تطور نظرية الصراع وتأثيرها على العولمة والصراعات السياسية المعاصرة

تطور نظرية الصراع وتأثيرها على العولمة والصراعات السياسية المعاصرة
نظرية الصراع عند كارل ماركس

يعد منظور نظرية الصراع من المنظورات الأساسية في علم الاجتماع ، وله تاريخ طويل وهو مهتم بدراسة الوحدات الكبرى ، وينظر إلى المجتمع على اعتبار أنه حالة مستمرة من الصراع بين الجماعات والطبقات ، كما يركز أنصار هذا المنظور على الصراع الاجتماعي والتغير الاجتماعي على اعتبار أنهما يؤديان إلى تحقيق فوائد للمجتمع ،ولهذا المنظور عدة مداخل لدراسة المجتمع مثل : الثروة والقوة والنفوذ، إلا أن هذه المداخل في مجملها تركز على دراسة الصراع والمنافسة . وترجع الجذور الفكرية لمنظور نظرية الصراع إلى آراء وأعمال ( كارل ماركس ) في منتصف القرن التاسع عشر ، أما الاتجاهات المحدثة لهذا التيار فيمثلها العديد من العلماء أمثال : دارندورف ، وميلز ، وكولنز,فلفريدو باريتو,فريدريكانجلزوغيرهم وكذلك تولد عن هذه النظرية الاتجاه البنائي الوظيفي في علم الاجتماع نظرية او مدرسة تعرف بمدرسة او نظرية التوازن الاجتماعي او النظام الاجتماعي , وسيطرت هذه النظرية على الفكر الاجتماعي الغربي فترة طويلة , الا ان قيام الثورة الفرنسية وتحطيم حصن الباستيل في فرنسا وقيام الثورة الصناعية في انجلترا وظهور الطبقة العاملة المرتبطة بنمو الصناعة اسهم كل ذلك في ظهور اتجاه فكري وفلسفي عرف بمنظور الصراع الاجتماعي او الصراع الطبقي وسوف نعرض فيما يلي لصورة مجملة في شكل جداول مقارنة للتميز بين الماركسية التقليدية والماركسية المحدثة وأهم الانتقادات التي وجهت لهما (1) .
نظريات الصراع الكلاسيكية
نظرة عامة
• ( تنظر نظريات الصراع الكلاسيكية إلى المجتمع كنسق من جماعات متصارعة تمثل الكفاح من اجل الحصول على منابع الحاجات المادية الأساسية. والعوامل القابعة وراء هذا الصراع تتضمن مشاكل التنظيم الاجتماعي نفسه . مثل تغيير سمات الشخصية والغرائز البشرية.
• الظروف الاجتماعية : تشمل مفكرين ابعد ما يكونوا عن التجانس فهم مختلفون كل الاختلاف ولكن جميعهم عانوا من وطأة الضغط السياسي والصراع في مجتمعاتهم .
• الظروف الحياتية: أصولهم الاجتماعية تميل إلى الانتماء إلى الطبقة المنخفضة أو الشريحة السفلى من الطبقة الوسطى .
• الظروف التعليمية: تلقى معظمهم نوعا من تعليم عصر التنوير في مواضع معينة مثل الكلاسيكيات والفلسفة والتاريخ والقانون والاقتصاد . وتأثر بالمذهب الطبيعي والمثالي والتطوري وأيضا المذاهب العقلية والنفعية والاشتراكية)(2).

الاتجاه الماركسي الكلاسيكي
1- المنهج الديالكتيكي ( الجدلي ) مستمر من رؤية هيجل لمفهوم التناقض باعتباره جوهر الظواهر ، والصراع الناجم عن التناقض هو لولب التغير الاجتماعي ،والخلاف بين ماركس وهيجل يستند إلى تحديد عزوم الصراع ( عناصره) .
2- المادية التاريخية كنظرية لفهم التغير الاجتماعي عند ماركس طبقت المنهج الجدلي برؤية مادية لقراءة العلاقات الاجتماعية (تاريخ المجتمعات هو تاريخ صراع الطبقات) (الصراع الاجتماعي) ، فالصراع هو الصراع الطبقي ، وسببه الملكية لوسائل الإنتاج والثروة عند طبقة اجتماعية وفقدانها في طبقة أخرى ، وزوال الملكية سوف يلغي الصراع في المجتمع القادم (المجتمع اللاطبقي ) .
3- (حل الصراع هو حل التناقض بين الطبقة المالكة والطبقة الفاقدة للملكية (الطبقة البرجوازية الرأسمالية – المستغِلة ، والطبقة العاملة المستغَلَة ) ، ويحكم الماركسيون على هذا التناقض استناداً إلى الثورة الاشتراكية وفي هذا الإطار يرى ماوتسي تونغ مثلا أن حل التناقض يكون بـ :
• الثورة الديمقراطية لحل التناقض بين جماهير الشعب والنظام الاقطاعي .
• الحرب الوطنية الثورية لحل التناقض بين المستعمرات والإمبريالية .
• الزراعة الجماعية الآلية لحل التناقض بين الطبقة العاملة والفلاحين .
• تطوير القوى المنتجة لحل التناقض بين المجتمع ونظامه الطبقي .
• النقد والنقد الذاتي لحل التناقض داخل الحزب .
4-برغم وجاهة التفسير الاقتصادي للتاريخ وفق المادية التاريخية لكنها تعرضت لانتقادات منها :
تعتبر الماركسية ذات نظرة أحادية أو شبه أحادية تهمل أو تتجاهل الدوافع التاريخية الأخرى لأسباب الصراع والتوازن في المجتمع .
تؤكد الوقائع بأن توقعات ماركس والشيوعيين الآخرين بزوال الصراع عند ميلاد المجتمع اللاطبقي لم تتحقق بالفعل، رغم مضي عشرات السنين على قيام هذه المجتمعات ، مما يثير الشكوك حول مصداقية المقولات والتحليلات الماركسية في هذا المجال)(3) .
أهم رواد النظرية
كارل ماركس Karl Marx 1818- 1883 وأهم مؤلفاته راس المال والنقد الاقتصادي
أ- النشأة:
ولد لأب محامي يهودي في ألمانيا ودرس التاريخ والفلسفة والقانون وشارك في الصحافة والسياسة المتطرفة وشارك في الاتحاد الدولي للعمال ومجلس المنظمة الشيوعية.
ب- هدفه ونظريته :
تحليل العلاقة بين ظروف الحياة ويقصد بها الابنية الفرعية للمجتمع ، وبين الافكار ويقصد بها الابنية العليا في المجتمع .
النظرية المادية التاريخية .
ج- المحدد الاساسي لبناء المجتمع وتطوره:
المادية هي لب النظرية الماركسية فهي تنتمي الى نزعة الحتمية الاقتصادية التي تذهب الى ان العامل الاقتصادي هو المحدد الاساسي لبناء المجتمع وتطوره.

د- تفسير التطور والتغير الاجتماعي
1- علاقات الانتاج المستقلة عن ارادة الافراد .
2- علاقات الانتاج تؤلف البناء الاقتصادي .
3- التناقض في علاقات الانتاج .
4- مع تغير الاساس الاقتصادي يحدث انقلاب في كل البناء الاعلى .
هـ – كيف يحدث الصراع
1- تاريخ البشرية هو صراع بين الطبقات .
2- عدم العدالة في توزيع الارباح .
3- تحقيق العدالة يستوجب تغيير نظام الملكية.
معطيات النظرية المادية التاريخية
1- تفسير النظرية الماركسية للتطور والتغير الاجتماعي.
1. الناس أثناء الإنتاج لحياتهم، يقيمون فيما بينهم علاقات معينة ضرورية مستقلة عن إرادتهم. (علاقات الإنتاج هذه تتطابق مع درجة معينة من تطور قواهم المنتجة المادية ) .
2. مجموع علاقات الإنتاج تؤلف البناء الاقتصادي للمجتمع. (هذا يتطابق مع أشكال معينة للوعي الاجتماعي) .
3. عندما تبلغ قوى المجتمع المادية درجة معينة من تطورها تدخل في تناقض مع علاقات الإنتاج أو علاقات الملكية .
4. بعد أن كانت هذه العلاقات أشكالا لتطور القوى المنتجة تصبح قيودا لهذه القوى، وعندئذ ينفتح عهد الثورة الاجتماعية،ومع تغير الأساس الاقتصادي يحدث انقلاب في كل البناء الأعلى .
2-أهم الافكار نظرية الصراع.
1. تاريخ البشرية للصراع مستمر بين الطبقات بين الطبقة المالكة لأدوات الإنتاج والطبقة العامة.
2. في مرحلة الإنتاج الرأسمالي يملك صاحب رأس المال وسائل الإنتاج ويحقق أرباحا طائلة من فائض قيمة العمل وهذا يرجع إلى أن صاحب رأس المال يحصل على النصيب الأكبر من الأرباح في نفس الوقت الذي لا يحصل العامل إلا على نسبة ضئيلة من الربح وما يقيم به حياته.
3. عدم العدالة في التوزيع هذا ناتج عن عنصر أخلاقي سلبي عند أصحاب رؤوس الأموال.
4. عدم العدالة في التوزيع مرتبط بوجود أصحاب رؤوس الأموال المرتبط بوجودهم بالمجتمع الرأسمالي، ولذلك فان تحقيق العدالة في التوزيع لا سبيل إلا التحول إلى الملكية الجماعية في المجتمع الاشتراكي(4).
منظورات الصراع الحديثة (التيار الماركسي المحدث)
1. (اتخذ منظور الصراع شعبية لدى علماء الاجتماع الأمريكيين في الستينات من القرن العشرين بعد أحداث الشغب التي ظهرت في ذلك الوقت مع التركيز فيما سبق ذلك على المنظور الوظيفي الموجه الأساسي لرؤيتهم للمجتمع .
2. ارتبط هذا الاتجاه بطرح جديد لمفهوم الصراع أشمل من تعريف ماركس له،يتجلى بوضوح في جدول المقارنة التالي :
الصراع ماركس أصحاب منظورات الصراع الحديثة
مفهومه الصراع بين الطبقاتالاقتصادية وهو القوة
الأساسية في المجتمع . الصراع الاجتماعي : هو الصراع بين أية جماعات أو أقسام في المجتمع ينقصها الشعور بالمساواة ، مثل البيض والسود ، الرجال والنساء ، الشباب وكبار السن ، الجماعات الدينية ، ……..الخ
محدداته الصراع الطبقي في المجال الاقتصادي . الصراع بين مختلف الجماعات حسب:الطبقة ، السلالة، الولاءات أوالمعتقدات الدينية، النوع(الجنس) محل الإقامة ، السن ، أسلوب الحياة ، الجماعات الإثنية …. الخ .
أهدافه
ووظائفه تحليل العلاقة
بظروف الحياة
(يقصد بها الأبنية الفرعية للمجتمع)
وبين الأفكار (ويقصد بها الأبنية العليا في المجتمع)  التخفيف من حدة الضرر أو الإصابة .
 التخلص من المنافس ، وأحياناً زيادة الترابط والتماسك الداخلي للجماعة . (فرق كرة القدم ، الاحزاب المتعارضة )
 جذب انتباه شاغلي مراكز القوة وإشعارهم بحاجة المجتمع على الإصلاح . (حسب كوزر)
مــداه يمكن التخلص من معظم أنواع الصراع عندما يتم التخلص من الطبقة الحاكمة الرأسمالية وتتحول المجتمعات إلى اللاطبقية وفق نظرية ماركس عن المراحل التاريخية لتطور المجتمعات. الصراع دائم ومستمرة ولكن تختلف الأنماط :
1. يتم بين الكائنات الإنسانية وفق فكرة البقاء للأقوى وفق الرؤية الداروينية الاجتماعية .
2. صراعات الأساسية بين الجماعات المختلفة، كالصراع بين الجماهير والطبقة الحاكمة المستغِله لها وفق نظريات الصفوة الحاكمة (موسكا وباريتو )
3. صراع جوانب متعددة ، فالناس تدخل في شبكة متداخلة من الجماعات المتصارعة ، مع عدم ظهور مستويات متطرفة من الاستغلال والسيادة (أصحاب النظرية التعددية مثل زيمل)(5)

اذاًتعد منظور الصراع من المنظورات الأساسية في علم الاجتماع ، وله تاريخ طويل وهو مهتم … تنظرنظريات
الصراع الكلاسيكية إلى المجتمع كنسق من جماعات متصارعة تمثل الواقع المجتمعي .
من أصحاب منظورات الصراع الحديثة
دار ندروف، لويس كوزر ، جورج زيمل، كولنز ، موسكا، باريتو وغيرهم
الاسس الفكرية لنظرية الصراع الاجتماعي عند ماركس
. وهذا الاتجاه الصراعي يستمد اساسة المعرفي من الفلسفة الالمانية المثالية وخاصة بجدل الفيلسوف الالماني هيجل .
وقد اطلق هيجل على عملية تصارع انساق الافكار اسم العملية الديالكتيكية , ويعد نسق الافكار قوى تاريخية في نظرة ذات اهمية خاصة في تحديد مسار التاريخ الحضاري
فقد حول ماركس الجدل الديالكتيكعند هيجل من صورته العقلية الفكرية الى صورته المادية التاريخية أي بدلا من صراع الافكار احل محلة صراع الطبقات الاجتماعية, بالمفهوم المادي الاقتصادي الاجتماعي للطبقة وليس بالمفهوم الثقافي او النفسي
كما شكلت الدراسات الاجتماعية الواقعية لحياة الطبقات العاملة في مصانع اوروبا وخاصة ظرف الفقر والبؤس والاستغلال التي يعيشون فيها تحت مظلة النظام الرأسمالي اساسا اخر لنظرية الصراع خاصة في شكلها الماركسي المنطق الفلسفي لاتجاه الصراع الاجتماعي و هو مايعرف بالمادية الجدلية بمعنى ان كل شئ في تغير وتحول وهذا منطق يعود بعيدا الى فلسفة الذريين والماديين في الفلسفة اليونانية القديمة ,التي ترى ان العالم يتكون من جزئيات او ذرات متغيرة دائما, وهذه الذرات أو الجزئيات فيما يرى الماديون من طبيعة مادية وهي أما النار أو الهواء او اللامحدود. وكذلك يرجع هذا الاتجاه في جزء كبير من مسلماته الى منطق نظرية النشوء والارتقاء عند داروين الذي يرى ان كل شيء في الكون عبارة عن مادة حية تطورت من خلال الصراع مع نفسها ومع البيئة الموجود فيها , بما في ذلك الكائنات الاجتماعية و النفسية والثقافية,فهي في حكم المادة الحية المتطورة التي ينجم ويتولد من تفاعلاتها نظم وانساق وقيم ومثلاجتماعية او ظواهر نفسية, وكثيرا مايعرف هذا الاتجاه بالمادية التاريخية خاصة عند الماركسيين ويرى أيضا ان العامل الاقتصادي هو المحرك للتاريخ(6).
من التحليل السابق يمكن لنا القول بأن نظرية الجدل الديالكتيك عند هيجل ساعدت كارل ماركس في وضع الاسس الفكرية لنظرية الصراع الاجتماعي عند ماركس فقد حول ماركس هذا الديالكتيك من صورته العقلية إلي صورته المادية التاريخية في وضع نظريته الاقتصادية .
المفاهيم التي قدمتها نظرية الصراع
1-مفهوم نظرية الصراع
مصطلح نظرية الصراع أو نظرية النزاع تقول بأن المجتمعات أو التنظيمات بشكل عام تعمل من خلال صراع اعضائها و مشاركيها المستمر للحصول على منافع أكثر ، و هذا ما يسهم بشكل أساسي في التغير الاجتماعي كما هي حالة التغيرات السياسية و الثورات. تطبق هذه النظرية على حالة الصراعات الطبقية خاصة في ايديولوجيات مثلالاشتراكية و الشيوعية(7).

2-نظريةالصراع الاجتماعي
هي نظرية اجتماعية مبنية على الماركسية والتي تقول بأن الأفراد والجماعات (الطبقات الاجتماعية) داخل المجتمع لديهم كميات مختلفة من الموارد المادية وغير المادية (الأغنياء مقابل الفقراء) وأن الجماعات الأكثر قوة تستخدم نفوذها من أجل استغلال الجماعات الأقل قوة (8).
• 3-مفهوم نظرية الصراع في علم الاجتماع
• هو مصطلح يشير إلى أطروحات مفادها أن معظم الكيانات المجتمعية تشهد حالة من الصراع الدائم من قيل النضوين فيها بهدف تعظيم منافعهم، هذه الحالة الصراعية تسهم بشكل أساسي في إحداث حالة حراك وتطور اجتماعي تصل إلى أقصى درجاتها مع قيام الثورات وما يصاحبها من تطورات سياسية(9)ومن رواد هذه النظرية في علم الاجتماع اوجسست كونت أميل دور كايم ماكس فيبر تالكوب بارسونز وابن خلدون وغير ذلك.
4-مفهوم نظرية الصراع في عصر العولمة
ويُعد مفهوم الصراع هو أحد أبرز المفاهيم المتداولة التي طفت على سطح النقاش المحتدم بعد انتهاء الحرب الباردة ، وتفكك مفاصل الخصم التاريخي لليبرالية الديمقراطيةبعد انهيار الكتلة الشرقية ، ومنذ تمادي حمى التبشير بنهاية ،التاريخ وفقاً لأطروحة فرانسيس فوكوياما ، إثر “استبعاد” أطروحة الصدام الاستراتيجي بين الحضارات، وحروب المستقبل على يد صمويل هنتنغتون. الذى يرى أن الصدام بين “الحضارات” نتيجة حتمية .
وهناك مقولة مفادها أنه :
(عندما يوجد فرد يسود السلام وعند وجود اثنين ينشأ الصراع وعند وجود أكثر تبدأ التحالفات). هذه الحكمة تشير إلى القانون التاريخي الذي يحكم حياتنا بشكل عام، وسواء تعلق الأمر بالمجتمعات الوطنية أو على المستوى الدولي فقانون الصراع هو الذي يحكم الكون. ومهما كان شكل الوحدة الإنسانية، أسرة، قبيلة، أمة فإنها محكومة بقانون الصراع تلك قاعدة تاريخية… لا تحتاج إلي إثباتات مجهدة . يرى الكثير من مفكري
الغرب أن الصراع ظاهرة طبيعية في حياة الإنسان وفي حياة المؤسسات جميعاً فبدءاً من الأسرة وإلى مستوى الإنسانية مروراً بالقبيلة والدولة والأمة فإن قانون الصراع هو ما يحكم المؤسسات جميعاً. غير أن أشكال الصراع ليست واحدة في هذه المؤسسات كما أن نتائجه مختلفة فهو يتدرج في شدته فيبدأ صراعاً ناعماً في مستوى الأسرة ويصل ذروته على مستوى الإنسانية فقد يصل إلى حد الحروب والصدام .
إذاً نظرية الصراع وفقًا لكارل ماركس ، حيث يرى هناك فئتان اجتماعيتان رئيسيتان في جميع المجتمعات الطبقية وهما: الطبقة الحاكمة والطبقة المحكومة. حيث تستمد الطبقة الحاكمة قوتها من ملكيتها وسيطرتها على قوى الإنتاج ووسائل الانتاج . وتستغل الطبقة الحاكمة الطبقة المحكومة وتعمل على اضطهادها. ونتيجة لذلك سبب لنا هناك صراع رئيسي في المصالح بين الطبقتين .
وتعد مؤسسات المجتمع المختلفة مثل النظام القانوني والسياسي أدوات لهيمنة الطبقة الحاكمة كما أنها تعمل على تعزيز مصالحها. ويعتقد ماركس أن المجتمع الغربي تطور على مدار أربعة عصور رئيسية- وهي الشيوعية الأولية والمجتمع القديم والمجتمع الإقطاعي والمجتمع الرأسمالي (10) .

وهناك العديد من المفاهيم ونظريات الأخرى تدخل في نظرية الصراع مثل نظرية النزاع ونظرية القوة ونظرية التوازن ونظرية الجدل ونظرية الدولة ونظرية العدالة ونظرية التحكم ونظرية الضبط وغيرها.
مفهوم نظرية الصراع في طريقة تنظيم المجتمع
(يتعامل المنظم الاجتماعي مع العمليات الاجتماعية السائدة في المجتمع ومن هذه العلميات الصراع والتنافس وان كان التنافس أقل حدة من الصراع وغالبا ما يكون مباشرا .
وتعني كلمة الصراع في طريقة العمل مع تنظيم المجتمع تحقيق هدف معين لا يمكن أن يصل اليه سوى أحد المتنافسين
وعلى هذا النحو نرى ان كل من الصراع والمنافسة يتضمن معنى النضال ضد الاخرين .. إلا أن الصراع يعتبر منافسة في أعمق صورها وهو ينشأ في العادة نتيجة التعارض من المصالح فاذا ما اتفقت مصالح الافراد أو الجماعات اتجهوا إلي التعاون وهذا ما يسعى أخصائي تنظيم المجتمع والي تحقيقه أثناء عمله مع المشكلات الاجتماعية التي يدور حولها الصراع حيث لا يتوقع أن يمارس المنظم الاجتماعي عمله في مناخ من الاستقرار العام بل يتوقع أن يمارس أحيانا دوره في أطار من الصراع أو التنازع)(11) .
وعلى هذا يعرف الصراع في تنظيم المجتمع على أنه (تصادم بين وجهات النظر ويفضل البعض استخدام مصطلح “توتر اجتماعي” أو نزع اجتماعي “للدلالة على هذا الموقف” (12) .
وقد أشار رولان دارين (بان مصطلح الصراع أو تنازع يعني عدم وجود اتفاق حول القضايا)(13) .
وفي طريقة تنظيم المجتمع الصراع لما يحمله من عنف ومحاولة ايذاء الخصم أو الطرف معين ضد طرف آخر وابعاده عن المجال الذى يبدل فيه الجهود لحل المشكلات مقابل تحقيق مكاسب معينة سوف يحصل عليها الطرف ضد الطرف الآخر (14) .
أسباب الصراع في طريقة تنظيم المجتمع
يتمثل في الاتي :-
(1-مكونات البناء الاجتماعي للمجتمع …اذا كانت تسمح باستفادة بعض الجماعات على حساب الجماعات أخرى .
2-تضارب المصالح مع عدم وضوح الأهداف العامة لأفراد المجتمع .
3-تعارض وجهات النظر حول بعض القضايا .
4-عدم توفر الإمكانات المناسبة للإشباع حاجات المجتمع الأساسية .
الصراع له أشكال متعددة والمؤثرة على فعالية تنظيم المجتمع ويمكن ذكرها وتحديدها في النقاط التالية :-
1-الصراع الشخصي 2- الصراع السياسي 3- الصراع الطبيعي 4- الصراع الديني 5- الصراع الجنسي)(15) .
مفهوم العولمة في ظل نظرية الصراع
أصبح مفهوم العولمة في العلوم الاجتماعية والانسانية والثقافية والاعلامية وقى العلوم القانونية والاقتصادية والسياسية والعلوم العسكرية ، رايجا في نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين ، وعندما ننظر إلى هذا المفهوم نجده لازال في قيد الاختلاف فيه من قبل العلماء والفلاسفة والمفكرين في العالم خاصة علماء العلوم الاجتماعية والإنسانية والاقتصادية والسياسية ، وفى نفس الوقت لازال في قيد النشأة والتطور والتكوين والتشكيل ، ومن خلال ذلك التطور أصبح موضع الجدل والحوار والمناقشة ، ومما وضع لها فروض ومتغيرات واقتراحات في البحث العلمي للوصول إلى النتائج من أجل وضوح المصطلح وفهمه ، خاصة عند منظرين للعولمة والمتخصصين فيها عند البحاث والدارسين والعلماء في كافة التخصصات العلمية ، لأن العولمة ارتبطت بتلك العلوم والتخصصات ، ولأن حصل هناك دمج وخلط في سياسات العولمة والأزمة الاقتصادية و المالية الحالية وسياسات النظام الرأسمالي الحر المؤثر على المجتمع وتنظيمه ، لذلك تستوجب دراسة هذه الظاهرة معرفة مفهومها بدقة ووضوح ، ومعرفة واقعها الأيديولوجيوالاستراتيجي للواقع العولمة في نظرية الصراع والمؤثر على الواقع الأنسان .
حيث يرى البعض بأن العولمة تعنى الكوكبة أو الكونية أو العالم ، ومن يرى العولمة جاء بعد انهيار نظام القطبية الثنائية وبروز فكرة نظام العالمي الجديد الذى تبرز فيها الولايات المتحدة الامريكية في القوة والقانون على العالم ، من يرى زيادة في أتساع دائرة السوق الرأسمالي إلى العالمية ، من يرى( عولمة الأمركة) على العالم ، ومن يرى العولمة هي أنتاج الرأسمالية المعاصرة ، ومن يرى بروز فكرة العولمة بفعل الثورة التكنولوجية العلمية وتقنية المعلومات الدولية (الأنترنيت) ، مما يتضح لنا هنا زيادة في تطور المجتمع الداخلي الواحد بالمجتمع الخارجي العالم المتعدد ، ومن يرى هي ثقافة الانفتاح على العالم بدون حدود واحتكار ، ومن يرى ظهرت كمصطلح بعد انهيار الكتلة الشرقية (الشيوعية) الاتحادالسوفياتي السابق وظهور بعد ذلك القطب الأحادي (الولايات المنحدرة الامريكية) الحاكم على العالم الآن ، ومن يرى العولمة هي تحطيم القيود واختراق حدود الدول ونظام عبر الوطنيات وعبر القوميات وتقليص فيها سيادة الدول الوطنية ، أي بعني هنا وجود علاقة بين الجيو الجغرافية والجيو السياسية والجيو العسكرية وتطويرها إلى سياسة التكتلات والفضاءات والقارات في هذا العصر ، ومن يري العولمة الرأسمالية هي الدولة والفرد معا ، ومن يرى العولمة هي ثقافة الاستهلاكالاقتصادي على الدول في العالم .
وهناك العديد من التعريفات للمفهوم العولمة رائجا في أدبيات الغربية والعربية وجاء هذا المصطلح مرادفة اللغة الانجليزية(Globalization) و(أول من استخدم هذا المصطلح ، أستاذ الإعلاميات بجامعة تورنتو( مارشال ماك لوهان) ولهذا الفكر الكندي الفخر باعتباره الأول الذي تنبأ بخسارة الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب الفيتنامية وحتى إن لم تهزم عسكريا لأن هذه الحرب قد تحولت إلى حروب تلفزيونية ، والتلفزيون هو أول من حول العالم إلى قرية صغيرة مع المذياع)(16) .
ففي (مذهب العولمة) وردتا أولا في كتاب مغمور نشر عام 1944م في حين مصطلح Globalization العولمة دخل القاموس للمرة الأولى عام 1961م ، ومع هذا وبرغم هذه الفترة الطويلة من تداول الكلمات والمصطلحات عن العالم الواحد)(17) .
مفهوم العولمة في العلوم العربية وأديباتها
حيث يعرف حسن الحنفي العولمة ( هي وصول الرأسمالية التاريخية عند منتصف القرن العشرين تقريبا إلى نقطة الانتقال من عالمية دائرة التبادل والتجارة والسوق والاستخراج إلى عالمية دائرة الإنتاج وإعادة الإنتاج ذاتها ) (18) ، أما سيارا جميل يرى العولمة هي (عملية كونية هائلة تجمعها مجموعة معقدة ومتشابكة من العمليات التي تفكك كل ما هو مألوف وقديم من الثوابت لكى تعيد فتخلق أو تنتج روابط وأنساق جديدة تتجاوز حدود الدول والمجتمعات)(19).
أما مفهوم العولمة في العلوم الغربية وأبياتها
ويرى انطوني جيدنز العولمة (هي سلسلة معقدة من العمليات تكتسب من خليط من المؤثرات السياسية والاقتصادية ، أنها تغير مظاهر الحياة اليومية ، وأخذة في تغير مؤسسات المجتمعات التي نعيش فيها)(20), وبينما يرى توماس فريدمان العولمة هي (تلك العملية التاريخية التي توحد العالم في سوق واحد ثم تتهاوى أمامه أسوار الدول ، الأمم بفضل تحالف الثورات التكنولوجية مع الشركات الاقتصادية العملاقة)(21) .
نظرية المراحل التي قد مرت بها رأسمالية العولمة وتأثيرها على الصرع السياسي المعاصر
واهم هذه المراحل التيقد مرت بها الرأسمالية أثناء نشأتها حتى الوصول بها إلي مرحلة رأسمالية العولمة و هي :-
-1مرحلة الرأسمالية الزراعية :-(الاقطاعية .(
-2مرحلة الرأسمالية التجارية :- (التراكم الرأسمالي) .
-3مرحلة الرأسمالية الصناعية :- ( قيام الثورة الصناعية وظهور الآلة. (
4-مرحلة الرأسمالية الإمبريالية :- (ظهور الاقتصاد المالي والربح)(22)
-5مرحلة العولمة ( وهى آخر مراحل الرأسمالية كما هو موجود اليوم في عالمنا الراهن .
ونظرية مراحل التطور في المجتمعات عبر التاريخ عند كلآ من كارل ماركس وماكس فيبر ، تعتبر انعكاسا لأساليب الإنتاج السائدة في كل مرحلة من هذه المراحل وهى :-
1-المرحلةالقبلية (البدوية) الصيد والزراعة .
2-مرحلة الشماعية البدائية أو ملكية الدولة .
3-مرحلة الملكية الاقطاعية .
4-مرحلة ظهور النظام الرأسماليالتي تطور فيه المجتمع .
5- مرحلة العودة إلى الاشتراكية .
6-مرحلة النظام الشيوعي ( فيها تطور الشماعية المدنية . (23)(
7-ومرحلة العولمة الرأسمالية في ظل العولمة (القطب الاحادي)
اذآ مما نرى كباحثة بان النظرية الرأسمالية والنظرية الماركسية يؤمنان بالنظرية المراحل وبسبب وجود هذين النظريتين مما انتج عنه صراع السياسي في توازن القوة في العالم بين امريكا واتحاد السوفيتي مما ادى هذا الصراع إلي حرب الباردة وترتب عنه سقوط الاتحاد السوفيتي( الكتلة الشرقية . مما تغير نمط الصراع السياسي والدولي من الثنائية القطبية إلي احادية القطبية في نظرية توازن في القوة وفي ظل تلك المراحل الماركسية نرى الشيوعية مازال حتى الآن لم تقم ولم تنتشر ، يرجع ذلك وبفعل ذلك الانهيار القائم ضدالشعوب الماركسية التي نراها لازالت مؤثرة من انهيار وتركت من ورائها أثاراً تاريخيا, مما احدث تغير في قواعد تنظيم المجتمع واساسيات الدولة وقواعد اللعبة السياسية في التغير السياسي والتغير الاجتماعي .

عند ظهور بروز التنمية والحداثة والتحديث وهنا قد حدد رونالد روبرتسون (بروز مجموعة نظريات التي تتحدث عن وحدة العالم والبشرية)(24), وبالتالي قد تتبع جذور مراحل نشأة العولمة في كتابه المشهور حول العولمة والنظرية الاجتماعية والثقافية الكونية ،وقد أنتهي روبرتسون إلى المراحل الخمس وهي :-
1-المرحلة الاولي الجنينية (التكوين) (استمرت هذه المرحلة في أوروبا من بدايات القرن الخامس عشر إلى منتصف القرن الثامن عشر تميزت بنمو المجتمعات القومية واتساع مجال الكنيسة الكاثوليكية في سيطرتها)(25)،
(كما تعمقت خلالها الأفكار الخاصة بالفرد بالإنسانية وسادت نظرية مركزية للعالم ، وبدأت الجغرافيا الحديثة ، وانتشر التقويم الجيريجوري)(26)وغيرها.
2-مرحلة الثانية (النشوء)
هذه المرحلة سادت في (أوروبا من منتصف القرن الثامن عشر إلى سبعينيات القرن التاسع عشر شهدت هذه مرحلة تحولاً جاداً في فكرة الوحدوية المتجانسة بالإضافة إلى تبلور المفاهيم الخاصة بالعلاقات الدولية الرسمية ، وكذلك نشأة مفهوم أكثر تحدياً للإنسانية وازدادت بشكل ملحوظ الاتفاقيات الدولية ، وظهرت المؤسسات الخاصة بتنظيم العلاقات والاتصالات بين الدول ،كما بدأت مشكلة قبول المجتمعات غير الأوروبية في المجتمع الدولي والاهتمام بالأفكار القومية والعالمية)(27) , مما زاد التركيز هنا على الإبعاد القانونية والاجتماعية في المجتمع الدوليوالتأثر بالعوامل التغير الاجتماعي في تنظيم المجتمع .
3-مرحلة الثالثة الانطلاق
وقد استمرت من سبعينيات القرن التاسع عشر إلى منتصف عشرينيات القرن العشرين، ويشير الانطلاق هنا إلى الفترة التي أفسحت فيها اتجاهات العولمة فائقة القوة في أزمنة وأمكنة سابقة الطريق لشكل واحد لا يمكن اعترضه ، ويرتكز على النقاط المرجعية الأربع (المجتمعات القومية ، والنظام الدولي للمجتمعات،ومفهوم الأفراد، ومفهوم البشرية)(28)، وبالتالي وضع القيود الخاصة بالمجتمعات القومية …وغيرها
4- المرحلة الرابعة (الهيمنة والسيطرة على العالم)
( وهي مرحلة الصراع من أجل الهيمنة واستمرت هذه المرحلة من عشرينات القرن العشرين إلى أواخر الستينيات من هذا القرن ، و قد تميزت ببدء الخلافات و الحروب الفكرية حول الشروط والمصطلحات الخاصة بعملية العولمة السائدة ، وبالصراعات الكونية حول أشكال الحياة المختلفة، (كما جرت محاولات لإرساء مبدأ الاستقلال القومي ، ومفاهيم الحداثة المتضاربة (الحلفاء ضد المحور) التي أعقبتها الحرب الباردة ، كذلك التركيز على طبيعة الإنسانية والأمل في الوصول إليها بسبب الهولوكست واستخدام القنبلة الذرية وبروز دور الأمم المتحدة وظهور العالم الثالث)(29) , ما يعرف الآن بالمجتمعات دول النامية وظهور دول الشمال الصناعية ودول الجنوب المتخلفة ، وزيادة في الاهتمام بالقانون الإنساني وحقوق الإنسان والاهتمام به وظهور مؤسسات المجتمع المدني وأجهزتها والمنظمات الدولية الحكومية والمنظمات غير حكومية الأهلية وبروز الاهتمام بالمشاكل والقضايا الدولية على مستوى عالمي .
5- المرحلة الخامسة (أنتهي النظام ثنائي القومية) .
وهي مرحلة في أواخر الستينيات ، وهي ترصد تصاعد الوعي القومي في الستينيات ، وحدث الهبوط على القمر ، وقد شهدت عمق القيم ما بعد المادية ونهاية الحرب الباردة ، الأسلحة الذرية والزيادة المطردة في المؤسسات الكونية والحركات العالمية ، وتواجه المجتمعات الإنسانية في الوقت الحاضر مشكلة تعدد الثقافات وتعدد السلالات داخل المجتمعات نفسهاوظهور شركات متعددة الجنسياتوبروز المنظمات الدولية الحكومية والمنظمات غير حكومية وزيادة الاهتمام بالحقوق الإنسان… وما إلي ذلك(30) .
6- مرحلة السادسة (القطب الأحادي وسباق التسلح) .
امتدت هذه المرحلة ما بين القرن العشرين والقرن الواحد والعشرين و ازدادت فيها بروز القطب الأحادي الولايات المتحدة الأمريكية على العالم في أغلب التخصصات العلمية في العوامل السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والثقافية وذلك بعد انهيار الاتحاد السوفيتي أتاحت لها فرصة بأن تتعولم على العالم مع المساعدة التاريخية لها ، لأن العولمة الأمريكية استفادت من أخطاء دول الآخرين عقب الهجرات التاريخية المعروفة من أوروبا إلى الأميركتين، وأيضا ظهور زيادة في سباق التسلح في جميع أنواع الأسلحة العسكرية خاصة (الذرية) النووية والجرثومية ، بسبب خوفا لبعض الدول من الهيمنة الإمبريالية العالمية والصهيونية العالمية ، وهذا أدى إلى زيادة في اتساع وسيطرة النفوذ الأمريكي على الاقتصاد العالمي مع ظهور الأزمة المالية العالمية في المجال الاقتصادي والمالي والتجاري والمصرفي في نفس الوقت ، وبعد ذلك ظهر ما يسمى بالنظام العالمي الجديد على العالم كنظام ونسق .

اتجاهات العولمة وتأثيرها على نظرية الصراع
العولمة لها ثلاث اتجاهات ومواقف بين دول العالم للعولمة وهي :-
1- الاتجاه التأييد 2- الاتجاه والرفض 3- الاتجاه المعارض
وإن اتجاهات العولمة عموماً تكمن حتى الآن (في الثورة المعلوماتية من خلال مظاهرها المختلفة ، ودمج الشركات الصناعية المتعددة الجنسيات ، ودفع الهيئات الدولية كصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية دول العالم لتطبيق اقتصاد السوق من خلال الخصخصة وإلغاء القطاع العام)(31) .
وأهم المؤسسات العولمة المؤثرة على نظرية الصراع في تحقيق الاحتياجات والموارد
وأهم المؤسسات العولمة الاقتصادية الدولية والعالمية التي تعتمد عليها الرأسمالية الليبراليةهي مثل صندوق البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية ومنظمة أوبك العالمية للنفط ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية وشركات متعددة الجنسيات ومنظمة الفاو للتغذية والزراعة ، أما المؤسسات الصحية منظمة الصحة العالمية والصليب الهلال الأحمر ، أما المؤسسات الاجتماعية والثقافية منظمة اليونيسكو للثقافة والعلوم وغيرها من المنظمات الفرعية التابعة لها ، والتابعة لهيئة الأمم المتحدة الدولية مثل المجلس الاقتصاديوالاجتماعي ، وتعتبر كل هذه المنظمات عوامل مساعدة للرأسمالية الفردية وسياسة العولمة .
مفهوم العولمة من وجهه نظر الباحثة
ومن الاستقراء السابق نرى كباحثة ومتخصصة في هذا المجال بان العولمة تحمل في ثناياها صفة الشمولية والتكاملية و عبارة عن مجموعة عوامل متداخلة مع بعضها البعض الذى قد ساهمت في أحداث تغيرات المجتمعية من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والاعلامية والثقافية والاتصاليةوالقانونية والعسكرية…وما إلي غير ذلك على الصعيد الوطني (المحلى ) وعلى الصعيد الدوليوالقاريفي المستقبل الجاري والمتوقع ، وتأثرت بفعل تطور التاريخ الإنساني عبر مراحلها التاريخية ، وأيضاً تعنى العولمة من وجهة نظري التطور والتفاعل بين الأفراد والجماعات والمجتمعات والدول والقارات والمؤسسات والمنظمات والشركات بمختلف مستوياتها من نظاف المجتمع الواحد إلى نظاف المجتمع المتعدد والدول المتعددة(الدولية) والقارات المتعددة في المستقبل في ظل الانفتاح والاندماج والتواصل والاتصال المعاصر ، لأنها ممتدة لجميع الأنظمة والدول والشعوب العالم في هذه العصر .

مفهوم الصراع السياسي وتأثيرها على نظرية الصراع
الصراع السياسي يحصل نتيجة وجود تناقض في الايديولوجيات السياسية والتيارات السياسية المختلفة وقد يكون هذا الصراع داخل المجتمع الواحد مثل (صراع بين الاحزاب السياسية ) من اجل السلطة والحكم مثل ما هو موجود في ليبيا الآن أو قد يكون صراع دولي (بين دولة ودولة أخرى) مثل صراع فلسطيني الاسرائيلي(32 ) .وايضا يؤدي الصراع السياسي إلي التغير الاجتماعي والتغير في تنظيم المجتمع وخاصة اذا كان الصراع السياسي الحاصل نتيجة نزاع داخلي على الحكم السياسي في الدولة الواحدة ,بالتالي ينعكس على تغير في موازين القوى في إدارة البلاد مما يؤثر على السياسة العامة في المجتمع ( 33) , وكذلك تعارض في المصالح المشتركة في المجتمع الواحد وتعارض في المصالح الدولية يؤدي إلي صراع وايضا تناقض في المواقف ينتج عنه صراع , والدول التي توجد بها صراعات السياسية المعاصرة السعودية والسودان واليمن وليبيا وسوريا والجزائر وغيرهم .

النتائج المترتبة على نظرية الصراع في طريقة العمل في تنظيم المجتمع
(لابد أن يدرك المنظم الاجتماعي الجوانب المختلفة المترتبة على الصراع ومنها :-
1-حدوث خلخلة في المجتمع .
2-التأثيرعلى عمليات التوافق الاجتماعي في المجتمع .
3-أحداث عدم التماسك بين أفراد المجتمع وجماعاته .
4-عدم قيام المنظمات الاجتماعية والاقتصادية بدورها القومي في المجتمع .
5-تبديد طاقة القيادات في المجتمع في حل المشكلات المترتبة على الصراع .
6-عدم تكامل خطط التنمية ومواجهتها للمشكلات الملحة بالمجتمع)(34 ) .
وظائف الصراع
1-( يقدم استقرار للعلاقات الاجتماعية.
2- يعيد الحيوية للمعايير الموجودة في المجتمع.
3- يقدم ميكانزيم لإعادة واستمرار التكيف ومواءمة القوة.
4- ينمي اتحادات وائتلافات جديدة.
5- يقلل العزل الاجتماعي.
6- يساهم في المحافظة على خطوط حدود الجماعة.
7- قد يؤدي إلى نسق اجتماعي أكثر مرونة واستقرار وتكامل )(35).
فرضيات نظرية الصراع ومتغيراتها
1- كلما زادت فعلية الموارد والاحتياجات بين المجتمعات والدول تزيد حدة الصراعات بين المجتمعات والدول والعكس صحيح .
2- كلما تقل فرص وجود العدالة الاجتماعية بين المجتمعات تزيد حدة الصراعات المجتمعية .
3- كلما تزيد فجوة التفاوت الطبقي الاجتماعي بين المجتمع في الدولة الواحدة يزيد حدة الصراع بين الحكام والمحكومين وبين الدولة والشعب في الاقتصاد والاجتماع والسياسة .
4- وكلما تزيد الثورة الاجتماعية والاقتصادية في ثورانها أكثر تزيد معهما حدة الصراع السياسي على السلطة والحكم .
5- وكلما تزيد حدة الصراع بين الطبقات الاجتماعية تقل فرص العدالة الاجتماعية في المجتمع .
6- وكلما تحدث زيادة في اتساع السيطرة والنفود تزيد حدة الصراع بين المجتمع الواحد وتؤثر على بقية المجتمعات والدول الاخرى .
دور المنظم الاجتماعي في نظرية الصراع وتحديد مواقفه
1- (ان يحاول توجيه موضوعات المنافسة حول قضايا المجتمع وليس على الاشخاص .
2- أن يلتزم بالقيم الاخلاقية عند التعامل مع مواقف الصراع .
3- أن يراعي ضرورة موافقة الرؤساء بالجهة التي يعمل بها أو مستشارية إذا رئيسا على الأهداف أي أسلوب العمل في مواقف الصراع .
4- وضوح القضايا العامة أمام جميع الأطراف المتعارضة .
5- ان المخطط يدرس بعناية كبيرة اسلوب تدخله في هذه المواقف حنى لا يحدث تعقيدا لها تصعيدا أنها لا يحق عقباه .
6- تقوية الفئات الضعيفة ووصول صوتها إلي متخذي القرارات .
7- اكتشاف القيادات الجديدة , والعمل علة ثقلها لتحمل المسؤوليات .
8- يؤدي إلي تفاعل الاطراف المتصارعة وكذلك إلي إيجاد علاقات إيجابية بين افراد المجتمع)( 36) .
الانتقادات الموجه في نظرية الصراع
لماذا رفضت نظرية الصراع كأسس للاصلاح والتطور الاجتماعي والعدالة الاجتماعي خاصة في شكلها الماركسي؟
لان هذا الموقف هو دعوة للعنف واراقة الدماء من اجل الوصول الى العدالة الاجتماعية وتحقيق الذات, ولذلك فقد رفضت هذه النظرية شكلا وموضوعا واعتبرت دعوة ايديولوجية وسياسية لسيطرة العمال على مقاليد المجتمع بالعنف والدم , وفي هذا تقويض للبناء الاجتماعي, وحتى على فرض سيطرة العمال على المجتمع,فماذا عن حق الطبقات والفئات الاجتماعية الاخرى في المجتمع, فهي اذن احادية وقاصرة ولايمكن ان يلتف حولها جميع الناس وجميع القوى الاجتماعية في المجتمع, وهي بذلك ليست نظرية علمية موضوعية. ولعل ما حدث, في الاتحاد السوفيتي سابقا وشرق اوروبا اكبر دليل على قصور نظرية الصراعهذا ويزعم اصحاب أتجاه الصراع الاجتماعي وخاصة الماركسيون منهم ان مصدر الصراع الاجتماعي هو حاجة الانسان الاساسية للبقاء في ظل ظروف الندرة والعوز السائد, ان الافراد لا يصلهم القدر الملائم من الغذاء والكساء والمأوى وكل الاشياء التي يرغبونها ويحتاجونها, وقد خلق هذا العوز بسبب عدم المساواة الاقتصادية والاجتماعية بين الجماعات, فدائما ماتكون هناك جماعة تحتكر القوة والثروة والنفوذ, ومن ثم يبقى من لايملكون لا القوة ولا الثروة ولا النفوذ في حالة من حالات سوء التوازن
وحتى يتسنى تحقق الصحة الاجتماعية يجب ان يمنح الانسان الفرصة لا شباعحاجاته ومطالبة ,ومن الواضح انه يمكن ان يكون ذلك امرا صعبا بسبب تركز القوة والثروة والنفوذ في ايدي طبقة واحدة, وما لم يستخدم هؤلاء الذين في القاع ادوات القوة والعنف وعدم الطاعة فان احوالهم ستظل بائسة وفي القاع خاصة في شكلها الماركسي المادي.
كان يعتقد كارل ماركس بان ملكية وسائل الانتاج من قبل طبقة معينة تمنح افراد الطبقة المعنوية العالية والنفوذ الاجتماعي والاحترام والتقدير, بينما عدم امتلاك الملكية من الطبقة الاخرى يجعلها مكسورة معنويا ونفسيا وغير محترمة اجتماعيا ولاتملك القوة والنفوذ الاجتماعي والسياسي.
ان حالة كهذه تولد ظاهرة الوعي الطبقي عند الطبقة المحكومة وأيضاً فالمجتمعات كما يرى ماركس تتحول من مجتمعات عبودية الى مجتمعات اقطاعية ومن مجتمعات اقطاعية الى مجتمعات رأسمالية ومن الرأسمالية الى اشتراكية. وهكذا تقود الظاهرة الطبقية الى الظاهرة الصراعية , وتقود الظاهرةالأخرة الى التغير او التحول الاجتماعي. علما بأن تحول المجتمعات يكون تحولا تاريخيا ماديا جدليا او ديالكتيكا.فالتغير هو تاريخي لانه يرافق جميع المجتمعات عبر تاريخها القديم والوسيط والحديث والمعاصر
1-اغفلت وظيفة النسق السياسي ، ودور الموقف العسكري ومنجزات التكنولوجيا ،وكلها عواملمهمة في إحداث التغيير الثقافي في عالم اليوم ، وفي هذا الإطار يؤكد ( كارل مانهايم ) على وجود عوامل عديدة تعمل على تحديد مسار المجتمعات وتشكيل انساقها وبرامجها ونظمها .
2-وتفسير الصراع بعامل التناقض ، غير أن مفهوم الصراع غير واضح عند المفكرين (باستثناء المفكرين الماركسيين )(37) .
وجهه نظر الباحثة من نظرية الصراع
ترى الباجتة ان العالم الإنساني صراعه لا ينتهى وفي دوامة وصداع دائم سواء كان بالأسلوب التكتيكي السياسي أو بالأسلوب القوة العسكرية وذلك بسبب استمرار في التفاوت الطبقي والتفاوت الاجتماعي بين الحكام والمحكومين في المجتمعات والدول وبسبب وجود التعارض والتناقض في المواقف والتضارب في المصالح والموجود في كافة المستويات المجتمعية في مختلف الدول والقارات في العالم .

الأستاذة والباحثة والكاتبة والمستشارة القانونية لطيفة مصباح حمير

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button