دراسات سياسية

منهجيّة حول الدّراسات الاستشرافيّة

من إعداد:

فريق البحث بقسم الدّراسات الاستشرافيّة والمقارنة

  • راشد الدواري (مدير القسم)
  • عواطف العريف (باحثة)
  • فاتن المداح (باحثة)
  • طارق بالحاج محمد (باحث)

الجمهورية التّونسيّة

وزارة التّربية

المركز الوطني للتّجديد البيداغوجي والبحوث التّربويّة

*

قسم الدّراسات الاستشرافيّة والمقارنة

الدّراسات الاستشرافيّة

أول من توصل إلى اصطلاح دراسة المستقبل هو المؤرخ الألماني «أوسيب فلنختاهيم» عام 1930م، تحت اسم Futurology وهو الاسم الشائع للدراسة المستقبلية في اللغة الإنجليزية، ويقابله المصطلح الفرنسي Prospective للعالم «جاستون برجيه».وقد أمكن تعريف الدراسات المستقبلية بأنها «مجموعة من البحوث والدراسات التي تهدف إلى الكشف عن المشكلات ذات الطبيعة المستقبلية، والعمل على إيجاد حلول عملية لها، كما تهدف إلى تحديد اتجاهات الأحداث وتحليل المتغيرات المتعددة للموقف المستقبلي، والتي يمكن أن يكون لها تأثير على مسار الأحداث في المستقبل. كما أمكن تعريف الدراسات المستقبلية بأنها « التنبؤ المشروط من منظور احتمالي وعلمي نسبي». أو أنها «تخصص علمي يهتم بصقل البيانات وتحسين العمليات التي على أساسها تتخذ القرارات والسياسات في مختلف مجالات السلوك الإنساني، مثل الأعمال التجارية والحكومية والتعليمية، والغرض من هذا التخصص مساعدة متخذي القرارات أن يختاروا بحكمة من بين المناهج البديلة المتاحة للفعل في زمن معين». وتوسِّع الجمعية الدولية للمستقبلات من مفهوم الدراسات المستقبلية على أساس طبيعتها من خلال أربعة عناصر رئيسية هي العناصر التالية:

1- أنها الدراسات التي تركز على استخدام الطرق العلمية في دراسة الظواهر.

2- أنها أوسع من حدود العلم؛ فهي تتضمن الجهود الفلسفية والفنية جنبًا إلى جنب مع الجهود العلمية.

3- أنها تلك الدراسات التي تتناول المستقبل في آماد زمنية تتراوح بين 5 سنوات و50 سنة.

وتستند الدراسات المستقبلية إلى عدة مبادئ، يمكن استخدامها بصورة مطوّرة، بالتّركيز على المستقبل الذي نريد إدراكه، وذلك بالإصرار على أن نغيّر ما نفعله في الحاضر ومن أهمّ مبادئ الدّراسات المستقبليّة المبادئ التّالية:

1 -مبدأ الاستمراريّة: ( Continuité/Continuity) وهو توقّع المستقبل امتدادًا للحاضر وخاصّة الحقائق العلميّة، أي استمراريّة الحوادث من الماضي للحاضر للمستقبل

2 -مبدأ التماثل: ( Analogy Analogie/ ) وهو توقع أن تتكرر بعض أنماط الحوادث كما هي من وقت لآخر.

3 -بدأ التراكم : ( Accumulation/Accumulation ) وهو تراكم نفس الأحكام على نفس الوقائع، مع اختلاف الأشخاص لمدد تتفاوت تاريخيًا. ويمكن القول إن الدراسات المستقبلية تساعدنا على صنع مستقبل أفضل، وذلك بفضل ما تؤمنه من منافع متعددة، من أهمها ما يلي:

* اكتشاف المشكلات قبل وقوعها، ومن ثم التهيؤ لمواجهتها أو حتى لقطع الطريق عليها لتفادي وقوعها. وبذلك تؤدي الدراسات الاستشرافية وظائف الإنذار المبكر، والاستعداد المبكر للمستقبل، والتأهل للتحكم فيه، أو على الأقل للمشاركة في صنعه.

* إعادة اكتشاف أنفسنا ومواردنا وطاقاتنا، وخاصة ما هو كامن منها، والذي يمكن أن يتحول بفضل العلم إلى موارد وطاقات فعلية.

* بلورة الاختيارات الممكنة والمتاحة وترشيد عملية المفاضلة بينها وذلك بإخضاع كل اختيار منها للدرس، بقصد استطلاع ما يمكن أن يؤدي إليه من تداعيات، وما يمكن أن يسفر عنه من نتائج. ويترتب على ذلك المساعدة في توفير قاعدة معرفية يمكن لأصحاب القرار أن يحددوا من خلالها اختياراتهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
والمستقبل في أبسط تصوّراته عبارة عن:

– عملية تحول للماضي من حالة إلى أخرى. أما المستقبل الذي يعنيه المهتمون بالدراسات الاستشرافية فهو بالتأكيد ليس الغيب،بل تغيرات تنتج عن تفاعل قوى ديناميكية مستمرة، والتعرف على تلك القوى يستلزم طرح بعض الافتراضات عن المستقبل.ولكن معيار العلمية والمنهجية لا يكمن في استخدام العلم للفرضيات فحسب، بل هو يكمن في منطقية هذه الفرضيات ومعقوليتها، إلى جانب تناسقها وترابطها ، وأخيرًا في قدرتها على فتح آفاق جديدة للبحث. وعليه يمكن عرض الفرضيات المنطقية التي تستند إليها الدراسات المستقبلية كما يلي:

– قراءة التاريخ هي بداية التفكير العلمي في المستقبل. مع ملاحظة أن الماضي ليس الهدف، بل الهدف هو المستقبل، وأن الغاية من دراسة الماضي هي مراقبة الحاضر، وتفسير أحداثه و تداعياته، إعدادًا للمستقبل.

– يحتاج النظر العلمي للمستقبل إلى وسائل وأساليب ومناهج وتقنيات علمية وكذلك القدرة على التحليل، ومن ثم التركيب، والتصور مع الإحاطة والنظرة الشمولية.

– يجب أن ننظر إلى المستقبل على أنه لن يكون امتدادًا لما هو قائم، ولا استمرارًا لاتجاهات تحددت من قبل، أي أن الرؤية المستقبلية لا ينبغي لها أن تستند فقط إلى الأساليب الإسقاطية التي تقوم على التعرف على أنماط العلاقات السائدة، ومحاولة مدها في المستقبل، وتوظيفها توظيفًا مباشرًا في تحليل احتمالاته.

حتمية أم احتمال؟

خلال النصف الأول من القرن العشرين، وما قبله، شاعت العديد من الأساليب التي استخدمت لاستقراء المستقبل، بغرض اتخاذ القرارات، ورغم أنها تدخل في العملية الإدارية المعروفة بالتخطيط، ورغم أنها أصابت قدرًا من النجاح في مساعدة المخططين على التنبؤ بالمستقبل واتخاذ قرارات رشيدة بشأنه، إلا أنها عُدّت وسائل تقليدية للتعامل مع المستقبل، عند مقارنتها بالطرق والتقنيات الحديثة في هذا المجال. ومن بين الأساليب التقليدية ما يلي:

1- أسلوب التنبؤ عن طريق التخمين : ويعتمد هذا الأسلوب على الطريقة الحدسية التي يستخدمها الفرد في تقدير بعض جوانب المستقبل. لكن مثل هذه التنبؤات قد يصادفها الفشل أكثر من النجاح.

2- أسلوب استقراء الاتجاهات: ويعتمد هذا الأسلوب على أن الاتجاهات التي ثبتت في التاريخ القريب سوف تستمر في المستقبل، ، وتظهر نقطة الضعف في هذا الأسلوب في أنه يفترض أن القوى التي كانت تؤثر في الماضي سوف يستمر تأثيرها في المستقبل بنفس الدرجة، وللتغلب على ذلك أمكن (عن طريق الطرق الإحصائية) ابتكار أساليب فنية جديدة لاستقراء الاتجاهات بكفاءة عالية.

3- أسلوب الإسقاطات: وغالبا ما تعتمد طرق الإسقاط على استقراء الاتجاهات الماضية. إلاّ أن طرق الإسقاط قد تعتمد في كثير من الأحيان على نموذج قياس يضم عددًا من العلاقات من أهمها:

– التعريفي: وهو الذي يعبر عن علاقات معينة بين المتغيرات

– السلوكي: وهو الذي يعكس السلوك المتوقع، وغالبًا ما يؤخذ السلوك الرشيد كأساس لتحديد العلاقات

– الفني: وهو الذي يعكس العلاقة بين المدخلات والمخرجات المختلفة المتوقعة في نظام ما.

4- أسلوب المحاكاة أو المماثلة : ويعتبر هذا الأسلوب امتدادًا لأسلوب الإسقاط المبني على توافر النموذج ولكنّه يتميز بجانبين:

أ- أن العلاقات التي تعتمد عليها متعددة، تقبل إضافة عدد كبير من العوامل ذات التأثير الهام في عملية التنبؤ.

ب- إمكانية إدخال أسلوب التحليل الاجتماعي في التنبؤ المستقبلي.

5- أسلوب التعرف على المستجدات: يقوم هذا الأسلوب على التعرف على المستجدات الممكن توقعها، والتي يترتب عليها حدوث تغيرات لا يمكن توقعها من خلال الأسلوب ألإسقاطي

6- أسلوب تحديد مجالات الانتشار: ويقوم هذا الأسلوب على فكرة أساسية قوامها أن التغيرات الاجتماعية الرئيسية إنّما تنجم عن الانتشار الواسع للتكنولوجيا والامتيازات ، ويعني هذا الأسلوب أن ما كان في يوم احتكارًا لقلة يصبح متاحًا للكثير، مما يترتب علية تغيرات واسعة في المجتمع.ولكن الدراسات الإستشرافية في مناهجها وتقنياتها الحديثة تختلف عن أساليب التنبؤ التقليدي؛ ويمكن التفرقة بينهما في أربع نقاط رئيسية هي:

1. المدى الزمني: حيث تتعامل الدراسات المستقبلية مع مدى زمني أطول من ذلك الذي يتناوله التنبؤ التقليدي.

2. معدلات التغير: حيث تتعامل الدراسات المستقبلية مع درجات من التغير أعلى من تلك التي يعتمد عليها التنبؤ التقليدي.

3. البدائل: حيث تتعامل الدراسات المستقبلية مع بدائل مختلفة للموضوع محل البحث، نتيجة لعدم القدرة على معرفة التغيرات في الأجل الطويل.

4. أساليب التحليل: حيث تستخدم الدراسات الاستشرافية أساليب للتحليل الكمي والكيفي، بينما يعتمد التنبؤ التقليدي على أساليب كمية فقط.وتسود اليوم أساليب مستحدثة للتعامل مع المستقبل.

ومن أساليب الدراسات الاستشرافية الحديثة؛ الأساليب التالية:

1- أسلوب السلاسل الزمنية: (Time Series Methods Méthode de Séries du Temps/) وهي من الطرق التي لا تقوم على نماذج سببية ، تعبر عن سلوك المتغير أو المتغيرات موضع الاهتمام وفق نظرية ما، وإنما تشمل طرقًا ونماذج تتفاوت من حيث التعقيد وكم المعلومات المسبقة المطلوب.ومنها نموذج الخطوة العشوائية الذي يفترض قيمة المتغير في فترة ما هي قيمته التي تحققت في فترة سابقة (ولذا يطلق عليه نموذج عدم التغير). ومنها طرق إسقاط الاتجاه العام) Trend Extrapolation Projection/Extrapolation de Tendance/ ( بالمتوسطات المتحركة وتحليل الانحدار. ومنها أساليب تفكيك السلاسل الزمنية للتنبؤ بالتغيرات الموسمية. ومنها المعتمدة على النماذج الإحصائية للسلاسل الزمنية.

2- أسلوب الإسقاطات السكانية: ومن أشهرها ما يعرف بطريقة الأفواج والمكونات حيث يتم حساب النمو في عدد السكان من مكونات محددة كالمواليد والوفيات والهجرة إلى الدولة والهجرة من الدولة، وحيث يمكن التنبؤ بعدد السكان في كل فوج أو شريحة عمرية – جنسية استنادًا إلى معدلات الخصوبة ومعدلات البقاء على قيد الحياة حسب العمر والجنس

3- أسلوب النماذج السببية (Causal Model Modèle de causalité/) وهنا يتم التنبؤ بقيم متغير ما أو مجموعة متغيرات باستعمال نموذج يحدد سلوك المتغيرات المختلفة استنادًا إلى نظرية معينة. ومن أشهر هذه النماذج نماذج الاقتصاد القياسي (Econometric Models)، ونماذج المدخلات والمخرجات (Input-Output Models) ونماذج البرمجة (Programming Models) ، ونماذج المحاكاة (Simulation Models Modelés de simulations)…

4- أسلوب الألعاب أو المباريات: وهي طريقة تعتمد على المحاكاة ليس فقط من خلال الباحث في الدراسات المستقبلية، بل وكذلك بإشراك الناس فيها كلاعبين يقومون بأدوار ويتخذون فيها قرارات أو تصرفات، ويستجيبون لقرارات وتصرفات غيرهم، ويبدون رد فعلهم إزاء أحداث معينة. ويتم استخراج الصور المستقبلية البديلة باستعمال نماذج تصرفاتهم

5- أسلوب تحليل الآثار المقطعية Cross Impact Analysis): وهو أسلوب لفهم ديناميكية نسق ما، والكشف عن القوى الرئيسية المحركة له. كما أنه أسلوب لفرز التنبؤات الكثيرة والخروج منها بعدد محدود من التنبؤات، وذلك بمراعاة أن احتمال وقوع بعض الأحداث يتوقف على احتمال وقوع أحداث أخرى. أي أنها طريقة لأخذ الترابطات وعلاقات الاعتماد المتبادل بين الظواهر أو المتغيرات أو التنبؤات في الحسبان.

6- الأساليب التّشاركية ( Participatory Methods): ويقصد بها طرق البحث المستقبلي التي تتيح المجال لمشاركة القوى الفاعلة أو الأطراف المتأثرة بحدث ما في عملية تصميم البحث وجمع المعلومات اللازمة له وتحليلها واستخراج توصيات بفعل اجتماعي معين بناء على نتائجها. وهذه الطرق أكثر استعمالًا من الناشطين في مجال المستقبليات، أي من يقومون بالدراسات الاستشرافية ذات التوجه ألاستهدافي والتي يرتبط فيها الاستهداف بممارسات عملية للترويج والتعبئة والتحريض على اتخاذ فعل اجتماعي يساعد على تحقيق صورة مستقبلية مرغوب فيها أو على منع حدوث صورة مستقبلية غير مرغوب فيها.

7- أساليب التنبؤ من خلال التناظر :وتقوم أساليب التناظر على استخراج بعض جوانب الصور المستقبلية استنادًا إلى أحداث أو سوابق تاريخية معينة والقياس على ما فعلته دول معينة في مرحلة أو أخرى من مراحل تطورها لإنجاز معدل ما للنمو الاقتصادي أو مقاومة الفشل المدرسي مثلا.

8- أساليب تتبع الظواهر وتحليل المضمون: ويقصد بطريقة تتبع الظواهر استخدام طائفة متنوعة من مصادر المعلومات في التعرف على الاتجاهات العامة لمتغيرات معينة، مع افتراض أن الاتجاهات العامة التي يتم الكشف عنها هي التي ستسود في المستقبل. وقد استخدم هذه الطريقة الباحث المستقبلي المشهور Naisbitt في التوصل إلى ما أطلق عليه الاتجاهات العامة الكبرى. أما طريقة تحليل المضمون فهي تركز على تحليل مضمون معطيات معينة وقراءتها قراءة علمية.

9- أسلوب المسوح ( Surveys Enquêtes /): التي يتم فيها استطلاع رأي أو توقعات عينة من الأفراد سواء من خلال استبيان يرسل بالبريد أو يتم تعبئته عن طريق المقابلة الشخصية أو الاتصال الهاتفي… ومنها طريقة ندوة الخبراء وطريقة الاستثارة الفكرية ، وطريقة دلفاي Delphi Method التي يتم فيها استطلاع الآراء والتحاور بشأنها….

10- أسلوب السيناريوهات (Scenarios): والسيناريو وصف لوضع مستقبلي ممكن أو محتمل أو مرغوب فيه، مع توضيح لملامح المسار أو المسارات التي يمكن أن تؤدي إلى هذا الوضع المستقبلي، وذلك انطلاقًا من الوضع الراهن أو من وضع ابتدائي مفترض. والأصل أن تنتهي كل الدراسات الاستشرافية إلى سيناريوهات، أي إلى مسارات وصور مستقبلية بديلة. فهذا هو المنتج النهائي لكل طرق البحث المستقبلي. ولهذا فإن بعض الاستشرافيين يعتبرون السيناريو الأداة التي تعطي للدراسات المستقبلية نوعًا من الوحدة المنهجية ، وذلك بالرغم من أن الطرق التي قد تستخدم في إنتاج السيناريوهات تتنوع تنوعًا شديدًا.

وعمومًا، فإن السيناريوهات تصف إمكانات بديلة للمستقبل، وتقدم عرضًا للاختيارات المتاحة أمام الفعل الإنساني، مع بيان نتائجها المتوقعة. وقد ينطوي تحليل السيناريوهات على توصيات ضمنية أو صريحة حول ما ينبغي عمله.

الكمّ أم الكيف؟

يمكن تقسيم أساليب هذه الدراسات الاستشرافية وفق معايير متنوعة؛ ومن أشهر معايير التصنيف : طرق كمية (Quantitative) وطرق كيفية (Qualitative) ولكن يعيب هذا التقسيم أن التمايزات ليست قاطعة بين ما هو كمي وما هو كيفي من طرق البحث الإستشرافي. وكثيرًا ما يكون الفرق بينهما فرقًا في الدرجة – لا في النوع. كما يندر أن تعتمد الدراسات المستقبلية الجيدة على القياسات الكمية وحدها دون اللجوء إلى الطرق الكيفية، على الأقل في مرحلة التحليل والتفسير والتوصل إلى استنتاجات.

استكشاف أم استهداف؟

تتخذ دراسات المستقبل أحد سبيلين أو أسلوبين:

الأول: استكشافي/استقرائي: ينطلق من الموقف الراهن (الحاضر)، بتاريخه السابق، ليسقطه على المستقبل، فيسوق لنا مشاهد أو سيناريوهات اتجاهية هي امتداد للماضي والحاضر. والمقاربات الاستكشافية تكون دراستها على أساس المعرفة المتواترة لدينا عن الماضي والحاضر. وعمومًا فإن المقاربة الاستكشافية أو الاستطلاعية أو الوصفية تتسم بأنها امتدادية غير مبدعة، ولكنها أكثر دقة، فهي تعيد إنتاج الحاضر في تحليلها النهائي.

الثاني: استطلاعي/ استهدافي/ معياري: يبدأ ببعض المواقف والأهداف المستقبلية المرغوبة أو المسلّم بها، ويرجع إلى الخلف ليحرك مسالك ملائمة للانتقال من الحاضر إلى المستقبل المأمول. والمقاربات المعيارية أو الاستهدافية مقاربات مبدعة، ولكنها تجنح إلى الخيال المفرط.

المفاهيم المتعلقة بالاستشراف

1- التمشّي الاستشرافي: هو التفكير في الشيء الأمثل سواء تعلق الأمر بخطة أو تصور أو سيناريو

2- المخطط : هو مجموعة من الخطوات اللازمة لإنجاز مشروع

3- الحاضر: هو الزمن الذي نحضر فيه للمستقبل

4- التوقع: فرضية تهم المستقبل

5- الاستراتيجيا: تحديد الهدف ووسائل تحقيقه

6- التأليف: عملية فكرية نجمع من خلالها مجموعة العناصر في صيغة إجمالية.

التمشّي الاستشرافي:

هو تمشي متعدد الاختصاصات: لمعرفة تأثير مختلف العوامل والمتغيرات ومساهمتها في إنتاج ظاهرة معينة كالانقطاع التلقائي عن الدراسة أو ضعف مردوديّة المنظومة التربوية …

يعتمد على بعد الزمن: (الماضي- المستقبل)

يأخذ بعين الاعتبار عنصر القطيعة: بمعنى أنه لا ينظر إلى الظواهر في ثباتها فقط بل في حركيّتها وتغيرها أيضا.

مراحل التمشّي الاستشرافي

1- التعريف بالمشكل

2- بناء وتعريف مجموعة المتغيرات والمفاهيم التي سيقع استعمالها

3- جمع المعلومات وصياغة الفرضيات

4- تصور الاحتمالات المستقبلية

5- تحديد الخيارات الإستراتيجية

مراجع

1- نبيه، محمد صالح أحمد. المستقبليات والتعليم. بيروت:دار الكتاب اللبناني، 1423هـ/2002م.

2- فلية، فاروق عبده والزكي، أحمد عبد الفتاح. الدراسات المستقبلية: منظور تربوي. عمان دار المسيرة، 1424هـ/2003م.

3- زاهر، ضياء الدين. مقدمة في الدراسات المستقبلية: مفاهيم- أساليب- تطبيقات. القاهرة: مركز الكتاب للنشرم.

4- العيسوي، إبراهيم. الدراسات المستقبلية ومشروع مصر 2020م. القاهرة: معهد التخطيط القومي، 2000م.

5- الثبيتي، جويبر ماطر والوذيناني، محمد معيض. الأساليب الكمية للدراسات المستقبلية. مكة المكرمة: جامعة أم القرى، مركز البحوث التربوية والنفسية، 1417هـ، ص 11

6- الرشيد، محمد بن أحمد. رؤية مستقبلية للتربية والتعليم في المملكة العربية السعودية. د ن، 1421هـ.

7- العواد، خالد إبراهيم. مؤشرات حول مستقبل التربية في المملكة العربية السعودية، أبها: ندوة استشراف مستقبل العمل التربوي في المملكة العربية السعودية، اللقاء السادس لمديري التعليم بأبها، 1418هـ.

8- النوري، عبد الغني. اتجاهات جديدة في التخطيط التربوي للبلاد العربية. الدوحة: دار الثقافة.

المصدر:
www.cnipre.edunet.tn/upload/pdf/etude_prospective.pdf

www.cnipre.edunet.tn

 

SAKHRI Mohamed

أنا حاصل على شاهدة الليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالإضافة إلى شاهدة الماستر في دراسات الأمنية الدولية، إلى جانب شغفي بتطوير الويب. اكتسبت خلال دراستي فهمًا قويًا للمفاهيم السياسية الأساسية والنظريات في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والاستراتيجية، فضلاً عن الأدوات وطرق البحث المستخدمة في هذه المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى