دراسات استشرافيةدراسات جيوسياسية

رؤية مستقبلية لمواجهة الآثار المترتبة على العراق من الصراع الجيوبوليتيكي في منطقة الخليج العربي

لقد انطلقت هذه الدراسة من كون موضوع الصراع الجيوبولوتيكي في منطقة الخليج العربي له اثار عديدة على العراق , بحيث اصبحت هذه الاثار من اهم القضايا الستراتجية التي تواجهه. وتم تحديد اسباب هذا الصراع في تلك المنطقة التي تعد من اكثر مناطق الشرق الاوسط حساسية لما تحتله من موقع جغرافي مهم , ولما تضمه اراضيها من ثروات نفطية هائلة , مما جعلها تتعرض الى تنافس الدول الاستعمارية منذ بداية القرن السادس عشر الميلادي وحتى الوقت الحاضر . ان حيوية منطقة الخليج العربي وخطورتها في عملية الصراع بين القوى الكبرى ولاسيما الولايات المتحدة الامريكية والدول الصاعدة مثل الصين وروسيا , فضلا عن الدول الاقليمية مثل تركيا واسرائيل , ومحاولة تلك الدول الهيمنة والسيطرة على المنطقة او ان يكون لها نفوذ مؤثر فيها , والعمل الدائم من الولايات المتحدة بتحجيم ادوار هذه القوى كونهم لاعبين اساسيين في المنطقة والتي تعد الاكثر حيوية للقوى الكبرى اقتصاديا وجيوسياسيا , كلها عوامل ولدت تداعيات خطيرة على المنطقة برمتها وعلى العراق بشكل خاص , اذ اصبحت المنطقة من اكثر مناطق العالم توترا وخصوصا خلال العقود الثلاثة الاخيرة . وبينت الدراسة الخصائص الجيوبوليتيكية التي تتميز بها المنطقة والتي اصبحت على اثرها محط انظار هذه القوى , فمنطقة الدراسة تتميز بموقع جغرافي واستراتيجي مهم اكدت عليه كل النظريات الجيوبوليتيكية القديمة والحديثة وتشرف المنطقة على اهم المضايق العالمية المتمثلة بمضيق هرمز والذي يعبر من خلاله 40% من النفط العالمي لأغلب الدول الصناعية لذا ادت الاعتبارات الجيوستراتيجية لمنطقة الخليج العربي دورا مهما لبناء الاستراتيجيات الدولية والاقليمية ازاءها خصوصا بعد اكتشاف النفط فيها وانسحاب بريطانيا منها عام 1971, ثم محاولة الولايات المتحدة ملأ الفراغ بعد الانسحاب البريطاني فأخذت الولايات المتحدة الامريكية تعقد الاتفاقيات الامنية مع حكام الخليج من اجل المحافظة على مصالحها المتمثلة بديمومة الحصول على مصادر الطاقة (النفط) بالدرجة الاولى وكذلك توفير البيئة الامنة لحليفتها اسرائيل وتحجيم ادوار الدول التي تسير خارج ارادتها في حين اظهرت الدراسة ان الستراتيجية الصينية والستراتيجية الروسية ازاء المنطقة متشابهتان الى حد ما في التعامل مع دول المنطقة وذلك بالسعي للتقليل من الهيمنة الامريكية على المنطقة ودولها من خلال تعاون اقتصادي وتجاري مع مختلف هذه الدول وخصوصا ايران فيما اوضحت الدراسة سعي الدول الاقليمية لان يكون لها نفوذ في المنطقة مثل تركيا واسرائيل اللتين تبحثان وتحاولان ايجاد مجال حيوي لهما في هذه المنطقة .

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى