تحليل النزاعات الدوليةدراسات أسيوية

دولة أفغانستان كأهم ساحة للتنافس في الحرب الباردة

ظلت أفغانستان لفترة طويلة دولة فقيرة، وليس لها أهمية تذكر بين بلدان العام، سوى أنها كانت ساحة للتنافس في الحرب الباردة، خلال فترة الثمانينيات. وفى مرحلة ما بعد الحرب الباردة عادت أفغانستان للظهور من جديد مع صعود حركة (طالبان) عام 1994، فقد أدى ذلك إلى سيطرتهم على نحو 80% من أراضى أفغانستان، كما استطاعت في عام 1998. السيطرة على نحو 22 مقاطعة (محافظة) من أصل 31، أما باقي الأراضي فقد سيطر عليها تحالف الشمال الذي كان يتكون من ثلاث ميليشيات عرقية، وهى ميلشيا معارضة وهى: “الطاجيك الممثلين لمجلس الشمال المعروف باسم “شورى نزار”، وكانوا يسيطرون على أربع مقاطعات شمالية عرقية وأجزاء من ثماني مقاطعات أخرى، وامتدت سيطرتهم إلى وادي بانجشير، هو المفتاح الإستراتيجى للنفق الذي يصل كابول وجنوب أفغانستان بشمالها، أما الفصيل الثاني فكان يسيطر عليه الأوزبك بقيادة رشيد دوستم.. واستطاع أن يسيطر على عدد من المقاطعات الشمالية، أما الفصيل الثالث فهو حزب الوحدة، تحت قيادة كريم خليلي، وكان يسيطر على باميان قبل أن تدخلها قوات “الطالبان” في الربع الأخير من عام 1998. (اُنظر شكل الأقاليم الأفغانية).

في سبتمبر 2001، كان إعلان الحرب ضد الإرهاب من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، والتي استطاعت أن توجه ضرباتها اعتباراً من 7 أكتوبر 2001 للقضاء على حركة طالبان، وتنظيم القاعدة، الذي صنفته مصدر الإرهاب في العالم، وفى أواخر عام 2001، كانت قد تعدلت خريطة أفغانستان تماماً بسقوط حركة طالبان وتنظيم القاعدة.

ومن أجل تنفيذ هذا الهجوم قامت بحشد قواتها بالدول المجاورة لأفغانستان. (اُنظر شكل الدول والقواعد العسكرية).

أولاُ: العوامل التي أثرت على السياسة الأفغانية وعلى استمرار الصراع فيها:

  1. الناحية العرقية

الناحية العرقية من أهم العوامل التي أثرت على أفغانستان، حيث لم تكن ـ أبداً ـ دولة متجانسة، ولكنها خليط من جماعات متفاوتة ومنقسمة على أسس لغوية ودينية، لا يجمعها سوى المكان. ويصل عدد الجماعات العرقية في أفغانستان إلى نحو 25 جماعة، أهمها “البشتون” علاوة على أربع جماعات أخرى وهى “الطاجيك ـ الأوزبك ـ الهزارة ـ والإيماك”.(اُنظر شكل التوزيع الجغرافي)

  1. الدين

أفغانستان دولة مسلمة، ويشكل الحنفيون السنة ما بين 80 – 85%، والباقي من الشيعة الإسماعيلية، والإسلام في أفغانستان هو خليط من التعاليم الدينية الممتزجة بالعادات القبلية.

  1. النظام الاجتماعي

ساعد النظام الاجتماعي في أفغانستان على الانقسام، حيث إن أساس النظام الاجتماعي هو “مفهوم القوم” وهو يعنى الولاء للجماعة أو القبيلة، وغالباً ما يتحكم نظام “القوم” في أتباعه عن طريق “الشورى” وهو مجلس للرجال كبار السن.

  1. الخصائص الجغرافية

تمتد الجماعات العرقية عبر الحدود مع دول الجوار، وهو ما وفر الفرصة لهذه الدول للتدخل في شئون أفغانستان الداخلية، علاوة على طبوغرافية أفغانستان الصعبة، حيث تقطعها جبال هندوكوس، هذا بالإضافة إلى الموقع الإستراتيجي لأفغانستان، حيث تعد دولة حاجزة، كما أنها دولة حبيسة جغرافيّا، وهو ما حال دون اتصالها بالقوى الغربية. (اُنظر شكل الطبيعة الجغرافية لأفغانستان)

ثانياً: لماذا امتد الصراع في أفغانستان لفترة طويلة؟

يعود استمرار الصراع في أفغانستان ولفترة طويلة إلى:

  1. الصراعات العرقية:المعقدة والتي تتواصل فيها خطوط التقسيم الأثنى مع خطوط التقسيم الدينية، مع خطوط التقسيم القبلية، وهذه الصراعات – في الواقع – هي التي خلفت المتغيرات الدائمة في موازين القوى.
  2. الصراع الطبقي:والذي يعود في الأساس إلى سياسات الإصلاح الزراعي، التي هدفت إلى تضييق الفجوة بين من يملك ومن لا يملك، والتي قاومها شيوخ القبائل وملاك الأراضي من ذوى الاتجاهات الدينية المتشددة.
  3. تحول أفغانستان إلى ساحة مفتوحة للتدخلات الأجنبية، وذلك في ظل العنف السياسي وغياب السلطة المركزية.
  4. الصراع العلماني الديني: حيث يتسم المجتمع الأفغاني بثنائية واضحة بين غلاة العلمانية، وغلاة التشدد الديني.
  5. الصراعات الاجتماعية الممتدة: حيث فشلت محاولات تطوير الوعي العميق في إطار مفهوم المواطنة، والذي يقضي بتغليب الولاء القومي الأوسع على الولاءات القبلية والدينية وغيرها من صور الانتماءات الضيقة.
  6. الصراعات الدولية: حيث دار الصراع حول أفغانستان بين القوتين العظميين “الإتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأمريكية”، فالإتحاد السوفييتي تمكن من غزو أفغانستان خلال عقد الثمانينيات من القرن العشرين، والولايات المتحدة الأمريكية وبعض حلفائها قاموا بغزو أفغانستان خلال نهاية عام 2001 تحت ذريعة “الحرب ضد الإرهاب”.
  7. الصراعات الداخلية: فقد أدت الحروب السابقة إلى عوامل جديدة للانقسام داخل أفغانستان مثل : تنمية نخب سياسية جديدة كالمجاهدين والطالبان – انتشار الأسلحة في أيدي العديد من الجماعات – نمو تجارة المخدرات بشكل متزايد – تدمير النظام الاجتماعي في الريف واختفاءطبقة كبار ملاك الأراضي – الميل إلى العنف وتزايد حركة بيع الأسلحة. (اُنظر شكل القوات المتحاربة داخل أفغانستان).

ثالثاً: الصراع في أفغانستان بعد أحداث 11 سبتمبر

الإستراتيجية الأمريكية في إطار الحرب ضد الإرهاب وإدارة الصراع المسلح:

الواقع أن إستراتيجية هذه الحرب، قد أدت إلى إحداث تغييرات جذرية في النظريات الإستراتيجية التي طبقت في حروب عقد التسعينيات، وقد أدت هذه الإستراتيجية في جانبها السياسي، إلى ظهور النظام العالمي الجديد على الساحة الدولية، فظهر هذا النظام الجديد نتيجة الهيمنة الأمريكية على مقدرات العالم أجمع وخصوصاً تجاه العالم الإسلامي، والذي يعنى التدخل في شئون الدول بهدف إجهاض المخاطر والتهديدات التي تمسها من قريب أو بعيد، بل ويمكن أن يؤدى بها إلى تحديد شكل الحكم في العديد من الدول التي تراها – مارقة – وحتى يستقر النظام العالمي الذي ترضى عنه الولايات المتحدة الأمريكية:

  1. فعلى المستوى السياسي

فهناك رؤية واضحة ظهرت خلال إدارة هذا الصراع بعد أحداث سبتمبر2001 وتتمثل في الآتي:

أ. أن مبدأ “من ليس معنا.. فهو مع الإرهاب”، والذي أعلنه الرئيس بوش بعد أحداث 11 سبتمبر، يعد تحولاً جذرياً في فلسفة إدارة الأزمات بطرح فرضية لا تحتمل الجدل، ومن ثم تجبر جميع الدول على اختيار واحد، وإلا تعرضت لجزء من الحملة ضد الإرهاب، وإذا كانت تلك الفرضية مقبولة في حالة .. مثل التصدي للإرهاب، فإنها – بلا شك – لن تكون مقبولة في أزمات أخرى، ولكنها حالة تستحق الدراسة، ولقد انصاع لهذا المبدأ بعض الدول الكبرى المنافسة للولايات المتحدة مثل روسيا الاتحادية والصين في تأييدها للحملة الأمريكية، والأهم من ذلك، فإن هذا المبدأ وضع العديد من الدول ومعظم التجمعات الإسلامية في مأزق خطير، ويمكن إيجاز موقف هذه الدول كالآتي:

(1) دول رضخت تماماً للمطالب الأمريكية: مثل باكستان وجمهوريات آسيا الوسطى، وقد أدى ذلك إلى آثار بليغة على رسم الخريطة السياسية والجديدة للمنطقة.

(2) دول رضخت بشروط مثل – إيران – في سبيل تحقيق أقصى استفادة مستقبلية دون حدوث أضرار تلحق بها.

(3) دول بدأت الحرب من ذاتيتها على الإرهاب، وحتى تبعد عن نفسها شبه إيواء عناصر إرهابية مثل (اليمن).

(4) دول قبلت أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية نيابة عنها، بتوجيه ضربات ضد الإرهاب، ودول أخرى طلبت مستشارين لتدريب عناصر لها لمحاربة الإرهاب مثل “جورجيا”.

ب. حشدت الولايات المتحدة الأمريكية قوى العالم في سبيل إنجاح خططها وأهدافها، حيث قامت الدول الأوربية وفى مقدمتها دول الإتحاد الأوروبي.. لا سيما بريطانيا، بجهود دبلوماسية متواصلة – نيابة عن أمريكا – في سبيل تكوين التحالف الدولي، وفتح مجالاتها الجوية لعبور القوات الأمريكية، كذلك كان لروسيا دور أساسي في التفاهم مع جمهوريات آسيا الوسطى لتقديم التسهيلات للولايات المتحدة، علاوة على قيامها بإمداد قوات التحالف الشمالي” المعارضة لطالبان” بأسلحة روسية، ومن ثم كانت هناك أدوار لدول عديدة في مساندة الولايات المتحدة الأمريكية، في حربها ضد الإرهاب.

ج. بناء محور ثلاثي جديد، يتعاون مع الولايات المتحدة في استكمال حربها ضد الإرهاب، وهذا المحور يمكن أن يضم اليابان وكوريا الجنوبية والصين، خاصة وأن الصين طلبت من الولايات المتحدة فتح أبوابها للحصول على التكنولوجيا المتقدمة، وكذلك فتح أسواقها للمنتجات الصينية دون فرض قيود عليها.

د. نبذ الدول التي كانت تضم بعض الإرهابيين – خاصة الدول الغربية – لهذه الأفراد والجماعات من خلال شن العديد من القوانين التي تسمح بالقبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة أو إعادتهم إلى دولهم، متخطية بذلك مقررات حقوق الإنسان.

هـ. الدور الهامشي للأمم المتحدة، حيث لم تبد أي معارضة للسياسة الأمريكية، بل وأصدرت القرارات الدولية التي تمكن الولايات المتحدة من استخدام قدراتها العسكرية ضد أفغانستان، وغيرها من الدول تحت مسمى “الحرب ضد الإرهاب”.

  1. على المستوى العسكري

فقد تركز الفكر الإستراتيجي الأمريكي لإدارة الصراع المسلح في أفغانستان على عدة محاور:

أ. المحور الأول: الحفاظ على استمرار التحالف الدولي من أجل استمرار الحرب ضد أفغانستان.

ب. المحور الثاني: استقطاب المعارضة الأفغانية واستخدامها من أجل تنفيذ “الحرب بالوكالة” عن القوات الأمريكية، والتي أطلق عليها “إستراتيجية الحرب صفر”، والتي تعنى عدم إدخال قواتها في صراع مستقبلي يؤدى إلى إحداث خسائر في قواتها وهو أمر لا تتحمله الولايات المتحدة. (اُنظر شكل أوضاع القوات المتصارعة)

ج. المحور الثالث: استخدام الولايات المتحدة الأمريكية لإستراتيجية الضربات المركزة المتتالية، باستخدام قواتها الجوية والصاروخية واستخدام المنظومات الحديثة من الأسلحة والذخائر من أجل إحداث أكبر قدر من الخسائر في القوى المعادية لها “إستراتيجية القتال عن بعد”.

وفى ضوء المحاور السابقة، فقد أدارت الولايات المتحدة حربها في أفغانستان في الإطار التالي:

أ. تدمير البنية الأساسية “العسكرية أو المدنية” لدولة الخصم، بما يجعلها غير قادرة على استمرار الصراع، من خلال استخدامها للضربات الجوية والصاروخية المؤثرة.

ب. إفقاد سيطرة قيادة دولة الخصم السياسية، وإحداث فراغ سياسي تنشأ من خلاله معارضة لإسقاط النظام من الداخل، مع التوسع في استخدام الحرب النفسية.

ج. عزل ميدان المعركة ووضع القوات المعادية تحت ظروف عسكرية ونفسية صعبة، ما يؤدي إلى إجبارها على الاستسلام.

هذا وقد طبقت الولايات المتحدة هذه الإستراتيجية من خلال عدة مراحل:

أ. مرحلة أولى: تختص بالحشد والذي تطلب مساعدات وتسهيلات من العديد من دول المنطقة، وفى الوقت نفسه الحصول على أكبر قدر من المعلومات الاستخبارية عن الخصم، ودراسة طبوغرافية المسرح وتأثيرها على العمليات الحربية..استفادة من دروس الماضي، وفى الوقت نفسه التنسيق مع قوات التحالف الشمالي وإعدادها لمرحلة الحرب البرية، مع ربط هذه المرحلة بتهديد سياسي دولي كثيف.

ب. مرحلة ثانية: وتهدف إلى تحقيق السيادة الجوية على مسرح العمليات.

ج. مرحلة ثالثة: تدمير البنية الأساسية ومراكز القيادة والسيطرة وأماكن تمركز قوات طالبان وتنظيم القاعدة.

د. مرحلة رابعة: تدمير الدفاعات تمهيداً للهجوم البرى من أجل القضاء على نظام طالبان وتنظيم القاعدة. (اُنظر شكل الأعمال البرية)

هذا وقد طبقت الولايات المتحدة الأمريكية العديد من الإستراتيجيات الجديدة لتحقيق أهدافها ومثال ذلك:

أ. استخدام نظم حديثة من التسلح تعتمد على أنظمة معلومات فائقة القدرة.

ب. استخدام نوعيات من الأسلحة – تستخدم للمرة الأولى – مثل الطائرة C – 130 A، والصاروخ في “AGM – 142″، و”الرأس الموجهة تليفزيونياً وبالأشعة الحمراء”، “القنابل التي يمكن اختراق 6 – 8 متر من الخرسانة المسلحة”، و”القنابل الثقيلة زنة 7.6 طن لإحداث موجة انفجارية ضخمة”.

ج. استخدام إستراتيجية الحرب بالوكالة، والتي أصبحت إحدى الصور الرئيسية للحروب الحديثة، وهى إما أن تطبق بالكامل أو من خلال أجزاء منها وكمثال: استخدام تحالف الشمال للحرب بالوكالة في أفغانستان مع معاونتها جوياً”. (اُنظر شكل محاور الحرب البرية).

د. أن صورة التحالف الدولي العسكري ضد دولة واحدة، أصبح صورة سائدة طالما تديره القوة العظمى الوحيدة في العالم، وهو ما أدى إلى تغيير حسابات التوازن والتحالف وإعداد القوى في العقود القادمة.

هـ. التوسع في استخدام الحرب النفسية، وتقديم الأموال للقبائل من أجل تسهيل حركتها وتنفيذ أهدافها.

رابعاً: الأهداف الأمريكية من الحرب في أفغانستان:

  1. اختارت الولايات المتحدة الأمريكية طريق الحرب، ولكنها حرب من نوع جديد.. حرب ضد الإرهاب، بهدف:

أ. القضاء على الإرهاب في كل مكان من العالم خلال معركة ممتدة ومستمرة تحت مسمى “الحرية الدائمة”.

ب. الإطاحة بنظام حكم طالبان في أفغانستان وإبدال نظام جديد به، قوامه تجمع قوى المعارضة وفى الوقت نفسه القضاء على تنظيم القاعدة.

  1. وفى الوقت نفسه وضعت الولايات المتحدة الأمريكية في خلفية فكرها الإستراتيجي أهدافاً أخرى غير معلنة لرسم خريطة سياسية جديدة، تحدد من خلالها الأوضاع والتوازنات في جنوبي ووسط وغربي آسيا وقد برزت في الآتي:

أ. تحقيق الحلم الأمريكي بالوجود في منطقة بحر قزوين ذات الثروات البترولية والمعدنية الهامة.

ب. انتزاع سيطرة روسيا على منطقة آسيا الوسطى بشكل تدريجي من خلال الوجود العسكري بها. (اُنظر شكل الوجود الأمريكي).

ج. الاقتراب من إيران، الدولة التي لا تسير في فلكها، بحيث تشكل حلقة حصار حولها من الشمال والشرق والغرب.

د. كسر حلقة التضامن “الباكستاني – الصيني”، و”الصيني – الروسي” والاقتراب من الحدود الصينية.

هـ. الاقتراب من شبه القارة الهندية، وبالتالي تستطيع أن تضغط على باكستان من أجل القضاء على المنظمات الإسلامية وتوسيع قاعدة تحالفها مع الهند.

و. التأكيد على استمرار. القوة العظمى الوحيدة في العالم.

  1. المحاور التي شكلتها الولايات المتحدة الأمريكية لخوض الحرب في أفغانستان

أ. المحور الأول: محور أمريكي – أوروبي، تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية بدور أساسي.

ب. المحور الثاني: محور عربي – إسلامي، ويمثل هذا المحور أهمية كبيرة في توفير الشرعية للولايات المتحدة الأمريكية لخوض الحرب.

ج. المحور الثالث: محور آسيوي، تدخل فيه جمهوريات آسيا الوسطى، وبدعم روسي، وبمساعدة قوى التحالف الشمالي الأفغانية المعارضة لنظام طالبان.

  1. تسلسل الحملة العسكرية على أفغانستان

أ. بدأ الهجوم على أفغانستان في السابع من أكتوبر2001، وبالرغم من صعوبات البداية، إلا أن المرحلة الأولى من الحملة العسكرية نفذت وسط ظروف سياسية مواتية تمثلت في تأييد المنظمات الدولية، للولايات المتحدة الأمريكية في حربها ضد ما سمى بمواجهة الإرهاب، إضافة إلى تأييد الدول المجاورة مباشرة لأفغانستان كما ساهمت العديد من الدول في الحملة العسكرية ضد أفغانستان سواء بعدد من سفن القتال أو بالطائرات (المملكة المتحدة ـ أستراليا ـ كندا ـ فرنسا ـ إيطاليا ـ اليابان ـ تركيا).

ب. المرحلة الأولى: الحملة الجوية

(1) بدأت الحملة الجوية بالهجوم على وسائل الدفاع الجوى ومخازن الذخيرة والمدفعية والعربات المدرعة ومعسكرات التدريب ووحدات السيطرة، وركزت أيضاً على تدمير الأعداد المحدودة من الطائرات والمروحيات والمطارات المتوفرة لطالبان. وأشارت تقارير غير مؤكدة أن طالبان كان بحوزتها قبل بدء العمليات 3 بطاريات صواريخ سام-3 (بيتشورا) المضادة للطائرات، ونحو 24 طائرة ميج – 21 من بينها 6 فقط صالحة للطيران وعدد محدود من صواريخ استنجر Stinger الأمريكية المضادة للطائرات، وصواريخ أرض/ أرض سكود قصيرة المدى، ما سبب بعض القلق للأمريكيين، ولكن معظمها كان غير صالح للاستعمال، كما كان لديها أيضاً مدافع مضادة للطائرات محمولة فوق عربات نقل صغيرة.

(2) اتسم عمل الحملة الجوية الأمريكية بالهجوم على ثلاثة مستويات: المدى البعيد من خارج حدود الأرض الأفغانية، والمدى المتوسط من خارج مدى اشتباك عناصر الدفاع الجوى، والمدى القصير للرمي المباشر.. واستخدمت منها الطائرات من الأنواع (القاذفات الثقيلة بعيدة المدى B- 52h- B1 Lancer- B -2A Spirit stealth) بالإضافة إلى الطائرات الموجودة على حاملات الطائرات من أنواع (F – 14 Tomcat – F/A-18 Hornet)، كما استخدمت صواريخ الكروز من السفن والغواصات أو من قاذفات القنابل الثقيلة.

(3) وفى 21 أكتوبر2001، بدأ تصعيد الهجمات الجوية على امتداد الجبهة الفاصلة شمال كابول بين قوات تحالف الشمال وطالبان، واستخدمت القوات الأمريكية الطائرات FA- 18، والطائرة B- 52 H، في ضرب قوات طالبان في وادي شومالى شمال كابول بالذخيرة الموجهة الذكية، كما قامت بقصف المواقع حول مدينة قندوز والمنطقة حول مدينة مزار الشريف.

(4) وفى الأيام الأولى من نوفمبر، بدأت قوات الشمال – المناهضة لطالبان- في الاستعداد للحرب البرية، باستكمال معدات وذخيرة الألوية المشاة الخمسة التابعة لها، بالإضافة للواء من جنود الحرس المتمركز في وادي بانشير.

ج. المرحلة الثانية: الحرب البرية

(1) في السادس من نوفمبر2001، بدأت الحرب في أفغانستان تأخذ شكلاً جديداً بعد شهر كامل من القصف الأمريكي الجوى المستمر بدون أن تحدث تغييرات جوهرية على موقف القوى المتصارعة، اللهم إلا إنهاك قوات طالبان، وتدمير قدراتها العسكرية داخل المدن والمناطق المحيطة بها.

(2) وفى السابع من نوفمبر2001، تقدمت قوات تحالف الشمال مصحوبة بدعم جوى كثيف من القوات الأمريكية داخل المناطق الجبلية في اتجاه جنوب مدينة مزار الشريف، حيث استولت على كوبروك في اليوم نفسه، ثم اتجهت شمالاً إلى “شولجاريه” في الثامن من نوفمبر، ثم إلى مدينة مزار الشريف حيث يدافع عنها بنحو 5000 – 6000 مقاتل من قوات طالبان، حيث تم الهجوم عليها بنحو 8000 – 10000 مقاتل من الطاجيك بقيادة الجنرال عبد الرشيد دوستم، وتمكنت القوات المهاجمة من السيطرة على المدينة في 9 نوفمبر 2001. (اُنظر شكل الهجوم على مزار الشريف)

(3) الهجوم على العاصمة كابول: اندفعت القوات بعد ذلك في اتجاه العاصمة كابول على ثلاثة محاور: المحوران الأول والثاني وتحركت عليهما قوات محمد فهيم خان، أما المحور الثالث فتقدمت عليه قوات رشيد دوستم من مزار الشريف في اتجاه العاصمة “كابول”، حيث تمكنت القوتان من الوصول إلى مشارف العاصمة قبل مساء يوم 12 نوفمبر2001، حيث كانت قوات طالبان تدافع عن المدينة بقوة تصل إلى نحو 15 ألف جندي تدعمهم 40 – 50 دبابة قتال و 20 قطعة مدفعية صاروخية عيار 122مم، وفى الثالث عشر من نوفمبر2001. اقتحمت القوات المدينة، وانسحبت قوات طالبان من العاصمة في اتجاه “قندهار”. (اُنظر شكل الهجوم على كابول).

وبذلك أصبحت قوات الشمال تسيطر على العاصمة كابول وباميان يومي 13 – 14 نوفمبر 2001.

وجاء الانهيار السريع لحركة طالبان مثيراً للدهشة، ويمكن أن يعود ذلك إلى أن حقيقية الخيارات العسكرية لم تكن موجودة في فكر قادة الحركة السياسيين.

(4) وخلال باقي شهر نوفمبر 2001، ركزت القوات الأمريكية هجماتها على باقي معاقل طالبان في الشمال مثل مدينة قندوز آخر المدن الكبرى في شمالي أفغانستان، حيث قاتلت طالبان فيها قتالاً مريراً قبل أن تتخلى عنها.

(5) كما واصلت قوات الشمال التقدم جنوباً في اتجاه مدينة “قندهار” معقل حركة طالبان، حيث قاتلت الأخيرة قتالاً مريراً للدفاع عنها، واستمرت المفاوضات المضنية بين قوات طالبان وقوات قبائل الجنوب الباشتونية، التي قررت إزاحة حركة طالبان والتخلص منها، حفاظاً على ما تبقى من المدينة وبنيتها الأساسية.

(6) وفى الأيام الأولى من ديسمبر2001، بدأت الولايات المتحدة في نشر قوات من مشاه الأسطول القادرة على تنفيذ العمليات الخاصة مثل الوحدة الخامسة عشرة والسادسة والعشرين، حيث وصل جنود هذه الوحدات إلى نحو (1000) جندي، الأمر الذي سمح بتكوين قاعدة عسكرية متقدمة في أفغانستان، واختارت القيادة الأمريكية مكان القاعدة على مسافة 100كم جنوب غربي قندهار.

(7) تركزت العمليات العسكرية خلال الأسبوعين الأولين من ديسمبر2001، ضد منطقة (تورابورا) شرقي أفغانستان، حيث اختبأ في أنفاقها من تبقى من مقاتلي طالبان وتنظيم القاعدة، وقامت القوات الأمريكية بدك تلك الكهوف والأنفاق بالقنابل الثقيلة واقتحامها بواسطة القوات الأفغانية والقوات الخاصة الأمريكية، وبدأ الهجوم على منطقة تورا بورا في 2 ديسمبر 2001، باشتراك عناصر من القوات الخاصة الأمريكية وعناصر المخابرات، واعتمد القتال البرى على المقاتلين الأفغان، أما دور القوات الخاصة الأمريكية وعناصر المخابرات فقد انحصر في جمع المعلومات حول مواقع تنظيم القاعدة من أجل توجيه القاذفات الثقيلة لقذفها.

المصادر والمراجع

أولاً: المصادر العربية

  1. إبراهيم نافع، “إنفجار سبتمبر بين العولمة والأمركة”، مؤسسة الأهرام، القاهرة، 2003.
  2. الأبعاد الجغرافية للصراع في أفغانستان، ندوة جغرافية سياسية، الجمعية الجغرافية، بتاريخ 28/2/2002، الورقة البحثية بعنوان: الأبعاد السياسية والإستراتيجية للصراع في أفغانستان،.
  3. الإتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، مجلة معلومات دولية مركز المعلومات القومي، العدد 57، دمشق، سورية.
  4. أحمد جلال عز الدين، “الإرهاب الدولي وانعكاساته على الأمن القومي”، رسالة دكتوراه، أكاديمية ناصر العسكريةالعليا، القاهرة، 1984.
  5. أحمد عبد الحليم، “الإستراتيجية الأمريكية في الحرب ضد الإرهاب”، ورقة بحثية، ندوة هيئة البحوث العسكرية، القاهرة، مايو2003.
  6. أحمد عمر هاشم، “ظاهرة الإرهاب وموقف الإسلام منها”، الأهرام، القاهرة، عدد29/9/2001.
  7. الإرهاب والعولمة، أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض، 1423هـ/ 2002م،
  8. أسامة الغزالي حرب، “الإرهاب كأحد مظاهر استخدام العنف عربياً ودولياً.. في العنف والسياسة في الوطن العربي”، عمان، منتدى الفكر العربي، 1987.
  9. أنور ماجد بمشقى، “ماهية العولمة وإشكالي، في مرجع الإرهاب والدولة”، أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض 1423هـ/ 2002م.
  10. التقرير الإستراتيجي العربي 2001، الإسلام والمسلمون في الفكر الغربي، الأهرام، 2002.
  11. التقرير الإستراتيجي العربي، مؤسسة الأهرام، 1995.
  12. دراسة بحثية بعنوان “عام على تداعيات أحداث 11 سبتمبر، أكاديمية ناصر، القاهرة، 2002،
  13. الدور السياسي للإعلام العربي، مركز زايد للتنسيق والمتابعة، دولة الإمارات العربية المتحدة، 2000
  14. رضا هلال، “الحرب العالمية الأمريكية، قيامه المحافظين الجدد واليمين الديني”، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2003.
  15. صبري العشري، “الإرهاب في حرب العولمة الأولى”، مجلة الدفاع، العدد 217، أغسطس 2004.
  16. صبري طه العشري، “الفوضى الخلاقة، أحدث الأفكار السياسية الأمريكية”، مجلة الدفاع، العدد 238، القاهرة، مايو 2006
  17. صبري طه العشري: مستقبل الحرب الأمريكية ضد الإرهاب، مجلة الدفاع، العدد 233، القاهرة، ديسمبر 2005
  18. صحيفة الشرق الأوسط، لندن، عدد 22/9/2002.
  19. الأهرام، عدد 2/10/2002.
  20. صلاح الدين حافظ وآخرون،”حرية الصحافة”، مركز الأهرام للترجمة والنشر، ج2، القاهرة، 1997.
  21. عبد الباقي بخيت، “قراءة في أهم وأبرز الأحداث العالمية”، مجلة الدفاع المصرية، عدد يناير2004.
  22. عبد الرحمن الهواري، “النظام العالمي الجديد وانعكاساته على الإستراتيجيات العالمية والقضايا الهامة”، مركز إدارة الأزمات، وزارة الدفاع المصرية، القاهرة، 2004.
  23. عبد العاطى أحمد الصياد، “الإرهاب بين الأسباب والنتائج في عصر العولمة”، في كتاب الإرهاب والعولمة، أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض، 1423هـ/ 2002م.
  24. عبد المنعم سعيد كاطو، “أحداث 11 سبتمبر في ذكراها الثالثة”، مجلة الدفاعالمصرية،العدد 218، سبتمبر2004
  25. عثمان كامل وآخرون، “حرب الخليج الثالثة.. يوميات الحرب”، المكتب المصري الحديث، القاهرة، 2004.
  26. عثمان كامل، “رؤية إستراتيجية للمتغيرات على المسرح الدولي”، مجلة الدفاع المصرية، عدد يناير 2004.
  27. العراق والمنطقة بعد الحرب، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، طـ2، 2005.
  28. كريستوفر جرينوود، “القانون الدولي والحرب ضد الإرهاب”، دراسات علمية، العدد47، مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، 2003.
  29. محمد سفر، “الإعلام ومواجهة الإرهاب”، دار النشر والمكتبات، جدة، 1982.
  30. محمد فتحي عيد، “إسهام المؤسسات والهيئات الدولية في التصدي للإرهاب”، في كتاب الإرهاب والعولمة، أكاديمية نايف للعلوم الأمنية، الرياض، 2002.
  31. محمد فكرى السيد، “قمة إسطنبول والتوجهات ومحاور الحركة الجديدة، لحلف شمال الأطلسي”، مجلة الدفاع المصرية، عدد أغسطس 2004.
  32. محمود المراعى، “سفر الموت”، وثائق وزارة الخارجية الأمريكية، دار الشروق، القاهرة، 2004.
  33. موقع جريدة إيلاف،الإلكتروني، 3 مارس 2004.
  34. ندوة إستراتيجية، هيئة البحوث العسكرية، وزارة الدفاع المصرية، القاهرة، يوليه 2003، “الورقة البحثية الأولى.
  35. ندوة الحرب على العراق، الورقة البحثية الرابعة.. بعنوان انعكاسات الحرب على العراق وعلى النظام الدولي والإقليمي والعربي، أكاديمية ناصر العسكرية العليا، أكتوبر2003
  36. هالة مصطفى، “رؤية سياسية اجتماعية للإرهاب”، أوراق الشرق الأوسط، العدد13، مركز دراسات الشرق الأوسط، القاهرة، نوفمبر 1994-مارس 1995.
  37. وجهات نظر حول تقرير التنمية الإنسانية العربية، عام 2003، ملحق مجلة السياسة الدولية، الأهرام، القاهرة، أبريل 2004.
  38. وحيد عبد المجيد، “حروب أمريكا بين بن لادن وصدام حسين”، دار مصر المحروسة، القاهرة، 2003.

ثانياً: المصادر الأجنبية

  1. Al ferred P.Rubin, international Terrorism and international low, N.Y, Joan Press, 1927.
  2. Anthony H.cordesman, The lessons of afghanistan, war fighting, intelligence, and force Transformation, Washington center for strategic and international studies, 2002,.
  3. Antony Alium, communication Imaye, Journal of communication, Newyork, 1995.
  4. Antony Burton, Urban Terrorism, London, leo, cooper, 1983,
  5. barak salmoni, america’s iraq strategy, democratic chimeras, regional realities, current history, jon 2004,
  6. Bassioni. M.cand V.P. Nada, a treatise on international Criminal Law, Jurisduction and cooperation, Piracy and terrosim, Springfield, 111, Tomas, 1979.
  7. Bob woodward, cheney was unwavering in desire to go to war, http:/y/www.stor .news .yahoo.com/ news; A Black – and White presidency, http://www.msnbc. msn.com/id.
  8. Bruce Hoffman, the mind of the terrorist.. perspectives from social psychology, psychiatric annals, 1999, PP.337 – 340.
  9. Carpenter Siri, Behavioral science gears up to combat terrorism, Monitor on psychology, volme 32, No.10 Novmber 2001.
  10. Dinisten, Power and Agressire, menistor university Journal, 1998
  11. Ibrahim Ibrahim, ed, The Gulf crises, Back ground and consequences, Washington, D.C, Georgetown University, Center for contemporary Arab studies, 1992,
  12. james A.miller, political Terrorism, Terrism edy Alexander, U.k, Mc grawill, 1977, 13. Kissinger, Krauthommer debate on the fourth word war, march 4 – 12, 1992, at the Nixon library, 18001, yorba linda Blvd, yorda Linda, Ca g 2686.
  13. leo gross, Political violence and terror in the 19thand 20thcentury, American journal of international law, vol57,July 1983
  14. leo gross, Political violence and terror in the 19thand 20thcentury, American journal of international law, vol57,July 1983
  15. Leon Trotosky, Terrorism and communism, Ann arbor, 1961, first published in 1920
  16. louis fisher, deciding on war against iraq,institutional failures, political science quarterly, septemper22, 2003,..
  17. Nanco D.Joyner, Aireal Hijaking as international Crime, New York, Oceana, 1983
  18. Neil C. Livingstone, the war against Terrorism, Torinto, D.C, Heath and Company, 1984,
  19. Nick Mathiason, Iraq faces 310 bn, Debi crisis, Guardian march 28, 2004.
  20. Philip hitti, history of the Arabs, New york, St, Martin press, 1981.
  21. Rebort A.friodlander, the origins of international terrorism, Terrorism (ED.Y. Alexander) U.K.micgraw, hill,.

22.. Richard Dekmeian, the liberal Impulse in Saudi Arabia, the middle east journal, vol 57, no.3, summer 2003,.

  1. S . G. E. Brandon,Jews and the Zealots, London, Macmillan, 1978.
  2. sean foley, the gulf Arabs and the new Iraq, the most to gain and the most to lose” middle east review at international affairs, vol 7, no.2, jone 2003, http.//www.meria.ac.il.
  3. Ted gurr, when men rebel, Princeton, N.J.Princeton Univ Press, 1970
  4. Thomas Friedman, Because we could, New york times, 4/6/2003,.
  5. Time for making Historic decisions in the Middle East Kuwait center for strategic and future studies, at Kuwait University, 2002.
  6. Washington post, 5/9/2002.
  7. Wiliam D.vordhaus, The Economic Consequences of a war with Iraq, In carl Kaysen (et al) war with Iraq costs, consequences and alternatives, Occasional paper, Cambridge, M.A, Americn acdemy of science, committee on international security studies, 2003.

http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Siasia2/Erhab/sec05.doc_cvt.htm

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى