دراسات سياسية

برزاني وصناعة القرار السياسي

وليد عبد الحي

في الشق الثاني من دراستي ” قياس النزعة الانفصالية ” عام 2013 قلت واستنادا ل 27 متغيرا جرى قياسها استنادا لدراسة 284 أقلية في الشق الأول و 214 في الشق الثاني ما يلي:
1- أن احتمالات نجاح الاقلية الكردية في الانفصال عن العراق هو 13%،وأعدت عرض الدراسة في المنتدى العربي في عمان في اكتوبر 2016.
2- ان حالة انفصال جنوب السودان لن تتكرر في الوطن العربي خلال السنوات العشر القادمة (الانفصال على اساس الأقلية الاثنية او المذهبية او الدينية).
وكتبت على صفحتي في الفيسبوك سلسلة مقالات تنبه إلى ” استحالة ” نجاح مشروع برزاني للانفصال.. وها هو برزاني يبلع مشروعه ويعلن ” تجميد نتائج الإستفتاء”، رغم ان عبارة ” تجميد وليس “إلغاء” محاولة لحفظ ماء الوجه لا أكثر.
كيف يصنع القرار السياسي في البيئات المتخلفة؟
عندما شاركت مع 13 باحثا عربيا في دراسة صنع القرار السياسي في الدول العربية( وتم نشرها من مركز دراسات الوحدة العربية)، وتناولنا 13 حالة عربية، تبين لنا من النتائج ما يلي:
1- ليس للعلم أية مكانة في كيفية صناعة القرار، وكل ما يجري هو استشعار من هم حول متخذ القرار بما يريده وينسجون اقتراحاتهم تبعا لما يطربه.
2- أن متخذي القرار لا يبحثون كل الاحتمالات بناء على مصفوفات ” نظرية المباراة” بل توجههم ” ثقافتهم الذاتية الفردية ” من ناحية وبنيتهم السيكولوجية التي تستجيب “لعقلهم الباطن” نظرا لأن القيود الدستورية لاتخاذ القرار لا قيمة لها من ناحية ثانية ، بل إن البعض يلجأ لتفسير الأحلام والكهانة والعرافة…الخ (والدراسة تشير لنماذج من هذا النوع)
3- ان التفكير فيما ” بعد القرار” قلما كان موضع أخذ ورد.
4- لا توجد مراكز دراسات متخصصة تغذي صانع القرار بكل الاحتمالات والتداعيات.
ومن الواضح أن برزاني ليس إلا مشهدا مكررا لكيفية صنع القرار السياسي في دوائر العالم الثالث ، وقد سبق وقلت ان برزاني سيكون نسخة من ” مويس نشومبي” وها هو يخطو الخطوة الثانية على طريق تشومبي..

 

 

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى