...
دراسات سياسية

دلالات اللعبة السياسية من المفهوم إلى الممارسة

کوسيلة إضافة وأسلوب بحثي في الأدبيات الأکاديمية وفي حقل التحليل السياسي، ومن منطلق منهجية البحث المعتمدة على المقترب الوصفي، والتفسيري الاجتهادي، آثرنا البحث في دلالات اللعبة السياسية، وماذا تتضمن هذه الألعاب السياسية من حيث المفهوم وأسلوب الممارسة، کمحاولة لاستکشاف، بعض الأساسيات، التي تتعلق بتفسيراتها المفاهيمية، حيث تعد تلک الألعاب السياسية بمختلف دلالاتها، ذات أهمية کبيرة، لفهم مضمونها وتحقيقاتها الفلسفية، فالقوة والمصلحة هما مفتاح اللعبة السياسية، وذلک في ظل المستجدات، والتطورات السياسية الکبيرة، والمتغيرات المتسارعة، التي يشهدها العالم، والتي أصبحت أکثر تعقيدا من ذي قبل، ومن هنا يأتي موضوع هذه الدراسة، والتي تتمثل في: “دلالات اللعبة السياسية من المفهوم إلى الممارسة”. واشتملت هيکلية الدراسة على مبحثين رئيسيين حيث تتضمن المبحث الاول: الدلالات اللغوية في تعابير اللعبة السياسية، والمبحث الثاني: المفهوم وأسلوب الممارسة للعبة السياسية ، بالإضافة للمقدمة، والنتائج، والخاتمة، وقائمة المراجع، حيث تتتحکم السياسة في جميع مفاصل الدول، والبحث في السياسة، وتحليل أحداثها، يتطلب أولا، الإلمام بما هي اللعبة السياسية ومعرفة دهاليزها المعتمة، حيث تحولت العديد من أسماء الألعاب إلى دلالات وتعابير سياسية حديثة، استخدمت في الطرح والتفسير للکثير من الصراعات والأزمات، والجدالات السياسية، الذي يعطينا مجال أوسع، لاستخدام خيال أکثر لفهم المعنى الدلالي، والمجازي، لتلک الألعاب، ويتجلى توظيف ذلک التخطيط، والدهاء، والعقل السياسي، لتلک الألعاب في تمرير وتغطية الکثير من الغموض، والالتباسات، في دهاليز وأروقة الحروب، والنزاعات، والمؤامرات الدولية، وفق أساليب القمع، والدهاء، والغبن السياسي.

المؤلف
هشام عبد العزيز العمار 
معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية
مجلة السياسة والاقتصاد، المقالة 11، المجلد 17، العدد 16، أكتوبر 2022، الصفحة 350-378

المقدمة

تتحكم السياسة في جميع مفاصل الدول، والبحث في السياسة، وتحليل أحداثها، يتطلب أولا، الإلمام بما هي اللعبة السياسية ومعرفة دهاليزها المعتمة، حيث تحولت العديد من أسماء الألعاب إلى دلالات وتعابير سياسية حديثة، استخدمت في الطرح والتفسير للكثير من الصراعات والأزمات، والجدالات السياسية، الذي يعطينا مجال أوسع، لاستخدام خيال أكثر لفهم المعنى الدلالي، والمجازي، لتلك الألعاب، ويتجلى توظيف ذلك التخطيط، والدهاء، والعقل السياسي، لتلك الألعاب في تمرير وتغطية الكثير من الغموض، والالتباسات، في دهاليز وأروقة الحروب، والنزاعات، والمؤامرات الدولية، وفق أساليب القمع، والدهاء، والغبن السياسي.

اللعبة السياسية هي أداة شديدة التعقيد والتشابك، تدخل ضمن مؤثراتها عشرات الفواعل المادية والمعنوية، المرئية وغير المرئية، لذلك فإن عملية فهم وتفسير دلالات اللعبة السياسية شبه معقد، لما تتضمنه من ابعاد معرفية، وثقافية، وسياسية، حيث لم يرد، في الأبحاث، والدراسات، حول دلالات تلك الألعاب السياسية كمفهوم، ولا عن أصل هذه الدلالات كتعابير مجازية، ولا عن أسرار قواعدها كلعبة سياسية، وفي هذه الدراسة نسعى لفهم واستيعاب تلك التقاطعات، والتشابكات، في دلالات اللعبة السياسية، للوصول إلى تفسيرات حقيقية، بعيدا عن التفسيرات المختزلة والمقولبة، التي قد تؤدي في كثير من الأحيان إلى التشويش والتضليل، وذلك من خلال، استقراء بعض السياقات، والمعطيات التي يستخدم فيها هذا التعبير، وأفضل هنا كلمة تعبير وليس كلمة مفهوم أو مصطلح، لان مادة الاستعمال، ليست مطروحة مفهوما أو مصطلحا، حتى في المجال الإعلامي.

ومن أجل الكشف عن المعنى الدلالي لهذا التعبير واستخداماته، فقد تم استنباطه مما ورد في الخطابات السياسية، والبيانات السياسية، والإعلامية، المتداولة في وسائل الإعلام، والتي تعكس في محتواها حقائق مختلفة، ومصالح متضاربة.

أهداف الدراسة: تهدف الدراسة إلى التعرف على دلالات المعنى التعبيري في مسميات اللعبة السياسية، والوصول إلى تجلية تلك الدلالات التعبيرية وتوضيحها بالتنقيح والتأصيل والخوض في فلك مضمونها المتداول في كثير من مجالات الطرح السياسي والإعلامي، للخروج بمفهوم واضح ودقيق حول إمكانية اعتماد تلك التعابير كمفاهيم ومصطلحات سياسية دارجة ومقبولة.

أهمية الدراسة: تتمحور أهمية الدراسة حول أهمية الموضوع ذاته، كونه يتعلق بتوفير بعض المعلومات المهمة والأساسية عن اللعبة السياسية ومضمون دلالاتها وتعابيرها المجازية وهذه الدراسة تناقش تلك المفاهيم وأسلوب ممارستها في جوانب الطرح السياسي والحوار الصحفي، وكشف الغموض عن تلك الدلالات، وإثراء المكتبات بمثل هذه الدراسات، والسعي لتطوير البحث العلمي في المجالات المفاهيمية الغامضة وأساليب ممارستها.

إشكالية الدراسة: تدور مشكلة الدراسة وتتجلى حول معرفة اللبس في اللعبة السياسية كمفهوم وأسلوب ممارسة، والكشف عن الأسباب الخفية، وما تهدف إليه.

أسئلة الدراسة

ستحاول هذه الدراسة الإجابة عن الأسئلة التالية:

– هل كلمة لعبة سياسية مرتبطة بنفس مسمى اللعب ومضمونه، أم مجرد دلاله وتعبير مجازي؟

– هل هناك لدلالات مجازية في اللعبة السياسية؟ وما مصدرها؟ وما مضمونها؟

– هل الدلالات المجازية في العبة السياسية شائعة ومألوفة ومطروحة كمفهوم في المجال السياسي والخطاب الإعلامي؟

– لماذا تثير بعض الألعاب الجدل السياسي كمفهوم وممارسة؟

وللإجابة عن هذه التساؤلات، تنطلق هذه الدراسة من سؤال رئيسي مفاده، إلى أي مدى تعتبر دلالات اللعبة السياسية مقبولة كمفهوم وممارسة في الطرح السياسي والحوار الإعلامي؟

منهجية الدراسة: اعتمدت الدراسة الأخذ بالمقترب الوصفي التحليلي، والتفسيري الاجتهادي، لفهم وتفسير الدلالات المستخدمة في اللعبة السياسية كمفهوم وممارسة.

هيكلية الدراسة:

المبحث الاول: الدلالات اللغوية في تعابير اللعبة السياسية

المبحث الثاني: المفهوم وأسلوب الممارسة للعبة السياسية

المبحث الأول: الدلالات اللغوية في تعابير اللعبة السياسية

يعد الاستخدام الماهر للغة أمرًا بالغ الأهمية، وذلك للتأكيد على سياقات، ومسائل، وخطوات، وأفكار، واقتراحات، ذات أبعاد سياسية دقيقة، ومتعددة، في المواجهة والتحدي، من خلال الخطابات السياسية، والتمايزات الأيديولوجية، التي لا يمكن إغفالها لأغراض مختلفة، مثل الإيجابية، والنفي، والإشادة، والثناء والوطنية، والتأكيد على القواعد، والتفاخر، وإظهار القوة، بالإقناع، والترهيب، والترغيب، من خلال الاستخدام المجازي للغة في الخطب، والتصريحات، والحوارات السياسية، التي تعد اللعبة الأساسية، في اختيار التعابير المجازية، ضمن أيديولوجيا حاضرة، ستستمر في توصيف تلك اللعبة وتحليلاتها السياسية.

ومن هنا نجد، أن “المسمى” بشكل عام وحسب ما ورد في قاموس المعاني( )، أنه الشيء الذي يُطلق عليه “الاسم”، فتسمِية “لعبة” وتُطلق على كل ما يُلعَب به، وتَسمية “العاب” تُطلق على النشاط القائم على الممارسات الفردية، أو الجماعية.

وبالمثل، نجد أن، جويل دي روسني Joel de_Rosnay، مؤلف كتاب العالم في رؤية شاملة “الماكروسكوب” Le macroscope, vers une vision globale، عرف اللعبة بأنها( ): نشاط بين مسئولين، أو أكثر، في اتخاذ القرارات، حيث يحاول كل منهم تحقيق هدفه، بالفوز بالجولة، مع مراعاة، بعض الالتزامات، والقيود، التي تضعها قواعد اللعبة، فاللعبة إذن، هي نموذج للعمليات، والقواعد، التي تتوافق في الواقع، مع الحوادث، والمواقف، والأهداف، والغايات.

اللعبة اللغوية

لعبة اللغة مفهوم فلسفي، طوره لودفيج فيتجنشتاين Ludwig Wittgenstein، في إشارة إلى أمثلة بسيطة، لاستخدام اللغة، والإجراءات التي تصاغ بها اللغة.

جادل فتغنشتاين، بأن الكلمة أو حتى الجملة، لها معنى فقط كنتيجة لـ “قاعدة” “اللعبة”، التي يتم لعبها( )، وأكد بذلك، أن الكلمات تكتسب معنى من خلال استخدامها، وكيف يرتبط استخدامها بالممارسات الاجتماعية، التي هي جزء منها. لذلك استخدم “لعبة اللغة” لجذب الانتباه ليس فقط إلى اللغة نفسها، ولكن أيضا إلى الإجراءات التي يتم نسجها في اللغة، فكان وصف الألعاب اللغوية أحد المهام الرئيسية للفيلسوف، وأن الألعاب المقصودة، في هذه اللعبة، ليست كوصف العاب الأطفال المتعارف عليها في اللهو، والتسلية.

 هنا يكمن القصد بإن اللعبة المشار اليها، تعتمد على قواعد محددة، وصارمة، ولها فواعل، واحداث، تحركها وفق خطط معده، ومدروسه، ودائما ما تؤخذ كمثال لعبة الشطرنج ولعبة الدومينو( ).

حيث أسست ألعاب “فيتجنشتاين” اللغوية، بعض المفاهيم، التي لها آثار مهمة للغاية، على نظرية العلامات، من حيث أنها تغطي النطاق الكامل للممارسات السيميائية، ويمكن فهم الألعاب اللغوية، على أنها المعايير المفاهيمية المشتركة، التي تجعل من الممكن تحديد الإشارات، وإقامة علاقات الدلالة والتمثيل( ).

– الدلالات اللغوية

الدلالة في اللغة هو الإرشاد، والإبانة، والإيضاح، إلى شيء ما وتوضيحه، وهذه الكلمة مشتقة في الأصل، من الفعل(دل)، أي توضيح الأمر بالأدلة التي نفهمها، مما يدل على المعنى، والمغزى( )، بينما دلالات السياق، هي الدلالة التي يكون فيها المعنى المقصود والمفهوم واحداً، بينما الدلالات النحوية، هي العلامة التي تعتمد على مكان الكلمة المنفردة في الجملة، ومعناها داخلها.

الدلالة المعجمية، هي دلالة تتعلق بتعدد المعاني لكلمة واحدة، بناءً على السياق اللغوي الذي توجد فيه، وهذه الدلالة، من أهم أسباب وجود، عدد هائل من المعاني في المعجم العربي( ).

فنجد مثلا، أن الخطاب السياسي، يقع في حدود تخصصات متعددة، أبرزها اللسانيات، وعلم السياسة، ويركز كل منهم، على جانب مختلف من الخطاب السياسي – الأدوات الدلالية، والتعددية الدلالية، للأفكار، والكلمات، ودلالات النص المجازي. ولا ينبغي أن نغفل الجانب المعرفي، كما في تصور شيلتون Chilton( )، في تعزيز اللغة الذهنية، ولكن هنا، في هذه الدراسة، لا تتطابق دلالات الألعاب السياسية المختلفة، مع مضمونها، وسياق ما استخدمت له، ولكنها تعكس الأفكار، التي يكونها السياسيون، عن الحدث، والفعل السياسي.

في وقت تبدو فيه، المفاهيم السيميائية، التي تعد الدلالة لـ”سيرورة إنتاج المعنى”، وهذه السيرورة هي، الإرتباط بين الدال، والمدلول.

وفي المقابل، نجد عند فرديناند دي سوسير Ferdinand de Saussure ، أنه لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر، والعلاقة بينهما تلازميه( )، فنجد المعنى عند بعضهم معنيان: المعنى الاصطلاحي، الذي يتشكل من عناصر لغوية لم يطرأ عليها تغيير دلالي، والمعنى الإيحائي، ويتألف من عناصر شكلية تحمل دلالات متعارف عليها في مجموعة لسانية معينة( )، والهدف الرئيسي للسيميائية السياسية كنظام، هو التأكد من علاقات القوة المحددة عملياً في ممارسة الدلالة المختلفة، وتحليل منطق الدلالة.

في وقت يبدو فيه مجال السيميائية واسع جدا، لذلك يرى المعاصرون، أن للتأويل ارتباط وثيق بمفهوم الدلالة، لأن الكلمة لا تقف عند حدود التعيين، أي تحديد الشيء الذي نسبت من أجله الكلمة ( ). فالتشبيه، والكناية، والاستعارة، باعتبارها علامات سيميائية، يعد تحليل الاستعارة، كأداة مهمة لإبراز البعد الفكري، في الخطاب السياسي، الذي يكمن في فحواه، مسميات لتلك الألعاب السياسية، فهو يبرز تصور المتكلم، في الخطاب، والقضايا المطروحة( ).

ومن منطلق فلسفي، نجد أن مفهوم الاستعارة في السيميائيات، عند السيميائي الإيطالي”أمبرتو إيك Umberto Eco”، والذي أشار إلى أنه بقدر ما يكون الابتكار الاستعاري أصيلا، فمن الصعب ابتكار استعارة جديدة، وذلك استناد إلى قواعد معروفة ( ).

ولهذه الغاية، فجميع الطروحات اللغوية، لها وجهات نظر يجب تعزيزها وإنجازها، والكلمات، هي استعارات مميزة للأشياء المشار إليها، ومن أجل ذلك، يمكن التلاعب بهذه الاستعارات، ويمكن فهم معنى الكلمة، على أنها حزمة متزامنة من السمات الدلالية المميزة ( ). ونتيجة لذلك، نجد أن البحث الدلالي، تحصيل حاصل للبحث السيميائي.

 وبهذا الصدد، فتأويل العلامات الثقافية، المخفية، والغامضة، التي تقع خلف اللعبة اللفظية، التي تجعل منها ميدانا مهيا لتوظيف سيمياء التأويل لفهم مسميات اللعبة السياسية، وأسلوب الممارسة.

التعابير المجازية

التعبير المجازي أو الاستعارة في اللغة هو تشبيه بليغ حذف أحد طرفيه والطرفين الاساسيين هما المشبه والمشبه به، فاذا حذف أحدهما يسمى “استعارة” ( ). وغالبًا ما يُنظر إلى الاستعارة على أنها نمط من التفكير الإبداعي أو وسيلة لتعزيز الإبداع.

بما سينتج عنه، أن معظم تلك الاستعارات، تشير بشكل واضح، إلى بنية متوافقة لطبيعة الأحداث، أو الأفكار، سواء كانت أحداثاً تاريخية، أو أفكاراً أخلاقية، أو طرحاً فلسفية.

الكاتب “جيمس جيري”James Geary” يعرف الاستعارات، أو التعابير المجازية، بأنها: إعطاء “اسما ينتمي لشيء آخر”، وتحمل الاستعارات معلومات، ولا يمكن الوصول إلى هذه المعلومات، إلا من خلال الاستعارات نفسها، ومثال ذلك، ما يطلق في وسائل الإعلام الأمريكية على الرئيس القابع في البيت الأبيض وينتظر تسليم ولايته، لقب “البطة العرجاء” ( )

يُنظر إلى نهج المجازية في الكلام على أنه نوع من اللغة التصويرية، التي تهدف إلى نقل معنى مختلف عن المعنى الضمني الحرفي للكلمة، أو العبارات المستخدمة، ويتم استخدامها في الكتابة الإبداعية، وفي أنواع أخرى من الكتابة والخطب، والمحادثات العادية( ).

وبالإضافة لهذا، نجد أن التعبير المجازي، يتم استخدامه عادةً في اللغة، لإعطاء نوع من التوضيح، في الطرح، ويكون لإستخدام تلك التعبيرات المجازية، عدة أغراض، منها: التأكيد، وعذوبة التعبير، والوضوح، والغموض أيضا، وقد يؤدي ذلك الغموض، لسوء الفهم والتعقيد في سياق المعنى( ).

وفي علم البيان، تعتبر الكناية، لفظ لا يقصد منه المعنى الحقيقي( )، وهو بمثابة تعبير رمزي، يتم استخدامه في كثير من الموضوعات، ومنها التعابير السياسية الشائكة، والمعقدة، التي تتخللها لغة خشبية( ) مبهمة، وغامضة، ومجردة، لتحريف الانتباه، عن المعنى الحقيقي، في تسمية القضايا البارزة، وبغير دلالاتها المتعارف عليها.

في هذا الصدد، استخدم “مارك أمستيوز Mark. R Amstutz لفظ اللعبة، كتعبير مجازي، لتوضيح مختلف الأساليب، والقواعد المتبعة في تنظيم العلاقات الدولية، وعتبر “مارك”، العلاقات الدولية لعبة، وإنها لعبة بكل معنى الكلمة، فهي لعبة لها لاعبوها، وقواعدها، ومبادئها، وقوانينها، ومخالفاتها، وعقوباتها، وربما حيلها وخداعها. ( ).

ولتحقيق ذلك، فإن فهم الصورة المتكاملة للتعابير المجازية، في اللعبة السياسية الدائرة على الساحة السياسية، يساعد في تكوين رؤية واعية، مبنية على إحساس عالٍ بالمسؤولية، وقدرة على الاختيار الواعي السليم، في الطرح المفصل، لتعابير ودلالات تلك الألعاب، والدروس المستفادة منها، وأمرا ضروريا في زمن مليء بالمتغيرات المتسارعة، الذي يحتم على كل سياسي ودبلوماسي، معرفة دهاليزها، ومتى ولمن ولماذا وكيف تستخدم، كجزء من أولويات فهم الصورة وتكاملها.

المبحث الثاني: المفهوم وأسلوب الممارسة للعبة السياسية

مفهوم اللعبة السياسية

هناك تأكيد للفكرة المبتذلة التي طال أمدها، بأن السياسة هي لعبة يشوبها الغموض والسرية، ربما يكون السبب الأول، هو اعتياد المرء على دعم الفكرة المتضمنة في التسمية التوضيحية، فنجد في السياسة لا يوجد أصدقاء، أو أعداء دائمون، بل هناك مصالح دائمة فقط، في لعبة السياسة، من الصعب التحكم في القواعد والأحكام الصارمة للسياسة في سياق اللعبة، لأن لعبة السياسة أشبه بمجموعة من الألعاب، التي تتطلب أفعال المكر، والدهاء، وساحاتها لا تخلو من الصراعات، والمكائد، والمقايضة، لعدم وجود تكافؤ ولعب نزيه، فاللعبة السياسية لا تستحق النوايا الحسنة، ولا ينبغي الوثوق بلاعبيها، وأن الرابح في “اللعبة السياسية”، ليس دائما الأفضل، فاللعبة السياسية في الحقيقة، ليست بالضرورة لعبة عادلة.

يرى الباحث، أن اللعبة السياسية، عبارة عن مجموعة من الظروف، تتضمن فلسفة الحدث، وإعادة سياقه وفق الغايات والأهداف، للوصول إلى نتيجة، تعتمد على تصرفات صناع القرار في ” الدفاع والهجوم”، وفق الخيار الاستراتيجي وتوازناته في الاستراتيجيات المختلطة، حيث يتضمن هذا المفتاح المفاهيمي فكرة اللعب، والتي تؤطر بشكل عام الجوانب المتعلقة بفعل اللعب ضمن مظلة السياسة ونتاجا للتفكير المجازي.

في السياق ذاته، نجد أن الأيديولوجية المشتركة، جنباً إلى جنب مع خطاب السياسي القوي، يمكن أن تخدم عملياً التنسيق والالتزام بين اللاعبين أثناء محاولات مراجعة الوضع السياسي الراهن، واحتمالية نجاحها في إحداث التغيير، فسرعة تشابك الأحداث، واللعب تحت الطاولة جعلت السلوك السياسي متغيرا على الدوام، وفق النتائج التي تفرزها سرعة الأحداث، وأصبح هذا السلوك شبيها بحالة الرمال المتحركة، والمناطق الرمادية، والهدف الرئيس لكل التحركات هو المصلحة.

 فرغم كل الاختلافات بين طبيعة السياسات الدولية، إلا أن المصلحة، جعلت السلوك السياسي، يتجه نحو المصالح لهذه الدول، ما دامت المصلحة، ترعى حركة السياسة، ويعمل جميع اللاعبين على الساحة الدولية بشكل استراتيجي، من أجل حماية مصالحهم، واللعبة السياسية، أصبحت غاية في حد ذاتها، حتى لو تطلب ذلك التضحية بالمبادئ، وفق خيارات مفتوحة، فهي لعبة الحصول على المكاسب الإضافية، مما يؤدي إلى نتائج سياسية يصعب التنبؤ بها( ).

وإجمالاً، يمكن القول إن أطراف اللعبة السياسية، تكمن في الدول، وتعد الطرف الرئيسي في لعبة العلاقات الدولية، وتلعب الجهات الفاعلة الأخرى الممثلة بالمنظمات الحكومية الدولية، والمنظمات غير الحكومية، وجماعات الضغط الدولية، والدبلوماسية، دوراً محورياً في لعبة العلاقات الدولية الحديثة( ).

الثابت والمتغير في اللعبة السياسية

– المصالح العامة والمصالح القومية. (التأثير و السيطرة).

– القوة والضعف ومصادرها في فهم الخيارات الأساسية للعناصر الفاعلة والمؤثرة.

– صناع القرار: النجاح والفشل في المواجهة والتعامل مع الخلافات السياسية والايديلوجية للقوى الداخلية والخارجية

– الفاعلين الرسميين والفاعلين غير الرسميين ( المنظمات – الأحزاب – الشركات المتعددة الجنسيات – الحركات الاجتماعية – الشخصيات السياسية والاقتصادية) ( )

– المجتمعات.( القبول والرفض).

*اعداد الباحث. الثابت والمتغير في اللعبة السياسية.

ونتيجة لذلك، يمكن القول أن قواعد اللعبة السياسية ليست ثابتة ولا يمكن تحديدها بنقاط ثابتة، بل تتغير مع كل تغيير يؤثر على هذا العالم، وتتجدد حسب رؤية واتجاه القوى الفاعلة في هذا النظام، وفق خطابهم السياسي، وتوجههم الفكري، ومشاريعهم الاستراتيجية، التي تعزز مصالحهم، وتقوي تحالفاتهم.

 فنجد أن المبادئ التالية لها دوراً مهماً في لعبة العلاقات الدولية الحديثة، ( )، لاسيما عندما ترتبط هذه المبادئ، بمبدأ تنامي دور الكيانات الأخرى النشطة، ومبدأ تناقص دور القوة العسكرية في العلاقات الدولية، ومبدأ زيادة الاهتمام بالقضايا الدولية، ومبدأ زيادة تأثير الحوكمة العالمية.

لا شك أن، هناك تطورات مهمة تجري في لعبة العلاقات الدولية، ستؤدي إلى تغييرات كبيرة، في البيئة الدولية، وفي طريقة ممارسة هذه اللعبة.

من أجل أن تفهم اللعبة، لابد أن نبدأ من نقطة ما في سياق اللعبة، التناقضات الناتجة عن التغييرات في الإمكانية والواقع هي أبجديات لقواعد اللعبة السياسية، أما المؤامرة فهي الأداة السياسية التي يتم التعامل معها عند أي منعطف تفرزه الأحداث. فالسياسة أكثر بكثير من مجرد أجندات في عالم اليوم، إنها لعبة تنطوي على استراتيجيات ومناورات معقدة للتغلب على الآخرين في الساحات السياسية، بغض النظر عن مدى الولاءات فهي خطة لها قواعدها ودرجة سريتها، فالسياسيون أناس أذكياء للغاية يقبع فكرهم ما بين الرؤية والفرص( ).

– اللعبة السياسة وأسلوب الممارسه

للسياسة دهاليز، وغياب المعرفة السياسية يطرح معضلة للفاعل السياسي وللواقع السياسي، وتبقى أسماء اللعبة السياسية مجرد كلمات مجردة تستمد قيمتها من جماليات الصياغة والمغزى اللغوي، ولكن عند استخدامها كأداة لشرح الواقع والعمل السياسي، فإنها تصبح أداة خطيرة في تحريك خيوط اللعبة لتغيير أنظمة واقتصادات، وتراجع قيم ووزوال دول،وتفكك مجتمعات، وفي المقابل نجد أنفسنا أمام واقع بعوامل وتجاذبات للعبة سياسية حتمية.

على الرغم من حالة عدم اليقين هذه، إلا أنه يجب أن تكون مخرجات العملية السياسية، على رأس أولويات الاهتمام والتركيز( )، وأن يكون النقد، والتقييم، حسب وجهة المخرجات، وطبيعة الإنجازات، ومن هذا المنطلق، يمكن النظر إلى مخرجات العملية السياسية للخروج من دوائر تلك اللعبة، ويرسي الأساس لوقت مستقبلي يكون فيه، الوعي، والتركيز، والإدراك، لخطوات اللعبة السياسية، التي يُمكن إجمالها على النحو التالي ( ):

– تقوية الوعي وتأهيل الكوادر والقيادات السياسية.

– الجمع بين الفكر السياسي وبين الممارسة السياسية.

– إدراكا القضايا الرئيسية في التأثير على القرار والفعل السياسي.

– تحديد نوع وأطراف التنافس السياسي.

– الاستعداد والإلمام الجيد بقواعد اللعبة والإمساك بخيوط اللعبة.

– تعزز إستغلال الفرص وتقليص القيود ونقاط الضعف على المستوى الداخلي والخارجي.

– مواجهة المخاطر والتحديات والقدرة على البناء الاستراتيجي والحضاري.

– خلق توازن بين البيئة المتمايزة والصعبة.

– السيطرة على القوى المؤثرة وأصحاب النفوذ.

– استمرارية العلاقة بين السياسة الداخلية والخارجية.

– إتقان فن المناورة وتحديد الخيارات وتقديم البدائل.

– إدارة التوقعات وتحديد عقدة الصراع باستمرار.

والحقيقة، هي أن كثير من الدول تسعى لتحقيق مصالحها باستخدام القوة، والتي تعد الوسيلة الأكثر شيوعاً في لعبة علاقات الدول، سواء تم استخدام هذه القوة بشكل مباشر، أو غير مباشر، وبطريقة إيجابية، أو سلبية، فهي دائماً العنصر الدافع في تلك اللعبة، ضمن مبادئ أساسية للعبة العلاقات الدولية، تكمن في( ): (سيادة الدول، والمساواة الرسمية بين الدول، وعدم انتهاك حرمة أراضي الدول، واعتماد أمن الدول ورخائها على مواردها، واحترام الدول لاستقلال الدول الأخرى).

وبالتالي، نحــن أمــام موقف، في الفهم والتفسير والادراك، وصـولاً لبنـاء الاتجاهـات المفاهيمية الجديـدة فـي معرفة المعنى الحقيقي للعبة السياسية واستراتيجية اللعبة، بين واقع الحدث، وسجال الطرح السياسي.

 ومن هذا المنطلق، تستعرض الدراسة شرحا موجزا، لكل لعبة من الألعاب السياسية، ومضمون تعابيرها المجازية، وأساليب الممارسة لتلك الألعاب السياسية، التي تعد كنهج نظري للسياسة الدولية، من خلال مقارنتها بالإستخدامات المجازية، والتعبير عن الآراء السياسية لتلك الألعاب:

▪ قلب الطاولة

يعرف” قاموس أكسفورد” قلب الطاولة”( ) بأنه تعبير مجازي يوحي بقلب موقف ما إلى صالحك بل إنه يتعدى فكرة التملص من موقف سلبي أو تجنبه بذكاء إلى الانتفاع به بأقصى درجة”.

لعبة قلب الطاولة ليس بالعنف بل بالتفكير والتخطيط والدهاء وتغيير الموقف لصالحك فأحياناً مصطلح قلب الطاولة يدل على موقف ضدك قمت بتحويله لصالحك وقلب ذات الموقف على خصمك ، ويعتمد “قلب الطاولة” على عنصر المفاجأة، حيث يتم استخدام هذا التعبير في السباق على المصلحة والقوة باعتماد عنصر المفاجأة سوف تربك الطرف المقابل، وربما توجه له ضربة موجعة لمصالحه وخططه وأهدافه وحساباته ويجب مراعاة الدقة والحكمة في لعبة قلب الطاولة لكي تؤتي ثمارها فذلك يتطلب ظروف مناسبة، وتوقعات وتقديرات محكمة ورصينة لإمكانات الطرف الآخر ولو حدث عكس ذلك فسوف تكون سياسة قلب الطاولة كارثة على منفذها. وذلك الفعل يعد نوع من الخيانة ويبقى سلوك “قلب الطاولة” سلوكا مشينا؛ وإن عبر عن ذكاء مفرط.

وأحياناً يتم يستخدم مصطلح قلب الطاولة قلب موقف ضدك إلى صالحك وقلب ذات الموقف على خصمك، وهناك الكثير من الأمثلة على مصطلح قلب الطاولة، لكن الأكيد أن عنصر المفاجئة يجمع بينها جميعاً، فيربك الحسابات ويحولها بذكاء إلى صالحة، على أن تكون الظروف السياسية أيضاُ بجانبه ومساندة له، ولا يوجد تاريخ محدد لاستخدامه في السياسة، لكن المعنى يختلف باختلاف الأوضاع والمواقف السياسية حيث تم استخدام المصطلح في الأدب بمسرحية إنجليزية لجورج تشابمان عام 1612م، ثم طرح لروبرن ساندرسن عام 1644م كموعظة دينية. ( )

▪ خلط الأوراق

خلط الأوراق في السياسة حالة استعارة مجازية مشتقة من لعبة “ورق اللعب أو الكوتشينة أو الشدّة” المعروفة على مستوى العالم( )، وسياسة خلط الأوراق، تعد من الدلالات والمؤشرات القوية، التي تشير إلي أن الانفراج السياسي، وحالة الأخفاق التفاوضي، التي يستوجب معها تغيير الحسابات، والتفاهمات السياسية القائمة علي مبدأ “المصالح المؤقتة”( ).

وتمثل سياسة خلط الأوراق في اللعبة السياسية، فوضى شاملة، تختلط بها المصالح، والعداوات، بشكل سريع ومتقلب، بحيث يصعب فهم، وتحليل، ورسم، واقع ما سيحدث، وسط خريطة من التشابكات، والتحالفات، والعداوات، بين دول، وانظمة، وأحزاب، وطوائف، تتحكم في المعادلة السياسية( )، ولها أهدافها، مثل صرف الانتباه عن قضية ما، أو توجيه الرأي العام إلى قضية ما، أو الانشغال بشكل مفرط بقضية معينة. ( ).

وإضافة إلى ذلك، فإن خلط الأوراق، تخلق مجالاً مشوشاً في علاقات القوى، وتمارس تلك اللعبة بدقة شديدة أو بمنتهى العشوائية، ويرافقها خلط القيم، وفوضى التقييمات، والقرارات المفاجئة، ومثال ذلك قرار الحرب الروسية الأوكرانية، الذي أربك العالم وخلط الأوراق السياسية، والاقتصادية، وجعل من المشهد السياسي في أوروبا معقد وضبابي.

 وكذلك ازمة خلط الأوراق، بين فرنسا، ومالي، في منطقة الساحل الأفريقي، والذي يدفع فرنسا إلى خلط أوراقها، ومراجعة استراتيجيتها العسكرية، بعد قرر المجلس العسكري الحاكم في مالي، إلغاء الاتفاقيات الدفاعية مع فرنسا والشركاء الأوروبيين، الذي وقع في مارس 2013م، الذي يشكل إطارا لوجود القوة الفرنسية في مالي، إضافة إلى البروتوكول الإضافي الموقع في مارس 2020م، الخاص بوحدات تاكوبا الأوروبية، وهذه التطورات، والتوترات المتصاعدة، بين مالي وفرنسا، كانت نتيجة دخول روسيا، على خط المنافسة في منطقة الساحل الإفريقي( ) مما خلق حالة من الارتباك الخطير، في صميم هذه التحالفات، ومن وراء ذلك قوى محركة تخلخل تلك التحالفات، مما يؤول إلى فوضى عارمة في تلك المنطقة، فما زالت الأوراق تختلط واللعبة تدار.

وبالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، فإن ما فعله الرئيس الأمريكي جو بايدن بخلط الأوراق، بتعديلات على سلفه الرئيس السابق دونالد ترامب، وأصدر قرارات تلغي قرارات ترامب، تنص على إعادة بناء التحالفات، والشراكات المهمه والحساسة، والتعاون، في مواجهة قضايا المناخ، والعودة لإتفاقية باريس حول المناخ، وإعادة انخراط الولايات المتحدة مع منظمة الصحة العالمية، وتعديل قانون الهجرة، والجنسية، ورفع حظر السفر عن بعض الدول ذات الأغلبية المسلمة، والوقوف في مواجهة الصين، وروسيا، والسعي للعودة للاتفاق النووي مع إيران. ( )

▪ لعبة القط والفار

ومن زاوية يبدو ان لعبة القط والفار تعرف بالمناورة في ابسط تعريفاته اللوجستية، ومن كان في موقع القوة، يوما، يصبح في موقع الضعف يوما آخر، ومن هناك، تختلف المواقع، باختلال القضايا المطروحة، وبحسب الانواء السياسية، وعلى وفق الصفقات والتحالفات والاوزان، لكن المهم في كل ذلك ان القط يبقى بأمس الحاجة إلى الفار، وأن الأخير لا يستغني عن صاحبه، وهذه من شروط اللعبة، كجزء من لعبة استراتيجية ( ).

الولايات المتحدة وإيران تمارس سياسة لعبة القط والفأر ومخاطر تطابق السياسات الأمريكية – الإيرانية، للحصول على مصالح مشتركة، تضر بالكثير من دول الجوار الإيراني.( ).

يرى الباحث من منطلق الحدث الواقع، أن الحرب الروسية – الأوكرانية القائمة، تحمل في ثناياه الکثير من المعاني الخاصة ومن الحقائق الغامضة، والتي أهمها أن هذه الحرب (حرب الظل بين روسيا وأوروبا وأمريكا)، قد إجتازت مرحلة لعبة القط والفأر، في العقوبات المفروضة، وفي تعاملات الخصوم، ضمن تهديدات ليست تحمل في ثناياها أية أرضية قوية، بينما نجد وروسيا حاليا، تتعامل مع الخصوم بصورة الند للند، وتمتلك الکثير من المخالب التي يبدو أنها ترعب الکثير بشکل عام، وأوروبا بشکل خاص ضمن قوة صلبة مدمرة، وأن لعبة المراوغات، والخيارات الرثه، والإملائات السطحية، لحرب الظل، قد وصلت إلى طريق مسدود، فليس هنالك من خيار عقلاني، ضمن لعبة القط والفار، غير الملاطفة والمهادنة، والقبول بالأمر الواقع، لتجنب الذهاب إلى ما لا يحمد عقباه.

▪ حافة الهاوية

لعبة سياسية، تهدف إلى تحقيق مكاسب معينة، من خلال تصعيد الأزمات، ودفعها إلى حافة الهاوية، تكشف الأحداث والنزاعات التي تشهدها العلاقات الدولية حالياً، من تطورات، وتفاعلات جيوسياسية، واستراتيجية، ودبلوماسية معقدة وغامضة، لا سيما في قضايا الحفاظ على مناطق النفوذ وبسط الهيمنة، وذلك في ظل تجاهل القانون الدولي( ).

 ويعتبر وزير خارجية الولايات المتحدة السابق “جون فوستر دالاس”، أول من استخدم تعبير، “سياسة الحافة” في مقابلة أجرتها مجلة الحياة الأمريكية عام 1956م( )، هي سياسة يُقصد بها تحقيق مكاسب معينة عن طريق تصعيد أزمة دولية ما، ودفعها إلى حافة الحرب المدمرة.

 ويرى الباحث أن حافة الهاوية، هي ممارسة سياسية تفاوضية، يفرض على أحد الطرفين، أو كلاهما، تفاعل محموم يصل إلى عتبة المواجهة.

تتميز هذه اللعبة بخيارات سياسية صارمة، وتحذر من كارثة محتملة، حيث تدفع الأمور إلى الحد الذي ينذر بانفجار أزمة، مما قد يغير في طريقة التفكير السياسي، في التعامل مع الأزمة، أو المشكلة، أو القضية، المثارة، فهناك دول تمارس هذه اللعبة مع دول أخرى.

ولعبة الدفع باتجاه سياسة حافة الهاوية، قد لا يجعل الطرف المستهدف في مواجهة على المستوى المحلي، وربما انتقالها إلى مواجهة إقليمية، أو دولية، وإن الدفع بالأزمة إلى ذروتها قد يخلق مشاكل داخل الدولة المستهدفة، اجتماعياً أو سياسياً أو أمنياً أو اقتصادياً وربما عسكرياً( ). ويمكن أن يؤول الوضع إلى نتائج خطيرة، تفوق المتوقع.

ومثال على ذلك في وقتنا الحالي هو الحرب الروسية الأوكرانية 2022م، العمل العسكري الروسي ضد أوكرانيا، جعل من لعبة سياسة حافة الهاوية التي اتخذتها روسيا أداة، في خلق أزمة وجودية بالنسبة للأمن الغذائي العالمي، وتأثيرات بالغة، على صعيد الطاقة والغاز في الدول الأوروبية.

 وعلى الرغم من عدم استقرار عددٍ من اقتصادات العالم، إلا أننا نجد روسيا، تحقق بالفعل بعض الأهداف العلنية لعبة حافة الهاوية، من إجبار الولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا، على الأنتباه إلى “الخط الأحمر” للأمن القومي الروسي ( ).

▪ رفع سقف المطالب

هي لعبة سياسية تنتهج أسلوب الضغط، لها قوانينها وأعرافها وظروفها، وتتطلب الخبرة، والتدريب، والاحتراف، في العمل السياسي، وإلى ثقافة معمقة بواقع الحدث، وبفن التفاوض وإدارة الصراع السياسي، وتتطلب معلومات دقيقة وموثقة، ومتابعة مستمرة لسير الأحداث والمتغيرات على المستوى المحلي، والإقليمي، والدولي، وتعد سياسة غموض، ومراوغة.

في وقت تبدو فيه، لعبة رفع سقف المطالب، ومن يمارسها أو يعتمدها أن يمتلك أوراقا تمكنه من إدارة هذه اللعبة للوصول للهداف المراد تحقيقه، ومن دون أوراق الضغط لا يمكن الولوج في هذه اللعبة( )، وأوراق الضغط يتم اللجوء إليها لرفع مستوى سقف المطالب، وتضع الطرف الآخر في مواقف صعبة للغاية، وتجبره على كثير من التنازلات، واستعمالها يحتاج إلى تفكير وتخطيط ودهاء سياسي ضمن فريق عمل متمكن وملم بكافة أطراف اللعبة، والهدف الأساسي من اللعبة هو الحصول على أكبر قدر ممكن من المصالح، بأسلوب الضغط المستمر في هذه اللعبة ( )، وعلى الرغم من اختلاف وجهات النظر، يمكن للدول الضعيفة زيادة نفوذها التفاوضي ورفع سقف مطالبها السياسية، من خلال مراحل المساومة التفاوضية، وتعتمد نتائج المساومة على المصلحة، والنفوذ العسكري، والسياسي، والاقتصادي للدولة ( ).

واتساقاً مع ما تم طرحه، نرى مثالا على ما تقوم به روسيا، من السعى لرفع سقف مطالبها، للحصول على فوائد، وضمانات، من الولايات المتحدة الأمريكية بأن العقوبات المفروضة على غزوها لأوكرانيا، لن تعرقل التجارة، والاستثمار المشترك مع إيران، مقابل مشاركتها في جهود إحياء الاتفاق النووي مع إيران، وهذه المطالب تصب في مصلحة السلم، والاستقرار الدوليين، في ظل تصاعد الاضطرابات وتنوع المصالح، وبوادر ظهور نظام عالمي آخر ثنائي القطب، أو ربما متعدد الأقطاب، يقود العالم إلى حالة من الأنقسام، والريبة ومبدأ اللايقين.

▪ الضربة الموجعة

لعبة سياسية تدخل في حيز الصراع السياسي، وتتوقف على مدى معرفة نقاط القوة، والضعف للخصم، للحصول على ضربة موجعة ومربكة، وتعتمد في تنفيذها، على القيادة المحنكة، والمعلومات الدقيقة، وعنصر الزمن وآليات التنفيذ، والظروف المواتية، وعلى لغة الصفقات، والوعود، والتنازلات، وشراء الذمم.

في سياق الضربة الموجعة، وجهت أميركا لإيران، ضربة موجعة بعد تصفية للجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

وفي ظل الاضطرابات والصدمات السياسية، وتقلبات أسعار الأسواق المالية، يأتي صعود الروبل الروسي وتحقيقه مكاسب قياسية خلال التداولات مقابل الدولار الأمريكي، رغم شراسة العقوبات، نجد ضربة موجعة للدولارالأمريكي، خلال الحرب الروسية الأوكرانية، وإجبار دول الاتحاد الأوروبي لسداد مدفوعات الغاز، بالروبل، فقد أصبح الروبل، العملة الروسية الأفضل أداءً في العالم مقابل الدولار، رغم كل العقوبات الاقتصادية الأسرع، والأقسى، التي فرضت على روسيا من قبل الولايات المتحدة وأوروبا، في حال استمرار ذلك، يمكن أن يكون بداية لنهاية هيمنة الدولار ( ).

وبهذا الصدد، يعد غرق الطراد الحربي موسكفا في الأزمة الروسية – الأوكرانية ضربة موجعة لروسيا ستؤثر على الأسطول الروسي في البحر الأسود.

واتساقا مع هذا المنطق، فإن من الصعب توجيه ضربة قوية وموجعه وقاصمة لنظام وكيان قوي ومحصن بغية شله وخروجه من المعادلة، لأنه يملك أكثر من مركز قوة، وله القدرة والنفوذ على تحريك كافة القوى والأطراف لصالحة وقلب المعادلة، فمن الحكمة وبعد النظر، التعامل مع الطرف الأقوى، بصيغة الإرباك والتحجيم، وليس الشل والإقصاء.

▪ العض على الأصابع

فلسفة ومبدأ لعبة عض الأصابع، عملية حربية يلعبها او يمارسها الأعداء والأصدقاء على حد سوا، وهو تعبير مجازي، يفترض أن من يصرخ أولا هو الخاسر، فهي إرادة التحمل والصبر على الوجع، ومن يحكم لعبة عض الأصابع هو القوة والقدرة على التحمل، فأحد العوامل الأخرى الحاسمة في لعبة عض الأصابع هي القيم والمبادئ أو بالأحرى انعدام هذه القيم والمبادئ لدى أحد الطرفين، يقود لكارثة عندما تستغل نقاط الضعف ويستمر الألم، فهي سياسة كسر عظم وتصفية حسابات سياسة ابتزاز ومساومة. وقد يكون حصيلة ذلك أكثر من خاسر,

 على الرغم من المد والجزر، في اشتراطات روسيا عدم قبول عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي، الذي يُنظر إليه على أنه شرط ضروري ومطلب حتمي تشترطه روسيا لإنهاء حالة الحرب والتوتر المستمر، في حين أن الغرب يرفض هذا الطلب، لأهمية أوكرانيا كموقع استراتيجي بالنسبة للناتو وأوروبا، فإن إصرار روسيا على الشرط وإصرار الغرب على الرفض، يدخل الخصوم في إطار لعبة “العض على الأصابع”، وسياسة كسر العظم ( ).

▪ الرهان على الزمن

يبدو للجميع أن الرهان على الزمن أصبح الملاذ الأخير لجميع أطراف النزاع، ولا تنفع سياسة (المماطلة) و(التسويف)، وإن المراهنة على الوقت وتغير الظروف لن يحل المشكلة، ويظل الرهان على بعض القضايا الحساسة أهم ما تراهن عليه الدول، لاعتبارات اقتصادية واستراتيجية وأمنية وغيرها( ).

ومن المؤكد، أن هناك محاولات يائسة لكسب المزيد من الوقت والرهان على بقايا أمل وخيارات حلول لتغيير الدفة لصالح أطراف عانت كثير من المشكلة وجعلت من لعبة الرهان على الزمن أداة لحل مشكلاتها، وتفاعلها سلباً أو إيجاباً إزاء التحديات.

لذلك يمكن أن يصبح الوضع عالقاً في معضلة الاختيار، ما بين التراجع في مواجهة الخطر القادم، أو الرهان على اقتراب المواجهة مع تحمل العواقب لكلا الخيارات المحتملة ( ).

ولا شك أن، في حسابات السياسي المحنك، في فهم الأحداث وإدارة الأزمات لا يكون الرهان على عامل الزمن، فهو في الغالب ما يكون رهان خاسر، ولا يراهن عليه إلا مغامر أو متهور، فنجد دائما ضمن الخيارات السياسية لمواجهة الأزمات، هو محاولة الهروب من المستقبل، وإلقاء اللوم على الماضي، أما الحلول الفورية، والمبادرات العاجلة، فهي غالبا ما تكون تقليدية، أو تبقى حبراً على ورق، ولن يتم تنفيذها. ( ).

▪ تصدير الأزمات

في بعض الدول والحكومات ممن يغيب عنهم الوعي السياسي، ويزداد لديهم حالة عدم الاستقرار السياسي، وارتفاع منسوب عدم الثقة في الاصلاح الداخلي، والتراجع الحاد في الاقتصاد، وارتفاع معدلات البطالة والكساد، تحاول تلك الدول والحكومات للهروب من واقع الحدث إلى تصدير أزماتها ومشاكلها الداخلية المتفاقمة تجاه فزاعة الخطر الخارجي. كأن ينقل النظام المأزوم أزمته أو يختلقها للهروب أو التخلص أو التحرر من أزمته.

لذا، يمكن القول إن الهدف الاساسي من لعبة تصدير الأزمات هو صرف النظر عما يعانيه النظام المأزوم من هشاشة وتفكك داخلي. بعد أن يفشل النظام بمعالجة الأزمات التي يعاني منها( )، سواء بالحوار أو بالقمع أو بالمعالجات الطارئة التي سرعان ما تفقد هيبتها وتعود الأزمة إلى طبيعتها وقوتها وربما بمعدل أكثر خطورة وتفاقما.

يـرى الــبـاحث أن، حيل وضبابية حقيقة هذه اللعبة لا تنطلي على الشرائح المثقفة، المتسلحة بالوعي السياسي والعارفة بقوانين اللعبة السياسية، ولذا سرعان ما يعمل هؤلاء على فضح اللعبة، وبيان خلفياتها ومكامنها الداخلية.

▪ المنطقة الرمادية

المناطق الرمادية خيوط للعبة سياسية لا يراها الآخرون، ومن هذا المنطلق، يمكن القول أن “المنطقة الرمادية”، هي المسافة الواقعة ما بين الحرب، والسلام،( ) والتي تنطوي على أعمال قسرية تقع خارج المنافسة الجيوسياسية العادية بين الدول فهذه الدول تحيط أهدافها بالضبابية، واستغلال أنشطة سرية قابلة للإنكار، مما يخلق حالة من عدم اليقين( )، ولكنها لا تصل إلى مستوى الصراع المسلح، حيث تناول تقرير نشره “معهد جيتستون الأمريكي Gatestone Institute للكولونيل ريتشارد كيمب( ) القائد العسكري البريطاني السابق، وأوضح فيه أن ما يتم تنفيذه من أعمال في المنطقة الرمادية من قبل الدول في كثير من الأحيان يكون باستخدام وكلاء بما في ذلك الإرهابيين، وكذلك من قبل المنظمات الإرهابية في حد ذاتها.

 وغالبا ما تكون إجراءات المنطقة الرمادية عدوانية غامضة ومبهمة ويمكن إنكارها. وهي تهدف إلى إلحاق الضرر أو الإكراه أو التأثير أو زعزعة استقرار الدول المستهدفة أو تقويض الوضع الدولي الراهن( )، وغالبا ما تكون مصممة لترهيب وردع دولة مستهدفة من خلال التهديد بمزيد من التصعيد.

 وأن إجراءات المنطقة الرمادية ليست جديدة وهي الشكل السائد للصراع في جميع أنحاء العالم، وبشكل عام، يمكن القول أن الأساليب السرية في المنطقة الرمادية يمكن أن تشمل( ):

– التجسس والاغتيالات والعملاء السريين.

– الهجمات الإرهابية للمتشددين.

– الهجمات الإلكترونية والصاروخية بالوكالة.

– الإكراه الاقتصادي واحتجاز الرهائن.

– تمويل الجماعات السياسية.

– الحرب السياسية والحرب القانونية.

– العمل على جبهات متعددة (الضغط والابتزاز والتصعيد).

– التأثير الإعلامي والشائعات والتضليل.

 *اعداد الباحث. الأساليب السرية في المنطقة الرمادية.

حيث تعمل كل دولة، من الأصغر إلى الأكبر، في المنطقة الرمادية لدى الكثير من الدول خيارات استباقية وتفاعلية عديدة للرد على إجراءات “المنطقة الرمادية” وما يشوبها من تفاعلات، ومثال ذلك يعد فهم استراتيجية المنطقة الرمادية لإيران ومعرفة كيفية العمل في المنطقة الرمادية ضد إيران أمرًا ضروريًا لتجنب المزيد من التصعيد. ( ). حيث تنقسم الخيارات الاستباقية والتفاعلية في الرد والمعالجة إلى أربع خيارات: ( دبلوماسية، وإعلامية، واقتصادية، وعسكرية).

*اعداد الباحث. الخيارات الاستباقية والتفاعلية في المنطقة الرمادية.

وفي هذا السياق، ساعدت حقيقة أن انتشار صراعات المنطقة الرمادية في جميع أنحاء العالم، إلى التزام الولايات المتحدة بمفهومٍ ثنائي للحرب والسلام، وإذ تتجذر هذه الازدواجية في التقاليد الثقافية والقانونية الغربية، فهي تتيح لجهات فاعلة العمل بينما تكون محصّنةً نسبياً من العقاب ضمن منطقة رمادية يشوبها الغموض( ).

وعلى هذا الاساس، نجد أن عدم توفير الأدوات الصحيحة، والمنطقية، في فهم الواقع السياسي، يقودنا إلى الفشل في مواجهة التعامل مع الخلافات السياسية، والأيديولوجية، بين القوى الداخلية والخارجية، بالإضافة إلى سلسلة من القضايا التي تمس عمل الدولة ككل من حيث وطنية القرار السياسي، وأمن الدولة، والسياسة الاقتصادية المتبعة، وشكل النظام الاقتصادي ومصادر تهديده.

 خلاصة القول، نجد أن غموض وضبابية سيناريوهات التعامل مع اللعبة السياسية يقودنا لعملية سياسية بنتائج ضعيفة وهشة.

النتائج والخاتمة

في ضوء ما ورد من طرح، واستخلاصا لما تم تبيانه، ومن خلال استقراء بعض السياقات والمعطيات نجد أن دلالات اللعبة السياسية التي تسمي الأشياء بغير دلالاتها الحقيقية، والتي أخذت منعرجاً ومنحىً جديداً بتوظيفها في المجال السياسي، والإعلامي بشكل خاص، ولرفع اللبس الواقع بسبب غموض تلك الدلالات بتعابيرها المجازية عما طرحت له، نجد أن تلك الدلالات لهذه الالعاب، هي مجرد صياغات، وجمل، وتعابير مجازية، تطرح في سياقات الكتابات الصحفية، والتحليل السياسي، في الوسائل الإعلامية، عن الأحداث والمتغيرات السياسية، دون تبيان تفاصيل هذه الدلالات، ومضامينها وتطبيقاتها، ولا يوجد قوانين محددة لمثل هذه الالعاب، بل يكون لكل لعبة من تلك الالعاب، قانونها الخاص، وتعمل ضمن شبكات مصالح، وفواعل، على المستويات المحلية، والاقليمية، والدولية، وعلى مستوى الحكومات، والأحزاب، والمنظمات، والأفراد، وفي كافة المجالات السياسية، والأمنية، والاستراتيجية، والاجتماعية، والاقتصادية، والدينية، وهذه الألعاب يشوبها الغموض وعدم الشفافية، تسعى للحصول على مبتغاها مهما كلف ذلك من خسائر مادية وبشرية، ومعنوية، وهي لعبة الذكاء، والرهان، والمصير، والإرادة القوية، بعيداً عن العواطف والمحابات التي تشوبها الخيانات، وبيع الذمم، والأعمال الشيطانية، التي تدار في الغرف المظلمة، مما يجعلني أعتقد أن كل عمل سياسي، هو عمل مزدوج، حيث يحمل كل جزء، القيمة المتساوية، في الفكرة، والطريقة، التي يتم بها توصيلها – أي الطريقة التي تستخدم بها اللغة التعبيرية.

 ومن هذا المنطلق، قدمنا نموذجاً نظرياً للعبة السياسية واكتساب استعارة في سياق التواصل السياسي والفعل السياسي، من خلال التأثيرات السياسية، أو الاقتصادية، أو الاجتماعية، أو الفكرية، أو غيرها من التأثيرات، نجد أن تلك التعابير بدلالاتها المختلفة، تنسجم مع التغيرات السياسية، والتراكمات المعرفية الثقافية، ولإن مادة الأستعمال ليست مطروحة مفهوما، أو مصطلحا وهذا، يؤدي هذا لتشجع كثير من الأكاديميين، والباحثين، في حقل التحليل السياسي، من أجل مسك مفاتيح الفهم والوعي السياسي، لتحليل اللعبة السياسية، بكافة تعابيرها ومصوغاتها.

المراجع

المراجع العربية

– الياس حرفوش، عض أصابع على حلبة أوكرانيا، جريدة الشرق الأوسط، يناير 2022م،رقم العدد (15767)، https://2u.pw/ig8ub

– إياد العنبر، العراق: عمى السلطة لا ينتج حلا للأزمات، الحرة،أكتوبر2020م،https://2u.pw/DPo5u

– العرب، الأزمة مع مالي تدفع فرنسا إلى تغيير استراتيجيتها في الساحل الأفريقي،مايو 2022م، https://2u.pw/TjOxb

– أمبرتو إيكو: التأويل بين السميائيات والتفكيكية. المركز الثقافي العربي الدار البيضاء. ص. 145.

– د.أثير ناظم الجاسور،فهـم قواعـد اللعبة السياسية،صحيفة المدى،العدد 4943 (نسخة الكترونية)،2021م، https://2u.pw/giwZ4.

– د. السيد يوسف، الدلالة وعلم الدلالة (المفهوم والمجال والأنواع)، صفحة 2- 4

– جويل دي روسني(Joel de_Rosnay)، العالم في رؤية شاملة “الماكروسكوب”، ترجمة محمد وائل الاتاسي، الطبعة الأولى،دمشق : وزارة الثقافة السورية، 1995م

– د. جاسم محمد سلطان، قواعد في الممارسة السياسية،دار أم القرى للترجمة والتوزيع، المنصورة،الطبعة الاولى،2008م.

– حسن روحاني، هكذا تخوض بعض الدول حروب “المنطقة الرمادية”، أكاديمية DW، 2021م، https://p.dw.com/p/3s9hl

– حسن زنيند، كيف يقود بوتين العالم لأخطر مرحلة منذ انتهاء الحرب الباردة، إيلاف، فبراير 2022م، https://2u.pw/ZqAHy

– ريتشارد كيمب،معهد جيتستون، المنطقة الرمادية،https://www.gatestoneinstitute.org/

– روبرت جرين،رجمة: د. هشام الحناوي، قواعد السطوة،لناشر: إيلاف معات لعلوم النفس والشخصية، الطبعة الأولى،2011م.

– سعيد بنكراد،السيميائيات مفاهيمها وتطبيقاتها، دار الحوار، ص86-98

– مبرتو إيكو، السيميائية وفلسفة اللغة، المنظمة العربية للترجمة، ص33

– د عبداللطيف السلمي، دلالات الخطاب السياسي السعودي، مجلة جامعة الملك عبدالعزيز،كلية الآداب والعلوم الإنسانية،صص245 -273،م، 2020م.

– عبد العزيز عتيق، علم البيان، القاهرة، مصر: دارالافاق العربية ، 2006م، ص 11

– عبد المنعم الاعسم، لعبة القط والفار، 2009م، https://2u.pw/BHcLJ

– غلام محمد هايس، الإستعارة أو التعبير المجازي، الزمان، مارس 2017م، https://2u.pw/tQidq

– غالب حسن الشابندر، لعبة رفع سقف المطالب، إيلاف، اكتوبر 2008م، https://2u.pw/lc72j

– غالب حسن الشابندر، لعبة تصدير الأزمات، إيلاف، مايو 2006م، https://2u.pw/r815n

– غالب حسن الشابندر، سياسة خلط الأوراق، إيلاف ،أبريل 2006م، https://2u.pw/cGqGC

– فادي عماد، ضرب الطراد “موسكفا”.. تطور خطير بين روسيا وأوكرانيا ينذر بمواجهة أكبر، صدى البلد، أبريل 2022م، https://2u.pw/ABYD9

– د. سحر المجالي، الولايات المتحدة وإيران .. لعبة القط والفأر !!، عمون، 2009م، https://www.ammonnews.net/article/41582

– د. سيد عليوة، إدارة الأزمات والكوارث، حلول عملية – أساليب وقائية، سلسلة دليل صنع القرار (2) (القاهرة: مركز القرار للاستشارات1997)، و د. محمد نصر مهنا، إدارة الأزمات السياسية: قراءة في المنهج (أسيوط: جامعة أسيوط، كلية التجارة، 2001

– رافد علي، خلط الأوراق، بوابة الوسط ،أغسطس 2021م، http://alwasat.ly/news/opinions/328516?author=1

– مايكل آيزنشتات، العمل في “المنطقة الرمادية” لمواجهة إيران، معهد واشنطن،سبتمبر2019م، https://2u.pw/iYbdk

– محمود حسونة، سياسة خلط الأوراق، الخليج ،فبراير2021م، https://2u.pw/XqWM8

– محمد حبيب، ٣٠ يونيو.. وسياسة حافة الهاوية، الوطن، يونيو 2013،https://www.elwatannews.com/news/details/209948

– مارك أمستيوز، قواعد اللعبة ” الكتاب الرائد في العلاقات الدولية “، القاهرة، مصر: دار الفاروق للاستثمارات الثقافية، 2010م.

– معجم المعاني، https://2u.pw/NT7w9

– نادية معتكي ، مساهمة العلماء العرب المعاصرين في إرساء أسس علم المعاني ، الجزائر: جامعة مولود المعمري – تيزي وزو،،2015م – ص 31 ، 32 ، 33 ، 34

– هديل البقمي، التعبير المجازي و أنواعه،مفهرس،5 يناير 2022م، https://2u.pw/QUaL2/

– ويكيبيديا، الموسوعة الحرة، سياسة حافة الهاوية،https://ar.wikipedia.org/

– يوسف البنخليل، خلط الأوراق، صحيفة الوطن ،مايو 2013م، https://2u.pw/NOrDL

المراجع الأجنبية

– James Geary,I Is an Other: The Secret Life of Metaphor and How It Shapes the Way We See the World, January 24, 2012

– Bertrand Badie, International Encyclopedia of Political Science, P2036, https://ia800805.us.archive.org/4/items/International.Encyclopedia.of.Political.Science/International.Encyclopedia.of.Political.Science.pdf

– Encyclopaedia Britannica, brinkmanship foreign policy,https://www.britannica.com/topic/brinkmanship

– Brinkmanship (Cold War), https://military-history.fandom.com/wiki/Brinkmanship_(Cold_War)

– Turning the tables, Grammarphobia, June 26, 2013, https://www.grammarphobia.com/blog/2013/06/turning-the-tables.html

– Richard Kemp, CAN WE WIN IN THE ‘GREY ZONE’APRIL 2021, https://richard-kemp.com/can-we-win-in-the-grey-zone/

– Levi Asher, Big Thinking: Wittgenstein, Language Games and Presidential Debates, October 8, 2008, https://2u.pw/ihHFZ

– a summary of Wittgenstein’s position, from Anthony Kenny’s book ‘Wittgenstein’ (1973):https://dl1.cuni.cz/pluginfile.php/583044/mod_resource/content/0/Kenny%20-%20Wittgenstein%20%28Revised%20Edition%29.pdf

– Nicolas Xanthos, Ludwig Wittgenstein Language Games, University of Quebec at Chicoutimi, https://2u.pw/aOtQh

– Chilton, Paul (2004). Analyzing Political Discourse: Theory and Practice. London and New York: Routledge.p.201/205.

– Ludwig Wittgenstein Language Games, Nicolas Xanthos, the University of Quebec at Chicoutimi, Wittgenstein, 1969, p. 38 AH

– Shapiro, Michael (1984). Language and Politics. New York: New York University Press. ISBN 0814778380

– James Geary,I Is an Other: The Secret Life of Metaphor and How It Shapes the Way We See the World, January 24, 2012

– Mary Gormandy White, Metaphor Examples: Understanding Meaning and Purpose, https://examples.yourdictionary.com/metaphor-examples.html

– Stoica, Dan (2016) On wooden language and manipulation,Journal of the Seminar of Discursive,Logic, Argumentation Theory and Rhetoric , pp.

– Raymond Cohen, Rules of the Game in International Politics, International Studies Quarterly Vol. 24, No. 1 (Mar., 1980), pp. 129-150 (22 pages)

– https://www.oxfordlearnersdictionaries.com/definition/english/table_1

– Turning the tables, Grammarphobia, June 26, 2013, https://2u.pw/OY65u

– Brinkmanship (Cold War), https://military-history.fandom.com/wiki/Brinkmanship_(Cold_War)

– Irina Ivanov, Russia’s ruble is the strongest currency in the world this year, May 27, 2022, https://www.cbsnews.com/news/russia-ruble-currency-2022/

– – Richard Kemp, CAN WE WIN IN THE ‘GREY ZONE’APRIL 2021, https://richard-kemp.com/can-we-win-in-the-grey-zone/

– Webster’s II New College Dictionary: Third Edition، Boston, MA: Houghton Mifflin، 2005

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى