قراءة في الأهمية الجيوسياسية للوطن العربي

أعداد الطالب:  صخري محمد       

 ماستر علوم سياسية والعلاقات الدولية – تخصص دراسات أمنية

ملتقى الوطن العربي في بيئة دولية

خطة البحث

مقدمة

الفصل الأول: الخصائص الطبيعية للوطن العربي

المبحث الأول: الموقع الجغرافي والفلكي للوطن العربي

المبحث الثاني: الطبيعة المناخية والتضاريسية في الوطن العربي

المبحث الثالث: الموارد الاقتصادية الموجودة في الوطن العربي.

الفصل الثاني التعريف السياسي للوطن العربي وعوامل نشأته

المبحث الأول: تعريف الوطن العربي (سياسيا)

المبحث الثاني: التطور التاريخي للوطن العربي

المبحث الثالث: البعد الثقافي والتنظيمي في الوطن العربي.

الفصل الثالث: الواقع الاجتماعي والبشري للوطن العربي

المبحث الأول: الوضع الديموغرافي وطبيعة التركيبة السكانية في الوطن العربي.

المبحث الثاني: الوضع الاجتماعي في الدول العربية.

الفصل الرابع: الواقع السياسي والأمني للمنطقة العربية.

المبحث الأول: خصائص النظم السياسية العربية ومصادر شرعيتها.

المبحث الثاني: التهديدات الأمنية في الوطن العربي.

المبحث الثالث: الانفاق العسكري العربي.

الخاتمة

 

مقدمة

يشكل الوطن العربي مسرحا مفتوحا لتيارات الصراع الاستراتيجي بين مختلف القوى الدولية، اذ انه يتوسط العالم الثالث بحيث أنه يتكون من جناح افريقي وأخر أسيوي، ولقد أدت التحولات التي شهدتها العلاقات الدولية منذ 1989 الى تغير جيوسياسية وراسيا، وأدى الى بروز متغيرات عدة أهمها تنامي العامل الاقتصادي وأصبح الاقتصاد يحظى بأولوية في اهداف كل الدول وخاصة القوى الكبرى.

ومن وجهة نظر جيوسياسية حظيت المنطقة العربية أو ما يسمى بالوطن العربي أو العالم العربي بأهمية كبيرة ، وأصبح موجود بشكل تابت في حسابات القوى الكبرى سعيا منها الى بسط نفوذها ، ويمكن القول أن الصراع في المنطقة العربية متضمن في صراع على القوة على نفوذ و على الثروة ، ولهذا يتبين اليوم أن حقل اللعبة الجيوسياسية في الوطن العربي هو أكثر تعقيدا ربما من أي منطقة أخرى في العالم لأنه يتضمن صراع بين دول الإقليم العربي من جهة  وصراع بين القوى الكبرى من جهة أخرى ، بالإضافة الى فواعل أخرى مؤثرة مثل شركات متعددة الجنسيات و المنظمات الدولية و الإقليمية. الخ

والسؤال المطروح هو فيما تكمن الأهمية الجيوبوليتيكية للوطن العربي؟

 

الفصل الأول: الخصائص الطبيعية للوطن العربي

المبحث الأول: الموقع الجغرافي والفلكي للوطن العربي

من اهم سمات الموقع الجغرافي للوطن العربي هو امتداده الكبير ومساحته الهائلة فهو يقع في نصف الكرة الشمالية، ويتوسط العالم، اذ تقدر مساحته 14.2 مليون كيلومتر مربع أي 10 بالمائة من مساحة العالم وثاني رقعة في العالم بعد روسيا.

فلكيا يمتد بين دائرتين عرض 3 درجة جنوبا و38 درجة شمالا ويمتد بين خطي طول 17درجة غربا و60 درجة شرقا.

يحد الوطن العربي من الشمال البحر الأبيض المتوسط وجبال طوروس وهضبة الاناضول (تركيا شرقا) ويحده من الشرق الخليج العربي والخليج العماني، بالإضافة الى جبال ذاجروس وكردستان، أما من الغرب فيحده المحيط الأطلسي ومن الجنوب الهندي وبحر العرب. (1)

-تبلغ مساحة الجناح الاسيوي 28 بالمائة، أما الجناح الأفريقي 72 بالمائة

المصدر: إبراهيم محمد الحمادي وأحمد محمد الشبعان وعبد الرحمن محمد الدخيل، جغرافية الوطن العربي، (الرياض: وزارة التربية والتعليم، ط1، 2007-2008).

– أهمية الوطن العربي:

1-الوطن العربي ملتقى السلالات البشرية:

لقد وقع الوطن العربي تحت تأثير هجرات متتالية من سلالة البحر المتوسط السمراء والصحراوية امتدت منها أزرع نحو الجنوب  ،فأثرت فى الأقاليم المحيطة بالبحر الأحمر ، كما أثرت المجموعة الأرمنية على سكان الأقاليم الجبلية التي تطوق البلد العربية الأسيوية الشمال ، ووصل تأثيرها جنوبا على عمان ، كما أن المؤثرات الزنجية من أواسط أفريقيا أثرت على التركيب الجنسي لسكان جنوب البلاد العربية ، وقد أصبح تقارب أطراف التوزيع الجغرافي للسلالات البشرية المعاصرة في منطقة الوطن العربي ( جنوب غرب آسيا خصوصا ) مدعاة لاعتبار هذا الإقليم أرجح الأقاليم لأن يكون الوطن الأصلي للإنسان المعاصر ولسلالته ، ويضاف إلى ذلك انتقال التجارة الحضارية إلى جنوب شرق آسيا حيث تزاوجوا مع السكان وعادوا بأبنائهم إلى اليمن .

2 – نشر الديانات السماوية:

إذ يعتبر الوطن العربي مهبطا للديانات السماوية الكبرى، ثم مركزا لتصديرها ونشرها خارجها، أي أن المنطقة قامت بدور الدعوة (البلاغ) الروحية والفكرية والإسلامية، وحتى كان هذا الدور محدودا في الفترة اليهودية إلا أنه نشط بقوة في الفترة الإسلامية. وقد أثر الإسلام في تحديد هوية وشخصية تلك المنطقة من العالم، والتي سميت بالوطن العربي.

3 – نشأة الحضارات وقيام الاتصالات الحضارية:

يعد الوطن العربي من أقدم أقاليم الأرض والذي شهد نشأة العديد من الحضارات القديمة ، وتميزت حضاراته بالاستمرار وتنوع مظاهرها واتساع اتصالاتها في نطاق العالم القديم ، وذلك كله بفضل الوضع الداخلي ( الأوضاع الاقتصادية و التجارية الداخلية ) والموقع الخارجي للأقاليم ، فالبيئة المعتدلة في مصر والعراق ، منشأ الزراعة وموطن الحضارة قامت فيها حضارة الفراعنة –بابل – آشور حيث السومريين والأشوريين وغيرهم ، وعلى ساحل سوريا قامت حضارة الفينيقيين البحرية والكنعانيين والأراميين ، وعلى مرتفعات اليمن قامت حضارة سبأ ومعين وحمير ، وتنوعت البيئات فتنوعت مظاهر الحضارة كلها قدمت رصيدا هائلا للإنسانية ، وتقدمت بالإنسان قرون عديدة . (1)

 

المبحث الثاني: الطبيعة المناخية والتضاريسية في الوطن العربي

الوطن العربي أرض شاسعة، مترامية الأطراف تمتد بين دائرتي العرض 3 جنوبا، 38شمالا تقريبا. ومعنى ذلك أن هذا الوطن رغم اتساع مداه من الجنوب إلى الشمال، فأن القسم الأعظم منه يقع داخل نطاق المنطقة المدارية الحارة، ومساحة محدودة من أرضه تشغل هامشا في نطاق المنطقة المعتدلة الدفيئة. ومن ثم فإن دراجات الحرارة لا تتباين كثيراً بين إقليم وآخر في الوطن العربي، ومهما اختلفت فأنها ليست هي الفارق التي يميز بين أقاليمه، وأنها أهم فارق يميز إقليما منها عن الآخر هو المطر، والمطر دائماً هو العامل ألمناخي الذي يميز بين الأقاليم ذات المناخ الحار.

توزيع اليابس والماء

يشغل الوطن العربي مساحة شاسعة من اليابس تمد بين قارتي أفريقيا وآسيا، أما الأذرع المائية التي تتوغل في اليابس، كالبحر الأحمر والخليج العربي فتشغل مساحات ضيقة، بينما المسطحات المائية الواسعة التي تتواجد بالأرض العربية ممثلة في البحر المتوسط، والمحيط الأطلنطي فلا تتوغل داخل اليابس ونتيجة ذلك أن المؤثرات البحرية لا يعدو أثرها الجهات الساحلية من حيث انخفاض درجات الحرارة نسبياً في فصل الصيف، وارتفاع الرطوبة وكمية الساقط، بينما تكون الأقاليم الداخلية متطرفة.

المناخ في الوطن العربي والمسطحات المائية

مناخيا يقع الوطن العربي بين العروض المدارية والمعتدلة، حيث أن بعض أطرافه الجنوبية تقترب من خط الاستواء، بل تصل حتى الى طرف جنوبي لصومال في خط عرض 3 درجة جنوبا، وبالتالي فباستثناء الجبال المرتفعة فان الصفة المناخية السائدة في كل الوطن العربي هي ارتفاع الحرارة في فصل الصيف واعتدالها في الشتاء.

ويمتد الوطن العربي بشكل كبير وسط أكبر تجمع قاري في العالم، ولهذا فالصفة القارية هي الصفة المناخية السائدة فيه، وذلك على الرغم من ان له سواحل ممتدة لبضعة ألاف من الكيلومترات على المحيطين الأطلسي والهندي وعلى البحرين الأحمر والمتوسط وعلى الخليج العربي. فأن تأثير هذه المسطحات على مناخه لا يكون كثيرا في الداخل الا في مناطق قليلة، بينما ينحصر معظمها في الأشرطة الضيقة والذي ستوقف اتساعها على طبيعة المسطح المائي نفسه وعلى تضاريس الساحل واتجاه الرياح.

فالبحر الأحمر مثلا تأثيره على المناخ محدود بسبب ضيقه واحاطه بالجبال والصحاري من الشرق والغرب، وارتفاع درجة حرارة مياهه والرياح الحارة أيضا.           

أما البحر المتوسط فتأثيره أكبر من البحر الأحمر على مناخ الوطن العربي لعدة أسباب منها أنه أكبر اتساعا وامتدادا، وأن مياهه أقل حرارة بصفة عامة وأن الرياح التي تهب من الاتجاهات الشمالية والغربية.

كما نلاحظ أن تأثير المحيط الهندي على مناخ الوطن العربي لا يتناسب مع حجمه أو موقعه اذ أن تأثيره ينحصر عموما في زيادة رطوبة الهواء على سواحل الدول المجاورة له، وفي تزويد المناطق الجنوبية والشرقية من شبه الجزيرة العربية بالهواء المداري البحري الرطب الذي يؤذي الى سقوط الامطار.

ومن جهته يبقى المحيط الأطلسي من البحار الأكثر تأثيرا على المناخ المنطقة العربية بحكم ان القسم الاستوائي منه يشمل الخليج الغاني وهو مصدر هواء مداري بحري يساهم في تساقط الامطار في كل من السودان وكذلك في القرن الافريقي ومرتفعات اليمن وجنوب السعودية.

والخلاصة ان المسطحات المائية تلعب دورا مهما في الخصائص المناخية للدول العربية وبالتالي تنوع المناخ في الوطن العربي. (1)

 

المصدر: إبراهيم محمد الحمادي وأحمد محمد الشبعان وعبد الرحمن محمد الدخيل، جغرافية الوطن العربي، (الرياض: وزارة التربية والتعليم، ط1، 2007-2008).

توزيع المعدلات الحرارية

أولا في فصل الصيف تشتد الحرارة في معظم مناطق الوطن العربي، صاعدا للمناطق الساحلية حول البحر الأبيض المتوسط ومناطق ذات جبال مرتفعة وعلى هذا الأساس يمكن تقسيم الوطن العربي الى 3 أقسام وهي

1-مناطق الصيف شديد الحارة، تزيد معدلات الحرارة من42 درجة الى 47 درجة مثل مناطق المتواجدة في قلب الصحراء الكبرى كمنطقة عين صالح في الجزائر ومناطق وسط وجنوب السودان وكذلك في شبه الجزيرة العربية كدول الخليج العربي.

2-مناطق صيف حار وفيها تمتد معدلات الحرارة ما بين 27 و42 درجة وتظم مناطق الداخلية في دول شمال افريقيا وجنوب السودان واليمن.

3-مناطق صيف معتدل وفيها لا تزيد الحرارة عن 27 درجة وتشمل مناطق المحيطة بالبحر المتوسط ومرتفعات العراق والمرتفعات المحيطة بالبحر الأحمر.

ثانيا في فصل الشتاء هذا الفصل دافئ نسبيا في أغلب أجزاء العالم العربي، باستثناء المناطق الجبلية التي تشتد فيها البرودة مثل المناطق الجبلية في دول المغربي العربي.

ثالثا الربيع والخريف

نلاحظ أن انتقال بين الصيف والشتاء يحدث بصورة سريعة في بعض المناطق، بينما يحدث بصورة تدريجية في مناطق أخرى وحرارة هي معتدلة 15-25 درجة في مختلف المناطق العربية. (1)

الخصائص التضاريسية للوطن العربي (مظاهر السطح)

ويمكن تمييز الأشكال التضاريسية التالية في الوطن العربي:

1 – هضاب متوسطة:

تغطى الجزء الأكبر من الوطن العربي مرتبطة بالكتلة الصلبة القديمة، وتمتد في الجانب الأفريقي في الكتلة العربية الأفريقية بمتوسط ارتفاع يتراوح بين 500 – 1000 متر، وفى هضبة شبه الجزيرة العربية (هضبة نجد) في الجانب الأسيوي ومتوسط ارتفاعها حوالي 600 متر، وتنحدر هضبة الصحراء الكبرى (الكتلة الأفريقية) بوجه عام نحو الشمال. كما هو الحال في الصحراء الغربية في مصر، بينما تنحدر هضبة شبه جزيرة العرب نحو الخليج العربي شرقا ونحو سهول دجلة والفرات شمالا.

يشير التاريخ الجيولوجي إلى أن هضاب الوطن العربي كانت هضبة واحدة تمتد من الخليج العربي إلى المحيط الأطلسي، حتى تكون البحر الأحمر فشطرها إلى هضبتين كبيرتين، هما هضبة شبه الجزيرة العربية بامتدادها الشمالي الشرقي نحو بادية الشام وهضبة العراق الغربية، والهضبة التي تمتد عليها الصحراء الإفريقية العظمى.

  • العوامل الأساسية لتكوين ملامح وظواهر هضاب الوطن العربي؟

. طبيعة التكوينات السطحية ودرجة تماسكها وصلابتها
. أثر فعل المياه الجارية السطحية ودرجة تماسكها وصلابتها
. التباين الواسع في درجات الحرارة بين فصلي الصيف والشتاء وبين فترتي الليل والنهار

المصدر: إبراهيم محمد الحمادي وأحمد محمد الشبعان وعبد الرحمن محمد الدخيل، جغرافية الوطن العربي، (الرياض: وزارة التربية والتعليم، ط1، 2007-2008).

الجبال

أ-الجبال الالتوائية: يرجع تاريخها إلى الزمن الجيولوجي الثالث، حيث تنتشر في الأطراف الشمالية والغربية والشمالية الشرقية للوطن العربي وتتمثل في:

1-جبال أطلس:

وتتألف من عدة سلاسل جبلية موازية لساحل البحر المتوسط، وذلك من الجنوب الغربي عند ساحل المحيط باتجاه الشمال الشرقي، وترتفع في الغربي إلى أكثر من 4000م بينما لا تتجاوز في أقصى الشرق 2000م، وتتألف من سلاسل جبال أطلس التل، وأطلس الصحراء، وأطلس العظمى، وأطلس الداخلية، وتعد قمة طوبقال (4165م) الواقعة جنوب مدينة مراكش أعلى قمم جبال أطلس كما أنها أعلى قمة في الوطن العربي، وتتخلل السلاسل الجبلية العديد من الهضاب التي تعرف باسم الهضاب العليا، وتتخللها بعض الشطوط كشط الحضنة والشط الشرقي.

2-جبال كردستان:

تمتد في الشمال الشرقي من الوطن العربي، وهي امتداد لجبال زاجروس ، وتبلغ أعلى ارتفاع لها في قمة جبل حصاروست بمحافظة أربيل

3-جبال عمان:

 وتظهر في الركن الجنوبي الشرقي من جزيرة العرب وتشرف على خليج عمان من ناحية الشرق وعلى الربع الخالي من ناحية الغرب، وتتكون من عدة أقواس تمتد بين رأس الحد ورأس مسندم ويشكل الجبل الأخضر مركزها ويصل ارتفاعه إلى (3000م).

ب-الجبال الانكسارية:

يرجع تكوين هذه الجبال إلى حركات التصدع والانكسار التي أصابت المنطقة، وهي ثلاث مجاميع منها:

1-مرتفعات البحر الأحمر:

وتمتد من رأس خليج السويس حتى هضبة الحبشة في الجنوب ويبلغ متوسط ارتفاعها نحو900م.

2-جبال الحجاز وعسير:

وتمتد بمحاذاة الساحل الشرقي للبحر الأحمر من رأس خليج العقبة في الشمال حتى عدن في الجنوب متماشية مع البحر الأحمر، وتتخللها بعض الأودية الطولية

– الهضاب:

هناك العديد من الهضاب في الوطن العربي، وهي عبارة عن سهول تحتية، يتراوح ارتفاعها ما بين (400-600م)، وقد أثرت المياه الجارية والرياح في تكوينها ومن الأمثلة نذكر

أ-الهضبة الأفريقية الشمالية: وتمتد نحو (5000كم) من الشرق إلى الغرب، ونحو(2000كم) من ساحل البحر المتوسط نحو الجنوب، وتشغل ما يعرف بالصحراء الكبرى، وتتسم باستواء سطحها، وقلة ارتفاعها، كما توجد بها بعض الحافات القارية في أقصى الشمال، مثل الجبل الأخضر، وهضبة البطنان والدفنة في ليبيا، إضافة إلى وجود بعض المرتفعات الجبلية في الجنوب، كجبل العوينات، ومرتفعات دارفور، جبال تاسيلي.(1)

 

(1) إبراهيم محمد الحمادي وأحمد محمد الشبعان وعبد الرحمن محمد الدخيل، جغرافية الوطن العربي، ص31

ب-هضبة شبه الجزيرة العربية: وتمتد من الخليج العربي شرقاً إلى مرتفعات البحر الأحمر في الغرب، ومن البحر العربي في الجنوب حتى حدود الوطن العربي في الشمال، ويتراوح متوسط ارتفاعها ما بين(500-900م)، وأهم هضابها هضبة بادية.

3-السهول:

 يسود في الوطن العربي نوعان من السهول أولهما: السهول الفيضية، وتمثلها سهول دجلة والفرات، وسهول وادي النيل وهي أهمها وأكثرها خصوبة وسكاناً وأقدمها حضارة.

أما السهول الساحلية فتمثلها سهول البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي والبحر الأحمر والخليج العربي، وتختلف في اتساعها وأهميتها الاقتصادية.

 

المبحث الثالث: الموارد الاقتصادية في الوطن العربي.

يرجع أهمية الوطن العربي إلى موارده الاقتصادية التي تمثل عنصراً حيوياً في كل ما يتصل بمشروعات التنمية والتخطيط للدول العربية وعامل لتطورها وازدهار في حالة إذا كان هناك استغلال المناسب والامثل لهذه الإمكانيات الاقتصادية.

تشكل المساحة المزروعة في الوطن العربي حوالي 5.1% من المساحة الكلية المقدرة ب 1344 مليون هكتار، بينما تشغل المراعي والغابات نحو 36.8% و3.6% من مساحة الوطن العربي، وتتصدر السودان الدول العربية من حيث المساحة المزروعة (1).

المصدر: المنظمة العربية للتنمية الزراعية، الكتاب السنوي للإحصاءات الزراعية العربية، مجلد 33 ،2013م

ومن خلال الجدول 1 نستنتج أن قيمة الناتج الاجمالي الزراعي العربي عام 2012م. بلغت حوالي 139.1 مليار دولار أي 5.4% من اجمالي الناتج المحلي العربي، وتساهم مثلا مصر ب 25.6% من الناتج الزراعي ثم تليها السودان ب%16.2 والجزائر   11.5% والمغرب 9.6% والسعودية 9.5%.                                                         
الموارد الطبيعية
الوطن العربي غنى بموارده الاقتصادية المختلفة حيث أدى اختلاف المناخ والنبات والتركيب الجيولوجي دوراً هاما في تنوع ثرواته
أولا: الإنتاج الزراعي: – ‌أهمية الإنتاج الزراعي

يمارسها أكثر من نصف سكان الوطن العربي.

 – تساهم بنصيب كبير من مجموع الدخل العام للوطن العربي
 -تقوم الصناعة على كثير من المحاصيل الزراعية الخام مثل: صناعة الغزل والنسيج وصناعة السكر -صناعة الزيوت النباتية الخ.
 – تشترك بنصيب كبير في التجارة الدولية لبعض المحاصيل الزراعية مثل: القطن   -التمر86% – الصمغ العربي85%   ، 14% الزيتون
-أهم المحاصيل الزراعية في الوطن العربي وهي
أ‌-الحبوب الغذائية: تشمل القمح، الشعير، الأرز، الذرة، فالقمح مثلا يقدر حجم الإنتاج بنحو 14.5 مليون طن = 2.5% من الإنتاج العالمي  و 27.5% من الإنتاج العربي لعام 2013 . حسب الجدول رقم 2.الا أن إنتاجه لا يكفي حاجة الاستهلاك المحلى لمعظم الدول العربية فتستورده من الخارج.

(1) المنظمة العربية للتنمية الزراعية، أوضاع الأمن الغذائي العربي، (السودان: المنظمة العربية للتنمية الزراعية،2013) ص6

أما بالنسبة لتطور حجم المساحة الزراعية والمستوى الإنتاجي للقمح نلاحظ في الجدول رقم 3 ما يلي

 

المصدر: المنظمة العربية للتنمية الزراعية، الكتاب السنوي للإحصاءات الزراعية العربية، مجلد 33 ،2013م ص10

ب-المحاصيل التجارية
وتشمل القطن -قصب السكر -بنجر السكر -البن – التبغ، فالقطن مثلا يأتي فى مقدمة المحاصيل التجارية أي المركز الأول في إنتاج القطن طويل التيلة من الإنتاج العالمي بنسبة 86 بالمائة. (1)

 
ج-الفواكه والأشجار المثمرة 

  وإنتاجها يكفي الاستهلاك المحلى بل ويصدر منه إلى الخارج وأهمها
% التمر = 85
% الزيتون = 14
% العنب = 8
وأخرى كثيرة أهمها: المشمش -الخوخ – التفاح.
ثانياً: الثروة الحيوانية 

 تنتشر في الوطن العربي المراعي الطبيعية والتي تقدر مساحتها 20% وهي ثروة طبيعية لها قيمة اقتصادية.فهي تمثل مورداً هاماً من موارد الدخل القومي لكثير من الدول العربية رغم أنها لا تكفي احتياجات السكان وذلك بسبب
أ‌/ تذبذب سقوط الأمطار من عام إلى آخر يؤثر على نمو النبات.
ب‌/ انتشار الحشرات والأوبئة مثل ذبابة تسى تسى.
ت/‌ عدم توافر الرعاية البيطرية الكافية.
ث‌/ عدم توافر الأعلاف في الدول التي لا يوجد بها مراعى.
ج/‌ عدم التخصص و التنظيم  في التربية حيث لا تخصص حيوانات للحوم الحمراء و البيضاء وأخرى للألبان.
ح‌/ اعتماد الفلاح على حيواناته في أعمال الحقل مما يجعلها هزيلة وضعيفة
خ‌ /عدم وجود السلالات الممتازة
ولو تعمل و تجتهد الدول العربية على وضح استراتيجية و برامج لتنظيم استغلال هذه الثروة والاستثمار الجيد لها يمكن تحقيق الاكتفاء الذاتي.
الجدول (1) تطور انتاج اللحوم الحمراء والبيضاء في الوطن العربي

المصدر: المنظمة العربية للتنمية الزراعية، الكتاب السنوي للإحصاءات الزراعية العربية، مجلد 33 ،2013م ص12

ثالثا ً: الثروة السمكية

 يمتلك الوطن العربي سواحل بحرية طويلة وكثرة بحيراته المالحة والعذبة والتي تصلح جميعها لتربية الأسماك ورغم ذلك لا يزيد إنتاجه عن 1% من الإنتاج العالمي ويصل نصيب المواطن 4 كيلوغرام في السنة وهي نسبة قليلة مقارنة بدول اسيوية واوروبية وذلك بسبب
. جهل الصيادين بأماكن تجمع الأسماك 1-
. 2-استخدام الأساليب البدائية في الصيد
. 3-اتجاه السكان إلى ممارسة حرفة استخراج البترول والصناعة

-قلة الموانئ في بعض الدول ووجود الشعب المرجانية
استخدام السفن صغيرة الحجم والتي لا يمكنها التعمق في البحار(1)

المصدر: المنظمة العربية للتنمية الزراعية، الكتاب السنوي للإحصاءات الزراعية العربية، مجلد 33 ،2013م.ص13

رابعاً: الموارد المعدنية
يحتل الوطن العربي المركز الأول عالمي من حيث حجم المواد الطبيعية سواء المعدنية و الطاقوية التي يمتلكها وخاصة النفط والغاز.
 البترول
أ-الإنتاج للنفط يبلغ 19.7% من جملة الإنتاج العالمي أي 545.4 مليون طن.
ب-الاحتياطي الذي يتوفر علية الوطن العربي يقدر بنحو 54 % من الاحتياطي العالمي.
ج-تجارته الدولية (البترول) يقدر بنحو 55% من تجارة الوطن العربي الدولية.
حيث كان ومازال يعتبر البترول عصب الحياة لكثير من الدول الصناعية في العالم.

(1) برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تقرير التنمية الانسانية العربية: دعم الطاقة في العالم العربي، (واشنطن: المكتب العربي الإقليمي ،2012)ص16.

الحديد

. أ/ انتاجه يقدر بنحو 13 مليون طن سنوياً أي2.5 % من الإنتاج العالمي
ب/-يساهم بنسبة 12% من تجارته الدولية وتعتبر موريتانيا أكثر الدول العربية إنتاجاً وتحتل المركز الرابع بين الدول المصدرة له على مستوى العالم.
 3/الفوسفات
يبلغ إنتاجه 55 مليون طن أي يبلغ نصف إنتاج العالم ويعد المغرب اول منتج له في الوطن العربي وفي العالم. (1)

الموارد المائية

توزيع الموارد المائية في الوطن العربي

يقع حوالي 80% من المساحة الكلية للوطن العربي في المناطق المناخية الجافة وشبه الجافة التي تتسم بسقوط متذبذب للأمطار على مدار السنة، وبالتغير في كمياته من سنة إلى أخرى. وإذا كانت مساحة الوطن العربي تمثل 10.2% من مساحة العالم فإن موارده المائية لا تمثل سوى 0.5% من الموارد المائية المتجددة العالمية، كما لا يتجاوز معدل حصة الفرد العربي حاليا من الموارد المائية المتاحة، حدود 1000 متر مكعب سنويا، مقابل 7000 متر مكعب للفرد كمتوسط عالمي.

 وتشير بعض المصادر إلى أن جملة الموارد المائية المتاحة (المتجددة) في الوطن العربي تقدر بما يقارب 265 مليار متر مكعب في السنة، تتوزع بين 230 مليارا شبه الجزيرة العربية (اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي).

استخدامات الموارد المائية

 تقدر استخدامات المياه في الدول العربية بما يناهز 190.7 مليار متر مكعب سنويا وهو ما يمثل نسبة 72% من مجموع الموارد المائية المتاحة. وتتوزع هذه الاستخدامات بين قطاع الزراعة بنسبة 87% والاستخدام المنزلي بنسبة 8% والاستخدامات الصناعية بنسبة 5%. وتعكس أهمية النسبة التي يستحوذ عليها قطاع الزراعة من جملة استخدامات المياه، ضرورة استعمال التقنيات المتطورة من أجل عقلنة وترشيد استخدام المياه في هذا القطاع. (1)

وتعادل جملة الاستخدامات المائية في الزراعة في الوطن العربي 166.5 مليار متر مكعب في السنة، منها حوالي 157 مليارا تستخدم سنويا في الري السطحي. وتقدر كفاءة هذا النظام بـ 38% في السنة، مما يعكس أن نسبة هامة من الموارد المائية تضيع هدرا وتسربا وتبخرا وتلوثا. ويعزى الهدر في الموارد المائية إلى عدة عوامل من بينها تدني مستوى كفاءة إدارة الموارد المائية، وتدني مستوى أو حتى فقدان الوعي المائي وما يرتبط به من إسراف وتبذير وتلويث للمياه، وتخلف مستوى التجهيزات والبنية التحتية في مجال استخدام المياه في أغلب الدول العربية بصورة عامة، واستخداماتها في الري بصورة خاصة.

وهنا نشير إلى ضرورة ترشيد استخدام الموارد المائية المتاحة عربيا والحاجة الملحة إلى العمل على توفير المزيد من هذه الموارد، وهو ما يستوجب تكافل الجهود العربية وتكاملها من أجل الحد من سوء استغلال المياه المتاحة اللازمة لإنتاج زراعي يقابل الطلب على الغذاء في وطننا العربي.

ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ واستهلاك الطاقة في الوطن العربي

سجل الناتج الصناعي المحلي للدول العربية نموا بنسبة 30.7% عام 2011 مقارنة مع نمو بنسبة 27.3% في المائة عام 2010. ويرجع هذا النمو بالأساس الى ارتفاع القيمة المضافة للصناعات الاستخراجية للدول العربية أثر ارتفاع أسعار النفط خلال عام 2011-2012م.

وفي جانب التطورات في الصناعات الاستخراجية غير النفطية، تصدرت موريتانيا قائمة الدول العربية من حيث طاقاتها الإنتاجية للحديد، كما احتلت المغرب مرتبة ثاني أكبر دولة منتجة للفوسفات في العالم حيث يصل اجمالي الاحتياطي لديها حوالي 10% من الاحتياط العالمي للفوسفات.

وفي مجال تنافسية منتجات الصناعية التحويلية للدول العربية يشير مؤشر الميزة النسبية المعروف بمؤشر التخصص لبلاصا والمحتسب لعام 2010م ان هناك ارتفاع للمنتجات الصناعية مثل الأسمدة في الأردن وتونس وصناعة الألمنيوم في البحرين والامارات.

أما بالنسبة للاستهلاك الطاقة فمنذ 2011 ارتفع معدل الاستهلاك 4.7% أي 11 مليون برميل للنفط وظل النفط والغاز الطبيعي المصدر الأساسي الذين تعتمد عليهم الدول العربية لتلبية متطلباتها من الطاقة حيث شكلت نسبة 98.3% من اجمالي مصادر الطاقة المستعملة. (1)

 التكامل الاقتصادي كمشروع لحماية المصالح العربية

عرف المتخصصين التكامل الاقتصادي بأنه عملية تقارب تدريجية تعمل لتسهيل تنمية البلدان ذات الأنظمة السياسية والاقتصادية المتجانسة ولذا عليها أن تكون مؤسسة على تناسق خطط التنمية «وهو أيضا عملية تنسيق مستمرة متصلة وصيغة من صيغ العلاقات الاقتصادية الدولية.

ومما سبق نلاحظ أن التكامل الاقتصادي يتضمن النقاط البارزة التالية:

1/ يتضمن عملية التنسيق بين مختلف السياسات الاقتصادية لهذه الدول العربية بهدف تحقيق معدل نمو مرتفع. والتكامل الاقتصادي عملية تاريخية، بمعنى أنها تحتاج إلى الزمن حتى تنضج أسبابها وتكفل عناصرها، ولذا ينظر إليه على أنه عملية تدريجية تتم من خلال العمل الواعي الذي يخضع لقوانين العلم الموضوعية.

2/ إن التكامل الاقتصادي هو صيغة متقدمة من صيغ العلاقات الاقتصادية.

معوقات التكامل الاقتصادي العربي منها :
1. التفاوت الكبير بين اقتصاديات الدول العربية: من حيث متوسط دخل الفرد بين دول غنية ودول فقيرة .
2. تفاوت بين درجات التنمية في الوطن العربي .
3. إن اقتصاديات الوطن العربي هي اقتصاديات متنافسة وليست متكاملة أي أن الخلل والتفكك فيما بينها يفوق التطور الاقتصادي والاجتماعي. 
4. تعاني معظم الدول العربية من مشكلات الديون الخارجية وخدماتها، مما رتب عليها ضغوطاً ومشكلات سياسية واقتصادية. (1)

 

الفصل الثاني التعريف السياسي للوطن العربي وعوامل نشأته

المبحث الأول: تعريف الوطن العربي (سياسيا)

الوطن العربي أو العالم العربي هو مصطلح سياسي يطلق على منطقة جغرافية ذات تاريخ ولغة وثقافة مشتركة، تمتد من المحيط الأطلسي غربا الى بحر العرب والخليج العربي شرقا، تشمل على كل الدول العربية التي تنطوي تحت عضوية جامعة دول العربية وعددها 22 دولة. لغتها العربية هي اللغة الرسمية.

هناك أيضا تسمية أخرى وهي مصطلح الشرق الأوسط والذي تتعمد الولايات المتحدة الامريكية استعماله في خطاباتها السياسية ووسائل الاعلام بهدف نزع صفة العروبة والإسلام عن المنطقة وذلك بسبب وجود إسرائيل في المطقة العربية.

ويشمل الشرق الأوسط كل دول العربية في الجناح الاسيوي + 5 دول شمال افريقيا + تركيا وإيران وأفغانستان وكذلك إسرائيل.

ان هذه التسمية تمزق في الحقيقة الوطن العربي وتعامله على انه وحدة غير متجانسة بإدخال دول غير عربية وذو ثقافات مختلفة، والهدف من وراء ذلك هو

1/ رفض مفهوم القومية العربية وقد برز في هذا الإطار اتجاهين

الاتجاه الأول يتحدث عن خرافة الوحدة العربية وتبعا لهذا الرأي فان العرب يتحدثون دائما على أنهم أمة واحدة، لكنهم يتصرفون عكس ذلك أي كدول قومية مستقلة، أما الاتجاه الثاني فهو يعترف بوجود القومية العربية بمعنى مجموعة الروابط الثقافية والعاطفية والتاريخية بين العرب لكن تبقى الوحدة العربية مستحيلة في ظل اختلاف وتضارب المصالح بين مختلف الدول العربية. (1)

ونجد 11 دول عربية تقع في الجناح الأسيوي وهي فلسطين، السعودية، قطر، الامارات، البحرين، الكويت، لبنان، العراق، سوريا، اليمن، الأردن وعمان.ويقع في الجناح الافريقي 12 دولة عربية: الجزائر، مصر، تونس، المغرب، السودان، ليبيا، موريتانيا، جيبوتي، الصومال وجزر القمرأما المناطق الجغرافية المكونة للوطن العربي هي كالاتي

1/ الاهلال الخصيب يضم كل من العراق وسوريا، لبنان، فلسطين، الأردن.

2/ شبه الجزيرة العربية: تشمل على كل دول الخليج العربي.

3/ دول شمال افريقيا.

4/ دول شرق افريقيا: الصومال، جيبوتي، جزر القمر.

المبحث الثاني: التطور التاريخي للوطن العربي

ـ مرحلة العصور القديمة

وهو التاريخ الذي سبق ظهور الاسلام، وقد ظهرت خلاله أقدم الحضارات في العالم مثل حضارة بالد الرافدين في العراق وحضارة وادي النيل في مصر وحضارة اليمن في جنوب شبه الجزيرة العربية وحضارة شمال افريقيا في المغرب العربي. وقد استفادت الشعوب والأمم الأخرى من هذه الحضارات التي اصبحت ً اساسا لحضارات اليونان والروم والفرس وتدخل ضمن هذه المرحلة حضارات العرب قبل الاسلام مثل السبأيين والمعينيين في اليمن والحضر والمناذرة في العراق والغساسنة في بالد الشام وكندة في وسط شبه الجزيرة العربية

 ـ مرحلة التاريخ الوسيط (التاريخ العربي الإسلامي)

بدأت بظهور الاسلام مرحلة جديدة من مراحل التاريخ العربي، وهي مرحلة الدولة العربية الاسلامية، التي استمرت أكثر من ستة قرون ونصف. أقام العرب المسلمون خلالها أكبر دولة عرفها العالم امتدت من حدود الصين ً شرقا حتى الأندلس وفرنساغربا.وأقاموا حضارة عظيمة قدمت للبشرية أفضل القيم والمبادئ والتنظيمات والعلوم والفنون والأداب وخلال تلك الفترة تبين مدى تطبيق الدين الاسلامي لمبادئ حقوقالانسان في المساواة والعدل والحرية.

مرحلة التاريخ الحديث

وهي الفترة التي اعقبت سقوط الدولة العباسية في العراق ودولة الموحدين في المغرب العربي في النصف الأول من القرن الثالث عشر الميلادي حيث سادت عوامل الضعف السياسي في الوطن العربي بسبب التجزئة والانقسام. وبدأ الغزو الأجنبي(1)

(1) -اسماعيل أحمد ياغي ومحمود شاكر، تاريخ العالم الإسلامي الحيث والمعاصر، (الرياض: دار المريخ، ط، 1980.1). ص 51

 

عبر هضبة إيران وتركيا في المشرق العربي ومن أوربا عبر المغرب العربي.

– سقوط الإمبراطورية العثمانية وتوغل الاستعمار في الوطن العربي.

حيث ان مع بداية القرن 20م دخلت الإمبراطورية العثمانية مرحلة الانهيار والتفكك، وفي نفس الوقت تزايدت الاطماع الأوروبية لسيطرة على ممتلكاتها وترجع أسباب سقوطها الى عدة عوامل:

1/-عدم قدرة الإمبراطورية العثمانية على فرض الأمن والاستقرار.

2/-عجز الدولة العثمانية على الدفاع عن مناطق نفوذها مثل الجزائر، مصر

3/-ظهور حركات تمرد السياسي والمطالبة بالاستقلال.

4/-ظهور تيارات إسلامية مناهضة للحكم التركي.

5/-تدهور الأوضاع الاقتصادية والمالية للإمبراطورية العثمانية.

لقد سخرت القوى الاستعمارية آنذاك العديد من الوسائل لتقسيم ممتلكات الرجل المريض كتحريض بريطانيا العرب للثورة على الإمبراطورية العثمانية، ولقد تم عقد المؤتمر العربي بباريس 1913، والدعوة الى تمتع العرب بكافة حقوقهم السياسية وضرورة وضع إطار لكيان عربي، قام على الحضارة والثقافة العربية الإسلامية، وكانت بداية لثورة على الإمبراطورية العثمانية.

وبموجب اتفاقية سايس بيكو عام 1916م حصلت فرنسا على جزء الأكبر من بلاد الشام وجزء كبير من جنوب الاناضول ومنطقة الموصل في العراق بإضافة الى مستعمراتها شمال افريقيا. أما بريطانيا فلقد سيطرت على القسم الجنوبي للشام أي بغداد و البصرة و منطقة الخليج العربي.

ولكم لم يسكت العرب رغم التجزئة والانقسام السياسي فقد ظهر ابطال قاوموا الغزو الاجنبي والاستعمار في هذه المرحلة مثل عبد القادر الجزائري في الجزائر وأحمد عرابي في مصر وابن خليفة التونسي في تونس والتنظيمات القومية العربية في بلاد الشام والعراق وشبه الجزيرة العربية التي قامت بالثورة العربية سنة 1916 م. وقد استمر الكفاح ضد الاستعمار حتى نالت كل الدول العربية المستعمرة استقلالها.

المبحث الثالث: البعد الثقافي والتنظيمي في الوطن العربي.

1/ البعد الثقافي

تقدم الثقافة بمعناه الواسع عامل مشترك لكثير من سكان الوطن العربي، حيث نجد اللغة العربية هي اللغة الرسمية للتخاطب والتفاهم، كما ينتمي 80% من سكان الوطن العربي الى الدين الإسلامي على مذهب اهل السنة مع تواجد ديانات أخرى مسيحية ويهودية، ضف الى ذلك القواسم التاريخية المشتركة بين الدول العربية، وتميز هذه المنطقة كما ذكرنا سابقا بالتنوع والتعدد في اللغات، الأديان، الأعراق والعادات. الخ (1)

والثقافة هي المعيار الذي تتحدد به هوية كل مجتمع بشري ، ولا يمكننا تصور مجتمع بلا ثقافة ، ولكل مرحلة من مراحل حياة المجتمع سمات ثقافية تتأثر وتؤثر في عوامل نهوضه أو تفككه ، وتتواجد داخل المجتمع نفسه مجموعة من الثقافات الفرعية لتغير في السمات والمظاهر والمستويات المعيشية ، وبهذا فإن الثقافة الفرعية هي ثقافة قطاع مميز من المجتمع ، إضافة إلى انفرادها بخصائص ذاتية ، ويكتسب الفرد الثقافة من مجتمعه ، ولكن بوصفه عضو في قطاع اجتماعي معين فإنه لا يحمل كل ما في ذلك المجتمع من عناصر الثقافة ، ويشار إلى أن عدة تعريفات لمفهوم الثقافة ، ولعل أكثر التعريفات انتشارا واعتمادا هو تعريف العالم الانجليزي ” أدوارد تايلور ” مؤسس الأنثروبولوجيا الثقافية الأوروبية إذ يقول : ” الثقافة أو المدنية هي الكل المركب الذي يشمل المعرفة والمعتقدات والفن والأخلاق والقانون والعرف وأي قدرات أو عادات يكتسبها الإنسان كعضو في المجتمع”.

فالثقافة هي ابداع وابتكار وتتمثل الخصوصية الثقافية في العالم العربي من خلال اللغة العربية والمعتقدات الروحية والمسلكيات الاجتماعية والفنية وانماط الحياة، وتأسست الثقافة العربية في عصر التدوين منذ اربعة عشر قرنا العصر الذي يشكل الإطار المرجعي للعقل العربي.
إن اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم ولغة التخاطب والتواصل والكتابة والفن ولغة الشعر والقصة والرواية, ويضاف اليها الموروث الشعبي المعرفي.تتسم الثقافة العربية بسمة الثبات، سمة الثبات فيما يتعلق بالمصادر، من عقائد وتشريعات وقيم ومناهج, , واتسع نطاقها نتيجة الفتوحات الإسلامية.(1)

 ولقد تعرضت المنطقة العربية إلى هجمات صليبية وهجمات المغول, ثما السيطرة التركية على العالم العربي بعد سقوط الأندلس, وفي العقد الثاني من القرن العشرين الاستعمار الأوروبي, وبعد الحرب العالمية الثانية الاحتلال اسرائيلي لفلسطين عام 1948, وأعقب هذه المرحلة استقلال بعض الدول العربية التي كرست الاستبداد والفساد من خلال الانقلابات وحكم العسكر, ومع ظهور هذه الأنظمة بدأت تتكرس ثقافة تلونت بالهزائم والاندحار والانقلابات العسكرية التي خلفت التخلف على كافة الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على امتداد عقود. 

و اليوم هناك قلق كبير على الثقافة العربية, بسبب تأثيرات العولمة خاصة السلبية منها . ومدى انعكاسها على المتغيرات الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية لجميع دول العربية حيث بدا دور العولمة بالتزايد نتيجة العلاقات الدولية لجميع دول العربية وقد اعادت هذه العلاقات ترتيب الاولية الايدولوجية والاقتصادية والثقافية لهذه الاخيرة.

و العولمة كظاهرة هي ظاهرة كونية برزت في العقدين الاخرين من القرن العشرين وقد اختلف الكثير تعريف هذه الظاهرة، كما زاد الجدل في تعريفها GLOBALIZATION” بالإنكليزية  والعولمة كفعل مشتق من ” عولم” يعولم” فيقال ان الحياة تعولمت بعد ان تعولم الاقتصاد والسياسة والثقافة والاتصالات التقنية الاخرى .

أما اصطلاحا

فهي تعبر عن الارتباط القائم بين مختلف الاسواق العالمية واندماجها في حقول التجارة العالمية والاستثمارات المباشرة وانتقال الاموال، وخضوع العالم لقوى السوق العالمية.

  وتعددت التعاريف لمفهوم العولمة , فقد عرف رونالد روبرتسون العولمة بانها ” اتجاه تاريخي نحو انكماش العالم وزيادة وعي الأفراد والمجتمعات بهذا الانكماش ” بينما عرفها أنتوني غيدنز بأنها ” مرحلة جديدة من مراحل بروز وتطور الحداثة، تتكثف فيها العلاقات الاجتماعية على الصعيد العالمي، حيث يحدث تلاحم غير قابل للفصل بين الداخل والخارج، ويتم فيها ربط المحلي والعالمي بروابط اقتصادية وثقافية وإنسانية.(1)

(1) محمد سعيد ال عياش الشهراتي ، أثر العولمة على مفهوم الامن الوطني ، رسالة ماجستير منشورة فسم العلوم الشرطية ، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية ، كلية الدراسات العلياـ 2006. ص15

اذن نفهم من خلال التعريفات ان للعولمة تداعيات على الدول و خاصة على ثقافة الشعوب ونتيجة هذه التأثيرات دخل الوطن العربي بظاهرة العولمة وقد تزايد اهتمام الكثير من قبل مؤسسات اقتصادية ومراكز بحوث ودراسات بهذه الظاهرة فصدرت العديد من الدراسات والبحوث بهذا الخصوص , منهم من يدافع عنها 1/ الاتجاه المؤيد و المدافع عن العولمة

ويراها تطورا ايجابيا من زاوية انها تحرر الاقتصاد من ايدي الدولة وتطلق قوى التنافس التي تساعد على تنمية وتوجيه الموارد البشرية والمادية الى الاماكن الاكثر فاعلية وأكثر انتاجية، وأنها تساهم في تحقيق تنمية اقتصادية كبيرة. بينما هناك

 2/ اتجاه معارض ينظر اليها بأنها مصدرا خطر وتهديد لممتلكات الشعوب الاقتصادية والثقافية، من خلال محاولة قوى كبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية لنشر ثقافتها ونمط الحياة الغربي.

وهناك 3/اتجاه ثالث محايد من هذه الظاهرة عن طريق الدراسة والتحليل، وقد يظهر في هذه الدراسة بان هناك نتائج وتأثيرات للعولمة منها سلبية ومنها إيجابية.

أثر العولمة على الثقافة العربية
أن العولمة لا تستثني مجال من مجالات الحياة اطلاقا و”العولمة “على المستوى الثقافي فهي تعني تعميم أنماط الثقافة الغربية عامة والأميركية خاصة. من خلال توسيع نطاق انتشارها بطرق حضارية جديدة تخضع لمعطيات التكنلوجية المعلوماتية بحيث ترتبط أطراف العالم بالثقافة الغالبة والمهيمنة على العالم، من خلال السطوة الاعلامية المتمثلة في وسائل الاعلام المتطورة المنظورة والمقروءة والسموع. وستشكل انطلاقة جديدة من خلال نشر ثقافة عالمية واحدة تخترق الثقافات المختلفة. وهذا الطرح يشكل تحدي ورهان حقيقي لجميع الثقافات القومية المنتشرة في العالم وبالذات العربية، لما تحمله من موروث ثقافي وحضاري وعقائدي متمثلا في القرءان والادب والتاريخ. وهنا تدخل المجتمعات العربية في تحدي واثبات وجود لها من خلال هويتها الثقافية وتواصلها مع العالم من خلال التوافق بين الاصالة والمعاصرة وكيفية مواجهة ومسايرة الانماط الثقافية.(1)

 
أثر العولمة على المعتقدات والأفكار الدينية
ان الدين الإسلامي وإن كانت دعوته عالمية الهدف، حيث يرتكز الخطاب القرآني على توجيه رسالة عالمية للناس جميعًا. والحضارة الإسلامية قامت على الايمان المشترك بين حضارات العالم، فقبلت الآخر وتفاعلت معه وتعاملت مع الاختلاف الشائع بين البشر باعتباره حقيقة من حقائق الكون. وهذا ما جاء به القرءان الكريم في قول الله سبحانه وتعالى (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) وهذا الخطاب القرآني قد جسد فوارق الجنس والدين واللغة من عوامل التعارف بين البشر وهذا من أسمي المبادئ التي اكدها الإسلام بين البشر جميعًا رجالاً ونساءً.

ويبدو الاختلافات جلية بين الاسلام الذي يمثل المعتقد والفكر الديني للمسلمين وبين مفهوم” العولمة” فالإسلام يعتمد على احترام جنس البشر وقيمه المطلقة، وخصوصية الشعوب وثقافاتها المحلية ولكنه يؤكد على وحدانية الله وبسط العدل والسلام في الارض. بينما “العولمة” المعاصرة تقوم على مبدا نفي واقصاء الثقافات المحلية لشعوب العالم، والغاء خصوصيتهم الفردية محاولتا فرض ثقافة عالمية موحدة لدول تمتلك القوة المادية وتهدف الى اغراض تجارية بحتة تقوم على استغلال السوق من أجل تحقيق مصالحها.

2/ البعد التنظيمي

ونقصد به الرابطة التنظيمية بين الدول العربية التي تعبر عن نفسها بصورة سياسية ضمن عضوية الجامعة العربية ومنظماتها المتخصصة إضافة الى الجمعيات على المستوى العربي. جامعة الدول العربية هي منظمة إقليمية تجمع الدول العربية الناطقة باللغة العربية، وتسعى لتنسيق سياستها.

وبلغ عمر الجامعة هذا الشهر 69 عاماً، بعد توقيع ميثاق تأسيسها في القاهرة عام 1945، واتفاقية أخرى للدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي بعد ذلك بخمسة أعوام، قبل أن تغضب الدول على مصر، وتنقل مقرّها إلى تونس لمدة 11 سنة عام 1979 بعد اتفاقية السلام مع إسرائيل.

القمة الأولى للجامعة عقدت عام 1964، وتتخذ قراراتها بالإجماع، لتنفذها الأمانة العامة للمجلس، وتم انتخاب على رأسها المصري نبيل العربي عام 2011 لمدة خمس سنوات.

وقد أعادت قمة الرياض عام 2013 إحياء مسألة إنشاء سوق حرة من الدول الأعضاء، المشروع الذي سبق وتعثر عام 1998، ولكن العمل السياسي طغى على أجندة الجامعة لسنوات، ما عطل من العمل الاقتصادي المشترك، وجعل مشروع الوحدة اقتصادية أمراً ثانوياً.

يمكن تلخيص الأغراض التي نص عليها الميثاق جامعة الدول العربية بما يلي:

  1. صيانة استقلال الدول العربية من الأطماع العدوانية والاستعمارية.
  2. المحافظة على الأمن العربي بمنع الحروب بين الدول العربية ونشر لواء الوئام والتفاهم بينها.
  3. تحقيق التعاون بينها وتنسيق خططها في المجالات السياسية ومساعدة الأقطار العربية التي ما زالت ترزح تحت نير الاستعباد على نيل استقلالها.

4-توثيق التعاون والصلات بينها في الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمالية، وشؤون المواصلات، وشؤون الجنسية…الخ (1)

الفصل الثالث: الواقع الاجتماعي والبشري للوطن العربي

المبحث الأول: الوضع الديموغرافي وطبيعة التركيبة السكانية في الوطن العربي

ﺣﺠﻢ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻭﻣﻌﺪﻝ ﺍﻟﻨﻤﻮ:

ان دراسة الوضع الديموغرافي في الوطن العربي مهم جدا في الدراسات الجيوبوليتيكية لمحاولة فهم عدد القوى العاملة، مستوى التعليم، المستوى الصحي، أنواع النشاطات البشرية… الخ.

 ﻳﻘﺪﺭ ﺇﺟﻤﺎﻟﻲ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 2013 ﺑﺤﻮﺍﻟﻲ 362 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻧﺴﻤﺔ، يعيش 70% من السكان في الجناح الافريقي و30% في الجناح الاسيوي.

من حيث عدد سكان الدول العربية يمكن تقسيم الدول العربية الى

1/ دول عربية عدد سكانها أكثر من 30 مليون نسمة مثل الجزائر، مصر، المغرب

2/ دول عربية عدد سكانها ما بين 15و20 مليون نسمة مثل السودان

3/ دول عربية عدد سكانها ما بين 5 و15 مليون نسمة مثل تونس، العراق، سوريا.

4/ دول عربية عدد سكانها ما بين 1 و3 ملايين نسمة مثل صومال، ليبيا، لبنان، الأردن.

5/ دول عربية عدد سكانها اقل من 1 مليون نسمة مثل الكويت، قطر، عمان.

وعرف النمو الديمغرافي ارتفاعا ملحوظا حيث ﺑﺰﻳﺎﺩﺓ، ﺑﻠﻐﺖ ﺣﻮﺍﻟﻲ 8 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻧﺴﻤﺔ ﻋﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻨﺔ 2010، ﻭﺑﻤﻌﺪﻝ ﻧﻤﻮ ﻳﻘﺪﺭ ﺑﺤﻮﺍﻟﻲ 2.4 ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺋﺔ. ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﺪﻝ مرتفعا جدا. ﻭﻗﺪ ﺳﺠﻠﺖ ﻗﻄﺮ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﻌﺪﻝ ﻧﻤﻮ ﺳﻜﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 2011 ﺣﻴﺚ 10% تليها البحرين بحوالي 8.2 % ثم عمان بحوالي 3.6%، كما يزيد معدل النم السكاني في كل السودان والجزائر ومصر، موريتانيا والكويت عن 3.0%.

كما استمر هذا المؤشر في بعض الدول العربية في الانخفاض اذ وصل مثلا في كل من المغرب وتونس 1.1% عام 2012 و0.6% في لبنان. ويعود ارتفاع معدلات النمو السكاني في الوطن العربي بشكل أساسي الى المستوى المرتفع لمعدلات الخصوبة في معظم هذه الدول العربية. (1)

الكثافة السكانية في الوطن العربي

ترتفع الكثافة السكانية في السهول الخصبة اين تكون وفرة الأراضي الزراعية مثل سهول نهر النيل في مصر والسودان وسهول الدجلة والفورات في العراق، اين تتوفر المياه والتربة الصالحة للزراعة والمناخ المعتدل. وتقل الكثافة السكانية في المناطق الحارة والجافة.

كما تشير البيانات لعام 2011 الى ان هناك تفاوت كبير في عدد السكان بين الدول العربية، و تبلغ الكثافة السكانية للدول العربية لعام 2011، 27 نسمة/كلم و تعتبر هذه الكثافة السكانية منخفضة نسبيا مقارنة بالكثافة السكانية في الولايات المتحدة الامريكية التي تقدر 34 نسمة/كلم أما الاحصائيات لدول أخرى هناك ﺍﻟﻬﻨﺪ (389 ﻧﺴﻤﺔ/ ﻛلم2)، ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ (235 ﻧﺴﻤﺔ/ ﻛﻢ 2)، ﺍﻟﺼﻴﻦ (143 ﻧﺴﻤﺔ/ ﻛﻢ2 )

ﻭﺗﺤﺘﻞ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ من حيث معدل الكثافة بين الدول العربية، حيث بلغت 2010 نسمة /كلم2. تليها لبنان 387 نسمة/كل م2 والكويت 205نسمة/كلم2.

ومن جهتها بلغت نسبة سكان المناطق الحضرية عام 2010 حوالي 59% من اجمالي سكان الوطن العربي، وفي هذا الإطار تختلف الأنشطة الممارسة من قبل سكان دول العربية من منطقة لأخرى. (1)

1/ سكان القرى (الريفيون) يشتغلون في الزراعة وتربية المواشي يمثلون 60% من السكان

2/ سكان المدن يشتغلون في التجارة والصناعة وقطاع الخدمات يقدر عددهم ب ثلث السكان الوطن العربي. واليوم نشهد تزايد الكثافة السكانية في المدن لمجموعة من الأسباب

البحث عن الشغل

وفرة المرافق الصحية كالمستشفيات والمدارس والبنوك

وفرة المواصلات

3/ البدو وهم يعيشون في المناطق الصحراوية والواحات وهم يتنقلون باستمرار من مكان لأخر بحثا عن الماء والاكل.

المبحث الثاني: الوضع الاجتماعي في الدول العربية.

أهم مشكلات الواقع الاجتماعي العربي:

1-مؤشرات الفقر

يعتبر الوطن العربي من المناطق ذات مستويات الفقر المنخفضة نسبيا مقارنة بمناطق أخرى مثل منطقة الساحل الافريقي، منطقة شرق أسيا…الا ان ما حصل من تطورات سياسية في العديد من الدول العربية خلال عام 2011م أثار الكثير من المخاوف حول تداعيات هذه الاحداث على الواقع الاجتماعي وخاصة مستويات الفقر والبطالة.

والتباين واضح في مستويات الفقر بين الدول العربية، حيث يمكن تقسيم الدول العربية الي مجموعتين، المجموعة (أ) تضم دول محدودة الدخل كاليمن وموريتانيا والصومال وفلسطين والتي يفوق الفقر نسبة 40% من السكان.

أما المجموعة (ب) فتضم بقية الدول ذات مستوى الفقر معتدل أي %10 او 20% او اقل من ذلك.

وتبقى المشكلة ان مؤشرات الفقر تعبر فقط على فقر الدخل والذي هو في حقيقة مكونا واحدا من مكونات الفقر في حين أن الفقر البشري يضم ابعاد أخرى كالمستوى الصحي وسوء التغذية واحترام الحريات. الخ

2-البطالة:

يعاني الوطن العربي من تفاقم البطالة بدرجة خطيرة، فالبيانات تشير إلى أن نسبة العاطلين من إجمالي قوة العمل العربية تتراوح بين 5% و15%، كما تشير إلى أن هناك اتجاها عاما لزيادة معدلات البطالة في مصر والجزائر والأردن بوجه خاص، كما يلاحظ تفاقم ظاهرة البطالة بين الخريجين، وهذا يعنى غياب المشروعات التنموية القادرة على استيعابهم.

إن قضية البطالة اتخذت أبعادا صارخة خلال السنوات الأخيرة في ضوء عدد من المتغيرات، لعل أهمها زيادة النمو السكاني نحو 3%، وهذا يعنى زيادة الداخلين مجددا في سوق العمل، ثم نقص المهارات الفنية للسكان، وعدم مواءمة مخرجات التعليم لسوق العمل، فضلا على انسحاب أو تقهقر الدولة ودورها، وتراجع الدولة عن التزاماتها بتشغيل الخريجين.

وتكتنف مشكلة البطالة ظواهر عديدة وجديدة، منها ظهور البطالة السافرة في الريف، ومشاكل عودة المهاجرين، وتشغيل الأطفال أقل من 12 سنة.

ويجب أن تكون معالجة مشكلة البطالة قضية محورية مشتركة بين السياسات الاجتماعية والاقتصادية.

 -3مشكلة تدنى الإنتاجية. مؤشراتها وأسبابها:

فالإنتاجية المتدنية هي محصلة لعدة عوامل يبرز من بينها انتشار الأمية، وانخفاض مستوى التعليم الفني والمهني، وتدنى مستويات المهارة والتقنية في التعليم العام والجامعي.

ويمكن تشخيص ثلاثة عناصر رئيسية فى انخفاض إنتاجية العمالة العربية:

  • 1/عنصر المهارات الأساسية والتدريبية المتوافرة للعامل العربي، وهي محدودة جدا بالمقارنة بالدول الصناعية.
  • 2/سوء اختيار التكنولوجيا ونقلها.
  • 3/بيئة العمل، وهي في الغالب غير مواتية. ويضاعف من آثارها السلبية غياب نظم الحوافز وتدهور القيمة الاجتماعية للعمل.
  • مشكلة تدنى المشاركة الاقتصادية وأوضاع المرأة:

لقد شهدت معدلات مشاركة المرأة في النشاط الاقتصادي انخفاضا ملحوظا، إذ لا تتجاوز 10% في أغلب الأقطار العربية.

ويمكن تشخيص مساهمة المرأة في القوى العاملة العربية بملامح أساسية من أهمها:

  • تفضيل المرأة العاملة للعمل المأجور وخاصة في أجهزة الدولة.
  • تركز استخدام المرأة فى قطاع الخدمات وخاصة التعليم والصحة.
  • وجود في القطاع الزراعي نسبة عالية من القوى العاملة النسائية.
  • مشكلات هجرة العمالة:

لقد عرفت الهجرة ارتفاعا كبيرا وخطيرا منذ (نهاية عقد الثمانينيات) بحوالي 3.5 مليون مهاجر يتركز معظمهم في بلدان الخليج وليبيا والعراق. وقد تعرضت المجتمعات العربية المستقبلة والمرسلة للعمالة لآثار عميقة اقتصادية واجتماعية، كما ارتبطت بتداعيات اقتصادية واجتماعية مع موجات عودة العمالة.

ورغم المحاولات الرسمية لمواجهة مشاكل الهجرة من طرف الدول العربية المعنية الا انها لم تكن ناجحة، وظلت الفجوة واسعة بين المواثيق والاتفاقيات العربية الخاصة بالهجرة وبين الواقع.

  • مشكلات الشباب والدمج الاجتماعي:

هذه المشكلات التي يعاني منها الشباب العربي بين الفئة العمرية التي تقع بين 15 و24 سنة، والتي نختلف حدتها بين شباب الحضر والريف والبدو والمرتبطة بقلة التعليم والتكوين العلمي والمهني وغياب او قلة مساعدات المالية او ما يعرف بمنحة البطالة مثل الجزائر وتونس وفي المغرب

  • المعاقون:

حسب تقرير صندوق النقد العربي لعام 2012 ان هناك خمسة عشر مليون عربي معاق، كثيرون منهم قادرون على العمل ويرغبون فيه، وهم يتطلعون إلى المشاركة الاجتماعية والاقتصادية، وإن كان الواقع يشير إلى محدودية هذه المشاركة لقلة الاليات والبرامج المساعدة لدمج المعوقين في مجال العمل والرياضة وفي مجالات أخرى.

وأبدت المواثيق الإقليمية العربية اهتماما ملحوظا بالمعاقين، وظهر ذلك جليا في استراتيجية العمل الاجتماعي (1979) والاستراتيجية العربية للتنمية الاجتماعية الشاملة (1980)، والإعلان العربي للمعوقين (1981). كما أبرزت منظمة العمل العربية في مواثيقها ومؤتمراتها أهمية دمج المعاقين في سوق العمل.

8/الفساد في الوطن العربي

الفساد ظاهرة منتشرة في الوطن العربي، بغض النظر عن طبيعة الأنظمة السياسية العربية السائدة حاليا، فان الفساد بمختلف انواعه هو موجود في الجمهوريات والأنظمة الملكية على السواء وقد تفاقم الفساد مع تصاعد سياسات الانفتاح الاقتصادي واتساعها والنشاط المتزايد لرفع القدرة التنافسية للمنتجات، والذي ترافقه حركة الأموال، وحركة غسل الأموال المرتبطة بالجريمة المنظمة.

ومنذ التسعينات ظهرت أبحاث عديدة من قبل المؤسسات المتخصصة في دراسة قضايا الفساد في العالم ومدى تأثير هذه الظاهرة الخطيرة على النمو والتنمية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي. وتعرف المنظمة الشفافية العالمية الفساد انه استغلال السلطة من أجل المنفعة الخاصة. (1)

9/مشكلة المخدرات:

تناول التقرير صندوق النقد العربي لعام 2012 حجم هذه المشكلة وتكلفتها الاقتصادية والاجتماعية، وما تحدثه من مخاطر في حياة الفرد المدمن والمجتمع، فضلا على الفاقد الاقتصادي القومي نتيجة انتشار المخدرات، وحذر التقرير من تغلغل المخدرات وسط الشباب وضرورة اتخاذ إجراءات وقائية لحمايتهم وإجراءات علاجية اجتماعية تعدهم للاندماج في المجتمع. كما طالب بإجراء البحوث والمسوح العلمية حول هذه الظاهرة وآثارها.

ويمكن القول في الأخير ان الدول العربية يجب عليها وضع اليات وسياسات اجتماعية فعالة لتحقيق الأهداف مثل

– هدف الرعاية الاجتماعية: ويعبر عن النزعة الخيرية أو الإنسانية.

– هدف التنمية: ويعنى تعظيم الطاقات البشرية الكامنة في الأفراد والجماعات وتوظيفها توظيفا أمثل.

هدف مستقبلي: ويعنى الإعداد المبكر لمفردات المجتمع لبناء المستقبل.

9 مشكلة الأقليات في الوطن العربي

حيث تعاني الكثير من هذه الجماعات للتهميش والحرمان من الحقوق السياسية والمدنية.

لقد أهمل موضوع الأقليات في العالم العربي زمناً طويلاً، وما زال مهملاً إلى الآن، ويترك آثاراً سلبية على الحياة السياسية والاجتماعية. وخاصة في مصر (الأقباط، النوبيون، البربر، الغجر)، وسوريا (العلويون، الدروز، الاسماعيليون، المسيحيون غير العرب، الأكراد، الترك، الشركس)، ولبنان (الشيعة، الدروز، المسيحيون، المسيحيون غير العرب، الأكراد، الترك، العلويون)، والخليج (الشيعة، الأسيويون)،. بل لقد بلغ الأمر بمعاقبة كل من يثير موضوع الأقليات في العالم العربي، ويدعو إلى اعطائهم حقوقهم السياسية والاجتماعية. (1)

الفصل الرابع: الواقع السياسي والأمني للمنطقة العربية.

المبحث الأول: خصائص النظم السياسية العربية ومصادر شرعيتها.

على رغم من وجود تفاوت بين العديد من الدول العربية، الا ان هناك قواسم مشتركة تتوافق بين الدول العربية

1/ طابع التعددية السياسية المقيدة والتسلطية

نجد في غالبية الأنظمة العربية تقيد ونسلط سياسي قائم على عدم السماح لقيام تنظيمات سياسية معارضة أو فرض قيود شديدة في حالة السماح بقيامها.

كذلك غلبة المركزية على قرارات الحكومة وسياستها، وهذا ما يعكس ظاهرة الانفراد بالسلطة واحتكارها.

– فرض قيود ذات طابع قانوني واداري لتشكيل أحزاب سياسية.

– أسباب مرتبطة بالأحزاب ذاتها كضعف التنظيم الحزبي، انشقاقات داخلية، تأثير المكونات التقليدية والارث على الحياة الحزبية.

2-غياب المعارضة السياسية

حيث نجد ان في الدول العربية الحركات الإسلامية شكلت العصب الرئيسي للمعارضة في العديد من الدول العربية مثل مصر، تونس، الجزائر منذ السبعينات من القرن 20م كالإخوان المسلمين في مصر وحزب العمل الإسلامي في الأردن.

3-طبيعة الدساتير العربية

غالبية الدول العربية بفعل التحولات التي طرأت على أنظمتها السياسية غيرت دساتيرها أكثر من مرة منذ استقلالها باستثناء لبنان 1926م.

كما ان غالبية الدساتير العربية تدعي الديمقراطية وجعلتها شعارا لكل حكم مثل دول جعلت صفة الديمقراطية في صلب دساتيرها وفي اسمها مثل الجمهورية الجزائرية الديمقراطية.

4-قضية عدم الفصل بين السلطات 3 التنفيذية والتشريعية والقضائية في الأنظمة العربية سواء اكانت جمهوريات او ملكية. وهيمنة السلطة التنفيذية وتمركزها في جماعة معينة او في يد فرد واحد. (1)

5-التداول على السلطة

فطبيعة أنماط الانتقال الى السلطة تختلف من دولة لأخرى ومن نظام سياسي لأخر ويمكن تحديد مظاهر انتقال السلطة في الوطن العربي فيما يلي

شهد الوطن العربي من 1950-2010 ….91 ترك لسلطة موزعة 46 حالة عزل بالقوة منها 3 حالات في النظم الملكية الوراثية وباقي 43 حالة في النظم الجمهورية ـث تليها حالات الوفاة هي 17 حالة منها 14 في الأنظمة الملكية و3 حالات فقط في النظم الجمهورية. وأخيرا 10 حالات اعفاء من المنصب و10 حالات اغتيال أكبر نسبة هي لبنان.

مصادر الشرعية في أنظمة الحكم العربية.

تعريف “ماكس فيبر” للشرعية بوصفها “صفة تنسب لنظام ما من قبل أولئك الخاضعين له، من خلال عدة طرق تتمثل في التقاليد أو بعض المواقف العاطفية، أو عن طريق الاعتقاد العقلاني بقيمة مطلقة، أو بسبب قيامه بطرف وأساليب تعد قانونية أو شرعية مقبولة. ويعتبر النظام الحاكم شرعيا عند الحد الذي يشعر فيه مواطنوه أن ذلك النظام صالح ويستحق التأييد والطاعة.

تتعدد مصادر الشرعية في الأنظمة الحكم العربية ويمكن الحديث عن 3 مصادر

1/ المصدر التقليدي

الأنظمة الملكية، السلطة ترتكز في يد واحدة هو الملك والذي يكون انتقال الحكم وراثي.

الأنظمة الجمهورية تصبح الثورة كمصدر للشرعية وضرورة بناء برنامج سياسي وطني تنموي لتحقيق المصلحة الوطنية.

وهناك الشرعية القبلية وهناك دول مثل ليبيا واليمن والصومال اين النزعة القبلية اقوى من النزعة الوطنية وهذا خلق عدة مشاكل كبروز صراعات بين القبائل من السلطة والمصلحة والثورة.

2/ الشخصية التاريخية الكاريزمية وهي ان يكون القائد او الحاكم هو مصدر للشرعية بسبب قصور المصادر الأخرى للشرعية.

3/ المصدر العقلاني القانوني هذا المصدر مرتبط بوجود مجموعة من المؤسسات والقواعد القانونية التي من خلالها يتم تنظيم السلطة السياسية وتضبط حركة العملية السياسية(1).

 

المبحث الثاني: التهديدات الأمنية في الوطن العربي.

مر الوطن العربي بمرحلة تغيرات سريعة وعديدة في العقود الأخيرة والتي أثرت على الواقع السياسي والاجتماعي وخاصة الأمني في الدول العربية ويمكن حصر أهم التغيرات فيمايلي

1/ تعاني كل الدول العربية من غياب نظم سياسية ديمقراطية تتميز بالفعالية والتداول السلمي والشفاف على السلطة وكذلك غياب المشروعية بسبب العجز المستر لهذه الأخيرة للاستجابة لمتطلبات البيئة الداخلية (مطالب المواطنين) وتحديات البيئة الخارجية.

2/ غياب التعددية السياسية او وجودها لكن بصورة شكلية فقط وتكون في غالب الأحيان المعارضة تابعة لنظام الحاكم وبل تساعده للبقاء في الحكم.

3/ تنامي دور الإسلام الراديكالي مثل ما حدث في مصر مع ومغرب وتونس ولو اليوم يشهد تراجعا ملحوظا مقترنة مع فترة بداية التوارث العربية.

4/ تنامي النزعة الطائفية والقبلية ذو توجهات انفصالية وسياسية في العديد من الدول العراق، لبنان، اليمن.

5/ انتقال محور الصراع في المنطقة العربية من دائرة الصراع العربي – الإسرائيلي الى الصراع السني – الشيعي بين دول الخليج وإيران بمساندة القوى الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية.

6/ عودة الصراع بين القوى الكبرى بقوة بعد استرجاع روسيا مكانتها التي فقدتها في السنوات المضية جراء تفكك الاتحاد السوفييتي دون ان ننسى تنامي الدور الصيني والمصالح الاقتصادية التي تربط الصين بالدول العربية.

7/ تراجع الدور المصري بعد أحداث الربيع العربي وانشغالها بالتعقيدات المرحلة الانتقالية بعد انقلاب العسكري على حكم الاخوان المسلمين، والان بقيادة الرئيس السيسي تحول استرجاع مكانتها ودورها المحوري من خلال المشاركة في عاصفة الحزم وقصف الحوثين في اليمن.

8/ تنامي دور المليشيات المسلحة وأصبحت فواعل أساسية بجب التفاوض معها عند البحث عن حلول للأزمات وهي من نتائج تحولات الناجمة عن مرحلة الثورات العربية خاصة في ليبيا والعراق.

نتج عن حالة انتشار الاضطرابات وغياب الاستقرار التي تمر بها المنطقة العربية والشرق الأوسط بشكل عام منذ اندلاع «الثورات العربية» تداعيات عديدة، تمثل أهمها في ظهور المليشيات المسلحة التي استغلت «مناطق الفراغ» الناتجة عن انسحاب القوات النظامية من بعض المناطق وانشغالها بعدة أمور غير تقليدية. وهو ما دفع العديد من المليشيات المسلحة إلى السيطرة عليها بهدف تحويلها إلى نقطة انطلاق لعملياتها ولتحقيق أهدافها في المرحلة القادمة. وتكمن خطورة تلك الظاهرة في أنها أصبحت تمثل مصدرًا جديدًا لتهديد أمن واستقرار دول المنطقة.

9/ هناك تهديدات ذات ابعاد اجتماعية واقتصادية حيث تعاني العديد من الدول العربية خاصة تلك الموجودة في الجناح الافريقي من ازمة اقتصادية مرتبطة بهشاشة اقتصاداتها التي تفتقد لتنوع مصادر الإنتاج كالاقتصاد الجزائري الريع والاقتصاد التونسي القائم على السياحة والزراعة فقط.

10/ خطر انتشار بعض الأوبئة والفيروسات خاصة في فترة الحج رغم البرامج الوقائية التي تبانتها السعودية والدول العربية الأخرى.

11/ مشكلة الأقليات حيث تعاني الكثير من هذه الجماعات للتهميش والحرمان من الحقوق السياسية والمدنية 

12/ مشكلة الحدود

لقد خطَّ الاستعمار العالمي قبل رحيله من الوطن العربي، في خمسينيات وستينيات القرن المنصرم خط جديد بين كل قطر عربي وما يُجاوره، يختلف كل الاختلاف عن الحدود الطبيعية أو حتى التاريخية بين الأقطار؛ ذلك ليصطنع مشاكل مُمنهجة بين الأقطار العربيَّة. 

كما وزرع ذلك الاستعمار أقليَّات، ودعمها ماديًا وفكريًا وعسكريًا، كما دعم الأقطاب المتنازعة على حدود في الوطن العربي. كل هذا للنيل من وحدة هذا الوطن. 

وُجِدت 4 معايير أساسية لترسيم الحدود السياسيَّة؛ وكانت

1/ المعيار الاستراتيجي في فترة ما قبل الحرب العالمية الأولى.
 2/ المعيار الإثنوغرافي الحضاري في فترة ما بين الحربين العالميين. 
 3/ المعيار الاقتصادي في الوقت الحاضر. 

 4/المعيار  الرابع فهو القوة والقهر والاتفاقات غير المتكافئة.

تُعد إشكاليَّة الحدود في الوطن العربي من أهم العوامل حالت دون وِحدة الوطن العربي و وكحصر للمشاكل الحدودية في الوطن العربي، حددناها في الآتي مشاكل الحدود بين مشاكل الحدود بين العراق والكويت / مشاكل الحدود بين العراق وإيران/ مشكلة الحدود بين الجزائر والمغرب ، كذلك هناك

مشكلة الحدود بين اليمن وعُمان 
 مشكلة الحدود بين سوريا وتركيا 
 مشكلة الحدود بين الصومال وأثيوبيا 
 مشكلة الحدود بين السودان وأثيوبيا 
 مشكلة الحدود بين السودان ومصر 
 مشكلة الحدود بين موريتانيا والسنغال 
 مشكلة الحدود بين ليبيا وتشاد 

المبحث الثالث: الانفاق العسكري العربي

انه من المعروف ان الدول العربية وحتى دول العالم الأخرى لا تكشف ولا تعطي معلومات دقيقة حول حجم انفاقها العسكري، وفي حالة وجود احصائيات ودراسات فان حجمها المعلن عنه أقل من المبالغ الحقيقية وهذا الانفاق كان ومازال متواصل رغم الازمة المالية العالمية.

ضف الى ذلك ان بعض الدول العربية تتلقى مساعدات عسكرية تحت اسم المساعدات الخارجية أو التعاون الدولي مثل مساعدات الولايات المتحدة العسكرية لمصر والأردن والمغرب.

وحسب تقرير لمعهد الدولي لأبحاث السلام في ستوكهولم، فان حجم النفقات العربية في 14 دولة عربية الى 118 مليار دولار عام 2012م.

THE TOP 15 MILITARY SPENDERS IN 2014

http://books.sipri.org/files/FS/SIPRIFS1504.pdfالمصدر:

 

ويمكن تقسيم الدول العربية الى 3 مجموعات وفق العلاقة بين الحجم الانفاق العسكري الحكومي والناتج المحلي الإجمالي.

1/ المجموعة (أ) دول ذات نفقات عسكرية معتدلة اقل من 5% من الناتج الإجمالي للأمن والدفاع وهي الامارات 2.9% ومصر 3.5%، تونس 4% وقطر 4.1%

2/ المجموعة (ب) دول ذات نفقات عسكرية مرتفعة ويمثل مآبين ويمثل مآبين 5 % و10% من الناتج المحلي للدفاع السودان ـاليمن البحرين والعراق.

3/ المجموعة (ج) دول ذات نفقات عسكرية مرتفعة جدا تفوق 10% من الناتج المحلي الإجمالي وهي الجزائر المغرب وسوريا. ويرجع الرقم القياسي العربي للجزائر 14.7%.

أسباب الانفاق العسكري المتزايد في الوطن العربي

1/ القوة العسكرية الإيرانية المتنامية في منطقة العربية.

2/ الأوضاع الأمنية الصعبة في مناطق عديدة مثل منطقة الساحل الافريقي ومنطقة الشام واليمن. الخ

3/ انتشار الأسلحة والجماعات المسلحة الانفصالية والارهابية التي أصبح من الصعب مواجهتها بدون عتاد متطور

4/ منافسة القوى او الدول الأخرى من الناحية حجم العتاد العسكري.

5/ حماية الحدود خاصة للدول التي لها مساحة كبيرة مثل الجزائر والسودان. (1)

 الخاتمة:

وفي الأخير يمكن القول إنه من وجهة نظر جيوسياسية حظيت المنطقة العربية أو ما يسمى بالوطن العربي أو العالم العربي بأهمية كبيرة، وكان ومازال موجود بشكل تابت في حسابات القوى الكبرى سعيا منها الى بسط نفوذها، وذلك حتى لو تطلب اعلان الحروب وخلق مشاكل داخلية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول بهدف اضعاف الدول العربية ومنع تحقيق النهضة العربية المهددة للمصالح الغربية.

ويمكن القول إن الصراع في المنطقة العربية متضمن في صراع على القوة على نفوذ وعلى الثروة، ولهذا يتبين اليوم أن حقل اللعبة الجيوسياسية في الوطن العربي هو أكثر تعقيدا ربما من أي منطقة أخرى في العالم لأنه يتضمن صراع بين دول الإقليم العربي من جهة وصراع بين القوى الكبرى من جهة أخرى، بالإضافة الى فواعل أخرى مؤثرة مثل شركات متعددة الجنسيات والمنظمات الدولية والإقليمية. الخ

فالوطن العربي له أهمية جيوسياسية بحكم أنه يمتد على أرض فيها الكثير من التمايز، فهي تصدر نحو 60% من إجمالي النفط العالمي، وأكثر من ثلث احتياطيات الغاز، لكنها كذلك تضم بعض أفقر دول العالم، لاسيما الصومال واليمن والسودان، والذي يعيش كثير من سكانها تحت خط الفقر، وسط بطالة كبيرة بين الشباب في معظم دولها، بينما تعيش في ذات الرقعة الجغرافية بعض من أغنى دول العالم، لاسيما المملكة العربية السعودية ودول الخليج مثل الامارات وقطر

ويشمل كذلك على أهم مضيق في العالم هو مضيق هرمز الذي يتحكم في إمدادات النفط للعالم، وعلى قناة السويس التي تعتبر محركاً للتجارة الدولية، ولها حدود بحرية مع الاتحاد الأوروبي، وبرية مع الاتحاد الإفريقي، وتعتبر معبراً لدول آسيا على دول العالم الأول. ولهذه الأسباب يمكننا القول ان الوطن العربي سيكون في المستقبل منطقة تنافس وصراع شرس أكثر مما عليه اليوم لمن سيفرض سيطرته على هذه المنطقة المحورية.

قائمة المراجع

الكتب

-البركان سعود، البلبل علي، الكراسنة ابراهيم، التكامل الاقتصادي العربي: التحديات والافاق، (الامارات: صندوق النقد العربي، ط.1 ،2005).

الحمادي إبراهيم محمد والشبعان أحمد محمد والدخيل عبد الرحمن محمد، جغرافية الوطن العربي، (الرياض: وزارة التربية والتعليم، ط1، 2007-2008).

– التنير سمي، الفقر و الفساد في العالم العربي، (بيروت: دار الساقي، ط.1 ،2009)

الفتلاوي سهيل حسين ، المنظمات الدولية ، ( بيروت : دار الفكر العربي ،ط.1، 2004).

-الزوكة محمد خميس، جغرافية العالم العربي، (الاسكندرية: دارالمعرفة الجامعية للطبع والنشر والتوزيع، ط.1 ،2000).

– السرياني محمد محمود، الحدود الدولية في الوطن العربي: نشأتها وتطورهاومشكلاتها، (الرياض: مركز الدراسات والبحوث، ط.1 ،2001).

– الشامسي ميثاء سالم، السياسات السكانية و التحول الديموغرافي في الوطن العربي، (الامارات: جامعة الامارات العربية المتحدة، ط.1 ،2004).

-اسماعيل أحمد ياغي ومحمود شاكر، تاريخ العالم الإسلامي الحيث والمعاصر، (الرياض: دار المريخ، ط، 1980.1).

– دخيل محمد حسن، أنظمة الحكم في الوطن العربي-دراسة مقارنة، (بغداد: دار مكتبة البصائر، ط.2013،1).

– سلامة رمزي، مشكلة المياه في الوطن العربي احتمالات الصراع والتسوية، (مصر: منشأة المعارف للطباعة والنشر والتوزيع، ط.1 ،2012).

– سولت جيرمي، تقتيت الشرق الأوسط: تاريخ الاضطرابات التي يثيرها الغرب في العالم العربي، ترجمة نبيل الصبحى الطويل، (دمشق: دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع، ط.1،2011).

طريح شرف عبد العزيز، الجغرافيا المناخية والنباتية مع التطبيق على مناخ افريقيا ومناخ العالم العربي، (الرياض: دار المعرفة الجامعية ط.1، 2000) ص 467.

– عبد الحي وليد، عبد اللطيف كمال وآخرون الانفجارالعربي الكبير في الأبعاد الثقافية والسياسية، (بيروت: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ط.1،2011)

– غليون برهان، المسألة الطائفية ومشكلة الأقليات، (بيروت: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ط.1،2012).

هلال علي الدين و مطر جميل ، النظام الإقليمي العربي دراسة في العلاقات السياسية

العربية،(بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية ، ط.7، 2001م)

– هلال علي الدين ومسعد نيفين، النظم السياسية العربية قضايا الاستمرار والتغيير، (بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، ط.1، 2010).

– ياغي اسماعيل أحمد، تاريخ العالم العربي المعاصر، (مصر: مكتبة العبيكان، ط، 2011.1).

مذكرة

-محمد سعيد ال عياش الشهراتي  ، أثر العولمة على مفهوم الامن الوطني ، رسالة ماجستير منشورة فسم العلوم الشرطية ، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية ، كلية الدراسات العلياـ 2006.

فايز عبد الله العساف، الأقليات وأثرها في استقرار الدولة القومية – أكراد العراق نموذجا، رسالة ماجيستير منشورة، قسم العلوم السياسية، جامعة الشرق الأوسط للدراسات العليا، كلية الآداب ،2009-2010.

مجلة

المنظمة العربية للتنمية الزراعية، الكتاب السنوي للإحصاءات الزراعية العربية، مجلد 33 ،2013م

تقارير

المنظمة العربية للتنمية الزراعية، أوضاع الأمن الغذائي العربي، (السودان: المنظمة العربية للتنمية الزراعية،2013)

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تقرير التنمية الانسانية العربية: دعم الطاقة في العالم العربي، (واشنطن: المكتب العربي الإقليمي ،2012).

المنظمة العربية للتنمية الزراعية، أوضاع الأمن الغذائي العربي، (السودان: المنظمة العربية للتنمية الزراعية،2013)

صندوق النقد العربي، التقرير الاقتصادي العربي الموحد2012م، (ابوظبي: الدائرة الاقتصادية والفنية لصندوق النقد العربي ،2012).

موقع

http://www.aljazeera.net/knowledgegate/books/2013/2/20/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%83%D8%A7%D9%85%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A

 

 

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button