داعش و اعادة بناء استراتيجية جديدة

ولا يمكن أن يتحقق التقليق المتواصل لقوة التنظيم داعش من المنطقة إلا بالتعاون مع قوات الأمن المحلية المختصة، بما في ذلك الشرطة والجيش العراقي القادر على العمل في المناطق التي يغلب عليها الطابع السني في العراق و سوريا. وهذه الأنواع من الوحدات غائبة تماما في العراق؛ حيث توجد في  سوريا – على سبيل المثال وحدات التعبئة الشعبية – وهي في كثير تكون الأحيان طائفية في طبيعتها، وبالتالي الوصول الي تحقيق نتائج فعالة في المدى القصير ونتائج عكسية على المدى الطويل. بيانات الاقتراع الاخيرة من العراق يشير إلى أن 22٪ من العرب السنيين العراقيين لا يثقون في الحكومة وسوف تعاملهم كما يفعل الشيعة العرب، بداية تشاؤمية لمستقبل العلاقات الطائفية وأرض خصبة محتملة لتأثير داعش على الاستمرار في المضي قدما.

إن التحول من التطرف العنيف إلى الإرهاب سيؤدي إلى استعادة داعش إلى مواردها لتعزيز قدراتها القتالية مستقبلا في أفغانستان وليبيا واليمن وشبه جزيرة سيناء في مصر. وسيسعى في الوقت نفسه أيضا إلى الدخول إلى دول فاشلة أخرى وأقاليم غير خاضعة للرقابة متعاطفة مع إيديولوجيتها السلفية الجهادية، من شمال القوقاز إلى جنوب شرق آسيا.

ومن المرجح أن يتضمن جزء من استراتيجية داعش الجديدة تركيزا مجددا على التخطيط والقيام بهجمات اكثر وحشية ومرعبة في الدول الغربية و الولايات المتحدة الامريكية ، وهو جزء من محاولة لجذب الانتباه وإثبات أن التنظيم، ، قادرا على الصمود في وجه التالف الدولي و في مواجهة الاستخبارات الغربية . وتحقيقا لهذه الغاية، قد تعتمد داعش بشكل كبير على تركيا كمركز لوجستي، وذلك باستخدام القرب الجغرافي للبلاد من أوروبا كممرللمقاتلين الذين يحاولون التسلل إلى القارة. وفي شهر ماي الي غاية شهر اوت الماضيين، بلغ عدد الهجمات الإرهابية التي شنها تنظيم داعش في أوروبا ارقام مرتفعة جدا ، حتى بعد أن فقد التنظيم المزيد من الأراضي، وربما دليلا آخر على أن التنظيم يحضر الانتقال من التطرف المتوجش إلى الإرهاب.المروع في الدول الغر بية

ومن المرجح أن تستمر داعش في استخدام الاتصالات المشفرة لتوجيه الهجمات الإرهابية في الخارج، حتى عندما تتحول إلى كيان أقل مركزية. ومن المرجح أن يكون لهذا العنصر الظاهري أهمية أكبر، حيث يحث التنظيم أتباعه في جميع أنحاء العالم على ارتكاب أعمال عنف باسمه إلى أن تتم استعادة الخلافة في الايام القادمة لم يحدد بعد. ويجب على دول التحالف الدولي لمحاربة داعش أن ترد باستراتيجية شاملة لمكافحة الارهاب تنطوي على مزيج من مبادرات السياسة العامة، من زيادة تبادل المعلومات بين أجهزة الاستخبارات و الاجهزةالأمنية إلى برامج ممولة تمويلا جيدا وذات كفاءة عالية تركز على مكافحة التطرف العنيف ويتعين على الحكومات الغربية أن تخصص مزيدا من الموارد لعمليات الاتصالات الاستراتيجية والمعلومات التي تهدف إلى الحد من تأثير الرسائل الإرهابية.

الاستراتيجية الصحيحة

إن الاعتراف بانتقال داعش من تنظيم العصابات إلى شبكة إرهابية أمر بالغ الأهمية لصياغة الاستراتيجية الصحيحة وتخصيص الموارد المناسبة اللازمة للقتال من أجل هزيمته . في نهاية المطاف. تماما كما حرب العصابات والإرهاب ليست هي نفسها، وأهداف مكافحة العصابات و  مكافحة الارهاب هي مختلفة أيضا. تتطلب المقاربات المتوازنة لمحاربة العدو التكيف الشديد مزيجا مختلفا من الأدوات – العسكرية، والشرطة، والدبلوماسية، والاقتصادية – لمواجهة فعالة لحملة الحديدة التي تقوم بها الدولة الإسلامية.

– تحارب الولايات المتحدة حرباً خاطئة في الشرق الأوسط. ففي الوقت الذي تستغل فيه داعش والقاعدة ثورة التجمعات السكنية تشن الولايات المتحدة حربها ضدهما بالوكالة. هزيمة هذه المجموعات تتطلب من الولايات المتحدة مواكبة ودعم هذه الثورات من خلال شركاء مقبولين وقادرين على البقاء في المجتمعات السنية العربية في كل من سوريا والعراق.

الدكتور حكيم عريب الخبير في الشؤون الامنية والاستراتيجية

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button