مستقبل ” كورونا” لا أظنه أُسِّياً: رؤية أولية

مستقبل ” كورونا” لا أظنه أُسِّياً: رؤية أولية
وليد عبد الحي

رغم ان فيروس كورونا بدأ رحلته في ديسمبر 2019 من الصين فهو الآن وبعد حوالي 3 شهور مقيم في 166 دولة ، أي ان الفيروس ” تعولم ” دون أدنى شك، وهو ما يعني ان نسبة وصوله تغطي حوالي 86% من دول الامم المتحدة، واذا حسبنا نسبة المصابين فان 61% منهم يقيمون في الصين بينما لا تشكل الصين الا 18.6% من سكان العالم .
واذا حسبنا معدل التزايد من بداياته الى الآن( 19 آذار 2020) فان المعدل اليومي للتزايد هو 15 الف حالة عالميا، لكن هذا المعدل لا يساعد في فهم الظاهرة جيدا ، لان القياس هنا هو قياس تبسيطي جدا.
فاذا انتقلنا الى الوفيات من المرض سنجد ان ايطاليا تحتل المرتبة الاولى بنسبة وفيات من المصابين تصل الى 8% مقابل 3.6% في الصين مع ملاحظة ان المعدل في الاصابات والوفيات في الصين بدأ يتوقف ويميل للتراجع البسيط منذ 7 آذار.
في ظل هذه المقدمة الى اين تسير الامور؟
بالعودة للجهود البحثية التي استعرت في هذا الاتجاه( Los Alamos National Laboratory أو غيره مما لا يتسع المجال لذكرها) ، تبين لي ان نماذج التنبؤ للمسار المستقبلي للمرض تضع في اعتبارها عددا كبيرا من المتغيرات ومستفيدة من بعض النماذج الرياضية التي جرى تطبيقها في حالات الاوبئة السابقة( مثل سارس او ايبولا او غيرها) خلال الفترة من 2003 الى العام الماضي، واهم هذه المتغيرات:
1- عدد السكان في كل دولة مع مراعاة الهرم السكاني للأعمار وتوزيعها استنادا لنتائج القياس لنسبة المصابين في كل شريحة عمرية( مثلا الاطفال اقل النسب للاصابة ثم الاعلى عمرا وصولا للشريحة الهرمة التي هي الأعلى في الاصابة) ويتم حساب مجموع الاصابات قياسا لنسبة الشريحة العمرية لعدد السكان ونسب الاصابة ، والملاحظ هنا على سبيل المثال ان أوروبا هي الاكثر اصابة حاليا بسبب ارتفاع نسبة كبار السكان وهم الأكثر عرضة للاصابة، وتكاد هذه المعادلة تنطبق على بقية الدول عند مقارنة الهرم السكاني بموضوعين:
أ‌- نسبة الاصابة لكل شريحة
ب‌- نسبة التغير في عدد الاصابات يوميا لكل شريحة عمرية
2- كثافة التنقل والاختلاط ، وهنا يتم تقسيم العالم او كل دولة الى :
أ‌- دول او قارات او اقاليم
ب‌- تقسيم الدول الى ريف ومدن او مقاطعات وولايات
ت‌- تقسيم الاقاليم الى دول
ث‌- تقسيم القارات الى اقاليم
ويتم تحديد نسبة الانتقال في : الافراد- السلع – تبادل العملات- المعاملات الادارية – التجمعات( المدارس والجامعات والاسواق والمؤتمرات والحفلات المختلفة والمناسبات الاجتماعية …الخ)
3- نسبة المراجعين للمراكز الصحية يوميا ونسب الاصابات ومعدلات التزايد او التراجع
4- قياس نسبة المصابين الذي تم شفاؤهم وعدد المتوفين ونسبتهم لعدد المصابين
الجانب الثاني في المؤشرات التي لا بد من تغطيتها تتمثل بشكل اساسي في :
1- البعد الزمني ويتمثل في :
أ- المدة التي يستغرقها المرض للانتقال من شخص لآخر وهو ما يسمى (basic reproduction number) ويشار له (R0)، حيث تتم المعادلة على النحو التالي: اذا كان لدينا مصاب نقل العدوى لشخصين خلال يومين فان عدد المصابين سيتضاعف خلال يومين، ولكن لو كانت العدوى تنتقل خلال اربعة ايام فان العدد يتضاعف خلال اربعة ايام ، وهذا يعني ان النموذج التحليلي يجب ان يدمج R0 مع الزمن (serial interval). وهو النموذج الذي تبنته جامعة تورنتو الكندية
ب- المتغيرات الوسيطة(Intermediate variables): مثل وجود عقار بنسب نجاح محددة( من خلال قياس نتائج استخدامه على عينة من المرضى، ثم توظيف النتيجة لتعميمها).
ت- مدى توفر العقار للمصابين+ القدرة على توفيره للكل .

مؤشرات أولية للبيانات المتوفرة) :
رغم التضارب في التقارير واتهام بعض الدول بأنها لا تعطي الارقام الصحيحة)، استنادا لتقارير منظمة الصحة العالمية وبعض الهيئات البحثية وتقارير بعض المختبرات وجدت ما يلي:
1- نسبة الوفيات حتى الآن لمجموع المصابين هي 3.7%، وهو ما يجعل ال R0 للكورونا يقع في الوسط قياسا للأوبئة الاخرى.
2- نسبة الانتشار الجغرافي على مستوى الدول يوميا هو 1.8 دولة يوميا
3- أعلى معدلات الانتشار بين الافراد والدول في اوروبا.
4- توزيع الدول حسب الاصابات:
حالة واحدة الى 50 حالة 91 دولة
من 51 الى 100 حالة :22 دولة
من 101 الى 150 حالة 10 دول
151- 200 حالة 4 دول
201 الى 250 حالة 8 دول
251- 300 حالة 5 دول
301-350 حالة 3 دول
351- 400 حالة 2
من 401 – 450 حالة 3 دول
451-500 حالة 1
501-550 حالة 3
551-600 حالة 1
601-650 حالة 1
651-700 حالة
701 – 750 حالة 2
751-800 حالة 1
801-851 حالة 1
من الف الى الفين :5
من أكثر من الفين الى 4 الاف حالة : 3
أكثر من 4 آلاف الى 6 آلاف: صفر
من أكثر من 6 آلاف الى 8 آلاف:صفر
من أكثر من 8 آلاف الى عشرة آلاف :3
من عشرة آلاف الى عشرين الف:3
فوق ثلاثين الف 1
فوق 80 الف دولة واحدة هي الصين

ولكن عند النظر في نسبة الوفيات نجد :
1- عدد الدول التي لم يتوف فيها أي شخص هو 97 دولة( من اصل 166 دولة) أي بنسبة 58.4% من دول العالم لم يمت فيها احد من الكورونا
2- عدد الدول التي مات فيها ما بين 1-10 هو 45 دولة
3- عدد الدول التي مات فيها فوق بين 10 و 100 هو 6 دول
4- عدد الدول التي تجاوزت الف الى أكثر من عشرة الاف هو 13 دولة
5- الباقي توزعوا بين مائة والف ضحية في5 دول

ما الذي نخلص له بشكل أولي يغلب عليه الاستنتاج الأولي:
أولا : ان مدى الانتشار اقل كثيرا من الصورة الانطباعية السائدة
ثانيا : سرعة الانتشار لا تدل على انها ” أسية” (Exponential increase)
ثالثا: لا بد من دراسة متأنية للنموذج الصيني في التعاطي مع المرض
رابعا: لا بد من التواصل مع الهيئات العلمية وبخاصة المخابر التي تعمل على الوصول لعلاج بهدف تقدير مدة الاجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومات المختلفة.
خامسا: لدي انطباع أولي ان السيطرة على المرض ستكون في فترة اقل مما يروج له البعض بخاصة ان العامل السياسي بدأ يستثمر الموضوع ” لغرض في نفس يعقوب”…
اما النتائج الاقتصادية والاجتماعية التي اتصور انها ستتسع فهي فلسفة ” عن بعد ” في التعليم والعمل والعلاقات الاجتماعية والنشاطات الدبلوماسية …الخ..
خامسا: ان خصوم الولايات المتحدة تضرروا كما تضرر اصدقاؤها واحيانا بشكل أحد من خصومها كما انها هي ذاتها تضررت ، وهو ما ينطبق على الصين، مما يضعف ” فكرة المؤامرة” دون ان يلغيها تماما …ولا ينفي احتمال ان الكورونا تم تصنيعه ولكن وقع خطأ مخبري او علمي ولم يتمكنوا من ضبطه…ربما

vote/تقييم

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button