دراسات سوسيولوجية

فِيّ ذِكرَىَّ اليَوُم العَالَمِي للِتَسَامُح.. سَقَطَ العَدلُ عَلَىّ المَدَاخلِ

بقلم: د.محمـد عبدالـرحمـن عريـف*
في 16 تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام يحتفل العالم بذكرى اليوم العالمي للتسامح.. تعود جذور هذا اليوم للعام 1996، حيث دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة الدول الأعضاء إلى الاحتفال باليوم الدولي للتسامح ، من خلال القيام بأنشطة ملائمة توجه نحو كل من المؤسسات التعليمية وعامة الجمهور (القرار51/95، المؤرخ 12 كانون الأول/ ديسمبر). وجاء هذا الإجراء في أعقاب إعلان الجمعية العامة في عام 1993 بأن يكون عام 1995 سنة الأمم المتحدة للتسامح (القرار 48/126). وأعلنت هذه السنة بناء على مبادرة من المؤتمر العام لليونسكو في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 1995، حيث اعتمدت الدول الأعضاء إعلان المبادئ المتعلقة بالتسامح و خطة عمل متابعة سنة الأمم المتحدة للتسامح. توجز وثيقة نتائج مؤتمر القمة العالمي لعام 2005 (A/RES/60/1) ، التزام الدول الأعضاء والحكومات بالعمل على النهوض برفاه الإنسان وحريته وتقدمه في كل مكان، وتشجيع التسامح والاحترام والحوار والتعاون فيما بين مختلف الثقافات والحضارات والشعوب.
جاءت جائزة اليونسكو- مادانجيت سنغ لتعزيز التسامح واللاعنف وأنشئت هذه الجائزة في عام 1995 بمناسبة الاحتفال بسنة الأمم المتحدة للتسامح وبذكرى مرور مائة وخمسة وعشرين عاماً على ميلاد المهاتما غاندي. وفي هذا العام أيضاً اعتمدت الدول الأعضاء في اليونسكو إعلان المبادئ بشأن التسامح. وقد اُستلهم إنشاء الجائزة من المثل العليا الواردة في الميثاق التأسيسي لليونسكو الذي ينص على أن “من المحتم أن يقوم السلام على أساس من التضامن الفكري والمعنوي بين بني البشر”. ويتم منح الجائزة كل سنتين خلال احتفال رسمي بمناسبة اليوم الدولي للتسامح (16 تشرين الثاني/ نوفمبر.
في ذكرى هذا اليوم يجب عمل مدخلاً حول النهج الجديد لتناول الحضارة من خلال الوعى والرؤية والسياسة العالمية للحضارة الجديدة من تحالف الحضارات ومشروع لإنسانية عالمية، ورؤية السلام العالمى، وروحها، وإحياء الحضارة المشتركة، والتمييز والاستقطاب. مع الانفتاح العالمى، من خلال معيار السياسيات الخارجية التى تعمل على كسب الأصدقاء، وليس صناعة الأعداء، والأهداف والمقاصد من تحالف الحضارات، والنهضة الاقتصادية والسلام والاستقرار، كيفية مدّ الجسور من خلال فهم الحاضر من إدراك الماضى، وتحالف الحضارات من خلال رأب الصدع بين الغرب والعالم والإسلامى.
في ذكرى هذه اليوم يجب أن يُعدّ جوابًا وردًا عالميًا ضد القمع والعنف والإرهاب والحرب والجرائم اللاإنسانية التى أحالت عالمنا بركة من الدماء، وطوقت منطقتنا بسياج من الآلام والدموع والاضطرابات، وتسببت فى موت الآلاف من البشر، وإصابة مئات الآلاف الآخرين بالعاهات الجسدية، وشردت الملايين عن بيوتهم وأوطانهم، إنها مبادرة حب وصداقة وسلام أطلقناها ضد مختلف أنواع الحقد والكراهية والعداء، مضيفًا أن غايتنا هى تحقيق بناء وعى إنسانى وضمير اجتماعى جديد، بغية أن يسود الجمال لا القبح، والخير لا الشر، والنور لا الظلام، وإن هدفنا البناء والحياة والبقاء لا الهدم والتخريب والدمار. على أنه إذا ما رفعنا شعار التسامح، ونادينا بالتسامح، ودافعنا عن ثقافة التعايش الجماعى، فإننا لن نشهد أية هجمات عرقية مرة أخرى.
في ذكرى اليوم العالمي للتسامح نطالب المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن والأمم المتحدة بضرورة الاضطلاع بمسئولياتها في هذا الشأن، وتطوير عقوبات رادعة ضد كل من تسول له نفسه ممارسة التمييز العنصري ضد الأفراد والمجتمعات والدول الآمنة
* د.محمـد عبدالـرحمـن عريـف.. كاتب وباحــث في تاريخ العرب الحديث والمعاصر وتاريخ العلاقات الدولية والسياسة الخارجية. عضو الاتحاد الدولي للمؤرخين.

 

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى