إن أهمية منطقة الشرق الأوسط لا تكمن في مساحتها الجغرافية أو حجم سكانها أو وفرة خيراها وثرواتها فحسب، بل من موقعها المتميز وسط مبحال جيواستراتيجي يتمتع هو أيضا موقع متميز في العالم، لذلك شكلت عبر التاريخ بؤرة إستراتيجية ما بين الإمبراطوريات و أصبح الاستيلاء عليها عنوانا للنقود العالمي يشير إلى دولة الكورى معينة.
وفي هذا الإطار شهدت الحالة الجيوسياسية الجديدة في هذه المنطقة صعود قوة إقليمية كایران و ترکها و اصطدام الصراع بين القوى الكبرى الإقليمية مقابل تراجع المشروع العربي و قد أخذ هذا الصراع يقترب من المنطقة المركزية للمجال الجيوسياسي الإسلامي لينش واقع جديد يفرض على الباحثين مراجعة ما كان مستقرا من مقاهيم و النظريات تتعلق بالهيمنة الأمريكية التقليدية و المطلعة على منطقة الشرق الأوسط
ويحتاج حقا إلى مراجعة المصالح المشتركة بين العرب و الإيرانيين و الأتراك و الروس والأمريكيون في العطور الجديد للواقع العربي بعد حدوث تحولات سياسية عميقة أثرت على الواقع العربي و غيرته جذريا و التي بدأت يغزو العراق و ثم بالانتفاضات العربية أو الربيع العربي و الذي وقف أمام الحائط السوري و بذلك تحولت سوريا إلى بؤرة للصراع العالمي و اختزل الصراع الشرق الأوسطي فيما هو أخير الاتفاق المغربي مع إيران في ما يخص ملفها النووي و الذي انعكس بطبيعة الحال على الواقع العربي و زاده تأزما.
و إن التوجهات السياسية الداخلية و الخارجية لهذه الدولة خاصة إيران وتركيا وروسيا خلال فترة التي تغطيها هذه الدراسات شهدت تركيا انفتاحا على منطقة العربية المبادئ التي طبقها حزب العدالة والتنمية كتصفير المشاكل مع دول الجوار التركي و روسيا التي تزيد ملأ الفراغ الذي خلقه الانسحاب الأمريكي من العراق و حماية حليفها من السقوط و حماية المقدسات الشيعية في المنطقة. و على الرغم من أهمية علاقة الدول العربية مع جميع دول الجوار الجغرافي البالغة 11 دولة في القارتين الأسيوية و الإفريقية إلا أن علاقات الدول العربية بإيران و تركیا و الولايات المتحدة الأمريكية و روسيا تتأثر بالأولوية القصوى في المرحلة الراهنة بعد أن تمكن كل منهم بأسلوبه الخاص والمحتلف من الاستفادة القصوى من الضعف السياسي العربي الرستمي، و تعظيم الفائدة من المستجدات الإقليمية و العالمية المتلاحقة من أجل تحدد بأكبر قدر وتحسين استراتيحياكم في المنطقة الشرق الأوسط، و هذا ما تسعى هذه الدراسة البحثه خلال فترة (2001-2015).