دراسات سياسية

المفارقة الاستراتيجية الإقليمية ودور الديمقراطية في تشخيص الخيارات الاستراتيجية

الدكتور عامر مصباح
جامعة الجزائر 3

لأول مرة في تاريخ الدبلوماسية الهندية منذ الاستقلال عام 1947، يقوم رئيس الوزراء الهندي (“ناريندرا مودي” ( Narendra Modi زعيم حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي (Bharatiya Janata Party) الذي فاز في الانتخابات لأول مرة عام 2014) بزيارة تاريخية إلى إسرائيل تتويجا لعلاقات تعاون استراتيجي بين الطرفين بدأت منذ تسعينيات القرن العشرين، تناولت مجالات التعاون الاستخباري حول الجماعات الإسلامية والقوى الفلسطينية وتزويد إسرائيل للهند بأنظمة متطور حول الإنذار المبكر والاستشعار عن بعد؛ بالإضافة إلى تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين. يذكر أن الهند خلال الحرب الباردة كانت إحدى حلفاء العرب في القضية الفلسطينية، لكن تغيرت السياسة الهندية نحو إسرائيل منذ مؤتمر مدريد عام 1991 واتفاق اوسلو عام 1993، بأن تم تبادل التمثيل الدبلوماسي بين الطرفين وانخرط الطرفان في علاقات استراتيجية عميقة بسبب وجود عدو نووي مشترك وهو باكستان.
في نفس اليوم الذي تحقق فيه الدبلوماسية الإسرائيلية نجاحا غير مسبوق بواسطة الزيارة التاريخية لرئيس وزراء الهند وكسب حليف من الوزن الثقيل في حجم الهند؛ تعقد المجموعة العربية المقاطعة لقطر اجتماعا على مستوى وزراء الخارجية في القاهرة لدراسة الإجراءات التي يمكن أن تتخذ ضد بلد عربي، وتعميق الانقسامات العربية وزيادة الآلام سوء في الجسم العربي الرضيض بواسطة الكدمات المتتالية من الديكتاتورية، انتهاك حقوق الإنسان، تعثر التحول الديمقراطي، الحروب الأهلية، السجون المملوءة بالمعارضين السياسيين والقائمة مفتوحة.
اعتقد أن الدبلوماسية تنجح في كسب الأصدقاء، الاحتفاظ بالحلفاء، تحييد الخصوم عندما تكون حكوماتها ديمقراطية قادرة على تشخيص الخيارات الاستراتيجية للدول؛ وهي المفارقة التي تميز المحور الإسرائيلي-الهندي مقابل محور الأزمة الخليجية. يكفي التدليل على ذلك، أن الدول العربية المقاطعة تشخص تهديدات الأمن القومي الرئيسية في جماعة الإخوان المسلمين القابعين في السجون، والقنوات الإعلامية، .. في حين أن كلا من الهند وإسرائيل يبحثان عن الشركات الاقتصادية، الاستثمار في الأسواق الخارجية، تطوير القدرات الدفاع الاستراتيجي، البحث العلمي وبرامج التطوير التكنولوجي..

 

vote/تقييم

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى