دراسات سياسية

مجلس التعاون الخليجي بين الورم والسمنة

مجلس التعاون الخليجي بين الورم والسمنة

وليد عبد الحي
أزعم ان منطقة الخليج هي من أكثر مناطق العالم التي تنطوي على تناقضات داخلية وإقليمية ودولية، وهو ما سيجعلها نقطة انفجار حتمية…
1- التركيبة السكانية: يبلغ عدد الآسيويين في دول مجلس التعاون حوالي 16 مليون نسمة منهم 111 مليون تتراوح أعمارهم بين 20-50 سنة(أي شباب)، وبالنظر إلى الاتجاه التاريخي يتبين أن العدد يتزايد بمعدل حوالي نصف مليون سنويا، كما أن 68% من النساء الآسيويات “عازبات” وأن 70% من المنازل الخليجية فيها إمرأة آسيوية،ويحولون 29 مليار دولار سنويا، وتقدر بعض الدراسات أن المبلغ سيصل إلى 58 مليار عام 2025، ويسيطر هؤلاء الأسيويون على مفاصل هامة من القطاع الخاص،ففي الإمارات على سبيل المثال هناك 17 ألف و 809 مدراء شركات من الآسيويين.
بالمقابل فإن منظمة الهجرة العالمية المحت لضرورة تجنيس هؤلاء العمال لاسيما الذين مضى عليهم فترات طويلة،كما أن منظمات حقوق الإنسان ومنظمة العمل الدولية تضغط تدريجيا على دول الخليج للدمج بأشكال مختلفة لهؤلاء ،بل إن البعض من الإعلاميين الآسيويين أثار في الإعلام الهندي ضرورة أن تعترف دولالخليج بالتنوع العرقي في دساتير دول الخليج.
وهذا كله ينطوي على بنية ديموغرافية متناقضة وستصل قريبا إلى نقطة حرجة، وسيبدأ الضغط المتبادل مع الدول المصدرة للعمالة مثل الهند وباكستان واندونيسيا والفلبين..الخ.
2-تكلس الأسر الحاكمة في السلطة، وعدم القدرة على مغادرة “الحظائر القبلية” في زمن العولمة وفيضان المنظومات القيمية بين كل المجتمعات، وهو ما يعني أن “الإحن” بين المستحاثات القبلية ستبقى حاضرة في العلاقات الخليجية، ناهيك عن الكشف المستمر عن بُنى الفساد في هذه الدول والذي اصبحت وسائل الاعلام الحديثة تنقله بشكل سريع لكل القطاعات المجتمعية، وهو ما يعني أن البنية الخليجية غير قادرة على التكيف مع بيئة اجتماعية واقليمية ودولية متحركة بايقاع سريع ومتسارع.
3-النزاعات الحدودية الكامنة بين دول المجلس والتي يمكن بروزها في أي وقت ،وهي عديدة ولا مجال لسردها.
4- النزاعات الاقليمية: التوتر بين دول خليجية واليمن(لاسباب كثيرة) ومع إيران لأسباب حدودية ومذهبية وتضارب في الاستراتيجيات، ومع العراق لاسباب سياسية وتاريخية.
5- التوجهات الدولية لكل دولة من دول الخليج بين غير المستقلة إلى شبه المستقلة إلى ذات النزوع الاستقلالي.
فإذا أضفنا لذلك كله موضوع النفط بكل ملابساته الاقتصادية والمالية والسياسية، ندرك أن هذه المنطقة قد دخلت ملعب الفوضى ولم يبق إلا صفارة الحكم…

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى