شروط تجنيد الإرهابيّين

إنّ تجنيد النّشطاء الإرهابيّين يمثّل تحدّيا كبيرا، لا سيّما خارج مناطق الصّراع المباشر. فإذا كانت الحروب الأهليّة أو المرتكزة على الدّين توفّر، بشكل طبيعيّ تقريبا، قوّات من المسلّحين على استعداد للقتال من أجل قضيّتهم، فإنّه من الصّعب جدّا العثور على أفراد مقتنعين بما فيه الكفاية للتّخلّي عن مناطق يعمّها  السّلام إلى مناطق  تنخرها الحرب.

تاريخيّا، كثيرا ما وجد عدد من الشّبّان على استعداد للتّضحية، وبالتّالي فإنّ الحماسة تأخذهم نحو حمل السّلاح طوعا. أمّا الآن، فقد انتقلت العدوى إلى الشّابّات. فجميعهم لهم شعور بأنّهم يقاتلون من أجل قضيّة نبيلة وكريمة، وآخرون  من أجل  متعة حمل السّلاح أو بدافع العنف. وقد كان التّجنيد متيسّرا بعامل القرب، الدّراسة، الخدمة العسكريّة أو السّجن . ثمّ ظهرت الدّعاية والاتّصالات، المناشير، الاجتماعات العامّة،  الصّحافة والصّورة… وكما اخترعت الأنظمة الشّموليّة أدواتها، فقد خاضت الدّيمقراطيات معاركها عن طريق الأشرطة الوثائقيّة الحقيقيّة. وهذا لم يكن كافيا في عالم سيطرت عليه الأنترنت  من خلال الفيسبوك، تويتر، ويب 0.2 والشّبكات الاجتماعيّة.

وكما لاحظ لوران بونيلى، فالكلّ انضمّ إلى رؤية للإسلام تجعل من المقاتلين أبطالا، المجاهدون، تبسط على أعمالهم مسحة من العظمة رغم أنّهم بعيدون عن مناطق الصّراع، ولأجل ذلك، فإنّهم يسافرون إلى  سوريا، باكستان، أفغانستان، اليمن والبوسنة.

الدّعاية، الصّحافة والملتقيات بإمكانها توفير شبكة لقراءة مبسّطة للعالم نسبيّا، تجمع في كلّ متناغم تجاربهم الملموسة في الهيمنة، تلك الّتي جرّبت في شعوب أخرى، في مالي والشّيشان وفلسطين، إضافة إلى سرد حضاريّ كبير يشير إلى مسؤوليّة  اليهود والكفّار عن كلّ هذه الشّرور. هذا التّصوّر والمفهوم للدّين يكون أفضل عندما يؤيّد بالوعي بوضعهم وبتحريرهم، الثّورة، ويوفّر للثّورة  مثلا أعلى وشاملا أكثر من  الجنوح أو التّهميش.

العديد منهم يُطلق عليهم، جيل الأحياء الّتي ينتمون إليها. وُلد جميعهم في الثّمانينات، والّتي وُسِمَت  بنكران الانتساب، وبتشديد الحصول على فرص العمل غير المختصّة، الفصل المكانيّ، وبالنّسبة للبعض الآخر، رؤية خاصّة للمراقبة البوليسيّة وأثْنَنَةٌ  للعلاقات الاجتماعيّة، وتراجع التّعبئة السّياسيّة الّتي كانت ميزة كبار السّنّ.

كلّ هذا، طبعا، لا يكفي لوصف عمليّة التّجنيد  بجاذبيّة وجمال القضيّة  أو الرّغبة في تأكيد الهويّة بين ثقافتين، وحضارتين، وإقصاءين. وإذا كان التّطرّف هو طريقة وتمشٍّ ومنهج، كما يشرح ذلك علماء السّياسة Collovald و Gaiti، فيجب أن يُقبل أن يُتَّبَع قبل أن تتمكّن من شرح ذلك. لذلك  فالمرور من سؤال “لماذا” إلى “كيف” أمر ضروريّ.

برنامج مراقبة التّطرّف الأوروبيّ يسعى لاستكشاف العوامل الحاسمة في أعمال العنف أو الإرهاب.  فعدد المتغيّرات الّتي تلعب دورا في التّطرّف الفرديّ كبير جدّا، ولكنّ الأبحاث الّتي أجريت في النّظام تبيّن أنّ هناك عددا قليلا من الثّوابت هي: أوّلا، الإرهاب متجذّر في السّخط، خاصّة في السّياسة، ثانيا، ثقافة الاغتراب والإهانة يمكن أن تكون بمثابة أرض خصبة لعمليّة التّطرّف، ثالثا، الرّغبة في الانتقام، سواء كانت فرديّة أو جماعيّة، وغالبا ما يتكرّر هذا الثّابت في تبرير الإرهاب.

وتكشف بعض دراسات الحالة كيف يمكن لأناس يعيشون في الغرب، في كثير من الأحيان هم من الجيل الثّاني أو الثّالث من المهاجرين، وقد لُقنّوا  فكريّا وتأثّروا نفسيّا من الدّعاية الإرهابيّة، على الرّغم من أنّهم يعيشون في الدّيمقراطيّات حيث الحرّيّة والعدالة مضمونة عموما.

وأظهر برنامج البحوث أنّ أسباب التّطرّف يجب أن نبحث عنها  في المقام الأوّل على المستوى الفرديّ. وهذا يعني مشاكل خاصّة  بالهويّة، وباندماج  فاشل، ومشاعر الاغتراب والتّهميش والتّمييز، وانعدام الأمن، مباشرة أو عن طريق وكيل، الإذلال والوصم و / أو الرّفض.

وغالبا ما يقترن هذا النّوع من النّظرة السّلبيّة  بالغضب الأخلاقيّ والرّغبة في الانتقام أو الثّأر. وعلى أيّ حال، فإنّنا نجد الثّوابت التّالية في استنتاجات برنامج البحوث: معظم الإرهابيّين هم، سريريّا، أسوياء تماما. وهي واحدة من النّتائج الأكثر إثارة للقلق في الدّراسات الحاليّة وهو أنّ معظم الإرهابيّين يبدون،  سريريّا، أسوياء، على الرّغم من أنّ عنفهم هو انتهاك صارخ للأعراف الاجتماعية، وبهذا المعنى، فهو عمل ضدّ-اجتماعيّ أو خارج المعهود . في الوقت الّذي يتوقّع أن تجذب الجماعات الإرهابيّة المجانين والحمقى أساسا، فإنّهم اختاروا، لأسباب تتعلّق بالسّلامة والأمن، إمّا أناس متعلّمين وملتزمين سياسيّا، أو بلهاء مفيدون ومناسبون لأعمال انتحاريّة.

ومع ذلك، من بين الإرهابيّين الموسومين بالذّئاب المنفردة، الّذين هم قليلون جدّا، فإنّه يبدو أنّ عددا من الأفراد المنحرفين أعلى بكثير. فإنّ بعض الإرهابيّين سيولدون من جديد من خلال مشاركتهم في أعمال العنف، ويعتقد العديد من المتأسلمين الجدد أنّ حياتهم السّابقة كانت فاشلة ، وأنّهم هم أنفسهم كانوا ضالّين  قبل التحاقهم  بجماعة إرهابيّة.

ليس هناك في الواقع أيّ ملمح (نموذج) للإرهابيّ. وهي نتيجة أخرى من برنامج البحوث، وهو أنّه لا يوجد نوع معيّن أو فريد من النّاس عرضة للسّقوط  في العمل الإرهابيّ. هناك بعض الأفراد الّذين يقع جذبهم عن طريق الأيديولوجيّة التّخريبيّة وعن طريق القشعريرة الّتي يعطيها النّشاط السّرّي أو العمل العسكريّ. وآخرون أصبحوا متطرّفين في أعقاب  التّعرّض لمظالم شخصيّة، أو مشاكل هوويّة أو إحباط  مهنّي.

البعض ينجرف نحو الإرهاب تحت تأثير الأصدقاء أو الأقرباء الّذين يدفعونهم نحو التّطرّف أو يجنّدونهم لحساب منظّمة إرهابيّة أو تحت راية مزيّفة.

 في كتابه، الإرهابيّون الجدد، صنّف ماثيو غودير الّذين  انضمّوا الى شبكات الجهاديّين إلى ثلاث فئات من الأفراد: أوّلا، أولئك الّذين يسعون إلى الانتقام، ثانيا،هؤلاء الّذين يبحثون عن الاعتراف وإثبات الذّات، وثالثا، أولئك الّذين يريدون تأكيد الانتماء.

فالأيديولوجيا هي المصدر لرخصة القتل. فنحن نولي اهتماما كبيرا في مجال البحوث بشأن الانتقال إلى الفعل الإرهابيّ، ودور التّصوّرات المتطرّفة، والكيفيّة الّتي ينظر بها الإرهابيّون إلى العالم عند تحوّلهم إلى الفعل. وفعلا، فقد ظهرت الأيديولوجيا كعنصر مركزيّ مطلق وثابت في مسار التّطرّف. فهي تساهم في قبول العنف كوسيلة من وسائل العمل لإحداث تغيير سياسيّ، وتؤدّي أيضا إلى خلق ثقافة أو ثقافة فرعية للعنف المعترف به. فالأطر الّتي تفرضها بعض الإيديولوجيّات الإقصائيّة  تُستخدم في بعض الأحيان لبناء هويّات بديلة، فرديّة أو جماعيّة على أساس صراع التّصوّرات، والّذي يمكن أن يسمّى بصراع الحضارات، وقصص للصّراع حيث يتمّ عكس الخير والشّرّ في بعض الأحيان.

وتستعمل الأيديولوجيا أيضا لإخفاء المظالم، الإحباط، الاستياء الشّخصيّ، والمرور إلى عمل إجراميّ بحت الّذي يساعد أيضا لتبرير وترشيد العنف.

أصبحت الإنترنت عنصرا أساسيّا من عناصر التّطرّف. ويوفّر الإرهاب مزيجا فريدا من العنف والتّواصل، وتشخيص وعرض على نطاق واسع. وظهر بشكل قاطع أنّه بسبب انخفاض تكلفته، وسهولة الوصول إليه، وسرعته، وبإخفاء الهويّة والإسم، وبلامركزيّتها، وبحجمها، وبعلاقتها مع بقية العالم، وتقريبا بانعدام السّيطرة… فقد لعبت شبكة الإنترنت، وتستمرّ في لعب دور رئيس في نشر الرّسائل المتطرّفة، وفي خلق مجتمعات افتراضيّة لها أيديولوجيّة خاصّة بها، وفي جمع التّبرّعات لتمويل الإرهاب، بما في ذلك السّماح بالتّواصل العاجل بين أعضاء المنظّمات الإرهابيّة، بما في ذلك الاتّصالات المجهولة من خلال الشّبكات  الأقلّ عرضة للاختراق والاعتراض من شبكة الاتّصالات العالميّة المعتادة.

ومنذ اعتماد قانون مكافحة الإرهاب في نوفمبر 2014، في فرنسا، وقع حظر عديد المواقع المتّهمة بالدّعوة والتّمجيد للإرهاب. ومنذ منتصف مارس 2015، فإنّه من الصّعب جدّا الوصول إلى هذه المواقع، علما وأنّ التّجاوزات تبقى دائما ممكنة. وتهدف هذه التّدابير إلى محاولة التّصدّي للتّطرّف الإسلاميّ الصّريح الّذي يجري منذ عدّة أشهر عبر الإنترنت لتشمل الشّباب، ولا سيّما الفتيات، حيث سُجّلت زيادة ملحوظة في عدد المرشّحين منذ بداية 2014 الى أماكن الجهاد.

وقد كشفت هجمات باريس في أوائل عام 2015، والحرب في سوريا بكلّ وضوح، أنّه في غضون بضعة أسابيع أو حتّى أيّام، يمكن للمرء، من خلال الإبحار على الشّبكات والمنصّات الاجتماعية أو الأشكال الأخرى من الأنشطة على الانترنت، يمكن تشكيل كتائب صغيرة من المتدرّبين الجهاديّين على استعداد لتبنّي المثل العليا للجماعات الإرهابيّة بجميع أنواعها وعلى اختلاف مشاربهم.

هناك أيضا المئات، إن لم يكن الآلاف، من الشّباب الّذين يقع تصيّدهم عبر الإنترنت. فالمرور عبر المسجد لم يعد إلزاميّا، كذلك أماكن الاجتماعات المعتادة. فالانترنت هي عنصر تقوية للتّطرّف. فبعض الشّباب بإمكانهم المغادرة، بين عشيّة وضحاها، من دون أدنى اتّصال فعليّ مع أيّ مجنِّد على الإطلاق، أو حتّى ممارسة فعليّة للشّعائر الدّينيّة. وأشارت إلى ذلك دنيا بوزار، ولا سيّما في نطاق مركز الوقاية من الانحرافات الطّائفيّة  المتعلّقة بالإسلام، وهو في المراتب الأولى في مواجهة التّطرّف في فرنسا. ففي تقرير صدر أواخر 2014،  كشف هذا المركز أنّ هذا التّلقين شمل قرابة  80٪ من الأسر الملحدة أو غير الممارسة للشّعائر الدّينيّة،  أسر ليست من الفئات المحرومة بل على العكس من ذلك، تُعدُّ من الفئات المتوسّطة أو العليا. وقبل كلّ ذلك، فإنّه يؤثّر أساسا على الشّباب الّذين تتراوح أعمارهم بين 15-25 سنة، الّذين خطّط بعضهم، أو غادر فعليّا نحو أرض الجهاد.

هذا التّجنيد من أجل قضايا قصوى هو نتيجة لدعاية فعّالة جدّا تقام بحسب عدّة مراحل.

يمكن أن تبدأ، وفقا لدنيا بوزار، بأشرطة فيديو يكتشفها، عشوائيّا، أثناء بحث على الإنترنت. ثمّ يقع تعميق البحث حول المواضيع الّتي تهتمّ  بالمؤامرة الّتي يسلّطها الأقوى على الأضعف، أو برفض المجتمع الاستهلاكيّ مع الحصّة المفترضة من أكاذيبهم وفضائحهم، أو بمؤامرة شركات الأدوية، أو بالفضائح الصّحيّة، أو بالدّعاية الكاذبة، أو بنوع من ” يخفون علينا كلّ شيء، لا يخبرونا  بشيء” في عالم، بطبيعته،  فاسد تماما . يقول برونو FALISSARD، مدير INSERM 669 “المراهقون لا يتحمّلون الظّلم “، عندما يتحدّث على الصّحّة النّفسيّة للمراهق. ووفقا لذلك، فالعملية تأخذ مجراها، من خلال مجموعة من التّوصيّات على شكل خوارزميّات ، بواسطة طرق فنّية لاختراق المعلومات تلقائيّا استنادا إلى مراكز اهتمام المستخدمين، ويُعتمد في ذلك على عدد من ناقلات الويب 2.0 . يمكننا أن نجد  شركات سرّيّة مهمّتها التّلاعب بالإنسانيّة، ورموز أخفتها  قوى شرّيرة في جميع أنحاء العالم، أو عناصر مقنّعة وقع كشفها عن طريق عمليّات دعاية أو تواصل أو تلاعب.

من نقرة إلى أخرى، ينزلق المترشّح نحو مضامين تستحضر، بطريقة تصاعديّة، الالتجاء المتزايد ضدّ الشّرّ المطلق، والعلاج هو الإرهاب. وتسمح أشرطة الفيديو بتمديد، واستكمال مرحلة التّلقين. وهناك يبدأ تسليط الضّوء على صور، من طبعها مدح الجمال الطبيعيّ للعنف، والقدرة على الخروج من اللّعبة عن طريق القتل، الذّهاب إلى القتال أو من خلال الاندماج في الإنسانيّ.

ويدخل الشّاب مباشرة  في مرحلة التّطرّف، حيث يبدأ المجنِّدون بإغرائه وحثّه على تساؤلات روحيّة، عادة ما تكون غير موجودة حتّى ذلك الحين أو قليلة الحضور، قبل أن تتلوها زخّات ثالثة من أشرطة الفيديو، ولكنّها تحتوي هذه المرّة على مواعظ تنذر وتهدّد من عاقبة الذّهاب إلى الجحيم، وعلى فوائد التّأسلم أو العمل، وهي منتوجات  تدعو  إلى الاستيقاظ  و/أو الفعل.

وبالتّوازي، يقع التّلقين أيضا على الشّبكة الاجتماعيّة. فلا بدّ أن يبدأ المراهق بالانخراط في مجموعة مفتوحة على الشّبكة الشّهيرة من طرف مجنِّديه  لتشجيعه على محاربة المؤامرة. ينسج، وبسرعة، علاقات مع أصدقاء جدد، الّذين يستحضرون، تدريجيّا، الجهاد الكلّيّ أو الحرب على الغزاة.

وبطريقة رقيقة جدّا، يتمّ تصميم خطاب على هذه الشّبكات من قبل المجنِّدين  حسب احتياجات كلّ مترشّح. على سبيل المثال، الفتيات اللّائي تدلّ  ملفّاتهنّ الشّخصيّة (وسمهنّ، ملامحهنّ) على استعدادهنّ للانخراط في القضايا الإنسانيّة والاجتماعيّة، لمساعدة أو تمريض الآخرين، القريبات من الأطفال أو  الحسّاسات بشكل خاصّ لوضع البلدان المحتلّة أو الّتي في حالة حرب أهليّة، كامنة أو حقيقيّة، يتمّ تحديدهنّ ومبادرتهنّ تحت هذه الزّاوية المُئْثِرَة.

وفي هذا الصّدد، كشفت، مؤخّرا، دراسة علميّة بريطانيّة أنّه يُكتفى بعدد قليل من النّقرات على الشّبكة الاجتماعية بحيث تصبح معروفا لديهم أفضل من معظم الأصدقاء أو الأقارب. وهو الشّيء نفسه في عدد من عمليّات الشّراء الّتي تسمح، مقابل دفع، بتحديد ملامح محدّدة بالنّسبة للتّجارة على شبكة الإنترنت، ولكنّ من الواضح أنّ هذا يستخدم أيضا في الشّبكة الإرهابيّة.

في كامبردج، أكّد الخبراء أنّ مئات “إعجاب”، وعبارة “أنا أحبّ” الّتي عبرها يحدّد المستخدم  الصّفحات التّي يفضّلها، يكفي لخوارزميّة لتحديد شخصيّة ما. وبعيدا عن كونه نتيجة لعمل هاوٍ، فإنّ عمليّة التّجنيد  مشابهة لتمشٍّ تجاريّ حقيقيّ، مماثلة لتلك الّتي وجدت عند الطّوائف أو في عمليّات استهداف دقيقة للغاية من وجهة نظر صناعيّة. “إنّها تتوجّه للجميع “، هكذا قال سيرج BLISKO، رئيس البعثة المشتركة بين الوزارات لمكافحة الانحرافات الطّائفيّة  Miviludes . لأنّه  يجب أن لا ننسى البعد الإغوائيّ المُظهر من قبل المجنِّدين الّذين يحاولون الظّهور كأصدقاء للجميع.

إنّها استراتيجيّة للحصر وللإحاطة، وفي نفس الوقت  إرادة للتّحرّر. يتلقّى المستخدم المُبحر رسائل كثيرة من أصدقائه الجدد، مئات من الرّسائل النّصيّة يوميّا، ويجد نفسه في منطق التّفكيك (لشخصيّته). والهدف من وراء ذلك هو عزله. فالرّسائل تستخدم لغة جديدة، ولسانا جديدا، لغة المطّلعين على أسرار الكلمات وتأثيراتها البلاغيّة والعرفانيّة….

وتبدأ قائمة المحظورات تتمدّد فيما يخصّ الغذاء، التّموقع، المنطق… ومن هنا تبدأ هجمة مقاطع أشرطة الفيديو الدّعائيّة على شبكة الإنترنت في مرحلة إعادة البناء. يتمّ إعادة كتابة التّاريخ مع اعتقاد الشّاب، ويقع تشجيعه تدريجيّا نحو التّشدّد، أي المرور إلى الفعل، أي الذّهاب إلى القتال أو الجهاد، لأنّ هذه الطّرق تشمل الآن، لا المشاركة في الجهاد الإسلامي فقط، ولكن أيضا في بعض الأحيان في منطق التّطرّف  الفاشي أو العنصريّ، ولا سيّما ضدّ السّكّان السّود في الولايات المتّحدة الأمريكيّة….

 

إبراهيم الزغلامي

(باحث وإعلامي من تونس)

 

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button