إن سياسة الأمن القومي الإيراني تتحدى التفسيرات البسيطة كالدين والقومية والعرقية والإقتصاد والجغرافيا السياسية، كلها عوامل مهمة تؤثر على أهداف إيران وتكتيكاتها في علاقتها بالعالم الخارجي، وكذلك جداول أعمال المؤسسات الأمنية الرئيسية وتطلعات قادتها، إن سياسة الأمن القومي الإيراني وحتى البنية الأساسية للحكومة في حالة تغير مستمر، وبما أن السياسة الأمنية الإيرانية اليوم لا يمكن التنبؤ بها، فإن هذه الدراسة تركز على الأركان الأساسية لسياسة الأمن القومي، على الرغم من إختلاف الأولوية النسبية التي ستعطيها القيادات المختلفة لها، أي أن الإطار العام سيكون هو الحاكم الأساس لهذه الدراسة، فمن المرجح أن تظل هذه الأركان عوامل مهمة تدفع عملية إتخاذ القرار الإمني في إيران، في ظل معظم الحكومات المستقبلية التي يمكن تصورها في إيران.