog.com/article-27598295.html

vote/تقييم

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button