...
دراسات سوسيولوجيةمنهجية التحليل السياسي

شروط نشأة العلم الاجتماعي

المحرك المركزي لنشأة العلم هو الكشف عن القانون الموضوعي الحاكم للظاهرة الاجتماعية بوصفها (شيء) (محيمن يملك نفوذا (مستقل) عن أفراد المجتمع.

ولكي ينشأ العلم الاجتماعي، وليس الانشغال الفكري خسب، يتعين أن يكون الذهن الجمعي محمينا للكشف عن القوانين الحاكمة للظاهرة على الصعيد الاجتماعي. والذهن الجمعي يصبح حسيئا لذلك حينما يبدد ما يجب الوعي الناقد ويحطم الصنمية الفكرية؛ طامحا إلى أكثر من وجوده بالتعرف إلى معنى الحياة والهدف منها.

ولم يكن لعلم الاقتصاد السياسي، كعلم اجتماعي، أن يظهر لكي يفسر الظواهر محل انشغاله إلا بتزامن هيمنة تلك الظواهر، وتضافرها، مع تطلع الذهن الجمعي إلى التعرف إلى القوانين الموضوعية التي تحكمها.

فعبر تاريخ البشر برزت خمس ذهنیات: الذهنية الميثولوجية والذهنية الفلسفية كذهنیات معينة في العالم القديم. والذهنية الفقهية والذهنية اللاهوتية كذهنیات محميمنة في العالم الوسيط. والذهنية العلمية كذهنية مهيمنة في العالم الحديث.

ومع الذهنية الأخيرة فقط، تبلور، وفي غرب أوروبا، علم الاقتصاد السياسي، على الرغم من أن جل الظواهر التي استنهضته، منذ بضعة قرون خسب، كانت موجودة منذ آلاف السنين. ففي العالمين القديم والوسيط كان أمام الرأسمالي، والذي يملك نقودا يهدف إلى إنمائها، سواء أكان في بابل قبل الميلاد أم في القدس في القرن الأول أم في روما في القرن الثالث أم في بغداد في القرن العاشر، ثلاثة اختيارات:

– الاختيار الأول: أن يشتري سلعة بسعر منخفض ويعيد بيعها بسعر مرتفع ويحصل على الربح الناتج عن الفارق بين هذين السعرين. وقد تتم هذه العملية في داخل البلد الواحد، أو بين بلدين أو أكثر.

تحميل المحاضرة

vote/تقييم

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى