كثر في السنوات الأخيرة الحديث حول موجة الديمقراطية الثالثة التي عم تأثيرها على دول المعمورة كافة ما عدا منطقتين لم تسلكا سبيل هده الموجة و هما المنطقة العربية و الاسلامية و القارة الافريقية. و يعود امتناع هاتين المنطقتين على التحول نحو الديمقراطية الى أسباب عديدة بعضها داخلي و بعضها الآخر خارجي، لكن مما يجدر التنويه به هنا أن الدراسات السياسية أكدت الترابط الموجود بين متغيرات كثير منها داخلي و نجاح عملية الانتقال نحو الديمقراطية على غرار: الثقافة السياسية، علاقة الثنائي الحيوي في الأنظمة السياسية في المنطقتين المذكورتين: العسكري و المدني، التطور الاقتصادي و الفساد أيا كان شكله، و بعضها خارجي على غرار الاستقطاب من القوى الكبرى. في هدا الاطار، تتطرق الدراسة في اشكاليتها بالبحث الى متغير الفساد أو بالأحرى منظومة الفساد و ذلك في القارة الافريقية للبرهنة على ذلك الترابط و مدى تأثيره على نجاح أو فشل عملية الانتقال نحو الديمقراطية.