قراءة في كتب حول الحرب و الاستراتيجية عبر التاريخ

 من اعداد الطالبة : قدير رحمة .

الـــمدرسة الوطنية العليا  للعلوم السياسيــة .

قســم الدراسات الإستراتيجية والعسكريــة .

تخصص دراسات إستراتيجية ودولــية .

ملخص: فيه مجموعة تلخيصات ، كتاب الأخلاقيات والحرب لدفيد فيشر ، والإستراتيجيا التكتيك فن وعلبم الحرب ،منير شفيق ، في رؤية استراتيجية لزبيغنيو بريجنسي الى جانب مجموعة من النقاط حول بعض الكتب الأخرى التي كان لها صدى مثل فرصة ثانية وثلاث رؤساء لامريكا ، فيه كتاب او المجلد الأول للمارشال منتجمري عبر التاريخ ، حول تاريخ الاستراتيجيا المباشرة والحروب التي عاشتها البشرية ، باختصار الغاية هي كيفية تحقيق السلام بعيداعن جحيم الحرب ، رغم ان الواقع يثبت العكس تماما …

المحور الأول : معلومات عن الكتاب :

اسم المؤلف : منير شفيق .

اسم الكتاب :الإستراتيجية والتكتيك في فن علم الحرب ” من السيف والدروع ..غلى الصاروخ والأنفاق “.

مع ملحق بين حروب نابوليون وحروب الفتوحات الإسلامية “.

بلد النشر : لبنان .

دار النشر :الدار العربية للعلوم ناشرون .

سنة النشر : 2008.

الطبعة : الأولى .

عدد صفحات الكتاب :309 صفحة ( مع الفهرس والملاحق ).

 

المحور الثاني  : مــــــــــــــــلخـــــص الـــــكـــــتاب :

يشير الكاتب في هذا الكتاب إلى أنه قد جمع بين نظريات الحروب التقليدية ونظريات الحروب الحديثة ، وهذا عائد إلى التطور السريع والضخم في مجال الأسلحة الحربية .  كما يطرح إشكالية تنظيرية على مستوى الأكاديميين وكذلك على مستوى العسكريين ما إن كانت الحرب علم أم فن أم كلاهما معا ، طبعا قد توصل إلى أن الحرب ، علم طالما أنها مرتبطة بالتطور في الوسيلة وكذلك في التنظير على المستوى الأكاديمي وهي فن لأنها  تعبر عن خبرة ميدانية  عملية  على مسرح العمليات القتالية .كما أنه يسوغ جملة من التعارف نأخذ منها أنها الحرب صراع عنيف ووحشي من أجل تحقيق أهداف ما ، ما من حرب من أجل الحرب وهي تنقسم إلى حرب  عادلة وحرب غير عادلة .وفي ذلك يطرح سؤال في غاية الأهمية والدقة هل للحرب دور أخلاقي عادل يدفع الشعوب إلى التطور  ؟!.

لقد قسم منير شفيق كتابه إلى خمسة فصول ،تناول فيها كل ما يتعلق بالإستراتيجيا مستوياتها ميادينها أنواعها ، أهم روادها أمثال : نابوليون بونابارت ، جوميني ، كلاوزفيتز ، ليدل  هارت ، ، فريديناد  فوش ، مولتكي ،أندري بوفر ، وغيرهم، نذكر من التعريفات الحديثة تعريف أندري بوفر”  باعتباره  منظر وكذلك قائد ميداني له خبرة وتجربة كبيرة في الحروب مثلا في كتابه مقدمة إلى الإستراتيجية : “الإستراتيجية هي فن جدلية الإرادات باستعمال القوة لتسوية النزاعات”.  كما كتب روبرت غرين “كتاب بعنوان ا”لثلاث والثلاثين إستراتيجية للحرب “، تحدث فيه عن الإستراتيجية العسكرية والتكتيك .باختصار تناول الجانب الكلاسيكي من الإستراتيجية العسكرية .

أما في الفصل الثاني من الكتاب فقد تناول إستراتيجية الردع النووي ، وكيف هي قائمة على الفعل ورد الفعل بين كل من الولايات المتحدة الأمريكية و والمد الشيوعي للإتحاد السوفييتي  في 1949، في فترة الحرب البادرة ، فإذا كانت الإستراتيجية العسكرية في فترة ما قبل 1945 مباشرة تعتمد على القوات المسلحة والروح المعنوية للجيش وكيفية إضعاف الخصوم والضغط عليهم ، بالتجسس الميداني على مسرح العمليات كما أنها قتالية ، فإن الإستراتيجية الجيدة غير مباشرة وتعتمد على الردع النووي للعدو في إطار السباق نحو السلاح النووي .  يشير في الفصل الثالث إلى مصطلح في غاية الأهمية هو الدولة الآمنة وكيف آن الدول أصبحت تتسابق لامتلاك هذا النوع من السلاح من أجل الحفاظ على أمنها الداخلي  طالما أن تصرفات  الدول غير مؤكدة ولا يمكن القيام بعملية استشرافية دقيقة حول تصرفاتها  . في الفصل الرابع من الكتاب  يشير إلى أن تلجأ إلى الضغط   الإقتصادي والسياسي والثقافي والإيديلوجي  خاصة بالنسبة للدول التي تعاني من  الإنشقاقات والإنقسامات الداخلية ومحاولة التأثير عليها ،ويعبر عن ذلك بتصريح للكاتب الإسرائيلي حول أن الحرب تخدم المصلحة أما  الإنتماءات  الأخلاقية الإنسانية فليس لها محل يقول : إيال وايزمن “: إذا كانت الهندسة صممت لبناء البيوت والعمارات ،وإذا كانت الهندسة تعني هندسة الطرق والأزقة ،فإن الهندسة المعكوسة تدرس كيف تهدم الجدران وتخترقها “.وكيف يستبدل استخدام الطرق والدخول والخروج من الأبواب بفتح طرق بديلة عبر اختراق الجدران الداخلية للبيوت والأبنية أي “أنفاق “، لكن من داخل البنايات”.وفقا لذلك فهذا هو التحليل الأعم والأشمل لأحداث هذه الفترة ، وكل ما شهده العالم العراق أفغانستان ،فلسطين … والنماذج كثيرة .يعود بنا في الفصل الخامس إلى حروب  التوسعات النابوليونية مقارنة مع  حروب الفتوحات  الإسلامية ، من حيث الهدف ، الزمن ،المكان والإستراتيجية ليخلص إلى أن الإستراتيجية العسكرية ميدانية ولا يمكن الحديث عنها بمعزل عن متغيرات البيئة الخارجية وصناع القرار ومنفذي الأوامر، حيث يشير إلى أن الإستراتيجية معادلة متغيرة مرتبطة بالزمان والمكان الوسيلة .

الــــــــــــــــنـــــقــــــد  :

تعبر عن هذا الكتاب عن إطار نظري لمفهوم الإستراتيجية مدعم بأمثلة واستنتاجات من طرف منير شفيق كباحث وأكاديمي في الميدان ،عرض فيه مجموعة من التساؤلات  التي لا تزال البشرية تبحث عن إجابة لها في ظل أنانية لا متناهية منها ، وإشكاليات كبرى لا تزال محور الطرح والبحث كذبك في ما يتعلق إخماد نيران الحرب والعيش في سلام .ثم إنه حاول أن يبرر تصرفات الدول وغايتها من منطلق تصورتاها للأمن . إلا أنه لا يزال يبحث عن ما إذا كانت الحروب في الواحد والعشرين لنفس الغايات والأسباب  وما الوسيلة إلى أسلوب تطور في ميدان الأسلحة أم هي لغاية سامية وهي تحقيق السلام العالمي ،هل يمكن أن يعيش البشر بعيدين عن الحرب ، من يدفع ثمن الحرب ؟، ثم إنه  ومع أن الإستراتيجية العسكرية جزء من الإستراتيجية الشاملة للدولة إلا أنها أساس بقاء الدول وهي الركيزة الأساسية التي تبحث الدول في تطويرها عن طريق استخدام مجموع الإستراتيجيات الأخرى  معاناة بشرية كبيرة تكاد لا تنتهي حتى يكون على استعدا لموجهة معاناة أخرى هوة كبيرة ومن يصنعها هو من يملك القوى ، خلاصة القول البقاء للأقوى ولمن أثبت قوته .

معلومات عن الكتاب :

اسم المؤلف :الفيلد مارشال فيكونت مونتجري .

اسم المترجم :فتحى عبد الله النمر .

عدد الصفحات :124 صفحة .

عنوان الكتاب : كتاب المخابرات الحربية ” الحرب عبر التاريخ “.

صدر الكتاب بتاريخ :15/03/1971.

البلد المترجم : القاهرة – مكتبة الأنجلو المصرية .

عدد الأجزاء : هذا الجزء 01 ، من أصل 07 أجزاء .

المحور الأول : أهم ما تعرض عليه الكتاب  من أفكار :

الفصل الأول : طبيعة الحرب .

الصدام المسلح وتقدم الإنسانية:لقد خصص  المارشال “مونتجمري” هذا الفصل  للحديث عن طبيعة الحرب من بين النقاط التي تطرق إليها :من المسؤول عن إعلان الحرب العسكري أو السياسي ، هل للمدنيين  دور  فيها .

ما هي الحرب: ويقول أنها الحل  النهائي عندما تفشل جميع الجهود السلمية للوصول إلى الحل، تستند إلى استعمال القوة والعنف أكثر من الحق على الرغم من أن الحق واضح في كثر من الأحيان .

القيادة والخيط الذهبي :

ما هو ميدان العمليات: إذا كانت الإستراتيجية هي  فن إدارة الحرب ، فالتكتيك فن استخدام القوات المسلحة في الميدان القتالي  .

ما هي القوة المتاحة والتي تسمح للنصر :  لأن الماريشال  أعادنا إلى حوالي 7000سنة قبل الميلاد ، وصولا  القرن العشرين  ،فمن الواضح أنه قد درس جميع الآليات الحربية والمعدات وكذلك مصدر الأوامر ” القادة “فإذا كان قد جزم على أن القوة البرية قد حققت النصر في فترة ما ولحضارة ما .فانه عاد ونقد نفس الفكرة وقال إن القوة البحرية مصدر السيادة الحربية كذلك قد عاد  وقال إن القوة الجوية هي التي تحسم الموقف والسيادة الحربية هي جوية .

القــــــياــــدة : ركن مهم في الحرب فالقائد هو من ، يحدد مصير الحرب  ، حسب رأيه عليه أولا أن يحدد الهدف من الحرب ، واعتمد في ذلك  على خبرته الذاتية  بالإضافة إلى مكتسباته المعرفية ،فالقائد ليس شرطا أن يكون ولد قائدا بالفطرة ففي رأيه هو الذي يجمع بين المعرفة والخبرة  .

المخابرات والخدمة السرية .

المخابرات والخدم السرية : إذا أراد القائد تحقق النصر فعليه أن يوفر جهاز مخابراتي فعال ، يكمنه من جمع المعلومات الأزمة والضرورية عن العدو في الوقت المناسب واستغللها ، بالشكل الأمثل.

الـــــروح الـــمعنوية : من الممكن جدا أن تتوفر المعلومة ومن الممكن جدا أن يتوفر الرجال لخوض الحرب ولكن الخسارة محتملة إذا ما كانت الروح المعنوية مهزومة للجيش ، فلولا اليقين  من هدف الحرب لما استطاع الجيوش تحقيق النصر في الحرب .

الحرب الشاملة :

في حين كانت الحرب التقليدية ، تعبر عن البقاء ،  وكان الجيش يتحمل العبئ والضغط النفسي الأكبر  في الميدان الحربي ،الخوف ، التعب ،الرعب ، الحرمان الموت  ، الإنصياع و عدم الخروج  عن طاعة القائد في الميدان ، كلها أمور يواجهها  ويتحملها يقلب جسور ،إلا أن التكنولوجيا الحديثة وفرت  عنه الكثير فالحرب الحديثة هي  حرب نووية . لا تكتفي بالوسائل التقليدية في المخابرات ولا بالروح المعنوية لقوات الدفاع الوطني فهي تعتمد على درجة عالية من  التنظيم والدقة والتطور في التكنولوجيا .

الفـــــــــــــصل الثــــــاني : القيادة .

الـــــــقيادة :

العلم وفـــــن القيادة :جدلية اتخاذ قرار الحرب بين أولوية العسكري وأولية السياسي ،وبين أحداث تعاون بينهما و بالتالي الجمع بين المستوى الإستراتيجي والمستوى التكتيكي .

الاستراتيجية : هي فن وعلم  القيادة فهي علم  في العصر الحديث  لأنها دراسة نظرية وهي فن لأنها تطبيق عملي ،فهي تتوسط النظرية والتطبيق.

دراسة التاريخ العسكري :ضروري وهام جدا ،في الغالب تفادي أخطاء الحروب السابقة يكون بدراسة التاريخ العسكرية وتحقيق النصر يكون بفضل ذلك . و العوامل المادية  تكون بالموازنة مع العوامل المعنوية ، لأن التطبيق يتطلب الوسيلة ،عبر العصور والأزمة شهدت الحرب تطورا بفعل التقدم  في الأسلحة والوسائل ،فالنجاح في تحقيق الهدف  مرتبط بالآداة المادية كذلك .

مشكلات الحرب :هي مشكلات موجودة في الأصل على مستوى القائد ، فالقائد يحمل مهمتين الأولى هي إمكانية التواصل مع جنوده في كل الظروف وفي كل الفرص  بخلق جو من الثقة المتبادلة وهو ما يطلق عليه الثناء عليهم .  حيث يقول أن الوسيلة مهمة إلا أن الروح المعنوية لدى الجنود لا تقل أهمية . والثانية على مستوى القائد نفسه ،فالصفات حول مجموع من الصفات تميز بين قائد جيد وقائد عبقري في ميدانه  يختصرها لنا في: العقل المنظم والسرعة والخفة على إدراك الوضع بتبسيط الأمور لأن الأصل أن كل المشكلات في الحرب في الحرب بسيطة  وهذه هي مهمة القائد .

الرفاهية وتأثيرها على الدول: يقول أنه إذا تسلطت الرفاهية على رجولة أي دولة وأهملت الصفات العسكرية ، كان ذلك نذيرا بانتهاء هذه الدولة . وأن العدو يمكن أن يأتي من الداخل  وهو الضعف داخل الدولة نتيجة تراخيها وتساهلها خاصة في المجال العسكري ،وهذا ما سوف يجعلها تتهاوى وحدها  ويعطي مثال الحرب البوليبينيزية حرب الثلاثين عاما بين أثينا وأسبرطة .، فالأصل في الحرب  هو إلحاق الهزيمة في الوقت المناسب بالعدو دون التنازل عن المكاسب المحققة فيما بعد . وقد كتب فرانسيس بيكون قائلا : ” أن المدن ذات الأسوار العالية،والمكتظة بالأسلحة ،وبها أجود سلالات الخيل وأقوى عربات القتال والأفيال كل ذلك ما هو إلا خرافات ترتدي أقنعة الأسود إذا لم يتوفر الرجال لكل هذا ولديهم الجرأة والاستعداد لخوض حرب .وهي مهمة كل من السياسي والعسكري على حد سواء .

الفصل الثالث :الحرب في العصر البدائي .

حـــرب الــنـــــمل :حضارات تشكلت عبر التاريخ منها من أبيد شعبها ، ومنها ما أفلت من الوجود وحلت  محلها حضارات أخرى ارتقت وصعدت ومن ثم إضمحلت وهكذا  ، كان المعيار الوحيد للحكم عليها هو القوة،والوسيلة هي الحرب ،مهما كانت الغاية منها ،ويأخذ”مونتجمري”  مثال حرب النمل كونه الأقرب إلى الرغبة الإنسانية الانتصار الدائم وحالة الصراع الدائم بين الإرادات لتحقيق هدف ما ، ويذكر أن حروب النمل لا تخيب  ما طبقه فعلا في 1944 في حربه ضد الألمان ، كما  تطرق إلى نقاط تاريخية مهمة في الميدان الحربي ،وذكر  المصريون العراقيون والآشورون ، كيف تشكلت حضارات وأمم  نتيجة خوض حروب وكذلك نتيجة للتطور في الأسلحة طبعا في حدود ما كان موجودا في تلك الفترات من الزمن .فقد عاد بنا إلى عصور ما قبل الميلاد. قيادات أثببت قوتها في الميدان وأحدثت انتصارات كبرى وأخرى أحرقت نفسها بالنيران نتيجة لعدم تقبلها للهزيمة والخسارة بسهولة .

الفصل الرابع : الإغريق القدامى .

أكثر الحضارات رقيا في الميدان الدفاعي والأسلاب العسكرية ،البحرية  والبرية هي الحضارة اليونانية ،إلا أن سوء الإستغلال ،واندفاع القادة في الوقت غير مناسب ،وعدم مراعاة بروتوكولات مهمة في العلاقات ربما كان له الأثر الكبير في سقوط حضارة بذالك الوزن في ذلك الوقت ،وهذا ما عبر عنه ثيوسيديس بفكر واقعي يصف لنا ما آلت إليه أثينا  في حرب البوليبينيز . أما في الشق الثاني من  هذا الفصل فقد تحدث لنا التسلسل الزمني في التطور  من الآداة الحربية النيران والسيوف والرماح والدرع (…) ، إلى الآلة العسكرية ولو بشكل تقليدي (مدفعية الميدان ).

الــــــــــــــــــــنـــــــــــــــــــــــــــقــــــــــــــــد :

وفي حدود ما قرأته من الجزء الأول من هذا الكتاب” للفيلد مارشال منتجمري “المعنون ب الحرب عبر التاريخ ” ، وبالعودة إلى بعض الإشكاليات التي طرحها الكتاب حول  جدلية الدخول في حرب من أجل تحقيق السلم أو البحث عن الإستقرار ، جدلية تاريخية عميقة لازمت وجود الإنسان ومنذ أن اكتشف أول آداة له من أجل الدفاع عن نفسه ، اعتقد أن الغاية من العودة إلى التاريخ العسكري هي الإستفادة من التجارب السابقة ،وعدم الوقوع في نفس الخطأ وهذا ما عبر عنه في هذا الكتاب بأن ما من عذر لجيل القرن العشرين إذا وقع في الخطأ لأن الأصل أنه قبل أن يدخل في أي صراع  جديد عليه أن يكون على دراية تامة بتاريخ الحروب السابقة حتى لا يقع في نفس الخطأ .كما يذهب الكتاب إلى تبرير الحرب على أنها ظاهرة ملازمة للنفس البشرية والإنسان بطبيعته يلجأ إلى خوض حرب ،غايته في ذلك تحقيق هدف ما طبعا هو هدف نبيل ،وإن أريقت فيه الدماء  ، وسفكت فيه أرواح مدنيين لا علاقة لهم بأهداف وطموحات القيادات السياسية والعسكرية الكبرى ،أما  عن الغاية السامية فهي تحقيق السلم ، إلا أنه وفي كل مرة يعود ويقول أن بمجرد نهاية الحرب سرعان ما نشبت حرب أخرى محلها وحل محلها طموح إنساني آخر ، ليس من العذر أن يقول أن ذلك لقلة حظ الإنسان في الحصول على السلام عن طريق استعمال العنف ،أو لأن طموحاته نحو الرقي والتمركز كانت تزداد ، أو أن رغبته في تحقيق السلم هي التي كانت تسيطر ،أو أن الحرب استمرار لتحقيق الأهداف السياسية ،سواء بالشكل المباشر أو غير المباشر ،إلا أن ما اتضح أن الرغبة في السيطرة والنفوذ والأنانية اللامتناهية من طرف الحكام في تحقيق المجد هي ما جعل من الحرب مغـزى لاستمرار  حياة البشرية .وأخير السؤال الذي يمكن أن نخلص إليه من هذا الكتاب هل حقا وفي عـصر يجمع بين القوة التقليدية و قوة الردع النووي ، وهيمنة دول قليلة على النظام الدولي ،يحقق السلام ويضمن العيش بشكل  عادل بين البشر ؟ هل حقا هذا ما يمكن البشرية من عيش في سلام ،هل يعتبر هذا نهاية للحروب التقليدية حقا ،أم أنها تكريس للمزيد من التدخلات باستعمال قوة أكبر للردع  من أجل اختبار نظرية البقاء للأقوى ؟!.

المـــــــــــــــــــــــــــحــــور الأول : محتويات الكتاب :

عــــــنـــوان الــــكتـــاب :

الأخلاقيات والحربهل يمكن أن تكون هناك حرب عادلة في القرن الواحد والعشرين “.

اسم المؤلف : دفــــيـــد فــــيشر .

صدر الكتاب في : 2011.                           

اسم المترجم :عماد عواد .

دار النشر : دار المعرفة .سلسلة شهرية .

ســـــــــــنة النشر :2014.

عدد الصفحات : 428 صفحة.

المـــحـــور الثاني : مضامين كتاب الأخلاقيات والحرب .

لقد استخدم مفهوم الحرب العادلة من قبل علماء اللاهوت والمفكرين التقليدين لإضفاء طابع الشرعية على الحروب التي كانت تشن ،وصفت بالعادلة بمجرد أن لها هدف ، لم تراع حقوق المدنيين أو رغبة المجتمعات  قليلة أو كثيرة ، فيما يسأل الكاتب هل حروب اليوم هي حروب عادلة ؟ هل يصح أن يطلق عليها حروب عادلة ؟  هل للأخلاق أي اعتبار حين يتعلق الأمر بخوض  حرب ؟  هل يوجد للحرب أخلاقيات ؟  والسؤال الأهم هل من الممكن في القرن الحادي والعشرين أن يقدم تبرير عقلاني للأخلاقيات باعتبارها مرشد التصرفات الخاصة والعامة ؟.

الكلمات المفتاحية في الكتاب :

 الحرب العادلة ،الحصافة ، الأخلاقيات ،الفضائل ،العواقبية ، العقلانية .

المبحث الأول :  التحليل الواقعي لظاهرة الحرب :

الحرب العادلة :

ففي كتابات غروسيوس وتوماس الإيكويني سوف يجد أن مفهوم الحرب العادلة هو مفهوم قديم تم صياغته في إطار معين ، كان يعبر  عن إمكانية الدول في خوض حروب  داخل دول معينة طالما أن أهدافها واضحة وطالما لديها مصالح ، لم تعترف لا بسيادة ولا بمبدأ عدم التدخل ولا بحقوق المدنيين ، إلا أن مجرد وجود هدف معلن هو تحقيق السلام وهدف غير معلن يخص إعتبار معين وهذا  يجعلها توصف  بالحروب عادلة .وهذا ما يطلق عليه أخلاقيات الدول ،    وهنا يطرح دفيد فيشر الإشكالية الرئيسية حيث يقول  ونحن في   القرن الحادي والعشرين كيف يمكننا أن نكون أخلاقيين كما ندعي، إذا كنا نفكر في خوض حرب ؟.ما هو معروف أن الحروب تحكمها المصالح ولا تعترف بأي أخلاق ، فالحرب اتجاه  واحد  هو الجحيم والمعاناة اللامتناهية للشعوب .

  هنا   يعد التحليل الواقعي للعلاقات الدولية دائما الأقرب إلى فهم تصرفات الدول ، فالواقعية لا تعترف بالأخلاق وتقر أن العلاقات تحكمها المصالح الذاتية والرغبة في البقاء ،  والقاعدة الأساسية لها أن السياسيين في سعي دائم وراء القوة . طالما الأمر كذلك  ، فالحروب ما هي إلا انعكاس لتحقيق ذلك .

هذا الفكر ليس بجيد في العلاقات الدولية فقد وجد منذ القديم  ، نجد أفلاطون  قد طرح سؤال جوهريا كيف أريد أن أعيش حياتي ؟ ، فالدول تعيده على نفسها ، ما يحكم حياة الدول حسب المنظور الواقعي هو مصالحها وليس لذلك أي علاقة بالأخلاق ، عقلانية الدول  بالنسبة للواقعية حين تستطيع أن تحقق المكاسب أكثر من  تحقق المكاسب أكثر من التكاليف ، فالعقلانية ليس لها بالأخلاق ولا بأي اعتبار مثالي ، والسعادة في نظرها هي تحقيق المصلحة .

تعرف الحرب العادلة بأنها تلك التي تكون ثأرا على الظلم ،إذا ما تغاضت الأمة أو الدولة التي تشن الحرب عليها عن معاقبة خطأ ارتكبه مواطنوها أو لاستعادة شيء ما جرى  الإستلاء عليه بغير الطريقة الصحيحة” تحكمها ثلاث قواعد : سلطة الأمير — قضية عادلة — ونية حسنة ) إلا أنها في كل الأحوال دائما خاطئة ويلزم تجنبها ، لأنها ترتبط على الدوام بجلب المآسي والحزن والرعب لشعوب العالم .مع ذلك هي حق قانوني تكفله الإتفاقيات الدولية والقانون الدولي الإنساني للحرب .

إلا أن المفكر “دفيد فيشر” يحاول من جديد العودة بنا إلى مدارس أخرى في الفكر الأخلاقي ، ويقول تظل الأخلاقيات شيء أساسي من أجل تحقيق حياة مكتملة ؟، وهذا ما يجعله يطرح نفس الإشكالية من جديد إن كان  من الممكن  في القرن الحادي والعشرين تقديم تبرير عقلاني للأخلاقيات باعتبارها مرشد لتصرفتنا العامة والخاصة ؟.

وفي إشكالية الطرق التي تحقق لنا السعادة بطريقة عادلة وفي إطار أخلاقي و بأقل درجة من المعاناة قد طرح لنا ديفيد فيشر النظرية العواقبية وعرفها  على أنها “تقديم النصح للمترددين حول ما هو الشيء الصحيح الذي يمكن عمله بالقول أن عليهم اختيار الطريقة التي توصف نتائجها بأنها ستساعد على الأرجح في تحقيق الرفاهية وتقلل من المعاناة لأولئك المعنيين بها بشكل من البدائل الأخرى المتاحة .

وربط ذلك بالفضائل(العدالة والإعتدال ) ،إلا أن الفضيلة في حد ذاتها تطرح العديد من التناقضات طالما هي مرتبطة باتخاذ قرار أو الإلتزام بموقف معين قد لا يعكس المعنى الحقيقي لها. إلا أن العواقبية تظل مرتبطة بحسابات النتائج ما يطلق عليه دفيد فيشر ((calculation of consequences.

إلا أنه يعـود ويحصر ذلك في معنى الحصافة والتي عرفها الحصافة عادة الحكم السليم إلى لموقف العملية في مقدمة الفضائل الأخرى practical wisdom)).

مع نهاية الحرب الباردة جرى تخصيص العيد من الكتابات مع التطور الكبير في مجال الأسلحة النووية ، وسياسة الردع ، وتزايد السباق ين الدول نحو امتلاك هذا النوع من الأسلحة ، على الرغم من أن العلم لم يعرف نهاية للحروب التقليدية ، ليجد المفكرون أنفسهم في حلقة مفرغة حول ما إن كان اكتساب الدول لهذا النوع من الأسلحة يضع للأخلاق .

ليصل بنا ديفيد فيشر أن “”””الحرب وحش متلون يغير بشكل منتظم من طبيعته”” وعليه فإننا بحاجة إلى تجنب الوقوع في شرك التخطيط للحرب .

المبـــــحث الــــــــــــــثاني :التحليل الـــليبرالي لظاهرة الحرب :

 

حرب عادلة أم تدخل إنساني :

لقد تناول كذلك “دفيد فيشر” في التحليل الليبرالي للحرب وعلاقتها بالأخلاقيات،فإن كانت الواقعية تعتبر الدولة فاعل رئيسي في العلاقات الدولية فإن الليبيرالية وعلى خلاف الواقعية تعتبر أنه إلى جانب الدولة هناك فواعل أخرى   كالمنظمات الدولية والمجتمع المدني والشركات المتعددة الجنسيات ،وناشطي حقوق الإنسان والديمقراطية ومكافحة الإرهاب ، علاوة على ذلك فالتحليل الليبرالي يركز مفهوم الكرامة  والحرية الإنسانية  هذا من جهة ، فإذا كانت الواقعية تقر بسيادة الدولة مع ذلك تشن حروب دفاعا عن مصالحا أو تعظيما لقوتها،فإن الليبرالية  لا تقر بسيادة الدولة في نفس الوقت تكتسب الشرعية من التدخل في شون الدول الأخرى من توظيف  الاعتبارات الإنسانية ، وهكذا ظهر مفهوم التدخل الدولي الإنساني .فالضمير الإنساني يشكل الحكم الأعلى في القضايا الأخلاقية وللأخلاق أولوية في العلاقات الدولية  لأنها تمثل صوت العقل الذي يحمي مصير الإنسانية ، فالأخلاق هي من تضمن السعادة لأفراد المجتمع ولا يمكن ذلك إلى بتبني الديمقراطية ومن هنا تستمد شرعيتها .

النــــــــــــقـد :

ومما قرأت من الكتاب ، من خلال فصول هذا الكتاب يبدو أن” دفيد فيشر” حاول أن يقحمنا في طبيعة الحروب التقليدية مرورا بالمحطات الكبرى والتي تركت  أثرا في نفوس البشرية ،وكان من شأنها أن تساهم في صعود قوى و وتسبب في سقوط قوى أخرى أو إضمحلالها ،ونجده أنه استند إلى مفهوم الحرب العادلة ،  في محاولة إلى ربما ليبرر سياسات تلك القوى  ما إن كانت تستند إلى أي إطار أخلاقي   على الرغم أنه كان يؤكد أن من سبب يبرر الحرب فالحرب هي الجحيم لما لها من أضرار على البشرية جمعاء ،إلا أن ما عرفه العالم من حروب وان كانت تستند إلى إطار قانوني  أو لا هوتي أو أي اعتبار آخر إلا أنها لم تجلب للشعوب سوى الآلام ، فقد ذهب ضحيتها وبسبب أنانية مجموعة قليلة من البشر ، الكثير من الأرواح البريئة ، وإن كان دافيد فيشر  قد أكد في الكثير من الأحيان على أنها  الخيار الوحيد الذي أتيح في يد الديمقراطيات من أجل محاربة الدكتاتوريات، إلا أن هذا لا يبرر انتهاك حق حياة الأبرياء .

أما عن العالم ما بين 1991 من حرب الخليج إلى غاية 2005 وإقرار مبدأ مسؤولية الحماية ،لم يتغير الوضع ،سوى إعطاء الشرعية الأممية بموجب الفصل السابع للتدخل العسكري ،وكل التدخلات التي كانت طبقت في إطار الإنتقائية وازدواجية المعايير ،

 في التعامل مع القضايا الإنسانية ،ونذكر أكثر الحالات شيوعا في هذه الفترة ،والتي كان لها أثر كبير  ، حالة الإبادة الجماعية في رواندا 1994   ، والتطهير العرقي في البوسنة والهرسك ،والمذابح التي ارتكبت في حق المسلمين البوشناق .

أخيرا تحدث كثيرا دفيد فيشر عن الحروب  وعلاقتها بالأخلاقيات ، وإن كان الأمر يبدو في غاية الصعوبة إذا ما تعلق بالفصل أو الربط بين هذين المفهومين ،إلا أننا سوف نأخذ بخلاصته على الأقل فهي تقترب إلى الواقع  ، ولأن النظرة المثالية لا يمكنها أن تحقق على الأقل حتى يوما هذا ،فالتحديات الإقتصادية والسياسية العسكري والثقافية للدول أكبر في نظرها من التنازل لصالح السلام في العالم ،فيما يتوقع ان يبقى جزء ضعيف من هذا العالم خاضع لقوة الأقوياء وتابع لهم على جميع الأصعدة ، على الأقل كما قلنا في الوقت الراهن ، والمشاعر الإنسانية لن تميل إلى الأخلاق ، لأن الحرب لا بذلك .

وإن كانت نظرة دفيد فيشر للواقع القريب أكثر مثالية وتستند غلى البعد الأخلاقي ، بل وتعتبر أن  تقليد الحرب العادلة وفق التحديات الجديدة للقرن الحادي والعشرين هي الخيار الأنسب لمواجهة كل التحديات الأمنية لهذا القرن ،وينتهي إلى أن سبب ذلك أن الحرب لم تعد ضرورة بل خيار من طرف الدول .

المـــــــــــــــــــــــحور الأول : الشكل العام للــــــــــــــــكــــــــــتاب :

عرض  كتاب : رؤية إستراتيجية أمريكا وأزمة السلطة العالمية .

المؤلف : زبيغنيو بريجنسكي ” يعمل حاليا كمستشار في مركز الدراسات الدولية وأستاذا للسياسة الخارجية بجامعة جونز هوبكنز ، وقد كتب مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس كارتر ثمانية كتب منها كتاب الإخفاق الكبير ،لوحة الشطرنج الكبرى ،هذا الكتاب الذي ترجم إلى تسع عشرة لغة ، كتاب الإختيار ، السيطرة على العالم أم قيادة العالم ، كتاب فرصة ثانية ، كتاب رؤية إستراتيجية ، والعديد من الكتب الأخرى التي في مجال  التحليل الإستراتيجي والأمن القومي الأمريكي .

ترجمة: فاضل جتكــــر .

 الناشر ، دار الكتاب العربي –لبنان/ بيروت/2012 .

الصفحات :222.

تقديم عام :

شغل زبيغنيو بريجنسكي منصب  مستشار الأمن القومي الأمريكي في عهد الرئيس الأمريكي كارتر ،لقد قدم العديد من الكتب الإستراتجية والتي تعد مرجعا مهما لفهم طبيعة النظام الدولي والقوى المسيطرة عليه ، ليأتي كتابه رؤية استراتيجية كذلك  في مجال التحليل الإستراتيجي و في ظل الصراع الدولي بين قوى الشرق  وقوة المهيمنة  الغرب .

يعد كتاب رؤية إستراتيجية ،فهما للسياسة الدولية في ظل وجود نظام دولي تسيطر عليه الولايات المتحدة الأمريكية ،ومجموع الدول الأخرى التي تسعى أن تستغل ثغرات ضعفها من أجل الحلول .ميدان الصراع الدولي يعبر عن مجموع مؤشرات تستند إلى حسابات واقعية ، بإمكانها أن ترفع من إمكانية وجود دول  كما بإمكانها أن تثبت العكس ،هذا الكتاب يمثل تحليلا إستراتيجيا بنظرة إستشرافية لواقع الولايات المتحدة ، أكثر من ذلك ربما يمثل تقييم المحاور كتاب رقعة الشطرنج الكبرى ، الذي أتى عقب نهاية الحرب الباردة ، ويطرح فيه بريجنسكي مجموع تساؤلات فيما خرج العالم  حقا من الحرب الباردة  ثنائية القطبية ،  ليدخل في حرب باردة متعددة  الأقطاب ،خصص للإجابة عن كل هذه الأسئلة أربعة أبواب تناول فيها بالتفصيل واقع الولايات المتحدة الأمريكية وعلاقتها مع القوى الأخرى ، ووفق رؤية إستشرافية للمستقل قدم لنا كذلك لبقاء الولايات المتحدة وإمكانية صمودها ،بنظرة تقترب غلى الموضوعية لأنها تستند إلى حسابات إقتصادية مهمة ، كما أنه حاول أن يكون واقعيا لا متشائما ،عن مستقبل الولايات المتحدة .

المحور الثاني :الإشكالات الرئيسية لبريجنسكي  في كتاب رؤية إستراتيجية :

طرح بريجنسكي أربع أسئلة وحاول أن يجب عليها في كتابه :

  • ما طبيعة المضاعفات التي ينطوي عليها انتقال القوة العالمية من الغرب إلى الشرق وكيف تتأثر العملية بالواقع الجديد لبشرية تعيش صحوة سياسية .

وللإجابة عن هذا السؤال: خصص كل من الباب الأول من الكتاب المعنون بالغـرب المتقهقر وانكسار الحلم الأمريكي ،وقد ركز على ثلاث نقاط ، فأما الأولى ما يتعلق بالحركية والديناميكية التي شهدها النظام الدولي وكيفية انتقاله ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية ،وما بعد نهاية الحرب الباردة   استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية أن تصمد ،وتظهر كقوة مهيمنة على النظام الدولي .النقطة الثانية هي منطقة أوراسيا ، ووجود قوى طموحة للغاية في آسيا الهند واليابان والصين ، مع التنويه إلى إمكانية تقهقر الإتحاد الأوروبي لوجود ثلاث قوى فرنسا بريطانيا وألمانيا ،حيث أن إمكانيات التعاون في إطار الإتحاد الأوروبي بينهم معدومة ،أما النقطة الثالثة صدمة اليقظة السياسية العالمية ، أو ما يقول عنه هو تزايد الوعي السياسي  نتيجة للتطور المستمر في ميدان تكنولوجية الإعلام والإتصال .

  • ما الذي يؤدي إلى أفول نجم أمريكا ، ما أغراض انحطاط أمريكا على المستويين الداخلي والدولي ، كيف بددت أمريكا الفرصة العالمية الفريدة التي وفرتها لها النهاية السلمية للحرب الباردة ؟.وبالمقابل ما هي ما هي قدرات أمريكا على التعافي ، وما هو التوجه الجيوسياسي اللازم لإعادة إضفاء الروح على الدور العالمي لأمريكا ؟.

وكانت الإجابة عن هذا السؤال في الباب الثاني من هذا الكتاب المعنون ب انكسار الحلم الأمريكي ، إلا أنه يأخذ المعلومات الكافية التي تمكنه من تحليل الوضع الداخلي للولايات المتحدة الأمريكية والوضع الخارجي كذلك ،بصيغة أخرى عوامل انحدار الولايات المتحدة الأمريكية إقليميا ودوليا ، في إطار الحروب الطويلة على( أفغانستان والعراق) ، وهذا كان له أثر كبير  ، يثير قراءة مهمة لوضع الصين المخيف نوعا الماء بناء على تصريحات مهمة  آتية من رغبة طموحة وواقعية مبنية على مؤشرات من مجموعة من الدول ، الصين ، اليابان ، الهند، الإتحاد الأوروبي إلا أنه لا يذهب بعيدا ، وبواسطة مقارنة عوامل القوة مقابل عوامل الضعف لدى كل هذه الدول يتضح أنه من الصعب في الوقت الحالي منافسة الولايات المتحدة الأمريكية مع العلم أن الولايات المتحدة تعاني الكثير من الإنشقاقات  والإختلالات الداخلية ، والمشاكل الإقتصادية والإجتماعية داخليا كذلك إلاّ أنه في الوقت الحالي لا توجد مؤشرات كافية لانحدارها بسهولة خصوصا إذا حاولت تدارك الوضع بسرعة ، يؤكد كذلك أن انشغالها بعد نهاية الحرب الباردة بتبرير   نفوذها على النظام الدولي الجديد مكن روسيا من استرجاع قوتها للاستمرار .

 لم يستبعد بريجنسكي  وجود خطر جيواستراتيجي  والتي في الأصل تلقى دعم حاليا من الولايات المتحدة الأمريكية ، ( جورجيا ،تايوان ،بيلاروسيا التابعة “”لروسيا””،أوكرانيا ،أفغانستان ، ،الباكستان ،إسرائيل والشرق الأوسط”” إيران والسعودية ومصر وتركيا “” ،  الهند والصين)، أكثر من ذلك له نظرة تشاؤمية بخصوص نهاية علاقات حسن الجوار  بين المكسيك وكندا بخصوص قضايا التعاون الأمني والسياسي .مع ذلك يبقى على  نظرته التفاؤلية التي تخص إمكانية صمود الولايات المتحدة الأمريكية  في تأدية أدوارها عالميا.

الباب الثالث :المعنون بالعالم ما بعد أمريكا ،مع حلول العام 2025،ليس صينيا وإنما فوضويا :

3 – ما هي العواقب الجيوسياسية التي من شأنها أن تترتب على إخفاق أمريكا في الإضطلاع بدورها المتفوق عالميا ، من سيكون الضحايا شبه المباشرين لمثل هذا الإخفاق ، ما تأثير ذلك على المشكلات ذات البعد العالمي للقرن الواحد والعشرين وهل تستطيع الصين أن تتولى  دور أمريكا  المركزي في الشؤون العالمية مع حلول 2025؟ .

لم يستبعد بريجنسكي  وجود خطر جيواستراتيجي  والتي في الأصل تلقى دعم حاليا من الولايات المتحدة الأمريكية ، ( جورجيا ،تايوان ،بيلاروسيا التابعة “”لروسيا””،أوكرانيا ،أفغانستان ، ،الباكستان ،إسرائيل والشرق الأوسط”” إيران والسعودية ومصر وتركيا “” ،  الهند والصين)، أكثر من ذلك له ظرة تشاؤمية بخصوص نهاية علاقات حسن الجوار  بين ألمكسيك وكندا بخصوص قضايا التعاون الأمني والسياسي .مع ذلك يبقى على  نظرته التفاؤلية التي تخص إمكانية صمود الولايات المتحدة الأمريكية  في تأدية أدوارها عالميا. أما بخصوص حظوظ الصين في الصعود  يبقى ضئيلا جدا في الوقت الحالي .

  • إذا نظرنا إلى ما بعد 2025 كيف يتعين على أمريكا منعه ؟.
  • تتجسد الرؤية الإستراتيجية الإستشرافية لبريجنسكي حيث يرى مستقبل أمريكا أوسع وحيوي ، وهشاشة في أوراسيا “” اليابان “” والصين”” خاصة ، ما يجعها في تبعية للولايات المتحدة ، ويتوقع كذلك بقاء دور الريادة لأمريكا .
  • يخلص بريجنسكي إلى أمن الغرب ووحدته في أمن الشرق ، يمكن احتواء خطر الشرق تدريجيا ، السبسل الوحيد أممها هو التوجه نحور الوجه الثاني من العلاقات الدولية في علاقاتها مع الدول الأخرى هي الدبولوماسية والتعاون في كل القطاعات وعلى جميع المستويات طبعا وفق ما يخدم مصالحا فهذا ما يجنبها  الدخول  في حرب يعني التعجيل بمآل الغرب .حتى العام 2025 يجب المحافظة على الوضع الراهن .

                  الــــــــــــــــــــنـــــــــــقد :

مما قرأت ومما جاء  من تحليلات عن كتاب رؤية إستراتيجية أمريكا وأزمة السلطة العالمية ، أرى انه كتاب يبحث في مستقبل النفوذ الأمريكي ، ما إن كان بإمكان الولايات المتحدة الأمريكية الإستمرار كدولة عظمى ، وما لم تكن  قادرة على مواصلة المسار وحدها وعليها أن تدخل في نظام متعدد الأقطاب ، يعتمد بريجنسكي على الثالوث الوظيفي في تحليله وهو ما تبحث عنه الأبحاث الإستراتيجية في هذا الميدان ،من حيث التحليل التفسير والتنبؤ ،وهو يقدم رؤية تنبؤية إن كانت تقترب إلى الصحة أو هي خاطئة في كل الأحوال قد برر أقواله ،إلا أن وبالمقارنة مع كتب أخرى ، هناك نظرة تشاؤمية تسود حول إمكانية صمود الولايات المتحدة في العشر سنوات القادمة ،لان  القوى الدولية الأخرى دائبة على تطوير قوتها العسكرية النووية ،وما إن استطاعت أن تدخل في تحالفات مع دول أخرى فهذا سيجنبها الكثير ، حاليا يقول النظام الدولي لا يمكنه تحت قيادة صينية وحدها أو يابانية وحدها أو تحت ريادة الاتحاد الأوروبي وحده خصوصا إذا ما إنظمنت  روسيا إليه ،هذا إذا لم تستطع أن  تستمر الولايات المتحدة الأمريكية لوحدها ، خلال السنوات ما بعد 2025.  فسيكون النظام الدولي متعدد الأقطاب ،أخيرا إن جل التساؤلات الموجودة في هذا الكتاب قد سبق وان طرحها في كتابه الإختيار – السيطرة على العالم أم قيادة العالم ، و قد ضمن  تلك الأطروحة برؤى هي غير واضحة أصلا على المدى القريب إلا أن أنه قد تمسك مع ذلك أن الولايات المتحدة عليها أن تسعى جاهدة إلى تبني استراتيجيات عميقة  لكي تعتمد على الشراكة والتحالفات مع الدول الأخرى في ظل صراع دولي بلغ ذروته .وفي كل مرة بريجنسكي وإن كان يعتمد على الأدلة والبراهين إلا أن يأخذها وفق منظوره الخاص ، ويحاول أن يؤكد على ضرورة بقاء الولايات المتحدة الأمريكية في سلم النظام الدولي ، وكأن مستقبل الدول يعتمد على سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية وقيادتها للعالم ،أو أن القومي الأمريكي هو أمن الدول ؟…؟…؟.. .

 

 

 

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button