تطور مفهوم السياحة مع مرور الزمن من مجرد ظاهرة للتنقل والترحال والرغبة في الاستجمام إلى صناعة عالمية قائمة بذاتها ورافداً أساسيا لاقتصاد العديد من الدول، إذ أصبحت جزءاً لا يتجزأ من النهضة الاقتصادية وحتى الاجتماعية والثقافية، وانطلاقاً من أهميتها كقطاع يعول عليه للمساهمة في نمو الاقتصاد الوطني، تم طرح اشكالية بحثنا التي تدور حول كيفية ترقية القطاع السياحي في الجزائر على ضوء التجربة السياحية الصينية، بالاعتماد على الجمع بين المنهج الوصفي لتشخيص وضعية القطاع السياحي في كل من الجزائر والصين، و المنهج المقارن من أجل معرفة نقاط التشابه والقوة وتوضيح السياسات المتبعة التي أدت إلى ازدهار السياحة في الصين، وهذا بغية الاقتداء بها والمشي على خطاها. توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج تمثل أهمها في أنه رغم ما تتمتع به الجزائر من مقومات سياحية طبيعية وتاريخية هائلة، إلا أنها لازالت بعيدة كل البعد عن درب الدول الرائدة في هذا المجال، وأن ما حققته الصين في المجال السياحي يعتبر نموذجا يقتدى به، خاصة وأنها مرت بنفس المراحل التي تمر بها الجزائر حاليا من تدهور للقطاع ونقص في المقومات المادية للسياحة وضعف للموارد البشرية، و من بين أهم التوصيات التي خلصت اليها الدراسة، ضرورة الاهتمام بالسياحة المحلية، والتي تعتمد عليها الصين بنسبة تفوق الثمانين بالمائة، إذ تعتبر السياحة المحلية عصب السياحة لأي دولة تسعى إلى النهوض بالقطاع السياحي.