دراسات عسكرية

النظريات العسكرية وتطورها

الحرب، ظاهرة اجتماعية قديمة، قدم الوجود الإنساني على الأرض، وساد الاعتقاد بأن الحرب هي جوهر الحياة، وأبرز ظواهرها الاجتماعية، وأن التاريخ تصنعه المعارك الكبرى. ومع استمرار ظاهرة الحرب، وتعاظم تأثيرها على تطور الحياة البشرية، وعلى مصائر الدول والشعوب، جاءت أهمية دراسة الحرب، وبحث طرق إدارتها عبر التاريخ. وقد أثبت التاريخ أن طرق إدارة الحرب عملية ديناميكية، أي في حركة ذاتية صاعدة، تتطور من البسيط إلى المعقد، ومن أسفل إلى أعلى، وأصبح تطور فن الحرب الشيء الواقع الملموس، الذي ارتبط بتطور الإنتاج والبناء الاجتماعي والسياسي للدولة، والدول المحيطة بها.

يشمل تاريخ فن الحرب، التطور التاريخي للقوات المسلحة، وطرق إدارة الحرب، خاصة المسائل، التي أحدثت تغيراً جذرياً في التنظيم والتسليح، أوالفكر العسكري. كما أن تاريخ فن الحرب، يكشف النقاب عن الجديد الذي سيصبح موضع
تجربة في المستقبل، والحكم على صلاحيته، ووضع تصور عن التطور المنتظر لهذا الجديد.ومن مهام تاريخ فن الحرب، دراسة تطور النظريات العسكرية وأهميتها. فالنظرية العسكرية الحديثة تأتي من تاريخ الحروب، الذي يحتوي على خبرات قتالية سابقة، وتاريخ نظم التسليح، وفكر عسكري يشمل النظريات العسكرية، التي طبقت عبرالتاريخ،وعندما تأتي النظرية العسكرية الحديثة، فإنها تمر بمراحل اختبار عملية، ودراسة تحليلية لتطبيقها، لتكون إستراتيجية عسكرية، في إطار عقيدة عسكرية خاصة، وما تفرضه أو تتطلبه من تطوير في القوات المسلحة من حيث التسليح أو البناء التنظيمي. (اُنظرشكل بناء النظرية العسكرية)

أولاً: النظريات العسكرية عبر التاريخ

ترجع أصول النظريات العسكرية الحديثة، إلى أكثر من ثلاثين قرناً مضت، وقد ظهرت تلك الأصول الأولى، بفضل إلهام القادة العسكريين التاريخيين العظام وفطنتهم وعبقريتهم، ثم تأكدت تلك الأصول وتبلورت وتكاملت تدريجياً، وتراكمياً على مر العصور. وقد تأثر نشوء النظريات العسكرية وتطورها، تأثراً مباشراً بعوامل سياسية، وأيديولوجية، واجتماعية واقتصادية وتقنية وجغرافية وبيئية وعوامل أخرى عديدة، وتبعاً لطبيعة تأثير تلك العوامل، تعرضت النظرية العسكرية لعثرات وسقطات عديدة. كما تعرضت لارتقاءات وقفزات متباينة، ولكنها كانت دائماً كالبنيان المرصوص، حيث تأتي النظريات الحديثة، لتكمل وتحدث القديم منها، وكانت النظرية العسكرية، عبر عصور التاريخ، ذات خصائص وسمات، تتمشى مع زمان عصرها، وفي كل عصر لها أشكالها، حيث تطورت عبر أربعة عصور متتالية، تشمل العصر القديم، والعصر الوسيط، وعصر النهضة، والعصر الحديث.

ثانياً: العصر القديم (حتى القرن الخامس الميلادي)

يضم هذا العصر التاريخ العسكري الإمبراطوريات العظمى القديمة مثل وهما الرومانية والصينية وممالك اليونان، حتى القرن الخامس الميلادي، والذي امتد لأكثر من ثلاثين قرناً من الزمان، ترسخت خلالها المبادئ والقواعد الأساسية لفن الحرب. ومنذ تلك الأزمان السحيقة، ظهر نموذجان للحرب، هما النموذج المباشر، والنموذج غير المباشر، ويهدف الأول منهما إلى سرعة القضاء على الخصم، بواسطة المعركة، وقيادة هذه المعركة بأعمال هجومية، حيث تندفع
القوات إلى عمق الخصم، إلى أن ينهار تماسك تشكيله القتالي، وكان نجاح الهجوم يتوقف على قوة صدمة الكتلة المهاجمة. أما النموذج الآخر فكان يهدف، أولاً، إلى تفتيت الخصم واستنزافه مادياً ومعنوياً، ثم تأتي المعركة بعدها، إجراء أخيراً؛ للإجهاز عليه، وكان نجاح هذا الأسلوب يتوقف على خفة حركة القوات، وكانت الحرب غير المباشرة، امتيازاً للإمبراطوريات الشرقية، ولم تلجأ إليها الإمبراطوريات الغربية إلا مضطرة، ويرجع نموذجا الحرب هذان إلى أسباب جغرافية، وبيئية، ونفسية، أوجدت توافقاً للحضارة الغربية، مع الحرب المباشرة، والحضارة الشرقية، مع الحرب غير المباشرة.

إن مصادر العصر القديم رغم كثرتها، لم تحدد نظريات القتال التي كانت السائدة، بصورة مباشرة، وإنما ظهرت أصول قواعدها، في سياق وصف سير المعارك ونتائجها، وكان على الفكر العسكري، أن يحلل أحداث الحروب القديمة، ويستنبط منها قواعد الحرب، التي طبقت، وقد جرى ذلك في عصور لاحقة، واعتمدت الحروب على موهبة
القادة، وكانت قواعد الحرب، “النظريات العسكرية”، تظهر معالمها، نتيجة لعبقرية القادة القدامى، وممارستهم العملية في ميادين القتال. وقد أكد نابليون بونابرت هذه الحقيقة، فيما بعد، عندما قال: “إن شخصية القائد لا تقدر بقيمة، فهو رأس الجيش وكل شيء فيه، إذ لم يغز بلادَ الغال فيالق الرومان؟ بل غزاها قيصر؛ ولم تضطرب روما أمام جيوش قرطاجنه، بل اضطربت أمام هانيبال. ولم يكن فرسان مقدونيا هم الذين توغلوا في بلاد الهند، بل هو الإسكندر الأكبر، وهكذا ارتبطت نتائج الحروب بأسماء بعض القادة البارزين.

ظهر كثير من الأنباء عن نماذج الحرب المباشرة وغير المباشرة، في بعض الملاحم الأسطورية، وبعض الأعمال الأدبية، مما وفر لمحة عارضة، عن فن الحرب في العصر القديم، ولكنها محدودة الفائدة من الناحية الموضوعية. بيد أن المصريين القدماء سجلوا حروبهم، بغاية الدقة والتفصيل على جدران المعابد، وفي لفائف البردي، وتعد موقعة قادش عام 1285م أقدم العمليات العسكرية، التي توافرت لها تسجيلات مفصلة، وقد وقعت بين جيوش “رمسيس الثاني”، فرعون مصر، والحيثيين، وسجلت أحداثها على جدران معابد الأقصر، والكرنك وأبي دوس، وأبي سمبل، وفي لفافة بردية، تعرف بملحمة أو قصيدة بنتارو، الكاتب الذي نسخها، وقد بينت موقعة قادش معلومات دقيقة عن بعض قواعد القتال، التي استخدمت في المعركة، من الطرفين، حيث كان أبرزهاالآتي:

1. إستراتيجية الاقتراب غير المباشر.

2. قوة الصدمة للكتلة المهاجمة.

3. بعض المبادئ والقواعد القتالية، مثل “وضوح الهدف، والمفاجأة والمبادأة، والمناورة والمرونة وخفة الحركة، والخداع، والقيادة والسيطرة، والتنسيق والتعاون”.

وفي بلاد الصين، وضع “صن تزو” 512 ق.م، أقدم المصادر العسكرية الوثيقة الصلة بالنظريات العسكرية، في كتابه عن “فن الحرب، والذي يُعدُّ أول الأبحاث المعروفة، حول الموضوع، والتي لم

يستطع أحد أن يتخطاها، في الشمول والعمق. ومن أبرز ما تعرض له صن تزو الآتي:

1. عن إستراتيجية الاقتراب غير المباشر حيث يقول صن تزو:

أ. “إن أخذ البلاد سالمة هو أفضل من تدميرها”.

ب. “إن إخضاع العدو، بدون قتال، هو أفضل ما يكون، ولذلك من الأفضل في الحرب ضرب إستراتيجية العدو، ثم ضرب تحالفاته، ثم ضرب جيوشه”.

ج. “المقاتل الجيد يستدرج العدو إلى أرض المعركة، ولا يدع العدو يستدرجه”.

د. “من اختار الطرق الملتوية في التقدم يحرز النصر”.

هـ. “بإمكان الجيش أن يشابه الماء، وكما أن الماء الجاري يتحاشى الأعالي، وينساب في المنخفضات، كذلك على الجيش أن يتجنب النقاط القوية، ويهاجم النقاط الضعيفة، وكما أن الماء يكيف انسيابه مع تضاريس الأرض، كذلك الجيش، في عملياته للوصول إلى النصر حسب وضع العدو، وكما أن الماء ليس له شكل معين، كذلك الجيش ليس له ترتيبات دائمة”.

2. الحرب الخاطفة

وفيها يقول صن تزو الآتي:

أ. “إذا قررنا شنَّ حرب، فلابدّ أن تكون هذه الحرب خاطفة وحاسمة” وفيها وضع شرطاً لاختصار فترة الحرب، إلى أقل فترة ممكنة.

ب. “في الميدان، كن سريعاً كالريح، بطيئاً كالغابة، مدمراً كالنار، ثابتاً كالجبل، مبهماً كالظل، مباغتاً كالصاعقة”.

ج. “عندما يتوغل الجيش في أرض العدو بعمق، يجب على القائد حثّ جيشه على السير قدماً إلى الأمام كإطلاق السهم”.

3. في الهجوم بالنار

قال صن تزو: هناك خمس طرق للهجوم بالنار: “أن تحرق المعسكرات، وأن تحرق صوامع الغلال، وأن تحرق مستودع العتاد، وأن تحرق دار الصناعة (الترسانة)، وأن تحرق معبر النقل”.

أما الحروب الإغريقية، فقد تأثرت بتكوين الجيش وظهوره في أثينا، وما حدث من تحول اجتماعي وعسكري في المجتمع الأثيني، خلال القرن السادس قبل الميلاد، وهذا ما أضفى على الجيش طابعاً طبقياً خاصاً، وتسليحاً، وتكتيكاً محدداً. وقد ظهر تفوق فن الحرب والتنظيم العسكري الإغريقيphalanx ،على نظيره الفارسي في الحروب العديدة، التي نشبت بين الفريقين، إلا أننا لا نستطيع أن نستنبط أياً من نظريات الحرب التي استمرت بعدها. إلا أن الحروب التي نشبت داخل الدويلات الإغريقية، حملت بعض الدروس المهمة، خاصة في مرحلة الحرب البلوبونيزية (431 ـ 404) ق.م، وذلك ارتباطاً بما حدث من تطور في الجيوش الإغريقية، في مجال التسليح والتنظيم، أو التحول إلى جيوش المرتزقة.

إذا حللنا التاريخ، وجدنا أن استخدام الحركة الإستراتيجية في البحر، بهدف إجراء هجوم غير مباشر، ترجع إلى “بيريكليس”، الذي استخدم أسلوباً خاصاً، يتلخص في تجنب الاشتباك البري، بغيه استخدام التفوق البحري اليوناني بشكل أفضل، وقتل رغبة العدو الهجومية، بسلسلة من الغارات، وأطلق على هذا الأسلوب “إستراتيجية بيريكليس”، أو الإستراتيجية البحرية، التي تهدف إلى تفتيت قوة العدو باستمرار، حتى يصل إلى الاعتقاد بأنه عاجز عن القيام بعمل يفيده.

وفي عام 371 ق م، أحدث “أيبامينونداس” الطيبي، في معركة الكترا، ثورة في فن الحرب، حيث وضع قاعدة تكتيكية عظيمة، مازالت مستخدمة حتى الآن، وهي “قاعدة تركيز الجهود”، وتشمل التوزيع غير المتساوي للقوات، على المواجهة، إذ لا يمكن أن تكون قوياً في كل مكان، وإذا حاولت ذلك فستكون ضعيفاً في كل مكان. والعاقل من ركّز التجميع الرئيس لقواته في الاتجاه، أو القطاع الحاسم، (اُنظر شكل معركة الكترا) وعندما أصبح فيليب الثاني ملكاً على مقدونيا، عام 395 ق.م، وضع قاعدة سياسية عسكرية تشمل الآتي:

أ. “الخداع قبل القوة، ثم اللجوء إلى القوة أخيراً”.

ب. الإدراك الواعي الجغرافي، وخفة الحركة، والتعاون الوثيق بين الأسلحة”.

حقق فيليب الثاني انتصارات عظيمة، وتوسعات كبيرة لمقدونيا، بتبنيه لهذه القواعد، وفي عام 336 ق.م، قتل فيليب، وترك مشروعه لابنه الإسكندر، الذي قام بتطوير قواعد فيليب، وتميزت معارك الإسكندر الأكبر، بعبقريته العسكرية
وانتصاراته العديدة، التي مكنته، من توسيع إمبراطوريته في مصر وسوريا، وشرقاً حتى تخوم الهند، وطبق في معاركه العديد من القواعد والنظريات أبرزها:

أ. “إستراتيجية الاقتراب غير المباشر”.

ب. “الحرب الخاطفة” التي برزت في اعتماده على الخيالة؛ لتوفير خفة الحركة، والتوسع في أعمال قتال المفارز، على أجناب الخصم ومؤخرته.

ج. “تطبيق قواعد أيبامينونداس، الخاصة بتركيز الجهود”.

د. “تشكيل قوات احتياطية في شكل نسق ثان”، لدفعها في اتجاه النجاح

-أما الحروب الرومانية القديمة (264 ـ 44) ق م{31 ق م 451 م}، فقد كانت، عظيمة في تطبيق نظريات القتال القديمة وتطويرها ، حيث كان الرومان من اكثر الشعوب قدرة على التاقلم والتكيف لذالك اخذوا الكثير من اعدائهم في مجال التنظيم والتنظير الحربي ففي بداية الحروب الوحدة الرومانية في ايطاليا استخدم الرومان التنظيم اليوناني في القتال {الفلانكس} مستخدمين نظريات القتال اليونانية المتمثلة في تركيز الجهود والهجوم على نقطة واحدة معتمدين على تفوق المشاة الثقيلة في اختراق صفوف العدو ،لكن بعد غزو الغالين لروما في القرن 4 ق م وانهزام الجيوش الرومانية امامهم غير الرومان من اساليبهم وتنظيماتهم الحربية الماخوذة عن اليونان وابتكروا تنظيما عسكريا جديدا عرف بنظام الفيالق legion اختلف عن النظام اليوناني في التسليح والتشكيل والتنظير ومن اهم مميزاته:

1- تقسيم الفيلق {الجيش }الروماني المتكون من6000 جندي مشاة الى اربع وحدات قتالية اساسية :الكتيبةcohort -وحدات مناورة-manipule وحدة المئة centurie -وحدات الخيالة turmae

2-الاعتماد على تكتيكات الحروب المفتوحة لعاملين اساسين:

أ-تجنيب الجيش الروماني التطويق من طرف العدو خصوصا بعد معركة كان مع هانيبال

ب-اعتماد الجيش الروماني على تكتيكات المناورة لذا يحتاج مساحة واسعة من الارض

3-اسقلال الوحدات العسكرية المكونة للفيلق عن بعضها البعض في التحرك و القتال مما اعطى قابلية المناورة وتطويق العدو

4-تكيف الفيلق الروماني للقتال حسب الطبيعة الجغرافية للمعركة وعدم الاعتماد على نسق التشكيل الاحادي.stéréotypée

5-تقسيم الفيلق اثناء القتال الى ثلاث خطوط هجومية وابقاءالخط الثالث كقوات احتياط تتدخل عند دحر الخطين الاولين فقط

6-استخدام الالة الحربية في المعارك كالمجانيق والعقارب من اجل افقاد العدو التوازن في صفوفه وتشتيتها.

-ولكن رغم هذا فان تفوق النظام العسكري الروماني لا يعود الى تكتيكاته او قادته بقدر ما يعود الى الانضباط الصارم الذي عرفته الجيوش الرومانية ،وقد ظهر تفوق الفن والتنظيم الحربي الروماني على نظيره اليوناني في الحروب التي خذتها روما ضد المملكة المقدونية والامبراطورية السلوقية خلفء الاسكندر وكانت انتصارات معارك سكاينوسكيفالي و بيدنا ومغنزيا دليلا على تفوق التنظيم العسكري الروماني ونهاية استخدام نظام {الفلانكس} اليوناني الذي ظهر منذ العهد الاشوري ،كما ظهرت براعة قادتها في تطبيق النظريات السابقة وتنسيقها مع نظرياتهم ، مثل إستراتيجية الاقتراب غير المباشر، و استخدامات النسق الثاني،و تنسيقها مع خفة حركة الوحدات الرومانية ، وتطبيقات المناورة، والمفاجأة، ، والتطويق في الحرب،والحصار ، وقد حقق يوليوس قيصر (101 ـ 44) ق.م ، نجاحات عظيمة في معاركه، نتيجة
لتطبيقه القواعد العسكرية السابقة و تنسيقها مع النظم الرومانية، ويستثنى من ذلك فابيوس (275 ـ 203 ق.م)
الروماني، الذي اشتهر بنظرية خاصة أطلق عليها “إستراتيجية فابيوس اوالمماطلة contactor ” والتي حاول الكثيرون بعدها تطبيقها. واشتهر فابيوس بالمماطلة في قتال هانيبال ، ولم تعتمد إستراتيجية فابيوس على تجنب
المعركة لكسب الوقت فحسب، بل استخدمت التأثير التخريبي على معنويات العدو وحلفائه، وقد كان فابيوس يتحاشى الاشتباك مع جيوش هانيبال، في معركة حاسمة، ولكنه كان يقوم بهجمات محدودة، كوخزات الإبر، وكان يمنع العدو من الاستقرار، في معسكراته، ويعرقل وصول إمداداته، وكان يهاجم قواعد تموينه ومفارزه المنعزلة، وكان كالشبح،
الذي يختفي دائماً وراء الأفق، وهكذا تحصن ضد الهزيمة من عدو يفوقه عدداً وعدة. إلا أنه بتحليل هذه الإستراتيجية، نكتشف انها “إستراتيجية استنزاف” وهي تتطلب اختيار التوقيت، والظروف، والمكان المناسب، للتحول إلى الهجوم
لتحقيق غاية الحرب.

أما فترة الحروب البيزنطية، فقد ارتبطت بأسماء بعض القادة، من أمثال “قسطنطين”، و”جوستنيان”، و”بيليزير”،
و”نارسيس”و”مورسيوس” مسؤس علم الاستراتيجية. ويعود الفضل إلى بيليزير (494ـ 565م) ، في سيطرة بيزنطة على أفريقيا، وإيطاليا، وأسبانيا الجنوبية، من خلال عدة معارك ناجحة، ورغم أن جيش بيليزير كان دائماً قليل العدد، وكانت المقارنة دائماً لصالح أعدائه، حيث كانت 1: 4، وفي بعض المعارك وصلت إلى أكثر من 1: 10، فإنه كان يستفيد من تفوقه، في عنصرالخيالة المدرعة cataphract ، لتوفير خفة الحركة، وصنع بيلزير قواعد خاصة
به، تتناسب مع ظروفه وإمكانياته، وكان أبرزها الآتي:

أ. “الإستراتيجية الدفاعية ـ الهجومية”، فكان يجبر الخصم على الهجوم في الاتجاهات التي خططها، وبعد استنزافه، يتحول إلى الهجوم الخاطف.

ب. “الهجوم الخاطف”، اعتماداً على خفة حركة القوات السائدة من الخيالة.

ج. “الإغارات الإستراتيجية العميقة”، كان ينفذ إغارات في عمق الخصم، بالتنسيق مع حلفائه، ضد خطوط مواصلاته الإستراتيجية، ومناطقه الإدارية.

د. “التحليل النفسي للخصم” فقد كان يعرف السبيل لإثارة الرغبة الهجومية الطبيعية، لدى شعوب الغرب الهمجية، كما كان يستفيد من شعور العظمة، لدى الفرس المتغطرسين، ويستغل ذلك لصالحه.

ثالثاً: العصر الوسيط (القرن السادس ـ السادس عشر الميلادي)

يمتد هذا العصر، من القرن السادس حتى القرن السادس عشر الميلادي، وتعرف هذه القرون في التاريخ الأوروبي، بالقرون الوسطى، أو القرون المظلمة، والمصادر التاريخية، التي تسجل أحداث هذا العصر، محدودة. وفيه أيضاً هبط فن الحرب بفعل عوامل سياسية، واجتماعية، واقتصادية، حيث تفتتت أوروبا إلى عدة ممالك، وإمارات، وكان هدف الحرب خلال القرون الوسطى بسيطاً ومباشراً، تكتيكياً، ويتضمن البحث عن كسب المعركة الفورية، ولم تتجل أي أفكار إستراتيجية جديدة خلال هذا العصر.

ورغم تدهور فن الحرب، في دول الغرب، خلال ذلك العصر، تجلّى فن الحرب الإسلامي، الذي بدأ بالحروب الإسلامية من خلال الغزوات والبعثات. فقد جاءت بمجموعة من القواعد العسكرية من أبرزها الآتي:

1. “تعزيز النجاح، وعدم تعزيز الفشل

2. “المناورة بالجهود، وتركيزها ضد مركز ثقل العدو”.

عندما انطلقت جيوش المسلمين إلى الفتوحات الكبرى (12 هـ ـ633م)،، أظهر المسلمون عبقرية في فن الحرب، وقدموا قواعد عسكرية، تتناسب مع حروبهم، مثل الآتي:

1. “الإيمان” ويشمل الروح المعنوية.

2. “العمليات التشتيتية”.

3. “الضربة المسبقة”.

كما قدّمت شعوب الشرق، مثالاً رائعاً في هذا المجال، حيث كانت معارك الشعوب الآسيوية تفوق ما سبقها من المعارك في التاريخ، وذلك بفضل اتساع نطاق المناورة في الغزوات الكبرى، واستخدام خفة الحركة والمفاجأة. ورغم أن فن الحرب الصيني عريق، ويعود إلى العصور القديمة، فإننا نتوقف عند التاريخ العسكري لشعب “الهون”، عام 375م، الذي أعطى مثالاً رائعاً في الآتي:

1. “حرب الإغارات السريعة”.

2. “حرب الصاعقة”.

يعود الفضل إلى معارك جنكيزخان ديموجين (1155م ـ 1227م)، في تأصيل فن الحرب خلال العصر الوسيط، حيث كانت مثالاً رائعاً، في تطبيق العديد من القواعد العسكرية، التي استفاد منها المفكرون العسكريون، بعدها، وصاغوها في شكل نظريات عسكرية، ومنها الآتي:

1. “الحرب الخاطفة”، التي لا تترك للخصم فرصة للمقاومة، أو التفكير فيها، أو القيام بالهجمات المضادة.

2. “إستراتيجية الإفناء”، أو إستراتيجية الرعب، التي تعتمد على نشر الرعب والإرهاب، وإفناء المدن بسكانها، بشكل وحشي لتحطيم قوى العدو المعنوية.

3. “حرب الحركة”، كانت جيوش جنكيزخان بكاملها من الفرسان، الذين تميزوا بالسرعة والحركة – المعدل اليومي 70كم.

4. “عمليات الاجتياح الكبرى”، وذلك في استخدام ثلاثة جيوش كبيرة، على محاور مختلفة، وتعمل منفصلة، ولكنها في تعاون تام، ويتم انضمامهم بمناورة عملياتية لملاقاة الجيوش الكبرى لأعدائهم، وقد أطلق على هذا الأسلوب، أيضاً، “السيل المنجرف”، ونشير إلى استخدامه في الحروب الإسلامية.


رابعاً: عصر النهضة (القرن السابع عشرـ الثامن عشر الميلادي)

يمتد من القرن (17م حتى 18م)، حين بدأت النهضة الأوروبية، بنهضة فكرية، كان للمسلمين الفضل الأول فيها(‘هـ. ج. ويلز ، موجز تاريخ العالم، ترجمة عبد العزيز توفيق، مكتبة النهضة المصرية- القاهرة، 1967م، ص241 ـ 244.’).وقد أفرزت النهضة الفكرية مفاهيم أساسية، وقوانين حاكمة لشتى ظواهر الحياة الاجتماعية. وكان “نيكولو ميكيافيللي” أول من طبق هذه المفاهيم، على ظاهرة الحرب. وبعد أن كانت الحرب فناً، يعتمد على موهبة القائد، صارت، بعد ميكيافيللي علماً وفناً معاً، حيث أوجد ميكيافيللي منهجاً علمياً لتحليل ظاهرة الحرب، التي تعتمد على التحليل العقلي للمعارك السابقة والجارية، في إطارها الزماني والمكاني والظروف السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية المحيطة، في عصرها، وباستخدام منهج البحث العلمي التحليلي، الذي أوجده ميكيافيللي، توصل المفكرون العسكريون الأوائل، في عصر النهضة إلى وجود ظواهر، وإجراءات عسكرية، أو قواعد عسكرية، أدى استخدامها المتكرر، في المعارك القديمة، إلى تحقيق انتصارات تاريخية عظيمة. وقد شكلت تلك الظواهر والقواعد، الأصول الأولية الأساسية للنظريات العسكرية، وإن لم تصنف على شكل نظريات عسكرية أو قتالية، حتى ذلك الوقت. ورغم ذلك، فإن تطور فن الحرب كان بطيئاً، خلال القرن السابع عشر. ورغم وجود بعض القادة العظام من أمثال جوستاف أدولف ملك السويد (1611م ـ 1632م)، وكروميل البريطاني(1599م ـ 1658م) ، ولويس الرابع عشر ملك فرنسا (1643م ـ 1715م)، والذين خاضوا العديد من المعارك الكبرى، فإن فن الحرب، بشكل عام، غلب عليه الطابع الدفاعي، والمناورات المتعلقة بالحصون. وجاءت الخطوة الأساسية العملية، على يد فرديريك الثاني، ملك بروسيا (1712م ـ 1786م)، الذي أظهر براعة في تطوير فـن الحـرب، وتأصيل مفاهيم ميكيافيللي.

ومن أبرز القواعد العسكرية التي طبقها في حروبه الآتي:

1. “العمل من خطوط داخلية” وتعني ضرب الجيوش الأجنبية، واحداً بعد الآخر، بالاستفادة من وجود هذه الجيوش، في محيط دائرة يشغل فريدريك مركزها، ومن قصر المسافة التي ينبغي عليه اجتيازها؛ ليجمع كل قواته ضد أحد
الخصوم، وضربه قبل أن يستطيع حلفاؤه البعيدون مساعدته. {1}

2. “حرب الحركة”، التي كانت أقرب ما يكون إلى أساليب الحرب الخاطفة.

كان من نتيجة الهزائم الفرنسية، وهبوط فن الحرب الفرنسي، خلال القرن السابع عشر وأوائل القرن الثامن عشر، سعيُ القادة والمفكرين الفرنسيين إلى بذل جهود نظرية وعملية، من أجل إنقاذ فن الحرب الفرنسي. وتواصلت تلك الجهود، حتى قيام الثورة الفرنسية، وأسفرت عن بلورة نظرية للحرب، التي استعان بها نابليون بونابرت، في حروبه فيما بعد. ومن أمثال أولئك القادة والمفكرين “دوفلار” (1713م ـ 1727م){2}، الذي درس التاريخ الإغريقي والروماني، وتساءل قائلاً: “نظراً لأن جنرالاتنا لا يحسنون استخدام الجيوش الحديثة، فماذا سيحدث لو أسندنا قيادتها إلى الإستراتيجيين الرومان، الذين تحدث عنهم بوليبيوس منذ تسعة عشر قرناً”؟ وكان الجواب في الصورة الأولى للحرب النابليونية، وقد وضع دوفلار نظرية عن الحرب تشمل الآتي:

“استخدام الصدمة بأرتال كثيفة، مع تقسيم الجيش إلى مجموعات تكتيكية، يمكنها العمل مستقلة، وأن يكون بينها تعاون متبادل”.

كان هناك بورسيه (1740م)، {3} القائد الفرنسي، الذي وضع “تنظيم الفرقة”، حيث وفر خفة الحركة والتكيف مع الأرض، وازدادت فرص تحقيق المفاجأة والحشد، من دون فقدان التعاون المتبادل بين الفرق. وقد تعلم نابليون، من بورسيه نظرية الانتشار، تبعاً لخطة شاملة، لإقناع العدو بنشر قواته المجتمعة، تمهيداً لسرعة إعادة توحيد قواته، وتعلّم منه أيضاً الخطة ذات الشعب المتعددة، والعمل في خط يهدد أهدافاً تبادلية. أما جريبوفال (1765م)، فقد أوجد
المدفعية خفيفة الحركة، ومفاهيم استخدامها، مما وفر خفة الحركة، وأسلوب المناورة بالنيران، وحشدها في الاتجاهات المهمة، الذي استفاد منها نابليون، في تعويض ضعف مشاته، كماً وكيفاً. أما الكونت دوجيبير (1772م ـ 1790م) {4}، فقد قدم الرسم الأول للمذهب النابليوني، في نظرية “حرب الحركة”، وطالب بالآتي:

1-التخلي عن أسلوب المستودعات الإدارية الثابتة، وقوافل الإمداد الثقيلة، والاعتماد على الموارد المحلية للبلاد، التي يقاتل فيها الجيش.

.2- تقليل الاعتماد على الحصون والقلاع، والتمسك بالحصون القوية، التي يمكنها معاونة التحركات الإستراتيجية.

3-تشكيل الجيش في فرق، تتحرك في قولات منفصلة، وتحقق التعاون بينها، وقد لخص جيبير فكرته بقوله” ينبغي أن نناور كلنا معاً، في الوقت نفسه، وأن ننتشر، من دون أن نشتبك، وبدون الوقوع في قبضة العدو، وأن نتقارب، من دون أن نفترق، وأن نلتف دون التعرض للفوضى”.

لم تستفد فرنسا، عملياً، من أفكار قادتها العسكريين، ومفكريها للنهوض بفن الحرب، وأضحت أفكارهم حبراً على ورق، وعندما جاء نابليون بونابرت، استخدمها في حروب متتالية، استغرقت نحو ربع قرن (1796م – 1815م)، عرفت باسم الحروب النابليونية، وكشفت هذه الحروب عن فن حرب جديد. ورغم أن نابليون لم يضع أي مرجع عن
حروبه فإن “جوميني وكلاوزفيتز” اعتُبرا هما المرجع عن فن الحرب عند نابليون، استناداً على مذكرات نابليون، أحكام/ أقوال مأثورة، ووقائع المعارك، التي دارت في حينها، وعاصراها.

في عام 1838م، نشر “جومينى” عمله الرئيس، وهو “موجز فن الحرب”، الذي أبرز فيه العديد من الخبرات العسكرية، بأسلوب علمي ومنهجي. ونركز هنا على ما هو جديد في مجال القواعد العسكرية، وأبرزها الآتي:

1. “أهمية الاختيار المناسب لخط العمليات”.

2. “تحقيق التفوق في النقطة/ الاتجاه الحاسم”.

أما كلاوزفيتز، فقد كتب العديد من الأبحاث، أبرزها “موجز الأمير”، وألف كتاباً عن “الحرب” نشرته أسرته عام 1834م، بعد وفاته، وكانت كتاباته ذات أسلوب خاص، ومنهج شديد التعقيد والغموض، وقد تأثر بآراء ميكيافيللي، خاصة في مجال دور “الحرب الخاطفة”، وأن التدمير الكامل للعدو، يجب أن يكون هو هدف الحرب، وقد غطى كلاوزفيتز جميع المشكلات المتعلقة بالحرب، بشكل علمي ومنهجي راق. ونركز هنا على بعض النقاط، التي أوردها مثل:

1-. “نظرية الحرب المطلقة”، وأن هدف الحرب هو تدمير العدو.

2-. “قاعدة الاستخدام المتزامن للقوات والوسائل”.

3-. “قاعدة مركز الثقل للحلف المعادي”.

4-. “قاعدة طبيعة الاشتباك مع العدو”، وتعني تهديد مؤخرة العدو، وحماية، وتأمين مؤخرة قواتنا.

عندما دارت الحرب الأهلية الأمريكية (1861م – 1865م)، أفرزت العديد من المفاهيم والقواعد والنظريات العسكرية، نذكر منها الآتي:

1-. “إستراتيجية الإجهاد”، التي طبقت بمفهوم الضربات المتلاحقة.

2-. “إستراتيجية الإفناء”، التي طبقها شيرمان في الحرب.

3-. “مفهوم خفة الحركة”، عند اعتماد القوات الشمالية على السكك الحديدية، في تسهيل سرعة نقل القوات والإمدادات، والمدفعية المحملة على عربات السكك الحديدية.

كان المارشال فون مولتكه، الأكبر، (1800ـ 1891م)، أبرز من اهتم بالتطبيقات العملية “لخفة الحركة”، ونظم عملية نقل القوات بسرعة، وصلت إلى ستة أضعاف السرعة، التي سارت بها جيوش نابليون، وظهر أن الوقت والسرعة والمسافة، هي العوامل الأساسية لكل إستراتيجية، وفقاً للتطورات الحديثة. وشملت أفكار مولتكه العديد من المفاهيم العسكرية، التي رسمت ظلالها حتى منتصف القرن العشرين، وعندما خلفه الكونت فون شليفن 1891م {4 } حرص على تطوير الفكر العسكري، واهتم بزيادة القدرة الحركية للجيش، وشكل فرعاً جديداً يمثل السلاح الجوي. وأبرز أفكاره هي “تجزئة قوات العدو، وتدميرها على التتابع”، وذلك لمجابهة التفوق العددي المعادي، وفي هذا يقول: “عندما يكون الفرد أضعف من أن يهاجم الكل،ويجب عليه أن يهاجم الجزء”، وقال أيضاً “إن المشكلة هي كيف يمكن القيام بحروب قصيرة وحاسمة، ضد عدو متفوق عددياً”.

خامساً: العصر الحديث (من القرن العشرين)

وعند نشوب الحرب العالمية الأولى (1914م ـ 1918م)، ظهر فيها العديد من التناقض، في النظريات، مثل حرب الخنادق، والحرب الميكانيكية وحرب الحركة، وحرب العصابات ويحضرنا القائد الألماني “إيريك لودندورف”، صاحب
نظرية الحرب الشاملة، وهو الذي وضع أولى قواعد “الحرب الخاطفة”، التي أطلق عليها “تكتيكات لودندورف” وتشمل الآتي:

1-. إعادة تجميع القوات في قواعد الهجوم ليلاً، واتخاذ المدفعية لأوضاعها، في أماكن مستورة قرب الجبهة.

2-. قصف قصير وكثيف من المدفعية، مع استخدام قنابل الغاز.

3-. تبحث وحدات المقدمة عن نقاط الضعف في دفاع العدو، بأعمال التسرب، متجاوزة مراكز المقاومة القوية، والتغلغل، كلما أمكن، بعمق، حتى تتم مهاجمة مدفعية العدو. وباستغلال نجاح قوات التسلل، يتم دفع الاحتياطي في المعركة، لتطوير أعمال القتال في العمق، وفي الوقت نفسه، تنفذ أعمال هجوم خداعي، ومشاغلة متتالية، في اتجاهات أخرى، ويسمح بتوسيع نطاق الهجوم.

كما يُعدُّ الجنرال “ج. ف. س. فوللر”، الداعية الأول “للحرب الميكانيكية”، واضع خطة استخدام الدبابات للقوات البريطانية، في الحرب العالمية الأولى. وقد أحدثت دعوته انقلاباً شاملاً في نظريات الحرب وأساليب القتال، وظهرت آثارها، بصفة خاصة، لدى القوات الألمانية التي اتخذت من أفكاره أساساً لنظرية الحرب البرقية/ الخاطفة، التي أدت بدورها إلى تعديل نظريات وأساليب القتال، في الحرب العالمية الثانية. واعتمد فوللر على تقديره لمستقبل المدرعات
والطيران، آخذاً في اعتباره، دروس الحرب العالمية الأولى، والمصادر التاريخية القديمة. وخلال الفترة من الحرب العالمية الأولى، إلى الحرب العالمية الثانية، صاغ كابتن “بازل ليدل هارت” مجموعة من النظريات، أبرزها “نظرية السيل المنتشر”، التي تُعدُّ ترجمة لأساليب لودندورف وتكتيكاته، ونظرية “الاقتراب غير المباشر”، حيث تُعدُّ، في مجملها تطويراً لأفكار فوللر، ووضعت الفكرة الأولية العامة للحرب الخاطفة.

أبرزت الحرب العالمية الثانية (1939م ـ 1945م)، التفوق الألماني، في تبنيه لنظرية الحرب البرقية / الخاطفة، التي تمثلت في الآتي:

1-. تطور القدرات الحركية للقوات البرية، باستخدام الدبابات والمركبات.

2-. رسم الملامح الصحيحة لمعركة الأسلحة المشتركة الحديثة.

3-. الإفادة من البعد الثالث (الفضاء)، لزيادة القدرة الحركية للقوات، باستخدام الإسقاط، والقوات المنقولة جواً.

4-. استخدام الطيران المطارد، والطيران القاذف.

5-. تنسيق التعاون بين القوات على جبهة واحدة أو بين الجبهات.

 

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى