صدور كتاب الحرب العالمية الثالثة بدءا من بحر الصين

فى القرن الجديد لم تعد الدراسات الإستراتيجية والتحليلات العسكرية مقصورة على فكرة إندلاع حربا نووية بين الولايات المتحدة و روسيا كما فى القرن الماضى بل يشهد القرن الجديد صراعات عالمية وصعود أزمات كبرى خطرة أكثر تعقيدا بكثير عما كانت عليه أزمات حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية فالعالم الان على فوهة بركان ساخن يوشك على الإشتعال و الإنفجار و سنتحدث فى هذا الكتاب عن إحدى بؤر الصراع العالمى ربما كانت هى الأخطر فعليا فى القرن الجديد وهى ازمة بحر الصين حيث سنستعرض أسباب أزمة بحرا الصين الشرقى والجنوبى و إستراتيجيات تحديث الجيش الصينى الذى يبنى قوته الضاربة من أجل مواجهة عسكرية محتملة وقريبة مع الولايات المتحدة فى بحر الصين وغرب المحيط الهادئ فقد عمل الجيش الصينى على تحديد عددا من عناصر التسلح التى سيركز عليها فى إطار إستراتيجية الردع ومعالجة الخلل فى الميزان العسكرى مع الولايات المتحدة وركزت الصين على تكثيف وتحسين مجمعات الصواريخ الباليستية والمجنحة المضادة للسفن وتحديث وترقية أسطول غواصاتها التقليدية والعاملة بالدفع النووى الهجومية والباليستية وعملت الصين على تدشين وزيادة أعداد حاملات الطائرات ومدمرات الصواريخ الموجهة وفرقطات الدفاع الصاروخى والمدافع الكهرومغناطيسية وأسلحة الضرب السريعة التى تزيد وترفع من قدرات الجيش الصينى على القتال بشراسة فى عمق المياه الزرقاء العميقة بعيدا عن مراكزه وقواعده ومطاراته الرئيسية وعناصره اللوجستية المنشورة أرضا وهو ما يناسب مهام وأدوار البحريات العظمى وهى إستراتيجيات التحديث التى ترمى إلى تحويل البحرية الصينية من تصنيف بحرية إقليمية خضراء ذات قدرة قتالية متدنية إلى بحرية عظمى زرقاء ذات قدرة قتالية عالية كما عملت الصين فى التركيز على تحسين دقة ومديات صواريخها الباليستية والمجنحة والتى ستعمل بها على إمطار القواعد الجوية والعسكرية الأميركية المنشورة فى كوريا الجنوبية واليابان وتايوان وجوام والمحيط الهادئ والهندى بهدف تحطيم الطائرات الأميركية على الأرض و فرض السيادة الجوية الصينية على سماء المعركة فالصين تسير على تطبيق إستراتيجية خلق وبناء القدرة التسليحية الضاربة والكافية والقادرة على منع وصول الأميركيين إلى حدود البر الصينى وهى إستراتيجية تسمى بخلق المناطق المحرمة ومناطق منع الوصول “Anti-access/area denial”وإختصارا “A2/AD” على الجانب الأخر أو الجانب المضاد سنحكى تفصيليا عن الخطوات التكتيكية والإستراتيجية التى اعتمدها الجيش الأميركى من أجل التكيف السريع مع القدرات العسكرية الجديدة للجيش الصينى ومدى استعداداته لخوض حربا تقليدية أو نووية شاملة مع الصين أو روسيا التى ستسارع إلى نجدة حليفتها الصين فالجيش الأميركى أطلق إستراتيجية عسكرية مضادة لإستراتيجية الصين الخاصة بمنع الوصول وخلق المناطق المحرمة تحت إسم إستراتيجية الولوج أو النفاذ التشغيلى المشترك”Joint Operational Access Concept” التى تعرف إختصار ب “JOAC” والتى يهدف بها الجيش الأميركى نحو تحطيم الجهود العسكرية الصينية كما سنذكر إستراتيجيات بعض بلدان شرق آسيا الهامة كاليابان وكوريا الجنوبية وفيتنام العاملة نحو تعزيز قدراتهم العسكرية من أجل مواجهة الصين التى تطمع فى السيطرة وحدها على ثروات بحر الصين بإختصار فكرة الكتاب تقوم عن الحديث عن الإستراتيجية الصينية فى منع الوصول وخلق المناطق المحرمة “A2/AD” مقابل الإستراتيجية العسكرية الأميركية فى الولوج والنفاذ التشغيلى المشترك “JOAC” فلمن ستكون الغلبة من يرغب فى منع الوصول من الصينين أم من يرغب فى النفاذ والولوج التشغيلى المشترك من الأميركيين ومن سينتصر أخيرا فى الحرب العالمية الثالثة وأختتم الكتاب بفصل كامل يتحدث عن إمكانية إستنساخ العرب للتجربة الصينية نحو البناء الشامل من أجل خلق مناطق منع الوصول تقيد وتحد من حرية عمل الجيش الإسرائيلى وإعتماد إستراتيجيات الجيش الكورى الشمالى لمجابهة ومكافحة الأجيال الجديدة من حروب العقد الثالث من القرن الحادى والعشرين .

 

 

vote/تقييم

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button