دراسات سياسية

اوكرانيا في المجال الحيوي الروسي

ا.م.د نوار جليل هاشم

المقدمة:

بعد تفكك الاتحاد السوفياتي في عام 1991 وتشكيل دولة روسيا الاتحادية ، حاولت هذه الدولة الجديدة من الحفاظ على الارث الاستراتيجي السوفياتي ولا سيما في الحفاظ على الجوار القريب ومحاولة السيطرة عليه مرة اخرى ، وتعد اوكرانيا من دول الجوار القريب المهمة والتي تحاول روسيا اليوم من اعادة السيطرة عليها من خلال ايجاد حكومة موالية لها ، فضلا عن احتلالها لجزيرة القرم اثناء الازمة التي حدثت في اوكرانيا ، تحقيقا للمقولة التي تقول من دون اكرانيا لاوجود لروسيا ، لذا تسعى روسيا بشتى الوسائل من ايجاد نظام حليف في اوكرانيا مستغلة مسالة القومية ذات الاصول الروسية في اوكرانيا وتحريك مشاعر السكان ضد كل من يحاول ان يجعل اوكرانيا تتجه باتجاه الغرب ، لذا من خلال ما تقدم تنطلق فرضيتنا من ان لاوكرانيا اهمية خاصة في المجال الحيوي الروسي ، اذ ان من يسيطر على اوكرانيا لاية دولة غير روسيا من شانه ان يشكل تهديدا للامن الروسي ، ومن هنا تاتي اهيمة البحث فالموقع الاستراتيجي لاوكرانيا يجعلها دولة مهمة على الصعيد العالمي ويحاول كل من روسيا من جهة والغرب من جهة مدعوما بالولايات المتحدة الامريكية من جهة اخرى في السيطرة عليها ، وعليه تم تقسيم البحث الى ثلاثة محاور ، تناول الاول الاهمية الاستراتيجية لاوكرانيا ، فيما ذهب الثاني الى دراسة الرؤية الروسية لاوكرانيا ، ثم بعدها جاء المحور الثالث ليتناول مستقبل الازمة الاوكرانية في ضوء التحولات الاقليمية والدولية.

 

اولا: الاهمية الجيوبولتيكية لاوكرانيا  

  • اوكرانيا

لو تم النظر الى خريطة أوروبا، لوجدنا أن لأوكرانيا موقعا استراتيجيا مهما في أوروبا الشرقية، إذ إنها تقع على تقاطع الطرق بين دول أوروبية وآسيوية. كما أن أوكرانيا تعد ثاني أكبر دولة في أوروبا من حيث المساحة، حيث ان مساحتها تبلغ 603.700 الف كم2 وتنقسم إلى 24 إقليما فضلا عن جمهورية القرم الذاتية الحكم والتي تقع جنوب البلاد. ويبلغ طول حدودها البرية حوالي  4,663كم . وتحدها الدول التالية: بيلا روسيا 891 كم، المجر 103 كم، ملدوفا 939 كم، بولندا 526 كم، رومانيا (جنوبا) 169 كم، رومانيا غربا 362 كم، روسيا 1,576 كم، سلوفاكيا 97 كم([1]).

ومن ناحية الطبيعة، فإن أوكرانيا تتمتع بمجموعة من الموارد الطبيعية، كما تملك أوكرانيا أكثر من 3 آلاف بحيرة معظمها متوسط أو صغير الحجم، وتعد بحيرة يالبوغ في إقليم أوديسا أكبر بحيرة في أوكرانيا، أما بحيرة سفيتياز في إقليم فولين فهي الأكثر عمقا. كما تمر عبر الأراضي الأوكرانية مجموعة كبيرة من الأنهار، فضلا عن بحرين هما – البحر الأسود وبحر آزوف – اللذين يقعان في جنوب البلاد. وتتكون شبكة الأنهار الكبرى من نهر دنيبرو ودانوب ودنيسبير وسيفيرسكي دونيتس وبيفديني بوغ وبريبيات وديسنا. وتشير خريطة المناخ الأوكرانية إلى أن أغلبية مساحة البلاد يسودها المناخ المعتدل القاري مع نسبة طفيفة من المناخ المتوسط الذي يمس شبه جزيرة القرم.

اما الثروات الطبيعية فتتكون من : خام الحديد، الفحم، المنجنيز، الغاز الطبيعي، النفط، الملح، الكبريت، الجرافيت، التيتانيوم، الماغنسيوم، القولين، النيكل، الزئبق، الأخشاب، الأراضي الخصبة.

وعند الحديث عن معنى اسم اوكرانيا نجد ان أحد المعاني التي تُعزى لاسم أوكرانيا: الحافّة، أو التخوم؛ ذلك أن هذه البلاد الممتدة على سهل فسيح، لم تكن روسيا في وضع يسمح لها بتحدي هذا الاستقلال، بأية صورة من الصور، ولكن أوكرانيا تعني الكثير لروسيا، بل وللقومية الروسية؛ وبالرغم من أن سياسة القوميات السوفيتية جعلت أوكرانيا إحدى الوحدات الفيدرالية للاتحاد السوفيتي، إلا أن فترات استقلال أوكرانيا عبر التاريخ كانت قصيرة وعابر في أغلب تاريخها، انقسمت هذه البلاد التي تُعرف اليوم بأوكرانيا بين الإمبراطوريات: الروسية، النمساوية-الهنغارية، والبولندية-الليتوانية. وإن كان لروسيا ثلاث بوابات رئيسة: وسط آسيا، والقوقاز، وأوكرانيا، فإن الأخيرة هي أخطرها على الإطلاق. خسارة أوكرانيا، باختصار، ليست خسارة جيوسياسية وحسب، بل خسارة لجزء من التاريخ والذاكرة ومكونات الهوية الروسية([2]).

من جميع دول الاتحاد السوفيتي السابق، لا تزال أوكرانيا هي الأهم لروسيا. اذ يقع مقر اسطول البحر الاسود في شبه جزيرة القرم، فضلا عن ان نقل النفط والغاز يمر عبر الاراضي  الأوكرانية إلى أوروبا اذ أن أهم خطوط أنابيب النفط والغاز الطبيعي في إقليم أوروبا الوسطى والغربية تمر من خلال  أوكرانيا. وعليه ففي عام 2014، حوالي 40٪ من الغاز الطبيعي الروسي المتجه إلى أوروبا عبرت من أوكرانيا([3]) ، زيادة على ذلك فان لأوكرانيا وضع فريد لكونها مسقط رأس الأرثوذكسية الروسية. هذا فضلا عن ذلك فإن عدد السكان الروس والناطقين بالروسية في أوكرانيا كبير وهذا يزيد من ارتباطها بروسيا، لذا فان أوكرانيا لديها الثقل الاقتصادي والديني والثقافي ([4])  .

اذ تنتج اوكرانيا حوالي أربعة أضعاف الناتج المحلي لباقي الجمهوريات الروسية. اذ تحتوي على التربة الخصبة ووفقا لوزارة الخارجية الأمريكية، صدرت أوكرانيا حوالي 33.5 مليون طن من الحبوب عام 2015 ([5])

وعلى الرغم من أن انخفاض اقتصادها في عام 2013، هناك بعض التحديات الاقتصادية الرئيسية في أوكرانيا والتي الحقت الضرر بها ، منها ما يرجعه البعض الى تصرفات روسيا العدوانية ضد أوكرانيا. اذ ان ضم روسيا لشبه جزيرة القرم  في مارس 2014 ادى الى استيلاءها على حوالي 4٪ من الناتج المحلي الإجمالي في أوكرانيا. وفي وقت لاحق، دعم روسيا للانفصاليين في شرق أوكرانيا، وهي المنطقة التي تمثل 10٪ من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد في عام 2013، أسفرت عن الهبوط الحاد للانتاج في المنطقة بنسبة 70٪، وتكلف أوكرانيا نحو 7٪ من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2013([6]).

  • 2- جزيرة القرم

تشكل القومية الروسية الأغلبية في شبه جزيرة القرم، حيث يشكلون ما يقرب من 60٪ من السكان([7]) ، لذا  تقوم تصرفات روسيا في شبه جزيرة القرم على حسابات داخلية وأخرى خارجية. وترى روسيا  بأنه يجب اليسيطرة  أولاً على ما يسمى بـ”الجوار القريب” إذا أرادت روسيا أن تستعيد مكانتها كقوة عالمية. ويشمل “الجوار القريب” الدول التي ظهرت بعد تفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1991. اذ لن تسمح روسيا بأن تخسر أوكرانيا للغرب إذا أرادت تعزيز مجال نفوذها السابق في “الجوار القريب”، واستعادة مكانتها كقوة عظمى؛ فأوكرانيا ذات مكانة مهمة إذ تشكّل عمقًا استراتيجيًا للمنطقة الروسية وتنتصب كحاجز يمنع التأثير الغربي. وتعد مدينة سيفاستوبول القاعدة الأساسية لأسطول البحر الأسود، كما أن شبه جزيرة القرم يقع في موقع مميز يسمح بحضور قوة روسية مؤثرة في منطقة البحر الأسود وفي البحر الأبيض المتوسط. ا([8]).

ان انفصال شبه جزيرة القرم من أوكرانيا وضمها الى  روسيا، يمثل نقطة تحول كبرى في التاريخ السياسي للمنطقة، ومن المرجح في المستقبل المنظور أن تبقى نقطة صراع بين أوكرانيا وروسيا، وبين الغرب وروسيا([9]).

وكانت لروسيا من خلال احتلالها للقرم هدفين رئيسيين.الاول هو جعل شبه جزيرة القرم خارج الحدود المسموح بها للسلطات في اوكرانيا.  وتم تنفيذ هذا عن طريق القوات الخاصة الروسية جسديا بعزل شبه الجزيرة من البر الرئيسى لأوكرانيا، ومساعدة عناصر شبه جزيرة القرم الموالية لروسيا فى السيطرة على وكالات الحكومة والبرلمان،  روسيا أيضا شجعت تلك العناصر لاجراء استفتاء على وضع شبه جزيرة القرم ومتابعتها حملة شاملة لصالح إعادة توحيد شبه جزيرة القرم مع روسيا ، ثانيا في موسكو للتوصل إلى تسوية اتحادية جديدة في أوكرانيا، والتي من شأنها إحباط الهيمنة الكاملة على البلاد كييف وغرب أوكرانيا، وبالتالي جعل أي تحرك نحو حلف شمال الاطلسي هيكليا غير ممكن. ([10]) ، لقد حققت روسيا باحتلالها القرم خطوة كبيرة نحو استعادة هيمنتها في منطقة البحر الأسود الأمر الذي سيعزز  قوتها، بما في شرق البحر الأبيض المتوسط. على النقيض من ذلك، فإن البحرية التركية، والتي أصبحت أقوى قوة في البحر الأسود بعد حل الاتحاد السوفييتي، فقد تفوقها([11])

في الواقع، تمثل شبه جزيرة القرم شكلا جديدا من أشكال  “الحرب الهجينة” والتي تعد مزيجا بارعا من التدابير العسكرية العلنية والعمل السري، جنبا إلى جنب مع الاستعمال المكثف للدعاية والتضليل بعناية ([12]).

إنّ تكريس مصالح الغرب ونفوذه في أوكرانيا يعني بالنسبة إلى روسيا إطباق نفوذه على شمال البحر الأسود كله، وعلى شبه جزيرة القرم ذات الأهمية الإستراتيجية والتاريخية. ومع وجود الحليف التركي للغرب في الساحل الجنوبي لهذا البحر، ورومانيا وبلغاريا في الساحل الغربي، وجورجيا في جزء من الساحل الشرقي، فإنّ الوجود الروسي على هذا البحر الدافئ سوف ينحسر في جزء من الساحل الشرقي فقط. وإذا كانت فائدة البحار إستراتيجيًا بالنسبة إلى الدولة الكبرى تكمن في الحركة الآمنة لأساطيلها العسكرية وسهولة وصولها إلى مقاصدها، فإنّ البحر الأسود سيصبح شبه فاقدٍ لتلك الفائدة بالنسبة إلى روسيا إن استكمل الغرب إدماج أوكرانيا كاملةً بشراكاته الاقتصادية والأمنية بما فيها شبه جزيرة القرم. ولعل هذا ما جعل روسيا تتصرف بسلوك تقليدي مسلح على الرغم من الانعكاسات السلبية التي تتوقعها من ردود فعل الغرب([13])..

يبدو أنّ روسيا لا تستطيع التراجع في أوكرانيا أو أن تتركها لتصبح جزءًا من الاتحاد الأوروبي أو حلف الناتو؛ إذ فضلا عن المشاعر القومية الروسية التاريخية تجاهها، واعتبارها جيوبولتيكيًا “منطقة مصالح متميزة”، فإنها تقع في جوارها المباشر، وتشكل مساحة ضخمة ما يجعلها الحصن الإستراتيجي الواسع والأخير الذي يعزل روسيا عن الغرب وحلفائه. ومع اعتبار شبه جزيرة القرم جزءًا من روسيا بعد ضمها، فليس من المتصور أن تتخلى عنها، وبخاصة أنها ترغب في ضمان وجود دائم لأسطولها في البحر الأسود من دون اتفاقية مشتركة مع أوكرانيا المعرّضة للنفوذ الغربي.

أما الغرب الذي تُشكّل أوكرانيا في مفاهيمه الجيوبولتيكية جزءًا مهمً من “المنطقة المركزية”، وتحتل المساحة الأوسع والأطول في بوابته الشرقية، فلن يفرّط في فرصة وجود استعدادٍ ورغبةٍ قيادية وشعبية أوكرانية في التقرب منه وربما الاندماج في مؤسساته. ويعني تحقّق ذلك، حصول الغرب على أفضلية أمنية واقتصادية وسياسية في هذه المنطقة الحيوية التي تسمى في استعاراته الجغرافية “قلب الأرض” ([14]).

وفي هذا الصدد  كتب الصحفي غيرشمان في صحيفة واشنطن بوست في سبتمبر 2013  ” ان اختيار أوكرانيا للانضمام للاتحاد الاوروبي الى زوال الأيديولوجية والإمبريالية الروسية. وأضاف: “الروس، أيضا، يواجهون خيارا، وهو خسارة روسيا ليس فقط في الخارج القريب ولكن داخل روسيا نفسها ” ([15])

وعند الحديث عن القضية الأوكرانية يرى البعض انها تشكل تحديا خطيرا للسلام العالمي. فهي ليست حادثة فردية، ولا هو غير ذي صلة للآخرين. فالمجتمع الدولي يجب أن ينظر فيما إذا أصبح نموذج يستفاليا قد عفا عليه الزمن. اذ ان ضم روسيا لشبه جزيرة القرم ومحاولاتها لتفتيت الدولة الأوكرانية يمثل تحديا لجيران روسيا ويحتمل أن هذا الموضوع شكل تهديدا قويا للنظام الامني الاوروبي منذ نهاية الحرب الباردة([16])  .

الخريطة (1): المصدر: http://www.nationsonline.org/oneworld/map/ukraine-political-map.htm

 

المحور الثاني :الرؤية الروسية لاوكرانيا

   ان للوضع الجغرافي والتنوع الوطني أثرا رئيسا في تحديد هوية الدولة الروسية([17]) ، فمنذ تفكك الإتحاد السوفياتي ، بقيت المصالح الروسية الوطنية الرئيسية ثابتة ([18]) . فقد تطورت السياسة الخارجية الروسية على وفق المفهوم الذي تتبناه روسيا إزاء التحديات التي تعترض سبيلها وأهدافها الوطنية ، والتي تتأثر بعوامل جيوسياسية وإقتصادية وإثنية ودينية ، لذلك طورت روسيا مفهوما يقضي بان إحراز مكانة دولة عظمى يشكل أمرا حيويا من أجل إستمرار وجودها الأمني والإقتصادي([19]).لذا فان للسياسة الخارجية الروسية(*) ثوابت ومتغيرات ، فالثوابت فيها دفاع دائم عن مصالح البلاد العليا ، وتتمثل ركائز روسيا ومصالحها العليا في عناوين ، ولكل من هذه العناوين تفرعاته المتشعبة والمتعددة وهي([20]):1) الشعور السلافي ، وترابطه مع الهوية الأرثوذكسية2) المدى الجغرافي، وتحديدا الموقع الآسيوي والأوروبي ( الأوراسي) والحرص عليه3) موضوع المياه الدافئة ، خاصة مياه البحر الابيض المتوسط ،4) النزعة للدور الإمبراطوري(**) ، فـــــــــــــــــــــــلا يزال الإرث السوفياتي الروسي قويا حتى بعد تفكك الإتحاد السوفياتي([21]).

وعموما فان السياسة الخارجية الروسية يحركها طموحان إثنان يعزز كل منهما الآخر وهذا تجلى في مطلع القرن الحادي والعشرين ، وهما : تأكيد مكانة روسيا ، بوصفها إحدى القوى العظمى في الساحة العالمية، وضمان إدارة الشؤون العالمية من قوى عدة تقف على قدم المساواة فيما بينها([22]).

وعند مجئ بوتين فانه سعى إلى زيادة القدرة الروسية التنافسية وتوجيه البلاد للقوة الإقتصادية لتحقيق الغايات السياسية([23])، كما انه أضاف  ثلاثة عناصر  جديدة الى السياسة الروسية([24]) أولها: اذا إستمر توسع حلف الأطلسي على بوابات روسيا الغربية ، فستسعى الـــــــــــــــــــى  دعم الترابط بين دول الإتحاد السوفياتي السابق لحماية منطقة دفاعها الأول ، وثانيها: ان روسيا تعارض نظام القطبية الأحادية ، فروسيا تدافع بحماس عن النظام الذي وضعته الأمم المتحدة([25])، ولكنها ستعمل مع واشنطن في عدة قضايا مثل الحد من التسلح ، وحقوق الانسان والإرهاب([26]) وغيرها، وثالثها: فان روسيا ستعمل على دعم بيئتها الأمنية في الشرق عن طريق تقوية علاقاتها مع الصين والهند واليابان وكازاخستان ومنغوليا([27]).

وعند الحديث عن اوكرانيا يمكن أن يعزى توجه السياسة الخارجية الروسية تجاهها لعدة إعتبارات جيوسياسية. أولا، لأوكرانيا أهمية إستراتيجية لروسيا، وهي جزء من حزام الأمان الجغرافي. كم انها حاجز طبيعي بين الغرب وروسيا. وعلاوة على ذلك، فإن أقرب الطرق من روسيا إلى البلقان والبحر الأبيض المتوسط تمر عبر أوكرانيا التي تعد ايضا المياه الدافئة لإسطول البحر الأسود الروسي في شبه جزيرة القرم.ثانيا، الموقف الجيوسياسي الأوكراني مهم بالنسبة لروسيا إقتصاديا. فأوكرانيا مع الخمسين مليون نسمة لديها إمكانات كبيرة من السوق. فإمدادات الطاقة الروسية إلى أوروبا تنقل عبر أراضيها. وعلاوة على ذلك، الصناعات الزراعية والعسكرية والمعادن الأوكرانية، جنبا إلى جنب مع الكهرباء، التي تعد محفزات إضافية لروسيا.ثالثا، هناك العديد من السكان الناطقين بالروسية لذلك فالمشاعر الموالية لروسيا قوية في أوكرانيا وهذا يعد مصدرا إضافيا لروسيا للرغبة في لم الشمل مع اوكرانيا وإعادة تأسيس الاتحاد السلافي. لذلك تم استخدام البطاقة العرقية-الدينية أساسا لخدمة المصالح الروسية للضغط على الحكومة الأوكرانية[28].

ويمكن تلخيص الموقف الروسي من القضية الاوكرانية[29] بما يلي:

أولا، تزعم روسيا أن الحكومة المؤقتة في اوكرانيا والتي تسلمت السلطة عندما فر الرئيس يانوكوفيتش هي الرئيس الشرعي لأوكرانيا من الناحية القانونية،

ثانيا، تدعي موسكو أن حقوق الإنسان للأقلية الروسية منتهكة في شبه جزيرة القرم وأوكرانيا بشكل عام من قبل القومية الاوكرانية المتطرفة.

ثالثا، قال بوتين ان القوات الروسية المتمركزة في شبه جزيرة القرم، وأسطول البحر الأسود واجهت تهديدا مباشرا لأمنها.، هذا وقد حذر وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو من “خطر الاستيلاء على البنية التحتية العسكرية الروسية من قبل المنظمات المتطرفة “في شبه جزيرة القرم، كما ان احتلال الجزيرة يمكن أن ينظر على انها خطوة دفاعية – لا تهدف إلى توسيع ولكن الحفاظ على المجال الذي يعد حيويا لمصالح روسيا الاستراتيجية. فحوى الحجة التي تقدم بها جون ميرشايمر، لسبيل المثال، هو أن الغرب، في متابعة سياستها نحو الشرق، يجب أن تاخذ بعين الاعتبار  مصالح أمن روسيا الوطنية المشروعة في مجالها الحيوي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ([30]).

رابعا، في ظروف الفوضى الثورية المتنامية في أوكرانيا في ختام نظام يانوكوفيتش، ترى روسيا ان هناك أزمة محتملة للاجئين وتلوح في الأفق “كارثة إنسانية “، اذ تسببت هذه المشكلة بفرار حوالي 675،000 شخصا يتحدثون اللغة الروسية الى روسيا في يناير كانون الثاني وفبراير 2014،25 هذا مشابها لتبرير للتدخلات التي حدثت في كوسوفو (1999) وليبيا (2012)، وبين حالات أخرى.

خامسا، بموجب المادة 61 (2) من الدستور الروسي، والتي ينص على ان الاتحاد الروسي “يضمن الدفاع عن مواطنيه ورعاياه ما وراء حدودها([31])

ويرى الكاتبان كاسبر ايتز ومايكل كليكمان ان هناك عشرة اسباب تبرر التدخل الروسي في اوكرانيا هي([32]):

1-ان تدخل الغرب في الشؤون الداخلية أوكرانيا، ادى الى تنظيم وتنسيق احتجاجات الميدان الأوروبي بمساعدة الجماعات الفاشية. “

2-“وجاءت الحكومة الانتقالية في كييف الى السلطة من خلال انقلاب وبالتالي
لا يوجد لديها حجة شرعية.

3-“إن الحكومة الانتقالية في كييف والجماعات الفاشية تهدد العرق الروسي الذين يعيش معظمهم في جنوب وشرق أوكرانيا.

4-“إن الانفصاليين المسلحين في جنوب وشرق أوكرانيا هي قوى للدفاع عن السكان الروسي في تلك المنطقة.

5-“الحكومة في كييف تشن حربا ضد الشعب عن طريق نشر الجيش في شرق البلاد، وقمع الاحتجاجات السلمية.

6-“نظرا لتاريخهم المشترك والعلاقات العرقية والثقافية، أوكرانيا تعد لروسيا
المجال الطبيعي من النفوذ والسيادة .

7-“إن تقرير المصير للشعب والاستفتاء الذي عقد يعد إضفاءا لشرعية الانفصال والانضمام لشبه جزيرة القرم وغيرها من المناطق في الاتحاد الروسي. “.

8-“إن الغرب يستخدم معايير مزدوجة مع انفصال شبه جزيرة القرم بسبب
ما فعلت في قضية استقلال كوسوفو.

9-“انتهج الغرب سياسة منهجية في الإقصاء وإضعاف روسيا منذ سقوط الاتحاد السوفياتي.

10-“على الرغم من التأكيدات السابقة، وسعت منظمة حلف شمال الأطلسي في اهتماماتها في مناطق الاتحاد السوفياتي السابق ، ويسعى لإدراج أوكرانيا، وبذلك، يؤثر سلبا على أمن روسيا

المحور الثالث : مستقبل الازمة الاوكرانية:

بطبيعة الحال ان للازمة الاوكرانية ردود افعال دولية منها ، يرى حلف الناتو في 2 مارس عام 2014، انهم سيواصلون دعم السيادة الأوكرانية، واستقلالها وسلامتها الإقليمية، وحق الشعب الأوكراني لتحديد مستقبلهم، دون اي تدخل خارجي “، واتفقوا على أن” العمل العسكري ضد أوكرانيا من قبل القوات التابعة للاتحاد الروسي هو خرق للقانون الدولي ويتعارض مع مبادئ مجلس الناتو وروسيا والشراكة من أجل السلام ([33]).

الصينيون يناقشون ما إذا كانت القضية الأوكرانية هي قضية عالمية أو مجرد قضية إقليمية  ويرى البعض أن الأزمة الأوكرانية هي عبارة عن صراعا إقليميا : وهو الصراع الذي يجري بين الحضارات الأوروبية والآسيوية في اوراسيا على خلفية المنافسة على أنماط التكامل الإقليمي.
   وينظر البعض الآخر ان أوكرانيا كأزمة عالمية رئيسية: الصراع يتناول مسألة شرعية مرحلة ما بعد الحرب الباردة في النظام ([34]).

ويرى الروس ان الأمريكيون استطاعو من تثبيت ودعم حكم موال لهم في كييف، فأغلب النخب الحاكمة الآن في أوكرانيا نخب تكونت وتربت في أحضان كبار السياسيين الأمريكيين، وهوما يضمن راحة أكبر لأمريكا على المدى البعيد، وقد بلغت الزيارات الرسمية الأمريكية لأوكرانيا عددا قياسيا، حيث شارك الأمريكون في تنصيب الرئيس الأوكراني، وهي إشارة قوية لروسيا على أن عهدا جديدا قد بدأ، حيث حضر جوبايدن مراسيم تنصيب بيتروبوروشينكو، وساهم الأمريكان في تسريع تسليم الصندوق الدولي لحزمة المساعدات، ولم تتوقف المساعدات المالية والعينية الأمريكية لأوكرانيا، ترسيخا لقضية هامة، وهي أن أمريكا تتبنى الحكومة والشكل الجديد الذي صارت عليه الدولة الأوكرانية، ولعل أبسط دليل على ذهاب البيت الأبيض بعيدا في دعمه لها، هوالمناورات التي جرت في أوكرانيا في 15 من شهر سبتمبر2014، الأمر الذي أغضب روسيا كثيرا، فلأول مرة تحدث مناورات على هذا المستوى وبحضور أكثر من 1300 ضابط أمريكي([35]).

سيادة اوكرانيا تمثل بالنسبة للسياسة الروسية ظاهرة تبلغ سلبيتها لدرجة انها يمكن من الناحية المبدئية ان تثير نزاعا مسلحا، اذ ان اوكرانيا كدولة مستقلة ذات مطامح ترابية تمثل خطرا داهما على الاوراسيا كلها ، وبدون حل المشكلة الاوكرانية يغدو الحديث عن الجيوبولتيكا القارية امرا عبثيا على العموم ([36])، لذا لا ينبغي أن يفهم التدخل الروسي في أوكرانيا بعده استيلاءا على السلطة، وإنما هو محاولة مقاومة الغرب من الناحية السياسية، والثقافية والعسكرية ([37]).

لذلك وعند الحديث عن مستقبل حركة التفاعل بين روسيا والولايات المتحدة نرى ان الولايات المتحدة حاولت إحتواء روسيا ( الإتحاد السوفياتي) سابقا بعد الحرب العالمية الثانية من خلال إستخدامها العديد من الأدوات أبرزها بالطبع الإقتصادية والعسكرية ، اما اليوم فيعد القصور التكنولوجي الروسي إحدى هذه الأدوات الذي يمكن إستثماره في إحتواء روسيا ،  كذلك من الممكن إحتواء روسيا عن طريق الأزمة الأوكرانية ، والتي برزت لتؤكد ان نقاط الخلاف بين الطرفين عميقة ولا يمكن ان تنسي الخلافات بينهما بسهولة ، فأوكرانيا تعد بلدا ذا أهمية قصوى بالنسبة للمجال الحيوي الروسي ، وهذا ما أكده يلتسين حين قال “من دون أوكرانيا، فإنه من المستحيل أن نتخيل روسيا”([38])، فأوكرانيا قد تكون مجرد ركن من أركان أوروبا ولكنها مركز الصراع مـــــــع روسيا([39])،    بريجنسكي يرى ان هناك رؤيتين لروسيا ، الاول ان روسيا تستطيع ان تكون اما امبراطورية او ديمقراطية ، الثانية ان روسيا بدون اوكرانيا لا يمكن ان تكون امبراطورية([40])، ويضيف بريجنسكي ان وجود أوكرانيا كدولة مستقلة يحول بحد ذاته شكل روسيا([41])، لذا فالعلاقة بين روسيا وامريكا طويلة الاجل ، متعددة الالوان والمستويات ، ومرتبطة بالعلاقة ، وتجاوزت العلاقة بينهما الحرب الباردة ، ولن تتطور الى حرب باردة ، ليس فقط لان التاريخ لا يعيد نفسه ، ولكن ايضا لان روسيا ليست الاتحاد السوفيتي ، ولعل عنصر القوة الاهم في السياسة الروسية الخارجية هو ادراك مجموعو بوتين لهذه الحقيقة [42].

لقد تحولت أوكرانيا فجأة إلى بلاد يقودها إئتلاف من النخب الموالية للغرب والقوميين الأوكرانيين الغربيين المعاديين لروسيا. هذا التحول في نظر روسيا، يحمل خطرا مزدوجا على اللغة الروسية، والثقافة، والهوية داخل أوكرانيا([43]).

    ان الأزمة الأوكرانية يمكن أن تنذر بحرب باردة جديدة ويمكن ان تؤثر على مسيرة العلاقات بين البلدين الا ان آراء كثيرة أخرى تنظر اليها على انها أزمة مصغرة لما يحدث في سوريا او العراق ويكاد يكون هذا الرأي صائبا في بعض الجوانب([44]).

وفي صدد الحديث عن الإحتواء كتب جيمس غولدجيير عميد مدرسة الخدمة الدولية في الجامعة الأمريكية ان إستراتيجية إحياء الإحتواء ضرورية لمواجهة روسيا ، وان اي سياسة للإحتواء تحتاج أولا وقبل كل شيء الى الحد من مجال الفساد الروسي وتوسيع مفهوم الشفافية ، كذلك يجب ان تلعب اوكرانيا نفس الدور الالماني سابقا في عملية الإحتواء ، وان تستفيد من مساعدات مالية وسياسية وعسكرية مماثلة ، وهذا الكلام ينطبق علــــــى دول مثل جورجيا ومولدافيا ، ويضيف ولكن الإحتواء الحقيقي يجب ان يذهب أبعد من ذلك ، حيث جزء من هذا الإحتواء هو منع وصول روسيا الإقتراض من البنوك الغربية وان يكون هناك مراقبة على شبكة الإنترنت والشركات الوهمية والهياكل التي أنشأتها روسيا في أوروبا لغسيل الأموال ، كذلك يجب تقييد قدرة روسيا على إستخدام الطاقة كسلاح ، وهذا بطبيعة الحال مرتبطا بإنخفاض إعتماد أوروبا على الغاز الروسي والتطبيق الصارم لقوانين مكافحة الإحتكار في الإتحاد الأوروبي إتجاه شركة غاز بروم الروسية([45]).

في أعقاب الأزمة أوكرانيا، بدأ الاتحاد الاوروبي في نهاية المطاف إلى إعادة تعريف استراتيجية سياسة الطاقة، والاعتراف بالحاجة إلى سياسة طاقة مشتركة للاتحاد الاوروبي. وهذا قد يؤدي أيضا إلى تغييرات في المكتسبات في السنوات القادمة ، فضلا عن ذلك على الاتحاد الأوروبي ان يطبق بصرامة قواعد المنافسة وحماية البيئة لمشروع خط أنابيب ساوث ستريم، وكذلك التأكد من أن المرشحين تنسيق كامل مع المصالح الجيوسياسية للاتحاد. وقد تم بالفعل تتأثر هذه بسبب النزاع أوكرانيا. يتعين على الاتحاد الأوروبي يعطي الضوء الأخضر لمشروع خط أنابيب إلا إذا تحول روسيا إلى سياسة بناءة في أوكرانيا والصراع العنيف في شرق البلاد قد تم حلها ([46]).

كاراغانوف الكاتب الروسي يقدم حجته الرئيسية على النحو التالي: “الهدف الرئيسي لروسيا هو وضع حدا للحرب الباردة مع الغرب اذن المشكلة الأساسية في العلاقات بين روسيا والغرب لم يكن في انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا، كما يصف كاراغانوف ، أو حتى في مستقبل أوكرانيا، ولكن “في تغيير القواعد التي لدى الغرب التي فرضها الغرب على روسيا خلال السنوات ال 25 الماضية([47]).

من جهة أخرى، وبصورة لم يخطط لها أحد، تعيد الأزمة الأوكرانية الأهمية الجيوستراتيجية لتركيا، كما لم تُستَعَدْ منذ نهاية الحرب الباردة. ينصب اهتمام تركيا في الوقت الراهن على حقوق ربع المليون تتاري من سكان القرم، وهذا ما جعل الموقف التركي من الأزمة أقل حدة نسبيًا في التعامل مع موسكو([48])

ستواجه أوكرانيا صعوبات كبيرة لبناء دولة عصرية وقوية، بسبب تكريس روسيا للمناطق الانفصالية، التي سيكون الهدف منها رفع الفيتوفي وجه أي نية أوكرانية للانضمام لحلف الناتو، ([49]).

كان يعتقد منذ فترة طويلة أن روسيا كانت معادية لحلف شمال الاطلسي ولكن ليس للاتحاد الأوروبي. وقد ثبت أن هذا الأمر غير صحيح :الأزمة الحالية في أوكرانيا هو نتيجة معارضة روسيا  إلى الاتحاد الأوروبي، وليس فقط حلف شمال الأطلسي([50]).

الخاتمة

المشاكل الرئيسية في أوكرانيا منذ مرحلة ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي هي الااستقلال. وعلى الرغم من امتلاك المهارات و القوى العاملة المتعلمة والموارد الطبيعية الهامة، لا يزال الاقتصاد الأوكراني يناضل للحفاظ على النمو الاقتصادي. ان الفساد والمؤسسية وعدم الكفاءة تبقى المشاكل الرئيسية التي تعوق تطوير دولة متجاوبة. ([51])

قد لا تكون روسيا قادرة على السيطرة على أوكرانيا، لكنها قادرة على عدم استقرارها، وبالتالي يعوق بشدة اندماج اوكرانيا الى الاتحاد الاوروبي ([52])

إذا كان لا بد من وضع خطا للتقسيم، من شأنه ان يكون على طول المحور المؤقت من خاركوف أوديسا شرق،  (Novorossia)  لذا سيحصل الروس على المرافق الصناعية وقاعدة المواد الخام اما الغرب فسوف يحصل على المجمع الزراعي الصناعي و البنية التحتية السياحيـــــــــة ([53]).

اضف الى ذلك فالنتائج المحتملة: أولا، بلد موحد (ناقص شبه جزيرة القرم، التي سيبقى مع روسيا) دعما كبيرا من ويميل نحو الغرب. ثانيا، دولة فيدرالية فضفاضة مع الوضع المحايد بين الغرب وروسيا.ثالثا، تقسيم البلاد إلى قسمين أو عدة وحدات، كل واحدة منها سوف تميل الى الاتحاد الأوروبي أو روسيا. ورجحت النتيجة الأولى من قبل الغرب، والثانية  من قبل روسيا، والثالثة التي لم ترجح من احد لأنه سيكون على الأرجح حربا أهلية واسعة النطاق، إلا أنه لا ينبغي استبعاده. كل من هذه النتائج سوف تؤدي الى إحداث تغيير كبير في التوازن الجيوسياسي في أوروبا الشرقية.([54])

([1])  المعلومات ماخوذة من الموقع http://www.ukraine-arabia.ae/ae/ukraine/geography

([2]) بشير نافع : الأزمة الأوكرانية تفجر الصراع على أوروبا من جديد ، مركز الجزيرة للدراسات ، تقارير ، 17-4-2014.

([3])Vincent L. Morelli ; Ukraine: Current Issues and U.S. Policy , Congressional Research Service ,RL33460 , August 3, 2016.www.crs.gov

([4])The Ukrainian Crisis A Disputed Past and Present; Harvard IOP , POLICY BRIEF, May 2014.p10-11.

([5])Vincent L. Morelli ;op.cit.p10

([6])Vincent L. Morelli ; op.cit ,p11

([7])lpid,p1.

([8]) جورج فيشان : اوكرانيا والقرم في السياسة الاوكرانيا ، ترجمة محمود الحرثاني ، الجزيرة للدراسات ، التقارير ، 26-4-2014.

([9])Agnieszka Pikulicka-Wilczewska & Richard Sakwa ; Ukraine and Russia:People, Politics, Propaganda and Perspectives, E-International Relations www.E-IR.info Bristol, UK.2015,p85.

([10])Dmitri Trenin; THE UKRAINE CRISIS AND THE RESUMPTION OF GREAT-POWER RIVALRY, Carnegie Moscow Center,July 2014. Carnegie.ru.p6-7

([11]) lpid.p15

([12])F. Stephen Larrabee, Peter A. Wilson, John Gordon IV; The Ukrainian Crisis

and European Security Implications for the United States and U.S. Army,Rand Corporation ,2015.C O www.rand.org/t/rr903.p6.

([13]) عماد قدورة : محورية الجغرافيا والتحكم في البوابة الشرقية للغرب: أوكرانيا بؤرةً للصراع ، مجلة سياسات دولية ، الدوحة ، المركز العربي للدراسات والابحاث، العدد9 ، 2014.ص51.

([14]) المصدر نفسه.ص53

([15])John J. Mearsheimer ; Why the Ukraine Crisis Is the West’s Fault The Liberal Delusions That Provoked Putin, FOREIGN AFFAIRS , Essay September/October 2014 Issue.p4

([16])  ROY ALLISON; Russian ‘deniable’ intervention in Ukraine:how and why Russia broke the rules, International Affairs 90: 6 (2014) 1255–1297 © 2014 The Author(s). International Affairs © 2014 The Royal Institute of International Affairs. Published by John Wiley & Sons Ltd, 9600 Garsington Road, Oxford ox4 2dq, UK and 350 Main Street, Malden, MA 02148, USA.p1255.

([17]) Marlène Laruelle; Russia’s Central Asia Policy and the Role of Russian Nationalism , Silk Road Paper, Central Asia-Caucasus Institute & Silk Road Studies Program –A Joint Transatlantic Research and Policy Center, Johns Hopkins University-SAIS, 1619 Massachusetts Ave. NW, Washington, D.C. 20036,April 2008,p32. www.silkroadstudies.org

([18]) Christopher Roscoe : Georgia Again In Putin’s Shadow ,Connections , The Quarterly Journal, Partnership Peace Consortium of Defense Academies And Security Studies Institutes ,Volume XI , Number 2,Spring 2012 ,p68.

https://pfpconsortium.org/publication-issue/connections-quarterly-journal-spring-2012

([19]) تسفي ماغين : روسيا في الشرق الاوسط سياسة في امتحان ، ترجمة مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية ، اوراق باحث ، باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية، بيروت ، 2013، ص15.

(*) إختار الرئيس الروسي السابق ميدفيديف بطرح مبادئ رئيسية للسياسة الخارجية الروسية، وهي: “إن العالم يجب أن يكون متعدد الأقطاب. وان نظام القطب الواحد في العالم هو أمر غير مقبول. لان الهيمنة هي شيء نحن لا يمكن أن نسمح به. فلا يمكن أن نقبل نظام عالمي تحت سلطة  أي بلد ، لان مثل هذا النظام سيكون غير مستقر ومهدد بحدوث الصراعات  ، للمزيد ينظر:

Steven Pifer; Reversing the Decline: An Agenda for U.S.-Russian Relations in 2009, Foreign Policy at Brookings, Policy Paper Number 10, January 2009,p8. brookings.edu

(١( ناصر زيدان : دور روسيا في الشرق الاوسط وشمال افريقيا من بطرس الاكبر حتى فلاديمير بوتين ، بيروت ، الدار العربية للعلوم ناشرون ، الطبعة الاولى ، 2013، ص269.

(**)  اما بريجنسكي فيرى ان هناك رؤيتين لروسيا ، الأول ان روسيا تستطيع ان تكون اما إمبراطورية او ديمقراطية ، الثانية ان روسيا بدون اوكرانيا لا يمكن ان تكون إمبراطورية ، ينظر:

 Dmitri Trenin ; The End of EURASIA: Russia on the Border Between Geopolitics and Globalization , Carnegie Moscow Center , 1779 Massachusetts Avenue, NW, Washington DC 20036,2001,p28

([21]) Maria Raquel Freire; The Making of Russian Foreign Policy: Lines of (Dis)continuity in a Process of Affirmation, CES Centro de Estudos Sociais Labortorio Associado Facutdade de Economia Universidede de Coimbra Oficina do CES n.º 308, Junho de 2008,p1. www.degois.pt/visualizador/curriculum.jsp

 (22) بافل باييف : الاتحاد الروسي كفاح من اجل التعددية القطبية واغفال العواقب ، فصل من كتاب القوى العظمى والاستقرار الاستراتيجي في القرن الحادي والعشرين رؤى متنافسة للنظام العالمي ، مصدر سبق ذكره ، ص205.

(23) Jeffrey Mankoff; Russian Foreign Policy and the United States After Putin, Problems of Post-Communism vol. 55, no. 4, July/August 2008,p48.

www.tandfonline.com/doi/pdf/…/PPC1075-821655040

 ([24])للمزيد من التفاصيل حول السياسة الروسية في ادارة بوتين وميدفيديف ، ينظر:

Ingmar Oldberg, Research Associate; Russia´s Great Power Strategy under Putin and Medvedev , Utrikespolitiska Institutet, Swedish Institute of International Affairs, NO 1.2010. www. ui.se

([25]) Elena Jurado; Russia’s role in a multi-polar world Between change and stability, Foresight ,forging common futures in a multi-polar world,2009,p13. www.foresightproject.net/

(26) ناتاليا ناروجنتسكايا الذي أصبح نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية الدوما بعد إنتخابات ديسمبر 2003 يرى أن الولايات المتحدة تخوض حربا على الإرهاب من أجل الحفاظ على سيطرتها على النظام الدولي، في حين أن روسيا تفعل ذلك ببساطة من أجل البقاء على قيد الحياة ، ينظر:

Mark A Smith; The Russia-USA Relationshi, Defence Academy of the United Kingdom, Conflict Studies Research Centre,2004,p4. http://www.da.mod.uk/csrc

(27) ايمن طلال يوسف : روسيا البوتينية بين الاوتوقراطية الداخلية والاولويات الجيوبولتيكية الخارجية 2000-2008، مجلة المستقبل العربي ، بيروت ، مركز دراسات الوحدة العربية ، العدد358، 2008، ص83.

([28]) Helena Yakovlev Golani ; Two Decades of the Russian Federation’s Foreign Policy in the Commonwealth of Independent States:The Cases of Belarus and Ukraine, The European Forum at the Hebrew University of Jerusalem, 2011.p39-40.

([29]) آخر المعاهدات ذات الصلة للالتزامات القانونية بين روسيا و أوكرانيا هي الحالة أسطول البحر الأسود من القوات اتفاقية (صوفا) التي كلتا الدولتين استقر عليه في 1997.16 بعد الاتفاق على تقسيم البحر الأسود أسطول في عام 1994 (روسيا الحصول على 80٪ من السفن، أوكرانيا المتبقية 20٪)، فوافق أوكرانيا لاستئجار المرافق البحرية القرم إلى روسيا لعشرون عاما.للمزيد ينظر:

Christian Marxsen ; The Crimea Crisis An International Law Perspective, ZaöRV 74 (2014), 367-391,p371.

([30])Katri Pynnöniemi ; Russian Thinking 160 In The Ukraine Crisis From Driving Line Of Defense To Seeing  A Threat To National Security, FIIA BRIEFING PAPER 160 • ULKOPOLIIT TINEN INSTITUUTTI

UTRIKESPOLITISK A INSTITUTET,THE FINNISH INSTITUTE OF INTERNATIONAL AFFAIRS September 2014.p3.

([31])  ROY ALLISON; op.cit.p1261-1264

([32])Jasper Eitze | Michael Gleichmann ; Ten Myths Used to Justify Russian Policy in the Ukraine Crisis , Konrad-Adenauer-Stiftung, 10907 Berlin, NO. 149 May 2014.p2 www.kas.de

([33]) NATO-Ukraine relations: The background;NATO OTAN, North Atlantic Treaty Organization,June 2015,p1.www.nato.int

([34])  FELIX HETT AND MOSHE WIEN ; Between Principles and Pragmatism

Perspectives on the Ukraine Crisis from Brazil, India, China and South Africa,Friedrich Ebert Stiftung, march 2015,p8.

([35])الأزمة الأوكرانية جذورها .. خلفياتها ومستقبلها..بين يدي الأزمة.. الإسلام والعلاقات الدولية ، مجلة البيان ، 18-3-2915.

([36]) الكسندر دوغين : اسس الجيوبولتيكا مستقبل روسيا الجيوبولتيكي ، تعريب عماد حاتم ، بيروت ، دار الكتاب الجديد المتحدة ، الطبعة الاولى ، 2004، ص400.

([37])Ivan Krastev ; Russian Revisionism Putin’s Plan for Overturning the European Order, Foreign Affairs ,March – April 2005. P79.

([38]) Helena Yakovlev Golani ; Two Decades of the Russian Federation’s Foreign Policy in the Commonwealth of Independent States:The Cases of Belarus and Ukraine, The European Forum at the Hebrew University of Jerusalem, 2011,p39.

([39]) باراج خانا : مصدر سبق ذكره ، ص57.

([40]) Dmitri Trenin ; The End of EURASIA: Russia on the Border Between Geopolitics and Globalization , Carnegie Moscow Center , 1779 Massachusetts Avenue, NW, Washington DC 20036,2001,P28.

([41]) المصدر نفسه، ص66.

[42])عبير بسيوني عرفة علي رضوان : السياسة الخارجية الامريكية في القرن الحادي والعشرين ، القاهرة ، دار النهضة العربية ، الطبعة الاولى ، 2011، ص158.

([43]) Dmitri Trenin;op.cit.p6.

 ([44]) ھالة خالد حمید: العلاقات الأمریكیة – الروسیة بعد عام ٢٠٠١ المسار والمستقبل، المجلة السياسية والدولية ، كلية العلوم السياسية ، الجامعة المستنصرية ، العدد 25، 2014، ص467.

([45])Brian Whitmore;  Can Containment Work Against Modern Russia?,16/10/2015.

http://www.theatlantic.com/international/archive/2015/10/russia-containment-putin-soviet/410968/

([46])  Bodo Weber and Kurt Bassuener ; The Western Balkans and the Ukraine crisis –a changed game for EU and US policies? , DPC  A report from Democratization Policy Council, Berlin – Sarajevo  September 2014.piii  http://democratizationpolicy.org

([47])Katri Pynnöniemi ; op.cit.p8.

([48]) بشير نافع : مصدر سبق ذكره.

([49])لأزمة الأوكرانية جذورها .. خلفياتها ومستقبلها..بين يدي الأزمة.. الإسلام والعلاقات الدولية ، مصدر سبق ذكره.

([50])Andreas M. Bock, Ingo Henneberg and Friedrich Plank; “If you compress the spring, it will snap back hard”: The Ukrainian crisis and the balance of threat theory, International Journal, Canadas journal of global policy analysis,2015.p3.

([51])Henrik Boesen Lindbo Larsen ; Great Power Politics and the Ukrainian Crisis NATO, EU and Russia after 2014, DIIS Report as part of the Defence and Security Studies for the Danish Ministry of Defence  2014:18.p34  www.diis.dk

([52])Riccardo Alcaro ; WEST-RUSSIA RELATIONS IN LIGHT OF THE UKRAINE CRISIS, First published 2015 by Edizioni Nuova Cultura For Istituto Affari Internazionali (IAI) Via Angelo Brunetti 9 – I-00186 Roma .p73 www.iai.it

([53])THE CRISIS IN UKRAINE: root causes AND SCENARIOS FOR THE FUTURE, Valdai Discussion Club Report, Moscow, September 2014.p70  valdaiclub.com

([54])Dmitri Trenin; op.cit.

ا.م.د نوار جليل هاشم
الجامعة المستنصرية
مركز المستنصرية للدراسات العربية والدولية
بغداد/ العراق

 

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى