تحليل النزاعات الدولية وإدارة النزاعات الدولية

تحليل النزاعات الدولية
خطة البحث

مقدمة
الفصل : ماهية إدارة النزاعات الدولية

المبحث الأول : مفهوم ادارة النزاعات الدولية و تطوره
المبحث الثاني : مبادئ و قواعد إدارة النزاعات الدولية

الفصل الثاني : إدارة النزاعات في واقع العلاقات الدولية

المبحث الأول : أهم نظريات ادارة النزاعات الدولية
المبحث الثاني : اشكاليات ادارة النزاعات الدولية

الخاتمة

مقدمة :
كانت و لا تزال الكيانات الوطنية و اسرة المجتمع الدولي على الدوام و خاصة في عالمنا الراهن تعيش و تتطور في عالم من النزاعات العديدة و المتنوعة ذات صلة بالمصالح المتضاربة , فالنزاعات التي واجهها العالم كثيرة حيث تظهر الاحصائيات التنوع والتعدد و التشابك لنزاعات تتجدد بإستمرار بتجدد عالم السياسة و العلاقات الدولية .
من هذا المنطلق تعالت أصوات تلح على ضرورة ادارة و تسيير هذه النزاعات في الوقت الذي تزداد فيه احتمالات وقوع ظواهر نزاعية أكثر تعقيدا و فتكا و قتلا ..على مستويات محلية و اقليمية و دولية , فهل يضمن تفعيل هذه الادارة التحكم و السيطرة على النزاعات و تحد من آثارها ؟
اشكاليات فرعية :
-1 ما معنى ادارة نزاع ؟
– 2 ما هي اساليب الادارة ؟
-3 ماهي قواعد و مناهج هذه الادارة ؟

الفصل الاول: ماهية إدارة النزاعات الدولية
المبحث الأول : مفهوم ادارة النزاعات الدولية و تطوره

يعد ادارة النزاعات اصطلاح معاصر و لكنه كمبدأ في تسيير المجتمعات وشؤون الناس فرادى و جماعات كان موجودا و معروفا منذ القدم بأسماء مثل : التعامل الذكي , التراجع و الهجوم , ….الخ
• تعقد الأمر عند ظهور الدولة القومية فتعددت المشاكل و النزاعات الداخلية و ما بين الدول التي تمس جميع مظاهر النشاط البشري , السياسي , و الإقتصادي و الثقافي و الايديولوجي و العسكري , البيئي …الخ , ان هذه المظاهر تتطور اليوم بإستمرار بشكل يهدد سلام و استقرار ليس هذه الوحادت السياسية فحسب بل الانسان ذاته .
• و بالتالي ظلت العلاقات الدولية تعيش أزمات تكاد تكون مستمرة في نزاع متواصل بين مختلف وحداتها السياسية الى حد انها فرضت نفسها على مستوى ساحة الثقافة السياسية الدولية فضلا على ان صناع السياسة الدولية لدى العديد من البلدان يهيئون انفسهم في العادة للتعامل مع نزاعات المجتمع الدولي و ادارتها بالكيفية المناسبة التي تخدم اتجاهاتهم و مصالحهم في علاقاتها بالتضارب مع اتجاهات و مصالح الدول الاخرى بشكل مباشر او من خلال التعاون او عبر ما يسمى بنهج الاعتماد المتبادل .
ضبط المصطلح : ادارة النزاعات يعتبر علم معاصر يتركز بالاساس في العالم الغربي و خاصة في امريكا حيث تطور بشكل سريع هناك بداية الستينات من القرن الماضي و تعتبر ازمة كوبا 1962 هذه نقطة انطلاق هذا التوجه و النقطة التي اعطت له اهميته في بعده السياسي اما في بعده الاقتصادي و التجاري و الحربي فقد كان لهذا العلم دور راسخ و تاريخي في ادارة النزاعات التي تحدث داخليا و خارجيا خاصة و ان اصل ادارة النزاعات بشكله المعاصر يعود بالاساس الى ادارةالنزاعات الاقتصادية .
• ادارة النزاع : هي ادارة تتطلب وعي و ادراك و تحكم في معطيات الازمة او مؤشر النزاع و من ثم التحكم فيها و توجيهها الوجهة المرادة , كما تتطلب نظام اتصال داخلي و خارجي فعال و تفعيل فريق خاص في كل التخصصات لسبر اغوار المؤشرات بدقة .
اذن ادارة النزاعات هي المسلك المختار من بين مجموعة من المسالك الذي يقصد منه تحقيق مكاسب او تقليل الخسائر و ذلك حسب التصور و الاهداف المخطط لها , فهو علم يحاول فهم مشاكل الحاضر في صلتها بالماضي و صلتها بالمستقبل فهو مصطلح يقوم بوظيفة التسيير مستغلا بذلك مناهج العلوم الاخرى .

المبحث الثاني : مبادئ و قواعد إدارة النزاعات الدولية
تعددت قواعد التعامل مع النزاعات، ونمت وتطورت، تدريجاً، على مر العصور، بعد أن اكتسبت مصداقيتها، من خلال التجربة؛ ولذلك، كانت للقراءة الواعية للتاريخ أهميتها في صقل بصيرة متخذي القرار. وإذا كانت التجارب التاريخية، هي أساس علم إدارة النزاعات ، فإن الاستفادة منها، تخضع لمفهوم القياس، لا لمفهوم التكرار. ومن خلال هذا التصور، يمكن تقدير أن النزاع ، ليس كياناً مستقلاً، قائماً بذاته؛ وإنما حلقة من حلقات صراع، له جذوره، القريبة أو البعيدة. ولذلك، استُخلصت قواعد التعامل مع النزاعات الدولية، فكانت:
1. مرحلية الأهداف
يشترط النجاح في إدارة النزاع، إدراك كلٍّ من طرفَيها أو أطرافها، أنه لا يمكنه أن يحقق كلَّ أهدافه، دفعة واحدة؛ إلا أن ذلك، لا يمنع وجود أهداف، يجب ألاّ يُتخلّى عنها، حتى لو تطلبت حمايتها الدخول في صراع مسلح، وتتمثل في المصالح الجوهرية. وإذا تحقق ذلك لكلا الطرفَين، وكان هدفهما المشترك هو تجنب القتال، فسيحرص كلُّ منهما على التصرف بعقلانية، بعيداً عن التشدد والمغالاة في مطالبه؛ ولذلك، فإن بلورة هدف واضح، ومحدد، تساعد على إيجاد الحل الملائم للنزاع وتسويته. وبالعكس، فإن محاولة تحقيق أهداف انتهازية، هي من العوامل التي تصعد النزاع. ومن ثَم، يجب توخي الحذر من مغبة الانزلاق في زيادة المطالب، أو التمادي في طلب التنازلات، نتيجة للاعتقاد بأن الخصم، لن يملك لها رداً؛ ما يتسبب بفشل جهود إدارة النزاع، ويصل بها إلى مرحلة الصراع المسلح.
2. الحرص على عدم إحراج الخصم
ترى الأصول المستقرة في إدارة النزاعات ، أن الخصم شريك في تلك الإدارة، وخاصة أنه أصبح غير مُجْدٍ حل النزاعات المعاصرة، باتباع ما يسمى بالمباراة ذات الحصيلة الصفرية ؛ وإنما صار من المسلم به اللجوء إلى ما يسمى بمباراة تبادل التنازلات. ولذلك، بات ضرورة، ألاّ يتسبب أيُّ من طرفَي النزاع بإحراج الآخر؛ فيسدّ عليه المخارج، فيدفعه دفعاً إلى العنف.
3. التصعيد التدريجي للردع، أو الخيارات المرنة
وهذا الأسلوب، يوفر لمتخذ القرار، في النزاع، اختيار بديل آخر، هو أقوى من ذاك الذي لم يُجْدِ تنفيذه؛ إذ إنه لا جدال في عدم جدوى اختيار بديل أضعف، إذا ما فشل البديل الأقوى في تطويع إرادة الخصم؛ واستخدام أقوى الخيارات في الضغط، في بداية النزاع، وفشله، سيحرمان صاحب القرار بديلاً آخر من استخدام القوة. وهذه القاعدة، يلزم في تطبيقها مراعاة الحدود، التي لا يجوز التخلّي عنها، من مصالح حيوية للدولة، أو الأهداف غير القابلة للمساومة. أما إذا تقرر اللجوء إلى القوة العسكرية، للدفاع عن تلك المصالح والأهداف، فإنه من الأفضل البدء بأقلّ أساليب القوة عنفاً، شريطة أن تنطوي على قدر كافٍ من التأثير، بغية عدم إهدار أيِّ فرصة، تتيح للطرف الآخر مزيداً من الوقت، يراجع فيه مواقفه المتعنتة.
4. إتاحة الوقت للخصم
إن إهدار حرية الحركة، لا ينجم عن افتقاد الخيارات فقط؛ ولكنه قد يترتب على ضغط عامل الوقت، كذلك، الذي لا يسمح للخصم بالتدقيق في اختيار البديل الملائم، سواء كان ذلك بسبب ضيق الوقت، أو بسبب الضغوط النفسية، التي يفرضها حرج الموقف؛ ما يحدّ من قدرته على إدراك أكثر الخيارات المطروحة أمامه ملاءمة.
5. توسيع نطاق المشاورات
لا تقتصر فائدة تعدد الآراء على إدارة النزاعات فقط، بل تتعداها إلى رسم السياسة الخارجية للدولة؛ بما توفره عملية إفساح المجال أمام عرض الآراء، والحلول الخلاقة للنزاعات ، فتسهم في تعدد الرؤى وشمولها لجوانب النزاع، وسُبُل حلها؛ ومن ثَم، يمكن التوصل إلى حسابات دقيقة لتبعات أيّ قرار.
6. إحكام قبضة القيادة السياسية على القرار
وهو من أكثر القواعد والقيود الأساسية رسوخاً، في إدارة النزاعات ، وأقلّها تعرضاً للجدل؛ تجنباً للعواقب الوخيمة، التي قد يترتب عليها صراع عسكري؛ وضماناً لتسخير القوة العسكرية لخدمة أهداف سياسية، حدِّدت بدقة، وعدم تجاوزها. ومن ثَم، يكون هناك اتفاق عام على عدم استخدام خطط الطوارئ، بطريقة آلية، أثناء النزاعات الدولية؛ وإنما يمكن مراجعتها قبل التطبيق، وتعديلها في ضوء الظروف المصاحبة للنزاع.
7. توسيع قاعدة الدعم اللازم للقرار
يستمد قرار النزاع معظم فاعليته، مما يتمتع به من تأييد الحلفاء والأصدقاء، ومدى توافر غطاء من الشرعية الدولية له. بيد أن أهمية الدعم الخارجي للقرار أو بديله، لا تلغي ضرورة دعمه الداخلي، الذي قد يصل إلى تحقيق إجماع قومي حوله؛ ويعني ذلك عدم وجود تعارض، بين البديل المقترح والقيم الجوهرية للمجتمع.
8. تحصين قرار النزاع
تنبثق سلامة قرار النزاع، من القدرة على عزله عن المؤثرات الداخلية، بقدر الإمكان؛ وبناء حساباته على أُسُس موضوعية خالصة، تتعلق بمواجهة الخطر الداهم، الذي يهدد إحدى القيم الجوهرية للدولة، أو ما يعرف بالمعطيات الذاتية للموقف، أو من خلال منظور محدود بطبيعة هذا الخطر.
9. تعزيز نظام الاتصالات
تتطلب إدارة الأزمات تعاوناً مشتركاً، بين طرفَي النزاع، لوقف تداعيات الموقف. ولذلك، يجب الإبقاء على قنوات الاتصال بينهما متيسرة، ومتعددة، بقدر الإمكان .

الفصل الثاني : إدارة النزاعات في واقع العلاقات الدولية
المبحث الأول : أهم نظريات ادارة النزاعات الدولية
تعددت النظريات و تنوعت ارهاصات الباحثين المفسرة و الموضحة لادارة النزاعات , فبين مقدم لنظرية كلية و بين واضع لنظرية جزئية تتضح جليا اهمية ادراة النزاعات , و كما يقول cox : ” ان كل نظرية جاء من اجل هدف معين و من اجل مصلحة معينة ” , فإن نظريات ادارة النزاعات كل منها تأخذ زاوية تعتبرها أساس تفسيرها و توصياتها فنجد :

ادارة النزاعات

و توجد نظريات تعمل و تفسر على اساس كلي :

من الشكلين نستنتج ان النظريات المفسرة تسعى لاعطاء تصور يضمن ادارة فعالة للنزاع .
نظرية الردع : أي يتم استخدام القوة المسلحة من اجل اكراه الخصم و اجباره على التراجع عن موقفه و عدم التنازل لمطلب الخصوم , مهما كان حجم التهديدات الذي يشكلونه , و يعتمد هذا الاسلوب على قدرة الدولة على تحمل الخسائر و ايقاع العقاب الجسيم على الخصم .
نظرية المساومة : و تقدم هذه النظرية اسلوبا هو : التفاوض اساسا للموقف , و الاصل ان المفاوضة معناها الاستعداد للتنازل عن بعض المواقف المبدئية مقابل تنازل الخصم عن بعض مطالبه , فهي اذن حلول وسطى او عملية توفيقية , و هذا في الواقع اساس التفاوض , حيث يبدأ المفاوض بموقف متشدد , ثم يتنازل تدريجيا حتى يصل الى ادنى الحدود التي لا يتطيع التنازل بعدها .
نظرية الألعاب : المعادلة الصفرية و ادارة النزاعات هي نظرية تقدم تفسيرا و اسلوبا يمكن لصانع القرار انتهاجه في حالات التي تكون مصالحه الحيوية او وجوده ذاته يتوقف على خسارة الطرف الاخر او وجود أ يتوقف على القضاء على ب .
• عند النظر بعمق اكثر الى هذه الاساليب نرى انها تفسر زوايا و تغفل عن زوايا اخرى , لذا نقول ان الادارة الفعالة تكون اذا تم دمج هذه النظريات و خلق تكامل بين الاساليب المختلفة .

المبحث الثاني : اشكاليات ادارة النزاعات الدولية
• إشكالية بناء إتصالات و تحالفات في الداخل و الخارج : وهو أمر في غاية الأهمية فتنويع مصادر إبداء الرأي و لو على مستوى حلقات ضيقة يمكن ان يؤدي الى اتخاذ القرارات الملائمة , و هذا يتطلب اولا ضرورة التأكد من المعلومة و قرائتها قراءة موضوعية و مصداقية مصادرها .
كما تدعي الضرورة اطلاع الرأي العام كلما كان ذلك ممكنا على الاطار العام لحظة ادارة النزاع درعا لحدوث معارضة او تمرد .و هي مسائل تؤثر سلبا على الخطة .. فلا يمكن ان يكون هناك تحكم في ادارة النزاع بالخارج في ظل تفكك سليم و قد تتوج في النهاية بالنجاح , على ان لا يتحول الامر الى نوضى كما يحصل في بلدان عديدة بينما بلدان العالم الثالث التي تتدخل في شؤون ادارتها العديد من القوى و المصالح الى حد التشويش على صاحب القرار .
• التلاعب بالمفاهيم : للمفاهيم اهمية كبرى في تحديد و ادارة النزاعات فهي :
لا تحدد فقط قراءة الدول للنزاعات و الازمات و انما تكشف كذلك عن قناعات فلسفية معينة الى جانب تبيينها لقدرة الدول من عدمها بشأن تحريك المفاهيم بإتجاه معين سواء بقصد التشويش او التأكيد على منطلقات فكرية و سياسية معينة او لتبرير عمل غير قانوني و لا اخلاقي او لتحقيق اعراض ما .
و من هنا تكمن اهمية التحكم بالمصطلحات و دورها , يبقى التلاعب بالمفاهيم ذات الصلة بالعملية النزاعية يخضع لمناورات عديدة اثناء الادارة .
فقد يوظف مفهوم الازمة للإشارة الى مجرد توتر فيصور على اساس انه موقف دولي مفاجئ و خطير يهدد الامن و السلم اقليميا و دوليا .
وقد تصور مناوشات عسكرية بسيطة على انها حرب حقيقية راح ضحيتها المئات
وقد يفسر عمدا مناورة عسكرية عادية في دولة ما على اساس انها حشود عسكرية على حدود دولة ما يراد غزوها , او عدوان او تصوير عدوان على انه دفاع شرعي او العكس تصوير دفاع شرعي على انه ارهاب او تهديد .
• عدم كفاءة الأنظمة :
1- تطبيق غير كفئ للخطط
2- خبراء غير اكفاء
3- عدم الاستفادة من تجارب الماضي
4- سيطرة الفوضى

الخاتمة :

ان ادارة العملية النزاعية في ظل الواقع المعيش تبقى نسبية فالدول الكبرى
بحكم هيمنتها تكون ادارتها فعالة او مفروضة و ادارة الدول الصغيرة بحكم
ضعفها و قلة خبرتها تكون ادارة غير فعالة .
فتطبيق الوسائل لادارة النزاع في الواقع مسألة نسبية حسب الظروف
و شخصيات صناع القرار .

قائمة المصادر و المراجع
أ‌- المصادر :
• الموسوعات :
1- عبد الوهاب الكيالي و آخرون , موسوعة السياسة , ج6 , ( لبنان : المؤسسة العربية للدراسات و النشر ,بدون سنة )
ب‌- المراجع :
• الكتب :
1- محمد بوعشة , مدخل الى ادارة النزاعات الدولية , ( الجزائر : دار القصبة للنشر , 2008 )

2- اسماعيل عبدالفتاح , ادارة الازمات والنزاعات الدولية , ( كتاب الكتروني )

3- عبدالخالق عبدالله , العالم المعاصر و النزاعات الدولية , ( الكويت : المجلس الوطني للثقافة و الفنون و الآداب , 1989 )

• الأطروحات و المذكرات :

1- حميداني سليم , الإدراك و صنع القرارات في الأزمات الدولية ( دراسة نموذج جمال عبد الناصر و صدام حسين ) مذكرة لنيل شهادة الماجستير .

• المواقع الإلكترونية :
1- موسوعة المقاتل : ادارة النزاعات

2- إدارة النزاعات الدولية في الألفية الثالثة

 

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button