دراسات أوروبية-أورومتوسطيةدراسات سياسية

تطور الاتحاد الاوروبى بين الماضى والحاضر والمستقبل

اعداد الباحثة : زينب حامد مصطفى – المركز الديمقراطي العربي

شهد الاتحاد الاوروبى تحولات كثيرة فى هيكله التنظيمى وادواره التى يضطلع بها الى ان اصبح نموذجا تربو كافة المنظمات الاقليمية الى الوصول اليه .واضحى له ادوار متعددة على الساحة الدولية .فما الوضع المتوقع ان يكون عليه الاتحاد الاوروبي على ساحة القوى الكبرى منتصف القرن الحالى (القرن 21 ) ؟

مقدمة :

بعد الحرب العالمية الاولى والثانية ,ازدادت ضروروة انشاء ماسمى بعد ذلك بالاتحاد الاوروبى , مدفوعا بالرغبة فى اعادة بناء اوروبا ومن اجل القضاء على احتمال وقوع حرب شاملة اخرى ,ادى ذلك الى تشكيل الجماعة الاوروبية للفحم والصلب عام 1951 على يد (المانيا ,فرنسا ,ايطاليا ,بلجكيا .هولندا .لوكسمبرج)

ثم تطور الاتحاد الاوروبي من تبادل تجارى الى شراكة اقتصادية وسياسية وواجه تحديات عدة

من المُتنبئ حدوث تحولات فى الاتحاد فى منتصف القرن الحالى نظرا لما يشهده العالم من احداث متصارعة .

الاتحاد الاوروبى

هو “منظمة للتعاون الاقتصادى والسياسي تاسس بناء على اتفاقية “ماسترخت”,ولكن العديد من افكاره موجودة منذ خمسينات القرن الماضى ”

  • من اهم مبادئه نقل صلاحيات الدول القومية الى المؤسسات الدولية الاوروبية لكن تظل هذه المؤسسات محكومة بمقدار الصلاحيات الممنوحة من كل دولة على حدة لذا لايمكن اعتبار هذا الاتحاد فيدرالى فهو مزيج بين الفيدرالية والكونفيدرالية
  • كما انه سوق موحد ذى عملة واحدة هى اليورو

– وبدأ بمعاهدة باريس التى ابرمت فى عام 1951 .وكانت (بلجيكا والمانيا وفرنسا وهولندا ولوكسمبورج وايطاليا) اعضاء مؤسسين للجماعة الاوروبية للفحم والصلب التى اُسست بموجب هذه المعاهدة ,وبعد 6 اعوام ابرموا معاهدة روما وشكلوا الجماعة الاوروبية للطاقة الذرية والتى تسمى ايضا بيوراتوم وفى ذلك الوقت تاسست ايضا المجموعة الاقتصادية الاوروبية بمقتضى هذه الاتفاقية ودخلت معاهدة روما حيز التنفيذ فى عام 1958 وكانت تفكر فى التداول والبيع بحرية من خلال “الاتحاد الجمركى ” سابقا بين الدول الاعضاء (اى بدون دفع الرسوم الجمركية للسلع )

عرف العالم خلال العقود الاخيرة قيام عدة تكتلات جهوي من بينها الاتحاد الاوربي .فكيف تاسس هذا التكتل الاقليمي ؟ وما الامكانيات المساهمة في قوته ؟ وما مكانته الاقتصادية في العالم ؟

مراحل تاسيس الاتحاد الاوربي ومؤسساته
1)
مراحل تاسيس الاتحاد الاوربي

مر تاسيس الاتحاد الاوربي بمرحلتين اساسيتين :

· مرحلة المجموعة الاوربية المشتركة 1951- 1992 : ابتدات هذه المرحلة بتاسيس المجموعة الاوربية للفحم و الفولاد من طرف ست دول ( فرنسا.بلجيكا.هولندا.ايطاليا.المانيا.اللوكسمبورغ ) وهي نفسها التي ستؤسس المجموعة الاقتصادية الاوربية سنة 1957.وقد عرف عدد الدول المشكلة للمجموعة الاوربية المشتركة تزايدا ملحوظا مع مرور الوقت اذ انتقل من 6 دول الى 12 دولة سنة 1986 .

· مرحلة الاتحاد الاوربي : ابتدات هذه المرحلة سنة 1992 بتوقيع معاهدة “ماستريخت” و قدعرفت هذه المرحلة توسعا كبيرا للاتحاد الاوربي اذ وصل عدد دوله الى 27 دولة سنة 2007 ، كما سيتم تبني العملة الاوربية المشتركة “الاورو” ابتداء من 2002.

2) مؤسسات الاتحاد الاوربي .

لتحقيق اهداف الاتحاد الاوربي تم خلق العديد من المؤسسات التي ستسهر على تسيير الاتحاد الاوربي اهمها : المجلس الاوربي ، مجلس الوزراء ، البرلمان الاوربي ، اللجنة الاوربية ، محكمة العدل ، البنك المركزي .

II. ساهمت مجموعة من العوامل في جعل الاتحاد الاوربي قوة اقتصادية عالمية

1) المكانة الاقتصادية للاتحاد الاوربي

بعتبر الاتحاد الاوربي قوة اقتصادية عالمية ففي الميدان الفلاحي يحتل الاتحاد الاوربي المراتب الاولى عالميا في العديد من المنتجات ( المرتبة الاولى في انتاج الشعير ، المرتبة الثانية في انتاج القمح …) ونفس الشيء بالنسبة للصناعة ( المرتبة الاولى في انتاج السيارات…) كما يعتبر الاتحاد الاوربي اول قوة تجارية اذ يستحود على 40 % من الصاردات و 46 % من الواردات العالمية، كما ان الميزان التجاري للاتحاد يحقق فائضا مهما .

2) الامكانيات المساهمة في قوة الاتحاد الاوربي

· الامكانيات الطبيعية

يتوفر الاتحاد الاوربي على مساحات هامة صالحة للزراعة ويرجع ذلك لكون ما يناهز 50 % من الاراضي الاوربية عبارة عن سهول بالاضافة الى ملائمة الضروف المناخية التي كما تزخر اراضي الاتحاد بكميات هامة من المعادن و مصادر الطاقة

الامكانيات البشرية

يتوفر الاتحاد الاوربي على مؤهلات بشرية هامة فاغلبية السكان متعلمون( 98 %) و حضريون( 69%) يشتغل اغلبهم بالقطاع الثالث (66 % ) اضافة الى ارتفاع متوسط الدخل الفردي.

الامكانيات التنظيمية

وجود مؤسسات قوية تسير الاتحاد ( انظر الفقرة الاولى )

رغم كون الاتحاد الاوربي قوة اقتصادية الا انه يعاني من عدة مشاكل ديموغرافية و مجالية

وتاريخه يعود لعدة اتفاقيات :

  • 1-معاهدة باريس للفحم والصلب 1951
  • 2- اتفاقية روما (1 يناير 1958 )
  • 3-معاهدة الاتحاد الاوروبي (1 نوفمبر 1993 ) وتم تعديلها بموجب معاهدة امستردام
  • 4- معاهدة لشبونة ( 1 ديسمبر 2009 )

(معاهدة الاتحاد الاوروبى والتى تعرف بمعاهدة ماسترخت (الاتفاقية المؤسسة للاتحاد الاوروبى )

وعدلتها معاهدة امستردامونُفذت 1999

(معاهدة لشبونة ):

  • تم التوصل الى معاهدة اصلاحات للاتحاد وهى بديل عن مشروع الدستور الموحد ونصت على حذف مصطلح الدستور الاوروبي ومنح دور اكبر لبرلمانات الدول الاعضاء

عوامل قوة الاتحاد الاوروبي :

_ الدول الاعضاء بالاتحاد (28 ):

(اسبانيا – المانيا –ايرلندا –استونيا – ايطاليا –البرتغال –بلجيكا –بولندا –التشيك –الدنمارك –سلوفاكيا –سلوفينيا –السويد-فرنسا –فنلندا –قبرص –لاتفيا –لوكسمبرج –ليتوانيا –مالطا –رومانيا –بلغاريا –المجر –انجلترا –النمسا -هولندا –اليونان – كرواتيا )

_جنسية الاتحاد الاوروبي:

هى لاتبدل عن الجنسية الوطنية وانما تكملها ,يحصل كل مواطن فى الدولة العضو على الجنسية الاوروبية تلقائيا وبذلك يحصل على حق الاقامة فى كامل الاتحاد , ولديه حق انتخاب اعضاء البرلمان الاوروبى

_اللغات الرسمية (24)

وهو السابع عالميا من حيث المساحة بالنسبة لباقى التحالفات او الاتحادات ويضم 501.260.000 نسمة (وفقا لاحصائيات 2015 ) والدولة العضو الاكثر سكان هى المانيا والاقل سكان هى مالطا

ويمثل المسيحين (72% ) من دول الاتحاد

نظام القانون:

أ-اتفاقية شينجن

  • وقعها بعض البلدان الاوروبية وتسمح بالغاء الرقابة على الحدود بين البلدان المشتركة
  • طالب الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزى وقف العمل بها لمواجهة تدفق اللاجئين السوريين , وحذر من ان بلاده ستنسحب من الاتفاقية اذا لم يتم تعديلها خلال عام

ب–الدستور الاوروبي

تم اقرار اول مشروع للدستور فى 2003 وطرح مشروع الدستور للاستفتاء الشعبي فى عام 2006 ولكنه رُفض فى فرنسا وهولندا

_ علم الاتحاد الاوروبي :

فهو شعار للوحدة والهويةالاوروبية (دائرة النجوم الذهبية تمثل اتحاد الاوروبيين )وتاريخ العلم يرجع الى عام 1955

_العضوية :

_ لم يضع الاتحاد الاوروبي بادئ الامر اى شروط للعضوية ماعدا الشروط العامة التى قد تم تبنيها فى الاتفاقية المؤسسة للاتحاد

-لكن الفرق الشاسع فى المستوى الاقتصادى والسياسي بين دول اوروبا الوسطى والشرقية ودول الاتحاد دفع مجلس الاتحاد فى عام 1993 الى وضع ما يعرف بشروط كوين هانغ وهى :

ا- شروط سياسية : على الدول الراغبة فى الانضمام للاتحاد ان تتمتع بمؤسسات مستقلة تضمن الديمقراطية وعلى دولة القانون ان تحترم حقوق الانسان وحقوق الاقليات

ب –شروط اقتصادية : وجود نظام اقتصادى فعال يعتمد على اقتصاد السوق وقادر على التعامل مع المنافسة الموجودة ضمن الاتحاد

ج – شروط تشريعية :يجب على الدولة المترشحة ان تعدل قوانينها بما يتناسب مع التشريعات التى تم وضعها منذ تاسيس الاتحاد

من اهداف الاتحاد الاوروبي :الحفاظ على الحقوق الاساسية وحرية التنقل والحقوق المدنية والسياسية ودعم الاستقرار فى منطقة البلقان و دعم التقدم الاقتصادى والاجتماعى وحماية البيئة

مؤسسات الاتحاد الاوروبي :

ا – مجلس الاتحاد الاوروبى

ب– المفوضية الاوروبية ويرأسها (جان كلود يونكر فى مبنى برلايمونت )

ج– البرلمان الاوروبي ويرأسه (مارتن شولز ) ومقر الامانة العامة فى لوكسمبرج

د –المجلس الاوروبى ويرأسه (جان كلود يونكر )

ه- محكمة الاتحاد الاوروبي

و – البنك المركزى الاوروبي

ز – الوكالة الاوروبية للطاقة الذريةوالحرية والامن والعدل

وبعض الاجهزة الادارية مثل (اللجنة الاقتصادية والاجتماعية الاوروبية – هيئة المناطق-الملحق الاوروبي – مصرف الاستثمار الاوروبي –المصرف المركزى الاوروبي -اليوروبول)

ولكن يعتمد الاتحاد فى بنيته على 3 اجهزة ادارية تسمى بالمثلث الادارى وهى (مجلس الاتحاد الاوروبى – المفوضية الاوروبية – البرلمان الاوروبي )

4- مجلس الاتحاد الاوروبى :

هو من اهم الاجهزة الادارية فى الاتحاد (على الرغم من تقليص صلاحياته لصالح البرلمان الاوروبي )

-وله صلاحيات واسعة ضمن المجالات المتعلقة بالركيزة الثانية والثالثة كالسياسة الخارجية المشتركة والتعاون الامنى لكنه لايمكن ان يقرر فى مسائل متعلقة بالركيزة الاولى الابناء على طلب من المفوضية الاوروبية

-يتكون المجلس من وزاراء حكومات الدول الاعضاء والذى يعقد اجتماعه حسب الحاجة فى (بروكسل ولوكسمبرج)واكثر الوزارات تجمع هم وزراء الزراعة (14 مرة فى السنة ) ولكن وزراء المالية والخارجية يجتمعون مرة فى الشهر تقريبا

-يتم التصويت فى المجلس اما بالاجماع او بالغالبية المؤهلة وذلك حسب المجال الذى ينتمى اليه الموضوع المُصوت عليه

-تمتلك كل دولة عضو فى المجلس عدد من الاصوات يتناسب مع عدد سكانها

-يبلغ اجمالى عدد الاصوات 321 موزعين على 25 دولة ويتطلب لنجاح التصويت بالاغلبية 232 صوت

-تتناوب الدول الاعضاء الرئاسة بالتناوب لمدة6 اشهر

المفوضية الاوروبية :

– مقرها بروكسل وتأسست عام 1958تتكون من 28 عضو كلهم ينتمون للاتحاد وتمتلك سلطات واسعة فى المجالات المتعلقة بالركيزة الاولى ويحق لها اقتراح القوانين والاشراف على تنفيذ مشاريع القوانين المشتركة بوصفها المسئولة عن حماية الاتفاقيات المبرمة

-وتقوم بوضع الميزانية العامة للاتحاد والاشراف على تنفيذها وتقوم بتمثيل الاتحاد فى المفاوضات الدولية

– وهى الذراع التنفيذى للاتحاد الاوروبي والادارة اليومية لشئون الاتحاد

– ويحق لها التوقيع على اتفاقيات مع دول خارج الاتحاد ولها صلاحيات واسعة فى مسالة قبول اعضاء جدد بالاتحاد

البرلمان الاوروبي :

  • مقره استراسبرج ولكنه يعمل ايضا فى لوكسمبرج وبروكسل ويتكون من 785 مقعد موزعة على الدول الاعضاء بشكل يتناسب مع عدد سكانها
  • يملك البرلمان الاوروبى بعض الصلاحيات التشريعية ويعتبر الجهاز الرقابى والاستشارى بالاتحاد ويراقب عمل المفوضية ويوافق على اعضائها ,يشارك بوضع قوانين , ويصادق على اتفاقيات دولية واعضاء جدد

اليوروبول :

_ هى وكالة تطبيق القانون الاوروبية ,وظيفتها حفظ الامن فى اوروبا عن طريق تقديم الدعم للدول الاعضاء فى

الاتحاد الاوروبي فى مجالات مكافحة الجرائم الدولية الكبيرة والارهاب

  • تمتلك الوكالة اكثر من 700 موظف فى مقرها الرئيسي الكائن فى لاهاى فى هولندا ,وهى تعمل بشكل وثيق مع اجهزة امن دول الاتحاد الاوروبي ودول من خارج الاتحاد كاستراليا وكندا والولايات المتحدة الامريكية والنرويج
  • لا يمتلك ضباط اليوروبول صلاحيات مباشرة للايقاف و الاعتقال ولكنهم يقومون بدعم ضباط الامن العاديين
  • القيامبجمع المعلومات,وتستفيد اجهزة الامن المستقلة لدول الاتحاد بدورها من خدمات الوكالة الاستخبارية لتجنب وقوع الجرائم وللتحقيق فيها فى حال وقوعها ولتعقب والقاء القبض على مرتكبيها
  • موظفو اليوروبول يأتون من فروع امنية مختلفة بما في ذلك اجهزة الشرطة العادية وشرطة الحدود وشرطة الجمارك
  • تمتلك الوكالة 137 ضابط وصل فى مقرها الرئيسي ,يُنتدب هؤلاء الضباط من دول الاتحاد الاوروبي ومن الدول الشريكة للوكالة من خارج الاتحاد
  • تمت الموافقة على تاسيس اليوروبول فى معاهدة ماسترخت عام 1992 ,وفى عام 1998 تمت مراجعة طبيعة عمل اليوروبول من قبل دول الاتحاد وبدات الوكالة بالقيام بمهامها كاملة فى 1 يوليو 1999

المجلس الاوروبى :

هو اجتماع لرؤساء الدول والحكومات فى الدول الاعضاء بالاتحاد الاوروبي بالاضافة الى رئيس المفوضية ويُعقد الاجتماع مرتين او ثلاث بالعام الواحد لاتخاذ القرارات السياسية الهامة وعادة مايكون برئاسة الدولة التى تترأس مجلس الاتحاد ويتم اتخاذ القرارات بالاجماع ولا يعتبر من الاجهزة الادارية للاتحاد الاوروبي

المحكمة الاوروبية العليا :

عندما ترى المفوضية الاوروبية عدم تطبيق القوانين الاساسية المتفق عليها فتوجه الى حكومة تلك الدولة مخالفة ,وتلفت

نظرها الى عدم توافق احد تصرفاتها وعادة ما تسرع الدولة المخالفة الى تعديل الامر المخالف

اذا لم تقم الدولة المخالفة بسماع توجيهات المفوضية وتعديل موقفها ,فان المفوضية ترفع امر تلك الدولة الى المحكمة الاوروبية

البطاقة الزرقاء :

وهو تصريح عمل موثوق فى جميع دول الاتحاد الاوروبي ويسمح للمواطنين اصحاب الكفاءات العالية من خارج الاتحاد بالعمل والعيش فى اى دولة داخل الاتحاد الاوروبي عدا( الدنمارك وايرلندا وانجلترا ) وهو يستمر عامين ويمكن تجديده

اما عن التحديات التى تواجه الاتحاد الاوروبي :

تتمثل فى :ازمة ديون اليونان وبعض الدول الاخرى

مشاكل اقتصادية كالبطالة وعدم استقرار العملة وانتشار نمط الاستهلاك الامريكى التخوف من عدم استمرار انجلترا عضو فى الاتحاد

  • ازمة اللاجئين والهجرة غير الشرعية المشاكل المناخية كالاحتباس الحرارى وتراجع النمو الديمغرافى ومشكلة الطاقة و عدم توافر قدرة عسكرية ملائمة وهيمنة بعض الاقطاب مثل المانيا وبريطانيا والانتشار النووى

أزمة ديون اليونان:

ظهرت اليونان والبرتغال واسبانيا وايرلندا فى صدارة ازمة الديون التى بدات 2010 وان كانت بدات فى اليونان عام 2009 حيث بلغ حجم الديون 300 مليار يورو وبدأت اليونان اتخاذ اجراءات جذرية مثل خفض الانفاق واقرار وسائل جديدة لتعظيم العوائد من الضرائب (شملت الضرائب على المحروقات )ووقف زيادة مرتبات الموظفين لخفض عجز الموازنة واتخذت الدول الثلاث الاخرى نفس الاجراءات التقشفية وحاولت المانيا ايجاد حل الازمة فدعت الى منح اليونان والدول الاخرى التى تعانى مشاكل اقتصادية ضمانات على القروض ولكن هذه الاجراءات لم تمنع من خفض التصنيف الائتمانى لليونان عدة مرات واضطرار حكومتها اتخاذ مزيد من الاجراءات التقشفية وسط استياء المواطنين ولذلك اقر دول منطقة اليورو منح قروض لليونان تصل الى 30 مليار يورو وتطورت بعد ذلك الى خطة انقاذ ضخمة من دول الاتحاد الاوروبى وصندوق النقد الدولى تخطت 100 مليار يورو

_ وخوفا من انتقال الازمة الى دول اخرى ومع استمرار هبوط قيمة اليورو مقابل الدولار والجنية الاسترلينى واستمرار خفض التصنيف الائتمانى للعديد من الدول ظهرت دعاوى انشاء صندوق الانقاذ الاوروبي لمواجهه اى ازمات مقبلة

-وفى عام 2011 وصلت الديون الى حد وصف وزير الخارجية البريطانى لليورو بانه اصبح” مبنى محترق دون ابواب للخروج” وزاد التوتر نتيجة فشل اليونان فى تحقيق خفض لعجز الموازنة فى المواعيد التى حددتها مما تطلب مزيد من خطط الانقاذ وشطب بعض الديون وحتى الان لم تتعافى اليونان من ازمتها

مشكلة تراجع قيمة اليورو والبطالة :

_ فى عام 2011 بدات المؤسسات المالية تهتز بعد ان انتقلت ازمة الديون السيادية فى منطقة اليورو _التى حركتها الازمة المالية والاقتصادية العالمية التى بدات فى عام 2008 عقب انهيار بنك “براذرز” _ من البلدان الواقعة على اطراف منطقة اليورو الى البلدان الواقعة فى مركزها والواقع ان قدرة الاتحاد على المقاومة تضائلتحيث ان الحكومات الاوروبيه حاليا عاجزة عن انقاذ نفسها وغياب القيادة السياسية وتعارض المطالب وتجاوز حالة الركود لليورو عامها السابع

الاتفاق التجارى مع الولايات المتحدة

_ وهناك خلافات كثيرة بين الاوروبيين والامريكيين مما يبطئ المفاوضات التى توقفت مع اندلاع فضيحة التجسس الامريكى فى نهاية 2013 ولذلك فان الفرص ضئيلة للحصول على حل فى عام 2015 لهذا الاتفاق الذى سيكون اكبر تبادل حر

_ لذلك فان التحديات الاستراتيجية التى تواجه الاتحاد الاوروبي هائلة ولكى يتمكن من التصدى لها عليه اولا استعادة المصداقية الدولية وان يعزز عملية التنسيق المالى والمؤسسى وذلك عن طريق اعراف مُلزمة كما اثبتت ازمة الديون السيادية ان اليورو يحتاج الى اليات قادرة علىمواجهه الصدمات وهذا يعنى انشاء خزانة مشتركة وذلك عن طريق منح البنك المركزى سلطات اكبر وابرام ميثاق استقرار اكثر صرامة

_ ويجب على منطقة اليورو ان تربط استراتيجيات النمو لديها بالقدرة على التنافسية فى الاجل البعيد وهذا يتحدد وفقا للقيمة المضافة للسلع والخدمات والواقع ان الاسواق الناشئة تدرك هذه الحقيقة ففى غضون فترة لا تزيد عن 15 سنة ستستحوذ الهند والصين على 20% من الانفاق العالمى على الاستثمار فى مشاريع البحث العلمى والتطوير (اى اكثر من ضعف حصتهم الحالية )

_ وتعتبر( مكافحة البطالة )اهم مايشغل بال المسئولين الاوربيين حيث تطاول 26 مليون شخص فالمؤسسات الاوروبية لاتتمتع بصلاحيات كبيرة فى المجال الاجتماعى

الحديث عن استمرار بريطانيا كعضو فى الاتحاد :

بريطانيا تبحث فى مسألة انسحابها من الاتحاد وهناك استفتاء فى 2017 عما اذا بريطانيا ستسمر فى الاتحاد ام لا وهذا سيترتب عليه تغييرات كثيرة ربما ينذر بتفكك كامل فى الاتحاد

ازمة تدفق اللاجئين :

_ هناك بؤر توتر كثيرة تجاور الاتحاد مثل الازمة الاوكرانية والاضطراب فى الشرق الاوسط وشمال افريقيا على اثر انطلاق ثورات الربيع العربي مما يترتب عليه ان يعيد الاتحاد الاوروبي صياغة علاقاته مع هذه الدول مجددا

_ وجنوبا يعتزم ان يعزز علاقاته مع الدول التى تعتبر مصدر لحركة الهجرة او معبرا لها كتركيا والدول الافريقية لوقف حركة الهجرة غير الشرعية خاصة من سوريا مما يؤثر على معدل النمو الاقتصادى ويزيد من حدة البطالة

سياسة الطاقة :

مع استخدام روسيا الطاقة كسلاح بدا الاوروبيين فى تنويع امداداتهم وضمان امنها وفى ذلك تعتبر كل الخيارات مطروحة والهدف من ذلك هو خفض فاتورة سنوية قدرها 400 بليون دولار مقابل امدادات الغاز والفحم والنفط لذلك فان مشروع الجماعة الاوروبية للطاقة يفرض نفسه السنوات المقبلة

التحدى الديموغرافى :

_ وفى الوقت نفسه سيواجه الاتحاد الاوروبى قيود ديمغرافية خطيرة , ففى 2025 ستمثل اوروبا 6,5% فقط من سكان العالم مقارنة ب 61% فى اسيا وسيكون متوسط عمر سكان اوروبا 45 سنة مقارنة بنحو 28 سنة فى الهند و37 سنة فى الصين وفى ظل غياب الاستراتيجيات اللازمة للتعامل مع الهجرة والتكامل والرعاية والتعليم سيتراجع النمو الاوروبي

ومن حيث توازنات القوى وفرض الارادة :

_ على مرور الاعوام والنجاحات والتحديات ,كانت القوى الرئيسية فى الاتحاد الاوروبي تتبادل الادوار فيما يخص القيادة الفعلية والراى الفصل فى قراراته المصيرية وكان المحدد الرئيسي لسلطة القرار هو الثقل الاقتصادى للدولة بالنسبه للاتحاد ككل

_ وبدا واضحا فى ازمة الديون كيف سيطرت المانيا على مسار الاجراءات للخروج من ازمة ملف الديون اليونانية والتعامل مع اللاجئين السوريين

_ ولذلك فان الاحداث تثبت ان موازين القوة وانظمة الاتحاد فى سبيلها للتغيير وفيما يخص السياسة الدولية كالملف السورى والانتشار النووى والقضية الفلسطينية فكانت فرنسا وبريطانيا والمانيا هى فقط الدول المهتمية فلذلك فان السنوات المقبلى ستشهد تغييررات جذرية عالمية على المستوى الاقتصادى والسياسي

_ الحل هو اتحاد الشعوب الاوروبية ومواجهة الامبريالية خاصة فى ظل الاحادية التى تسيطر على النظام العالمى وتطوير النسق المشترك بين الحركات السياسية والشعبية

البطالة والتجارة والطاقة والنزاعات الدولية اهم التحديات التى تواجه الاتحاد الاوروبى فى السنوات المقبلة

المواقف الدولية

-الموقف من مصر

فى بداية ثورة 25 يناير اتسمت مواقفه بالحياد واكد تفهمه للمساعى السلمية للشباب واهمية تحقيق الديمقراطية مطالبا

النظام المصرى بتحقيق مزيد من الاصلاحات الى جانب استمرار الاتصالات بالجانب المصرى الذى يمثل الحليف الاقوى والأبرز فى المنطقة العربية

-المشكلة التركية

تقدمت الحكومة التركية بطلب رسمى للانضمام للاتحاد الاوروبى فى 1995 وتم قبولها كمرشح كامل العضوية فى 1999 مما اثار جدلا كبيرا وان كانت الولايات المتحدة اكثر الدول تاييدا لانضمام تركيا للاتحاد الاوروبى وكانت فرنسا و اليونان معارضه تماما

-خلاف مع المجر

حيث فحصت المفوضية تعديلات اجرتها الحكومةالمنتخبة الجديدة فى المجر ورأت المفوضية ان هذه التعديلات تقليصا لسلطة القضاء فتوجهت الى المحكمة المجرية ولكن حتى 2012 لم تبدُ حكومة المجر عزمها على تغيير التعديلات مما اضطر المفوضية الى رفع المخالفات الى المحكمة الاوروبية

_ ونتيجة لنجاح الاتحاد الاوروبي فى تحقيق الوحدة الاوروبية فى مجالات عديدة مما شجع الدول الاخرى الى محاكاته مثل الاتحاد الجمركى الاوراسى وقد لاقى معارضة كبيرة من الولايات المتحدة وايضا جامعةالدول العربية وان كانت الفكرة بدات عند العرب اولا ولكن شتان الفرق بين الاتحاد الاوروبي والجامعة الاوروبية فى تحقيق الاهداف والوحدة والتكامل فاذا كانت الجامعة العربية حتى الان لم تستطع حل القضية الفلسطينية منذ 1948 لعدم اتفاق العرب وتوحيد مطالبهم !فيجب على الجامعة اجراء اصلاحات سياسية واسعة النطاق فى الوطن العربي لاقامة نظم ديمقراطية فعالة

مستقبل الاتحاد الاوروبي :

_ وكأى تجمع بشرى او منظمة تمر بنجاحات واخفاقات وعن موقفه بشأن أزمة اللاجئين الحالية فدعا مفوض الاتحاد الاوروبي للشئون الرقمية لضرورة وقف دخول اللاجئين بدون تسجيل للاتحاد الاوروبي مما يتسبب فى احتمال وقوع اعمال ارهابية

_ و العجز بشان الوصول لحل للقضايا المُلحة مثل القمع فى سوريا او مشاكل مزمنة مثل تغير المناخ

_ الخوف من انسحاب اليونان نتيجة الازمة المالية واحجامه عن مساعدتها

_ وايضا قامت اسرائيل بتعليق اتصالاتها مع الاتحاد الاوروبي والغاء عدد من اللقاءات المشتركة على خلفية خلافات بشأن منح الفلسطنيين حقوقهم

فاذا لم يلملم الاتحاد الاوروبي جراحه فى اقرب وقت فمن المتوقع زواله ولذلك فان الاستفتاء المزعم عقده فى بريطانيا _حول استمرارها فى الاتحاد _ عام 2017 خطير جدا من حيث أثره على باقى الدول

الخاتمة :

فمن عوامل نجاح الاتحاد الاوروبى وتمكنه من تحقيق الاهداف المنشودة التى تتعلق بالوحدة والتكامل والتعاون الاقتصادى والسياسي هى الرغبة الذاتية للقائمين عليهومحاولة الاستفادة من عوامل القوة الى اقصى حد والتغلب على عوامل الضعف

ايضا من عوامل نجاحه هو المنهج العقلانى القائم على المصالح والوظيفية والتدرج واليمقراطية

ايضا امتلاكه الدبلوماسية السياسية والتنموية والمساعدات الانسانية والتجارة والتدريب العسكرى هى المظلة الاساسية لنجاحه وتم منح الاتحاد الاوروبي جائزة نوبل للسلام فى 2012

 

vote/تقييم

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى