دراسات افريقيةدراسات مغاربية

قراءة في تقرير حول المشهد الموريتاني المفتوح : الانتخابات والطاقة والتحول السوسيو اقتصادي

يقدم مركز الصحراء للدراسات والاستشارات من خلال هذه الترجمة قراءة في تقرير نشره المعهد الملكي للشؤون الدولية في ابريطانيا وهو مؤسسة بحثية معروفة تأسست 1920 وكان أول مدير لها المؤرخ  البريطاني الكبير ارنولد توينبي وتصنف على أنها من أكثر مراكز الدراسات تأثيرا بل يوصف بأنه أكبر مركز غير أمريكي تأثيرا في العالم، وتصدر عن المعهد المجلة المعروفة “شؤون دولية”.

خطوط التقرير العريضة 

وقد أصدر المعهد الملكي للشؤون الدولية تقريره هذا 11 ابريل  2019 بعنوان  “المشهد الموريتاني  المفتوح : الانتخابات والطاقة والتحول السوسيو اقتصادي” من إعداد الباحثPaul Melly في 38 صفحة تتوزع على مقدمة وخمسة محاور تناول أولها خصوصية موريتانيا بوصفها تربط بين المغرب العربي وإفريقيا فيما خصص الثاني للبنية الاجتماعية المركبة لموريتانيا، فيما تناول المحور الثالث والرابع الموارد الاقتصادية وتحديات التنمية والسلطة السياسية في عهد الرئيس محمد ولد عبد العزيز، بينما خصص المحور الخامس للخلاصات.

وقابل الباحث مجموعة من الشخصيات والمسؤولين السامين الموريتانيين خارج موريتانيا وداخلها أثناء إعداد التقرير كما اعتمد على مجموعة من الدراسات والمعطيات الصادرة عن مؤسسات دولية.

في المحور الدبلوماسي ودور موريتانيا الإقليمي

وأثنى التقرير على الدبلوماسية الموريتانية مع استحضار لافت لفكرة التعارض بين الاهتمام بافريقيا والعلاقة مع العرب، إذ أورد الباحث مقارنات بين حضور القمة العربية “الباهت” وحضور القمة الافريقية “الحاشد” مضيفا أن موريتانيا اعتمدت سياسة مواربة من خلال مساعيها الهادفة إلى الرجوع لمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا، وهو مساع تسمح لموريتانيا ها بالانفتاح على دول المجموعة وعقد اتفاقيات منفردة معها، وفي المحور الدبلوماسي يخلص التقرير إلى أن موريتانيا بدأت في موازنة علاقاتها الخارجية بين محيطها الافريقي الصحراوي وعلاقاتها العربية، وذلك عن طريق دورها البارز في مجموعة الساحل من جهة وعلاقاتها الخليجية من جهة أخرى على حد وصفه.

مستقبل الحكم بموريتانيا وتقييم الأداء الديمقراطي

وفي قراءة مجملة للتقرير ومحتوياته في الجانب السياسي يمكن للقارئ استخراج خلاصات من بينها جزم الباحث بأن الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز سيلتزم بالدستور ويغادر الرئاسة في منتصف 2019 و يصف ترشح وزير الدفاع ولد الغزواني بكونه مرشحا رسميا من طرف الحزب الحاكم  UPR واعتبر الباحث أن انتخابات 2018 مكنت من تعزيز حضور المعارضة في البرلمان وتنويعه، لكن التقرير الذي ترجمه مركز الصحراء يعتبر المعارضة تواجه تحديا يتمثل في صياغة خطاب موحد يجمع ناخبيها ويوفر  بديلا في وجه الانتخابات الرئاسية القادمة.

ويعتبر التقرير أن هناك عيوبا في الديمقراطية الموريتانية وتشديدا مطردا للقبضة الأمنية مقارنة بالسنوات الأولى للنظام، حيث يؤكد التقرير أن النظام مارس سياسية عدم الارتياح من وجهة النظر المخالفة لكن مع ذلك يعتبر التقرير أن هناك تعددية سياسية تعبر عن توجهات متنوعة ومختلفة كما أن الحزب الحاكم يقبل المنافسة السياسية ويرضخ للهزيمة في عدة حالات.

تحديات موارد موريتانيا وآفاقها الواعدة 

ويصف التقرير تدهور أسعار خام الحديد بأنه شكل ضغطا حقيقيا على المالية العامة للبلد في السنوات الماضية، لكن موريتانيا نجحت في احتواء تداعياته، حيث يضيف التقرير أن موارد موريتانيا ستتعزز ابتداء من العام 2022 بعائدات الغاز التي وصفها بالمهمة، وجزم التقرير بأن عائدات الغاز ستشكل فرصة مهمة لموريتانيا تمكنها من حل مشاكل الفوارق الاجتماعية والغبن الاقتصادي.

وبإمكان المتابعين الاطلاع على التقرير

vote/تقييم

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى