المنظمات الدولية و التنظيم الدولي – الجزء الرابع
الفرع الثاني:المنظمات الدولية المتخصصة :
هي هيئات تنشأ عن إتحاد إرادات الدول ، وتعمل على دعم التعاون الدولي في مجال متخصص من المجالات الإقتصادية والإجتماعية ، أو تتولى تنظيم أداء خدمات دولية تمس المصالح المشتركة للدول الأعضاء ومن هذه المنظمات منظمة الأغذية والزراعة ، وحديثاً المنظمة العالمية للتجارة ، والجدير بالمعرفة أن هذه المنظمات ترتبط بالأمم المتحدة عن طريق المجلس الإقتصادي والإجتماعي الذي ينظم العلاقة القانونية معها عن طريق إتفاقات الوصل والربط والتنسيق .
منظمة الأغذية والزراعة
حتمت المشاكل الزراعية والغذائية في العالم ، الدعوة إلى مؤتمر دولي في ولاية فرجينيا الأمريكية للنظر في هذه المشاكل ، وقد تفرع عن هذا المؤتمر لجنة دولية توصلت في نهاية المطاف إلى إتفاقية دولية خاصة بإنشاء منظمة الأغذية والزراعة، وفي عام 1945 ظهرت المنظة بعد أن وقع على المعاهدة المنشئة لها ممثلي 24 دولة ، إجتمعوا في مدينة كوبيك بكندا ، وفي عام 1951 إنتقلت المنظمة إلى مقرها الدائم بمدينة روما بايطاليا
1-أهداف المنظمة :
تهدف المنظمة إلى البحث في ظروف الزراعة واستقرار في السوق العالمية للمنتجات الزراعية ، ودراسة مصادر المياه والتربة ، ومحاولة تبادل أنواع جديدة من النباتات واستعمال طرق زراعية متطورة لخدمة العامل والتغذية في العالم ، والمساعدة في برامج المساعدات الفنية ، فهي تعمل على رفع مستوى التغذية وزيادة القدرة على الإنتاج وحسن توزيع جميع المواد الغذائية والزراعية وما يرتبط بذلك من تحسين أحوال المزارع ومصائد الأسماك والغابات .وتعمل على رفع مستوى سكان الريف وتزويدهم بالخبراء والإحصاءات ، وتعمل على زيادة مصادر الإنتاج لمسايرة زيادة الإستهلاك وما يقتضيه ذلك من إيجاد إستقرار في السوق العالمية للمنتجات الزراعية ودراسة مصادر المياه والتربة ومحاولة تبادل انواع جديدة من النباتات واستعمال طرق زراعية متطورة لخدمة العاملين بها ولزيادة الإنتاج وعدم إستهلاك التربة .ونشر المعلومات الفنية عن الأمراض الحيوانية مثل : الطاعون ، وتنمية الثروة المائية والسمكية وإشاعة استعمال الأسمدة الكيماوية والعضوية ، والإهتمام بالغابات ، وتطوير هندسة الري وأساليبه.
كذلك تعمل المنظمة على نشر المعلومات المتعلقة بالتغذية الصحية ، ووسائل حفظ المنتجات وبالذات الأغذية المحفوظة .وقد أعلنت المنظمة عن حملة عالمية للتحرر من الجوع من أول يناير 1960 – لمدة خمس سنوات تقرر زيادتها إلى عشر ثم تقرر بعد ذلك جعلها غير محددة المدة كمحاولة للقضاء على النقص الواضح للمواد الغذائية خاصة البروتين ، والذي تعاني منه معظم بلاد العالم ويساعد برنامج الطعام العالمي مشاريع التنمية خاصة الزراعية ، ويمول من التبرعات .
وقد كان للمنظمة دور هام في تمكين سكان كثير من المناطق التي أصابها الجفاف إبتداءً من عام 1984 ، من تجنب الهلاك الجماعي حيث ساعدت في نقل المواد الغذائية وعملت على توفير مصادر للشرب والعيش في المناطق التي هاجروا إليها مثل السودان وغيره من البلاد الإفريقية . وتشرف المنظمة على بعض المشاريع التي يقوم به الصندوق الخاص للأمم المتحدة ، وهي مشاريع تهدف إلى تنمية الزراعة والغابات وصيد الأسماك
أ – مواجهة التصحر
تعود ظاهرة التصحر قبل كل شيء إلى استغلال الإنسان المفرط للأراضي ، وفقدت نتيجتها 1 و2 مليار هكتار من الأراضي الخصبة ولذا ساهمت المنظمة في إبرام الإتفاقية الدولية حول التصحر في جوان 1994 بتوصيات لتحسين الرأي العام منبهة بخطورة التأثيرات السلبية العالمية التي تنجم من جراء ظاهرة التصحر التي يتعرض سكانها للفقر وتزايد الهجرة .
ب – المياه :
يعد الحصول على المياه الصالحة للشرب بمثابة رهانات محلية وعالمية وبخاصة الدول النامية إذ نجد أن مليار ونصف نسمة محرومة من هذه المادة ، وهناك خمسة ملايين يموتون سنوياً من جراء الأمراض المتنقلة من المياه الملوثة من بينهم 4 ملايين طفلاً، و 80% يموتون من هذه الأمراض وأكثر من 1/3 يتوفون بسبب المياه غير الشروب ، من جهة أخرى تحول الماء غير الشروب إلى أرضية صراع عالمي للحصول على الماء بين العديد من الدول حول منابع مياه الأنهار ، أو أنها استعملت الأنهار في النزاعات وتلويثها لحرمان الشعوب من مصادر القوة وحصارها وإهلاكها ، لذا فإن هذه المشاكل طرحت في الملتقى العالمي لسنة 1997 وشاركت فيه منظمة الأغذية والزراعة بحيوية تم الإتفاق فيه على خطورة ندرة هذه المادة وبعدها الدولي ولكن جهود التسوية التي بذلتها المجموعة الدولية مازالت ضعيفة وغير كافية .
ج- الحفاظ على الغابات :
نظراً لتسارع إتلاف الغابات الإستوائية من جهة ولأن الإجراءات المتخذة أثناء ندوة ريو لحماية الغابات ليست سوى مجموعة من المبادئ العامة غير إلزامية من جهة أخرى اقترحت منظمة الأغذية والزراعة والصندوق العالمي للطبيعة في خريف 1992 إقامة مجلس لحسن تسيير الغابات ، وتأسس المجلس في أكتوبر 1993 من قبل جمعية تضم 130 مشاركاً قدموا من 125 بلداً إضافةً إلى المنظمات غير الحكومية وفروع الصناعة والتوزيع في قطاع الغابات .
ثم وضعت اللجنة المديرة للمجلس قائمة المبادئ والمقاييس التي صادق عليها الأعضاء المؤسسون والقابلة للتطبيق على كافة الغابات التي تقع في المناطق المدارية والمعتدلة والشمالية التي تستغل لإنتاج الخشب ، واعتماد معايير وطنية في تقييم إستدامة العمليات الغابية الخاصة .
د- الأسماك:
خلال سنة 1995 كشف تقرير منظمة الأغذية عن حصيلة مقلقة للمخزون العالمي للأسماك قرابة 70% من المخزون تم إستنفاذه واستغلاله إستغلالاً مفرطا أو بشكل كامل أو هو في طور التجديد ، ونظراً لإخفاق إجراءات التسيير المعمول بها وقتئذ دعت منظمة الأغذية والزراعة المجموعة الدولية إلى المصادقة على مدونة سلوك من أجل صيد مسؤول ، ودفع المؤسسات إلى إعمال المدونة لتسيير المسمكات وتعيين مقاييس التسيير الدائم التي تنطبق على المسمكات وانتقاء التنظيمات المؤهلة لإشهاد المسمكات التي تحترم المقاييس. *
جهود التكيف بالموازاة مع التغيرات الجارية داخل نظام الأمم المتحدة فإن المنظمات الإقتصادية، و في مقدمتها البنك الدولي للإنشاء والتعمير بصفته منظمة دولية متخصصة ، تقترح أن تجعل من التنمية المستدامة مبدأ لإعادة تنظيم نشاطاتها غير أن هذه المنظمات لم تكن محضرة لمواجهة هذا الرهان الجديد إلا قليلاً، وكانت محاولات إعادة التوحيد هذه محل نقد شديد، خصوصاً في الوقت الراهن، من الأوساط الإيكولوجية، التي غالباً ما تنعت ” بالتلميح ” الطريقة التي تأخذ بها هذه المنظمات القضايا البيئية بعين الإعتبار.
لقد تم تحويل منظمة التعاون و التنمية الإقتصادية. على إثر النتائج المتوصل إليها من طرف فريق من الخبراء، إقترحت أمانة منظمة التعاون و التنمية الإقتصادية أن تكون التنمية المستدامة هي المبدأ الموجه لأعمالها.
إن التعديل المقترح من الأمانة لا بد من أخذه مأخذ الجد.
فهو ليس مجرد يقظة سياسية لمؤسسة قلقة على مستقبلها، بل هو تعبير عن إنشغالات المؤسسات الكبرى للصناعة لتجانس السياسات الإقتصادية الرامية إلى توجيه عولـمة الإقتصاد.
وكغيرها من المؤسسات الإقتصادية المتعددة الأطراف، فإن أمانة منظمة التعاون و التنمية الإقتصادية ترى في التنمية المستدامة وسيلة لإعطاء مؤسستها شرعية من جديد و تحضير المفاوضات الإقتصادية للجيل القادم.
المنظمات الإقليمية
هي وسيلة من وسائل التعاون الدولي المنظم ، قوامه الوحدة الإقليمية لجماعة الدول الداخلة في هذا الإقليم.
أنصار الإقليمية يؤكدون الدور الفاعل للمنظمات الإقليمية من خلال مبررات هي:
1. كثرة الدول وعدم تجانسها.
2.أن الإقليمية خطوة أولية نحو المنظمات العالمية.
تعريف المنظمة الإقليمية : هي مؤسسة إقليمية ذات إرادة ذاتية وشخصية قانونية مستقلة ، تنشئها مجموعة من الدول بقصد تحقيق الأهداف المشتركة والتي يحددها ويبين كيفية الوصول إليها الاتفاق المنشئ لها.
عناصر ترتكز عليها المنظمة الإقليمية:
1. الاستمرارية أو الديمومة.
2. الإرادة الذاتية والشخصية القانونية المستقلة.
3. الصفة الإقليمية.
4. الصفة الاتفاقية.
منظمة المؤتمر الإسلامي
تم إنشائها في أعقاب الحريق الذي نشب في المسجد الأقصى في أغسطس 1969. ومقرها جدة إلى حين تحرير القدس.
* أهداف المنظمة:
1. تعزيز التضامن الإسلامي.
2.دعم التعاون في المجالات الاقتصادية والثقافية والعلمية.
3. العمل على محو التفرقة العنصرية.
4. دعم كفاح الشعوب الإسلامية للحفاظ على كرامتها.
5. تنسيق العمل من أجل الحفاظ على سلامة الأماكن المقدسة.
6 دعم كفاح الشعب الفلسطيني.
7.القضاء على الاستعمار بكافة صوره وأشكاله (انتهى).
* المبادئ:
1. المساواة في السيادة بين الدول الأعضاء.
2. احترام حق تقرير المصير.
3. عدم التدخل في الشؤون الداخلية.
4. احترام حق سيادة واستقلال الدول الأعضاء.
5. حل المنازعات بالوسائل السلمية كالوساطة والمفاوضات والتحكيم.
* أجهزة المنظمة:
1. مؤتمر ملوك ورؤساء وأمراء الدول الإسلامية (القمة).
2. مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية.
3. الأمانة العامة.
4. محكمة العدل الإسلامية.
5. المنظمات الإسلامية المتخصصة التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي.
الاتحاد الأفريقي
كان هناك منظمة الوحدة الأفريقية وتم استبدال الاسم بالاتحاد الأفريقي.
تأسس الاتحاد الأفريقي عام 1963 ، ومقره أديس أبابا ، ويقوم على الأهداف التالية :
1. تقوية وحدة أفريقيا وتحقيق تضامنها بطريقة تعلو على جميع الخلافات والمنازعات العنصرية والقومية.
2.تعزيز وتنسيق التعاون في مختلف المجالات.
3. الدفاع عن سيادة دول الاتحاد الأفريقي وسلامة أراضيها واستقلالها.
4. تشجيع التعاون الدولي في ظل احترام مواثيق حقوق الإنسان وميثاق الأمم المتحدة.
5.القضاء على الاستعمار بجميع أشكاله وصوره (انتهى).
* مبادئ الاتحاد الأفريقي:
1.المساواة في السيادة.
2.عدم التدخل في الشؤون الداخلية.
3.احترام السيادة وسلامة أراضي دول الاتحاد الأفريقي.
4. إيجاد تسويات سلمية للمنازعات بين الدول الأفريقية عن طريق التفاوض والوساطة والتوفيق والتحكيم.
5.تأكيد سياسة عدم الانحياز بجميع صورها وتكتلاتها.
6. الاستنكار المطلق لأعمال الاغتيالات السياسية.
7. التحرير التام للأراضي الأفريقية التي ما زالت قابعة تحت الاستعمار(انتهى).
ويحق لكل دولة في قارة أفريقيا أن تصبح عضو ، بشرط أن تتقدم بطلب للأمانة العامة ، ويحال لمؤتمر رؤساء الدول والحكومات ، ويصدر قرار بقبولها بأغلبية الثلثين من مؤتمر الرؤساء. وشروط الانضمام هي:
1. أن تكون دولة مستقلة.
2. أن تقوم بتنفيذ كافة المسئوليات المترتبة عليها في ميثاق الاتحاد.
3. أن تُقبل بأغلبية الثلثين.
* البنيان التنظيمي:
مؤتمر رؤساء الدول والحكومات.
مجلس وزراء دول الاتحاد الأفريقي.
الأمانة العامة.
لجنة الوساطة والتوفيق.
أولا : مؤتمر رؤساء الدول والحكومات:
هو أعلى سلطة في الاتحاد. ويعقد دورة واحدة في السنة ويجوز له عقد دورات طارئة أو استثنائية بناءً على طلب دولة واحدة وموافقة أغلبية الدول الأعضاء. ويعتبر انعقاد المؤتمر صحيحًا إذا حضره ثلثي الأعضاء في الاتحاد.
– اختصاصاته:
1. مناقشة المسائل التي تمس الأمن والسلم في القارة الأفريقية.
2. تنسيق السياسات العامة للاتحاد الأفريقي في كافة المجالات.
– نظام التصويت:
1. المسائل الموضوعية (الهامة) يصدر القرار بأغلبية الثلثين.
2. المسائل الإجرائية (غير الهامة) يصدر القرار بالأغلبية البسيطة.
ثانيا : مجلس وزراء دول الاتحاد الأفريقي :
يتألف من جميع وزراء دول الاتحاد ، ويجتمع مرتين في العام ويجوز له عقد دورات استثنائية أو طارئة بناءً على طلب دولة واحدة تؤيدها أغلبية دول الاتحاد.
– اختصاصاته:
تنسيق أوجه التعاون المختلفة بين الدول الأفريقية سواء كان سياسي ، ثقافي ، علمي ، اقتصادي ، اجتماعي وغير ذلك.
– نظام التصويت:
نوع واحد من التصويت سواء في المسائل الموضوعية أو الاجرائية حيث يصدر القرار بالأغلبية البسيطة.
ثالثا: الأمانة العامة:
وهي الجهاز الإداري الموكل بتنفيذ قرارات الاتحاد ، ويضم الأمين العام والأمناء المساعدين وعدد من الموظفين ، ويكلفون للقيام بتنفيذ الاجراءات الإدارية وغير الإدارية في الاتحاد. ويقوم مؤتمر رؤساء الدول بتعيين الأمين العام والأمناء المساعدين بأغلبية الثلثين لأنه في نظرهم من ضمن المسائل الموضوعية.
رابعا: لجنة الوساطة والتوفيق والتحكيم:
تقوم بالنظر في المنازعات بين الدول الأفريقية ومحاولة تسوية هذه النزاعات بالطرق السلمية والتي تتم إما عن طريق
1. التفاوض.
2. الوساطة.
3. التوفيق.
4. التحكيم.