لا توجد دولة أخرى لديها علاقات كثيفة ومعقدة مع فرنسا مثل الجزائر. لو فقط بملايين الفرنسيين الذين لديهم جذور هناك. لدرجة أن النطق البسيط للاسم يثير مجموعة لا حصر لها من المشاعر العاطفية والآراء القوية.
وهذا يوضح أهمية اللجوء إلى التاريخ وخلق قصة طويلة الأمد. أحدهما يتضمن عصور ما قبل التاريخ الموضحة بفن الكهف في الصحراء، ثم العصور القديمة ببقاياها البونيقية والنوميدية قبل أن تصبح شمال إفريقيا جزءًا من الإمبراطورية الرومانية وتصبح مسيحية تدريجيًا. ثم جاءت قرون الإسلام مع فتح أراضي البربر، مما أدى إلى نشوء ممالك مختلفة والإمبراطوريات المرابطية الكبرى (القرنين 11 و12) والموحديين (القرنين 12 و13).
منذ القرن السادس عشر، أثبتت ولاية الجزائر، المرتبطة جزئيًا بالإمبراطورية العثمانية، البلاد في جغرافيتها الحالية وفي مصير كان متوسطيًا وإفريقيًا. وبعد عام 1830، كان الوجود الفرنسي الذي دام 132 عاماً جزءاً من التاريخ الاستعماري للغرب قبل أن تضع حرب التحرير الوطني حداً له. إن الجزائر التي استقلت، تبنى بقوتها ومشاكلها ونجاحاتها وإخفاقاتها. ومآسيها مثل العقد المظلم من 1992 إلى 2001 أو آمالها التي يرمز إليها الحراك عام 2019.
تحميل الكتاب – النسخة الفرنسية