دراسات سياسية

ثلاثية الأمن

ثلاثة أبعاد تتداخل بل وتؤسس لمفهوم الأمن وكل الاستراتيجيات المبنية عليه وهي:
1- أمن المجتمع: ويعني القدرة على ” التطور في بيئة داخلية سلمية ” ، وهو ما يعني استمرار التماسك الاجتماعي وعدم التشقق في جدران المجتمع على اسس دينية او عرقية او مذهبية او طائفية او طبقية او أو جهوية أو بسبب اللون ..الخ.
2- أمن الدولة : ويعني الحفاظ على “جغرافية الكيان السياسي ومنع الآخرين من السيطرة على موارده الطبيعية ” أو التأثير السلبي عليها(مثل منابع الانهر التي تأتي من خارج الكيان، او امتدادات حقول النفط او الغاز في اكثر من كيان..الخ).
3- أمن النظام السياسي: ويعني ” بقاء الفريق الحاكم في كرسي السلطة ” وضمان أكبر قدر من التأييد الشعبي له بغض النظر عن وسائل تحقيق هذا البقاء.
وعليه يمكن تقسيم النظم السياسية لستة أنماط طبقا لترتيب هذه الأبعاد الثلاثة في منظومة القيم السياسية لتلك الانظمة على النحو التالي:
أ‌- نظم أولوية أمن المجتمع يليه أمن الدولة ثم امن النظام
ب‌- نظم أولوية أمن المجتمع –أمن النظام – امن الدولة
ت‌- نظم أولوية أمن الدولة –أمن المجتمع- أمن النظام
ث‌- نظم اولوية امن الدولة –أمن النظام –امن المجتمع
ج‌- نظم أولوية امن النظام –أمن المجتمع -أمن الدولة
ح‌- نظم أولوية أمن النظام – أمن الدولة –أمن المجتمع
ويقينا أن هذه الأبعاد متفاعلة ومترابطة فيما بينها ، وقد تتغير أولويات الدول من مرحلة لأخرى لاسباب داخلية او خارجية، لكن ذلك لا ينفي ان لكل دولة منظومتها القيمية السياسية في ترتيب اولويات هذه الأبعاد ، وهو ما يميز بين الدول.
لكن الأمر الذي يجب التنبه له- في تقديري- هو تنامي دور المتغيرات الخارجية على حساب المتغيرات الداخلية في تحديد ترتيب أولويات الأبعاد الثلاثة، وهو ما جعل مفهوم السيادة مفهوما مختلفا بدرجة كبيرة عن ما روج له جان بودان في القرن السادس عشر، الأمر الذي يجعل من العولمة المتغير الرئيسي في تشكيل منظومة كل دولة من خلال درجة انخراط الدولة في آليات العولمة السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والتكيف مع هذه الآليات.
وفي تقديري ان الدول العربية تنتمي كلها لفئتي أولوية امن النظام ، لكن الدول العربية تتباين في ترتيب البعدين الآخرين (وهما امن الدولة وامن المجتمع) ويبدو ان درجة التجانس الاجتماعي هي التي تحدد الترتيب في كل دولة عربية طبقا لدرجة التجانس من ناحية ، وطبيعة العلاقة بين الدولة وجيرانها الاقليميين وشبكة تحالفاتها الدولية من ناحية أخرى ، ومدى انخراطها في آليات العولمة من ناحية ثالثة.
ويبدو لي ان الدول التي جعلت أمن المجتمع أولويتها هي التي تمكنت من تحقيق الصدارة الدولية تليها دول أمن الدولة وقبعت دول أمن النظام في قاع العالم…ربما…

وليد عبد الحي

 

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى