النظريات التفسيرية لفهم عالم ما بعد الحرب الباردة
بعد نهاية الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتي، برز نظام القطبية الأحادية الصلبة، والذي شكل علامة فارقة في تطور النظام الدولي والعلاقات الدولية، فتزايدت أولوية العامل الاقتصادي، وبرزت الثورة العلمية والتكنولوجية، وتراجعت أهمية القوة العسكرية في إدارة العلاقات الدولية، وبرزت نظريات فكرية وايديولوجية غيرت المفاهيم السائدة في فهم العلاقات الدولية، وانقسم العالم إلى نوعين من الدول: دول تحكمها التكنولوجيا، ودول تتحكم بها الايديولوجيا. وظهر فاعلين جدد من غير الدول، وأفرغت السياسة من مضامينها الاجتماعية والاقتصادية؛ وسيطر عليها أبعاد طائفية وعرقية ومذهبية تعتمد الغرائز والانغلاق الفكري؛ على حساب السياسة التي تعتمد على العقل والفكر. وبدا واضح الفرق بيننا وبين الغرب، فهم يصنعون قضايانا، ونحن نحلل قضاياهم، لكن الفكر الذي يصنع الواقع، أرقى بكثير من الفكر الذي يفسر الواقع كما هو.