...

كتاب مستقبل الاتحاد الاوروبي في ظل تنامي النزعة القومية الوطنية

عرف الاقليمي الأوروبي تحولا جذريا منذ نهاية الحرب العالمية  الثانية ، حيث انتقل العقل الجمعي للشعوب الاوروبية والنخب الحاكمة فيها ، من  حالة القومية اللاواعية الى القومية الواعية ، والتي دفعت الى التفكير بمنطق القومية الاوروبية ، والابتعاد عن الصراعات البينية المترتبة عن التفكير في الذات، والعمل على بناء كل دولة لقوتها باستقلالية عن الاخرى .

منذ عام  1945 عملت الدول الاوروبية الى توحيد السياسات وتعميق التكامل فيما بينها ، كما سعت الى بناء هوية اوروبية موحدة ، ونجحت إلى حد كبير في ذلك ، من خلال انشاء مؤسسات فوق قومية ترتهن لها المؤسسات المحلية  للدول الأعضاء ، كما نجحت في بناء فضاء اوروبي موحد أمام المجتمع الدولي ، من  خلال توحيد العملة والسياسة الخارجية وانشاء برلمان اوروبي، وازالة الحدود امام تنقل حركة الاشخاص ضمن منطقة شنغن.

رغم النجاح الذي حققه الاتحاد الاوروبي في تحقيق عملية تكاملية  فريدة من نوعها ، إلا ان ذلك النجاح رافقه هاجس النزعة القومية والتي حالت من بدايات ذلك التكامل دون دخول المملكة المتحدة (بريطانيا) لمنطقتي الشينغن واليورو ، وهو ما أفقد هذا الإتحاد ركيزة اقتصادية قوية كإبريطانيا رغم إنضمامها للعديد من قطاعات الاتحاد .هذا الهاجس لازم تطور االإتحاد الأوروبي ألى غاية نهاية عام 2016 وهو موعد الاستفتاء حول خروج بريطانيا رسميا من الاتحاد الاوروبي بسبب تجذر القومية الوطنية من جديد لدى النخب الحاكمة في بريطانيا وعودة القومية اللا واعية فيها .

  • الناشر: المركز الديمقراطي العربي للدراسات الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية 

نسخة “pdf”-مستقبل الاتحاد الاوروبي في ظل تنامي النزعة القومية الوطنية

 

vote/تقييم

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button