دراسات شرق أوسطية

بوابة النهايات

مقال بعنوان: بوابة النهايات.

بقلم: أحمد طه الغندور.

30/12/2019.

        قبل عام مضى صغتُ مقالاً بعنوان؛ ما الذي يحمله العام الجديد لفلسطين؟ في محاولة لرسم صورة استشرافية لمستقبل فلسطين في العام 2019.

وقد كانت تلك المحاولة تعتمد على قراءة لمجريات الأحداث التي مرت على فلسطين والمنطقة في الفترة التي سبقت، وقد جاءت الإجابة في خاتمة المقال بضرورة الاهتمام بعدد من القضايا كي نتمكن من تجاوز عقبات تلك المرحلة تتمثل في التالي: “لعل المطلوب يتلخص في كلمات غابت عن قاموسنا السياسي؛ ” الوحدة الوطنية ـ احترام مبدأ سيادة القانون وحقوق الإنسان ـ الانتخابات حق مشروع وتداول السلطة واجب ـ رد المظالم إلى أصحابها ” ثم العمل سوياً للخلاص من الاحتلال بكافة الصور التي كفلها القانون الدولي، حينها نحقق إعادة الاحترام للقضية الفلسطينية وإحراز المزيد من الدعم والتأييد الدولي”.

فماذا نقرأ بعد عام؟

لا شك أنه على الرغم من الجهود التي بُذلت في فلسطين على المستوى الحكومي الرسمي، وعلى المستوى الشعبي والتنظيمي؛ لمعالجة تلك القضايا، قد حققت نجاحات جزئية في بعضٍ منها ولكنها لم ترقَ إلى الدرجة المرجوة، ولعل أهم هذه النجاحات الدعوة إلى الانتخابات العامة التي أعلنت عنها القيادة، وما تلها من موافقة فصائلية عليها، كذلك الإنجازات الهامة للدبلوماسية الفلسطينية على الساحة الدولية؛ وعلى وجه الخصوص في الأمم المتحدة ولدى محكمة الجنايات الدولية في “لاهاي”.

كما يعتبر التغيير الحكومي الذي حدث في “مارس” المنصرم قد أحدث عدداً من الإيجابيات على الساحة الداخلية الفلسطينية، ولا سيما على الوضع الاقتصادي، وتصحيح جزئي في العلاقة مع المحافظات الجنوبية يتجه نحو الأفضل.

ولكن للأسف الشديد؛ وبالنظر إلى القضايا الأخرى المتعلقة بتحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، واحترام مبدأ سيادة القانون، وحقوق الإنسان؛ فلا زال هناك العديد من الملاحظات حولها، لا نيأس في أن تتلاشى قريباً.

ولكن المعضلة السياسية التي تُميز العام القادم تتمثل في مواجهة “الصهيونية العالمية” بشقيها “الاحتلال الإسرائيلي” و “المسيحية الصهيونية”، والتي تُشكل “خطر وجودي” على فلسطين والفلسطينيين، وهو الأمر الذي حذر من الرئيس الفلسطيني بالأمس في مستهل كلماته بمناسبة انعقاد الجلسة الخاصة للمجلس الاستشاري لحركة فتح حيث قال: “ يجب أن نحافظ على وجودنا وأرضنا مهما فعلت حكومة “إسرائيل” وحكومة “ترمب” لأن الحكومتين متلازمتان، نحن في أرضنا ووطننا ولن نغادر أبدا“.

هذه المواجهة تحديداً تدعوني أن أطلق اسم “بوابة النهايات” على العام القادم، أو السنة القادمة! ـ أقول عاماً لما قد يحمله من الخير لنا، أو سنةً لما قد نتعرض له من محن ومخاطر ـ فما الذي يحمله المستقبل؟

  • هل ستجرى الانتخابات الفلسطينية؟ وهل سيقبل الجميع بنتائجها؟
  • هل سننهي الانقسام الدامي، بالانتخابات أو بدونها، أم سنعلن “دويلات الانفصال”؟
  • هل نتجه إلى احترام سيادة القانون ومبادئ حقوق الإنسان، أم أن هيبة الدول ستضيع بين “اليسار الكالح” و “اليمين الجامع”؟
  • هل ستسهم مؤسسات حقوق الإنسان ومؤسسات المجتمع المدني في دعم قيام دول فلسطين، أم أنها ستشكل معول هدم لهذا الحلم، بالأنانية و”تقارير الظل”؟
  • هل ستبقى الفصائل الفلسطينية، وقوى المقاومة وفية لعهد الأولين، أم أن الأمر تجاوزته الأيام، والوقت الأن هو للصراع على “الكعكة”؟
  • السؤال المهم هل تنجح “الصهيونية العالمية” في “طردنا من الوطن، وخلق وطن بديل” والمؤشرات تتجه إلى ذلك، أم أننا سننجح في ردعهم ومحاكمة الاحتلال؟
  • أخيراً، فإن السؤال الأهم هو، هل نحن ندرك خطورة ما يواجهنا في قادم الأيام، وهل نحن جاهزون للمواجهة؟

إن المستقبل كما هو معروف؛ بيد الله سبحانه وتعالى، ولكن الله ترك لنا حرية اختيار المستقبل، ولا شك أن العام القادم سيضع إجابات شافية على كل التساؤلات المطروحة عبر “بوابة النهايات” ولعلها خيراً إن شاء الله.  

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى