نظرية العلاقات الدولية

النظريات الكلاسيكية في العلاقات الدولية

النظرية المثالية في العلاقات الدولية

تعد النظرية المثالية إحدى الاتجاهات المعيارية في تحليل العلاقات الدولية فإن دراسة العلاقات الدولية، التي تركز على القيم الأخلاقية المثالية في تصورها للعلاقات الدولية ويعتبرون الفكر الإنساني هو الحكم الأعلى في القضايا الأخلاقية. كما تعتبر أن أساس العلاقات الدولية هي علاقات ودية وسلمية، وأن ما يوجد من حروب وصراعات في العالم هو أمر يتناقض مع الفطرة البشرية. على هذا الأساس تتمحور هذه الإشكالية للإجابة على التساؤل التالي؟ كيف كانت التصورات الفكرية للإسهامات المقدمة من طرف النظرية المثالية للعلاقات الدولية؟

أ- النظرية المثالية وروادها:
يقال أن المثالية سيطرت على دراسة العلاقات الدولية منذ نهاية الحرب العالمية الأولى وحتى أواخر الثلاثينيات من القرن العشرين. وتسمى كذلك الطوباوية، وهذه الواقعة شكلا من أشكال الدولية الليبرالية. ومن أهم المثاليين إيمانويل كانط Immanuel Kant وريتشارد كوبدن Richard Cobdon وجون هوبسون John Hobson ونومان آنجلNorman Angell وألفر زيمرن Alfred Zimmern وودرو ويلسون Woodrow Wilson.

إذ آمن جميع المثاليين بالتقدم، وكانوا يرون أن آليات الديمقراطية البرلمانية والنقاش تحت حكم القانون يمكن إرساؤها في الدبلوماسية الدولية. لهذا السبب كرسوا أهمية كبرى لعصبة الأمم وتقوية القانون الدولي، منطلقين من الخاصية المحورية التي تميز النظرية المثالية التي الاعتقاد بأن ما يجمع البشر أكبر بكثير من ما يفرقهم.

فقد كان الدافع وراء حقبة المثالية، (من أوائل القرن العشرين حتى أواخر الثلاثينيات منه) هو الرغبة في منع حدوث الحروب. غير أن الكثيرين من المثاليين كانوا يشكون في أن مبادئ الحرية الاقتصادية، مثل التجارة الحرة، من شأنها أن تحقق السلام. فالمثاليون من أمثال هوبسون (J. A. Hobson) جادلوا بأن الإمبريالية – وهي إخضاع الشعوب الأجنبية ومواردها- أصبحت السبب الأساسي للصراع في السياسة الدولية.

إلا أن تراجع الطرحات الفكرية التي قدمتها النظرية المثالية ظهر بشكل بارز مع انهيار عصبة الأمم واندلاع الحرب العالمية الثانية سنة 1939. وعلى الرغم من أن المثاليين سعوا إلى استخدام نظام العصبة ليحل محل السياسة الواقعية الأوربية، إلا أنها أصبحت مجرد منتدى يعكس المصالح القومية المتنافسة بين القوى العظمى في تلك الأيام.

ب- معايير النظرية المثالية:
تقوم المثالية في تفسيرها للعلاقات الدولية على ثلاث معايير أساسية، وتعتبر بأن من الواجب على الدول أن تراعيها في تعاملاتها خارج حدودها الوطنية، وهي كما يلي:

– الأخلاق

– النظرة التفاؤلية للعلاقات الدولية

– الدولية أو الاتجاه نحو العالمية.

– ترسيخ وتجسيد مبادئ القانون الدولي.

المرتكزات الأساسية للنظرية المثالية:

يمكن تلخيص المرتكزات الأساسية للمدرسة المثالية في العناصر التالية:

– يعتبر دعاة المدرسة المثالية أن وجود مصالح مشتركة ومتبادلة بين الدول يؤدي إلى تضامن هذه الدول في إطار علاقات اعتماد متبادل مما يدفعها إلى وصف المجتمع بالتضامن وتصويره بمثابة وحدة اجتماعية.

– ويرى أنصار هذه النظرية أن المجتمع الدولي منظم أو يفترض فيه أن يكون منظما، وذلك بعد أن انتقل الإنسان إلى طور الاستقرار، وابتكاره لوسائل تؤمن له ممارسة حقوقه وحرياته وتبعده عن النزاعات والصراعات اليومية في اتجاه إقامة مجتمع مشترك. ولعل أساس هذه التشاركية هو الابتعاد من حالة الفطرة إلى حياة الجماعة .

– ينطلق المثاليون من أولوية الأخلاق في العلاقات بين الأفراد سواء في المجتمع الداخلي أو بين دول المجتمع الدولي، إذ لابد للفرد من وجوب الخضوع للقوانين والقواعد التي وضعت لخدمة الجماعة.

– انطلاقا من فكرة انسجام المصالح، فالفرد عندما يعمل لمصلحته الذاتية، فانه يعمل لمصلحة الجماعة، فهو يحمي مصلحته الخاصة. ونفس الشيء بالنسبة للعلاقات بين الدول، فمن منطلق تطابق المصالح، وعلى اعتبار أن كل الدول لها مصلحة في السلم، فان كل دولة تريد أن تعرقل السلم هي دولة غير عقلانية وغير أخلاقية.

وهكذا، فان المنهج المثالي اعتمد على مقترب أخلاقي-قانوني، يهدف إلى بناء عالم أفضل خال من النزاعات، مرتكزا على مسلمات فلسفية تفاؤلية حول الطبيعة البشرية، ودور المعرفة العقلانية، وانسجام المصالح، وكذا إمكانية إقامة معايير قيمة مطلقة.

2 النظرية الواقعية
يعتبر أصحاب المدرسة الواقعية، المستندين إلى فكرة صراع القوى كقانون يحكم العلاقات الدولية، بأن في القانون الدولي غطاء يغلف به صراع القوى، لأن الاحتكام للقانون الدولي يكون عند توازن القوى، إذ في حالة غياب توازن القوى فإن القوي قادر على انتهاك القانون الدولي لأنه قوى وآن من العقوبة مستندا إلى قوانين الطبيعة القائمة على البقاء للأقوى وأن القانون يشرع لما هو باق. معظم تحاليل التاريخية للفكر الواقعي مستوحى من نقاشات ثيوسيديدس Thucydides منذ ستع عشر قرن لمواصلة تحليل ميكيافيلي Machiavelli.

أ- المنطلقات الفكرية للنظرية الواقعية:
هي أربعة:

– النظرة المتشائمة للطبيعة الإنسانية.

– العلاقات الدولية هي علاقات صراع، وأن الصراعات الدولية تحل في نهاية المطاف بالحرب.

– تولي اهتمام كبير لقيم الأمن القومي وبقاء الدولة.

– تشك في أن هناك تقدم في تنظيم السياسة الدولية كما هو واقع في الحياة السياسية المحلية.

ويعتبر هانس مورغانثو -رائد الواقعية الكلاسيكسة- بأن جوهر السياسة الدولية يقوم على ركنين أساسيين هما (القوة والمصلحة)، وأن المصلحة تتحدد في إطار القوة، وأن الدول تسعى للبحث عن القوة وهي مجبرة على ذلك لتفادي الدمار. كما أن التفسير حول لماذا تسعى الدول للبحث عن القوة يرتبط بطبيعة الإنسان.

ويمكن تلخيص هذه المنطلقات الفكرية في الصورة التالية:

ويمكن توضيح المرتكزات الأساسية التي تعتمد عليها الواقعية في تحليلها للعلاقات الدولية من خلال الفيديو الموالي:

https://www.youtube.com/watch?v=L0WIVIPR6-4

النظرية الليبرالية
يمكن اعتبار النظرية الليبرالية من النظريات المنشأة التي لا تكتفي بتفسير والعمل على فهم واقع العلاقات الدولية فحسب ولكنها تعمل أيضا على تشكيل واقع دولي جديد أكثر سلماً واقل حروباً. فالنظرية الليبرالية كما أنها تنطلق من منظور يحمل القيم الليبرالية العقلانية والفردانية والمبادئ الدستوري والديمقراطية والقيود على سلطة الدولة، فإنها ترى أيضا أن هذه القيم إذا انتشرت داخل الدول فستصبح قادرة على إنشاء وضع دولي جديد يسوده السلام، كما أن رأسمالية السوق تشجع على رفاهية الجميع من خلال توزيع أكفئ للموارد النادرة. وهو ما يُعبر عنه بمقولة “الديمقراطيات لا تتحارب”. أي أن عن طريق الديمقراطية والتجارة الحرة يمكن تحقيق السلام العالمي والقضاء على الحروب. والفيديو الموالي يعطي تعريفا مفصلا للنظرية الليبرالية، تابعوه

الأسس الفكرية للنظرية الليبرالية:
الديمقراطية

فوفقاً للنظرية الليبرالية، يتميز قرار الحرب في الديمقراطيات بالصعوبة الشديدة حيث ينبغى أن يمر بعدة مراحل عبر مؤسسات الدولة وينبغى كذلك أن يحظى بقبول الرأي العام ودعم المواطنين، وذلك على عكس الوضع في الديكتاتوريات حيث يخضع قرار الحرب لرغبة ومصالح الطاغية ومن يحيطون به، ولذلك قد تذهب الدولة الديكتاتورية إلى الحرب لأي سبب غير موضوعي وفي كثير من الأحيان تكون الحرب لمعالجة أزمة الشرعية التي يعاني منها نظام الحكم. فالنظرية الليبرالية تنطلق من الداخل إلى الخارج أي أن تغيير الواقع الدولي ينبغي أن يبدأ من تغيير نظم الحكم الداخلية لتكون أكثر ديمقراطية وليبرالية. فتحقيق السلام ليس شيء مستحيل كما ترى النظرية الواقعية التي تجعل الصراع والحرب هو أساس العلاقات الدولية، بل أن السلام هو أساس العلاقات دولية وذلك على عكس النظرية الواقعية التي ترى في السلام وضع استثنائي بين الحروب.

كذلك وفقاً لهذه النظرية يؤدي انتشار قيم الليبرالية إلى نفور عام من الحرب، فمع تغير الثقافة وانتشار ثقافة التسامح وقبول الأخر والتعايش وحقوق الإنسان يصبح هناك رفض شعبي للحرب باعتبارها لا أخلاقية وسلوك همجي، كما حدث من تغير في القيم العالمية أدى في النهاية إلى رفض العبودية ومن ثم إلغاءها. فيمكن القضاء على ظاهرة الحرب كما تم القضاء على ظاهرة العبودية.

التجارة الحرة
وفقاً لأصحاب هذه النظرية فان روح التجارة الحرة وروح الحرب لا يتفقان. فحركة التجارة تقتضي وجود طرق آمنة تنتقل عبرها هذه التجارة. كما أن التجارة الحرة تعمل على توسيع الاتصالات وترفع مستوى التفاهم بين شعوب العالم وتشجع الصداقة والتفاهم الدولي.

كما أن التجارة الحرة التي تقوم على مفهوم الميزة النسبية، حيث تتخصص كل دولة في إنتاج وتصدير السلع والخدمات التي تتمتع فيها بميزة نسبية مقارنة بالدول الأخرى وتقوم باستيراد السلع والخدمات التي لا تتمتع فيها بالميزة النسبية، يؤدي إلى خلق نوع من الاعتماد المتبادل بين الدول وتشابك للمصالح يجعل من تكلفة الحرب الاقتصادية شديدة الارتفاع مما يكبح جماح الدول عن خوض الحروب ويجعلها أكثر رغبة في الحوار وحل المشكلات بالطرق الدبلوماسية والتفاهم المشترك للوصول لحلول يربح فيها جميع الأطراف.

فالنظرية الليبرالية ببساطة تسعى لتأسيس علاقات دولية بين الدول تقوم على السلام العالمي وليس الحرب، وذلك عن طريق نشر الديمقراطية وقيم الليبرالية في الداخل والتوسع في التجارة الحرة بين الدول في الخارج، فتعمل قيم الليبرالية والسوق الحر على زيادة التفاهم والتواصل بين شعوب العالم ما يحقق السلام والأمن والمنفعة للجميع.

ويمكن توضيح ما سبق في الشكل الموالي:

لشرح هذه الصورة تابع الفيديو التالي:

4 النظرية الواقعية الجديدة أو البنيوية
أ- رواد النظرية الواقعية الجديدة(البنيوية):

من أبرز ممثلي الواقعية الجديدة، يمكن ذكر روبيرت كاغان Donald Kagan وكينث والتز Kenneth Waltz، ستيفن كراسنر Stephen Krasner وروبرت كيوهنRobert Keohane وجورج مودلسكي George Modelski. ولقد كان هدف رواد هذه المدرسة هو محاولة إخراج الواقعية من المفهوم الكلاسيكي والتحليلي البديهي إلى مستوى من التحليل أكثر علمية للوصول بها إلى نظرية علمية. وتقوم الواقعية الجديدة على مجموعة من الافتراضات, حاول كل مفكر من رواد هذه المدرسة أن يختصرها في مجموعة من النقط، يمكن تحديدها في ما يلي:

ب- افتراضات الواقعية الجديدة:
-النظام الدولي والعالم هو فوضى.

-النظام الدولي هو المسؤول الأكبر عن سلوك الدولة على المسرح الدولي.

-الدول تبحث عن الحد الأقصى من القوة والأمن.

-الشكوكية نحو القوانين الدولية والمؤسسات والمثاليات.

-القوة هي السمة الأساسية في السياسات الدولية.

-النظرية لا تخلق التطبيق وإنما التطبيق هو الذي يخلق النظرية.

وعموما يقدم الواقعيون الجدد تأكيدا على نحو مميز يقضي بوجود العاطفة الشريرة والحضور الفاجع للشر في كل فعل سياسي وبسب هذه العواطف غير القابلة للاستئصال يصبح النزاع أمرا محتوما كما يركزون الواقعيون الجدد على الضرورات السياسية الناتجة عن الفوضى الدولية ففي غياب حكومة دولية يبقى قانون الأدغال هو السائد.

فالواقعية الجديدة تفسر العلاقات الدولية من وجهة نظر بنيوية مناسبة للنظام الدولي خاصة توزيع القوى,فالواقعية الجديدة لها نظرة سوداوية للعلاقات الدولية انطلاقا من افتراض أن الحرب والنزاع ظاهرتان قابلتان للتجنب بسبب فوضوية النظام الدولي وعدم وجود سلطة دولية عليا فوق الدولة.

من ناحية أخرى افترض الواقعيون الدفاعيين طبعا في إطار الواقعية الجديدة,أن الدول ليس لديها مصلحة حقيقية تذكر في الغزو العسكري,على خلاف الواقعيين الهجوميين الذين يركزون على تشجيع نماذج معينة من سلوك الدول في النظام الدولي.

ومن ناحية مفهوم الصراع فان الواقعية الجديدة افترضت أن الدولة يجب أن تتعامل مع أسوأ الاحتمالات,وأن تبني قراراتها بناءا على تقييم الاحتمالات بالنظر إلى التهديدات الأمنية. وفي سبيل تفسيرها لمفهوم صناعة القرار تطرح الواقعية الجديدة فكرة نظرية التوقع فهي ترى أن الفاعلين يعطون وزنا معتبرا أكثر للخسارة أكثر منه للربح.

وبالتالي فان الواقعيون الجدد يركزون على إقامة التحالفات المتوازنة والقوة الدفاعية الرادعة التي تتحقق الأمن الدولي.

ج- أهم التعديلات المقدمة من الواقعية الجديدة للواقعية الكلاسيكية.

لقد تعرضت الواقعية الكلاسيكية لمجموعة كبيرة من الانتقادات من طرف المدرسة الواقعية الجديدة،وتمثلت في مجموعة من الماخذ التي وصلت اليها الواقعية الجديدة تجاه الواقعية الكلاسيكية،ويمكن تلخيص هذه الماخذ في النقاط التالية:

– وجود مفاهيم وحجج غير واضحة ومشوشة ومتزعزعة وعمل الواقعية الجديدة هو تنظيم وترتيب هذه المفاهيم والحجج بشكل علمي.

– عدم اخذ النظرية الواقعية الكلاسيكية بالنظريات العلمية في العلوم الاجتماعية الاخرى التي تساهم في اعطاء صورة شاملة لدراسة السياسة الدولية كالاقتصاد وعلم النفس وعلم الاجتماع.

– لم تستطع الواقعية الكلاسيكية ان تقيم فرقا بين الامور الموضوعية والذاتية في الحياة السياسية الدولية.

اقتصر اهتمام الواقعية الكلاسيكية على الجانب العسكري السياسي في تحليلها لعلاقات الدولية،في حين ان هناك عناصر اخرى مهمة في العلاقات الدولية اهملت في التحليل كالعامل الاقتصادي والاتصالات والاعتماد المتبادل،وبالتالي عدم تلائم افتراضات الواقعية الكلاسيكية مع النظام الدولي المتطور سياسيا واقتصاديا منذ بداية السبعينيات لاسيما مع بروز دور فاعلين جدد من غير من الموضوعات التي احدثت تحولا في النظام الدولي لدرجة لم يعد معها المنظور الواقعي الكلاسيكي قادر على تقديم تفسير صحيح للسياسات الدولية لتركيزه على الدول فقط ،وعلى مفاهيم القوة والصراع اساسا.

كذلك انصب اهتمام الواقعية الجديدة على نقد النظريات السياسية السائدة كالنظرية الليبرالية والراديكالية وفشلهما في اعطاء تفسير صحيح للعلاقات الدولية ،وفي المقابل اهتمت الواقعية الجديدة ببلورة نظرية علمية لتفسير وشرح العلاقات البنيوية او الارتباط النسبي بين الوسائل والاهداف التي تؤدي الى نشوء الهيمنة او الاندثار بمعنى ادخال العامل الاقتصادي في تحليل العلاقات الدولية كعنصر مهم في هيكل العلاقات بين الدول ،كما انها تعطي الاولوية للفعل الفردي في تحليلها للعلاقات الدولية،على اساس ان فعل الفرد هو موجود بشكل مسبق عن المؤسسات الاجتماعية،كما تركز الواقعية الجديدة على أهمية الدولة في تحليل وفهم العلاقات الدولية،وظاهرة التنافس والعوامل المادية بدلا من العوامل الغير مادية كالافكار

  • الفاعلين الأساسيين في العلاقات الدولية بجانب الدول هم الأفراد وجماعات المصالح الخاصة المنظمة.
  • أن الأفراد وجماعات المصالح تمثل عصب المجتمع المحلي والقواعد المبنية علي مصالحها هي التي تحدد أداء ودور الدولة في السياسة الدولية، وطبيعة الدول تمثل تعبيراً لمصالح ومتطلبات الأفراد والجماعات المحلية.
  • أن تجزء الاعتماد المتبادل للدولة مع جيرانها وباقي الفاعلين الدوليين هو الذي يحدد سلوكها وأدوات تحركها في السياسة
  • أن العولمة تؤثر علي طبيعة الفاعلين الاجتماعيين في السياسة الدولية، بصورة قد تؤدي إلي اختلاف متطلبات واحتياجات الأفراد والجماعات المحلية وبالتالي علي السياسة الدولية.

6 النظرية الماركسية في العلاقات الدولية
أ- كارل ماركس والتنظير العلاقات الدولية

تقوم تحليلات كارل ماركس حول الرأسمالية على مجموعة من المقولات الفلسفية العامة، تتمحور أغلبها حول نظرته للتاريخ الاجتماعي، حيث يرى أن هذا التاريخ لا يتعدى كونه حركة مستمرة وفي اتجاه واحد لتحقيق مزيد من التقدم والانعتاق الإنساني، وأن أي تحول اجتماعي في التاريخ إنما يتم من خلال آليات الصراعات الطبقية داخل المجتمع. خلاصة هذا التصور هي مقولته الشهيرة في “البيان الشيوعي”: “إن تاريخ المجتمعات حتى الآن ليس سوى تاريخ صراع الطبقات”. كما بين ماركس أن طبيعة العلاقات الاجتماعية (العلاقات بين الطبقات) تؤثر بشكل مباشر على طبيعة قوى الإنتاج في المجتمع.

لقد استغرق ماركس جزءا معتبرا من حياته العلمية في دراسة القوانين التي تولد وتحرك نمط الإنتاج الرأسمالي، وذلك من خلال فحص الظروف التاريخية التي أدت إلى بروز الرأسمالية في أوروبا، وطبيعة العلاقات الطبقية التي تتحكم في عمله وصيرورتها التاريخية. ومن هنا جاءت إدعاءاته القوية حول استنتاجه بأن هناك خللا في البنية الجوهرية للنظام الرأسمالي يمنعه من الاستمرار تاريخيا، وبذلك فهو لا يمثل إلا مرحلة تاريخية تمهيدا لنظام اجتماعي “أكثر استقرار وعقلانية وإنسانية”.

تكمن الأهمية العلمية للقوانين الماركسية في فهم الرأسمالية في قدرتها – إذا تم تعميمها – على الكشف على القوانين [التاريخية] الخاصة التي تتحكم في بروز وتطور وسقوط أي تشكيل اجتماعي والتنبؤ ببديله الذي [يفترض جدليا أن] يكون أرقى منه تنظيما لقوى وعلاقات الإنتاج.

تاريخيا، لم يتسن لكارل ماركس أن يسقط منطقه الجدلي على دراسة المجتمعات غير الأوربية، والوصول – من ثم – إلى الكشف عن أبعاد التوسع الرأسمالي على المستوى العالمي. وبذلك فقد كان من اللازم انتظار إسهامات فلاديمير لينين الذي ارتبط تفكيره بماركس، حيث أصبحت الماركسية-اللينينية leninist-marxism تطلق على الاتجاه الفلسفي الذي تبناه الحزب الشيوعي الحاكم في الاتحاد السوفييتي لعقود متعاقبة.

2- نظرية الامبريالية
تعتبر كتابات لينين النقدية حول الإمبريالية امتدادا للفلسفة الماركسية حول تطور النظام الرأسمالي، وفي نفس الوقت هي عبارة عن مداخلات نظرية للرد على التيارات التحريفية revisionist (في طليعتها إدوارد بيرنشتاين) التي كانت قد شككت في إدعاءات ماركس حول المسار التاريخي [الحتمي] للرأسمالية. وقد لاحظ لينين أن الرأسمالية تتجه نحو مرحلة تاريخية جديدة ولكنها لا تختلف في جوهرها عما وصفه ماركس، بل إنها تقوي وتدعم تصوره لسيرورة الرأسمالية نحو نهايتها. هذه المرحلة هي مرحلة الرأسمالية الاحتكارية/الإمبريالية، وهي بالنسبة له أعلى مراحل الرأسمالية.

لقد حاول لينين – على غرار ما فعله ماركس – وضع نظرية شاملة تكشف أسباب بروز الرأسمالية الاحتكارية والقوى والقوانين الداخلية المتحكمة في تطورها، وقد خلص إلى أن التنافس الرأسمالي قد وصل إلى مرحلة نوعية جديدة بقيام الاحتكارات، وتحولت المنافسة إلى منافسة دولية تتسبب في حروب “إمبريالية” خالقة – بذلك – أوضاعا مناسبة للثورة البروليتارية وبالتالي القضاء على النظام الرأسمالي.

من المفارقات التي تبعث على الفضول أن طلائع نظرية الإمبريالية جاءت من الاقتصادي الليبرالي الإنجليزي John A. Hobson. وقد دفعت به مسيرته المهنية كمراسل صحفي لـ The Manchester Guardian إبان حرب الـ Boer في جنوب إفريقيا إلى مناهضة الرأسمالية، لأنه كان شاهدا على دور محتكري الماس في تغذية الحرب واستمراريتها. يرى Hobson أن المجتمعات الرأسمالية دائما تواجه معضلة فيض الإنتاج وغيض الاستهلاك dilemma of overproduction and underconsumption، ولو أن الرأسماليين عملوا على إعادة توزيع الثروة الناتجة عن فائض القيمة surplus لتعزيز مستوى الرفاه المحلي لما كانت هناك مشكلة بنيوية في الأساس، غير أنهم في المقابل يعمدون إلى البحث عن إعادة استثمار رأس المال الفائض في الخارج، فتكون النتيجة هي الإمبريالية، التي يمكن تعريفها بأنها “سعي [الرأسماليين] الصناعيين لتوسيع قنوات الثروة الناتجة عن فائض القيمة من خلال البحث عن أسواق ومناطق استثمار خارجية [جديدة]..” . وإلى جانب Hobson هناك المنظران الاشتراكيان الألمانيان Rosa Luxembourg وRudolph Hilferding اللذان عملا على تطوير إسهامات Hobson، غير أن لينين يبقى أهم منظر للإمبريالية.

كان لينين في كتيبه النافذ الذي صدر عام 1917 بعنوان Imperialism: the Highest Stage of Capitalism محافظا على خط تفكير كارل ماركس، الإسهام الذي أضافه يكمن في مسعاه لوضع الرأسمالية – من المنظور التحليلي – في سياق دولي أوسع نطاقا من السياق الذي تناوله ماركس، هذا من جهة؛ ومن جهة أخرى فقد أفضى به تأثره الشديد بإدراك ماركس للرأسمالية إلى ملاحظة أن التناقض في المصالح بين البروليتاريا والبورجوازية يبقى قائما بغض النظر عن الموقع الجغرافي للعامل أو الرأسمالي. وقد كان هذا التصور ترديدا لصدى العبارة الشهيرة التي أطلقها ماركس: “يا عمال العالم اتحدوا، فليس هناك ما تخسرونه سوى أصفادكم”، إذ يصبح التضارب في المصالح بين عمال الدول على اختلافها أمرا غير وارد، هذا إذا تمكنوا من التحرر من قيود الأيديولوجيات البرجوازية المسيطرة محليا، هذا بالنسبة للبروليتاريا؛ أما بالنسبة للبورجوازية، فقد لاحظ لينين أن الرأسمالية الاحتكارية تمكنت من إحداث بنية ثنائية المستوى ضمن الاقتصاد العالمي الحديث، حيث يوجد مركز مهيمن يستغل المجموعات الطرفية الموجودة على هامش البنية، هذه البنية مكنت البورجوازية في دول المركز من استعمال فوائض القيمة الناتجة عن استغلال الأطراف في تحسين ظروف البروليتاريا داخل دول المركز، وبذلك فقد أعاد لينين النظر في مقولة التناغم في مصالح العمال على صعيد عالمي.

مما سبق، يمكن الخلوص إلى أن لينين هو أول منظر بنوي ينتبه إلى أن الانقسام البنيوي بين مركز النظام الرأسمالي وأطرافه هو الذي يحدد طبيعة العلاقة بين البورجوازية والبروليتارية. وهنا يمكن تسجيل ملاحظة على قدر من الأهمية في تحديد المنطلقات الأنطولوجية للماركسية الدولية، تتعلق بكون الدول لا تمثل الفاعلين الوحيدين في العلاقات الدولية، كما ذهبت إليه الواقعية والليبرالية على نحو أقل تشددا، بل هناك الطبقات الاجتماعية والمواقع التي تحتلها ضمن البنية الشاملة للنظام الرأسمالي العالمي، وهي (المواقع) التي من شأنها تحديد نماذج التفاعل بين الوحدات الدولية وأنماط الهيمنة والسيطرة السائدة فيما بينها.

يبقى أن نشير إلى الأهمية الكبيرة التي تمتعت بها نظرية الإمبريالية ضمن الحوار الذي احتدم في فترة ما بين الحربين العالميتين حول الأسباب التي تفرز ظاهرة الحرب، وإن كان هذا الحوار أشبه بـ “الحوار الصامت silent debate”، نتيجة لكونه جمع بين المنظور الواقعي الكلاسيكي غربي/رأسمالي التمركز capitalist-centered ومنظور الإمبريالية شرقي/ماركسي التمركز marxist-centered، ولم تكن له انعكاسات واضحة على حقل التنظير لحقل النزاعات الدولية. ففي الوقت الذي ركز فيه المنظور الواقعي على الطبيعة الشريرة للإنسان والبنية الفوضوية للنظام الدولي، فقد جادل منظور الإمبريالية بأن الحروب هي نتاج النزوع المستمر للرأسمالية نحو التوسع بحثا عن أسواق خارجية جديدة وعن فضاءات أوسع وأخصب لاستثمار فوائض القيمة الناتجة عن استغلال المركز للأطراف، هذه النزعة تؤدي بالمراكز الرأسمالية المتنافسة إلى الصدام ببعضها البعض، وعندما لا تتوفر الآليات المناسبة للإجماع حول تقاسم مناطق النفوذ، يتم الحسم عسكريا من خلال الحروب.

6 النظرية الماركسية في العلاقات الدولية
أ- كارل ماركس والتنظير العلاقات الدولية

تقوم تحليلات كارل ماركس حول الرأسمالية على مجموعة من المقولات الفلسفية العامة، تتمحور أغلبها حول نظرته للتاريخ الاجتماعي، حيث يرى أن هذا التاريخ لا يتعدى كونه حركة مستمرة وفي اتجاه واحد لتحقيق مزيد من التقدم والانعتاق الإنساني، وأن أي تحول اجتماعي في التاريخ إنما يتم من خلال آليات الصراعات الطبقية داخل المجتمع. خلاصة هذا التصور هي مقولته الشهيرة في “البيان الشيوعي”: “إن تاريخ المجتمعات حتى الآن ليس سوى تاريخ صراع الطبقات”. كما بين ماركس أن طبيعة العلاقات الاجتماعية (العلاقات بين الطبقات) تؤثر بشكل مباشر على طبيعة قوى الإنتاج في المجتمع.

لقد استغرق ماركس جزءا معتبرا من حياته العلمية في دراسة القوانين التي تولد وتحرك نمط الإنتاج الرأسمالي، وذلك من خلال فحص الظروف التاريخية التي أدت إلى بروز الرأسمالية في أوروبا، وطبيعة العلاقات الطبقية التي تتحكم في عمله وصيرورتها التاريخية. ومن هنا جاءت إدعاءاته القوية حول استنتاجه بأن هناك خللا في البنية الجوهرية للنظام الرأسمالي يمنعه من الاستمرار تاريخيا، وبذلك فهو لا يمثل إلا مرحلة تاريخية تمهيدا لنظام اجتماعي “أكثر استقرار وعقلانية وإنسانية”.

تكمن الأهمية العلمية للقوانين الماركسية في فهم الرأسمالية في قدرتها – إذا تم تعميمها – على الكشف على القوانين [التاريخية] الخاصة التي تتحكم في بروز وتطور وسقوط أي تشكيل اجتماعي والتنبؤ ببديله الذي [يفترض جدليا أن] يكون أرقى منه تنظيما لقوى وعلاقات الإنتاج.

تاريخيا، لم يتسن لكارل ماركس أن يسقط منطقه الجدلي على دراسة المجتمعات غير الأوربية، والوصول – من ثم – إلى الكشف عن أبعاد التوسع الرأسمالي على المستوى العالمي. وبذلك فقد كان من اللازم انتظار إسهامات فلاديمير لينين الذي ارتبط تفكيره بماركس، حيث أصبحت الماركسية-اللينينية leninist-marxism تطلق على الاتجاه الفلسفي الذي تبناه الحزب الشيوعي الحاكم في الاتحاد السوفييتي لعقود متعاقبة.

2- نظرية الامبريالية
تعتبر كتابات لينين النقدية حول الإمبريالية امتدادا للفلسفة الماركسية حول تطور النظام الرأسمالي، وفي نفس الوقت هي عبارة عن مداخلات نظرية للرد على التيارات التحريفية revisionist (في طليعتها إدوارد بيرنشتاين) التي كانت قد شككت في إدعاءات ماركس حول المسار التاريخي [الحتمي] للرأسمالية. وقد لاحظ لينين أن الرأسمالية تتجه نحو مرحلة تاريخية جديدة ولكنها لا تختلف في جوهرها عما وصفه ماركس، بل إنها تقوي وتدعم تصوره لسيرورة الرأسمالية نحو نهايتها. هذه المرحلة هي مرحلة الرأسمالية الاحتكارية/الإمبريالية، وهي بالنسبة له أعلى مراحل الرأسمالية.

لقد حاول لينين – على غرار ما فعله ماركس – وضع نظرية شاملة تكشف أسباب بروز الرأسمالية الاحتكارية والقوى والقوانين الداخلية المتحكمة في تطورها، وقد خلص إلى أن التنافس الرأسمالي قد وصل إلى مرحلة نوعية جديدة بقيام الاحتكارات، وتحولت المنافسة إلى منافسة دولية تتسبب في حروب “إمبريالية” خالقة – بذلك – أوضاعا مناسبة للثورة البروليتارية وبالتالي القضاء على النظام الرأسمالي.

من المفارقات التي تبعث على الفضول أن طلائع نظرية الإمبريالية جاءت من الاقتصادي الليبرالي الإنجليزي John A. Hobson. وقد دفعت به مسيرته المهنية كمراسل صحفي لـ The Manchester Guardian إبان حرب الـ Boer في جنوب إفريقيا إلى مناهضة الرأسمالية، لأنه كان شاهدا على دور محتكري الماس في تغذية الحرب واستمراريتها. يرى Hobson أن المجتمعات الرأسمالية دائما تواجه معضلة فيض الإنتاج وغيض الاستهلاك dilemma of overproduction and underconsumption، ولو أن الرأسماليين عملوا على إعادة توزيع الثروة الناتجة عن فائض القيمة surplus لتعزيز مستوى الرفاه المحلي لما كانت هناك مشكلة بنيوية في الأساس، غير أنهم في المقابل يعمدون إلى البحث عن إعادة استثمار رأس المال الفائض في الخارج، فتكون النتيجة هي الإمبريالية، التي يمكن تعريفها بأنها “سعي [الرأسماليين] الصناعيين لتوسيع قنوات الثروة الناتجة عن فائض القيمة من خلال البحث عن أسواق ومناطق استثمار خارجية [جديدة]..” . وإلى جانب Hobson هناك المنظران الاشتراكيان الألمانيان Rosa Luxembourg وRudolph Hilferding اللذان عملا على تطوير إسهامات Hobson، غير أن لينين يبقى أهم منظر للإمبريالية.

كان لينين في كتيبه النافذ الذي صدر عام 1917 بعنوان Imperialism: the Highest Stage of Capitalism محافظا على خط تفكير كارل ماركس، الإسهام الذي أضافه يكمن في مسعاه لوضع الرأسمالية – من المنظور التحليلي – في سياق دولي أوسع نطاقا من السياق الذي تناوله ماركس، هذا من جهة؛ ومن جهة أخرى فقد أفضى به تأثره الشديد بإدراك ماركس للرأسمالية إلى ملاحظة أن التناقض في المصالح بين البروليتاريا والبورجوازية يبقى قائما بغض النظر عن الموقع الجغرافي للعامل أو الرأسمالي. وقد كان هذا التصور ترديدا لصدى العبارة الشهيرة التي أطلقها ماركس: “يا عمال العالم اتحدوا، فليس هناك ما تخسرونه سوى أصفادكم”، إذ يصبح التضارب في المصالح بين عمال الدول على اختلافها أمرا غير وارد، هذا إذا تمكنوا من التحرر من قيود الأيديولوجيات البرجوازية المسيطرة محليا، هذا بالنسبة للبروليتاريا؛ أما بالنسبة للبورجوازية، فقد لاحظ لينين أن الرأسمالية الاحتكارية تمكنت من إحداث بنية ثنائية المستوى ضمن الاقتصاد العالمي الحديث، حيث يوجد مركز مهيمن يستغل المجموعات الطرفية الموجودة على هامش البنية، هذه البنية مكنت البورجوازية في دول المركز من استعمال فوائض القيمة الناتجة عن استغلال الأطراف في تحسين ظروف البروليتاريا داخل دول المركز، وبذلك فقد أعاد لينين النظر في مقولة التناغم في مصالح العمال على صعيد عالمي.

مما سبق، يمكن الخلوص إلى أن لينين هو أول منظر بنوي ينتبه إلى أن الانقسام البنيوي بين مركز النظام الرأسمالي وأطرافه هو الذي يحدد طبيعة العلاقة بين البورجوازية والبروليتارية. وهنا يمكن تسجيل ملاحظة على قدر من الأهمية في تحديد المنطلقات الأنطولوجية للماركسية الدولية، تتعلق بكون الدول لا تمثل الفاعلين الوحيدين في العلاقات الدولية، كما ذهبت إليه الواقعية والليبرالية على نحو أقل تشددا، بل هناك الطبقات الاجتماعية والمواقع التي تحتلها ضمن البنية الشاملة للنظام الرأسمالي العالمي، وهي (المواقع) التي من شأنها تحديد نماذج التفاعل بين الوحدات الدولية وأنماط الهيمنة والسيطرة السائدة فيما بينها.

يبقى أن نشير إلى الأهمية الكبيرة التي تمتعت بها نظرية الإمبريالية ضمن الحوار الذي احتدم في فترة ما بين الحربين العالميتين حول الأسباب التي تفرز ظاهرة الحرب، وإن كان هذا الحوار أشبه بـ “الحوار الصامت silent debate”، نتيجة لكونه جمع بين المنظور الواقعي الكلاسيكي غربي/رأسمالي التمركز capitalist-centered ومنظور الإمبريالية شرقي/ماركسي التمركز marxist-centered، ولم تكن له انعكاسات واضحة على حقل التنظير لحقل النزاعات الدولية. ففي الوقت الذي ركز فيه المنظور الواقعي على الطبيعة الشريرة للإنسان والبنية الفوضوية للنظام الدولي، فقد جادل منظور الإمبريالية بأن الحروب هي نتاج النزوع المستمر للرأسمالية نحو التوسع بحثا عن أسواق خارجية جديدة وعن فضاءات أوسع وأخصب لاستثمار فوائض القيمة الناتجة عن استغلال المركز للأطراف، هذه النزعة تؤدي بالمراكز الرأسمالية المتنافسة إلى الصدام ببعضها البعض، وعندما لا تتوفر الآليات المناسبة للإجماع حول تقاسم مناطق النفوذ، يتم الحسم عسكريا من خلال الحروب.

 

vote/تقييم

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى