مكانة أوراسيا في السياسة الأمنية الأمريكية

 

تميز الظاهرة النزاعية بالتعقيد والتشابك وبالتالي ، هي ظاهرة مركبة شهدت تطورًا مفاهيميا ، مما جعلها شديدة الغموض خاصة في النزاعات الراهنة التي تركز على التوسع والهيمنة خارج مجالات وحدود الدولة. في ظل التحولات الدولية الراهنة وبروز الولايات المتحدة الأمريكية كفاعل رئيسي في العلاقات الدولية برزت الأهمية الجيوإستراتيجية لعدة مناطق من العالم ، لكن سيادة أمريكا العالمية الحالية متميزة بسرعة ظهورها ومداها العالمي والطريقة التي تمارس بها ، ففي ظرف قرن واحد ، حولت أمريكا وتحولت أيضا بفعل الديناميات الدولية ، المبنية على المصالح ، القوة ، والنفوذ ، وعليه فالنزاعات أصبحت منذ القدم حول الموارد ، القوة، والقيم. إن المناطق ذات البنية الجيوإستراتيجية هي مناطق حيوية بالنسبة للسياسة التوسعية الأمريكية ، فمنطقة اورآسيا والحزام الأورآسي تعتبر مناطق نفوذ أمريكية ومجال ذو بعد عالمي تحرك القوى الكبرى بحثا عن الهيمنة والتوسع ، قد يصل إلى تصادم الإرادات الدولية بين اللاعبين الجيوإستراتيجيين .

اوارسيا تحتفظ بأهميتها الجيوبولتيكية وهذا راجع الي الطرف الشرقي (لأسيا) باعتباره مركز حيوي للنمو الاقتصادي والتأثير السياسي فالدور الذي تلعبه الولايات المتحدة الامريكية مع مجمل علاقات القوة الاورسية هو محاولة ممارسة السيادة العالمية وستحول دون ظهور قوة اوراسية مناهضة لها. وعلية فالسياسة الخارجية الامريكية الي جانب استجوذها على شتئ المجالات الي ان البعد الجيوبولتيكي يفرض عليها استخدام طريقة معينة لتحقيق نفوذها في اوراسيا وذلك بخلق توازن واستقرار في القارة هي الحكم السياسي والمرجع الاساسي فيها ان الهيمنة على اوراسيا قديمة ، وانما تتغير الطريقة التى تمارس بها هذه الهيمنة وان المعركة التى تدور على هذه القارة محورها الجيواستراتيجية وهي الادارة للمصالح الجغرافية السياسية واللذان تطلعا الى الهيمنة على اوراسيا واستبعاد امريكا كانا ادولف هتلر وجوزيف ستالين وذلك في اتفاق ضمني في المفاوضات السرية التي جرت في تشرين الثاني عام 1940، حيث كانا مدركين بان انتقال السيطرة الامريكية الى اوراسيا سوف يقضي على طموحات كل منهما بشان حيازة السيطرة العالمية، وكانا يعتقدان ان اوراسيا مركز العالم ومن يسيطر عليها يسيطر على العالم. ان الهدف الرئيسي للولايات المتحدة الامريكية ذو رؤية استراتيجية بعيدة المدى، وهو تشكيل جماعة دولية متعاونة ، والاهم من ذلك عدم ظهور متحد اوراسي قادر على السيطرة على اوراسيا وبالتالي تحدي امريكا. تقع الدراسة في ثلاثة فصول إلى جانب مقدمة و الخاتمة.

الفصل الأول: تطرقنا إلى التعريف بالمنطقة من الناحية الجغرافية والامتداد الإقليمي لها وذكر أهم الدول التي لها خلفية تاريخية بالنسبة لاوراسيا وتبيان الأهمية الجيبوليتكية للقارة من خلال ذكر الموارد المتاحة للقارة من طاقة وموارد بشرية واقتصادية والنقطة الأخيرة كما سنتناول وبشكل تفصيلي أهم النظريات الجيوبوليتكية التي أشارت للمنطقة بطريقة مباشرة كمنطقة نفوذ عالمية ومركز تنافس القوى العظمى وقد ميزنا مابين ثلاث مقاربات مقاربة القوة البرية تضم نظرية المجال الحيوي لفريدريك راتزل ، ورودولف كيلين،و كارل هاوسهوفر و نظرية قلب الارض لهالفورد ماكيندر ثم تليها مقاربة القوة البحرية لالفريد ماهان ونيكولاس سبيكمان ونظرية الرملاند اما المقاربة الامريكية هذه المقاربة تركز على توجهين متمايزين،فالتوجه الأول ذو البعد الحضاري لصمويل هنتغتون والتوجه الثاني المتمثل في التيار العقلاني ويعرض رأي كل من هنري كيسنجر ، وزبغنيو برجنسكي. أ

ما الفصل الثاني: تطرقنا للهيمنة الامريكية وكيفية تفعيل السياسة الخارجية الأمريكية اتجاه القارة و ماهي الأدوات والمراحل والاهداف لتحقيق ذلك وكيف يتحقق الأمن الاوراسي داخل القارة أو بقوة غير اوراسيوية. ومن الفصل نبين الدول التي لها وزن سياسي واقتصادي وتلعب دور الفاعل في القارة.
اما الفصل الثالث:سوف نستعرض مصالح وأهداف الدول الكبرى في اوارسيا وكيف تسع كل دولة إلي فرض نفذها في المنطقة ومحاولة السيطرة علي ما تبقي من دول الاتحاد السوفيتي وخط النفط ومحاولة الوصول إلي قلب العالم.

تحميل الرسالة

SAKHRI Mohamed

I hold a bachelor's degree in political science and international relations as well as a Master's degree in international security studies, alongside a passion for web development. During my studies, I gained a strong understanding of key political concepts, theories in international relations, security and strategic studies, as well as the tools and research methods used in these fields.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button