قراءة في تقرير مراسلون بلا حدود حول حرية الصحافة 2018

“مراسلون بلا حدود” تحذر من تراجع ملفت لحرية الصحافة في في عدة دول ، حيث كشف التقرير السنوي لمنظمة مراسلون بلا حدود أن التحريض ضد صحفيين يسمم المناخ السياسي في أوروبا  و في عدة دول اخرى بشكل متزايد، محذرة من أن حرية الصحافة بات مهددة ف من قبل قادة دول على غرار ترامب وبوتين

جاءت الجزائر في الرتبة 136 وقبلها المغرب في الرتبة 135، في التصنيف العالمي لحرية الصحافة ضمن التقرير السنوي الذي نشرته منظمة مراسلون بلا حدود اليوم الأربعاء.

وكشف التقرير الذي عرض الجزء الخاص منه بمنطقة شمال إفريقيا في تونس، أن الجزائر تنتمي إضافة إلى تونس والمغرب وليبيا إلى منطقة توصف فيها وضعية حرية الصحافة بالأسوأ، وانتقد ما وصفه استمرار الخطوط الحمراء كالفساد أو صحة الرئيس واحتكار الإشهار العمومي في الجزائر كعقبة في وجه حرية الصحافة، وأشار إلى قضية قطع الإشهار العمومي على صحيفة الفجر، وعدم إطلاق مشروع حق الحصول على المعلومة.

وبحسب التقرير فان “الجزائر والمغرب واصلتا تراجعهما في  التصنيف العالمي لحرية الصحافة، بفقدان كل منهما مركزين مقارنة بتصنيف السنة الماضية”، وأشار إلى استمرار حبس الصحفي سعيد شيتور منذ شهر جوان 2017 على ” خلفية شبهات حول بيعه وثائق مصنفة سرية لدلبوماسيين أجانب وحالته الصحية مقلقة”.

وتعرف موريتانيا أعلى مستوى من التراجع في المنطقة بسبعة عشرة نقطة إلى الرتبة 72 إثر اعتمادها قانونا يعاقب بالإعدام بتهمة المس بالمقدسات والردة، حتى في حالة التوبة، لكنها تبقى مع ذلك الأفضل في منطقة شمال إفريقيا، فيما استقرت تونس التي تأتي في الرتبة 97 ضمن منطقة توجد فيها الصحافة في وضع حساس.

وأشار التقرير إلى أن “حراك الريف في المغرب بين جملة من الصعوبات التي تعترض الصحفيين المحليين والأجانب الذين حاولوا تغطية الحراك الاجتماعي أو معالجة مواضيع تعتبر محظورة”، مشيرا إلى موجة القمع التي مست الصحفيين الذين غطوا المظاهرات الشعبية بين شهري ماي وجويلية 2017، حيث تم اعتقال 14 صحفيا وسجلت حالات طرد لصحفيين أجانب”.

وتطرق التقرير إلى ما اعتبرها ضغوطا إدارية تمارس على الصحفيين  التونسيين والأجانب في تونس، وفي ليبيا وصف التقرير وضع حرية الصحافة بالأخطر، واعتبر ليبيا من أكثر البلدان خطورة فيما يتعلق بممارية الصحافة، وسجلت منظمة مراسلون بلا حدود  منذ عام 2011 332 حالة انتهاك في حق الصحفيين مشفوعة بالإفلات من العقاب، مشيرا إلى أن الأوضاع الأمنية لا تمكن المراسلين من العمل، وأغلبهم يمارس العمل الصحفي من المنفى.

وفي إفريقيا لاحظ التقرير تحسنا طفيفا لحرية الصحافة مقارنة بـ2017، مشيرا إلى أن القارة الإفريقية تعرف وضعيات متباينة وتضاف الانقطاعات المتكرّرة للانترنت، خاصة في الكاميرون التي تحتل  الرتبة 129 وجمهورية الكونغو الديمقراطية 154، بسبب أشكال جديدة من الرقابة في هذه المنطقة، مضيفا أن رحيل ثلاث من أشدّ أعداء الصحافة في إفريقيا فتح عهدا واعدا للصحافيين في زمبابوي  وأنغولا وغامبيا التي تقدّمت بواحد عشرين رتبة الى 122.

ووضع التقرير تركيا ومصر في الرتبة 161 واصفا إياهم” بالدول المستبدة والتي سقطت في رُهاب الإعلام إلى درجة تعميم الاتهامات بالإرهاب ضدّ الصحافيين وسجن غير الموالين منهم اعتباطيا”.

وأشار التقرير إلى أن أربع من بين الدول الخمس التي تراجعت بأقصى درجة في القائمة الجديدة للمنظمة بشأن حرية الصحافة توجد في أوروبا، وهي مالطا والتشيك وسلوفاكيا وكذلك صربيا. وكان هناك ساسة بارزون في هذه الدول لافتون للأنظار بشكل كبير من خلال عداءات وإساءات ضد صحفيين، بحسب التقرير.

وذكّرت المنظمة بظهور رئيس تشيكيا ميلوش زيمان في مؤتمر صحافي بسلاح كلاشينكوف زائف مكتوب عليه “للصحافيين”، ووصف زعيم سلوفاكيا السابق روبرت فيكو صحافيات وصحافيين “بالعاهرات القذرات المعاديات لسلوفاكيا” و”الضباع الاغبياء”. وقال رئيس منظمة مراسلون بلا حدود كريستوف دولوار إن “القادة السياسيين الذين يزكون احتقار الصحافيين (…) يقوضون مبدأ النقاش العام القائم على الحقائق بدلا من الدعاية. الطعن في شرعية الصحافة اليوم بمثابة اللعب بنار سياسية خطيرة جدا”.

ويذكر أن مالطا 18 بدورها تراجعت في هذا التقرير إلى المرتبة 18 بعد اغتيال الصحافية الاستقصائية دافنه كاروانا غاليزيا. بينما لا تزال النرويج تتصدر قائمة منظمة مراسلون بلا حدود لحرية الصحافة لهذا العام، وتليها السويد وهولندا وفنلندا، وجاءت ألمانيا في المرتبة رقم 15 في الترتيب.

 

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button