دراسات اقتصادية

مفاهيم اقتصادية: النظام الرأسمالي

أنظمة الاقتصاد تتنوع الأنظمة الاقتصادية في العالم، ويعدّ النظامان الرأسمالي والاشتراكي أبرزها، وهما نقيضان لبعضهما أيضاً، بمعنى أنهما مختلفان في الأسلوب والأسس وغيرها، كما وقامت دولٌ معينة بتطبيق كلٍ منهما، ففي الصين وروسيا على سبيل المثال انتشر النظام الاشتراكي، أما الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا فقد طبقتا النظام الرأسمالي، وللنظامين عيوبٌ ومميزاتٌ أيضاً، وفي هذا المقال سنتحدث عن النظام الرأسمالي بالتحديد وعلى وجه الخصوص.

نشأة النظام الرأسمالي

بدأ النظام الرأسمالي بالظهور على ما تبقى من مخلفات الإقطاعية عقب النظام البرجوازي، وأدت الحروب والثورات في ذاك الوقت إلى نشره بشكلٍ كبيرٍ وموسع، الأمر الذي راكم من المال والثروات، وقد بدأت ملامحه الأولى بالمناداة بعزل تدخل البابا وتقليل دوره، ثم نادى كثيرون بضرورة سن القوانين التي تخص الاقتصاد، وأنه لا يجوز لأحدٍ أن يحد من تأثيره أو قوته، وبالتالي فقد كان هؤلاء ينادون بمنع الدولة من التدخل في مجال الاقتصاد بل عليها فقط أن توفر الحماية للأفراد وممتلكاتهم، وقد ظهرت هذه الأفكار الأخيرة في فرنسا. هو نظامٌ اقصاديٌ ماليٌ يقوم على أساس الرفع من شأن المادة لتكون في طليعة الأولويات على الصعيد الاقتصادي، ويتخذ من فصل الدين عن الحياة مبدأً له، ويركز على الملكية الفردية الشخصية وتنمية رؤوس الأموال وزيادتها بكافة ومختلف الأساليب والطرق، من أجل تلبية احتياجات الإنسان بشقيها الكمالية والأساسية، ويركز هذا النظام على زيادة ثروات الإنسان بشكلٍ بعيدٍ عن تدخلات الدولة والنظام السياسي فيها، حيث إنه يستند على التملك والبيع والشراء والاستيراد والتصدير وغيرها من الأنشطة الاقتصادية المختلفة، ويلغي حرية الآخرين إذا ما تطلب الأمر من خلال سن القوانين التي تحمي الأموال والممتلكات دون مراعاة الغير.

ميزات النظام الرأسمالي

يقوم على الملكية الفردية لعناصر الإنتاج، والتي تعني حرية تصرف الأشخاص بثرواتهم وممتلكاتهم، حيث يتوجب على المجتمع حماية حقوق المنتجين وأصحاب رؤوس المال. دافع الربح هو الحافز لزيادة الإنتاج. رغبات المستهلك هي أساس الإنتاج، فالذي يحدد الكميات التي يزودها المنتجون والتجار للسوق هي حاجات المستهلك. الطابع التنافسي الذي يزيد من الإنتاجية بشقيها النوعية والكمية.

سلبيات النظام الرأسمالي

الأنانية وتركز رؤوس الأموال في يد فئةٍ معينةٍ من التجار وأصحاب الأموال. الفقر الزائد لشريحة متلقي الخدمات أو المستهلكين، بسبب طمع التجار وابتزازهم للأيدي العاملة بشكلٍ يتناسب مع مصالحهم. جعل العالم أشبه بغابةٍ يستغل القوي فيها الضعيف، مما أدى إلى انتشار العداوات والبغضاء والحروب. يقوم النظام الرأسمالي على أساس الربا فيطالب المستهلكين بفوائدَ عالية، حيث إنه نظامٌ يفصل الدين عن الحياة من أجل مصالحه الخاصة.

 

 

vote/تقييم

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى