صرخة تحذيرية من موجة جديدة “للاجئي المناخ” تهدد منطقة البحر المتوسط

  صرخة تحذيرية من موجة جديدة “للاجئي المناخ” تهدد منطقة البحر المتوسط

ملايين حالات النزوح تهدد مصر بسبب التغير المناخي .. وتحذيرات من غرق الدلتا والإسكندرية وبورسعيد

بقلم – عمرو سليم:

تعتبر المياه قضية محورية لمعظم سكان العالم لذلك تتضافر الجهود العالمية للوصول الى حلول مستدامة لها، فالماء هو أساس الحياة ومصدر البقاء على سطح الأرض، ومن ذلك المنطلق انطلق منتدي “أمواج” بمدينة برشلونة الإسبانية خلال الأسابيع القليلة الماضية ليستضيف مجموعة من الخبراء والمتخصصين بمجال المياه والتنمية المستدامة من أجل طرح حلول مبتكرة لمواجهة أزمة ندرة المياه، وإعادة استخدامها بشكل صحيح، وأيضا المناداة بخلق تعاون مائي بين الدول لمواجهة تبعات ظاهرى التغير المناخي، التي بدأت آثارها فى الظهور حول العالم، ويحذر من موجة جديدة تهدد استقرار المنطقة بسبب ظهور ما يسمي “لاجئي المناخ”.

فخلال يومان كاملان ناقش منتدي “أمواج” الآثار الخطيرة لظاهرة التغير المناخي التى بدأت بالفعل فى التأثير على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالإضافة لدول منطقة البحر المتوسط.

فى البدلية يقول “ستيوات ريجولت” مؤسس منظمة “ريفولف” المهتمة بشئون التنمية المستدامة:   “تؤثر التغيرات المناخية على الجميع المواطنين في كافة البلدان ، ولا سيما سكان المدن الساحلية والمزارعين الذين سيختبرون الآثار المباشرة لارتفاع مستويات البحار، وما ستسببه من فيضانات و جفاف طويل الأمد، الذى سيضر بشدة بالمنتجات الزراعية، ويزيد من مخاطر التصحر وانهيار الإنتاج الزراعي”.

أضاف: لمواجهة تلك التأثيرات يمكن للسلطات المحلية والإقليمية والوطنية اتخاذ إجراءات لإعادة تشجير الحدود الخارجية للأراضي الزراعية للمساعدة في التصدي لآثار الجفاف، مع وضع خطط عامة للتوعية الشعبية وتهيئة المواطنين للتعامل مع الاسوأ، وإرشادهم لما يمكنهم فعله للمساعدة في التصدي لتلك الآثار، مثل الحد من استهلاك المياه في منازلهم، ووضع خطط لزيادة التنوع البيولوجي في المدن ، وخفض انبعاثات الكربون، ليكون الحفاظ على الهواء نقياً هو السبيل الأمثل لمواجهة تلك الأزمات.

أما “ميجيل جارسيا هيريز”، نائب الأمين العام لمنظمة “الاتحاد من أجل المتوسط:”، قال: “يجب ان تتعاون الحكومات خاصة بمنطقة البحرالمتوسط لإدارة الموارد المائية بطريقة فعالة، وتحديات  المياه الآن تتزايد بصورة كبيرة خاصة مع بدء ظهور تأثيرات التغير المناخي، فالمياه قضية لها أولوية خاصة لأى حكومة فى العالم، والمياه لها تأثير حيوي على الزراعة والسياحة والصناعة خاصة بإقليم البحر المتوسط، ودعا للتخطيط بشكل أوسع للاستثمارت المائية خلال المستقبل، وحذر من التحديات المائية التى تواجه منطقة البحر المتوسط خاصة مع التغير المناخي خاصة بالمناطق الساحلية وما تواجهه من مخاطر كبري تتنامي بإستمرار”.

أما “ثوماس فان جيلست”، رئيس قسم المياه ببنك الاستثمار الأوروبي ، فحذر من ان التغير المناخي سوف يؤثر بشدة على منطقة البحر المتوسط، وموضوع ندرة المياه سيؤثر على مصر ، لانها تمتلك عدد كبير من السكان، و سيكون الموضوع مهم جدا لها، ودعا الحكومات للتخطيط على البعد الطويل لكيفية تحقيق احتياجات المواطنين.

–        “لاجئي المناخ”:

فى ذات السياق حذرت مؤسسة “ريفولف”، فى تقرير لها بعنوان “المياه حول المتوسط 2017” من التأثير العميق للتغير المناخي على موارد المياه العذبة وارتفاع مستوي سطح البحر وما يمثله من تهديد وجودي لعدد من المناطق باقليم المتوسط.

“اندرز باجرسكوك” كبير المتخصصين فى إدارة المواد المائية بمجموعة البنك الدولى للمياه يحذر فى التقرير، من ان تغير المناخ سيزيد الإجهاد المائي فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكذلك الفيضانات والجفاف  التى ستضر بالفقراء بشكل غير متكافىء، كما ان ارتفاع مستوي سطح البحر سيتسبب فى تملح الدلتا و مخازن المياه الجوفية فى المناطق الساحلية مما سيؤدي لاضطرابات فى الإنتاج الزراعي ومياه الشرب.

ودعا “باجرسكوك” لتحقيق شراكات بين القطاعين العام والخاص بالمنطقة لمعالجة القيود التشغيلية لمرافق المياه وتطوير السياسات والتكنولوجيا والإدارة المؤسساتية لتحقيق الأمن المائي.

كما حذر التقرير أكثر من مرة من التهديد الذى سيسببه تغير المناخ على مصر خاصة منطقة دلتا النيل، حيث من المتوقع ان يؤدي ذلك الى ارتفاع سطح البحر مما سيسبب ظاهرة ستشهدها مصر لأول مرة وهي “لاجئي المناخ”، بالإضافة لمشاكل ندرة المياه و تدمير الأراضي الزراعية، وتأثيرهما على توفير الغذاء للمواطنين.

ـ تأثير التغير المناخي على مصر:

وكانت قد حذرت العديد من الدراسات التى ظهرت خلال السنوات الأخيرة من ان التغير المناخي وما يسببه من ارتفاع مستو ى سطح البحرفي مصر بمقدار ٠‚٥ متر بحلول عام ٢٠٥٠ و فى هذه الحالة ستفقد الإسكندرية حوالي ‚٧ ٣١ كم من مساحتها، كما انه سيتم تهجير ١‚٥ مليون شخص، بالإضافة إلى فقدان مئات الألاف من الوظائف..

 أما بالنسبة لمدينة بورسعيد فتهددها ظاهرة ارتفاع مستوى سطح البحر بشكل خاص نظراً لأن لديها أعلى معدلات هبوط فى البلاد ( حوالي ٥ م سنوياً) على مستوى الجمهورية، ومن المتوقع أن يؤدى ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار ٠‚٥ متر إلى فقدان حوالي كم ٢١ ٨‚ ٢ من مساحة بورسعيد، بالإضافة إلى خسارة حوالي ٦‚٨ ألف وظية، كما حذرت بشدة التقارير الخيرة من ان ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار ١ متر سوف يؤدى إلى وجود حوالي ٣‚٥ مليون لاجئ بيئي بمصر .

وتتواصل التحذيرات من معظم دول العالم وخبرائها من مخاطر ظاهرة التغير المناخي وما سيتبعها من أزمات اقتصادية وسياسية واجتماعية ستضرب مصر ودول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، علي أمل ان تكون تلك التحذيرات بمثابة صرخات تحذيرية تدفع حكومات المنطقة ومؤسساتها المعنية للتعاون وأخذ الاستعدادات اللازمة قبل فوات الآوان، على أل ان تتحول قضية المياه لعنصر للتعاون بين الدول بدلاً من النزاع والصراع.

نسب ومعلومات تهمك:

–        هناك علاقة قوية بين ندرة المياه وعدم الاستقرار الغذائي و الصناعي والمعيشي والهجرة، وايضا الصراعات و النزاعات.

–        إدارة المياه بطريقة أكثر كفاءة تحد من الهجرة والصراعات الإقليمية التى ربما يتولد عنها أعمال عنف.

–        تمتلك منطقة البحر المتوسط 3% فقط من موارد المياه العالمية، بالرغم من انه يسكنها ما يقارب من 180 مليون نسمة، من ضمنهم 50% من فقراء العالم.

–        يعيش 60% من سكان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى مناطق شديدة الإجهاد المائي.

–         يعيش 40% من سكان العالم فى حوض مائي بين بلدان أو أكثر.

–        اذا استمرت المعدلات الحالية لتدهور الأراضى الزراعية سيضيع 8.3 مليون هكتار آخر من الأراضي الزراعية بحلول عام 2020.

–        يبلغ متوسط وفرة المياه فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 1200 متر مكعب سويا فقط، أى أقل 6 مرات عن المعدل العالمي.

–        تنفق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2% على إعلانات المياه، وهى تمثل أعلى نسبة من الناتج المحلى الاجمالى.

–        من المحتمل ان تصل الفجوة الغذائية بمصر نتيجة التغير المناخي إلى ٢،٥١ مليار دولار، فى 2030 أى بمعدل زيادة تصل إلى أكثر من عشرة أضعاف من قيمتها الحالية.

                           عمرو سليم

رئيس تحرير المستقبل

عضو لجنة محو الأمية المعلوماتية بمنظمة اليونسكو

عضو مشارك بمنظمة الميثاق العالمي للأمم المتحدة

 

 

vote/تقييم

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button