النظم السياسية في ميزان أزمة كورونا

اعداد: ياسر جمال الدين – المركز الديمقراطي العربي

مقدمة:-

“حين يتعلق الأمر القومي ببريطانيا لاتحدثني عن حقوق الانسان” جملة قالها ديفيد كاميرون رئس الوزراء البريطاني في اعقاب تعامل قوات الأمن العنيف مع المحتجين في لندن في عام 2011 تلك الجملة التي اوضحت فشل النظام الديمقراطي اليبرالي في اوربا الغربية على قدرته على التعامل مغ المشكلات بمبادئه التي ينظر بها على دول العالم الثالث وبما ان العالم يواجه وباء خطيروهو فيروس الكورونا سنحاول هنا كيف تتعامل الانظمة مع المشكلات التي تواجهها تتعدد انواع النظم السياسية فيما بينها وتتعدد تصنيفاتها لكن علينا اولا فهم ماهو النظام السياسي – النظام السياسي كغيره من المفاهيم في العلوم الاجتماعية تتعدد التعريفات والاوصاف التي توصفه حسب مفهوم ووجهة نظر كل باحث وظروف  بيئته وعصره والاحداث الجارية حينها وتعريف النظام السياسي الذي  سوف ننطلق منه سيكون هو عملية التي يتم فيها صنع القرار الرسمي على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية [1] وسنقوم هنا باستخدام احد التصنيفات المعاصرة وهو تصنيف النظم الى شمولي تسلطي وليبرالي تعددي.

النظم السياسية وفلسفتها في طريقة الحكم:

النظام الشمولي:هو احد أشكال الأنظمة السياسية وهو نظام تقوم فيه عملية صناعة القرارعلىعدد محدود من الافرد بل ربما تقوم فيه هذه العملية على عاتق شخص واحد وهو راس هذا النظام حيث ينفرد بإتخاذ القرار وفي هذا النوع من الأنظمة تقوم فيه الدولة بفرض فلسفة وأذواق ووجهات النظر السلطة الحاكمة على كافة مناحي الحياة قد تكون احيانا كثيرة باستخادم القوة واجهزتها الامنية  فالدولة الشمولية  بمفهومها القانوني كما قدمها كارل شميدت  “هي الدولة رائجة القوة”  ويتسم النظام الشمولي بقلة التدوال السلمي للسلطة وهيمنة حزب او فصيل واحد مسيطر على الحياة السياسية وضعف الجماعات غير الرسمية او تكون تابعة للحكومة كالنقابات المهنية وندرة او انعدام وجود الراي الاخر المعارض وتوجد امثلة شهيرة للنظم الشمولية كالنظام الشيوعي في الاتحاد السوفيتي سابقا والنظام النازي في المانيا ونظام بينوشيه اليميني في شيلي وحاليا النظام الشيوعي في الصين.

النظم التعددية : هي احد أشكال النظم السياسية يؤمن بأفكار المذهب الليبرالي وفكرة الانظمة التعددية باختلاف صورها تعممل على كيفية توزيع عملية صناعة القرار وإدارة موراد المجتمع بين عدد من المؤسسات الرسمية وغير الرسمية بحيث لاينفرد بها شخص او مؤسسة تتجمع يه كافة السلطات في يدها وهي انظمة تؤمن بعدة مبادئ أبرزها :حرية الراي والتعبير والسماخ بوجود آراء معارضة واتاحة الفرصة امامها وحرية انشاء وقيام الأحزاب وتوال اللطة بشكل سلمي نتيجة الانتخابات وتسمح بوجود دور قوي للجماعات غير الرسمية كالنقابات المهنية وجماعات الضغط والمصالح وتلك الانظمة تؤمن بالفرد لذاته ولديها الثقة الكاملة في قدراته وتتنطلق النظم الليبرالية التعددية من فكرة ادم سميث مؤسس الفكر الرأسمالي “المصلحة الذاتية تخلق مجتمعاَ معظماَ لمصلحة الجميع” فتلك الانظمة على العكس من النظم الشمولية التي تقلل من قيمة الفرد لصالح المجتمع فلعل ابرز الامثلة على النظم التعددية هو النظام البديمقراطي الرئاسي في الولايات المتحدة والنظام الديمقراطي البرلماني في اوربا الغربية.

النظم السياسية ماقبل العولمة:-

يذكر العالم ازمة الكساد العالمي العظيم التي حدثت في آواخر عشرينيات القرن الماضي تلك الأزمة التي بدات في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1929 بانهيار سوق الاوراق المالية فيما عرف بالثلاثاء الأسود ومنها امتددت الى بقية دول العالم حيث انخفضت التجارة العالمية بنسب مروعة و كذلك معدلات الدخول وازدياد معدلات البطالة وكيف دفعت هذه الازمة الدول  الى ازمات سياسية دفعت بالدول الى تبني مواقف يمنية او يسارية لكن المؤكد ان تلك الازمة اثبتت فشل الفكر الرأسمالي الكلاسيكي صاحب فكرة اليد الخفية في ظبط الأسواق حيث تبنت الحكومة الامريكية  في عهد الرئيس روزفلت برنامجهِ الاقتصادي المعروف باسم الإتفاق الجديدl، ومما أثار دهشة المحللين والمراقبين هو السرعة التي نفذت فيها خطة الإتفاق الجديد، والتي عادة تستغرق اجيالاً لتطبيقها. وعندما استلم السلطة كان النظام المصرفى والائتماني في حالة شلل تام، وكانت المصارف مغلقة، فأمر روزفلت بفتح المصارف التي لم تتعرض للافلاس بشكل تدريجي، واعتمدت الحكومة سياسة معتدلة تجاه تضخم العملة، وتوفير الاغاثة لبعض المدينين، في حين وفرت الحكومة تسهيلات ائتمانية سخية إلى الصناع والمزارعين، وسنت أنظمة مشددة على بيع الأوراق المالية في البورصات، ومشاريع   توجيه تلك القوى العاطلة تجاه العمل في المشروعات الحكومية الخاصة بالبنية التحتية وتشييد المبانى والطرق، وقد اشترك حوالى 2 مليون شاب بهذا البرنامج الذي عمل بهِ في شهر نوفمبر من عام 1933 ووقف عن العمل في عام 1934م.[2] حيث اشتركت الحكومة مع شركات القطاع الختص في تلك الخطة وبالفعل نجحت خطة الرئيس الامريكي في التعافي من تلك الأزمة. كان نجاح الخطة نابعا من اعتقاد الافراد وايمانهم بذلاتهم وقدرتهم على تحقيق النجاح وهو امر منتشر في النظام التعددي الليبرالي  وهذا النجاح كان ملهما على صعيد كافة المجالات ولعل ابرز صور هذ الابداع هو مجلات القصص المصورة (الكوميك بوك) وهي تلك المجلات التي تحكي قصص الالبطال الخارقين كسوبر مان ودورهم في إنقاذ البشرية  من الاخطار وسوبر مان كشخصية خارقة ماهو الا نتيجة ايمان الأفراد في المجتمع الغربي بأنهم قادرين للوصول لهذه المرحلة من القوة. وهي فكرة سعت الحكومات الغربية في التعزيز عليها اثناء فترة الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي حيث ان الفرد في المجتمع الغربي يتم تعزيز دوره كفرد وتتاح له مساحات واسعة من التعبير والحركة والتجارة والوصول للحياة السعيدة بكل سهولة على عكس الفرد في النظام السوفيتي الذي لايتاح له كل هذا فيتم تعزيز فكرة تفوق الفرد في المجتمع الغربي التعددي على نظيره في المجتمع السوفيتي.

النظم السياسية مابعد العولمة:

لكن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عام  1991سعت الولايات المتحدة الامريكية الى فرض هيمنتها على العالم من خلال فرض نمطها السياسي الليبرالي والاقتصادي الراسمالي على العالم بكافة الوسائل المشروعة وغير المشروعة حيث تراها تربط مساعداتها الاقتصادية بتطبيق سياسات الخصخصة في دولة ما او السماح بانتخابات نزيهة او تدعم جهات معارضة للقيام بثورة على نظام ما او حتى تتدخل عسكريا لفرض رؤيتها على دولة ما كما حدث خلال حرب العراق 2003 كل هذا كان في اطار مايعرف بالعولمة اي توحيد الانماط السياسية والاقتصادية والثقافية للعالم كله بغض لنظر عن فروقه واختلافاته الفردية لكل مجتمع بل حتى لكل فرد فهذ زاد من توحش الشركات التى اصبحت تمول حكومات الولايات المتحدة لتجد اسواقا جديدة لها او منافذا لموراد خام لم يكن بسهولة تستطيع تلك الشركات الحول عليها من قبل حتى اصبحت قرارت الحكومة الامريكية رهينة  بمصالح وتحالفات مجموعة من الشركات الكبرى في كل قطاع هذا كله ادى الى فقدان المجتمعات الغربية نقطة تفوقهم على نظرائهم في المجتمعات الشمولية حيث  لم تعد الحكومات تسمح بتلك المساحات الواسعة للافراد من الحرية والتجارة لم يعد يستطيع الفرد ان يقوم بعمله الخاص دون تديد من تلك لشركات الكبرى القادرة على افشاله او حتى التهامه اذا استطاع النجاح فاصبح الافراد مزعزعين الثقة في انفسهم وقدراتهم وثقتهم بحكوماتهم  مع فشل هذه الحكومات في ادارة العديد من الازمات كالازمة المالية العالمية عام 2008 الأزمة المالية العالمية 2007-2008 التي انفجرت في سبتمبر 2008، اعتبرت الأسوأ من نوعها منذ زمن الكساد الكبير سنة 1929م، ابتدئت الأزمة أولاً بالولايات المتحدة الأمريكية ثم امتدت إلى دول العالم ليشمل الدول الأوروبية والدول الآسيوية والدول الخليجية والدول النامية التي يرتبط اقتصادها مباشرة بالاقتصاد الأمريكي، وقد وصل عدد البنوك التي انهارت في الولايات المتحدة خلال العام 2008م إلى 19 بنكاً، كما توقع آنذاك المزيد من الانهيارات الجديدة بين البنوك الأمريكية البالغ عددها 8400 بنكاً.[3]

والتعامل مع قضية اللاجئين بعد مايعرف الربيع العربي في 2011  الربيع العربي[4]، هي. ادت الى حرب أهلية في كل سوريا وليبيا فاصبحت الحدود مفتوحة الى اوربا فتوافد اللاجئين من مختلف بلدان العالم  الى اوربا للعمل بها والسعي وراء احلام الثراء والحياة السعيدة في اوربا.

مما كان عاملا رئيسيا تصاعد لاصوات اليمين المتطرف في دول اوربا الغربية  بعد فشل الحكومات صاحبة المبادئ الديمقراطية في ايجاد حلول لازماتهم ومشاكلهم  فتلك الحكومات فشلت في حل الازمة التي أفقدت كثير من الاوروبين وظائفهم ومسواصرار تلك الحكومات على مساندة اليونان وتقديم القروض لها في ظل ازمتها المتعثرة حتي لاينهار اليورو  وازمة اللاجئين التي زادت الازمة الاقتصادية سوءا وايضا ماعقب ازمة اللاجئين من عمليات ارهابية تم الصاقها بهم زادت اوضاع تلك الحكومات امام شعوبها  فتلك الحكومات ابرزت فشلا مستمرا على الصعيد السياسي فهي لم تستطع القيام باجراء جدي امام تحركات روسيا في المنطقة فروسيا ضمت القرم دون ان تعبا بالاتحاد الاوربي وتهديداته  وامنيا فهي لم تستطع ايقاف تدفق اللاجئين ومايتبعهم من مشاكل داخلية سواء امنية او اقتصادية. وعلى المستوى الاقتصادي  فتلك الحكومات وقفت عاجزة امام الازمة المالية العالمية في 2008 وولم تستطع ان توفر للاوروبين وظائفهم التي فقدوها اما لاغلاق الشركات بسب تقليل الميزانية فالاعتماد على نقل المصانع والمكاتب الى الصين ذات العمالة الرخيصة او اللاجئين الذين يعملون باجور متدنية وكانت نقطة محورية يرتكز عليها اصحاب الخطاب اليميني المحافظ بان اهل البلد يفقدون وظائفهم لصالح المهاجرين زاد الطين بلاا ازمة وباء كورونا وكيف قد تكون كورونا دافعا لليمين المتطرف واعادة احياء للنظم الشمولية  حيث يذهب مراقبون كثر إلى الجزم بأن التيار اليميني الجديد، الذي يوصف بالشعبوي، قد يكون الرابح، على الأقل في المدى المنظورها هو رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، رمز الجناح المتطرف في ذلك التيار، ها هو يسارع للتحذير من الأجانب، واللاجئين، فهؤلاء هم من يحمل الفيروس وينشره في عالم دونالد ترمب أيضا، هو زمن “أميركا أولا” و”أميركا آمنة” بعد وقف الطيران مع أوروبا، وهو أيضا زمن مشروع الجدار الذي يحصد نقاطا جديدة. في هذا الزمن، يجد دعاة الحمائية الاقتصادية ورافضو العولمة حجة قوية لصالحهم، فالليبرالية الديمقراطية  والصوابية السياسية[5] تسقط بضربة كائن مجهري.

النظم السياسية وإدراتها لازمة كورونا:

جائحة كورونا[6]،  لم يكتف هذا الفايروس بما سيخلف من آلاف الوفيات ومئات آلاف المصابين وتهديد البشرية جمعاء لكن المصائب من هذا الفايروس عند لا تاتي فرادى فقد ترافقه ازمات ستصبح كابوسأ يهدد جميع الأنظمة السياسية والإقتصادية في العالم فقد كلف هذا الفايروس المستجد إقتصاد العالم خسائر فادحة ومستمرة ليعيد إلى الأذهان الأزمة المالية العالمية عام 2008 فقد أصبح العالم مثقلا بالديون التي تتراكم وتزداد وتزداد فوائدها كل يوم مع عدم وجود أفق لحل هذه المشكلة وتقع المهمة الأكبر على كاهل البنوك المركزية في العالم حيث أنها ستواجه حتما خطر نقص السيولة إذا امتدت الأزمة لشهور قادمة بل ان اقتصاد الدولة الأولى في العالم وهي الولايات المتحدة مهدد بفقدان تريليون ونصف التريليون دولار خلال الفترة القادمة انطلق هذا الفيروس من مدينة ووهان في الصين وهي الدولة الشمولية الاقوى في العالم.

فالمواطن الصيني لايستطيع ان يعرف الا ماتسمح له الحكومة الصينية بان يعرفه فالحكومة تسيطر على مواقع التواصل الاجتماعي فهي ممنوعة تمام في الصين ومستبدلة بمواقع صينية تسيطر عليها الحكومة بشكل كامل لذلك قبل تفشي وباء كورونا بشكل قاتل تمكنت الحكومة الصينية من فرض جدار من السرية على هذا الخبر بل انها أجبرت الطبيب الذي لاحظ الوباء في بدايته بالتوقيع على وثيقة انه تعمد نشر اشاعات تثير البلبة في المجتمع الصين واخافة الشعب ولكن بعد تفشي الوباء واضطرار الحكومة الصينية للتعامل مع تبعاته  نجحت الحكومة الصينية في فرض عزل طبي  كامل على كافة مواطنيها والتزم المواطنوان بقرارت حكومتهم لايمكننا صراحة اعزاء هذا الامر بشكل كامل الى وعي الشعب الصيني  لكن قبضة الحكومة الصينية القوية التي اثرت على تقبل الشعب لقرارتها وفرضت عليهم الحظر والعزل الطبيوالتزامهم بتلك القررات حتى ان منظمة الصحة العالمية اشادت بجهود الحكومة الصينية في اجراءات احتواء انتشار المرض.

على عكس من تعامل الشعوب في أوربا الغرب مع قرارت حكومتهم بالعزل الطبي والبقاء في منازلهم فلن تستغرب اذا وجدت الايطالين يخرجون لينزهوا كلابهم في اوقات الحظر وغيرها من الامثلة  التي تدل على عدم اكتراث المواطنين بالحكومة او قرارتها  ففشلت اجراءات احتواء الامر واصبح الانتشار مريعا وتتزايد اعداد الاصابات والوفيات وحتى الحكومة البريطانية التي خرجت ممثلة في رئيس وزرائها بوريس جونسون معلنا ان حكومته قد اتخذت قرارأ وهو الا تفعل شيئا ودعا شعبه الى توديع احبائهم لان استراتيجية حكومته ستكون اعتمادا على مايعرف بمناعة القطيع  [7]

فالتعامل مع هذه الامور كاحتواء فيحتى احتواء ازمة مالية  هي قرارات ادارية بحتة ووجود مؤسسة واحدة  قادرة على السيطرة يسهل اصدار الاوامر وتنفيذها حتى في اختلال ثقة الانسان بنفسه وقدراته على ادارة الامور وهي احد ابرز الازمات التي يعنيها العالم فيما بعد العولمة وللمفارقة  هذه الازمة ايضا انعكست على افكار صناع القصص المصورة فاصبح الابطال الخارقين يدمرون مدنهم في سبيل إنقاذها من الاشرار وتنتابهم تساؤلات حول مدى فائدتهم كما الفرد في المجتمع الغربي خلال تلك الفترة  الذي اهتزت ثقته بنفسه وهو يرى فشل حكومته في توفير متطلباته والتعامل مع الأزمات.

إستشراف:-

لذلك فيما بعد انحسار كورونا ستكون الفرصة سانحة امام اليمنين المتطرفيين للوصول للسلطة او الذين هما على راسها بالفعل باتخاذ تدابير تقوض الافكار الليبرالية الديمقراطية خصوصا بعد زيادة اهتزاز ثقة الافراد في انفسهم ففشل الحكومات السابقة بتلك الافكار يعزز من اتجاه لافراد نحو هولاء الشعبوين الذين تجيش خطابهم بافكار تدغدغ عواطف الجمهور الذي اختبر فشل الحكومات الديمقراطية وعجزها عن اتخاذ قرارت جريئة فالمواطن في تلك الدول ينظر الى فرصة متوفرة له ورعاية صحية جيدة واسكان جيد يليق به ودولة آمنة والمواطن في اوربا يرى ان الحكومة الديمقراطية فشلت في علاج اثار الازمة المالية العالمية في 2008  وقيام معظم الشركات بنقل مصانعها الى الصين وغيرها من دول العمالة الرخيصة ولم تستطع الحكومات وقفهم فركدت الاسواق وزدات نسب البطالة وزاد الامر سؤءا  عند توافد اللاجئين الذين كانوا قبلون العمل بأجور متدنية للغاية او تقوم الجماعات الارهابية كداعش او غيرها بعمل إرهابي فلتصتق التهمة باللاجئين  فتزيد موجة الغضب الشعبي عليهم وكذلك رؤية الجمهور في اوربا لان الاتحاد الأوربي هو سبب فشل تلك الحكومات لاتباعها سياسات لاتتماشى مع مصالح كل دولة على حدة او تحملها لفشل دولة كاليونان في الوفاء بالتزاماتها فستقوم الدول الاوربية بمساندتها بالحصيلة الضريبية لشعوبها  فلذلك تصاعدت اصوات تطالب بالخروج من الاتحاد الاوروبي وهو ماتم بالفعل في بريطانيا عام 2016 كلها عوامل قبل تفشي كورونا سهلت وصول اليمنين المتطرفين بخطابهم العنصري للبرلمان والحكومات في دول اوربا الغربية كايطاليا والنمسا على سبيل المثال. ولذلك فان الرؤية تتجه نحو الصعود الصيني في عالم مابعد كورونا لكت تكون هي سيادة العالم  وصعود الصين سيصاحبه اهتزاز في اماكن القوى الليبرالية الديمقراطبية في اوربا والولايات المتحدة حيث ان المواطن الاوربي ومعظم القواعد الجماهيرية تحمل تلك التيارات السياسية اليسارية بانها ذات مواقف ضعيفة وسبب في تراجع القوى الغرية وعدم قدرتها على اتخاذ قرارات حاسمة مع الصين او روسيا هو ماسبب ي تصاعد مكانة القوتين على سلم تدرج القوى الروسية على حساب الولايات المتحدة وحلفائها من دول اوربا الغربية فتتصاعد اسهم التيار اليميني المحافظ فذلك التيار ياتي بخطاب يمس العامة بعيدا عن تعقيدات خطب النخب اليسارية ويردد بخطب تنادي بالقومية وتصاعد ذلك التيار في اوروبا قد يصاحبه خروج بعض الدول مما ينذر بتفكك الاتحاد الاوروبي في القريب خصوصا مع تصاعد تلك الاصوات في الوقت الحالي والدول الاوروبية تلقي باللوم على بعضها بان كل دولة هي السبب في العدوى التي وصلت اليها وجميعهم يلقون باللوم على حكومة ايطاليا لتهاونها في التعامل مع بداية الامر واغلقوا الحدود معاها.

خاتمة :-

  • فهل تكون كورونا هي بمثابة إنهيار جداربرلين للنظام الليبرالي بشكله الحالي؟
  • هل تكون كورونا هي مقدمة لتفكك احد معالم هذا النظام وهو الإتحاد الاوروبي وهو يجبر الدول الآوروبية على إغلاق حدودها فيما بينها والإستيلاء على الشحنات الطبية التى تتجه للدول الأوربية الاخرى كما فعلت التشيك مع ايطاليا.

فالصور التي بات يتداولها العالم تحكي عن نجاح باهر وفي زمن قياسي في احتواء المرض، كما تحكي عن المستوى غير المسبوق في سرعة التحرك لدى الدولة والحزب الشيوعي الصيني ومؤسساته في التصدي للمرض، كما تحكي الصور عن نماذج مذهلة من الروبوتات الصينية التي كانت تتحرك في الشوارع وفي العيادات مساهمة في الجهد في احتواء المرض. ولعل مصدر الانبهار كان في المستوى غير المسبوق من التناغم والتعاضد بين الدولة والقواعد الجماهيرية والشعبية  سوف تؤي لتزايد شعبية الاحزاب اليمنية ووصولها للسلطة في الدول الغربية ومايتبعه من تحولها من نظم ديمقراطية تعددية الى نظم سلطوية ولذا فان النظم الديمقراطية والتيارات اليسارية تواجه موقفا خطيرا في عالم مابعد العولمة لعدم قدرتها على صياغة موقف واضح قوي اوقات الازمات يخرج بلادها منها .فالناخب او المواطن العادي لايهمه ماتصيغه الحكومة من صفات لوصف فايروس كورونا بل يهمه ما تتخذه من اجراءات فالناخبون يرون اليساريين يلقون باللوم على ترامب لوصفه الجائحة بالفيروس الصيني بدل من وضع الحلول التي تهم المواطن العادي.

[1] https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2016/07/24/411067.html

[2] https://www.skynewsarabia.com/business/775147-%D8%A7%D9%94%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B3%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A8%D9%8A%D8%B1–%D8%A7%D9%94%D8%B1%D9%82%D8%A7%D9%85-%D9%88%D8%AD%D9%82%D8%A7%D9%8A%D9%94%D9%82

[3] https://www.binance.vision/ar/economics/the-2008-financial-crisis-explained

[4] حركات احتجاجية سلمية ضخمة انطلقت في بعض البلدان العربية خلال أواخر عام 2010 ومطلع 2011، متأثرة بالثورة التونسية التي اندلعت جراء إحراق محمد البوعزيزي نفسه ونجحت في الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي، وكان من أسبابها الأساسية انتشار الفساد والركود الاقتصاديّ وسوء الأحوال المَعيشية، إضافة إلى اوعدم نزاهة الانتخابات في معظم البلاد العربية

[5] أي عمل أو قول يصدران عن شخص يراعي فيهما مسايرة الرأي العام حول قضية من القضايا، والمقصود بالعبارة في الخطاب العام هو مراعاة جميع شرائح المجتمع، حتى إن تطلب هذا قول ما لا يعتقد به المرء

[6] مرض فيروس كورونا (كوفيد-19) هو مرض معدٍ يسببه فيروس جديد لم يُكتشف في البشر من قبل.

ويسبب الفيروس مرض الجهاز التنفسي (مثل الأنفلونزا) المصحوب بأعراض مثل السعال والحمى، كما يسبب الالتهاب الرئوي في الحالات الأشد وخامة.

[7] https://www.alanba.com.kw/ar/last/956315/14-03-2020-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D8%AF%D9%88%D8%A7-%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D8%A3%D8%AD%D8%A8%D8%A7%D8%A6%D9%83%D9%85-%D8%B1%D8%B9%D8%A8-%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7/

vote/تقييم

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button