دراسات سياسية

د. مجلي لا تدعهم يخدعوك!

 على ما يبدو أن العديد من الأمثال العربية تظل صحيحة مهما طال عليها الزمن، ولعل المثل القائل ” على نفسها جنت براقش ” يصلح لكل زمان ومكان ويضرب لمن عمل عملاً ضر به نفسه أو أهله.

ومن الواضح أن اسم د. مجلي قد دخل إلى بورصة السياسة بصورة ملفتة هذه الأيام وحتى بات مطروحاً بديلاً للرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد أقل من ستة أشهر من تسميته في الإعلام كبديل لرئيس الحكومة د. رامي الحمد الله، بل إن إحدى وكالات الأنباء المحلية في استطلاع للرأي قد منحته نسبة 96.96% من أصوات المصوتين في حين أن الذي يليه د. سلام فياض لم يحصل إلا على 2.17%، وهذا من بين أسماء أخرى مثل د. رامي الحمد الله ود. ناصر القدوة ود. محمد اشتيه، في حين اختفت أسماء المرشحين من الفصائل الأخرى وخاصة حماس؛ فهل هذا الاستبيان معقول أو مقبول؟

كذلك وفي مقال نُشر بالأمس أحد أساتذة العلوم السياسية ينادي به رئيساً لفلسطين، هكذا ودون أية مقدمات، وكأنه يحمل عصا موسى ـ عليه السلام ـ وبها ستحل كل القضايا، فهل هذا معقول أو مقبول؟

حين تحاول مراكز غربية في أوروبا أو في الولايات المتحدة الأمريكية إقناع د. مجلي في خوض غمار هذه التجربة القاسية، فإن هذا نمط طبيعي لعدة أسباب؛ منها أنهم يريدون صنع دميتهم بالطريقة التي يريدونها، كما أنهم يبحثون عن تنفيذ سياساتهم في المنطقة القائمة على إرضاء الاحتلال والتمادي في النيل من الفلسطينيين، ثم أنهم لن يخسروا شيء في حال حدوث السيناريو الأسوأ لهذا المرشح المحتمل، فهل علينا أن نعوم على عومهم؟!

إن د. مجلي يعتبر مصدر اعتزاز وتقدير لكل إنسان فلسطيني فيما أبدعه في المجالات العلمية التي يشيد بها العالم، وله بصماته الخيرة في مشاهد عدة من بلدنا الحبيب، ونريد منه أكثر في هذه المجالات، بل لعله مع إخوانه في الولايات المتحدة الأمريكية يستطيعون خدمة القضية الفلسطينية بشكل أفضل!

وهنا أضرب مثالين على ذلك:

الأول ـ إن ترامب قد ارتكب جريمة قانونية حين أعلن القدس عاصمة للاحتلال، ونقل سفارته إلى القدس بدلاً من “تل أبيب” وهو ذلك خالف الدستور الأمريكي كما يُتداول داخل الولايات المتحدة الأمريكية، بل إن هناك أراء قانونية منشورة حول الموضوع.

فالسؤال؛ لماذا لا يبادر د. مجلي في رفع قضية ضد “ترامب” لوقف جريمة “تهويد القدس”، فهل هناك أغلى من القدس؟

الأمر الثاني ـ إنشاء لوبي فلسطين ـ عربي ـ إسلامي داخل الولايات المتحدة الأمريكية من أجل إحباط كل المخططات ضد قضيتنا الفلسطينية، والعبث بمصير اللاجئين من خلال وقف تمويل الأونروا، أليس ذلك أهم من القيادة الزائفة أو المصطنعة ” Artificial Leadership “.

إن القيادة الزائفة أو المصطنعة هي حالة من الوهم تعمل كمصيدة لزج أحد الأشخاص في أتون الحياة السياسية بدعوى أنه قائد جيد أو موثوق به “Authentic Leader “ولكنه في الحقيقة ليس كذلك، بل أفضل ما يمكن وصفه أنه ” أراجوز ” ـPuppetry “، ولقد عانت هذه المنطقة منذ جريمة سايكس ـ بيكو من العديد من القيادات الزائفة التي فُرضت على شعوب المنطقة فإلى أي حال أوصلتنا هذه القيادات؟ وما هو مصيرهم؟

كما أنا د. مجلي يمكن له الإسهام في تحقيق المصالحة الوطنية من خلال الاحترام الذي يحظى به بين أبناء شعبه في الضفة وغزة وما يتمتع به من صلات دولية تؤهله أن يكون ليس فقط وسيطاً نزيهاٌ بين الإخوة المتخاصمين بل وفاعلاً لأنه يحمل نفس الجرح النازف الذي يوشك أن يقضي على الجميع.

أخيراً، من الطبيعي أن يختار د. مجلي الانخراط في الحياة السياسية الفلسطينية كأي إنسان فلسطيني وأن يترشح لأعلى المناصب، فهذا حقه الدستوري وله أن يمارسه بحريته واختياره، لا أن تقرضه عليه قوى الشر المترصدة بالشعب الفلسطيني، فإن أساء الاختيار فحينها نقول ” على نفسها جنت براقش “.

 بقلم: أحمد طه الغندور

 

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى